منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   120_ اتيت من بعيد_ آن مثير _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t155973.html)

اماريج 20-02-11 10:08 AM


6- الشاطىء في الصباح

جلس آدم قرب ماريا في قاعة الأستقبال الكبيرة وراح يتأملها بغضب ثم قال:
"أذن, تثرثرين من وراء ظهري مع أليس؟".
كانت ماريا منزعجة وراحت تشرح بأرتباك:
" كنت أشك في ما قالته , ببساطة وحسب".
" لا أحب الثرثرة وذم الناس".
" أنت أيضا تكلم من وراء ظهري".
"صحيح ؟ وا الذي يجعلك تعتقدين ذلك؟".
" لقد سمعت أليس في السيارة , حسب ما قالته , لست أكيدا أنني سأبقى في أنكلترا!".
" لا أرى العلاقة!".
" لا شك أنك قلت شيئا عن هذا الموضوع!".
" بأمكان لورين أن تقول ما تريده لخادمتها!".
صرخت ماريا وقالت:
" هل تنكر أنك ناقشت وضعي معها؟".
" ليس هناك ما أقوله!".
تنهدت ماريا وقالت:
" في كل حال , هي لم تكن تريد وجودي هنا ,وهذا الأمر واضح وجلي".
أزاح آدم خصلة شعره كالعادة وقال:
" من دون أي شك , لكن , أذا قلت بأنك ستأتين معنا , فأنا صاحب الكلمة الأخيرة , هل هذا واضح الآن؟".
منتديات ليلاس
" واضح جدا".
سحب الطبيب سيكارا صغيرا من علبة وقال:
" وبأنتظار ذلك يمكنك أن تحاولي الأفادة من هذه العطلة الصغيرة! هل فكرت في الأمر؟".
لم تشعر ماريا بمزاج المصالحة , فقالت:
" كلا , أصرح لك بذلك , كم سنبقى هنا؟".
" نعود صباح الأثنين حتى نصل الى لندن قبل الغداء".
قالت ماريا في ذهول:
" الأثنين!".
ثم تابعت بمرارة:
" هل يجب علي تغيير ملابسي قبل العشاء؟".
راح آدم ينظر اليها مفصلا , من رأسها حتى أخمص قدميها , متعمقا بالنظر في سروالها وقميصها , ثم قال:
" لا , ليس ذلك ضروريا ".
أحنت ماريا رأسها , الأمر لا يتغير , لورين تسحره كما تسحر الجميع بوجهها الفاتن وجسمها الذي يشبه أجسام الحوريات.
ثم توجهت ماريا نحو النافذة المطلة على البحر , حل الليل , وفي القرية الأضواء تشتعل الواحد تلو الآخر , كانت تشعر بأنزعاج وعصبية , بينما كان من المفروض أن تشعر عكس ذلك , كان من المستحسن أن تكون سعيدة لقضاء يومين على شاطىء البحر , آه , لو تفكر بوسيلة , لكن من دون جدوى وو كان يجب على آدم أن يفكر مليا قبل أن يدعوها الى المجيء معه.
فجأة شعرت بوجوده قربها , أنه هو , كان ينظر اليها بعينين حالمتين , ثم قال:
" المنظر رائه , أليس كذلك؟".
أنه بهذا الكلام يقدم لها فرصة نسيان العراك وسوء التفاهم الحاصل بينهم منذ وصولها الى لندن.
فأجابت بصراحة:
" نعم , لكن لم أكن أتوقع كل هذا".
منتديات ليلاس
" كنت أشك بالأمر , كنت تتوقعين منزلا صغيرا خاليا من وسائل الراحة , كما قالت لورين في السيارة".

" نعم هذا صحيح".
" لورين أمرأة تحب الترف كما ترين".
" بالفعل , كان يجب علي أن ألاحظ ذلك , كنت أعتقد أنكما ستكونان وحدكما هنا , لم أكن أعرف أنها تصطحب معها خادمتها ".
" ولما لا؟".
أحمرت ماريا فجأة وقالت بوقاحة:
" هذا أمر حتمي , أليس كذلك؟".
أمسكها آدم بكتفيها وأدارها صوبه وقال:
" كلا , ليس الأمر حتميا ! ليس بالنسبة الي , في كل حال أذا كنت تفكرين بما أعتقده , بأمكانك أن تنسي الأمر كليا ! أذا كنت أريد مغازلة لورين , فلست بحاجة الى السفر بعيدا وقطع مسافة مئة وخمسين ميلا لذلك!".



اماريج 20-02-11 10:09 AM

شعرت ماريا بخديها تشتعلان أحمرارا , ثم تقول وهي تتخلص من قبضته:
" أتركني ,لماذا جئت بي الى هنا ؟ لم أكن أريد المجيء , أنت تعرف ذلك جيدا , كل ما ترغب به هو أهانتي!".
تركها آدم فجأة , فوجئت ماريا ورجعت الى الوراء , وتعثرت بطاولة صغيرة موجودة قرب المدفأة وضرب رأسها بزاوية المدفأة .... غابت عن الوعي وسقطت أرضا.
وفي لمح البصر كان آدم راكعا قربها , فأفاقت بسرعة , فساعدها على النهوض , وراحت تلمس صدغيها , ثم نظرت الى آدم فرأت في عينيه القاتمتين القلق والخوف فسألها:
" كيف تشعرين؟ أنني آسف , لم أكن اريد أن أؤذيك؟".
أرتعشت ماريا لدى ملامسته لها وراحت ترتجف خائفة أن تخور من شدة الأنفعال , فقامت بحركة جانبية لتتحاشى نظرته والأنفلات منه.
فقالت بصوت أحتجاج:
" لا بأس .... أنها .... غلطتي أنا".
أجاب بلطف وهو ينظر اليها بحدة ناعمة:
"كلا , ليست غلطتك , أنها غلطتي أنا , لم يكن حدث ما حدث لو لم أكن غاضبا , لنتصالح الآن ولنقم الهدنة بيننا ! لنحاول الأفادة من هذه العطلة , أليس هذا ما تريدينه أيضا؟".
منتديات ليلاس
نظرت اليه ماريا مرتجفة وهمست بخجل واضعة يدها على ذراع آدم وقالت:
"أنا دائما سعيدة حين أكون معك".
شعرت الفتاة بذراعه القوية تحت قماش بزته الكحلية وأحست فجأة برغبة في الأقتراب منه أكثر , هذا الأنفعال ليس فيه أي روح أخوية.
نظر اليها آدم وقال بأنفعال شديد:
" ماريا!".
لكن هذه اللحظة الغريبة لم تدم طويلا , أذ سمعا وقع خطوات على السلالم , كانت لورين نازلة الى الصالون.
أبتعد آدم بسرعة عن ماريا وتقدم لأستقبال لورين , كانت الممثلة ترمق ماريا بنظرات ملؤها الشك , أذ كانت تبدو جميلة بخديها الناريين وشعرها الكستنائي المجعد حول كتفيها وقميصها الأحمر , أما لورين فكانت رافعة شعرها بكعكة وترتدي فستانا من الكريب الأخضر الغامق والضيق , كانت رائعة بجمالها الجذاب , كيف بأمكان أي رجل أن يلتفت نحو أمرأة أخرى عندما تكون لورين موجودة؟ فهي نحك الأنظار وتسحر الألباب .
عاود ماريا ألم في رأسها حيث أرتطمت بالمدفأة , فأسرعت في الحال تقول:
" أنا .... لا أشعر بحالة جيدة , هل بأمكان أليس أن تدلني الى غرفتي؟ أرغب في الذهاب الى الفراش".
ألتفت اليها الطبيب وقال :
" ماذا جرى؟ هل تشعرين بألم؟".
أحمر وجه ماريا وقالت:
" قليلا , لا أشعر بحالة جيدة , هذا كل ما في الأمر , ألا ترى أي مانع أن....".
قاطعتها لورين فرحة لهذا الوضع وقالت:
" لا , أبدا , يا ماريا".
أكد آدم بشدة :
" بلى , يا ماريا , أذا كنت مريضة , فسأفحصك".
نظرت اليه الفتاة بخوف وقالت بخجل :
" لست مريضة فعلا...".
" في هذه الحال , ستبقين هنا وتتناولين العشاء معنا".
كان الأمر مختصرا فأثار الدهشة عند ماريا.
خضعت للأمر الواقع وقالت:
" أذن, سأبقى".
وضعت يديها في جيبي سروالها وتابعت تقول:
" لكنني أفضل أن أغسل وجهي ويدي قبل العشاء , أين.... أين سأنام الليلة؟.".
منتديات ليلاس
أطلقت لورين زفرة وقالت:
" ستتقاسمين الغرفة الصغيرة مع أليس , أنني آسفة يا ماريا , لكن ليس في المنزل ألا ثلاث غرف نوم , وبالتالي لا يمكنني أن أدعك تتقاسمين غرفتي!".
نظر آدم الى ماريا وقال بهدوء:
" ستشغل ماريا غرفتي".
نظرت لورين نظرة تهديد الى خطيبها وبدأت تقول:
" لكن.... أدم...".
فقاطعها وقال بأختصار:
" سأنام على الأريكة في الدار ,أذن , هل أدل ماريا على الغرفة أو تفعلين ذلك أنت؟".
أغتاظت لورين وصعدت على مضض الى الطابق الأول لتدل الفتاة الى الغرفة التي ستنام فيها , كانت ماريا تستعد لجلب حقيبتها ,لكن آدم سبقها وأحضرها لها.
ولما بقيت ماريا وحدها في الغرفة , أرتمت على السرير وأصابتها نوبة أضطراب وتوتر , تشوش عقلها ولم يكن ذلك ناتجا عن الواقعة التي أصابت رأسها ! أنا... آدم... وفضلت ألا تفكر في الأمر بتاتا.
أخذت الفتاة حماما في الحمام بنية الأسترخاء والهدوء , ثم أرتدت فستانا أصفر وسرحت شعرها ببطء لتؤخر فرصة اللقاء بآدم وخطيبته, وأخيرا هبطت السلالم بعنف محدثة ضجة كي تعلم الحضور بوصولها , فلم تكن ترغب أن تفاجأ بهما في عناق.
ولما دخلت الى الصالون , لم تر أحدا , نظرت حولها ورأت الباب المطل على الشرفة مفتوحا , أقتربت ورأت آدم ولورين يأخذان المقبلات على ضوء القمر.



اماريج 20-02-11 10:09 AM

نهض آدم لدى وصولها وقال:
" ماذا تشربين يا ماريا؟ عصير الفاكهة؟ أم القهوة؟".
" أفضل شرابا حادا , لم أعد فتاة صغيرة".
أحنى آدم رأسه ودخل الى الصالون يحضر لها كأسا.
رمقت لورين الفتاة بنظرة مواربة ثم قالت لها:
" تعالي , يا ماريا , لا تخافي ,لن آكلك".
أحمرت ماريا لكن الظلام أخفى أرتباكها لحسن حظها , خرجت الى الشرفة وأرتعشت لبرودة الجو.
أشارت لها لورين أن تجلس قربها , كان بأمكان ماريا التظاهر بجهل الموضوع لكنها أطاعت , قالت الممثلة:
" أنت فتاة جريئة! أكثر مما كنت أتصور ,أو أن ذلك وقاحة ؟".
نظرت اليها ماريا بأمعان محاولة أن تفهم مقصدها , لكنها سألتها:
" ماذا تعنين؟".
أطلقت لورين زفرة مزعجة وقالت:
" هيا , يا عزيزتي , لا تمثلي علي! أنت تعرفين ما أعني , لا تتظاهري بعدم الفهم!".
منتديات ليلاس
هزت ماريا رأسها وقالت:
" هل تقصدين وجودي هنا؟".
قالت لورين وهي تطلق دخان السيكارة من فمها:
" طبعا".
" أصر علي آدم للمجيء".
" هذا تماما ما كنت أريد قوله".
" أنني لا أفهم".
: بلى , تفهمين يا ماريا , في البداية وصلت ,وشعر آدم بأنزعاج كبير , لكن تدريجيا نجحت في أن تدعينه يشعر بالندم , والآن , آدم المسكين يشعر أنه مضطر أن يتقبلك".
أنتفضت ماريا , لكن لورين أكملت تقول:
" هل تعتقدين أن أليس ترافقنا دائما الى فينشام؟".
كانت ماريا تريد النهوض لتتخلص من هذه المرأة ومن لسانها الذي يشبه لسان الحية , لكن آدم عاد لتوه حاملا كأس المشروب , قدمه اليها فأضطرت ماريا الى قبوله ثم عادت لتجلس في مقعدها ,سألت لورين:
" هل أنتهت أليس من تحضير العشاء؟".
" نعم , العشاء جاهز".
العشاء كان كارثة , فلم تتمكن ماريا من أبتلاع الطعام لكنها كانت تحاول جهدها لئلا توقظ حشرية آدم .
وكانت تشعر بأنه نظر اليها بحدة , عدة مرات, مما جعلها تحمر وتصفر أكثر من مرة , بعد القهوة أقترحت لورين على آدم القيام بجولة في السيارة عبر القرية , فشعرت الفتاة بأرتياح أمام هذا المشروع , فسأل آدم:
" هل تحبين يا ماريا أن تأتي معنا؟".
هزت الفتاة رأسها بعصبية وأجابت بأختصار:
" لا, شكرا , أفضل أن أذهب الى الفراش".
تقلص وجه آدم وسألها:
" هل أنت مريضة؟ بالكاد ذقت الطعام الآن".
رفعت ماريا كتفيها وأجابت:
" أنني متعبة , لا أكثر".
أضطر آدم أن يقبل حجتها , لم تكن ماريا ترغب الا بالذهاب الى غرفتها بأسرع ما يمكن.
لم يسبق أن ألتقت بأنسان شيطاني مثل لورين غريفيتس , كانت على حق في أنها لم تثق بها منذ البداية.
نامت ماريا في الحال برغم همومها , وأفاقت في صباح اليوم التالي على صوت النوارس , فنهضت من سريرها وتوجهت الى النافذة , كان النهار ما زال باكرا ,لكن لدى رؤيتها الأمواج العالية والشاطىء المهجور ,شعرت فجأة برغبى ملحة للغطس في الماء.
وبسرعة , خلعت قميص نومها وأرتدت بزة السباحة ثم وضعت فوقها قميصها وسروالها الأحمر ورفعت شعرها للأعلى , ثم تناولت منشفة وخرجت من غرفتها من دون أحداث أي ضجة وهبطت السلالم ,في هذه الساعة الباكرة الجميع نيم ولا تريد أيقاظ أحد , مهما كان ,ولما وصلت الى أسفل السلالم , أنتفضت لسماعها ضجة , فوجئت وأزاحت رأسها , فرأت آدم خارجا من المطبخ , مرتديا سروالا قصيرا كحليا وقد عقد منشفة حول عنقه , فهتف مندهشا:
" ماريا! أعتقدت أن القادم هو أليس , الساعة ما تزال السادسة والنصف".
" كنت.... كنت أرغب في السباحة".
بحثت بعصبية عن لورين غريفيتس بعينيها لكنها لم تلمح أحدا في الصالون , وعلى الأريكة تكومت الأغطية والوسائد , هنا نام آدم كما وعدها بالأمس.
" لورين ما زالت نائمة , لن تفيق قبل ساعات من الآن".
حاولت ماريا أن تخبىء أنوعاجها , فتوجهت نحو الباب وسألته متظاهرة بأنها لم تسمع ملاحظته:
" هل بأمكاني السباحة؟".
" طبعا , وهذا ما كنت سأفعله, ما رأسك لو نذهب معا؟".
رفعت ماريا كتفيها وقالت بأرتباك:
" كما تريد".
منتديات ليلاس
" أذن, هيا بنا".
فتح آدم الباب وخرجا , الهواء منعش لكن غيمة خفيفة تملأ السماء , قال آدم وهو يمشي قرب الفتاة:
" النهار سيكون حارا ,من يدري, ربما ستفرحين بوجودك هنا؟".
فضلت ماريا عدم الأكتراث للهجته الساخرة , وصلا الى السلالم التي تؤدي بهما الى الشاطىء , دعته يمر أمامها حتى يقدم لها يده ,الأدراج عالية وكانت فرحة لأن هناك من يساعدها في النزول , الرمال كانت فاترة تحت أقدامهما العارية , خلعت ماريا قميصها وألقت نظرة أرتباك الى آدم , فكان قد تقدم قليلا ليفسح لها مجالا لخلع ملابسها , أنتزع سرواله القصير وظهر المايوه الأسود , ثم أسرع نحو البحر وغطس في الأمواج.
ترددت ماريا في البدء , الأمواج الصغيرة كانت تداعب قدميها وبدت باردة فخافت الأرتماء فيها , أخيرا تحلت بالشجاعة وأخذت نفسا عميقا وغطست بدورها.




اماريج 20-02-11 10:10 AM

المياه كانت رائعة منعشة, سبحت ماريا قليلا ثم راحت تبحث عن آدم , فرأته بعيدا يتسلق صخرة , أشار اليها أن توافيه , لم تكن المسافة بعيدة لكنها وصلت الى الصخرة كانت تلهث وبالكاد تمكنت من أن تصل قرب آدم , ثم تمددت على ظهرها وجسمها يتلون تحت أشعة الشمس اللاهبة:
" يجب أن تتمرني أكثر على السباحة , هل تسبحين في أيرلندا؟".
" أحيانا , لا أعرف أحدا بأمكاني أن أسبح برفقته ,والدي ليس عنده وقت ووالدتك لا تجيد السباحة".
" كلا , لا تجيد السباحة".
تمدد هو على صدره قرب الفتاة وأكمل قائلا:
" وهذا الشاب الذي كلمتني عنه.... ماثيو هادلي ؟ ألا تسبحين أحيانا معه؟".
" كلا , أبدا".
منتديات ليلاس
وجه آدم القريب من وجهها يوترها بصورة غريبة , وكلمات لورين تعود الى ذاكرتها , هل يتصرف آدم معها هكذا لأنه يشعر بأضطراره لقبولها؟ ليكون ضميرة مرتاحا؟
فجأة جلست ماريا , فهي لا تريد هذا النوع من العلاقة معه , لا تريد شفقته , وكانت تفضل ألا يتحدث معها , راحت تنظر الى الشاطىء البعيد , المنظر في غاية الجمال ,لكن كلمات لورين أفسدت أهتمامها ,وفجأة لم تعد تتحمل البقاء قرب آدم.
غطست في الماء وراحت تسبح نحو الشاطىء بشرعة غريبة , ولما وصلت الى الرمال , تمددت لتجفف جسمها , كانت تعصر شعرها عندما لحق بها آدم , وقال:
" كان الأمر فجائيا ,ما أن جلست حتى فجأة أختفيت! ولم يعد هناك وجود لماريا ! هل أرتكبت معك أي حماقة؟".
رفعت ماريا كتفيها متصنعة اللامبالاة وقالت:
" كلا , لكن شعرت برغبة في العودة الى الشاطىء , هذا كل ما في الأمر".
" بالكاد أصدق كلامك".
" لا أعرف لماذا!".
بعدما أنهت تنشيف شعرها و, بدأت بأرتداء سروالها , فقال لها آدم وهو يمسك بذراعها:
" أنتظري! ما زلت مبللة , ستفسدين ثيابك , أجلسي لحظة ونشفي جسمك في الشمس".
نظرت اليه الفتاة نظرة تحد وقالت:
" لا عليك, فأنا راشدة وقادرة على الأهتمام بنفسي".
أجابها بتعجب وأندهاش:
" ماذا تقولين؟".
" لست بحاجة لأن يرافقني أحد , بأستطاعتي أن أتدبر أمري بنفسي , أنا معتادة على ذلك".
صرخ وهو يمسك بمعصمها:
"يا ألهي! ماذا جرى لك ؟ الآن , كنت تبدين فرحة بوجودك معي والآن تتصرفين كما لو أنني أعتديت عليك!".
منتديات ليلاس
عضت الفتاة على شفتيها وصرخت وهي تحاول أن تسحب يده من معصمها من دون جدوى:
" أذن, أذا كنت تعتقد ذلك , فأنت مخطىء!".
سألها بصوت قاس:
" ماذا هناك أذن؟ هل قالت لك لورين شيئا ما؟".
رفضت ماريا أن تنظر اليه, فأفلت يده عنها , ثم رفع ذقنها وراح يحدق في عينيها مستعلما , ثم قال:
" بالفعل , لقد كلمتك .... كان يجب أن أشك بالأمر!".
لم تكن ماريا تريد مزيدا من المشاكل مع لورين فقالت:
" ماذا يمكنها أن تقول؟ أنت مخطىء , لست مضطرا لأن تتحدث معي , أذا كنت لا ترغب بذلك".



اماريج 20-02-11 10:11 AM

اطلق آدم زفرة أن أنزعاج وقال:
" لا أشعر أنني مضطر , هل تندهشين لو قلت لك أنني مسرور بالتحدث اليك؟ لكن, أذا كنت ترغبين في العودة الى المنزل...".
تناول منشفته وراح ينشف صدره , كان ينظر الى الأفق نحو البحر , وكانت ماريا قادرة على مراقبته بأرتياح , أنه رجل جذاب , بشعره الكثيف ويديه الطويلتين المغرييتن وعينيه العميقتين , جسمه نحيل وخال من أي كتلة شحم ,وفهمت الأنجذاب الذي يحدثه عند لورين ,ماريا بذاتها حساسة أمام سحره , هل جاءا ت فعلا الى لندن لتتخلص من حياتها الخانقة التي كانت تعيشها في كيلكارني ؟ أم لأنها ترغب , من دون وعيها , برؤية آدم من جديد؟
فجأة أستدار نحوها ونظر في عينيها حتى أحمر وجهها وأزاحت عنه نظرها , فقالت:
" لا تذهبي , أنتظري قليلا".
" حسنا , سأفعل".
تمددت على الرمل , فتمدد آدم قربها ثم أستدار نحوها ينظر اليها بأمعان ثم قال:
" هل لاحظين أنك لأول مرة توافقين على أمنيتي من دون أن تتذمري؟".
منتديات ليلاس
رفعت ماريا شعرها وبدأت أشعة الشمس تحرق بشرتها الطرية , كم كانت تتمنى لو بأمكانها أن تقضي النهار كله برفقة آدم! لكن عليها العودة بعد قليل وهذه الفكرة أشعرتها بحزن عميق.
أنتصب آدم وأتكأ على مرفقيه وسألها:
" هل أتخذت قرارا بصدد دراستك ؟ أتصلت جانيت بك أليس كذلك؟".
ألتفتت الفتاة نحوه وقالت:
" كنا أريد مناقشة هذا الموضوع معك, وأعتقد أنك ستطلب مني أن أتسجل في الصف الذي بدأ منذ أسابيع , أليس كذلك؟".
أجابها بلهجة ساخرة :
" بأمكاني أن أقول لك أنك أخترت خطأ , الوقت لبدء الدروس , لكن حسب رأيي , من الأفضل أن تنظري حتى السنة المقبلة ,أي بعد عطلة الصيف الكبيرة ".
فتحت ماريا عينيها الواسعتين وقالت:
" لكن, لن تبدأ الدروس حينذاك الا بعد ثلاثة أشهر".
" أعرف".
" وماذا أفعل خلال أشهر العطلة ؟ هل أعود الى أيرلندا؟".
تمدد آدم من جديد وقال:
" هذا القرار يعود اليك".
سألت وهي غير مصدقة :
" هل تسمح لي بالبقاء؟".
" هل بأمكاني منعك؟".
" نعم , بأمكانك التوقف عن مناكدتي يا آدم , أرجوك , حسب رأيك , ماذا علي أن أفعل؟".
نظر اليها آدم بأمعان وأنتباه وقال:
" لا أعرف , فكري بالأمر مليا قبل أن تأخذي القرار النهائي , أنت من يمل قضاء الأيام بين أربعة جدران".
زمت ماريا شفتيها وظلت تتأمل البحر , فهذا التغيير في تصرف آدم يحيرها , ولا تعرف أي قرار تتخذه.
قالت بلطف:
" سوف... سأفكر بالأمر".
" فكرة حسنة".
أغمض آدم عينيه وران صمت طويل , كم هو جميل الأسترخاء بكسل تحت أشعة الشمس.... فهي تشعر بأضطراب قوي عندما يكون آدم لطيفا معها أكثر مما كان غاضبا , هل هذا التغير في التصرف أرادي ؟ ربما لاحظ أنه لن يصل الى أي مكان معها أذا أستمر التصرف بعدائية.
الأوقات الحلوة تنتهي دائما للأسف , نهض آدم وألقى نظرة الى ساعة يده , وقال:
" حان الوقت لنعود ونتناول الفطور , لا شك أن أليس قد أفاقت , أنني جائع , وأنت؟".
نهضت ماريا بدورها وأرتدت ملابسها وقالت:
" لا شك أن أليس تشعر بشيء جديد في مجيئها الى هنا ...".
" ليس أكثر من.... ماذا تعنين بهذا الكلام؟".
رفعت ماريا كتفيها , أمضت ساعات حلوة برفقة آدم وهي الآن تفسد كل شيء بتصرفها الخاطىء ,أزاحت الفتاة نظرها وتوجهت في عجلة نحو السلالم عندما لحق بها آدم بكتفها وأصر على القول:
" ماريا! ردي علي".
منتديات ليلاس
رفضت ماريا الألتفات وقالت:
"أنت سريع التأثر , يا آدم , لم أكن أقصد شيئا ".
" بلى , بالعكس , أعرفك كفاية وأعرف أنك تريدين تحريضي , هل تعتقدين أن وجود أليس هنا هو بطريق الصدفة؟".
أرادت ماريا أن تفلت من قبضته فقالت صارخة:
" أنت ترلمني!".
هزها وقال:
" أنت تستحقين الألم".
فقدت ماريا توازنها ووقعت على آدم , وللحظة ضئيلة تلامسا ,لكن آدم من دون كلمة أبتعد عن الفتاة , راحت ماريا ترتجف وتتسلق السلالم مترنحة , غريزتها الأنثوية لا تخدعها و فهي مضطربة لأكتشافها , أن يد آدم وهي تدفعها , كانت تداعبها في الوقت نفسه.

نهاية الفصل السادس



الساعة الآن 11:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية