منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1067- دعني أحبك - غريس غرين - عبير دار نحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t81777.html)

وداد التميمي 21-06-08 12:33 PM

فأجاب :
- نعم ولكن بعد وفاة هوغ و هازيل ، كان عليها أن تعتني بكيلتي فألغت الحجز وقد حاولت أنا في ذلك الحين أن أجنبها تلك الوصاية على الصبي ولكن كان البديل لذلك أن يرسل كيلتي إلى دار رعاية الأطفال فلم تقبل هي بذلك وطبعاً العناية بغلام مراهق لامرأة في سنها هو أكثر مما يمكنها احتماله .

فقالت :
- طبعاً إن دار المسنين سيكون أفضل مكان لها ولكن ماذا سيحدث لكيلتي الآن؟ فهو ليس لديه من يرعاه ؟ آه كم أتمنى لو أستطيع مد يد العون له بطريقة ما..

فتنحنح الطبيب ثم قال :
- إن لدي فكرة يا نيرن ... وأنا لا أريد منك أن تعطيني جواباً الآن لأنني أعلم أن هذا الأمر يتطلب منك تفكيراً طويلاً ... ولكن ...

وتردد..... وتساءلت هي عما يمكن أن يطلبه منها ....... فقالت تستحثه أن يتابع كلامه :
- انك تعلم أنني أفعل أي شيء لأجل كيلتي فهو فتى رائع ومن أفضل الفتيان .

فوقف الطبيب ووضع يديه في جيبي بنطلونه محدقاً في نيرن بنظرة ثابتة طويلة من خلف نظارتيه ثم رأت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يقول برقة :
- عزيزتي نيرن إنني أدرك تماماً مقدار الوحدة التي تعانيها منذ وفاة روري ومع أنني أعلم كم شغلت بالعمل ، ومقدار حب والديك وأختك وزوجها لك .. فهذا كله ليس كما لو كان لديك شخص يخصك أما ما أريد أن أقول دون أن أعرف كيف أتطرق إلى الأمر بلباقة هو .... هلا فكرت في حضانة الغلام؟

وأخذت نيرن تذرع غرفة الجلوس في الساعة العاشرة إلا خمس دقائق في انتظار عودة كيلتي ونظرت إلى الساعة الموضوعة على رف المدفأة للمرة العشرين كان الدكتور كوغيل قد تركها لتخبر الغلام بما حدث لعمته آني وعندما أخبرته بأن الغلام كان قد أقبل ليقيم عندها ، اتفقا على أن أفضل شيء يقومان به هو أن يتركاه حيث هو إلى أن يتقرر كل شيء .

ولكن ، ماذا كانت ستقرر هي؟ كانت تتساءل بقلق عن ذلك وهي تسير نحو النافذة العريضة تنظر منها وأزاحت الستارة الوردية الثقيلة حيث أخذت تنظر إلى الظلام في الخارج .

منذ أدلى الدكتور كوغيل باقتراحه هذا لم تستطع نيرن أن تفكر في أي شيء آخر لقد عادت إلى المطبخ حيث تبادلت أحاديث عادية مع ستروم وهما يتناولان العشاء كانت أثناءها شاردة الذهن ومن حسن حظها أنه وقف بعد تناوله الفنجان الثاني من القهوة قائلاً بأنه سيخرج ليتمشى قليلاً .

أما الأسئلة التي كانت تلح عليها قبل فترة عن سبب وجود هذا الرجل في قرية غلينكريغ هذه ونوع صلته بهازيل ، ولماذا لم يشأ أن يبيع كريجند ... كل هذه الأسئلة قد أصبحت تافهة أمام تركيز أفكارها على اقتراح الدكتور ذاك .

وتصاعدت خفاقات قلبها وهي تسمع صوت الباب الخارجي يفتح ثم يغلق فأسرعت إلى باب غرفة الجلوس وفتحته لترى أن القادم كان كيلتي كما توقعت .

قالت له باسمة :
-أدخل إلى هنا لقد كنت بانتظارك.

فقال : إنني لم أتأخر يا نيرن أليس كـــــــــــذلك؟

ولم يكن يرتدي سترة فوق تنورته السوداء وقميصه المقفل ومع ذلك لم يكن يبدو عليه أنه يشعر بالبرد فانحنى يخلع حذاءه ، وعندما دخل إلى غرفة الجلوس لم تحدث قدماه المرتدتين جورباً ، صوتاً على السجادة وعبقت في أنفها رائحة تبغ تفوح منه.

وقالت تسأله : أتريد كوباً من الحليب؟
فقال لها : كلا أشكرك لقد تناولت لتوي كوباً من الكاكاو.

وبينما جلست نيرن على ذراع الأريكة ، جلس هو على كرسي ذي ذراعين وقد مد ساقيه أمامه و تنورته على ركبتيه واضعاً يديه على فخذيه ثم سألها : هل أردتِ أن تتحدثي إلى عن شيء ما؟

فأجابت : نعم .

ذلك أنها عندما التقت عيناها بعينيه الصريحتين الذكيتين ، فكرت بأن لا فائدة من المداورة حول الموضوع ولأفضل أن تبدأ بإخباره بالأسوأ ومن ثم تنتهي من الأمر وتابعت تقول :
- لقد جاء إلى هنا الدكتور كوغيل عند العشاء . لقد أصيبت عمتك آني بنوبة وأخذوها إلى مستشفى ريغمور .

فقفز كيلتي واقفاً وهو يقول : أتراها ستشفى؟

كان يزدرد ريقه بصعوبة بينما تصاعد الاحمرار إلى وجنتيه وتابع يقول : أيمكننا الذهاب لرؤيتها؟

فأجابت : إنها ستشفى .

وكان صوتها مطمئناً قدر استطاعتها وتابعت تقول :
- ولكن ليس بإمكاننا رؤيتها قبل بضعة أيام إذ أنه من المفروض أن تنال راحة كاملة ثم يعيدونها بعد ذلك بسيارة الإسعاف ...

فقال :
- إذن ، علي أن أذهب قبل ذلك إلى بيتها ، إنني أريد أن أطمئن إلى أن كل شيء في البيت على ما يرام قبل عودتها . علي أن اشتري شيئاً من الخبز والحليب والــ ....

فقاطعته قائلة : انك لن تعتني بها يا كيلتي ، فهم سيأخذونها إلى دار المسنين .

وداد التميمي 21-06-08 12:39 PM

وساد صمت ، أخذ الغلام أثناءه يستوعب هذه المعلومات وما أن أوشكت على الكلام مرة أخرى ، حتى رأت كتفيه المتصلبتين تسترخيان قليلاً ، ثم يقول بهدوء :
-إن هذا حسن . أعني أن تجد مكاناً في دار المسنين .

ونظر إلى نار المدفأة . ورأت نيرن الدموع تتألق في عينيه وهو يتابع قائلاً :
- لقد كان من الكثير عليها أن تعتني بي ولكنها لم تكن تستمع ألي والآن ستجد هي من يعتني بها.

وتدفقت مشاعر نيرن . كان واضحاً أنه لم يفكر مقدار ذرة في مأزقه هو في أن تغيير وضع عمته يعني تغيير وضعه هو أيضاً وهو تغير قد يؤدي إلى انقلاب عنيف آخر في حياته .

وعندما نظرت إليه ، وإلى الشجاعة التي أراد أن يظهرها في طريقته الشاذة في ملابسه وإلى الضعف الصبياني في وجه الفتي الذي كان يظهر عليه الآن بجلاء مظاهر الألم الذي عاناه في حياته عند ذلك عرفت ما عليها أن تفعل عرفت ماذا تريد أن تفعل .

وما أن قررت أمرها ، حتى شعرت بعبء ثقيل ينزاح عن قلبها وشعرت بارتياح لم تشعر به منذ شهور كثيرة . وقفت تنظر إليه وهي تشبك يديها معاً بشدة ودهشت وهي ترى راحتيها تنضحان عرقاً ولكنها تساءلت عن الغرابة في ذلك ... وهل في كل يوم تتخذ المرأة قراراً خطيراً مثل هذا؟ ولكن ماذا سيكون رأي كيلتي في ذلك؟

رفع كيلتي تنورته إلى خصره وهو يقول :
- أظن من الأفضل أن أذهب إلى سريري يا نيرن .

ولكن التنورة سرعان ما انزلقت إلى وركيه مرة أخرى وتابع يقول :
- بالمناسبة لقد قررت الكف عن التدخين إنني أعرف أنكِ لا تحبينه وأنا لا أريدك أن تقلقي خوفاً من أن أشعل النار في برواش وقد رميت آخر سيكارة خارجاً قبل دخولي .

فقالت : ما رأيك في البقاء هنا يا كيلتي؟

وحالما انطلقت الكلمات من فمها شعرت نيرن بأن الغلام قد انتابه التوتر مرة أخرى فتابعت تقول :
- وأنا لا أعني أن تبقى في الغرفة الصغيرة على السطح ولو أن لا بأس بها مؤقتاً ما دمت تريد ذلك ، كلا بل أعني أن تعيش هنا في برواش ما دامت عمتك آني ستدخل دار المسنين .

فسألها قائلاً وقد بدا الحذر في عينيه :
- هل تعنين بصفة دائمة؟ مثل ... أحد المستأجرين عندك؟

فضحكت بصوت مرتجف وهي تقول : كلا ، آه ....

ما كان لها أن تضحك فقد تجمدت عينا الغلام كما تصلب جسمه فقد ظن أنه نطق بحماقة ما أو بدا وقحاً وبسرعة تابعت تقول :
-إن دكتور كوغيل يرى أن فكرة الحضانة هي فكرة حسنة وهذا أفضل من إرسالك إلى دار العناية إن بإمكانك أن تعيش معي وسيكون ذلك بإجراء قانوني ، فيكون كل شيء شرعياً ...

فانحنى وأخذ يسوي ثنية جوربيه ومع سرعته في الحركة فقد تمكنت نيرن من أن ترى اللمعان في عينيه فلم تدهش وهي تراه يقف منتصباً وهو يقول :
- هل فكرتِ في الأمر يا نيرن؟ هل هذا ما تريدينه أنتِ حقاً؟

فأجابت باسمة : نعم .

كانت تعلم بأنها قد صنعت القرار الصحيح وتابعت تقول : هل تظن أن بإمكاننا القيام بالتجربة؟

وقبل أن يجيب تناهى إلى مسامعهما صوت فتح الباب الخارجي يقتحم فيض المشاعر التي شملتهما ورأت عينيه تغيمان ويتصلب ظهره . ما أسوأ هذا التوقيت وداخلت نيرن الخيبة . لماذا لم يبق ستروم غالبريث في الخارج عشر دقائق أخرى؟ ربما سيصعد إلى غرفته مباشرة ...

ولكنه لم يفعل وبينما كانت وكيلتي واقفين يستمعان ، فتح باب غرفة الجلوس ودخل منه ستروم وبدا عليه عدم الانتباه إلى التوتر الذي كان يسود الجو وهو يسير مباشرة نحو المدفأة قائلاً :
- إنها ليلة باردة حتى بالنسبة إلى شهر شباط ( فبراير)

قال كيلتي :
- إنني صاعد إلى غرفتي يا نيرن وشكراً لإخباري عن عمتي . وألقى نظرة قصيرة على ستروم قبل أن يستدير مرة أخرى إلى نيرن قائلاً : وبالنسبة إلى ما كنا نتحدث عنه ، أظنها فكرة عظيمة وليس عندي خيار آخر ، أليس كذلك؟ وبعد أن مات أمي و أبي ودخلت عمتي الدار لم يبق لي أقرباء ليعتنوا بي وسأشعر بالفخر إذا اعتبرتني بمثابة ولدك .

ولأول مرة في حياته عانق نيرن كان عناقاً سريعاً غريباً وكانت رائحة التبغ تفوح من قميصه المقفل ثم ذهب ولكن حداثته وضعفه مسا قلبها .

كانت تعرف أن هذا الأمر سينجح لأنهما كانا يودانه هما الاثنان . ولم تستطع أن تصبر عن إخبار كيلا . وفي نفس الوقت قررت بعد أن اغلق باب غرفة الجلوس وبقيت بمفردها مع ستروم غالبريث شعرت بأنها تريد أن تشارك أحداً باخبارها وتحتفل بالمناسبة فليس في كل يوم يتيسر لامرأة أن تصبح أماً ....

واستدارت نحوه تقول ببشاشة :
- هل تريد أن تتناول معي فنجان قهوة؟ فقد حدثت هذه الليلة أشياء كثيرة .

فقال بصوت أجش وكانت عيناه قاتمتين غامضتين بعثتا قشعريرة في جسد نيرن :
- لقد سمعت ، انكِ سترعين الغلام أتظنين أنه قرار حكيم؟

وداد التميمي 21-06-08 12:41 PM

أذهلها قوله وما لبثت أن قالت بحزم :
- نعم إنني متأكدة من أنه قرار حكيم ، إن كيلتي بحاجة آلي ... وأنا بحاجة إليه .. ونحن الاثنين من القوة بحيث نعترف بذلك فليس ثمة من يرغب في العيش منعزلاً يا ستروم وأنا متأكدة من أنك تعرف هذا.

وتنفست بعمق . لقد سبق وحدثت نفسها مراراً أنه مهماً كانت مشكلات ستروم غالبريث فهي ليست من شأنها وليس لها أن تدس أنفها في مالا يخصها ولكن شيئاً في أعماقها ، شيئاً لا تستطيع السيطرة عليه كان يدفعه إلى أن تحاول مساعدة هذا الرجل فتقدمت من المدفأة تضع مزيداً من الخشب ثم نفضت يديها على قفا بنطلونها الجينز لتقف بعد ذلك وتواجهه مرة أخرى ، قائلة :
- ألم تعرف في حياتك قط ما معنى أن يحتاج أحد الآخرين؟ وأضافت برقة قائلة : أم أنك مصنوع من الصخر ؟

وداد التميمي 21-06-08 01:35 PM

الفصل الخامس



اذا كانت نيرن قد ظنت أن هجومها المباشر هذا على ستروم ، سيسبب له الارتباك فهي إذن مخطئة وربما كانت توقعت منه أن ينسحب أو أن يرد مهاجما ، ولكنه لم يقم بأي من هذين الأمرين لقد ضحك عليها ، وكانت ضحكة مشوبة بالسخرية ولكنها كانت ضحكة على كل حال ، كما كان في عينيه الزرقاوين شئ من الهزل .
وقال :
- آه إن لي احتياجاتي أنا أيضا يا نيرن تماما كأي رجل آخر إنها الاحتياجات الأساسية في الحياة الجوع ، العطش والمحافظة على الذات .
فقاطعته :
- وأنا متأكدة أيضا من انك بحاجة إلى الانتماء والى الحب ولو انه يبدو انك تنكر هذه الحاجات بالذات .

واتجهت نحو المطبخ وفتحت البراد حيث وضعت عدة أنواع من العصير اختارت واحدا منها وأحضرت كوبين ، مشى نحوها ثم اخذ كوبا وعاد إلى قرب النار في الصالة حيث وضعه على رف المدفأة ثم اتكأ على الجدار بجانبه وهو يقول :
- هكذا إذن ، الانتماء والحب فلنتحدث عن الانتماء إلى مكان معين أم الانتماء إلى شخص ؟

أغلقت نيرن باب البراد وتبعته إلى الصالة ثم أجابته :
- أظن الاثنين معا ، عندما أقول أنا انتمي إلى غلينكريغ فانا أعي أنني أعيش هنا ، وأنني دوما عشت هنا فانا إذن جزء من المكان وهو جزء مني .

وعادت إلى الأريكة حيث غاصت على الوسادة في وسطها وهي ترفع بصرها إلى ستروم متابعة قولها :
- وأنت هل أنت تنتمي إلى لندن بنفس هذه الطريقة ؟

فهز كتفيه بعدم اهتمام وهو يقول :
- كلا أنا انتمي إلى لندن بالشكل الذي ذكرته ، فقد ولدت في مانشستر وقد سافرت إلى جميع أنحاء العالم وأنا أعيش في لندن لان مكتبي في لندن ولكن موطني بالنسبة إلي هو المكان الذي أعيش فيه حاليا .

فقالت : ولكن هذا ليس موطنا انك ستمكث هنا عدة أيام فهو إذن ليس موطنك فكيف تقول انه كذلك ؟

أجاب : إن ما أريد قوله هو إن ليس لي موطنا فانا لا انتمي إلى أي مكان ، وهذا لا يشكل حاجة بالنسبة إلي .

فقالت : ولكن مكانك في لندن .

فقال : انه الأساس انه المكان الذي اعلق عليه قبعتي

قالت له : حدثني عنه

فقال : ماذا تريدين إن تعرفي ؟ انه شقة مائلة السقف تشرف على المدينة ، تحتوي على ثلاث غرف نوم وغرفة جلوس وغرفة طعام ومطبخ الكتروني يبدو وكأنه في سفينة فضاء وهناك أيضا حمامان وغرفة مظلمة لتحضير الأفلام .

فقالت : غرفة مظلمة ؟ هل أنت مغرم بالتصوير الفوتوغرافي ؟

أجاب : فلنقل انه كان أفضل هواياتي

سألته : وهل كنت ناجحا فيه ؟ فأجاب : كنت ناجحا إلى حد إنني استطيع إن اصنع منه مهنة .
منتديات ليلاس

وردة الياسمين 21-06-08 09:20 PM

حبيبتي الله يسامحك قطعتينا عند جزء مهم ارجوووووووووووووووووووكي التكمله بسرعه يا عسل


الساعة الآن 09:20 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية