منتديات ليلاس - 8 - لؤلؤة المحيط - كات ستار - كنوز عبير الجديدة ( كاملة )

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)

- روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)

" لاتحزنى من اجله ... انه يستحق ذلك " اجابها بحدة .
وجدت لوسى نفسها من جديد امام الطبيب المتعجرف القاسى , لكن هذا ليس وقت التفكير بتبدل مزاجه الدائم وتساءلت اين هو جون الذى حاول تكسير الصخور لانقاذها ؟
" اعتقد انه سبق لك ان عملت فى غرفة العمليات "
ارتعشت لوسى وتذكرت آخر عملية حضرتها ... تلك العملية التى مات فيها صديقها لارى ...
" نعم ولكن .. لماذا ؟"
" قد نضطر لاجراء عملية جراحية لانقاذ السيد ميلارد "
فساعدته لوسى فى تحضير غرفة العمليات تحسباً للطوارئ , ثم تركها جون ودخل الى مكتبه حيث كان د. فيشر بإنتظاره , وبعد قليل اخبراها بأنهما قررا اجراء عملية للسيد ميلارد .
" لقد اعددنا غرفة العمليات , واصبحت جاهزة " قال جون .
" اذن ستقوم انت باجراء العملية فهو مريضك جون "
" انا ؟ لا ..." منتديات ليلاس
" هيا جون , لقد سبق لك ان اجريت العديد من مثل هذه العمليات , ولقد حان الوقت لكي تعود لمزاولة مهنتك "
" انك تمنحني ثقتك " اجابه جون بسخرية مرة
" نعم , وانا واثق اننى اضع ثقتي فى محلها "
هز جون كتفيه واجاب بعد تردد .
" اليوم لا سبيل لذلك "
" جون ما معنى كلامك ؟" سأله فيشر بالحاح
" ان يديه ليستا فى حال ... " قالت لوسى
" انا اعلم " قال فيشر بحدة " آنسة كليسولد , لقد وعدتني ان ..."
" انا لم اقصد عجز يديه , ولكن اصيب اليوم بجروح بيديه ..."
وتدخل جون وشرح له كيف تمت عملية انقاذ الصبى فيليب , وكيف عمل جون على توسيع الشق بين الصخور مما ادى لاصابة اصابعه بجروح .
منتديات ليلاس
" يا الهي , ولكننى لم اكن اعلم بذلك " اجاب فيشر بدهشة .
" لقد قررنا ان لا نخبر والدة الصغير , ولم يكن قد خطر ببالنا اننا ..."
"سنضطر الى اجراء عملية جراحية ؟. دعنى ارى جروحك جون "
وبعد قليل .
" بالفعل , يبدو انك غيرقادر على مساعدتي اليوم , وستضطر الآنسة لوسى لأن تنوب عنك , على شرط ان لا يغمي عليها اثناء العملية "
ارتبكت لوسى , لكن د. فيشر شجعها بابتسامة .
وفى غرفة العمليات عندما رأت لوسى السيد ميلارد يغمض عينيه بعد البنج تذكرت صديقها لاري وارتعبت , لكن د. فيشر اعادها الى الواقع وطلب منها البدء بالعمل , وكان د. فيشر يعمل بسرعة وببراعة وهى تراقبه وتناوله ما يحتاج اليه من ادوات وتمسح له عرقه من جبينه .

نهاية الفصل الحادي عشر

- 12 –

ومع بزوغ الفجر نقل السيد ميلارد الى سريره بعد نجاح العميلة , شكر د. فيشر ولوسى وجون على مساعدته . منتديات ليلاس
" لقد قمنا بكل ما بوسعنا " اجابه جون بسرعة , وفهمت لوسى مدى مرارته لانه كان فقط المساعد للدكتور فيشر فى هذه العملية .
" المهم ان العملية نجحت , انت محق جون " قالت له لوسى " ان الفجر هو افضل الاوقات لتحقيق النجاح "
" نعم " اجابها جون " انه الامل فى حياة جديدة وبافاق جديدة "
" اتمنى ان يكون هناك فجر جديد لكل منا " قالت له لوسى وهى تنظر مباشرة فى عيونه .
" اتمنى ذلك من كل قلبي " اجابها جون وداعب خدها بلطف .

احست لوسى بدفء يده , وتمنت للمرة الثانية ان يضمها بين ذراعيه , مع انها تجهل حقيقة مشاعره نحوها , لكنها ابتعدت عنه فجأة عندما لمحت بعض ملامح السخرية فى نظراته ,لا , انها لن تستطيع تحمل ذلك , فتركته واسرعت راكضة نحو غرفتها .
و فى اليوم التالي وقفت على سطح الباخرة وهي تشعر بالتعب والارهاق وكانت الباخرة قد رست فى ميناء دوفن فى فرنسا الصغيرة , وكان جميع الركاب متحمسين لزيارة هذه الجزيرة , اما لوسى فكان عليها الاهتمام بمريضها , بانجي وميلارد . منتديات ليلاس
وكان السيد ميلارد قد فهم اخيراً قيمة نصائح جون بعد ان شارف على الموت , وعندما عادت لوسى الى العيادة لتهتم به , تفاجأت بزيارة السيدة فيلسون التى كانت غاضبة لانها علمت بالعملية الجراحية التى اجريت لميلارد .
" لقد تعرض ميلارد لحالة طارئة " اجابتها لوسى
" ولكن ابني انطوني المسكين "
" سيدة فيلسون لقد سبق وشرحت لك ان د. فيشر لا يتدخل الا فى الحالات الطارئة "
" وولدى ايضا بين الحياة وال..."
" اعتقد انك لا تتمنين ان يتعرض انطوني لازمة حادة تضطر الدكتور فيشر لاجراء عملية جراحية قد تؤدي الى وفاته "
" وهل تعتقدين انت ان هذه حياة التي يعشها ابني دون ان يستطيع اللعب مع غيره من الاولاد ؟ "
" انا آسفة , سيدة فيلسون , ولكننى اكرر لك , الدكتور فيشر لايفكر فى ..."
تركتها السيدة فيلسون وركضت الى غرفتها لابد انها ستبكي طويلاً .
وبعد قليل دخلت فتاة اسمها غليندا الى العيادة وكانت قد داست على توتياء البحر , ولايزال فى قدمها بعض الاشواك , فنصحتها لوسى بأن تعطيها ابرة ضد التسمم , وبينما هى تحضر الحقنة شعرت بالدوخة واتكأت على الحائط ولاحظ د. جون الذى فجأة حالة لوسى .
منتديات ليلاس
" يجب ان تخلدى للراحة , لوسى , لقد تعبت كثيراً ليلة امس "
"لا , لا ضرورة لذلك ., يجب ان نؤمن سريراً للآنسة غليندا , فليس من اللائق ان تنام بنفس الغرفة مع بانجي وميلارد "
" اتفضلين ان تهتمي وحدك بصياد اللؤلؤ ؟" اجابها جون بسخرية فى نظراته .
جحظت عينا لوسى لشدة دهشتها , ماذا يتخيل الطبيب ؟
" على كل حال افعلي ما ترينه مناسباً " اضاف جون وتركها ودخل الى مكتبه .
لماذا يعاملها بهذا الجفاء ؟ انها ليست مستعدة لتحمل المزيد من سخريته وتعجرفه .

ودعت الآنسة غليندا الى غرفتها , وبعد الظهر اخبرتها غليندا انها تريد حضور الحفلة التى تقام على الباخرة هذه الليلة .
" ولكننى اعتقد بانك لن تتمكنى من الرقص " اجابتها لوسى .
" لدى ثوب رائع , وسأكون حزينة جداً اذا تسلى الجميع بدوني "
ثم اتفقا على الذهاب معا الى هذه الحفلة التنكرية واقترحت لوسى عليها ان تجلس على كرسي كانها ملكة , وان تضع تاجاً على رأسها .
منتديات ليلاس
" والافضل ان تخلعي ثوب التمريض هذا كي لا يكتشف احد شخصيتي " قالت لها غليندا
" ولكننى لا املك ثوباً مناسباً "
" لاتقلقي فلدي صديقتي باميلا عدة فساتين وشعر مستعار وماكياج مناسب لكي لايتعرف عليك احد "
" اذن يجب ان اخذ اذن الدكتور سول "
" لا " نصحتها غليندا " الافضل ان تتركيها مفاجأة له "
وفى المساء كانت غليندا قد نجحت فى تحقيق معجزة مع لوسى , ووجدت لوسى صعوبة فى التعرف على نفسها فى المرآة , كما ساعدت لوسى غليندا فى التنكربدور الملكة .
وكانت غليندا على مقعدها تبدو حقاً شبيهة بالملكات ,. ولوسى تقف بجانبها وكانها وصيفتها , واخذ الجميع يتساءلون من تكون هذه الوصيفة , وبعد قليل استطاعت لوسى ان تتعرف على الحاضنة .
" كيف حال الصغار الاشقياء جيل ؟"
" نعم ... ولكن من انت " سألتها جيل بدهشة
" الم تعرفيني ؟ انا من تنوب عنك احيانا فى فترة الظهر .."
" لوسى صدقينى لم اعرفك ابداً , لقد نجحت تماماً فى التنكر , انظرى الى هذا الملازم الاول الذى لا يكف عن النظر اليك "
و بهذه اللحظات اقترب الملازم منهما وسلم عليهما .
" ان فتاة مثلك لايمكن ان يلاحظها احد ... خاصة اذا كانت تبحث عن رفيق " قال للوسى مبتسماً
" ماذا تعني ؟ " سألته لوسى منتديات ليلاس
" انك تضعين زهرة على اذنك اليمنى , وهذا يعنى انك تبحثين عن رفيق لك بهذه السهرة "
ارتبكت لوسى كثيراً ... ولكن اذا رأها جون برفقة هذا الرجل بماذا سيفكر ؟ ثم غيرت مكان الزهرة وابتعدت وتركته مع جيل , واستندت الى حافة الباخرة تتأمل البحر , وفجأة انتفضت عندما لاحظت ان جون يقف خلف البار , وينظر نحوها , ويبدو متردداً , وبعد ان شرب آخر جرعة من كأسه , اتجه مباشرة نحوها .
" من تنتظرين اذا لوسى ؟ "
" انا .. لقد عرفتنى , انك الوحيد الذي تعرف علي ..."
" ماذا تعنين ؟ انها عين الاختصاص الذي يميز فوراً بين الجدري او الحصبة " قال لها هازئاً .
" شكراً لك على هذه المقارنة " اجابته بجفاف .
" لا تغضبي , لوسى , كنت امزح فقط , لكن فى الحقيقة , لون عيونك الشديدة الزرقة يسهل تميزها عن غيرها , ولكن لماذا هذه الوردة خلف اذنك ؟ لقد , وجدت فارسك الحارس ؟"
" لا لماذا ؟"
" لانك اذا وضعتها هنا يجب عليك ان تخبرى القبطان بأن يعد لحفلة زواج قريبة , فمن هو سعيد الحظ ؟ "سألها وهو يضحك .
" لا تكن سخيفاً جون " ونزعت الوردة بعصبية من شعرها .
" اعيديها الى مكانها " قال لها جون بنفس اسلوب السخرية " والا سيلاحظ المعجبون وجودك ويتنافسون حولك , بالمناسبة , ايمكننى ان اكون واحدا منهم ؟ "

نهاية الفصل الثاني عشر

ننتظر التكمله على احر من الجمر