منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   29 - بوهيميا - آن ويل - قلوب عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t165185.html)

الجبل الاخضر 19-09-11 08:54 AM

:55:رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع ه جدا جدا :peace:واتمنا تكمليها بسرعه :dancingmonkeyff8:لن فيها حمااااااااااااااااااااااااااااس:wookie:

جين استين333 07-12-11 11:06 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر على الاختفاء كل هذا الوقت , مشاغل الدنيا كثيرة :(

لكن إن شاء الله من الآن , سأقوم بتنزيل جزئية من القصة يومياً إلى أن أنتهي منها , فأتمنى الصبر

جين استين333 07-12-11 11:07 AM

-إنها تذكار من منطقة الكامارغ, لك, يا آنسة. آمل أن تليق بك.
أجابته متلعثمة:
-آه, شكراً.
ثم رأته يمتطي حصانه بخفة وعناية, ابعدت يديها عن القربوس, ثم خلعت نظارتيها و اعتمرت القبعة التي لا شك أنه اشتراها من مدينة آلرز يوم أمس.
قرب جيرفيه حصانه من "أرسطو" و أنحنى ليري الفتاة كيف تمسك الزمام, قائلاً:
-هل أنتِ مستعدة, أنسة بيشوب؟
هزت رأسها موافقة, ثم قالت بعفوية:
-أرجوك, أدعني جوسلين. فنحن أقرباء...
رمقها بنظرة ساخرة, غريبة, و أجاب قائلاً:
-حسناً, كما تريدين.
ثم ربت على ظهر أرسطو و بدأ الحصانان سيرهما. و بسرعة, تعودت الفتاة مشية الحصان و تدريجياً, بدأت تشعر بالاسترخاء والاستمتاع بالنزهة.
منتديات ليلاس
الحصانان يتقدمان جنباً إلى جنب, و جيرفيه لا يراقب الفتاة كثيراً. بل يصفر و يتأمل المنظر القاحل, بصمت و استرخاء. بعد ربع ساعة. ابتعدا عن الطريق باتجاه مساحة واسعة من الأراضي المغطاة بالنباتات البرية من فصيلة السرمقيات. "قيصر" يتقدم و "أرسطو" يتبعه. ولمدة لحظات قليلة, بدأت الفتاة تفقد توازنها فوق هذه الأرض الوعرة, لكنها تمكنت من البقاء على ظهر الحصان, ضاغطة الركبتين و متمسكة بشدة بالقربوس. وعلى مقربة مستنقع صغير خفف أرسطو سرعته بنفسه, وبينما كان يجتاز ستاراً من القصب ليدخل الماء, رأت جوسلين الرجل ينظر إليها بمرح و سخرية, فسألته:
-هل كنت تتوقع أن تراني واقعة عن ظهر الحصان, يا سيد سانتون؟
-ولماذا لا تنادينني جيرفيه ببساطة؟
-كما تريد.
-ليس باستطاعتك أن تقعي عن ظهر أرسطو. فأي ولد يستطيع أن يركبه من دون مشكلة.
-أظنك بدأت تركب الخيل مباشرة بعد أن تعلمت المشي, أليس كذلك؟
-حتى قبل ذلك. ولما كنت في السابعة من العمر, سمح لي والدي بمرافقة الحراس في أخذ الثيران المختارة إلى السور حيث تجري المبارزات. اليوم, تؤخذ الثيران بواسطة الشاحنات, إلا إذا كانت حلبة مبارزة غير بعيدة عن المرتع.
وبعد صمت قصير, أضاف يقول:
-في كل حال, لم تحصل مبارزات منذ وقت طويل.
-لماذا؟
نظر إليها مقطب الحاجبين و قال:
-بسبب الحرب.
احمر وجهها وقالت:
-نعم, طبعاً... أنا حمقاء, المعذرة.
لانت نظرته وقال:
-لا ضرورة للمعذرة. حينذاك لم تكوني قد ولدت بعد. إنه التاريخ بالنسبة إليك.
سألته بخجل:
-هل عانيتم الكثير في أيام الحرب, في هذه المنطقة؟
-القطعان أبيدت. ولما تحررت البلاد, لم يبق تقريباً أي حيوان على قيد الحياة. كلها ماتت, بسبب المرض, أو خزنت لتغذية الألمان. حتى الثور لا يمكنه العيش إلا إذا أعتني به.
ولما داس الحصان الأرض اليابسة من جديد, لمحت جوسلين على بعد 50 متر تقريباً عدة حراس يجمعون قطيعاً تفرق. فتذكرت شيئا ما و سألت جيرفيه:
-حدثتني كاميليا عن ثور يدعى " الوحش" , لماذا هذا الثور مشهور جداً؟
-عليك أن تطرحي هذا السؤال إلى مارسيل روجيه! عندما كان حارساً صغيراً ربح ألف فرانك, فقط لأنه تمكن من لمس جبين هذا الثور.
وبعد سير عشر دقائق, لمحا حصانا يتقدم من بعيد باتجاههما, فقال جيرفيه بلهجة متهكمة:
-سيلين!
كانت سيلين تمتطي فرساً وهي ممددة على عنقه, شعرها يطير مع الريح. وصلت مسرعة, وفي اللحظة الأخيرة, أمالت الحصان وقامت بدائرة واسعة لتصطف قرب جيرفيه, بعد أن خففت سرعتها بشدة, حتى انتصب الحصان, يا له من مشهد رائع خاصة أن الحصان من دون سرج. انقطعت أنفاس جوسلين خوفاً و اعجاباً عندما رأت الحيوان يحرك حافريه في الفراغ, قبل أن يرجع إلى ساقيه, هازاً عرفه الأبيض.

جين استين333 07-12-11 11:34 AM

قال جيرفيه بلهجة قاطعة:
-قلت لك ألا تفعلي هذا, يا سيلين. سيأتي يوم و تسببي موت حصانك!
أجابت الفتاة بسخرية:
-وستكون حزيناً, أليس كذلك؟
أجاب بقسوة:
-سأغضب إن رأيت حصاناً جيداً مجروحاً. ستشوهين وجهه و خاصة فمه, بهذه الحركات, كأنك في السيرك!
-آه, ما أفعله لا يؤلمه أبداً, بل يفرحه.
ثم حيت الفتاة الانكليزية برأسها و أضافت تقول:
-هل كنتما في الطريق لزيارتي؟
-كلا. مزرعتك بعيدة و جوسلين تكرب الخيل للمرة الأولى. سوف نستريح تحت هذه الأشجار, قليلاً, قبل العودة.
أشار إلى جل صغير من أشجار الصنوبر. فسبقتهما سيلين إليه, ثم انتظرت أن يهبط جيرفيه من حصانه لتمد له ذراعيها كي يساعدها على النزل. وضعها أرضاً, تاركاً يده على كتفيها, فقالت له بلهجة مداعبة:
-لا تغضب مني. إذا كان ما أفعله حقاً يقلقك, فلن أكرره أبداً.
هزها قليلاً وهو يمسكها بخصرها, ثم أجاب:
-حسناً, سأسامحك هذه المرة.
ابتعد ليساعد جولسين, التي رأت في تلك اللحظة أن الفتاة الفرنسية تأخذ تعبيراً غريباً, كأنها تشعر بالاستياء. لكن, ربما أخطأت, لأنه, ما إن جلسوا في الظل, حتى أخرجت سيلين مرآة صغيرة و سألت جيرفيه أن يمسكها, بينما راحت هي تسرح شعرها, راكعة قربه, ثم نظرت إلى جوسلين وقالت:
-هكذا, اشتريت قبعة حراس أيضاً, يا آنسة.
قال جيرفيه في الحال:
-و أنت, بحاجة أيضاً إلى قبعة كهذه, يا صغيرتي.
ضحكت سيلين و أجابت:
-لا تنس... قدم أبناء الريح يسيل في عروقي.
شرح جيرفيه للفتاة بمزاح:
-تحب سيلين التصديق بأنها تنحدر من السلالة البوهيمية.
فقالت سيلين بإصرار:
-كل هذا حقيقي. في كل سنة, يأتي الفجر إلى منطقة الكامارغ في عيد السيدة سارة. إنه حدث كبير, تعزف الموسيقى الصاخبة, و الناس يرقصون بسعادة و فرح. فمنذ سنوات عديدة كان والد جدي ما يزال شاباً وسيماً, التقى خلال هذا العيد بامرأة غجرية رائعة الجمال. واكن الحب من أول نظرة.
ابتسمت جوسلين وقالت:
-يا لهذه القصة الرومانسية الناعمة.
تدخل جيرفيه في الحديث مقاطعاً:
-لا, لأنك لا تعرفين بقية القصة. الغجر شعب يعارض الزواج المختلط و بول دورانس كان رجلاً محظوظاً لأنه لم يتلق طعنة سكين في قلبه. لكنه لم يحتفظ بالفتاة طويلاً. انجبت له ولداً, و بعد سنة, عندما عاد الغجر, هجرت زوجها و ولدها. فالغجر لا يتكيفون مع حياتنا الحضرية الثابتة, حتى في منطقة الكامارغ.
تنهدت سيلين و قالت:
-نعم, كانت نهاية محزنة. رفضت قبيلتها أن تأخذها من جديد. فرمت بنفسها في البحر وغرقت المسكينة. و تأسف والد جدي عليها كثيراً.
ذكرها جيرفيه قائلاً:
-لكنه مع ذلك تزوج مرة أخرى و أنجب ستة أولاد... ربما وقع في الحب من أول نظرة مرة ثانية!
غضبت الفتاة الفرنسية و قالت:
-هذا ليس مزاحاً... إنما مأساة. كيف باستطاعتك فهم تلك الأمور, و أنت لم تعرف بعد معنى الحب!
تناولت من يده المرآة, ثم نهضت و ادارت له ظهرها. لكن جيرفيه و جوسلين لاحظا الدموع في عينيها. كان الجو متوتراً. و أدركت جوسلين أن جيرفيه ندم على ما حدث. لو كان وحده مع سيلين لربما اعتذر منها و حاول مؤانستها. لكنه أعلن ببساطة:

جين استين333 07-12-11 12:55 PM

-حان وقت العودة.
صفرت سيلين لحصانها, فاقترب منها. امتطته بسرعة و تبين أن الانفعال غادر وجهها. سألتها جوسلين:
-هل تمتطين حصانك دائماً من دون سرج؟
-كلا, ليس دائماً. لا أهمية في ذلك, اليوم عليّ أن أجتاز المستنقعات و رفع ساقي... هذا كل ما في الأمر. وهذا مستحيل وعلى الحصان سرج.
جاء دور جوسلين أن تمتطي حصانها. فالمحاولة الأولى كانت فاشلة, إذ كادت أن تقع إلى الوراء و آذت ركبتها. لكنها تجاهلت الأمر و حاولت من جديد, فهبطت على ظهر الحصان بكل ثقلها, فتألم الحصان وبدأ يخور. فقالت له:
-المعذرة, يا أرسطو.
غريزياً, مدت يدها تداعب عنق الفرس, فاشتبكت نظراتها بنظرات جيرفيه فأحمر وجهها و توقعت منه أن يهزأ منها, لكنه أدار لها ظهره و امتطى حصانه برشاقة. لما ابتعدت سيلين, قالت جوسلين:
-إنها تركب الخيل بصورة رائعة, أليس كذلك؟
-إنها جيدة في كل شيء.
وصلا إلى المزرعة بصمت. شكرته الفتاة باقتضاب و دخلت إلى المنزل. فتح جان-مارك باب غرفته بينما كانت جوسلين تمر أمامه, فدعاها إلى الدخول. كانت ابنة عمها جالسة في سريرها, ترتدي قميص نوم جديد من قماش الكرب الصيني, المشمشي اللون. فابتسمت وقالت:
-أليس هذا القميص رائعاً بالفعل, يا جوسلين؟ اشتراه لي حان-مارك من ليون... وهذا أيضاً.
اشارت إلى أقراط توركوازية وشال حريري. فابتسم جان-مارك وقال:
-وهذه هدية صغيرة لك.
فتحت جوسلين العلبة لترى شالاً حريرياً آخر. فقالت مندهشة:
-آه, هذا لطف منك... شكراً.
وخلال نصف ساعة فهمت جوسلين ما الذي جذب كاميليا إلى جان-مارك. و تساءلت كيف يمكن لشقيقين أن يكونا بهذا الاختلاف الكبير. جان-مارك, شاب وسيم, لكنه ليس فخوراً بمنظره الجميل. بالعكس فهو مرح و دافئ, يستلطفه الآخرون لمجرد الجلوس معه, لأن رفقته ممتعة.
كان جالساً على السرير, ذراعه حول كتفي كاميليا, يتأملها بمزيج من الفخر و الحنان, إلى درجة أن جوسلين شعرت بانفعال كبير تجاهه. وفهمت في تلك اللحظة بأنه من المستحيل أن تفكر, مثل جيرفيه, بأن هذا الزواج محكوم عليه بالإخفاق.
في أواخر الأسبوع الثاني من زيارتها، كانت جوسلين جالسة على مقعد في الساحة عندما وصل جان-مارك من المدينة في حوالي الرابعة. قالت:
-صباح الخير... عدت باكراً اليوم. كاميليا ما تزال نائمة.
-لم تنم جيداً, هذه الليلة, المسكينة.
دخل إلى المنزل و عاد حاملاً زجاجة عصير و كأسين. ملأهما و أعطى واحداً لجوسلين ثم أشعل سيكارة, و اتكأ على الجدار وقال:
-أريد أن أتحدث معك, على حدة. الوضع شديد الدقة. أنت ترين ما يجري بين كاميليا و عائلتها. أريد أن أعرف رأيك بالأمر.
-بصراحة و صدق, أرى أنه كان من الخطأ جلبها إلى هنا.
-لم تكن هذه نيتي. لكن ماذا بوسعي أن أفعل غير ذلك. كنت أفضل البقاء في آلرز, لكن كاميليا رفضت الخروج من الشقة, بحجة أنها أصبحت بشعة و الناس يحدقون فيها بغرابة... و عندما شرحت لها بأن تصرفها هذا لا مبرر له, و إن كل النساء يجتزن هذه المرحلة ليصبحن أمهات, أجهشت بالبكاء و كادت أن تصاب بانهيار عصبي. أمضت شهراً بكامله وحدها, لا تتحدث مع أحد. لم يكن ذلك صحياً بالنسبة إلى حالتها ولم يكن لدي خيار.
-لكنها أخبرتني بأنها سقطت و جئت بها إلى هنا بناء على وصية الطبيب بضرورة البقاء في السرير وعدم البقاء وحيدة.
-صحيح أنها وقعت, لكن هذا لم يشكل أي خطر على صحتها أو صحة الجنين, بقيت سجينة غرفتها بملء إرادتها, بينما كان الطبيب يفضل أن تعيش حياة نشيطة و حيوية أكثر.
أجابت الفتاة بحزن لأن ابنة عمها خدعتها وقالت:
-لقد فهمت الآن.
-ربما كانت عائلتي على حق, ما كان يجب أن أتزوجها. إنها الآن تعيسة وليس باستطاعتي أن أقدم لها ما تحلم به في هذه الحياة؛ بيت كبير, سيارة فاخرة... خدم... وكل ما اعتادت عليه.
بلطف اجابت الفتاة:
-أنت تحبها, وهذا أهم ما في الأمر.


الساعة الآن 12:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية