منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t193356.html)

Rehana 14-02-14 08:04 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
فحملقت بذعر , اتراه يريد دخول شقتها ؟ .
- كلا , اعني ان تجمع انت الاشياء ثم احضر انا من الشقة صندوقاً كرتونيا اضعها فيه.
ولم تمنحه فرصة للجواب , وهرعت صاعدة الدرجات القليلة الباقية , مسقطة في اثرها عدة رزمات اخرى , ثم فتحت بابها واغلقته خلفها لتدخل المطبخ مباشرة تضع فيه حملها على المنضدة , وكانت رزمة الحفاظات هي الوحيدة التي لم تسقط.
اخذت صندوقاً فارغاً وهي تلقي نظرة على ايفان محدثة صوتاً تناغيه به قبل ان تعود من حيث أتت, مقفلة الباب خلفها قبل ان تصل الى حيث كان هانتر لويس واقفاً بجانب مشترياتها.
قالت بإرتباك :
- إذا انت سلمتني قميصك فسأغسله .
فمد يده يزيح ضفيرتها الغليظة التي كان يقطر منها ماء المطر فوق محتويات الصندوق, وهو يقول :
- اشكرك , ولكنني سأغسله بنفسي باليد.
فقالت بحدة وهي تلقي بضفيرتها فوق ظهرها:
- كما تشاء.
- إنني اقوم بذلك عادة.منتديات ليلاس
تمتمت تقول ساخرة نفس الكلمات التي سبق وقالها من قبل :
- لماذا انا لست مستغربة ماحدث ؟
ولكنه لم يجب إذ كان يمعن النظر في كتابة على جانب علبة كتب عليها أرز للأطفال , وقد رفع حاجبيه . فاختطفتها آن من يده ووضعتها في الصندوق وهي تقول:
- انن احب هذا, هل ثمة مشكلة في ذلك؟
اجاب بلهجة جافة :
-كلا , واظن هذا ممكناً, لابد انك اصغر سناً ممايبدو عليك.
فقالت بحرارة :
- إن كوني لا اسخر من الآخرين ولا احاول جعل من حولي اشقياء لايعني انني طفلة تحمل على الذراع.
- دعيني احمل هذا الصندوق عنك.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس
اجابت وهي تصعد الدرجات:
- اشكرك , ولكنني قادرة على ذلك تماماً.
- اعطني مفتاحك على الأقل لكي لا تضطري لو ضع حملك هذا ريثما تفتحين الباب.
فقالت وهي تقف اعلى السلم تنتظر منه ان يعبر اولاً :
- بإمكاني تدبير امري.
فأمعن النظر في العناد الذي بدا على ملامحها , ثم قال :
- يالك من فتاة عنيدة تبعث الانزعاج في النفس الى حد لا يصدق..
فقالت ضاحكة وهي تفكر في انها على الأقل قد ارتفعت في نظره الى مستوى امرأة راشدة :
- آه , إن بإمكاني ان اكون اكثر إزعاجاً , الى اللقاء يا بروفيسور .
فسار متثاقلا نحو بابه وهو يدمدم بفظاظة صبيانية :
- كفى عن دعوتي بلقب بروفيسور.
فابتسمت ولكنها لم تترك له الكلمة الأخيرة , فقالت :
- لماذا؟ هل يجعلك هذا تفكر في كبر سنك؟
اجاب وهو يدفع مفتاحه في القفل بعنف :
- إنني في السابعة والثلاثين من عمري فقط.
فقالت بمكر:
- حقاً ؟ انك تبدو اكبر من ذلك بكثير , ربما ذلك لأنك متأكد من ...
- إنني لست متأكداً من شيء.
كان يتكلم ساخطاً فنظرت اليه باسمة تقول :
- لا يتملكك الغضب يا بروفيسور , فأنا متأكدة من انك رائع تماماً عندما تكون بين ابناء جيلك ..
واغلقت بابها وهي تضحك , كانت سخريتها منه مخاطرة , في الواقع , ولكنها لم تستطع تجنب ذلك , إن فيه شيئاً يحفزها لذلك, انها لم تر رجلاً من قبل يبدو الغضب عليه بهذا الشكل, فوالدها واخوتها هم رجال ريفيون يعرفون معنى المزاح ويتحملونه بمزاج حسن , فكانوا , عندما كانت تغيظهم مستفزة , يضحكون منها دون اهتمام .منتديات ليلاس
لقد كان لهانتر لويس شخصية لم تعرف مثلها من قبل , والمعرفة والتجارب هي , كما اخذت تحدث إيفان اثناء اطعامه من جملة الاشياء التي جاءت الى أوكلاند لاكتسابها.

fadi azar 16-02-14 12:33 AM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
شكورة على تعبك

Rehana 16-02-14 09:37 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
العفووو اخي فادي

Rehana 16-02-14 09:39 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
الفصل الثالث

تنفست آن بعمق قبل ان تطرق الباب , وقد جاءت الطرقة اعنف قليلاً مما كانت تريد وتنفست مرة اخرى قبل ان ينفتح الباب فتكاد تقع على وجهها وهي ترى هانتر لويس .
- لقد صنعت شيئاً من حساء السمك واللحم فأحضرت لك بعضاً منه تعبيراً عن شكري لك لمساعدتك لي ذلك النهار بالنسبة لمشترياتي , كما انني احضرت لك ربطة العنق ايضاً , مغسولة ومكوية.
وكان قد سبق وقال إنه يريدها قبل نهار الجمعة.منتديات ليلاس
وابتسمت له ببرود وتحفظ وهي تقدم له الاناء المغطى بإحدى يديها , وربطة العنق باليد الأخرى , ولم تشأ ان تخبره بأنها غسلتها وكوتها بنفسها متحدية بذلك امره في ان تنظف على البخار , ذلك ان التنظيف الجاف يكلف , حالياً , فوق ما تحمله ميزانيتها حيث انها ربطة عنق حريرية جديدة , وهكذا صممت على ألا تخسر شيئاً.
تناول منها ربطة العنق , ولكنه لم يحاول اخذ طبق الحساء , وجالت بنظراتها في انحاء شقته بفضول .
فتمتم ساخراً وهو يتبعها :
- ادخلي .. ولم لا تدخلين ؟
اجابت ببشاشة وكأنه يرحب بها تماماً :
- اشاكرك , سأدخل.. إنما للحظة واحدة "
كانت الشقة نسخة تامة عن تصميم شقتها هي , وهذا هو كل شيء لأن الشفتين كانتا مختلفتين تماماً في الاثاث , فقد كان أثاثه في منتهى الجمال والرفاهية.

Rehana 16-02-14 09:39 PM

رد: 543 - الاخت البديلة - سوزان نابيير - قلوب عبير دار النحاس ( الفصل الثاني )
 
كانت تحت قدميها سجادة من النعومة والكثافة بحيث غاصت قدماها فيها , كما كانت الجدران مطلية بلون صلصالي بني محمر ممؤه بماء الذهب , وكانت خزانات الكتب ترتفع الى السقف محيطة بالنوافذ من ناحية , ومن الناحية الأخرى قامت مرآة كبيرة ذهبية الإطار احتلت معظم مساحة الجدار الذي يفصل بين شقتيهما ماجعل طول الغرفة يبدو مضاعفاً , هذا الى ان انعكاس ضوء النهار اعطى المكان إشراقاً حتى في هذا الوقت الذي كان المطر فيه ينهمر في الخارج .
كان مطبخه اكثر اتساعاً من مطبخها , وقد صمم بحيث امكنه بأن يتسع لأحدث طراز من ادوات المطبخ , وعندما وضعت طبق الحساء على المنضدة الرخامية , ساورها شعور بالضيق من ان ما احضرته من حساء رخيص المواد , رغم لذة مذاقه , قد يكون غير لائق بمكان كهذا , خصوصاً وهي ترتدي تنورتها الواسعة التي خاطتها بيديها , وقميصاً قروياً , ولكنها مالبثت ان قالت :
- كل ماعليك ان تفعله هو ان تسخن هذا ...
واستدارت نحوه لتكتشف انه غير موجود , لقد اختفى هانتر لويس بنفس الخفة التي اعتاد ان يظهر فيها , ونظرت الى الهاتف المعلق على الجدار وتساءلت عما إذا كانت تجرؤ على انتهاز فرصة غياب صاحبه , ولكنها عادت فرأت أن من عدم الحكمة اغضابه اكثر مما سبق وفعلت فإن مجرد دخولها الى شقته هو إنجاز كبير .ريحانة
وتقدمت تمعن النظر في إحدى لوحاته الفنية , وكانت اصلية بطبيعة الحال , فالرسوم المنسوخة ربما لا تليق بقدره , كما فكرت متهكمة .. ولكن كان لمجموعته هذه تأثير عميق في النفس ما جعلها تشعر انه اختارها بعينيه وقلبه , وليس مجرد اختيار عشوائي .
- هل تعجبك ؟
منتديات ليلاس
قفزت من مكانها لترى هانتر واقفاً عند عتبة الباب القريب من اللوحة التي كانت تتفرس فيها مقطبة الحاجبين .
عادت تنظر الى اللوحة , قائلة بخشونة :
- كلا.
ولكنها عادت فتذكرت ان عليها ان تجامله , فسارعت تقول :
- انني لم اطلب نقداً فنياً , وإنما سألتك ما إذا كانت اعجبتك .
فقالت مرواغة وهي تتساءل عما إذا كان هو الذي رسمها بنفسه :
- وهل هذا مهم؟
وحاولت ان تعثر على التوقيع دون ان يلحظ هو ذلك :
- كلا, انا لم ارسمها, فليس لي دراية بالرسم , فأنت إذن , لن تهيني موهبتي إذا قلت إن ذوقي في الفن لا يعجبك .. ولا ذكائي بالنسبة الى الكذب تأدباً .
- حسناً , انها تثير اشمئزازي .
ولم تجد إلا ان تضيف غاضبة :
- إنني لا استطيع فهم شيء فيها , كما ان ألوانها لم تعجبني , هل يرضيك هذا؟
واخذت تنظر اليه بغطرسة.
- لا تماماً , انها في الواقع , من رسم أمي.
اغمضت آن عينيها , وعندما فتحتهما تطاير الشرر من عينيها الزرقوين وهي تكتشف انه كان يضحك منها, فقالت بلهجة مهينة :
- انني اشعر بالعطف على ابيك.
- لقد تطلق والداي عندما كنت في المدرسة الابتدائية , إن والدي متوف الآن , ولكن كان يشاركك في عدم اعجابه بفن امي.منتديات ليلاس
فسكتت آن وقد احمر وجهها ندماً , وتمتمت تقول :
- إنني آسفة .
لماذا تتبخر دوماً نواياها الطيبة تجاه هذا الرجل ؟


الساعة الآن 01:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية