منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   70_ دليلة _ جين كوري _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t144287.html)

اماريج 12-07-10 02:44 AM

مسكن عائلة سكوت ليس كبيرا مثل مزرعة ( الصخرة) , والأراضي أقل خصوبة من أراضي ريك هاتون , صحيح أن عائلة سكوت تنتمي الى العائلات الراقية لكنها ليست في غنى ريك وشعبيته.

عندما توقفت السيارة أمام منزل سكوت , كان الباب قد فتح, نزل ريك بسرعة من السيارة وتامي تراقب الفتاة الشابة الواقفة على درج الشرفة.

أنها الفتاة الشقراء التي أخبرتها عنها السيدة موريس, وأعترفت تامي بأنها تتتمتع بجمال نادر , ثوبها الأزرق يشد قامتها المثيرة وشعرها الطويل يتساقط على كتفيها , وأذا كان هذا هو النوع من النساء الذي يحبه ريك , فهي تفهم الآن لماذا يجدها نحيفة للغاية , فشعرت بالحزن والكآبة , خرجت من السيارة وهي متصلبة كليا , تشد على الزهرة الصغيرة الزرقاء التي قدمها اليها الرجل العجوز.
منتدى ليلاس
سمعت تامي صوت الفتاة تهمس: (حبيبي) وتساءلت تامي ماذا ستفعل عندما يقترب كل منهما من الآخر , لكن لم يحدث ما كانت تتوقعه , لمس ريك كتف الفتاة ,ثم أستدار نحو تامي وقال:
" ديانا , أقدم لك الآنسة دانتون .... سكرتيرتي , بالنسبة الي أنها فريدة من نوعها , وأنت يا آنسة دانتون , أقدم لك الآنسة ديانا سكوت , أنها صديقة قديمة".

رفعت ديانا حاجبيها , لكنها سرعان ما أنتبهت ومدت يدها الأنيقة لتامي:
" نعم".
أبتسمت لها ديانا , لكن عينيها الخضراوين ظلتا باردتين , وفكرت تامي في أن ديانا لم تعجب بها , وتبعت ريك وديانا الى داخل المنزل .

سارع لأستقبالهم رجل بدين قائلا:
" أدخل , يا ريك , أنني سعيد لرؤيتك , ومن تكون الآنسة؟".

وعرفه ريك عليها , الرجل كان والد ديانا.
" زوجتي ستأتي في الحال , تفضلا بالدخول".
أمسك بيد تامي ورافقها الى غرفة تطل على بهو كبير , أنها قاعة كبيرة ومثيرة , فيها عدة طاولات صغيرة , وخزانة صغيرة من خشب الجوز وضعت عليها أشياء عاجية وسلة زهور كبيرة , أعجبت تامي بهذا الديكور الجميل.

قال السيد سكوت بعدما جلس قربها:
"باقات الزهور هي هواية زوجتي الأولى , أنها خبيرة فيها , أليس كذلك؟".
هزت تامي رأسها وقالت:
" أنه لفن رائع".

لاحظت تامي أنها ما زالت تحمل زهرة جو في يدها.
" هل يمكنني أن أطلب قدحا وماء أضع فيها هذه الزهرة؟".

" طبعا , أذهبي وتعرفي الى زوجتي في المطبخ".
تبعته وهي تعي تماما نظرات ريك المحدقة بها , وفي الوقت نفسه كان يصغي الى ديانا التي كانت تخبره أشياء كثيرة بصوتها المبحوح .
منتدى ليلاس
السيدة سكوت أمرأة مهيبة ووقورة , وفهمت تامي من أين ورثت ديانا بدانتها , وتساءلت ما أذا كانت الفتاة ستصبح يوما ما بضخامة والدتها, لكنها أزاحت عن رأسها تلك الفكرة وصافحت السيدة سكوت في أبتسامة عريضة.

ظلت تامي تتكلم مع السيدة سكوت في المطبخ لفترة لا بأس بها , هنا , على الأقل , ريك هاتون لا يمكنه أن يسمعها أو يراها .
وشعرت بالأرتياح لأنها بعيدة عنه.

******نهاية الفصل الثامن*******


اماريج 15-07-10 05:58 AM


9-دعني ابكي
***************
أثناء تناول الطعام جلست تامي بين السيد والسيدة سكوت , وجلس ريك هاتون في مواجهة ديانا , هذا ما يوافق تامي تماما , أذ ليس في الأمكان أزعاجها , على الأقل في وقت الغداء.

وتذوقت تامي المأكولات المقدمة وأعجبت بها مما جعلها تأكل في شهية كانت تفقدها في الأيام الأخيرة , الطبق الأول كان مكونا من سلطة منعشة بعد صباح حار , أما الطبق الثاني كان مكونا من أنواع مختلفة من اللحم, فأختارت تامي لنفسها فخد دجاج.

لم تثرثر ديانا الا مع ريك , متجاهلة الآخرين , لكن تامي لم تكن تتذمر من ذلك , بالعكس كانت مرتاحة لأن ريك لم يعد يحصر أهتمامهة فيها.

سألت السيدة سكوت:
" هل أنت قريبة سيليا دانتون؟ أنهم يملكون خيولا لسباق الخيل في نيوبري".
فأجابت تامي بسرعة:
" يا ألهي , لا , أن أصل عائلتي فقير ونحن متواضعون , وكما يقال , لست سوى سكرتيرة أنكليزية عادية ومبتذلة".
أنفجر السيد سكوت بالضحك وسألها:
" ما هو أسمك الصغير؟ لن نبقى طوال السهرة نناديك بالآنسة دانتون , أننا نكره الرسميات".

كانت على وشك أن ترد عليه عندما تدخل ريك في الحديث وقال:
" أنها تدعى دليلة , وأنني أرى أن الأسم يليق بها , أليس كذلك؟".
أرادت تامي مقاطعته , ولكن ربما أذا قالت لهم أنها تدعى تامي , سيسألونها عن أصل هذا الأسم , وهي لا تريد أن يعرف ريك هاتون التفاصيل.

صرخ السيد والسيدة سكوت معا:
" هل هذا صحيح؟".
وافقت تامي ولاحظت أن ريك كان يخشى أن تكذب أقواله.
منتدى ليلاس
أما السيد سكوت فهمس قائلا:
" يا للغرابة!".
لكنه أستدرك قائلا:
"أنه حقا اسم لطيف ورائع".
وهزت تامي رأسها في جدية وقالت:
" أنه اسم شائع في عائلتنا".
وسمعت ريك يسعل أذ كاد يختنق وهو يأكل قطعة من الخبز.

وبعد الغداء أقترحت ديانا القيام بنزهة على الخيل , وبتهذيب دعت تامي الى المجيء معهم , لكنها أبلغتها أنها لا تجيد ركوب الخيل.
تدخل ريك في الحديث وقال:
" سأعطيها بعض الدروس , قريبا".

نظرت تامي اليه وأجابت في حزم:
" آسفة , متى عدت الى بلادي , فلن أحتاج الى الخيل , لذلك فلا جدوى من أعطائي دروسا في هذا المجال".
أستدارت نحو السيد سكوت وقالت:
" لن أبقى هنا الا لسنتين فقط , كما أنني أخاف من الخيل خوفا رهيبا".

فشرح ريك قائلا:
" المشكلة الوحيدة التي قد تواجهينها في ركوب الخيل هي الأقتراب من الحصان , ستنسين هذا الخوف بسرعة".

نظر السيد سكوت الى ريك أولا ثم الى تامي ثم وجه كلامه الى ريك:
" لو كنت مكانك يا ريك , لما أرغمتها على أن تتعلم ركوب الخيل , تذكر أنها فتاة أنكليزية , أن بناتنا يتعلمن ذلك منذ المهد".

" سوف تتعلم , أنا واثق من ذلك".
ثم توجه نحو ديانا وقال لها:
"حسنا , والآن , لنذهب الى التنزه".



اماريج 15-07-10 05:59 AM

وقبل الذهاب , همس لتامي:
" أعتقد أن في وسعك أن تكون مرتاحة البال ساعة أو ساعتين , يا دليلة , أليس كذلك".
كانت شديدة الغضب , فلم ترد.

وبقيت تامي مع السيد والسيدة سكوت في غياب ريك هاتون , ولاحظت تامي بأن تصرف السيدة سكوت أتجاها تغير , لم تعد صريحة , وكانت ترمقها من وقت الى آخر بنظرات نافذة , وتساءلت تامي ما أذا كانت السيدة سكوت تخشى على أبنتها منها , فهي لا تعرف لماذا يهتم ريك بها كثيرا.

عاد ريك وديانا في أقل من ساعة , الفتاة بدت عابسة وقد رمقت تامي بنظرات ماكرة.
راح الجميع يثرثرون في غرفة الجلوس الى أن حان وقت العشاء , فحل الظلام وأنيرت الغرفة بالكهرباء.

وللمرة الأولى توجهت ديانا بالحديث الى تامي:
" هل تشعرين بالحنين الى الوطن , يا دليلة؟".
فضّلت تامي لو لم تطرح ديانا هذا السؤال , أذ أن حلول الظلام والظلال ونور المصباح القديم , كلها تذكرها بمنزلها , وشعرت بأن حلقها يجف , فأجابت بهدوء:
" آه , نعم , كثيرا".
" وهل تركت أحدا وراءك؟".

بدأت تامي تدرك ما وراء هذا السؤال من أسباب .
فأجابت وهي تعرف جيدا أنها لا ترد على السؤال المطروح:
" هل تعنين أحدا من أهلي؟".
" آه , لا , أنني أقصد ما أذا كنت تركت وراءك أنسانا عزيزا على قلبك".

أجابت تامي :
" لست مخطوبة لأحد".
أرادت أن تغير الحديث , فهي تشعر بنظرات ريك منصبة عليها , حتى ولو لم تشاهد تعبير وجهه.
قالت ديانا في ترفع:
" سألت ذلك فقط لأنني شعرت بأنك تريدين العودة الى أنكلترا".

وتدخل سكوت في الحديث وقال:
" أنه شيء طبيعي أن تشعر بحنين الى الوطن , أنني أفهمها , وأنا أيضا جئت من هناك ,وشعرت بالأحساس ذاته , لكن ذلك حصل منذ سنوات عديدة , وما زلت أتذكر هذا الأحساس تماما , مرات عدة كنت على وشك الركوب في أول باخرة ذاهبة الى أنكلترا , طبعا أنني سعيد الآن لأنني لم أفعل ما كنت أشعر به حينذاك".
تدخل في الحديث وقال في لطف:
" هل رأيت يا دليلة , أنها مسألة وقت فقط".

تامي وحدها تعرف ماذا يخبىء وراء هذا اللطف الظاهر , شعرت بالدمع يصعد الى عينيها , وفجأة شعرت بالتعب والحزن والألم والحنين الى الوطن , أنها مشتاقة الى العودة الى مزرعة ( الصخرة) حتى تفرغ كل ما في داخلها.

بعد العشاء غادر ريك وتامي منزل عائلة سكوت , ولم تشأ أزعاج ريك وديانا في لحظة الوداع , لكن , فوجئت بريك وراءها , دخلت تامي الى السيارة ونظرت الى ديانا التي كانت تنتظر من ريك قبلة الوداع , لكنها لم تتلق منه سوى ربتة على كتفها , فقالت في لهجة حانقة:
" ريك!".
منتدى ليلاس
أجابها ببرود وهو يصعد الى السيارة:
" تصبحين على خير , يا ديانا".
لا شك في أنهما تعانقا طويلا خلال رحلة ركوب الخيل , لا يمكن أن يكون ريك حبيبا باردا.
خلال العودة , نامت تامي في السيارة , ولم يكن ريك مستعدا للكلام , فجأة شعرت بيد تمسك كتفها , ففتحت عينيها وأذا بريك يقول لها بحنان:
" لقد وصلنا".

هبطت من السيارة ناسية كل آلامها , لكن تقلص قدميها ذكرها بذلك , قال ريك في لهجة آمرة:
" أعدي أغراضك , لهذه الليلة فقط".
فقالت نصف نائمة:
" لم أفهم".

" أذهبي الى غرفتك وأحضري أغراضك بسرعة! ربما نسيت , لكن السيدة موريس ليست هنا , والآن , أعتقد بأنك تفهمين جيدا؟".
حاولت التركيز وقالت:
" وما علاقة ذلك بالأمر؟".

" أعتقد أنك لم تفهمي شيئا , سوف أساعدك على ذلك".
قطب حاجبيه وهمس قائلا:
" أو أنك تفهمين , لكن أذا كنت تثقين بي , فأنا لا أثق بك".
حاولت أن تركز لتفهم ماذا يعني, لكنها فشلت.

" لست أرغب في أن أقع في المصيدة , يا دليلة , بسبب وضع معرض للشبه ".
وأخيرا فهمت , فأغمضت عينيها , لقد طفح الكيل , أصفر وجهها وحولت نظرها عنه وتوجهت الى غرفتها , وضعت أغراضها في حقيبة صغيرة ولحقت بريك الى باب المدخل.

صعدت الى السيارة وجلست وهي تدير له وجهها.
فقال وهو يقلع بسيارته:
" سآخذك الى السيد هامتون ,في مزرعة ( الحجر)".



اماريج 15-07-10 06:01 AM

لم ترد... لم تكن قادرة على ذلك ., شعرت بالدمع يتصاعد الى عينيها , شدت على أسنانها , فلا يجوز أن تبكي أمام هذا الرجل.
وعندما وصلا الى مزرعة ( الحجر) كان المنزل مضاء , لا شك أن أحدا في أنتظارهما.

أمرها ريك عندما نزلا من السيارة:
"خذي حماما ساخنا, وستشعرين بتحسن".

ظلت تامي صامتة:
" هل سمعت ما قلته؟".
لم ترد.
منتدى ليلاس
" آه , أفعلي ما تريدين! سوف آتي صباح غد وأصطحبك الى مزرعة ( الصخرة) كوني حاضرة في الساعة الحادية عشرة".
قالت تامي أخيرا:
" لا مجال لأزعاجك ... أنني...".

فجأة غاب صوتها وشعرت بالدموع تتساقط على خديها , فأسرعت الى داخل المنزل , حيث كانت بولا في أنتظارها :
" تامي! ما بك؟ هل تشاجرت مع ريك مرة أخرى؟".

مسحت تامي دموعها وقالت:
"أشعر بحنين الى الوطن ., هذا كل شيء , كوني لطيفة ودعيني أبكي".

أخذت بولا تداعب يدها قائلة :
" حسنا , الى اللقاء , في صباح الغد".

**********نهاية الفصل التاسع**********



اماريج 15-07-10 06:02 AM


10-ساروضك يوما!
**********************
خلال الفطور , كانت عينا تامي متورمتين وكانت تبدو مرهقة حتى النهاية, حاولت بولا أن تسليها وأقترحت عليها مباراة في كرة المضرب , لكن تامي أعتذرت بلطف.

وبعد الفطور عادت بولا الى المنزل , السيد هامتون لم يبد عليه أنه مستعجل في مغادرة المنزل , أدركت تامي أنه ربما يريد أن يتحدث اليها , رمقها بنظرة حادة وقال في نبرة قلقة:
" كيف هي الأمور معك , يا صغيرتي؟ لم أكن أريد أن تذهبي للعمل في مزرعة ( الصخرة) لكن لم يكن في وسعي أن أفعل شيئا , لا جدوى من النقاش مع ريك هاتون , فهو متمسك برأيه وبالتالي لا ينفذ الا ما يجول في خاطره".

وضع فنجانه على الطاولة وأنحنى نحو تامي وأضاف:
" أنه رجل جيد , أعرفه منذ كان طفلا , أي أنسان آخر يعيش في القرية يقول لك الشيء نفسه , لكن لا يمكننا أن نقول أنه لا يحقد عليك , أنت وحدك , بالذات".

ثم نهض بعصبية وأقترب من النافذة وراح يحدق في الخارج ويقول:
" كيف أتصرف يا تامي؟ مهما كان وضعي فأنني أشعر بمسؤولية أتجاهك , يجب أن أفعل شيئا ما لأساعدك , لا أعرف كيف".
منتدى ليلاس
ابتسمت , لا أحد يمكن أن يغير رأي ريك هاتون فيها , وهي لا تريد أن يخسر السيد هامتون وظيفته من أجلها , شكرته وقالت له:
" ما يزعجني هو الحنين الى الوطن , فقط لا غير , وليس هناك دواء يعالج هذا المرض , أن ريك هاتون لا يسيء معاملتي , أنه يطلب مني أن أنفذ له أعمالا كثيرة وبالتالي فلا أجد الوقت للتفكير , وحتى في عطلة نهاية الأسبوع , يأخذني لزيارة المزارع البعيدة ".

لاحظت تامي أن كلامها أراح السيد هامتون كثيرا , الذي قال فجأة :
" صحيح! هذا تصرف جيد , أتعرفين ذلك".

نظرت تامي اليه , لو أنه يعرف الحقيقة ! ريك لا يصطحبها معه الا لأنه لا يريد أن يتركها وحدها في مزرعة ( الصخرة).
قال السيد هامتون :
" أنه لم يقم بهذا التصرف الا معك , كان يرفض أصطحاب الآنسة ديانا سكوت معه , رغم أصرارها الدائم على مرافقته في جولاته على المزارع البعيدة".

فجأة بدأت تامي تشعر بالقلق , أذا عرف ريك أنها تتباهى بهذه الزيارة , فلا شك أنه سيقع على قفاه , وخطرت لها فكرة , فقالت للسيد هامتون:
" أن عطلة نهاية الأسبوع تمتد من مساء الجمعة حتى صباح الأثنين , أنها طويلة جدا , أتعتقد أن بأمكاني تمضيتها هنا في مزرعة ( الحجرة؟)".




الساعة الآن 09:43 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية