منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 99_ خطوات على الضباب ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99841.html)

Rehana 08-12-08 05:07 PM

[ـ على المرء أن ينتهز الفرص التي أمامه.. خاصة إن كانت تأتي مرة واحدة.
ـ أنت لا تعي ما تقول.
ضحك: " لا أعي ما أقول؟ أنا ؟ من الأفضل أن تنالي عناقاً آخر تظل ذكراه معك آنسة كريستمان"
عادت ذراعه اليسرى تشدها إليه مجدداً.. ولكنه تركها بسرعة، وقال بصوت أجش: وداعاً آنسة كريستمان.
همست:" وداعاً سيد تايمر".
انتزعت معطفها وحقيبة يدها، وخرجت من الغرفة. لقد مرت أجيال منذ عانقها رجل..لذا جعلتها التجربة تشعر

بدوار.. امتلأت نفسها بالطيش فاضطرت إلى توخي الحذر في أثناء السير حول الميناء. توقعت رؤية المنزل غارقاً

في ظلام دامس لأن خالتيها تنامان باكراً. ولكن ما إن وصلت إلى الطريق حتى أبلغتها الأنوار أنهما مستيقظتان..

دخلت إلى المنزل فرأتهما جالستين في غرفة الاستقبال و كأنهما قاضٍ يوشك أن يطرح السؤال ليعرف إن كانت

مذنبة أم برئية في جريمة نكراء، على أي حال، لقد اعتادت على هذا الموقف.
بدأت الخالة جيلين الهجوم.. كانت بنيتها أثقل من بنية الخالة دايان، و كانت تأخذ دوماً زمام القيادة. أجبرت نفسها

على الابتسام عندما دخلت بيني الغرفة ولكن البسمة لم تكن تحمل مظاهر الاستقبال.
ـ آه.. ها أنت أخيراً عزيزتي..يجب أن أقول إن أملي خاب بك لأنك تقاعصت عن جلب فستاني.. حسناً الآن .. أين

كنت؟ ومع من؟ مالت إلى الوراء في مقعدها منتظرة تفسيراً كاملاً.
لم تجد بيني ما يجعلها تتجنب الحقيقة فقررت أن تخبرها ما حدث بالضبط..
ـ كنت في طريقي لجلب الفستان..
ثم راحت تسرد ماحدث حتى أنهت: وأصيبت يده بأضرار جسيمة.
تعاطفت معها الخالة دايان: عزيزتي.. ياللرجل المسكين!
ولكن الخالة جيلين لم تكن راضية: حسناً أخذته إلى المستشفى.. ولكن لماذا من الضروري تناول الطعام معه؟
ـ لأنه.. بحاجة إلى مساعدتي.. على شخص ما أن .. أن يقطع له اللحم.
صاحت جيلين: هذا هراء كامل.. فليطلب اليخنة أم السمك.
استوى ظهرها وهي ترمي بيني بنظرات قاسية.
ـ هل قمت بترتيبات أخرى لرؤية هذا الشخص. يبدو أنك بقيت معه ساعات.
هزت بيني رأسها: لا.. إنه لا يعيش في" ويلنغتون" ولهذا يقيم في فندق" ثاون هاوس".. إنه قادم من مكان يقع

قرب" ماستر تون".
لم تفتها النظرة السريعة التي تبادلتها الخالتان وما جهلت سببها.. فوالدها من منطقة" وايرارابا" حيث كان يملك

مزرعة قرب" كارترتون" البلدة المجاورة" لماسترتون"و "ذلك الفتى" كما تشير إليه الخالتان، أخذ أمها بعيداً.
سألت جيلين وهي تحاول عدم الظهور بالاهتمام: هل ذلك الرجل مزارع؟
ـ أجل.. ولكن هناك من يدير مزرعته عندما يبدأ بتأليف كتاب. وهو يعمل الآن على تأليف كتاب عن الكلاب.
شخرت جيلين: الكلاب؟ ياالله! ألم يجد موضوعاً أكثر إثارة من الكلاب؟
ذكرت دايان أختها:" يحب بعض الناس الكلاب.. وهناك كلب في البيت المجاور

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b8b406eed7.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 08-12-08 05:20 PM

ـ لا تذكريني بذلك الكلب الذئب فليجرؤ على إبراز أنفه من السياج مرة أخرى.
اضطرت بيني للاحتجاج: كوني منصفة خالتي,,إنه كلب أصيل، وحيوان ذكي جداً.
ـ لايهمني مدى أصالته.. لو رأيته يدنس ممرنا الأمامي ثانية.. ألا تذكرين دايان؟
شحب وجهها و عيناها الساخطتان تنظران إلى أختها التي هزت رأسها بفيض: أجل..أذكر..كان ذلك بعد تنظيفك

الممر.
قالت الخالة أخيراً:" اذهبي إلى النوم بيني و لنذهب نحن أيضاً يادايان. فأمامنا عمل كثير تقوم به في الأيام التالية

قبل رحيلنا".
سألتهما بيني:" وهل قررتما المكان الذي سنذهب إليه؟".
ردت جيلين يحزم: إلى الجنوب بالتأكيد.. لقد رأت دايان أخيراً أن من الحكمة قضاء الصيف في " كوينزتاون" بدل

تحمل الحر في " نور تلاند".
وقفت في الباب تنظر إلى بيني، وقالت يجب أن أعترف أن الحادثة مع ذلك الرجل جعلتك تبدين متعبة.. من الحكمة

أن تخرجيه من رأسك..أتفهمين؟
ـ أجل خالتي.
خرجت الكلمات بإذعان. كانت تعرف أن هذا أمر، ولكنه أمر لن تتمكن من الوفاء به.. ما إن اندست بين

الأغطية حتى برز وجه تشارلز أمامها. هل تمكن من النوم؟ أم أنه مستيقظ بسبب الألم؟ من المؤسف أنها لن تراه

ثانية، فهي ويا للغرابة منجذبة إليه.. الواضح أنه غير مهتم برؤيتها مجدداً. وداعاً آنسة كريستمان.. هذا كل ماقالته.. وداعاً.
جعلتها الفكرة تنكمش في الوسادة، مع أنها تعرف أنها ليست مثلهما.. إنها كأمها مارلين التي هربت عندما وجدت

رجلاً تحبه.. لم تخبرها الخالة دايان غير القليل عن أمها.
لقد قالت لها:" أنت تصبحين مثلها تماماً عزيزتي.. لك ثغرها الجذاب الجميل، وشعرها الأشقر الرائع، مع تموجاته

و نهاياته المرفوعة إلى فوق. إنما لك عينا والدك الزرقاوان القاتمتان..إنهما غريبتان..".
قاطعتها الخالة جيلين:" لا تأتي على ذكر الفتى".
مسكينة خالتي جيلين التي كانت تغلي حقداً.. و مسكينة أمي ذاقت طعم السعادة مدة قصيرة.. انهمرت دموع الحزن

على أبوين لا تذكرهما، فبللت الوسادة حتى نامت. ولكنه كان نوماً متقطعاً، غنياً بأحلام مزعجة.. فيها بدت تنزل

درجاً طويلاً حتى توقفت فجأة، فاستدارت، تحاول الصعود.. ولكن قدميها ظلتا تتحركان ولكنها لم تكن تتقدم.. في

القمة رأت نوراً مشعاً ينير التلال الخضراء. كان تشارلز تايمر يلوح من بعيد، و لكنه اختفى قبل أن تناديه.
أخيراً، استيقظت على أشعة الشمس، و الحلم مايزال طازجاً في ذاكرتها.. تذكرت اختفاء تشارلز عن نظرها،

ففكرت: حسناً.. هذا صحيح..لقد قال لي وداعاً؟ ولكن الشعور بالانقباض عاد يفلفها..رضيت بقدرها و قررت أن

تحضر بعض ملابسها لتحملها معها إلى "ساوث ايلندا".
لكن، كان من المستحيل أن تفعل هذا بحماسة. استحمت فساعدها الحمام على تهدئة توترها، ثم ارتدت بلوزة زرقاء

و جينز.. تعلم أن الخالة جيلين تكره الجينز لكنها هذا الصباح تحس بالقلق و تشعر بالتمرد.وبعد انتهاء وجبة

الفطور، سحبت حقيبة ملابس من الخزانة في المطبخ و حملتها إلى غرفتها، رمت ملابسها الداخلية فيها أولاً. ثم

بدأت تفتش بين فساتينها.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...b8b406eed7.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 08-12-08 05:27 PM

كانت تفكر في فساتينها عندما رن جرس الباب الأمامي. لا شك أنه شخص ما يجمع التبرعات.. ولكن بعد دقيقة

تقريباً دخلت الخالة دايان إلى الغرفة راكضة.. تقول هامسة و عيناها تومضان من التوتر.
ـ في الباب رجل يطلب رؤيتك..أظنه "هو".
هبط فك بيني إلى الأسفل قليلاً: آه!لا.. غير ممكن.. لقد رحل.. قال لي وداعاً.
مرت من أمام دايان متجهة إلى الباب الأمامي. ولكنه كان هناك.. مع أنها توقعت رؤية الضمادة على يده، إلا أن

منظره وتر أعصابها.. سألت و عيناها تتركزان على الكتلة البيضاء المتدلية من عنقه.
ـ كيف حالها؟
ـ فلنمتنع عن التحدث عنها.. سنتكلم عنك بدلاً منها.
ـ كيف وجدتني؟
ـ تركت عنوانك، لأبعث لك فاتورة الطبيب، أوصلتني سيارة أجرة و لكنني صرفتها..
أحست بالخالتين تحومان في الردهة خلفها، فقالت: هذا السيد تايمر.. هاتان خالتاي، الآنسة جيلين و الآنسة دايان

سكاتر.
أحنى رأسه ساخراً يقول:" أحس أنني التقيتهما من قبل".
نظرت إليه جيلين بحدة و برود قبل أن تقول: من الأفضل أن تدخل إلى غرفة الاستقبال سيد تايمر. أخبرتنا ابنة

أختنا عن حادثتك، و يؤسفني أنك اصطدمت بها.
ارتفع حاجباه الأسودان.
ـ وهل قالت إنني" أنا" اصطدمت بها؟
بدأت دايان تهذر بارتباك: لا..لا..لم تقل هذا. بل قالت العكس..
صاحت جيلين بأختها: اصمتي دايان.. أنا واثقة أن السيد تايمر لم يكن يرى أمامه.
قال تشارلز بحدة جازمة: المسألة سكاتر، هي أين أسير الآن.. لقد أصبت بإعاقة حتى أصبحت في موقف مربك جداً.

أمامي عقد عليّ أن أفي به.. وبما أن ابنة أختك هي المسؤولة عن الوضع اللعين فقد جئت أطلب عونها.
ومضت عينا جيلين: لا أفهم سيد تايمر.. فعلت ابنة أختي ما بوسعها فقد أخذتك إلى المستشفى..
ـ حيث جبروا يدي.
ردت جيلين تحاول الجدال:أجل، لكنه كان ضرورياً.
ـ وكيف تتوقعين أن أطبع على الآلة الكاتبة مع الضمادة؟ أنا أتكلم عن مخطوطة كتاب آنسة سكاتر، لا عن مجرد

ملاحظات أو رسائل.
قالت جيلين بلهجة تحد: يمكنك إيجاد المساعدة في مكان ما؟
ـ هذا ما أنويه.. ولهذا أنا هنا.. أخبرتني ابنة أختك أنها تعلم الطباعة على الآلة الكاتبة في كلية التجارة.
تدخلت دايان بلهفة: أجل..أجل.. هذا صحيح. ولكن الكلية مقفلة، ولن تفتح أبوابها قبل شباط أو آذار..
صاحت جيلين حانقة: اصمتي دايان.. لا أدري إلى ماذا تقود كلمات هذا الرجل، لكنني غير معجبة بما يفكر فيه.

قررت بيني أن الوقت قد حان للتدخل في هذا النقاش الذي من الواضح أنه يتعلق بها، قطعت الغرفة ووقفت أمامه

لترفع رأسها تنظر إلى وجهه، تسأله بهدوء: ماذا تفكر بالضبط سيد تايمر؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...b8b406eed7.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 09-12-08 01:33 PM


نظرت عيناه البنيتان إلى عينيها.
ـ أمر بسيط جداً.. أريد منك أن ترافقيني إلى منزلي، لمساعدتي في طباعة الكتاب..
لم تتمكن من تصديق أذنيها:" أتعني إلى" بليارز"؟"
قالت جيلين ببرود:"هذا هراء".
التفت يواجهها: ولماذا هو سخيف آنسة سكاتر؟
ردت بحزم: لأنها قادمة معنا، سيد تايمر.. فنحن مسافرات إلى" ساوث ايلند" بعد أيام.
ـ ألا كلمة لها في المسألة؟ أليست قادرة على التعبير عن نفسها؟
وردت جيلين: تستطيع بالتأكيد التعبير عن نفسها.. وستقول لك أين هي واجباتها.
ـ ما تقولينه إنهاغير قادرة على فعل ما تريد.
شدت جيلين قامتها لتنتصب: غير صحيح أيها الشاب..سأعلمك أن بيني نشأت بماهو صحيح. إنها مدينة لنا بهذا سيد

تايمر، وهذا كل ما قد يقال عن الموضوع .
بدأت دايان باقتراح متسرع: جيلين عزيزتي، ألا تظنين أن من الأفضل السماح لبيني بتقرير ما تريد فعله؟ أعتقد

أنها الطريقة الوحيدة لإقناع السيد تايمر بأنها تفضل صحبة خالتيها.
قال تشارلز وهو ينظر إلى وجه بيني المرتفع نحوه: فكرة عظيمة، فلنجربها.
كان ملء عينيه السخرية: حسناً..هل تعرفين ما تريدين أن تفعليه؟
هزت رأسها بصمت عاجز..أعطته عيناها الرسالة ولكن لسانها غير قادر على إيجاد الكلمات.. عرفت أن خالتيها

تنتظران منها أن تقول إنها ذاهبة معهما، ولكن الكلمات التي خرجت منها أخيراً كانت فارغة: سيخيب أملهما.
ـ وماذا عني؟ تعرفين الموقف الذي أنا فيه.. الورطة التي وضعتني فيها..قلت إنك مستعدة لفعل أي شيء

لمساعدتي..أتذكرين هذا؟ أرى أن كلماتك لا تساوى سقسقة فأرة.
أحست بالرهبة من سخريته، وفي الوقت نفسه تذكرت أنها وعدت فعلاً بالمساعدة.
استغلت جيلين الصمت، و قالت برضى: هاك.. أرايت؟
التفتت يواجهها و صوته مشحون بالغضب: اسمعي آنسة سكاتر، أرى أنك و أختك قادرتان على إطعام نفسيكما..ولو

كنت صادقة مع نفسك، لا عترفت أنك لا تحتاجين إلى بيني حقاً، للذهاب معكما، بل تحبان أن تبقيا" ساندريلا"

الصغيرة تحت اصبعك..أليس هذا هو الوضع؟
أصبحت جيلين قرمزية اللون من شدة الفضب: كيف تجرؤ؟
لكنه صاح يسكتها: أنت ترغين و تزبدين بشأن ما تدين هي به لكما.. ماذا عن حرية الاختيار الذي تدينان لها بها؟

لها حياتها الخاصة.. هل تتوقعين منها قضاء حياتها في رعايتكما؟
ارتاعت دايان:" هل أخبرتك بيني هذه الأمور عنا؟"
ـ لا..لم تخبرني شيئاً..لكن الواقع يعبرّ عن نفسه بوضوح.
التفت إلى بيني وقد بدا نافد الصبر.
ـ والآن.. إما أن توضبي حقيبة ملابسك و تأتي معي، و إما أن تزحفي تحت تنورتيهما هناك.. لاتنسي أن المجيء

معي يعني إقامتنا في فنادق في أثناء القيام بالأبحاث.. أعني ب" معاً" وحدنا.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...cc572ec686.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 09-12-08 01:39 PM

كانت لهجته واضحة مرتفعة.
غاصت دايان في كرسي: تقيمان في " فنادق؟" آه يا إلهي! حقاً..أشعر بالإغماء.
لكن جيلين كانت أصلب معدناً.. وتقدمت إلى تشارلز تنظر إليه بحدة و تسأل: أتعترف بوقاحة أنك تنووي تعريض

سمعة ابنة أختنا إلى الخطر؟
رد بغير اكتراث: يجب أن نواكب عصرنا..إنما لا تقلقي.. ليس على ابنة أختك أن تخاف من الاعتداء عليها.

صاحت دايان بضعف: اعتداء! ياالله..
رفعت جيلين إصبعاً نحو الباب، وصاحت بحدة: أخرج من هنا! أخرج من هذا المنزل فوراً..فوراً.. أتسمعني؟
ـ أسمعك آنسة سكاتر.. ويسمعك الجيران أيضاً على ما يبدو.
التفتت إلى بيني: أمهلك ثلاث دقائق لتقرري,,قطار " وايراربا" مغادر بعد أقل من ساعة.
سحبت بيني نفساً عميقاً، و أدركت أن قرارها قد حسم سلفاً، تشارلز على حق عندما قال إن الخالتين قادرتان على

إعالة نفسيهما.. ولكنها تعرف أن ما يسعدهما هو أن تبقى تحت أمرهما، تهتم بخدمتهما، وبترتيبات سفرهما.. إنهما

تتوقعان منها أن تحمل لهما حقائبهما، و يناسبهما أن تركبا في سيارتها بدل الركوب في وسيلة نقل عامة.
قال يسألها مجدداً، وقد بدا أنه يود بكل سرور أن يهزها: حسناً؟
قالت بلهجة صارمة:" سأرافقك".
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cc572ec686.gif


يتبـــــــــــــع


الساعة الآن 04:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية