يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي
إسم الشاعر: أبو العتاهية

يا نَفسُ أينَ أبـي، وأيـنَ أبـو iiأبـي، وأبُـوهُ عـدِّي لا أبَـا لــكِ iiواحْسُـبِـي
عُـدّي، فإنّـي قـد نَظَـرْتُ، فلـم أجــدْ بيـنِـي وبـيْــنَ أبـيــكِ آدَمَ مِـــنْ iiأبِ
أفأنْـتِ تَرْجـيـنَ السّـلامَـة َ بَعـدَهـمْ، هَـلاّ هُديـتِ لسَمـتِ وجـهِ iiالمَطـلَـبِ
قَدْ ماتَ ما بينَ الجنينِ إلى الرَّضيعِ إلـى الفطِيْـمِ إلــى الكبـيـرِ iiالأشـيـبِ
فـإلـى مـتَــى هـــذَا أرانِـــي iiلاعـبــاً وأرَى َ المنِّيـة َ إنْ أتَـتْ لــم iiتلـعَـبِ

ألاَ للهِ
إسم الشاعر : أبو العتاهية
ألاَ لـــلـــهِ أَنْـــــتَ مَـــتَـــى تَـــتُـــوبُ وقــد صـبَـغَــتْ ذَوائِـبَــكَ iiالـخُـطــوبُ
كــأنّـــكَ لَــســـتَ تَــعــلَــمُ أي iiحَــــثٍّ يَـحُـثّ بـكَ الـشّـروقُ، كـمـا الـغُـروبُ
ألَـسْــتَ تـــراكَ كُـــلَّ صَــبَــاحِ iiيَـــوْمٍ تُـقــابِــلُ وَجْــــهَ نــائِــبَــة ٍ iiتَــنُـــوبُ
لَـعَــمْــرُكَ مـــا تَــهُــبّ الــرّيـــحُ، iiإلاّ نَــعـــاكَ مُــصــرِّحــاً ذاكَ الــهُــبُــوبُ
ألاَ لــلـــهِ أنْــــتَ فـــتـــى ً iiوَكَـــهْـــلاً تَـلُــوحُ عَــلَــى مـفــارِقِــكَ iiالــذُّنُــوبُ
هــوَ الــمَــوْت الـــذي لا بُـــدّ مــنْــهُ، فــلا يَـلـعَــبْ بـــكَ الأمَـــلُ iiالــكَــذوبُ
وكـيـفَ تـريـدُ أنْ تُـدعــى iiحَـكـيـمــاً، وأنــتَ لِــكُــلِّ مَـــا تَــهــوى iiرَكُـــوبُ
وتُـصْـبِـحُ ضـاحِـكـاً ظَـهـراً iiلـبَـطــنٍ، وتـذكُـرُ مَـا اجـتـرمْــتَ فَـمَــا iiتَـتُــوبُ
أراكَ تَـغــيــبُ ثـــمّ تَـــؤوبُ iiيَــوْمــاً، وتــوشِــكُ أنْ تــغِــيــبَ ولا iiتــــؤُوبُ
أتـطـلِــبُ صَـاحِـبــاً لاَ عَــيْــبَ iiفِــيــهِ وأيُّ الــنَّــاسِ لــيــسَ لَـــهُ iiعــيــوبُ
رأيــتُ الـنّــاسَ صـاحِـبُـهــمْ iiقَـلـيــلٌ، وهُــمْ، والـلّــهُ مَـحــمــودٌ، iiضُـــرُوبُ
ولَـسْــتُ مـسـمـيــاً بَــشَــراً iiوهُــوبــاً ولــكِـــنَّ الإلـــــهَ هُـــــوَ iiالْـــوَهُـــوبُ
تَـحـاشَــى رَبُّـنَــا عَــنْ كــلّ iiنَـقْــصٍ، وحَـاشَــا سـائِـلـيــهِ بــأَنْ iiيـخـيــبُــوا

الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ
إسم الشاعر: أبو العتاهية

الــرّفْـــقُ يَــبــلُــغُ مــــا لا يَــبــلُــغُ iiالــخَـــرَقُ، وقــلَّ فــي الـنــاسِ مــنْ يـصـفُــو لـــهُ خُــلُــقُ
لــمْ يـفــلــقِ الــمــرءُ عـــن رشـــدٍ iiفـيـتــركَــهُ إلاّ دَعـــــاهُ إلـــــى مــــــا يَـــكْــــرَهُ الــفـــلَـــقُ
الـبـاطِــلُ، الــدّهْــرَ، يُـلْــفَــى لا ضِــيــاءَ iiلَـــهُ، والــحـــقُّ أبــلـــجُ فــيـــهِ الـــنـــورُ iiيــأتــلِـــقُ
مــتـــى يُــفــيــقُ حَـــريـــصٌ دائِـــــبٌ iiأبَـــــداً، وَالــحِــرْصُ داءٌ لـــهُ تــحــتَ الـحَــشــا iiقَــلَــقُ
يـسـتـغــنــم الــنــاسُ مـــن قــــومٍ فــوائــدهــمْ وَإنّـــمـــا هـــــيَ فـــــي أعــنــاقِــهِــمْ iiرَبَــــــقُ
فـيَـجـهَـدُ الـنّــاسُ، فــي الـدّنـيــا، مُـنـافـســة ً، ولـيــسَ لـلـنــاسِ شــيءٌ غــيــرَ مـــا iiرُزِقُـــوا
يـا مَـن بـنـى الـقَـصـرَ فـي الـدّنْـيــا، iiوَشَـيّــدَه، أسّـسْــتَ قَـصــرَكَ حَـيــثُ الـسّــيــلُ iiوَالــغــرَقُ
لا تَــغْــفُــلَـــنّ، فــــــإنّ الــــــدّارَ فـــانِـــيَـــة iiٌ، وشــربــهَــا غــصـــصٌ أو صــفــوهَــا iiرنــــقُ
والـــمـــوتُ حـــــوضٌ كـــريـــهٌ أنـــــت iiواردُهُ فـانـظــرْ لـنـفـســكَ قـبــلَ الــمــوتِ يـــا مَـــذِقُ
اسْــــمُ الــعَــزيــزِ ذَلــيـــلٌ عِــنْـــدَ iiمِــيــتَــتِــهِ؛ وَاسْــمُ الـجَـديــدِ، بُـعَــيــدَ الــجِــدّة ِ، iiالـخَــلَــقُ
يَـبـلـى الـشّـبـابُ، وَيُـفـنـي الـشّـيـبُ نَـضـرتَـهُ، كــمَــا تَـســاقَــطُ، عـــن عـيـدانــهــا، iiالـــوَرَقُ
مـــا لـــي أرَاكَ، وَمـــا تَـنــفَــكّ مـــن طَــمَـــعٍ، يَـمْــتَــدّ مِــنْــكَ إلَــيْـــهِ الــطّـــرْفُ، وَالــعُــنُــقُ
تَـــــذُمّ دُنْـــيــــاكَ ذَمّــــــاً لا تَـــبُــــوحُ iiبِــــــهِ، إلاّ وَأنْــــــتَ لـــهَــــا فــــــي ذاكَ iiمُــعْــتَـــنِـــقُ
فَــلَــوْ عَـقَــلْــتُ لأعْــــدَدْتُ الــجِــهــازَ iiلــهَـــا، بــعــدَ الـرحــيــلِ بــهَــا مـــا دامَ لــــي iiرمــــقُ
إذا نَــظَـــرْتَ مِــــنَ الــدّنْــيــا إلــــى iiصُـــــوَرٍ، تـخَــيّــلَــتْ لــــكَ يَــوْمـــاً فَــوْقَــهــا الــخِـــرَقُ
مــــا نَــحْـــنُ إلاّ كَـــرَكْـــبٍ ضَـــمّـــهُ iiسَـــفَـــرٌ يَــوْمــاً، إلـــى ظِـــلّ فَــــيٍّ ثُــمّـــتَ افــتــرَقُــوا
وَلا يُــقــيــمُ عــلـــى الأسْـــــلافِ غــابِــرُهُـــمْ، كــأنــهــمْ بــهـــمِ مَــــنْ بــعــدهـــمْ iiلــحــقُـــوا
مــــا هــــبَّ أو دبَّ يــفــنَــى لا بَـــقـــاءَ iiلـــــهُ والــبَـــرُّ، والــبَــحــرُ، وَالأقــطـــارُ، iiوَالأفـــــقُ
نــســتــوطِــنُ الأرضَ داراً لــلــغـــرورِ بِـــهَـــا وَكُــلّــنـــا راحِــــــلٌ عَــنـــهـــا، وَمُــنْــطَــلِـــقُ
لَــقَـــدْ رَأيْــــتُ، وَمــــا عَــيــنـــي بـــراقِـــدَة iiٍ، قـتـلَــى الـحــوادثِ بــيــنَ الـخــلــقِ iiتـخــتــرقُ
كـــمْ مـــن عــزيــزٍ أذلَّ الــمـــوتُ iiمــصــرعَــهُ كـانَــتْ، عـلــى رَأسِـــهِ، الــرّايــاتُ iiتـخـتــفــقُ
كــــــلُّ امـــــــرء ولـــــــهُ رزقٌ iiســيــبــلــغُـــهُ واللهُ يــــــــرزُقُ لا كــــيـــــسٌ ولا حـــــمـــــقُ
إذا نَـــظَـــرْتُ إلــــــى دُنْـــيــــاكَ مُــقْــبِــلَـــة iiً، فــــــلا يــغُـــرَّنْـــكَ تــعــظِـــيـــمٌ ولا iiمَــــلَــــقُ
أخَـــــيَّ إنَّـــــا لــنــحـــنُ الــفــائـــزونَ iiغَـــــدَا إنْ ســـلَّــــمَ اللهُ مــــــنْ دارٍ لـــهَــــا iiعــــلــــقُ
فـالـحــمــدُ لــلّــهِ حــمْـــداً لا انْــقِــطــاعَ لَــــهُ، مـــــــا إنْ يُـــعَـــظَّـــمُ إلا مَـــــــنْ لَـــــــهُ ورقُ
والــحــمـــدُ لـــلـــهِ حـــمـــداً دائـــمـــاً iiأبــــــداً فـــازَ الّــذيــنَ، إلـــى مـــا عِــنـــدَهُ، iiسَــبَــقُــوا
مــا أغـفــلَ الـنــاسَ عـــنْ يـــومِ iiانـبـعـاثــهــمِ وَيــوْمِ يُـلـجِـمـهُــم، فــي الـمــوْقِــفِ، الــعَــرَقُ

الله أكرَمُ يُناجَى
إسم الشاعر : أبو العتاهية
الله أكـــــــرَمُ يُــنـــاجَـــى ii، والمـرءُ إِنْ راجَيْـتَ iiراجَــى
والـمَــرءُ لــيــسَ iiبـمُـعـظِـمٍ شَيئـاً يُقَـضّـي مـنـهُ iiحـاجَـا
كَـدَرَ الصّفـاءُ مِـنَ iiالـصّـدي قِ فـــلا تـــرَى إلاّ iiمِــزاجَــا
وإذا الأمُــــورُ iiتَــزاوَجَـــتْ، فالـصَّـبْـرُ أكْـرَمُـهَـا iiنِـتَـاجَـا
والصـدقُ يعقِـدُ فــوقَ iiرَأسِ حـلـيـفــهِ لــلــبِّــرِ iiتَـــاجَـــا
والـصِــدْقُ يـثـقُــبُ iiزنــــدُهُ فــي كــلّ ناحـيَـة ٍ iiسِـراجَــا
ولـربَّـمــا صَــــدَعَ الـصّـفــا ولـربَّـمـا شـعــبَ الـزُّجَـاجَـا
يـأْبَــى المـعَـلَّـقُ iiبـالـهــوَى إلاَّ رَوَاحـــــــاً iiوادِّلاَجــــــــاً
أُرْفُـــقْ فـعُـمـرُكَ عُـــودُ iiذي أوَدٍ، رأيــتُ لــه iiاعوِجـاجَـا
والـمَــوْتُ يَخْـتَـلِـجُ iiالـنّـفــو سَ وإن سهتْ عنه اختلاجا
إجْــعَــلْ مُـعَـرَّجَــكَ iiالـتّـكَــرّ مَ مَـا وجَـدتَّ لَهَـا iiانعِـراجَـا
يــــا ربَّ بـــــرْقٍ iiشـمْــتُــهُ عَـــادَتْ مخيـلَـتُـهُ iiعَـجَـاجَـا
ولــرُبَّ عَــذْبٍ صــارَ iiبَـعْــدَ عــذوبــة ٍ مِـلْـحــاً أجــاجَــا
ولَـــرُبّ أخْـــلاقٍ حِــســانٍ، عُــــدْنَ أخــلاقــاً iiسِـمــاجَــا
هَــوّنْ عَـلَـيـكَ مَـضـايِـقَ ال الدُّنـيَـا تَـعُـدْ سُـبُـلاً iiفجـاجَـا
لا تَــضْــجَــرَنّ لـضـيــقَــة iiٍ يَـوْمـاً فَــإنَّ لَـهَــا انـفـراجَـا
مـنْ عـاجَ مـنْ شَــيْءٍ iiإِلــى شــيءٍ أصَـابَـا لَــهُ iiمَعَـاجَـا

ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
إسم الشاعر: أبو العتاهية

ألَـــــمْ تَـــــرَ أنَّ الـــحـــقَّ أبـــلَـــجُ iiلاَئــــــحُ وأنّ لــحـــاجـــاتِ الــنّـــفـــوسِ جَـــوايِــــحُ
إذَا الـمـرْءِ لَـمْ يَـكْـفُـفْ عَــنِ الـنَّــاسِ iiشَــرَّهُ فـلَـيـسَ لـهُ، مـا عــاشَ، مـنـهــم iiمُـصـالــحُ
إذَا كـــــفَّ عَـــبْــــدُ اللهِ عـــمَّــــا يـــضــــرُّهُ وأكــثـــرَ ذِكْــــرَ الله، فــالــعَــبْــدُ iiصـــالـــحُ
إذا الـمــرءُ لــمْ يـمــدَحْــهُ حُــسْــنُ iiفِـعَــالِــهِ فـلَــيــسَ لـــهُ، والــحَــمــدُ لــلـــه، iiمــــادِحُ
إذا ضـاقَ صَـدْرُ الـمـرءِ لـمْ يـصْـفُ عَـيْـشُـهُ ومَـا يـسـتـطِـيــبُ الـعَـيْــشَ إلاَّ iiالـمُـسـامِــحُ
وبَـيْـنَــا الـفَـتــى ، والـمُـلـهِــيــاتُ iiيُـذِقــنَــهُ جَـنَــى اللهْوِ إذْ قَـامَــتْ عَـلَــيْــهِ iiالـنَّــوَائِــحُ
وإنَّ امـــــــرَأً أصــــفــــاكَ فـــــــي الله وُدّهُ، وكــانَ عـلَــى الـتَّـقْــوى مُـعِـيـنــاً iiلـنـاصِــحُ
وإنْ ألــــبَّ الــنَّـــاسِ مــــنْ كــــانَ iiهَــمُّـــهُ بــمــا شَــهِــدَتْ مــنــهُ عَـلَــيــهِ الــجَــوارِحُ