6- الشاطىء في الصباح جلس آدم قرب ماريا في قاعة الأستقبال الكبيرة وراح يتأملها بغضب ثم قال: "أذن, تثرثرين من وراء ظهري مع أليس؟". كانت ماريا منزعجة وراحت تشرح بأرتباك: " كنت أشك في ما قالته , ببساطة وحسب". " لا أحب الثرثرة وذم الناس". " أنت أيضا تكلم من وراء ظهري". "صحيح ؟ وا الذي يجعلك تعتقدين ذلك؟". " لقد سمعت أليس في السيارة , حسب ما قالته , لست أكيدا أنني سأبقى في أنكلترا!". " لا أرى العلاقة!". " لا شك أنك قلت شيئا عن هذا الموضوع!". " بأمكان لورين أن تقول ما تريده لخادمتها!". صرخت ماريا وقالت: " هل تنكر أنك ناقشت وضعي معها؟". " ليس هناك ما أقوله!". تنهدت ماريا وقالت: " في كل حال , هي لم تكن تريد وجودي هنا ,وهذا الأمر واضح وجلي". أزاح آدم خصلة شعره كالعادة وقال: " من دون أي شك , لكن , أذا قلت بأنك ستأتين معنا , فأنا صاحب الكلمة الأخيرة , هل هذا واضح الآن؟". منتديات ليلاس " واضح جدا". سحب الطبيب سيكارا صغيرا من علبة وقال: " وبأنتظار ذلك يمكنك أن تحاولي الأفادة من هذه العطلة الصغيرة! هل فكرت في الأمر؟". لم تشعر ماريا بمزاج المصالحة , فقالت: " كلا , أصرح لك بذلك , كم سنبقى هنا؟". " نعود صباح الأثنين حتى نصل الى لندن قبل الغداء". قالت ماريا في ذهول: " الأثنين!". ثم تابعت بمرارة: " هل يجب علي تغيير ملابسي قبل العشاء؟". راح آدم ينظر اليها مفصلا , من رأسها حتى أخمص قدميها , متعمقا بالنظر في سروالها وقميصها , ثم قال: " لا , ليس ذلك ضروريا ". أحنت ماريا رأسها , الأمر لا يتغير , لورين تسحره كما تسحر الجميع بوجهها الفاتن وجسمها الذي يشبه أجسام الحوريات. ثم توجهت ماريا نحو النافذة المطلة على البحر , حل الليل , وفي القرية الأضواء تشتعل الواحد تلو الآخر , كانت تشعر بأنزعاج وعصبية , بينما كان من المفروض أن تشعر عكس ذلك , كان من المستحسن أن تكون سعيدة لقضاء يومين على شاطىء البحر , آه , لو تفكر بوسيلة , لكن من دون جدوى وو كان يجب على آدم أن يفكر مليا قبل أن يدعوها الى المجيء معه. فجأة شعرت بوجوده قربها , أنه هو , كان ينظر اليها بعينين حالمتين , ثم قال: " المنظر رائه , أليس كذلك؟". أنه بهذا الكلام يقدم لها فرصة نسيان العراك وسوء التفاهم الحاصل بينهم منذ وصولها الى لندن. فأجابت بصراحة: " نعم , لكن لم أكن أتوقع كل هذا". منتديات ليلاس " كنت أشك بالأمر , كنت تتوقعين منزلا صغيرا خاليا من وسائل الراحة , كما قالت لورين في السيارة". " نعم هذا صحيح". " لورين أمرأة تحب الترف كما ترين". " بالفعل , كان يجب علي أن ألاحظ ذلك , كنت أعتقد أنكما ستكونان وحدكما هنا , لم أكن أعرف أنها تصطحب معها خادمتها ". " ولما لا؟". أحمرت ماريا فجأة وقالت بوقاحة: " هذا أمر حتمي , أليس كذلك؟". أمسكها آدم بكتفيها وأدارها صوبه وقال: " كلا , ليس الأمر حتميا ! ليس بالنسبة الي , في كل حال أذا كنت تفكرين بما أعتقده , بأمكانك أن تنسي الأمر كليا ! أذا كنت أريد مغازلة لورين , فلست بحاجة الى السفر بعيدا وقطع مسافة مئة وخمسين ميلا لذلك!". |
شعرت ماريا بخديها تشتعلان أحمرارا , ثم تقول وهي تتخلص من قبضته: " أتركني ,لماذا جئت بي الى هنا ؟ لم أكن أريد المجيء , أنت تعرف ذلك جيدا , كل ما ترغب به هو أهانتي!". تركها آدم فجأة , فوجئت ماريا ورجعت الى الوراء , وتعثرت بطاولة صغيرة موجودة قرب المدفأة وضرب رأسها بزاوية المدفأة .... غابت عن الوعي وسقطت أرضا. وفي لمح البصر كان آدم راكعا قربها , فأفاقت بسرعة , فساعدها على النهوض , وراحت تلمس صدغيها , ثم نظرت الى آدم فرأت في عينيه القاتمتين القلق والخوف فسألها: " كيف تشعرين؟ أنني آسف , لم أكن اريد أن أؤذيك؟". أرتعشت ماريا لدى ملامسته لها وراحت ترتجف خائفة أن تخور من شدة الأنفعال , فقامت بحركة جانبية لتتحاشى نظرته والأنفلات منه. فقالت بصوت أحتجاج: " لا بأس .... أنها .... غلطتي أنا". أجاب بلطف وهو ينظر اليها بحدة ناعمة: "كلا , ليست غلطتك , أنها غلطتي أنا , لم يكن حدث ما حدث لو لم أكن غاضبا , لنتصالح الآن ولنقم الهدنة بيننا ! لنحاول الأفادة من هذه العطلة , أليس هذا ما تريدينه أيضا؟". منتديات ليلاس نظرت اليه ماريا مرتجفة وهمست بخجل واضعة يدها على ذراع آدم وقالت: "أنا دائما سعيدة حين أكون معك". شعرت الفتاة بذراعه القوية تحت قماش بزته الكحلية وأحست فجأة برغبة في الأقتراب منه أكثر , هذا الأنفعال ليس فيه أي روح أخوية. نظر اليها آدم وقال بأنفعال شديد: " ماريا!". لكن هذه اللحظة الغريبة لم تدم طويلا , أذ سمعا وقع خطوات على السلالم , كانت لورين نازلة الى الصالون. أبتعد آدم بسرعة عن ماريا وتقدم لأستقبال لورين , كانت الممثلة ترمق ماريا بنظرات ملؤها الشك , أذ كانت تبدو جميلة بخديها الناريين وشعرها الكستنائي المجعد حول كتفيها وقميصها الأحمر , أما لورين فكانت رافعة شعرها بكعكة وترتدي فستانا من الكريب الأخضر الغامق والضيق , كانت رائعة بجمالها الجذاب , كيف بأمكان أي رجل أن يلتفت نحو أمرأة أخرى عندما تكون لورين موجودة؟ فهي نحك الأنظار وتسحر الألباب . عاود ماريا ألم في رأسها حيث أرتطمت بالمدفأة , فأسرعت في الحال تقول: " أنا .... لا أشعر بحالة جيدة , هل بأمكان أليس أن تدلني الى غرفتي؟ أرغب في الذهاب الى الفراش". ألتفت اليها الطبيب وقال : " ماذا جرى؟ هل تشعرين بألم؟". أحمر وجه ماريا وقالت: " قليلا , لا أشعر بحالة جيدة , هذا كل ما في الأمر , ألا ترى أي مانع أن....". قاطعتها لورين فرحة لهذا الوضع وقالت: " لا , أبدا , يا ماريا". أكد آدم بشدة : " بلى , يا ماريا , أذا كنت مريضة , فسأفحصك". نظرت اليه الفتاة بخوف وقالت بخجل : " لست مريضة فعلا...". " في هذه الحال , ستبقين هنا وتتناولين العشاء معنا". كان الأمر مختصرا فأثار الدهشة عند ماريا. خضعت للأمر الواقع وقالت: " أذن, سأبقى". وضعت يديها في جيبي سروالها وتابعت تقول: " لكنني أفضل أن أغسل وجهي ويدي قبل العشاء , أين.... أين سأنام الليلة؟.". منتديات ليلاس أطلقت لورين زفرة وقالت: " ستتقاسمين الغرفة الصغيرة مع أليس , أنني آسفة يا ماريا , لكن ليس في المنزل ألا ثلاث غرف نوم , وبالتالي لا يمكنني أن أدعك تتقاسمين غرفتي!". نظر آدم الى ماريا وقال بهدوء: " ستشغل ماريا غرفتي". نظرت لورين نظرة تهديد الى خطيبها وبدأت تقول: " لكن.... أدم...". فقاطعها وقال بأختصار: " سأنام على الأريكة في الدار ,أذن , هل أدل ماريا على الغرفة أو تفعلين ذلك أنت؟". أغتاظت لورين وصعدت على مضض الى الطابق الأول لتدل الفتاة الى الغرفة التي ستنام فيها , كانت ماريا تستعد لجلب حقيبتها ,لكن آدم سبقها وأحضرها لها. ولما بقيت ماريا وحدها في الغرفة , أرتمت على السرير وأصابتها نوبة أضطراب وتوتر , تشوش عقلها ولم يكن ذلك ناتجا عن الواقعة التي أصابت رأسها ! أنا... آدم... وفضلت ألا تفكر في الأمر بتاتا. أخذت الفتاة حماما في الحمام بنية الأسترخاء والهدوء , ثم أرتدت فستانا أصفر وسرحت شعرها ببطء لتؤخر فرصة اللقاء بآدم وخطيبته, وأخيرا هبطت السلالم بعنف محدثة ضجة كي تعلم الحضور بوصولها , فلم تكن ترغب أن تفاجأ بهما في عناق. ولما دخلت الى الصالون , لم تر أحدا , نظرت حولها ورأت الباب المطل على الشرفة مفتوحا , أقتربت ورأت آدم ولورين يأخذان المقبلات على ضوء القمر. |
نهض آدم لدى وصولها وقال: " ماذا تشربين يا ماريا؟ عصير الفاكهة؟ أم القهوة؟". " أفضل شرابا حادا , لم أعد فتاة صغيرة". أحنى آدم رأسه ودخل الى الصالون يحضر لها كأسا. رمقت لورين الفتاة بنظرة مواربة ثم قالت لها: " تعالي , يا ماريا , لا تخافي ,لن آكلك". أحمرت ماريا لكن الظلام أخفى أرتباكها لحسن حظها , خرجت الى الشرفة وأرتعشت لبرودة الجو. أشارت لها لورين أن تجلس قربها , كان بأمكان ماريا التظاهر بجهل الموضوع لكنها أطاعت , قالت الممثلة: " أنت فتاة جريئة! أكثر مما كنت أتصور ,أو أن ذلك وقاحة ؟". نظرت اليها ماريا بأمعان محاولة أن تفهم مقصدها , لكنها سألتها: " ماذا تعنين؟". أطلقت لورين زفرة مزعجة وقالت: " هيا , يا عزيزتي , لا تمثلي علي! أنت تعرفين ما أعني , لا تتظاهري بعدم الفهم!". منتديات ليلاس هزت ماريا رأسها وقالت: " هل تقصدين وجودي هنا؟". قالت لورين وهي تطلق دخان السيكارة من فمها: " طبعا". " أصر علي آدم للمجيء". " هذا تماما ما كنت أريد قوله". " أنني لا أفهم". : بلى , تفهمين يا ماريا , في البداية وصلت ,وشعر آدم بأنزعاج كبير , لكن تدريجيا نجحت في أن تدعينه يشعر بالندم , والآن , آدم المسكين يشعر أنه مضطر أن يتقبلك". أنتفضت ماريا , لكن لورين أكملت تقول: " هل تعتقدين أن أليس ترافقنا دائما الى فينشام؟". كانت ماريا تريد النهوض لتتخلص من هذه المرأة ومن لسانها الذي يشبه لسان الحية , لكن آدم عاد لتوه حاملا كأس المشروب , قدمه اليها فأضطرت ماريا الى قبوله ثم عادت لتجلس في مقعدها ,سألت لورين: " هل أنتهت أليس من تحضير العشاء؟". " نعم , العشاء جاهز". العشاء كان كارثة , فلم تتمكن ماريا من أبتلاع الطعام لكنها كانت تحاول جهدها لئلا توقظ حشرية آدم . وكانت تشعر بأنه نظر اليها بحدة , عدة مرات, مما جعلها تحمر وتصفر أكثر من مرة , بعد القهوة أقترحت لورين على آدم القيام بجولة في السيارة عبر القرية , فشعرت الفتاة بأرتياح أمام هذا المشروع , فسأل آدم: " هل تحبين يا ماريا أن تأتي معنا؟". هزت الفتاة رأسها بعصبية وأجابت بأختصار: " لا, شكرا , أفضل أن أذهب الى الفراش". تقلص وجه آدم وسألها: " هل أنت مريضة؟ بالكاد ذقت الطعام الآن". رفعت ماريا كتفيها وأجابت: " أنني متعبة , لا أكثر". أضطر آدم أن يقبل حجتها , لم تكن ماريا ترغب الا بالذهاب الى غرفتها بأسرع ما يمكن. لم يسبق أن ألتقت بأنسان شيطاني مثل لورين غريفيتس , كانت على حق في أنها لم تثق بها منذ البداية. نامت ماريا في الحال برغم همومها , وأفاقت في صباح اليوم التالي على صوت النوارس , فنهضت من سريرها وتوجهت الى النافذة , كان النهار ما زال باكرا ,لكن لدى رؤيتها الأمواج العالية والشاطىء المهجور ,شعرت فجأة برغبى ملحة للغطس في الماء. وبسرعة , خلعت قميص نومها وأرتدت بزة السباحة ثم وضعت فوقها قميصها وسروالها الأحمر ورفعت شعرها للأعلى , ثم تناولت منشفة وخرجت من غرفتها من دون أحداث أي ضجة وهبطت السلالم ,في هذه الساعة الباكرة الجميع نيم ولا تريد أيقاظ أحد , مهما كان ,ولما وصلت الى أسفل السلالم , أنتفضت لسماعها ضجة , فوجئت وأزاحت رأسها , فرأت آدم خارجا من المطبخ , مرتديا سروالا قصيرا كحليا وقد عقد منشفة حول عنقه , فهتف مندهشا: " ماريا! أعتقدت أن القادم هو أليس , الساعة ما تزال السادسة والنصف". " كنت.... كنت أرغب في السباحة". بحثت بعصبية عن لورين غريفيتس بعينيها لكنها لم تلمح أحدا في الصالون , وعلى الأريكة تكومت الأغطية والوسائد , هنا نام آدم كما وعدها بالأمس. " لورين ما زالت نائمة , لن تفيق قبل ساعات من الآن". حاولت ماريا أن تخبىء أنوعاجها , فتوجهت نحو الباب وسألته متظاهرة بأنها لم تسمع ملاحظته: " هل بأمكاني السباحة؟". " طبعا , وهذا ما كنت سأفعله, ما رأسك لو نذهب معا؟". رفعت ماريا كتفيها وقالت بأرتباك: " كما تريد". منتديات ليلاس " أذن, هيا بنا". فتح آدم الباب وخرجا , الهواء منعش لكن غيمة خفيفة تملأ السماء , قال آدم وهو يمشي قرب الفتاة: " النهار سيكون حارا ,من يدري, ربما ستفرحين بوجودك هنا؟". فضلت ماريا عدم الأكتراث للهجته الساخرة , وصلا الى السلالم التي تؤدي بهما الى الشاطىء , دعته يمر أمامها حتى يقدم لها يده ,الأدراج عالية وكانت فرحة لأن هناك من يساعدها في النزول , الرمال كانت فاترة تحت أقدامهما العارية , خلعت ماريا قميصها وألقت نظرة أرتباك الى آدم , فكان قد تقدم قليلا ليفسح لها مجالا لخلع ملابسها , أنتزع سرواله القصير وظهر المايوه الأسود , ثم أسرع نحو البحر وغطس في الأمواج. ترددت ماريا في البدء , الأمواج الصغيرة كانت تداعب قدميها وبدت باردة فخافت الأرتماء فيها , أخيرا تحلت بالشجاعة وأخذت نفسا عميقا وغطست بدورها. |
المياه كانت رائعة منعشة, سبحت ماريا قليلا ثم راحت تبحث عن آدم , فرأته بعيدا يتسلق صخرة , أشار اليها أن توافيه , لم تكن المسافة بعيدة لكنها وصلت الى الصخرة كانت تلهث وبالكاد تمكنت من أن تصل قرب آدم , ثم تمددت على ظهرها وجسمها يتلون تحت أشعة الشمس اللاهبة: " يجب أن تتمرني أكثر على السباحة , هل تسبحين في أيرلندا؟". " أحيانا , لا أعرف أحدا بأمكاني أن أسبح برفقته ,والدي ليس عنده وقت ووالدتك لا تجيد السباحة". " كلا , لا تجيد السباحة". تمدد هو على صدره قرب الفتاة وأكمل قائلا: " وهذا الشاب الذي كلمتني عنه.... ماثيو هادلي ؟ ألا تسبحين أحيانا معه؟". " كلا , أبدا". منتديات ليلاس وجه آدم القريب من وجهها يوترها بصورة غريبة , وكلمات لورين تعود الى ذاكرتها , هل يتصرف آدم معها هكذا لأنه يشعر بأضطراره لقبولها؟ ليكون ضميرة مرتاحا؟ فجأة جلست ماريا , فهي لا تريد هذا النوع من العلاقة معه , لا تريد شفقته , وكانت تفضل ألا يتحدث معها , راحت تنظر الى الشاطىء البعيد , المنظر في غاية الجمال ,لكن كلمات لورين أفسدت أهتمامها ,وفجأة لم تعد تتحمل البقاء قرب آدم. غطست في الماء وراحت تسبح نحو الشاطىء بشرعة غريبة , ولما وصلت الى الرمال , تمددت لتجفف جسمها , كانت تعصر شعرها عندما لحق بها آدم , وقال: " كان الأمر فجائيا ,ما أن جلست حتى فجأة أختفيت! ولم يعد هناك وجود لماريا ! هل أرتكبت معك أي حماقة؟". رفعت ماريا كتفيها متصنعة اللامبالاة وقالت: " كلا , لكن شعرت برغبة في العودة الى الشاطىء , هذا كل ما في الأمر". " بالكاد أصدق كلامك". " لا أعرف لماذا!". بعدما أنهت تنشيف شعرها و, بدأت بأرتداء سروالها , فقال لها آدم وهو يمسك بذراعها: " أنتظري! ما زلت مبللة , ستفسدين ثيابك , أجلسي لحظة ونشفي جسمك في الشمس". نظرت اليه الفتاة نظرة تحد وقالت: " لا عليك, فأنا راشدة وقادرة على الأهتمام بنفسي". أجابها بتعجب وأندهاش: " ماذا تقولين؟". " لست بحاجة لأن يرافقني أحد , بأستطاعتي أن أتدبر أمري بنفسي , أنا معتادة على ذلك". صرخ وهو يمسك بمعصمها: "يا ألهي! ماذا جرى لك ؟ الآن , كنت تبدين فرحة بوجودك معي والآن تتصرفين كما لو أنني أعتديت عليك!". منتديات ليلاس عضت الفتاة على شفتيها وصرخت وهي تحاول أن تسحب يده من معصمها من دون جدوى: " أذن, أذا كنت تعتقد ذلك , فأنت مخطىء!". سألها بصوت قاس: " ماذا هناك أذن؟ هل قالت لك لورين شيئا ما؟". رفضت ماريا أن تنظر اليه, فأفلت يده عنها , ثم رفع ذقنها وراح يحدق في عينيها مستعلما , ثم قال: " بالفعل , لقد كلمتك .... كان يجب أن أشك بالأمر!". لم تكن ماريا تريد مزيدا من المشاكل مع لورين فقالت: " ماذا يمكنها أن تقول؟ أنت مخطىء , لست مضطرا لأن تتحدث معي , أذا كنت لا ترغب بذلك". |
اطلق آدم زفرة أن أنزعاج وقال: " لا أشعر أنني مضطر , هل تندهشين لو قلت لك أنني مسرور بالتحدث اليك؟ لكن, أذا كنت ترغبين في العودة الى المنزل...". تناول منشفته وراح ينشف صدره , كان ينظر الى الأفق نحو البحر , وكانت ماريا قادرة على مراقبته بأرتياح , أنه رجل جذاب , بشعره الكثيف ويديه الطويلتين المغرييتن وعينيه العميقتين , جسمه نحيل وخال من أي كتلة شحم ,وفهمت الأنجذاب الذي يحدثه عند لورين ,ماريا بذاتها حساسة أمام سحره , هل جاءا ت فعلا الى لندن لتتخلص من حياتها الخانقة التي كانت تعيشها في كيلكارني ؟ أم لأنها ترغب , من دون وعيها , برؤية آدم من جديد؟ فجأة أستدار نحوها ونظر في عينيها حتى أحمر وجهها وأزاحت عنه نظرها , فقالت: " لا تذهبي , أنتظري قليلا". " حسنا , سأفعل". تمددت على الرمل , فتمدد آدم قربها ثم أستدار نحوها ينظر اليها بأمعان ثم قال: " هل لاحظين أنك لأول مرة توافقين على أمنيتي من دون أن تتذمري؟". منتديات ليلاس رفعت ماريا شعرها وبدأت أشعة الشمس تحرق بشرتها الطرية , كم كانت تتمنى لو بأمكانها أن تقضي النهار كله برفقة آدم! لكن عليها العودة بعد قليل وهذه الفكرة أشعرتها بحزن عميق. أنتصب آدم وأتكأ على مرفقيه وسألها: " هل أتخذت قرارا بصدد دراستك ؟ أتصلت جانيت بك أليس كذلك؟". ألتفتت الفتاة نحوه وقالت: " كنا أريد مناقشة هذا الموضوع معك, وأعتقد أنك ستطلب مني أن أتسجل في الصف الذي بدأ منذ أسابيع , أليس كذلك؟". أجابها بلهجة ساخرة : " بأمكاني أن أقول لك أنك أخترت خطأ , الوقت لبدء الدروس , لكن حسب رأيي , من الأفضل أن تنظري حتى السنة المقبلة ,أي بعد عطلة الصيف الكبيرة ". فتحت ماريا عينيها الواسعتين وقالت: " لكن, لن تبدأ الدروس حينذاك الا بعد ثلاثة أشهر". " أعرف". " وماذا أفعل خلال أشهر العطلة ؟ هل أعود الى أيرلندا؟". تمدد آدم من جديد وقال: " هذا القرار يعود اليك". سألت وهي غير مصدقة : " هل تسمح لي بالبقاء؟". " هل بأمكاني منعك؟". " نعم , بأمكانك التوقف عن مناكدتي يا آدم , أرجوك , حسب رأيك , ماذا علي أن أفعل؟". نظر اليها آدم بأمعان وأنتباه وقال: " لا أعرف , فكري بالأمر مليا قبل أن تأخذي القرار النهائي , أنت من يمل قضاء الأيام بين أربعة جدران". زمت ماريا شفتيها وظلت تتأمل البحر , فهذا التغيير في تصرف آدم يحيرها , ولا تعرف أي قرار تتخذه. قالت بلطف: " سوف... سأفكر بالأمر". " فكرة حسنة". أغمض آدم عينيه وران صمت طويل , كم هو جميل الأسترخاء بكسل تحت أشعة الشمس.... فهي تشعر بأضطراب قوي عندما يكون آدم لطيفا معها أكثر مما كان غاضبا , هل هذا التغير في التصرف أرادي ؟ ربما لاحظ أنه لن يصل الى أي مكان معها أذا أستمر التصرف بعدائية. الأوقات الحلوة تنتهي دائما للأسف , نهض آدم وألقى نظرة الى ساعة يده , وقال: " حان الوقت لنعود ونتناول الفطور , لا شك أن أليس قد أفاقت , أنني جائع , وأنت؟". نهضت ماريا بدورها وأرتدت ملابسها وقالت: " لا شك أن أليس تشعر بشيء جديد في مجيئها الى هنا ...". " ليس أكثر من.... ماذا تعنين بهذا الكلام؟". رفعت ماريا كتفيها , أمضت ساعات حلوة برفقة آدم وهي الآن تفسد كل شيء بتصرفها الخاطىء ,أزاحت الفتاة نظرها وتوجهت في عجلة نحو السلالم عندما لحق بها آدم بكتفها وأصر على القول: " ماريا! ردي علي". منتديات ليلاس رفضت ماريا الألتفات وقالت: "أنت سريع التأثر , يا آدم , لم أكن أقصد شيئا ". " بلى , بالعكس , أعرفك كفاية وأعرف أنك تريدين تحريضي , هل تعتقدين أن وجود أليس هنا هو بطريق الصدفة؟". أرادت ماريا أن تفلت من قبضته فقالت صارخة: " أنت ترلمني!". هزها وقال: " أنت تستحقين الألم". فقدت ماريا توازنها ووقعت على آدم , وللحظة ضئيلة تلامسا ,لكن آدم من دون كلمة أبتعد عن الفتاة , راحت ماريا ترتجف وتتسلق السلالم مترنحة , غريزتها الأنثوية لا تخدعها و فهي مضطربة لأكتشافها , أن يد آدم وهي تدفعها , كانت تداعبها في الوقت نفسه. نهاية الفصل السادس |
الساعة الآن 11:37 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية