منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t207307.html)

Rehana 23-12-19 09:42 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
تذكرت رد فعل روبن عندما اخبرته انها كانت على علاقة مع سام ، ترى هل يغار ؟ ام سبب هذا هو شعورها بالذنب لأنها كانت تشعر بانجذاب لا يقاوم نحو سام ، لكنها لم تظهر ذلك ، وسام لم يدرك بما تشعر به . سمعت صوتاً في اعماقها يوبخها ، سام ليس بأحمق، فهو يشعر بذلك ايضا ، انه كتيار كهربائي ، كلما التقيا هناك شرارات تشع في الهواء . لكنه لن يذهب ليتفاخر بذلك امام روبن ، او امام اي كان ، سام لديه الكثير من العيوب ، لكنه لا يتحدث ابداً عن اي امرأة . كما وانها ليست من النساء اللواتي يعرفهن ، قالت لنفسها ذلك بغضب ، فهي تفضل الموت على ان تكون كذلك .
استدارت وعادت الى مكتبها مقطبة الجبين ، واجبرت نفسها على التركيز على عملها . ربما تخيلت تلك النبرة البعيدة في صوت روبن . مسكين روبن ، فهو متعب ، بل مرهق . هذا كل شيء . وهو يرغب في التأثير بوالده ، وحتي الآن لم ينجح ، ربما هذه الرحلة ستحقق له ذلك اخيراً .
رأت اثناء ذهابها لتناول الغداء اعلان لعمل على اللوح الداخلي فقرأت الاعلان باهتمام . انه عمل تبحث عنه وبشكل دائم .
صحافي في غازيت . لكن هناك شائبة واحدة فيه ، سام هاردي يعمل هناك ايضا . لكن ايضا روبن ، وهذا ربح اضافي ، لذا عادت لوري نالي المكتب وامضت فترة الغداء وهي تقدم طلباً للعمل اتصلت بروبن عدة مرات ذلك اليوم ، لكن دائماً في الخارج . قالت سكرتيرته ببرود "السيد كورنول منشغل جداً ، سأخبره باتصالك "
شكت لورين ان تكون فعلت ، لأن روبن لم يتصل بها الا مساءً ، وبسرعة لانه ذاهب لحفلة استقبال في احدى السفارات مع والده وعدد من الاشخاص المهمين من بلاد اخرى.
"آسف لورين ، علي الذهاب ، اصر والدي على ذلك ، لذا لا استطيع التغيب . وانا منشغل حتى اذني في هذه اللحظة ، لسوء الحظ"
قالت لورين بقلق "روبن ، هل هناك سوء ما ؟"
"سوء ؟ ما الذي تقصدينه بسوء؟ انا فقط منشغل كثيراً . ووالدي يغدق على الاعمال دون ان يقبل اي عذر "تبدل صوته ليصبح مليئاً بالحماس "نسيت ان اخبرك سيضعني في مجلس الادارة في نهاية هذا العام ، وقال انني استحق ذلك وحان الوقت لأكون هناك أساعده . اعتقد ان والدي بدأ ينظر بجدية الي اخيراً "
قالت لورين وهي تبتسم "هذا خبر رائع " ربما تبالغ في رد فعلها ، وتقرأ ما يحدث بطريقة خاطئة . وربما روبن منشغل حقاً ، محاولا ً ان يسعد ويؤثر في والده ، وشعوره نحوها لم يتغير ابداً .
اضافت "انني سعيدة جداً ، بالطبع ، فهناك الكثير لأخبرك به ، كل ما في الامر انني منشغل جدا ً. انتظري ، دعيني انظر الى دفتر مواعيدي لأرى متي اتمكن من رؤيتك هذا الاسبوع . اسمعي ما رأيك بتناول العشاء معا الجمعة ؟"

Rehana 23-12-19 09:43 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
"الجمعة ، رائع. اتطلع لاسمع كل شيء عن رحلتك ، اراك في المقهى لتناول شراباً قبل الذهاب اذاً "
تردد روبن قليلاً ثم قال "حسنا في المقهى ، الساعة السادسة والنصف " توقف عن الكلام قبل ان يتابع " لورين انا آسف . لكن والدي . حسنا ، ليس من العدل ان القي اللوم عليه ، الحقيقة هكذا جرت الامور ، لكنني آسف لانني تخليت عنك "
قالت بحرارة "لا تقلق بشأن ذلك عزيزي " المسكين يتمزق بينهما ، وهي تفهم ذلك الآن ، تابعت "اتفهمك وانا لست غاضبة منك "
تنهد وقال "حقاً ؟ شكراً لك . يجب ان اذهب ، اراك يوم الجمعة وسأخبرك حينها كل شيء"
صباح نهار الجمعة تلقت رسالة من المدير الشخصي لجريدة الفازيت يقول فيها ان اسمها وضع في لائحة المقبولين لهذا العمل ، وهكذا امضت ما تبقي من النهار وكأنها تسير في الهواء.
كان لديها بعض الوقت بعد الظهر ، وهكذا قبل ان تذهب الى لقاء روبن ذهبت الى المنزل لتبدل ثيابها.
ارتدت فستاناً اسود ، لم يكن جديداً لكنها تبدو جميلة جداً وهي ترتديه ، كما وان روبن معجب به.
وضعت قرطين من اللؤلؤ في اذنيها وعقد من اللؤلؤ الاصطناعي حول عنقها والذي قدمته لها جدتها في عيدها الثامنة عشر ، كما وضعت لمسة خفيفة من المكياج . فهي تريد ان تبدو بأجمل ما يمكن لأجل روبن . فهما بعيدان عن بعضهما لأسابيع وهي تشعر كأن هناك تبدل في علاقتهما. لا تدري ان كان هي السبب ام روبن ، فهي لا تنكر احساسها بعدم الراحة والحيرة لفترة وربما هو ايضا كذلك.
وصلت على الموعد وفي الوقت المحدد تماماً ، لكن لم يكن هناك اي أثر لروبن ، لذا جلست الى طاولة فارغة وطلبت كوباً من عصير الليمون ، مر بعض الاشخاص امامها ، ابتسمو لها والقوا التحية عليها
تقدمت منها فتاة وسألتها "اتنتظرين احداً ؟"
ابتسمت لورين واجابت "روبن "
ابتسمت الفتاة بطريقة ساخرة وقالت "روبن كورنول ؟ "ثم تابعت "حسنا ، اتمني لك وقتاً سعيداً "
سارت مبتعدة فنظرت لورين لها باستياء ، جين هود دائماً مزعجة وتشعر بالغيرة في كل مرة ترى لورين مع روبن ، ربما هي ايضا معجبة به.
تناولت لورين العصير وهي تراقب الطريق متوقعة ان ترى روبن يركض عبر الشارع من المبنى المواجه .
مرت الدقائق . نظرت الى ساعتها وقطبت جبينها . تأخر روبن ربع ساعة . قال انه منشغل جداً ، فربما هناك من يؤخره.

Rehana 23-12-19 09:44 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
انتهت من تناول العصير، وقررت ان لا تطلب اي شيء آخر قبل وصول روبن ، نظرت الى ساعتها مجدداً ، ها قد مرت عشرين دقيقة ، ماذا تفعل؟ هل تتصل بمكتبه لتعلم كم سيتأخر؟
سمعت بعض الضحك من طاولة جين هود ، استدارت لورين فرأت جين صديقاتها تراقبنها . كلهن تنظرن اليها وتهمسن ، شعرت بأنهن يتحدثن عنها ، ربما يفكرن ان روبن تخلى عنها .
اخفضت رأسها وهي تمسك بكوبها الفارغ ، ثم فتح الباب فنظرت بشوق ناحيته ، ضغطت علي اسنانها ما ان رأت ان القادم ليس روبن ، بل سام هاردي .
فكرت بمرارة ، هذا كل ما تحتاج اليه ، ليس فقط روبن تخلف عن موعده ، بل ايضا سام هاردي يشهد ان روبن تخلى عنها . لماذا عليه ان يصل الآن ؟
وقف عند الباب ، ينظر عبر الغرفة ، فتظاهرت لورين انها لم تره . ابقت نظرها على الطريق في الخارج ، لكن شعرت وكأنه يسير نحوها .
جلس على المقعد المقابل لها وقال "مرحبا لورين " سمعت صوته جافاً فهو يعلم انها تتجاهله .
نظرت اليه وقالت ببرود متعمدة "مرحبا ، انا بانتظار شخص ما ، لذا ان كنت لا تمانع وتنتقل الى طاولة اخرى "
قال وهو يحدق بها " اريد ان اتحدث معك لورين "
"لا اريد التحدث معك ، اسمع الشخص الذي انتظره سيكون هنا في أي لحظة "
قال سام "لا ، تعالي الى الخارج ،لورين . اعتقد انك تريدين ان تسمعي هذه الاخبار بحيث لا احد يستطيع رؤية وجهك"
شحب وجهها وهمست " انه روبن " وقفز بها الخيال الى تحطم سيارة روبن وكأنها ستختنق "ما الذي حدث؟ "
نهض سام وامسك بيدها ، شد بها لتقف ثم قادها الي نحو الخارج .
بالكاد لاحظت لورين العيون تراقبها وتهمس ، لكنها لم تكن تفكر بمن هناك ، فهي بالكاد تحرك قدميها ، فخوفها يكاد ان يقضي عليها . سألت بتوتر شديد "ما الذي حدث ، اخبرني ؟"
"انتظري قليلاً " وسار نحو سيارته ، فتح باب السيارة وساعدها لتجلس على المقعد بجانب السائق ، ثم صعد وراء المقود ، وادار المحرك .
امسكت بذراعه وقالت "ما الذي تفعله؟ اوقف السيارة ، لن اذهب الى اي مكان معك . اخبرني ما الذي حدث لـ روبن . علي ان اعرف ، هل هو مصاب؟ هل هو ...؟"
رفضت ان تلفظ تلك الكلمة بل تابعت "لدينا موعد الليلة ، وكنت بانتظاره واصبت بالقلق عليه"
"لن يلقاك الليلة ، ولا اي ليلة اخرى "
حبست انفاسها ، لابد ان روبن مات ، فهناك حسم نهائي بكلام سام ، كما وانه يراقبها بقلق .
ثم قال " انه في حفلة خطوبته"

Rehana 23-12-19 09:45 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
فلمعت عيناها بذهول "ماذا؟ "
"سيتزوج من جانيس ايرل "
اصيبت لورين باستغراب شديد ، هزت رأسها وقالت "انه خطيبي "ونظرت الى يديها المرتجفتين ، الى خاتم روبن في اصبعها ، وكأنها تحاول التأكد من البرهان الواضح امامها ، قالت " تحدثنا على الهاتف كان ليقول شيئاً ، قال انه سيصطحبني الى العشاء" ونظرت اليه تتهمه وتابعت "لماذا تكذب علي ؟ انت لا تعتقد انني سأصدقك ! فما تقوله سخيفاً جداً " فكرت بالفتاة صاحبة الشعر الاحمر والتي احضرها سام الى تلك الحفلة .
قالت "بالكاد يعرف جانيس ايرل ، التقيا لمرة واحدة في تلك الحفلة التي احضرتها معك "
"تقابلا عدة مرات وهو في الولايات المتحدة مؤخراً ، فتشارلي كورنول يعقد صفقة كبيرة مع والد جانيس ، وهذا ما ابقى روبن هناك كل ذلك الوقت "
شهقت وسألته "هل والده وراء ذلك؟ هل هو من ارسلك لتتحدث معي؟ انه يحاول ان يفسخ علاقتنا منذ اشهر ، فهو يكرهني . وربما اختلق هذه القصة لأتشاجر مع روبن "
قال سام بصوت غاضب "لا تكوني حمقاء لورين ، قد يكون تشارلي يبني النجوم بسبب جانيس وابنه ، لكنه لم يرسلني الى هنا لأتحدث معك ، وانا اخبرك بالحقيقة ، فلا تضحكي على نفسك "
علمت انه يقول الحقيقة ، لكنها لا تتحمل ان تصدقها . قالت معترضة " لكن روبن لا يحبها ، قال انها مدللة ومغرورة"
" جانيس صاحبة اخلاق واكثر منه بكثير ، بكل الاحوال "تابع بصوت غاضب "كان سيتركك جالسة هناك ، وهو لم يهتم بما تشعرين به . وانت لا تعلمين ما الذي حدث ، الشاب مخادع ، اناني وجبان ، جبن من اخبارك بنفسه . كان سيخبرك الليلة ، على ما فهمت ، ولهذا السبب قرر لقاءك ، لكن والده قرر ان الليلة مناسبة مثالية لاعلان الخطوبة "
"كان على روبن ان يتصل بي ليعتذر عن الموعد "
"لم يستطع مواجهتك في النهاية ، وبدلاً من ان يفعل كتب لك رسالة ، ثم نسي ان يرسلها . رأتها جانيس على مكتبه عندما ذهبت لتصطحبه "
شعرت لورين بجسدها كله يئن من الالم من فكرة ان تذهب تلك الفتاة لتأخذ روبن من مكتبه ، وترى الرسالة المرسلة لها ، وهي تعلم ماذا تحتوي . كيف تمكن روبن من ان يفعل بها هكذا ؟
تابع سام بهدوء " اعترف لها انه كان سيلتقي بك الليلة ، ليشرح لك ماذا حدث ليفسخ الخطوبة بينكما . اعتقدت انه فعل ذلك ، لقد وعدها انه سيفعل ذلك ما ان يصل من الولايات المتحدة ، وعندما سألته قال انه فعل . انه كاذب تماماً كما هو مخادع ،روبن الرائع . المهم ما ان مرا امام المقهى. منذ ساعة تقريباً ، رأتك جانيس هناك ، تنتظرين"

Rehana 23-12-19 09:45 PM

رد: 1216 - الحب الكبير - روايات عبير دار نحاس
 
شعرت لورين بالدماء الحارة تتوهج في وجهها . عضت على شفتيها بقوة لكي لا تبكي من الالم.
حدق سام في الطريق امامه وهو يتابع " اصبت بالرعب ، واتصلت بي لتطلب مني الذهاب الى المقهى كي اخبرك بنفسي "
شعرت لورين بالمرض ، وأغمضت عينيها واتكأت على نافذة السيارة غير قادرة علي التكلم.
اسرع سام بالانطلاق في السيارة ، وشعرت بالامتنان للصمت السائد بينهما ، لأنها كانت تخاف ان تبكي في اي لحظة . لماذا هو؟ لماذا جانيس ايرل؟ فكرت بمرارة . لماذا اختارت سام ؟ هل لأنه الشخص الوحيد الذي تعرفه ويعرف لورين ايضا؟ حسنا، لقد اختارت اسوء مرسل في العالم . فسام هاردي هو آخر شخص تريده قربها في هذه اللحظة .
اوقف السيارة ، ففتحت لورين عينيها ووجدت انه اوصلها الى المنزل .
لم تستطع ان تنظر اليه ، بل قالت "شكراً لك على ايصالي الى المنزل " ترجلت من السيارة وشعرت بساقيها ضعيفتين وغير قادرتين على حملها ، خرج سام من السيارة وتبعها على الفور.
قالت " اذهب، من فضلك "
قال بتصميم "كل ما اريده هو ان اراك بأمان داخل شقتك"
لم تجادله عندما اوصلها الى باب شقتها ، امسكت بالمفتاح لكنها لم تستطع ان تضعه في القفل ، وقع على الارض ولم تستطع رؤيته لأن عينيها مليئتان بالدموع . التقط سام المفتاح وسمعت الباب يفتح.
قالت من دون ان تنظر اليه "شكراً ، وعمت مساءً"
دخلت واغلقت الباب ، لكنها ادركت ان سام دخل معها الى المنزل قبل ان تغلق الباب على ذات الجهة.
لم ترفع نظرها الى وجهه ، نظرت الى ساقيه الطويلين قربها ، انه يرتدي بنطال من الحرير الاسود ، يرتدي بذلة ، ادركت ذلك للمرة الاولى . فهي لم تره من قبل ، فهناك الكثير مما يشغل بالها . لابد انه كان خارجاً الى حفلة ما عندما اتصلت جانيس . ربما كان ذاهباً الى حفلتها ، ليحتفل بخطوبتها هي وروبن؟
بدأت لورين تضحك من سخرية الموقف ، والضحك تحول الى بكاء. انهمرت الدموع التي كانت تخفيها ، فاتكأت على الجدار ترتجف وتبكي ، مخبأة وجهها منه.
تركها سام تبكي لعدة دقائق ثم وضع ذراعيه حولها ، حاولت ان تتوقف عن البكاء ، لكنه جذبها اليه ، لم ترغب لورين ان يرى وجهها ، فدفنته في سترته ، استطاعت ان تشم رائحة عطره ، انه رائحة الصنوبر ، فتذكرت حديقة بيتها وتمنت لو انها هناك ، فنهار الاثنين كل من في المؤسسة سيعلم ، سيحدق بها ويهمس ، ستكون الرقم الاول في الثرثرة عليها ، عن انتهاء خطوبتها ، وعن اخبار روبن وتخطيطه للزواج من جانيس ايرل.


الساعة الآن 02:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية