الجزء العاشر كانت القرية فارغه من الناس . . لايوجود بها سوى تلك المنازل الصماء وبينما هو يسير بين الطرقات حتى سمع صوتاً ما .. فامسك بيدي اخته ندى بأحكام .. لتخرج من بين تلك المنازل عجوز شمطاء . . يبدو على وجهها المكر والدهاء فما ان اقتربت حتى قال لها يوسف ببتسام السلام عليكم يا اماه .. فأجابت العجوز ..وعليكن السلام . . الا انها تنبهت للحقائب بين يداه .. فقالت بخبث وبتسام هل انتما غريبان عن هذه الديار.؟ فقال يوسف وقد بدا على وجهه التعب والاعياء نعم ..نحن غريبان الا يوجد منزل في هذه القريه لأستأجره بضعة ايام ريثما اجد منزلاً مناسب للشراء؟ قالت العجوز ببتهاج .. يوجد منازل للستأجار في الجهة المقابله لهذا المكان . .الا انك لن تستطيع اخذ هذه الفتاة . . فلن تحتمل السير..كل هذه المسافات فقال يوسف بخجل ورتباك أأستطيع ترك اختي عندك للحظات فما ان قال يوسف هذه هالكلمات حتى قالت العجوز بطبع تسطيع ذالك فأنا اعيش في هذا المنزل الكبير لوحدي .. ووجودها معي سيأنس وحدتي فنهال عليها يوسف بكلمات الشكر والامتنان ثم قال لأخته ذات العينان الذابلتان سأغيب بضع ساعات .. فلا تقلقي لهذا الغياب .. وضعت ندى يدها على راسها لتقول بمتعاض اشعر بالتعب والارهاق قال يوسف وقد ظهرت بتسامة ناعمه على شفتاه اعلم بانك تشعرين بلأعياء لذى قررت تركك للأرتياح وماهي الا لحظات حتى رحل يوسف تاركاً اخته بين يدي تلك العجوز الشمطاء فأمسكت العجوز بحقائب ندى لتدخلها بسعادة لمنزلها فما ان دخلت ندى حتى تنبهت لشخص ما يقف في الجهة المقابله .. يمسك في يده مقشه فغطت بخوف وجهها الا ان العجوز قالت ببتسام لهااا .. لاتقلقي فهذا خادم عندي .. يساعدني في بناء منزلي . .فهو قديم ومهترىء كما ترين ياصغيرتي تعالي معي سأخدك الى حجرتي . .لتنامي ريثما يعود اخوكٍ في هذه الاثناء كان احمد يسير بين الطرقات يفكر بما قالته نرجس في تلك الليلة الظلماء الى ان تنبهاء للسماء ..فوجد اشعة الشمس تملىء ارجاء المكان .. فقرر الرجوع لمنزله بنكسار .. فما ان عاد حتى شعر برغبة بالنعاس فتوجها لاحدى الحجر لينام ويرتاح الا انه تنبها لوالده عبد الرحمن .. يجلس على احدى الارائك بنهيار مابك ؟ لما تبدو شاحب الوجه ؟ هل حدث شيىء؟ رفع عبد الرحمن رأسه.. ليخرج ورقة بيضاء من معطفه فامسكها احمد بكلتا يده ..ليقراءها بصوته المتحشرج بسم الله الرحمن الرحيم .. اكتب هذه السطور لمن علمني كيف اكتب الحروف.. اكتب لمن احتضنني طوال عمري لمن كان في حبه لي كاوالدي اعلم بأنك غاضب مني .. وبأنك الان تدرف دموع الحزن لبعدك عني .. و اعلم بأنك تسئل نفسك بمتعاض لما ذهب هذا الولد العاق ولما رحل عن والده الذي رباه .. لذا رحلت دون وداع .. ودون ان اقولك بأني سأشتاق علي الاعتماد على نفسي منذو الان ارجوك اعتني بنفسك وبصحتك..يا اعز الناس .. واوصل سلامي لأخي ذو القميص والبنطال يوسف فما ان انتهى احمد من قراءة تلك الورقة الصماء حتى سقط والده على الارض بنهيار .. فصرخ احمد بخوف ورتجاف ليصل صوته لنرجس النائمه بعمق ورتياح فنهضت لتمسك بطرف فستانها الطويل ثم خرجت مسرعتاً من حجرتها لتكتشف ماسر هذا الصراخ وذاك العويل فقد كانت الخادمات تبكين لما جرى لسيدهم و القلب الرحيم .. فأخبرو نرجس بما حلا بذاك العجوز الضعيف .. فقررت الذهاب للأطمئنان على صحته .. فما ان فتحت باب حجرته حتى وجدت احمد جالساً بقرب والده فتقدمت ببطىء لتجلس بجانبه .. كان ينظر لوالده بعينان دمعتان.. . يتمتم بالدعاء والاستغفار الى ان تنبها ليد نرجس ترتب على كتفه بحنان .. لتقول له .. سيكون بخير بأذن الله ظهرت بتسامة ناعمه على شفاه ليقول ... ان شاء الله قالت نرجس وقد اعتصر قلبها لرؤيته احمد على هذا الحال.. دعنا نخرج الان..لنتركه ينام ويرتاح .. تنفس احمد بعمق لينهض معها ببطء .. الا انه سمع صوتاً ما .. جعل قلبه يتسارع في الخفقان .. فما ان نظر الى والده حتى وجده فاتحاً عيناه .. ينظر الى زوايا حجرته بعينان ذابلتان .. ثم وضع يده على رأسه ليقول بمتعاض .. اشعر بالتعب والارهاق .. الا اني اريد التحدث اليكما في امر هام اجلسا ... قال احمد وقد ارتسمت علامات من الخوف على محياه لاتجهد نفسك يا ابي بالكلام.. قال عبد الرحمن وقد بدأ على وجهه الاعياء .. اشعر بأن اجلي قد حان .. اريد رؤية اطفالك قبل ان اغمض عيناي ... هذا اخر ما اتمناه .. تقدمت نرجس لتمسك بيداه .. ثم قالت وقد انهمرت الدموع من عينيها كالامطار .. اطال الله في عمرك يا أبتاه .. ظهرت بتسامة ناعمة على شفتاه .. ثم قال ان عشت هذه الايام فلن اعيش ماتبقى من السنين والاعوام ارجوكما حققا لي ما اتمناه . توجهت عيناه نرجس لاحمد الذي تفجر الحزن في قلبه ليصل الى كل ركن من اركان جسده ... وماهي الا لحظات حتى نام عبد الرحمن .. فامسك احمد بيد نرجس ليخرجا . .فما ان اغلق الباب حتى نزعت نرجس يدها عن يداه ليبتعد احمد عن مكانه ببضع خطوات .. ثم قال .. بختناق اشعر بأن السماء تدور امام عيناي .. ساذهب لحجرتي لارتاح .. شعرت نرجس بالخوف حينما رأته على هذا الحال .. فقتربت منه لتقول بخجل ورتباك .. يبدو عليك التعب والارهاق .. فما ان قالت نرجس هذه الكلمات حتى قال وقد تظهر بتسامة ساخره على شفتاه .. لا اصدق ما تراه عيناي .. ؟ كيف لنرجس ذات الكبرياء ان تقلق وتخاف على من تسبب في كل تلك الاخطاء؟ فقالت نرجس بغضب ..ونفعال اتظن بأني جافة المشاعر والاحساس؟ نهض احمد من مكانه ليقول بمتعاض.. لم اقصد مافهمته على الاطلاق .. ساذهب لحجرتي لأرتاح .. فتراجعت نرجس لتذهب هي ايضاً لحجرتها الا ان الكرسي قد اصطدم بركبتها ..فسقطت على الارض متالمه .. ليسرع احمد للأمساك بها .. ووضع يده بخوف على ركبتها |
السلام عليكم مرحبا نرجس منوره القسم وموقع القصه الاحداث بدائت تتسارع رغم بطئها من وجهه نظري فيس يبي يفهم كل شي بسرعه يبدو لي ان ازوجه خالد ستصاب بصدمه مستقبلا لو صدق توقعي ان السيده الشريره اللتي تتخذ ابراهيم خادما لها جمعته بندى الفتاه الغنيه التي لو تزوجته فسيرتفع مستواه الاجتماعي 180درجه ******** احمد ونرجس اتوقع ان تبداء صفحه جديده في حياتهم بسبب ما قاله الاب ربما ينتهي زمن الهجران وتصبح الحياه طبيعيه ويبقى حب يوسف مجرد ماضي مراهقه وحلم لم يكتمل ******* عادل هل صدق سلمى ربما لا يريد تصديقها الان ولكن الزمن وعوده نرجس قد تجبره على التصديق انتظر القادم عزيزتي وبالتوفيق |
دائما اترقب بشوق تعقيبك غاليتي نوف وكما ذكرتي ان الاحداث بدأت تتسارع
... وماهو مخفي سوف يكشف .. وكل شخصيه من شخصيتي سيكون لها التاكيد نصيب مما قلتي يعطيك العافيه ,, انتظر شوق في الجزء القادم |
الجزء الحادي عشر ************************************************* حتى تراجعت لتنهض من مكانها .. الاان يدها قد علقت بورقة .. ملقاة امامها مماجعلها تلتفت لتنظر لها .. فقترب احمد مسرعاً للأمساك بها . ثم نهض دون ان يتفوه بأي كلمه فشعرت نرجس بأنه يخفي شيء ما عنها فقالت له بعينان تشتعلاً ضيقاً وهلعاً.. لما شحب وجههك لرؤيتها ؟؟ قال احمد .. وعيناه تنظران لها هل تريدين حقا معرفة سبب شحوبي لرؤيتها؟ شعرت نرجس في هذه الاثناء بأن قلبها يشتعل شوقاً لمعرفة ما تحويه تلك الرسالة الصماء فقالت لأحمد بعينان ذابلتان ربما اكون اخر شخص في هذا العالم قد تثق به وقد اكون المرأة الوحيدة التي لاترغب بالنظر لها اوالتحدث معها.. الا اني كلما رأيت الحزن في عينيك اشعر برغبة جامحه ..لمعرفة مابك .. والتخفيف عنك . . مالذي حدث ليسقط عمي ..كالطير الذبيح .؟ وما سر هذه الورقه التي تخفيها بين يديك؟ ما ان سمع احمد كلماتها .. حتى قال بسخرية لها اعلم بأنك تريدين سماعي لتشفي غليلك مني .فلا تقلقي ولا تحزني ..ساخبرك بكل مايجول في خاطري .. فستصبحين قريبا اماً لطفلي رحل ابن عمي يوسف دون ان يودعنا .. قال بأن الوقت قد حان ليعتمد على نفسه ويعتني بأخته ندى ولم يفكر للحظة واحده ..بعمه الذي سقط ومرض بسبب بتعاده عنا لم تستطع نرجس ان تفتح فاهها .. فقد شعرت بأن السماء قد سقطت امامها وبأن روحها قد خرجت من اضلاعها فأخذت تنظر الى احمد بعينان تمتلأن كرهاً وغضبا . . الى ان سقطت الدموع بغزارة من عينها فتوجهت مسرعتاً لحجرتها .. لتدفن رأسها في وسادتها .. وتخرج كل مايختلج بداخلها في هذا الوقت من النهار.. كان كل الرجال .. يعملون ويكدحون.. ليحصلو على قوتهم اليومي ..من الطعام اوالشراب لدى كان خالد يعمل في متجره الصغير بجد وجتهاد .. وبينما هو منشغل في البيع والشراء تنبها فجأتاً لأحدى النساء ..تدخل الى متجره بخجل وستحياء فنهض ليسئلها .. عما تحتاج؟ فقالت ببتسام .. الم تتذكر فتاة تائها في حلكه من الظلام؟ قال خالد وقد ارتسم السرور على محياه أأنتي هي الفتاة؟ قالت الفتاة بعد ان انزلت راسها بحياء نعم انا هي الفتاة ينادونني .. زهراء ثم اردفت قائله لقد اخبرت والدي عن شهامتك ونبلك معي.. فطلب رؤيتك ليعبر لك عن شكره ومتنانه لما فعلته من اجلي شعر خالد بلأرتباك لهذه الدعوة التي اتت دون سابق انذار فقال لها بخجل وستحياء.. لا داعي للشكر والامتنان .. فما فعلته قد يفعله أي انسان فأخذت الفتاة بلألحاح الى ان وافق خالد ببتسام .. فقررت فتاة ..بعدها الانصراف .. وبينما هي تسير بين الطرقات .. أذ التقت بأحدى الفتيات . لتقول. بشغف ورتباك,فامسكت بها .. مالذي حدث .. هل وافق على المجيىء ام رفض؟ ضحكت زهراء لتقول بعينان تشتعلان كرها وغضب .. وافق من غير شك .. سوف يأتي بعد اذان العصر .. لا اقدر على الاحتمال اكثر ..اريد الانتقام باسرع وقت .. فقالت الاخرى بشيىء من الخوف والقلق هل تظنين بأننا سننجح ؟؟ اردفت زهراء بروح تشتعل حقداً ووجع ارجوك يا اختاه ..لا اريد سماع هذه الكلمات .. فقد عشت احسب الدقائق والايام ..لانتقم.. ممن اخذت حقنا .. وسلبت طفولتنا وبتسامتنا .لأنتقم ممن قتلت البرائة في قلوبنا ومتصت الحياة العابقه بين اورتنا .. كيف لك ان تنسي .تلك.الدموع الساقطه على وجنات امنا .. والقهر الذي قتل بمرارة والدنا انتفضت اختها لسماعها ..ثم قالت والدموع تسيل من عينها لم انسى شيء يا اختاه .. فقد ذقت مرارة الظلم من تلك المراءة الحمقاء .. ولن يهدأ قلبي ..قبل ان انتقم وارجع حقي في هذه الاثناء كانت سلمى تحتبس في حجرتها .. تناجي روحها المتعبه ..وتتذكرت بحزن تلك الصفعة المؤلمه الا انها سمعت طرقاً على بابها فمسحت الدموع العالقه بعينها . لتنهض ببطء .. وتفتح الباب بيديها المرتجفه وما ان رأت عبد الله والدها .. يتكأ على جدران حجرتها .. حتى قالت بعينان تمتلأن خوفا وهلعا مابك يا والدي ؟ قال عبد الله وقد ظهرت بتسامة ناعمه على شفتاه لا تقلقي يا بنتي .. اشعر فقط بشيءً من التعب والارهاق .. اتيت لأراك واطمئن على احوالك فمنذو يومان وانتي تحتبسين بين جدران دارك اخبريني يابنتي .. مابك ؟ قالت سلمى .. بعينان دامعتان .. انا بخير يا ابي ..اشعر فقط بأن المرض يجتاح كل زاوية من زوايا جسدي وضع عبد الله يده على راسها ليشعر بحرارة جسمها. ثم قال لها ..تبدين جيده .. .. ساذهب للعطار لأجلب لك بعضاً من العشاب . اردفت سلمى ..بعينان ذابلتان .. ... يبدو عليك التعب والارهاق ..عليك بالرائحة والاسترخاء. لاتقلق ياوالدي ساكون بخير بأذن الله وضع عبدالله يده على راسها ..ثم قال لها منذو لحظات جاء جارنا ..مصطفى ليخبرني .. بان والده يريد مني الذهاب للحديث مع عادل ولده فهو محتبس في حجرته منذو زواج اخته .. فما ان قال عبدالله هذه الكلمات .. حتى تصنمت سلمى في مكانها كالجدار واشتعل قلبها خوفاً ورتجاف ثم قالت بعينان محمرتان .. ارجوك ياوالدي لا تذهب الان قال عبد الله بتعجب وستغراب لما..؟؟ اخذت سلمى نفساً تجدد به اهاتها المتعبه ثم قالت .. اريد البقاء بجانبك ظهرت بتسامة ناعمه على شفته .. انا دائما بقربك يابنتي ..عليا الذهاب الان .. استودعك الله وبينما هي غارقه في طيات خوفها .. حتى رأت والدها متهجا لخارج حجرتها فاخذت تسئل بخوف نفسها .. ماذا لو اخبر عادل والدي بما جرى بيننا ؟؟ في هذه الاثناء كانت زوجة خالد تستعد للخروج لملاقاة احدى النساء لتروي لها ما رأته في الليلة الزواج .. فما ان ارتدت عبائتها والغطاء حتى خرجت من منزلها لتجد امامها رجل عجوز يتكأ على الجدار بتعب ورتجاف .. فشعرت برغبة تدفعها للأقتراب .. لتعرف هوية ذاك الشيخ ذو الحية البيضاء |
اخر اجزائي من روايتي ( زهرة النرجس) وما ان اقتربت حتى تبين وجهه الشحاب .. وعيناه الذابلتنا فاخذت تسئل نفسها بتعجب وستغراب .. لما يتكأ ذالك الشيخ على الجدار بتعب ورتجاف؟ .. ؟ ترى هل سمع بما فعلته ابنته سلمى في تلك الليلة الظلماء ؟؟؟ فامسكت بطرف عبائتها السوداء .. لتتقدم نحوه .ببطىء سائلة اياااه . مابك ياعبد الله .. ؟؟ هل تشعر بالتعب والاعياء ..؟ الا انها لم تسمع جواب .. فاردفت قائله بمتعاض .. هل اطرق الباب على الجيران ليساعدك احداً ما ؟ نظر عبد الله اليها بعينان محمرتان ..ثم قال .. انا بخير .. شكرا لك يا ابنتي ..سأدخل الان الى منزلي .. شعرت زوجة خالد في هذه الاثناء برغبة جامحه تدفعها لاشعال نار عبد الله..واحراق كل تلك الطيبة المرتسمه على محياه .. فقالت له بعينان شامتتان . يالك من مسكين ياعبد الله. لو كنت مكانك لكنت دعيت الله بأن اموت قبل ان تنتشر فضيحتي امام الناس قضب عبد الله حاجباه .. ليقول بتعجب وستغراب .. ماذا تقولين وعن أي فضيحة تتحدثين.؟؟ قالت زوجة خالد ببتسام . . يبدو بانك لم تسمع عن حكاية سلمى تلك الفتاة المؤذبه.. التي يجهل الجميع حقيقتها المؤلمه .. لقد رايتها في ليلة زفاف صديقتها تخرج من حجرة عادل بثياب مهلهله .. وان لم تصدقني .. تستطيع الذهاب لتسئلها تصنم عبد الله لسماعه تلك الكلمات القاتله .. فتوجه مسرعا لمنزله .. ليجد سلمى جالسه في مكانها ..فاخذ نفسا عميقاً محاولا تهدأت انفاسه المتعبه .. وما ان اقترب لها .. حتى قالت متعجبه .. لما اتيت بسرعه هكذا .. شعر عبدالله في هذه الاثناء بأن السماء قد سقطت امام عينه وبان الارض قد تحطمت تحت قدمه .. فاخذ ينظر بغضب لبنته ثم قال وقد خرجت الكلمات بصعوبة من فمه .. ماذا حدث في ليلة زواج نرجس ؟؟ تجمدت سلمى في مكانها .. ليتسلل الخوف بين طيات اعماقها .. ويتوقف الكون امام ناظرها ... حتى شعرت بأن الاحرف والكلمات قد تتطايرت من راسها الا انها تنبهت فجأة . لصفعة داميه على وجهها .. .فسقطت الدموع من وجناتها وماهي الا لحظات حتى تعالات الاصوات .. بالنحيب والبكاء .. فقد كان عبدالله ممدداًعلى الارض .. كالجثة الجوفاء.. وزوجتة فاطمة تجلس بجانبه حائرة الفكر ..والاذهان . . اما سلمى فقد كانت متصنمه.. تنظر لوالدها الذي خارقت قواه بسبها فقد ايقنت بان عادل هو من اخبر والدها وتسبب في جرحها واهانتها فسقطت الدموع بغزارة من عينها . لم تكن سلمى وحدها في حيرة من امرها .. فقد كان علي هو ايضاً .. يبحث عن حل لمشكلته فاخذ يرمق تلك العجوز بعينان تشتعلان . . الى ان فكر بفكرة ازالت حملاً ثقيلاً عن كاهله .. وبثت الامل من جديد في داخله .. فتوجه مسرعاً لحجرته ..ليأخذ بعض الاخشاب ويخبها تحت فراشه بخوف ورتجاف ثم صب قليلا من الذهان ركام من الرمال والاوساخ وبعد بضع دقائق .. رجع لتلك العجوز وقال لها بكتئاب .. لم يبقى شيء من الاخشاب للبناء .. كما اني احتاج لبعض الفرش والاصباغ .. هل تسمحين لي بالخروح للشراء . . فظهرت على شفتاها بتسامة صفراء ..لتقول له بخبث ودهاء .. هل تريد الذهاب للشراء .. ام للهرب من قبضتي ايها الولد المحتال ؟ فأجابها بنكسار .. وددت الذهاب لأوفر عليك ذالك العناء .. قالت العجوز الشمطاء بعينان محمرتان .. لا اريدك ان تفكر بهذا الهراء .. سأذهب الان وسأغلق عليك الباب بالمفتاح . . وماهي الا لحظات حتى خرجت العجوز ليتنفس على بعمق ورتياح .. فقترب ببطىء ورتجاف من حجرت تلك الطفلة النائمة بهدوء وطمئنان ليطرق باب حجرتها عدت مرات .. الى ان استيقظت .. بهلع وفتجاع ..لتقترب من باب حجرتها بحذر ورتجاف .. ثم قالت بعينان ناعستان .. من يطرق الباب ؟ شعر علي في هذه الاثناء بان السعاده تتسلل الى زواياه ..فتجمعت الدموع في عيناه .. ليقول لها بصوت تغمره الفرحة والبكاء انا علي .. ندى : من انت!! امسك علي بمقبض الباب ليقول لها بعينان محمرتان .. اعلم بانك تستغربين جرئتي وحديثي معك .. الا اني بحاجة لمساعدتك . . وسماعك قصتي .. فسأرويها لك .. بتنقليها لقبيلتي وعشيرتي .. علهم يأتون لرفع الاذى والظلم عني . اخذ علي بسرد قصته لندى التي التهب قلبها .. واشتعل الخوف بين طيات صدرها . . فهي ترتطم بقسوة الحياة لأول مره .. فلم تكن تعلم بأن هنالك اشخاص في هذا العالم يذوقون مرارة الحياة في كل لحظه .. فشعرت بحاجة لأخيها .. الذي تاخر في مجيئه ..وماهي الا لحظات .. حتى سمعت صوت الباب .. فنهضت مسرعه بفرح وبتهاج .. الا انها سمعت صوت العجوز الشمطاء ..فتحولت ابتسامتها لحزن وكتئاب لتتمتم بعينان ذابلتان .. لما ذهبت يا اخي .وتركتني ..لأواجه تلك العجوز بمفردي . .فلا اطيق الاحتمال لم تنتظر ندى طويلا فقد لبى اخيها النداء ببضع ساعات ليأتي مسرعاً بفرح وبتسام .. فقد وجد البيت الذي كان يتمناه فلم تصدق ندى ماتسمعه اذنها .. فقد سمعت صوت اخيها يوسف يتحدث مع تلك العجوز ويشكرها .. فذهبت مسرعه لتأخذ عبايتها وتخرج لملاقات يوسف الذي احتضنها .. وقبلها .. على راسها . . فوقفت بجانبه دون ان تنطق بأي كلمه فقد كانت كالثلجة المتجمده الا انها كانت تنظر لتلك العجوز بعينان تمتلأن خوفاً وهلعاً .. ..فتعجب يوسف لحالها .. ثم قال لها .. مابك ياندى ؟ هل مازلتي متعبه؟ ..فتوجهت نظراتها فجأة لعلي الذي كان واقفا بتجاهها فنفجرت باكيه ..ليسرع يوسف الامساك بها .. ثم قال لهااا .. اخبريني ياصغيرتي .. مابك ؟ لما تبكين .. ؟ رفعت ندى راسها ببطىء شديد لتنظر لعلي الذي تصنم لرؤيتها تبكي عليه .. فتوجهت عيناا يوسف والعجوز بستغراب اليه ؟ .. فقالت العجوز .. هل اذاكٍ ذالك العين ..؟ وما ان قالت تلك العجوز هذه الكلمات حتى اخذت ندى بصراخ .. لتقول لأخيها يوسف برتجاف هذه العجوز الشمطاء .. تحبس هذا الشاب في منزلها منذو شهور وايام .. فهي تجبره على العمل ليلاًُ ونهار .. واذ لم يطعها تضربه بقسوة الوحوش وتمنع عنه الشراب والطعام .. لقد اتى من قريته هارباً من ظلم اخيه وزوجته فسقط كالفريسة بين يديها لتستغل ضعفه وقلة حيلته فقالت العجوز بغضب .. ماهذا الهراء ... ماسمعته ياولدي لم يكن سوى كذب وفتراء .. هذا الخادم المحتال يختلق الاكاذيب والاوهام .. شعر علي في هذه الاثناء بأن عليه الدفاع عن نفسه التي اصبحت بين يدي تلك العجوز كالمداس .. فقال علي بحتقار .... انا لا اكذب .. لقد اجبرتني على ان اكون خادم عندك .. واذقتني كاس العذاب والبؤس من كاسك .. حتى شعرت بأني خلقت في هذا العالم فقط لأعذب . الى ان ارسل الله لي من يرحمني .. ويشعربي .. قال علي هذه الكلمات فنهمرت الدموع من عينيه كالامطار .. ليقول ليوسف بعينان تشتعلان .. ارجوك ساعدني اريد العودة لقريتي ..فظلم اخي وقسوته اهون علي من قدري .. لم يستطع يوسف الاحتمال ..فقد اعتصر قلبه لسماع تلك الكلمات فقترب لعلي .. وقال له بصوت دافىء شجي .. لاتبكي يا اخي .. سأخذك معي .. لو لم تكن تلك العجوز امراءة .. لأذقتها عذابك الف مرة ومره .. الا انك ستأخذ حقك منها في الاخره .. هيا بنا .. وما ان توجها للخروج من منزلها .. حتى وقفت تلك العجوز بقرب بابها . . ممسكة ين يديها الة حادة. ثم قالت بعينان تشتعلان حقداً وغضبا ان لم تتركه فسأطعنك ً فضحك يوسف بسخريه .. ثم قال لها ابتعدي ..من هنا .. قبل ان افعل شيىء قد تندمين على عمله . . فجن جنونها .. لتقول وقد شحب لونها . . لن افتلك انت .. سأقتل اختك المدلله .. ان لم تترك خادمي يافتى .. امسك يوسف بندى ليبعدها .. فتوجهت بيدها لعلي الذي كان يرتجف خوفاً وهلعاً .. وماهي الا لحظات حتى انهالت تلك العجوز بالطعنات والطعنات دون ان ترى من الذي قد جرح ومن الذي قد مااات .. كان خالد في هذه الاثناء يستعد للذهاب .. لرؤية والد تلك الفتاة .. التي اخذت هي ايضاً بالاستعداد ..لتلقي عليه بشباكها الاخاذ .. وماهي الا بضع دقائق حتى حان موعد اللقاء ليذهب خالد ببتسام .. لمنزل زهراء .. وما ان طرق الباب .. حتى فتحت له بابها دون ان تضع على وجهها أي غطاء .. فما ان راها خالد حتى تصنم كالجدار .. فلم يرى مدى عمره فتاة بجمال تلك الفتاة .. الا انها اختبأت خلف الباب بخجل وستحياء لتقول برائة الاطفال .. لقد ظننتك جارتي .. فقد اخبرتني بانها ستأتي لزيارتي .. اردف خالد برتباك .. انا اسف .. لقد سببت لك الاحراج .. فخرجت قهقهات ناعمه ..من فم زهراء .. لتخطف قلب خالد الذي كان جاف كالصحراء .. واصبح مزدهراً بسبب تلك الضحكات قال زهراء ببتسام .. دعك من هذه الكلمات وتفضل بالدخول . . فوالدي ينتظر على اية حال . . وما ان دخل خالد حتى راى رجل مسن لايسطيع الحراك .. فألقى عليه التحيه .. وجلس يتجاذب معه اطراف الكلام وكانت زهراء تدخل في كل لحظة من مجلس الرجال .. لتسأل والدها عما يحتاج الا انها كانت تفتح الغطاء .. دون انتبهاء لينتفض قلب خالد برتباك .. مضت الدقائق والساعات .. حتى شعر خالد بأن الوقت قد تأخر فستأذن والدها بالذهاب فاخذ الرجال العجوزبالنداء على ابنته لتوصله للباب.. الا انه لم يسمع جواب .. فقال خالد بخجل وستحياء .. استطيع بنفسي الذهاب .. دعها ترتاح .. القى التحية على الرجال المسن ليهم بالخروج وما ان خرج من تلك الحجرة حتى اصطدم بزهراء .. التي امسكت بالماً يديها ..ثم قالت لخالد الذي كان واقفا بهلعاً امام عينيها .. الى اين انت ذاهب ..؟ فالعشاء جاهز .. اخفض خالد راسه ليسير بتجاه الباب . . ثم قال .. عليا الذهاب الان .. وما ان خرج حتى اخذ قلبه بالخفقان .. لم يكن خالد وحده يشعر بان قلبه يتحرك .. فقد كانت نرجس هي ايضا تشعرب بان قلبها سيتوقف وبأن روحها ستخرج من جوفها و انفاسها تخرج بصعوبة من حلقها فامسكت بعبائتها ..ووضعتها على راسها .. لتهم بالخروج من حجرتها .. الا انها سمعت صوتا ما اوقفها .. وما ان توجهت لمصدر الصوت حتى رأت احمد .. زوجها .. يسئلها . اين ستذهبين ؟ قالت نرجس دون ان تنظر اليه .. سأذهب لصديقتي سلمى .. فمنذو زواجنا لم اسمع بأي خبر عنها .. قال احمد بحده . . ماذا تظنين نفسك ..؟ لتخرجي في هذا الوقت المتاخر بمفردك؟ وممن طلبت الاذن لتخرجي .. ..؟؟ اردفت نرجس بمتعاض .. الوقت ليس متاخر الان .. كما اني لا احتاج للأستأذن .. فمنزل صديقتي يبعد فقط ببضع خطوات نظر احمد اليها وقال بعينان تشتعلان غيظاً وغضب يدو بأنك في منزل والدك لم تتعلمي التصرفات الائقه .. فمنذو اليوم عليك بأطاعة اوامري .. فلن تخرجي من منزلي قبل ان تستأذني مني .. افهمتي؟ اخذت كلماته تتسلل الى جوفها لتلهب كل زاوية من زوايا جسدها .. ..لتقول له .. بعينان تشتعلان عيظا وغضبا .. لقد علماني والداي كيف تكون التصرفات الائقه .فلا حاجة لي بك لأتعلم. . فقال احمد وقد ظهرت على شفتاه بتسامة ساخره عليك اذن بأطاعتي حتى تثبتي لي ذالك ..قالت نرجس بحده. . ومن انت لكي اطيعك .. قال احمد بعد ان وضع يده على يدها لأغاظتها .. انا زوجك .. ووالد اطفالك .. ابعدت نرجس يدها عن يده بقوة .. لتقول وقد بدأ الخوف يتسلل الى جوفها ما هذا الهراء ؟ اردف احمد بمتعاض .. لقد اخبرني والدي بانها يريد رؤية حفيد له وانا لن استطيع رفض طلبه .. فقد يكون اخر طلب يطلبه في عمره .. جلست نرجس على الارض لتقول بنهيار .. لقد وعدتني بالطلاق .. بعد مرور عدة ايام .. اقترب احمد اليها .. وجلس بجوارها .. ثم قال لها ..اذا اردتي الطلاق .. فلك ما اردتي .. ولكن سأخذ المقابل .. قالت نرجس.. وماهو؟ اردف احمد .. الطفل ..!! قالت نرجس وان رفضت ؟ قال احمد .. سأتزوج .. واجلب الطفل الذي اريد ولن تنالي مطلبك .. |
الساعة الآن 01:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية