رووعـــة
يعطيك العاافيـة |
لكى يفرض الصمت على هذا الصوت استدار راد نحو ايلين . سألها : هل ستصطحبيننى حتى سيارتى ؟ ارتعدت ايلين فقد كان الاقتراح صريحا . عندما سيصبحان بمفردهما فى الظلام فانه سيقبلها . أليس هذا ما ترغبه ؟ لقد كانت دائما مندفعة لم تستطع ان تمنع نفسها من الموافقة . قالت لـ تارا دون ان تجرؤ على النظر اليها : امامى دقيقة . اعدى لى قدحا من الشوكولاتة . فكر اد وهو يمد يده اليها انها وسيلة مثل اى وسيلة اخرى للانفراد بها . استقبلهما الليل المعطر . سأل راد : هل تطفل اخواتك الصغار سيرعانا من النافذة ؟ آه .. لا اعتقد . لكن ... صحيح انهن ذهبن الى عمل الشوكولاتة فى المطبخ ! هل يغنين فى نفس الوقت ؟ همست : لا تسخر منا ارجوك . قال راد فى قرارة نفسه ( اذا كانت تحتد فقط وتقول له : اذهب الى الجحيم فانه لن يستمر فى مضايقتها ) . كانت هاتان العينان البريئتان والوجه العابس لكن الجميل تقيده بالتأكيد اكثر من اى رد مؤلم . قال : عفوا . لكنك هدف سهل المنال وجذاب جدا ... هذا اقوى منى . نحن مختلفان . هذا اقل مايمكننا قوله . وصلا إلى سيارته الرشيقة . استند راد الى هيكل السيارة وجذب ايلين نحوه واحاطها بين يديه بقوة . قال : لا تتظاهرى بالصدمة . كنت تعرفين تماما ما ستفعلينه لدى مصاحبتى الى هنا . قالت بصعوبة : يا لك من شخص فظ ! لست فظا . اننى صريح . لم اكن هكذا قط . لكن معك اشعربأنى صريح . امرنى ضميرى بهذا . توترت ايلين بين يديه : اهدئى يا قلبى . انها ليست الا البداية . والآن كررى ما اقوله بعدى : لم اكن اعرف ان لديك ضميرا يا راد . كانت نبرة صوته ثاقبة وهو يخفض رموش عينيه مثل المرأة التى تمثل ادوار الاغراء فى السينما . انفجرت ايلين فى الضحك واسترخت بين يديه . همس قائلا : هل تعرفين انك مدهشة جدا ؟ احست ايلين بحواسها تستيقظ واحدة بعد الاخرى . ان الطريقة التى يمسكها بها بين ذراعيه وكلامه كان اكثر مما يلزم لفك السلاسل التى احتفظت بها سجينة فترة طويلة . انها امرأة شابة ورقيقة . يمكننى ان اكون دميمة اذا فضلت هذا . هل تريد رأس قرد ؟ انظر ! قال وهو يلاحظها : هذا ظريف جدا . انك تشبهين كارى وكورتنى وهما يكشران . آمل الا يكونا قد قلدا القرد فى تلك الليلة . لقد فعلا هذا فى الحقيقة . انا الذى طلبت منهما ذلك . ونتيجة لذلك حاولت كورتنى ان تبتلع موزة كاملة فى فمها . صاحت ايلين وهى خائفة : اوه . لا . امام كل الناس ؟ لم يلمها احد . انا الذى القى اللوم عليه لاننى دفعتها الى فعل هذه الحماقات . لكن العشاء فى ليلة عيد الشكر لم يكن مملا وذلك بفضل الطفلتين ! شكرا على اية حال لعنايتك بالطفلتين . غفرت لك قصة القرد والموزة . صاح راد : مزاح ؟ منذ متى والقديسات يمزحن ؟ لست قديسة . لا ! اثبتى لى اذن من اى البنات القبيحات انت . اظهرت نظراته روح التحدى التى تتجمل بها . لم اعد بنتا . اننى سيدة يا راد . اثبتى لى هذا ! قالت متذمرة عندما بدأ يقبل عنقها : راد . ارجوك ... همس بصوت اجش : انك تجعليننى مجنونا . قالت وهى قريبة منه : لا اعلم ما حدث لى . اكتشفت وهى بين ذراعى راد انوثتها . انه لدى راد يختلط الحابل بالنابل . الرغبة والخوف والالم . اجابها بصراحته المعهودة : غاية ما فى الامر انك حصلت اخيرا على ما كنت ترغبينه . أليس هذا خطرا ؟ بلى . خطر جدا . |
انتظررك
أكملي مابدأته |
امسك يدها وحملها الى شفتيه ثم قبلها مما جعلها ترتعد من أخمصى قدميها حتى رأسها . يا لها من سعادة جديدة ! انها فى خطر حقيقى . همست ايلين : لم اشعر بمثل هذا الاحساس من قبل . سعى راد الى ان يمزح : أرأيت يا عزيزتى . لا تنسى ان لديك طفلتين . لم تتكدر ايلين . لقد اكتشفت بفضل راد مشاعر جديدة لم تكن تعرفها . على الرغم من انها كانت متزوجة حتى اصبحت اما . لقد اصابتها تلك المشاعر الجديدة بالحيرة والاضطراب . لكنها لا تعرف سببها . ربما تدين بجزء من الحقيقة إليه . اسمع . زواجى كان عاديا ولكنه يخلو مما تريده المرأة . شارلى ... أساء إلى ... أساء إلى كثيرا . لم تتمكن من مواصلة حديثها . تخلى عن عناقه لها وقد شعر بالسخط حينما علم بأن هناك رجلا قد عاملها بمنتهى القسوة والعنف . تملك الخوف منه فى الحال . انهما يوشكان ان يبوحا بأدق اسرارهما لبعضهما البعض . الرمال المتحركة ... لقد جذبته ايلين نحوها رغما عنه . لقد كاد ان يطمر جسده تحت الرمال المتحركة ... كاد ان يفلت سره منه . نظر راد فى عينيها مباشرة : هل كنت متزوجة حقا ؟ وصلت الى هوستون مع طفلتين واصبحت ارملة . لم تتحدثى ابدا عن زوجك . وكذلك اخواتك . انك تحملين نفس لقب الاسرة الذى تحمله اخواتك . باختصار لقد سألت نفسى فى اغلب الاحيان عما اذا كان هذا الزواج الوهمى قد تم فى الحقيقة . خلافا الى ما كان يأمله لم تستشط ايلين غضبا . أجابته : اعلم انك طرحت هذا السؤال على نفسك . لكن لم احب انا او اخواتى التحدث عن شارلى راى تيلر . عندما تزوجته كنت قد اجتزت المرحلة الثانوية وكان عمرى وقتئذ ثمانية عشر عاما بالضبط . توسلت شارون الى بألا اتزوجه لانه جرحها ذات يوم . كانت امى قد ماتت قبلها بعدة اشهر واحسسنا جميعا بالضياع . كان والدنا قد تركنا ونحن فى مرحلة الطفولة . توقفت عن مواصلة حديثها واخذت نفسا عميقا ثم استطردت : رفضت الانصات الى شارون . كان شارلى راى طالبا بالجامعة . كان اول شاب يلتفت الى . لم نكن انا واخواتى ننجح فى جذب الشبان . لم تكن لدينا الموارد لكى نرتدى ملابس تتلاءم مع الموضة السائدة ولم نكن نخرج ابدا . تذمر راد : يا لهم من حمقى ! بنت جميلة مثلك ليست فى حاجة الى ان تساير الموضة . شعر بالحيرة لما رأى ابتسامة ايلين وابتعد عنها فى هدوء . اذا كنت قد فهمت فإنك كنت صبية عندما تزوجت هذا الـ شارلى . علمت من اول ليلة لزفافنا مدى الخطأ الجسيم الذى ارتكبته . اكتشفت حينذاك وحشيته وساديته . ادركت السبب الذى دفع اسرته الى اهماله وعدم رغبتها فى سماع اى شئ عنه . هذا المجنون العنيف افزعنى حتى الموت ... توسلت شارون الى بأن اتركه لكننى كنت قد اصبحت حاملا . بقيت معتقدة ان هذا افضل وضع بالنسبة للمولود ؟ كارى بت ؟ نعم . لقد زادت الامور سوءا بعد ذلك . ترك شارلى دراسته ولم يعد يعمل الا من وقت لآخر . كان يشرب . ضربنى . لم استطع ان اصدق ان هذا حدث لى . لى انا . بدا لى اننى اعيش فى كابوس لا ينتهى . علمت متى بدأ لكننى لا اعلم متى سينتهى وإلام ينتهى مصيره ؟ ظللت اعيش مع شارلى حتى جاء اليوم الذى حاول فيه ضرب كارى بت . تمكنت من منعه لكنه كان فى حالة يرثى لها . فقد كان فى اوج ثورة غضبه حتى انه كسر ذراعى . لجأت الى اخواتى فى هذا اليوم وبدأت فى اتمام اجراءات الطلاق . لما كان دهشا من هذه القصة المؤلمة لم يستطع راد ان يمنع نفسه من اخذ المرأة بين ذراعيه . قال وهو يداعب شعرها : هناك شئ واحد لم افهمه . كورتنى ؟ كيف امكنك بحق السماء انجاب طفلة اخرى من هذا البائس ؟ توترت ايلين : هذا ما لم اقله الا لـ شارون . لا ينبغى ان تعلم طفلتاى او اخواتى بالحقيقة . لكننى اعتقد انه يمكننى الثقة بك فإنك لن تفعل اى شئ قد يجرح طفلتى . كما اننى اريد ان اخبرك بكل شئ . |
يعطيك العافية
|
الساعة الآن 08:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية