منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   374 - حورية الغابة - روزماري كارتكر - المركز الدولي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t82343.html)

وداد التميمي 25-06-08 01:04 PM

الفصل التاسع


لم تعرف تيري في بادىء الامر ماذا ايقضها ,فبعد عدة دقائق فقط طرق سمعها صوت غريب يأتي من فوق سطح ونوافذ البانجالو..وكذلك كان غريبا الشعور بالحراره التي تنبعث من سريرها .
منتديات ليلاس
وظلت جامده للحظات وعيناها مغلقتان وافكارها مازالت هائمه في غيوم النوم .وفجاه اصبح دفء سريرها امرا محسوسا....كان هناك من يجلس على حافة سريرها واستبدت بها الدهشه وفتحت عينيها وحاولت ان تنهض مرتكزه على مرفقيها ولكن بلا جدوى ....كان هناك ذراع يمنعها من الحركه وسالها صوت كثيرا ماسمعته في احلامها..
-اين تريدين الذهاب ؟

-راف..ماذا تصنع هنا ؟

- استنشق عبير عطرك ياحبيبتي ..

- كان يجب ان تستاذن قبل ..

- لقد كان الباب مفتوحا فلم اجرؤ على ايقاظك فقد كنت مستغرقه في نوم عميق .

لقد استيقظت الان واحست بالسعاده وهي الى جانبه ...

- منذ متى وانت تتجسس علي ؟

- منذ وقت طويل وكنت ارجو ان يكون اطول من ذلك ..

- يالك من مجنون !

وانحنى صوبها وقبل وجهها الذي لازالت تبدو عليه اثار النوم...

- اعتقد اننا نحن الاثنان مصابان بنفس النوع من الجنون ...

كانت لا تكاد تسمعه فقد كانت قبلاته المتتاليه تحملها الى عالم مجهول ...!

وظلا صامتين في الضوء في الضوء الخافت لذلك الفجر الوليد...ولكن فجاة بددت الحقيقة احلام تيري الورديه .

- ورجالك يا راف..انهم ينتظرونك من غير شك ...

- ليس اليوم ...الم تسمعي ؟

وصاغ سمعها من جديد ذلك الصوت الغريب الذي انتشلها من نومها ..كيف لم تفكر في ذلك من قبل ؟

- الامطار ! يالها من معجزه ..متى بدا هطولها؟

- منذ بضع ساعات...

ورفعت يديها الى اسماء وقد امتلا قلبها بالبهجة والفرح وراحت تضحك بصوت مرتفع ...

- السحب التي كانت منتشرة في الايام الماضية ...كم كنت اتمنى ان تتحول الى امطار ولكن رغبتي لم تتحقق ..هل هي مطار غزيره بما فيه الكفايه ؟

- لا يمكننا ان نعرف الان.كل شيء يتوقف على مدة هطولها وعلى الاماكن التي ستصل اليها ..ولكن هذا يكفي اليوم ...

- الن تذهب الى نقط المياه؟

- ان الرجال انهكهم التعب يا تيري وهم جميعا في حاجة الى قسط من الراحة ..ومع هطول الامطار ستجد الحيوانات مايكفيها من الماء ..اليوم على الاقل .

وقبَّلها من جديد وهو يقول :
- لنكتف اليوم بمعجزتنا نحن ياحبيبتي ...

وتلاقت شفاهما من جديد والامطار الاستوائيه تضرب بشدة نوافذ البانجالو


وظهرت الشمس في صبيحة اليوم التالي واستقل راف منذ الغد سيارته الجيبليعاين الاوضاع عند نقط المياه المختلفه . وكان تقريره عند عودته ,يدعو للتفاؤل فهناك مايكفي من الماء الان .ليس بكميات كبيرة تكفي للمدى الطويل ولكتها تفي بالحاجة لعدة ايام على الاقل ..ولهذا فهو يستطيع الان التفرغ لكل مااهمله في ميدان ادارة ليلاني .

- لقد طلب مني اليك الذهاب لحل بعض مشكلات المكتبة .

- هل يجب ان تذهب ؟

ومر باصبعه على شفتيها وقال وهو يبتسم :

- نعم لسوء الحظ ..لن اتغيب اكثر من خمسة اوستة ايام ...!

- ومتى سترحل ؟

- في بداية الاسبوع المقبل ..هل ستفتقديني ؟

وقالت وهي تبتسم في خبث :
- لا اعلم ...ربما...وانت ؟

-لا اعلم مثلك تماما.

وانفجرا ضاحكين . لقد تغير سلوكهما كل تجاه الاخر في الاونة الاخيرة .انهما لا يكادان يفترقان ..حقيقة ان راف لم يعلن عن حبه بصراحة ولكن التوتر القديم لم يعد له مكان في علاقتهما .لم تعد هناك غير الكلمات الرقيقه والهمسات الحانيه والحنان الذي بدا ينشد ظلاله الناعمه على كل حركاتهما ولفتاتهما ...

وبعد يومين كانت تيريفي المكتب عندما دق جرس التيلفون
- تيرياهذا انت ؟

- يا للسماء ...لاري!

وانفجر ضاحكا :
- يبدو انك مندهشة لسماع صوتي .

- لم افكر انك ستكون في افريقيا ...ولكن كيف حالك ؟

- في احسن حال...نحن نقوم بالتصوير في عدة اماكن ... كل شيء رائع وجميل .ان هذا البلد سيتيح لي فرصة انجاز اجمل افلامي ..لقد فكرت في القيام بالتصوير في ليلاني

- لا اعتقد انها فكرة جيدة

- ولكن تيري ..محمية طبيعة خاصة...انه مكان يحلم به كل سينمائي

فكرت تيري.لحظة كان المنظر يدور في خيالها بكل تفاصيله ,ان راف يكره لاري حتى قبل ان يراه ...فكيف اذا رآه في ليلاني ومعه جماعة من المصورين ...انها تستطيع تخيل مدى الماساة ...؟

- اسفة يا لاري ولا استطيع ان اقبل عرضك

- لا تتعجلي في قرارك يا تيري....سيكون ذلك دعاية مجانية هائلة بالنسبة لليلاني

- ليس هذا ممكننا لسوء الحظ .

وتغير صوت لاري فجاة :
- انت مدينة لي بخدمة ...اتذكرين.؟

- كل شيء الا هذا يا لاري

- لماذا ؟

وتعرفت على لهجته القاطعه ..انه عادة يعرف كيف يكون جذابا ولكنه ايضا شديد العناد ومن الصعب تغيير رأيه .

- ان ذلك لن يرضي راف

- انك لم تسأليه رأيه فكيف تتخذين هذاالقرار؟

- لا جدوى من وراء ذلك ..فانا اعرفه جيدا ...هذا بالاضافه الى ان امامنا هنا عمل ضخم يجب انجازه في اقصر وقت ممكن...فنحن لا نستقر في مكان منذ بداية هذا الاسبوع وقال بعناد :
- فليكن ذلك اذن في بداية الاسبوع القادم .

- سيكون الامر اسواء مما هو عليه الان فسوف يرحل راف لمدة خمسة ايام وساكون بمفردي في ليلاني...لا تطلب المستحيل يا لاري


وسادت لحظة صمت ثم قال لاري :
- حسن جدا يا تيري

- اشكرك لتفهمك الموقف يا تيري

لم تستمر المكالمة اكثر من ذلك فقد سادت الضوضاء واصبح الكلام غير مفهوم ثم انقطع الخط بعد ثوان .

وداد التميمي 25-06-08 01:29 PM

ما كادت تيري تضع السماعة حتى دخل راف الغرفة . كانت هذه هي المرة الاولى التي تراه منذ صباح اليوم ..كان قد غادر المعسكر قبل ان تستيقظ .وظل واقفا لا يتحرك برهة وهو يسند ظهره الى الباب مكتفيا بمراقبتها .وكما هي العادة كانت مجرد رؤيته تجعل قلبها يدق بسرعة وشدة

- صباح الخير يا تيري

وردت عليه بابتسامة مضيئة

- هل انت مثقل بالعمل هذا الصباح ؟

- بعض الشيء .وانت هل تنتظرين مكالمات من بعض العملاء بالتليفون ؟

واخذت تيري شهيقا عميقا ..كم تود ان يكون رد فعله معقولا ..

- كان لاري الذي يتحدث ..اليس كذلك ؟ قال ذلك وهو يحدجها بنظرات ثاقبه

- نعم انه في افريقيا الآن

- وهو يريد ان يراك

- كان يريد ان يجيىء الى هنا

- وبماذا اجبته ؟

- لا ...

واخذ راف وجهها بين يديه وقبلها

- هل قلت صباح اليوم كم انت جميلة فاتنه

وانفجرت تيري ضاحكه :

- لا ..لم تقل ذلك بعد ...

- هذا نسيان لا يغتفر

- بالتاكيد ..وهل عدت الان لاصلاح هذا الخطا.

- جئت اولا لانك جميله وثانيا لكي احدثك عن البوتيك ...هل انت مشغوله الان ؟

- لا ... ، اليس لديها دائما كل الوقت للتفرغ له ؟

- عندي فكرة يا تيري ارجو ان تعجبك ؟

وسارا معا الى الغرفة الصغيرة التي كانت مسرحا لشجارهما القديم ..لقد تغيرت الامور منذ ذلك الوقت ..لقد كسبت تيري جهدا كبيرا لتجميل هذا البوتيك لقد اقامته دون مساعدة من احد ,العديد من ارفف العرض الخاصه بالبطاقات السياحيه والحلويات المعده للاطفال ..وكان موردها قد زودها بعدد جديد من التحف والتماثيل ومختلف المشغولات اليدويه المحليه وكان المنظر العام انيقا يبعث البهجه في النفوس.

- لقد قمت بمعجزة حقيقة يا تيري ، وابتسمت في سرور..

- أهذا هو رأيك حقيقة ؟

- واشار الى الجدار الكبير الذي يفصل بين البوتيك والمكتب

- ما رايك في وضع بوستر كبير على هذا الحائط تصميمه انت وتستوحينه من طبيعه المنطقه .وبهرتها الفكره في الحال وابتسمت مبتهجة ، وصمتت برهة ثم استطردت قائله :
- لقد غيرت رايك اذن بالنسبه للبوتيك

- يبدو ان الزبائن يحبونه

- كما ان المبيعات لاباس بها

- وهذا يؤكد انك كنت على حق ..لقد كنا في حاجة الى هذا الدخل الاضافي

- والان ماهو رايك بالنسبه للدعايه السياحيه

- اسف يا تيري انني لم اتعود على هذه الفكرة بعد ...انها فكرة تجارية اكثر من اللزوم وهي لا تناسب ذوقي في العمل .

ولم يستغرق الامرغير دقائق حتى اتخذت تيري قرارها :
- حسن جدا ..سانزع البوسترات جميعها

وهمس راف :
- انك لست عنيده بالقدر الذي كنت اعتقده ..

ووضع راف يده فوق كتف الفتاة وراح يتاملها في اعجاب :
- ستكون شركتنا ناجحه انا واثقة من ذلك الان

- لم اكن اتوقع ماوصلنا اليه

وضمها بين ذراعية وهمس في اذنها :
- هل تتفضلين باخبار بياتريكس مولمان باننا سوف نقضي السهره بمفردنا

- بكل تاكيد

وقبلها من جديد قبل ان يبتعد قائلا :
- ان الرجال ينتظروني ...

كانت تيري مشغوله في ترتيب البوتيك عندما دخلت احدى الشاحنات فناء الضيعة ، كانت فترة مابعد الظهر اوشكت على الانتهاء وبدات الظلال تنتشر في كل مكان .واثار منظر الشاحنة الغريب دهشت تيري ...ترى لمن تكون ؟..انها لا تنتظر أي زبون اليوم وكان راف في المدينة منذ يومين ولا يمكن ان يكون قد عاد بمثل هذه السرعه ,وخاصة وانه رحل بسيارته الجيب .

وفتحت ابواب الشاحنه ونزل منها عدد من الاشخاص ..وزادت دهشة تيري وهي تتاملهم وانسلخ احد الرجال من الجماعة وظل واقفا لا يتحرك برهة وهو يتجول بعينيه في ارجاء المكان ولما وقع نظره على المراة الشابه اتجه صوبها ..وعرفته فقط عندما ازداد اقترابه منها و بحركة لا شعورية اخذت يده بين يديها وهي تصيح :
- لاري !

- مساء الخير يا تيري

sasa sasa 25-06-08 01:44 PM

اتابع تكملتك للروايه بشغف
حبيبتى وداد منذ الصبح فارجو الا تتركيها الان
وتتركينى معلقه بلييييييييز
وشكرا لمجهودك و تعبك

وداد التميمي 25-06-08 01:48 PM

وما كاد يقترب منها بما فيه الكفايه حتى امسك بخصرها وقبلها قبل ان تستطيع منعه وقالت وهي تحاول التخلص من قبضته :
- لا استطيع ان اصدق انك هنا ... _اوه ! انا لست شبحا ....انا هنا بلحمي وشحمي ...انك رائعة ياتيري .لوحتك الشمس بسمرتها فزادت من جاذبيتك التي لاتقاوم ..لقد افتقدتك كثيرا خلال الشهور الماضية. وحاول ان يحوطها بذراعيه مرة اخرى ولكن تيري كانت قد توقعت حركته فتراجعت خطوة الى الوراء ..

- يالها من مفاجاة حقيقية يا لاري...لماذا لم تتصل بي تلفونيا؟؟

- هذا مافعلته ...هل نسيت ؟

- لقد طلبت منك عدم المجيء

- ولكني جئت رغم ذلك ...السنا اصدقاء ؟

وراحت تيري تقاوم لكي تبدو طبيعية :

- ومن هؤلاء الرجال

- انهم المصورون

- لا يمكنك ان تصور ليلاني...لقد سبق وقلت لك ذلك ..

- ولكنني مصمم رغم ذلك

وبدات تيري تفقد صبرها :

- اريدك ان ترحل يا لاري

- الان ...لقد بدا الليل يرخي سدوله

- لقد تعمدت المجيء متاخرا ...اليس كذلك ؟حتى لا استطيع ان اردك على عقبيك

- وماذا في هذا ؟

واستطاعت بجهد خارق السيطرة على غضبها في الحدود المقبولة:
- كنت في الماضي تقيم وزنا لرايي ...انك ..

وقاطعها ثائرا :
- انت مدينة بخدمة كبيرة يا تيري..لقد احتفظت لك بوظيفتك طوال هذه المدة ومع ذلك فقد هجرتني...ان كل مااطلبه منك هو تصوير ليلاني وانا لا ارى سببا لغضبك هذا ...

- لن يوافق راف ابدا على ذلك ..

- وماذا يهم ... لن ياتي قبل يوم الجمعة

- كيف عرفت ذلك

- انت التي قلت ذلك في التليفون

وانساها عدم كياسته وراحت ترقبه بدقة ولا حظت ,لاول مرة التجاعيد العميقة التي تحيط بفمه وتضفي عليه شيئا من القوة خصوصا وان ابتسامته كاذبه مرائية ..تتناقض تماما مع ابتسامة راف

- انك تتعدى حدودك يا لاري

- ربما ولكني ساغادر المكان قبل فارس احلامك ..وسوف لا يعلم شيئا مما سيحدث هنا ..الا اذا اخبرته انت بنفسك ...

- لا استطيع ان اكذب عليه يا لاري

وراح ينظر اليها بطريقة مختلفة هذه المرة وقد تلالات عينيه برفق غريب ..واخيرا همس :

- لا اعتقد انه من الضروري الاستمرار في هذا الحوار ...

وشعرت تيري بالراحة

- يمكنك على الاقل تجهيز بعض الاسرة لنا هذ المساء ..

- من الصعب علي ان افعل غير ذلك .

- لذيذ هذا العشاء يا تيري

وقبض لاري على يدها :

- الا زلت غاضبة مني ياعزيزتي ؟

كان فريق لاري الذي هده التعب قد غادر المكان ليستسلم كل منهم للنوم في سريره بعد يوم من العمل المظني وحتى بياتركس واد اللذان استبد بهما حب الاستطلاع تجاه هؤلاء الامريكيين انتهى بهما الامر الى الصعود الى غرفتهما ..ولم يبق في الصالون غير لاري وتيري جالسين الى جانب المدفاة

- ما كان يجب ان تستغل غياب راف

- انت لازلت غاضبة اذن

كان يبدو عليه الياس حتى ان تيري تخلت عن النضال ..

- يجب ان اعترف بذلك ليس الامر سهلا يالاري نحن اصدقاء منذ زمن طويل ..ولقد ابديت الكثير من العطف والكياسة عندما قررت البقاء في ليلاني .

- ارجو ان تعودي الي ثانية

- كنت افكر في ذلك ايضا ثم ..ترك لي جدي ليلاني ..لم اكن اتوقع ذلك ولكن حدثني عن سان فرانسيسكو .

- اخيرا تذكرت حياتك هناك

- كنت اعتقد انك لن تلقي علي هذا السؤال ابدا...ان اهلك في حالة جيدة وهم يقبلونك

- مازلت اتساءل عما اذا كانت امي قد بدات تفيق من الصدمة التي نتجت عن قراري

- اعتقد انها بدات تتقبل الوضع كما هو .لقد سالتني ان احضر بعض الصور لك ولليلاني

-هل كنت واثقا من رؤيتي ؟

لم تكن غاضبه منه هذه المرة ..ان لاري هو لاري ..مسل ..خفيف الظل واناني لدرجة كبيرة...وعنيد جدا عندما تتسلط عليه فكرة معينة ..ان احدا لا يستطيع ان يغيره ..ولكن مااكبرالفرق بينه وبين راف.

- وماذا عن عملك ؟عندما رحلت كنت قد بدات العمل في مدرسة السيرك .

- لقد لاقى نجاحا منقطع النظير

- رائع

- كانت بديلتك لا باس بها

- هل منحتها عملا دائما عندك

- ليس بعد فانا لازلت ارجو عودتك ...ولا اتخيل انك سوف تمضين حياتك كلها في الادغال ....!

- ومع ذلك فهذه نيتي ..

- طوال الوقت

راحت تيري تنظر الى بعيد . كانت النجوم في هذه الليله التي غاب عنها القمر تختفي وراء السحب .وكان الليل حالك الظلام قد غمر المعسكر تماما ..وفجاة انطلقت صرخة حادة بالقرب من البانجالو ..

وسأل لاري :
- ماهذا ...؟

- لاتخش شيئا انه امر عادي ...فبعض الحيوانات تنادي اليفها في اثناء الليل .

وابتسمت في الظلام ثم استطرد قائلة :
- لقد كنت اسمع هذه النداءات وانا طفلة صغيرة ..انا احب جميع اصوات الغابة والطيور والحيوانات ..فانا اجلس كل ليلة هنا بالقرب من نيران المدفاة واصيخ السمع ...كما ان رائحة الغابة تصل الى هنا ..كل هذا هو افريقيا ولايوجد ذلك في أي مكان اخر في العالم

- ولكن الا تاسفين احيانا على مغادرتك امريكا ؟

- كثيرا ...ان جميع من احبهم هناك ..امي ...فيليب ...انت ...اصدقائي وانحنت الى الامام وراحت تعرض اصابعها لنار المدفاة فقد بدات تحس برعشة البرد تسري في جسدها

- ولكن ليلاني مثابة منزلي الان ..لقد اصبحت جزءا مني :الغابة والحيوانات هي عالمي الان .لقد احببت ليلاني كثيرا عندما كنت طفلة ..ولكن زاد من حبي لها الان انني اخيرا وقبل كل شيء ابنة جدي

- وماهو مكان راف في هذا الاطار السحري ؟

- انه شريكي

- فقط....؟

- لاري ...!

-اسف لان كلماتي صدمتك ...ولكن يبدو لي انه السبب الرئيسي لبقائك هنا

- هذا صحيح

- هل انت مغرمة به ؟

- نعم ..

- ياله من رجل سعيد ...ارجو ان يكون مدركا كم هو محظوظ

- لم احدثه في ذلك ابدا

- لماذا ؟

- لا اعرف اذا كان ...لماذا اجهاد الذهن في تفسيرات ...

وصمتت فجاة ..انها لا تعرف ماذا يجب عليها ان تقول

وداد التميمي 25-06-08 01:58 PM

وشعرت بالارتياح عندما غير لاري مجرى الحديث لقد راح يحدثها عن مشروعات مؤسسته الجديدة ..وطال حوارهما لساعات طويله ..وكانت تيري تضع قطع الخشب في المدفاة من وقت لاخر ، وكاد الليل ينتصف عندما ذهب كل منهما الى غرفته .
منتديات ليلاس

استيقظت تيري في ساعة متاخرة من صبيحة اليوم التالي .كانت الشمس عالية في السماء ترسل اشعتها الحارقة على الكون والكائنات ..كان من الواضح ان السائحين قد غادروا المكان ليقوموا بجولة الصباح منذ وقت طويل ...واحست بالخجل .انها لم تتاخر في نومها هكذا منذ عهد بعيد .

وتذكرت لاري فجاة ..كان قد قرر بالامس الرحيل مع اول خيوط الفجر .فان اول مكان يمكن ان يستريحوا فيه هو محمية كروجر الطبيعية التي تبعد كثيرا عن ليلاني

واخذت حمامها بسرعة وارتدت ملابسها وخرجت مسرعة من البانجالو ولكن مارأته سمرها مكانها ,كانت كاميرات التصويرتعمل على قدم وساق ..وكان المصورون يروحون ويجيئون ,بعضهم يصور الزوار وهم جالسون في الشرفة وبعضهم الاخر يصورالحيوانات الاليفة التي تعيش في حرية بين ارجاء المعسكر .وكان لاري يقف وسط الجميع يعطي اوامره وهودائم الابتسام ولم يرها وهي تقترب ولم يحول نظرة اليها الا عندما سمعها تناديه بصوت حاد غاضب ..

- صباح الخير يا تيري..الجو جميل اليس كذلك ؟

- لقد انتهزت فرصة نومي لتضرب بوعدك لي عرض الحائط ..لم اكن اتصور انك تقدم على مثل هذا العمل

- هيا ...اهدئي فلا موجب للثورة والغضب

- لقد منعتك من تصوير ليلاني

- اعدك لن اعلن عن اسم الضيعة .ان المشاهدين سوف يبهرهم هذا السهل المطل على النهر ...وتلك الاعشاب البرية التي تغطي جدران الاكواخ ...وهذه العصافير الزرقاء التي تنتقل من منضدة الى اخرى ..ارجوك يا تيري لا تحرميني من تصويركل هذه المشاهد الخلابه

ماذا يمكنها ان تفعل الان .؟ ان تنزع الافلام من الات التصوير؟...لقد وقع المحظور وانتهى الامر .

- اذهب الى الشيطان يا لاري..ان من لم يحترم كلمته يستحق ...

- انت تقيمين الدنيا وتقعدينها من اجل لا شيء ...لا تقلقي سوف نغادر المكان فور الانتهاء من الصور التي طلبتها امك .

- لست في حالة تسمح لي بالوقوف امام الكاميرا ..

- يجب الا تخذلي امك ...

كان لاري منذ مجيئه قد التقط عدة صور تيري بالقرب من السياج تنظر صوب البحر ..امام البابخالو هي تبتسم ...في ردهة البوتيك وغيرها من الصور..!

- لقد التقطت مافيه الكفايه

- اريد صورة وانا معك ..بيل هل يمكنك ان تاتي لحظة لتلتقط صورة لنا

واستند لاري الى السور ووضع ذراعه خلف ظهر تيري

- هيا يا بيل ستكون صورة جميلة

واخذ المدعو بيليضبط الاله ثم قال :
- ابتسما

ولكنه توقف فجاة وقد بدا عليه التردد وهو ينظر خلفهما .والتفتت تيري الى اتجاه نظرته وشحب وجهها فجاة ... كان راف يتقدم صوبهما وقد غير الغضب معالم وجهه تماما وهمست تيري في فزع :
- راف ...

وقال لاري قبل ان تكمل الفتاة جملتها
- ماهذه المهزلة ؟

وهمست تيريمرة اخرى :
- راف
منتديات ليلاس
ولم يستطيع لاري الا ان يقول :
- ولكنك قلت لي انه لن يعود قبل يوم الجمعة ؟


الساعة الآن 03:02 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية