منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f736/)
-   -   (رواية) علي الجهة الأخري- بقلم Koedara مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/t208101.html)

Koedara 17-06-21 12:37 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


لم يعلق روبي ولم يعرف هل هو صادق ام لا يعلم ان لديه اشخاص يستطلعون الأحوال بالخارج لكن ربما يكون تهديد اخر من قبلة , لكنه لم يذعن ولم يتراجع فأذا كان الرجل صادق عليه ان يغادر هذا المكان لن يحتمل العيش معهم ابداً , كان السجن خاليا ألا منه وشخص اخر في زنزانة بعيدة قليلاً لم يراه او يتحدث معه قبلاً , واخذ يذرع الغرفة جيئة وذهاباً حتي شعر بالتعب وجلس علي الفراش , سيف لن يعود , بدا الرجل واثقاً وهو يتحدث بسعادة , مستحيل ألا يعود مستحيل الا يراه مرة اخري , سوف يعود وسينتقم روبي بنفسه من السيد كلارنس وحينها يغادران الي مكان اخر حتي الي الشوارع فقط يخرج من هنا , سيف ليس غبياً لهذا الحد حتي يذهب لموتة بتلك السهولة , هو يعرف الي اين هو ذاهب وما خطورة الأمر , ويعرف كيف يتصرف حين تسوء الأمور لطالما شاهدة يفعل .

في الأيام التي تلي ذلك اصبح السيد كلارنس يتعامل معه بجرأة اكثر معه وهو يؤكد علي مسمعه استحالة عودة سيف لكنه في الوقت الحالي لم يكن يهتم لسيف او سواه بل يرغب بالمغادرة فحسب لقد تعبت اعصابة ولم يعد لديه القدرة لتحمل سخافة ما يجري اكثر بعد , استمر في مراقبة جارة الوحيد الذي بدا غامضاً لا ينظر الي احد ولا يتحدث بكلمة وفكر ربما يتمكن من توريطة بشئ يتمكن بعدها من الفرار حين يغفل الحارس الذي لا يبدو شرساً مثلما يؤكد مظهرة الخارجي , حين اتي الحارس بالطعام لم يرفض كالعادة وافق علي اخذه وحين كاد الحارس يغادر نادي عليه وطلب منه الأقتراب وقال همساً : الرجل في الغرفة هناك يبدو مريباً شاهدتة البارحة يحرك الفراش وكأن ثمة شئ يحتفظ به اسفلة او مكان للهروب .
قال الحارس بالامبالاة : حتي واذا فعل لا يمكنه الأبتعاد في الخارج لا جدوي من الأمر .
لم يفهم ماذا يعني ذلك لكن خطتة لا تسير علي مايرام , في الغد استمر بمراقبة الحارسين لم يكن اياً منهما يحرس المكان بشكل جدي فعقوبة السجينين تافهة لولا قائدهم المخبول الذي قرر ان يضعهم في هذا المكان لذا في اوقات كثيرة يكون الباب الأمامي مفتوح واحدهم فقط خارجاً وربما يكون نائم كذلك , من الغريب ان السيد كلارنس لم يأتي لزيارتة اليوم وان احداً لم يقترب ناحيتة وان السجين في الغرفة الأخري اطلق سراحة لذا شعر بالريبة من ان الحارس تحدث الي السيد كلارنس عما قاله البارحة .. نادي بصوت ضعيف نسبياً حتي اتاه الحارس الأخر الذي يبدو الشخص اليقظ بينهم ووقف امامة يتساءل والقاه روبي بنظرة يتقنها ويعرف انها تؤثر بالأخرين ليشفقوا عليه : انا جائع لم يأتني احد بالطعام اليوم .
رد الرجل بخشونة : ماذا في وسعي ان افعل .
: ان تعرف السبب الذي لأجله انا جائع .. لماذا لم يحضر احدهم الطعام .
صاح الرجل بنبرة صارمة في وجهه : اين تخال نفسك .. انت مجرد سجين لا اكثر ليس لك الحق في المطالبة بشئ .. حين يتذكر احدهم وجودك ستأكل .
ثبت روبي نظرة عليه وقال بجفاء : اخرجني من هنا احتاج لأستخدام المرحاض .
لم يعيرة الرجل اهتماماً وقال وهو يبتعد : ليس في الوقت الحالي ايضاً .
: هل تنتظر الأوامر من قائدك .. هل سيصرخ عليك اذا خالفت الأوامر .. هل سينتزعك من منصبك الهام اللعين .
توقف الرجل عن السير وعاد اليه وهو يحدق اليه بوعيد وكشر عن انيابة قائلاً : هل انت طفل صغير لا يستطيع السيطرة علي نفسة و الأنتظار .. من الأفضل لك ان تفعل لن تحب الذهاب الي هناك برفقتي قبل ان اتلقي
الأوامر .
لم يكن عليه استفزاز الرجل اكثر ربما يضبط اعصابة حتي الأن لأجل السيد كلارنس واذا لم يكن كذلك لافتك به علي الفور : اخرجني فحسب انها مجرد دقيقة .
انصاع الرجل لرغبتة ووجده يفتح الباب وامسك به من ملابسة يجرة جراً خلفة , كان الباب الأمامي مفتوحاً ولا احد في الخارج ولا يوجد معه سوي هذا الوغد الذي يقبض عليه بقوة لذا في لحظة غرس اسنانة في يدة بشراسة حتي صرخ الرجل واستطاع الأفلات منه وركض بسرعة يشك ان الرجل سيتمكن من اللحاق به وهو لايزال يقف يتطلع لأصابة يدة , تفصلة خطوات فقط ويكون في الخارج وحينها يتمكن من الأختباء في اي مكان حتي ينجح في التسلل وهم يأخذون وقتهم في البحث عنه لم يظهر الحارس الأخر ولم يكف الأول عن الصراخ عليه ليتوقف وهو يهدده بشتي انواع العقاب لكنه غادر المكان , نجح واصبح في الخارج نظر يميناً ويساراً متلهفاً ليحدد وجهته واتخذ قرارة بالذهاب الي اكثر مكان مظلماً وبعيد ليختبئ من الحارس لكنه وسط ركضة المسرع اصطدم فجأة بجسد يشبه الصخر يعرفة تماماً .


قضي سيف الأيام السابقة مع رفاقة يحاولون مجرد الأقتراب اكثر لمقر تلك القوات ويراقبونهم من بعيد وهم يتجولون هنا وهناك واحياناً حين يعثرون علي شخص ما اخيراً يسمعون الحديث المطمئن الذي يدور وهم يحاولون اقناعة بالأنضمام اليهم .. بالفعل ارسل معه السيد كلارنس اشخاص يجيدون القتال والمناورة وشعر انهم يستطيعون قرائتة وقتما كانوا يحتاجون للهروب او الدفاع عن انفسهم معاً , لم يكن اقترابهم من تلك القوات بهذه السهولة , لكن سيف كان يملك الجرأة وهو يراقب شخص منهم بعينة لعدة ايام حتي تسلل يوماً بدون الأخرين واوقفة وحده بعيداً عن رفاقة كذلك .. لن ينسي النظرة التي اعتلت وجهه في تلك اللحظة , هل ظن ان سيف ربما سيقتلة وانه يعتقدهم اشخاص يفتكون بالأخرين ببساطة , اخذ سيف يتحدث اليه يحاول معرفة اية معلومة منه , اذا قام بتسليم نفسه الي اين سيذهبون به , ماذا يوجد في هذا المقر يستطيعون توفيرة , كيف امكنهم اعادة توصيل الكهرباء ومن اين ظهروا ومن هم , لكن الشاب لم يرد علي سؤال واحد حتي واجابة بأختصار اذا اراد معرفة كل ذلك عليه مرافقتة الي هناك لكنه يؤكد له ان الأمر عادياً لا يوجد ما يستدعي هروبهم ومقاتلتهم فأذا كانوا ينوون شراً لهم لقتلوهم ببساطة ما ان يعثروا علي احدهم , كان بحاجة للبحث عن ابنتة وبوجود هؤلاء في الأرجاء بدا الأمر مستحيل وبالتأكيد لم يقتنع بكلامة .. كانت المرة الأولي التي يتحدث فيها مع احد منهم ولم يبدو الأمر غريباً كان شخص عادي مثلهم , وحين عودتة لذلك المنزل الصغير الذي يقطنون فيه منذ يومين فحسب لاحظ نظرات احد من من معه ويبدو ان الرجل شاهدة يتحدث الي ذلك الشاب من تلك القوات لكنه لم يسأل عن شئ كذلك لم يوضح سيف ما كان يحادثة فيه , ليشك به كما يريد ويعود لقائدة ليخبرة انه خائن فهو لا يهتم , يبدو ان الشاب لم يعجبة موقف سيف حين حاول اخذ اية معلومة منه وقد تبعه يومها الي ذلك المنزل بعد ثلاثة ايام وجدوا مجموعة افراد منهم تهاجم المنزل وتحاول القبض عليهم , هكذا هربوا منه ولم ينجحوا في القبض علي اياً منهم , لكنهم اصبحوا بلا ملاذ آمن ثانية وكاد الرجل الذي رأ سيف مع هذا الشاب ان يتهمة بأنه المسئول عن كشف مكانهم لكنه وجد سيف لا يهتم بتهديده لذا اعطاه المزيد من الوقت , ظل سيف كعادتة يخرج وحده ولا يخبرهم اين هي وجهته علي الرغم من انه كون معهم صداقة وكانوا يثقون به ويحبون التحدث اليه كما لو انه بالفعل منهم منذ زمن بعيد , وهو يسير ليلاً وحده كعادتة يتسلل بين الأبنية سمع صوت تأوه بسيط , هل يتوقف ليتحري عن الأمر ام يذهب في طريقة .. لكنه لم يمنع فضولة من محاولة الأهتداء لمصدر الصوت .. كان يأتي علي فترات متباعدة وهو خافت بالكاد يسمعه وواهن كثيراً , حتي توقف عند احد البيوت حيث باب الشرفة غير موجود يكشف ما بالداخل , بحذر رغم كل شئ بدأ يتقدم الي الداخل وعلي الضوء الخافت الذي يأتي من مكان ما وجدها .. الونا .. التي تشهر السلاح في وجهه وهي تجلس تستند الي الحائط وملامحها تتقلص من الألم لكنها حاولت ادعاء القوة امامة وهو يقول مسرعاً : لا تطلقي النار .
كان يعرف كم هي مندفعة وحين تكون مصابة وخائفة علي هذا النحو فهي لا تفكر ابداً .. تقدم نحوها وهو يراقب نظراتها التي تراقبة بدورها وحاول ان يلقي نظرة فاحصة اقرب عليها ليعرف ما الأصابة التي تجعلها تتأوه علناً وتبدو تعبة لهذا الحد : لا اصدق انه انت .. ماذا اصابك .. اين هي ميمي .
كان يخشي اجابتها اذا ما كانت اصيبت والفتاة معها لايسعة التفكير في الأسوء وتمني لو وجد ابنتة هنا والأن فرؤيتها تذكرة بها وهذا جعل قلبة يخفق ويكتشف كم يشتاق اليها كثيراً لما عليهما الأفتراق كل الوقت هكذا , ردت الونا بصوت واهن وقد تخلت عن تحفظها قليلاً وبدأت ملامحها تتخذ تلك العفوية كما بدأ يحدث مؤخراً حين تكون معه : ابنتك بخير وهي في مكان آمن كثيراً , استطعت الوصول اليه بعد افتراقنا .. بحثت عنك والفتي لكنني لم اتمكن من العثور عليكما في اية مكان .
تنهد سيف بأرتياح وانصب اهتمامة الأن عليها وحدها : هل انت بخير ماذا بك يا الونا يجعلك تتألمين علناً .
حاولت تحريك ساقها لتكتم أهه كادت ان تفلت منها امامة وابتسم سيفيروث بشكل خفي لأجل هذا ونظر الي قدمها حيث تستقر قطعة زجاج كبيرة لامعه تكسوها الدماء : يا لحظك هذه اصابة خطرة .
حاول الأقتراب اكثر ليتفحص قدمها وقالت بصوت عال خائف : لا تقترب ولا تضع يدك عليها .
رفع عينية اليها قائلاً بجدية : هل تدركين خطورة وضعك .
: بالتأكيد افعل .. يمكنني مساعدة نفسي .. اخبرني فقط اين كنت ومن اين اتيت .. لقد وجدت مكاناً يسعنا جميعاً المكوث فيه يمكنك ان تأتي .
قرر سيف مجاراتها في الكلام وهو يدرك مدي رعبها من ان يقترب ويحاول نزع قطعة الزجاج من قدمها لذا شغلها بالتحدث معها : انا كذلك وجدت مكان يفي بالغرض والفتي يمكث هناك الأن .. واتجول في الأرجاء لأنني في مهمة صغيرة مع بعض الرفاق نحاول معرفة ما يجري في ذلك المكان الخاص بالقوات .
قالت وهي تخفي المها ثانية : هل جننتم .. انت لا تدرك خطورة ما تقوم به دوماً وتعتقد ان لا شئ سيوقفك وان الخطر بعيد عنك تماماً .. لأجل مصلحة ابنتك ولكي تعود اليها ثانية انصحك بالتوقف عما تفعل وتعود لمكانك
هذا .
: علي العكس ما اقوم به هو لمصلحتها اذا ما كان هذا المكان أمن بما يكفي سنكون بخير حينها
جميعاً .
توقف عن الكلام حين وجدها تغمض عينيها بألم وتدفع برأسها للحائط خلفها اكثر : يمكنك التوجع بصوت واضح يا الونا كما كنت تفعلين منذ قليل ما خطبك .
حدقت اليه بضيق لأنها تفعل ذلك لوجودة معها : يمكنك ان تذهب الأن سأتدبر امري .. اذا اردت رؤية ابنتك سأصف لك العنوان .. من نعيش معه يدعي ياس وهو يملك منزل كبير .. لديه اسلحة وطعام وماء ومقاتلين يستطيعون الدفاع عن المكان .. هو يرحب بالجميع ويساعدهم .
: علي الأرجح انت مجنونة اذا كان في اعتقادك انني سأتركك واذهب لأي مكان .. اريد رؤية ابنتي لكنني سأذهب لذلك المنزل برفقتك .
: لا تجادلني يا سيف من فضلك لست في حال تسمح لي بتحملك .
استمر بالنظر اليها مطولاً حتي تساءلت عن خطبة : ماذا هناك .
قال بنبرة يستخدمها معها فقط علي الأرجح لأنه يدرك انها تؤثر بها : انها المرة الأولي التي تناديني بها بأسمي بتلك العفوية كأنه امر عادي .
لاحظ الأرتباك عليها و هي تقول بدهشة : ماذا في ذلك يفترض اننا اصدقاء صحيح .
: بل يفترض اننا اكثر من ذلك .. ماحدث بيننا في المرة الأخيرة يؤكد الأمر يا الونا .
ارتبكت اكثر الأن وكانت فرصتة ليقترب منها حيث هدأت شخصيتها العاصفة وعادت فتاة طبيعية عادية : اعرف انك كنت خائفة وحدك هنا تتألمين وتعجزين عن السير ودعيني احذرك ان ما يحدث في الخارج لن يدفعك لقضاء الليل هنا بانتظار ان يأتي احدهم لنجدتك .
: قلت انني استطيع ان اتولي الأمر .. فقط ارحل .
اقترب اكثر منها وهو يمسك بذقنها لترفع عينيها بشكل واضح وتنظر اليه بتركيز : لن اتركك وارحل ابداً .. يجب ان تفهمي انا اهتم لسلامتك وقلق لحالك تلك .
اخذت تحدق به وهو يقول تلك الكلمات بعفوية كأنه امر بسيط : لا تتفوه بمثل هذا الكلام معي .
: لكنني اعنيه .

Koedara 17-06-21 05:31 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 16

صمتت بعدها وقد انشغلت عن الشعور بالألم وتفكر الأن بموقفة معها وتدرك جيداً انها سبق ووقعت تحت سيطرتة واقنعت نفسها حينها انها بحاجة اليه .. لذا لن تفكر بالخضوع للأمر ثانية فهذه ليست هي من تتصرف معه بتلك الطريقة الضعيفة .. تحركت بعيدأً عن محيطة قليلاً وهي تؤكد : اقدر اهتمامك لكن مازلت قادرة علي مساعدة نفسي .
القاها بنظرة جدية : لا تكوني حمقاء يا الونا فلن تتمكني من الذهاب لأي مكان .
اقترب نحوها ثانية : انت تخافين حتي من الشعور بالألم اكثر اذا ما نزعتيها وهذا يؤكد انك لست فاقدة الأحساس كما تحاولين ان تقنعينا .
رفعت صوتها عليه باعتراض : لا تحاول التنمر علي لم اطلب منك تحليل عن شخصيتي .. والأن غادر المكان .
قال بأصرار امام غضبها : لن افعل .
: ابتعد عني اذاً .
صرخت عالياً رغم عنها وهي تشعر بلسعة الألم وتلاها الكثير من التوجع حين نزع سيف الزجاجة في غفلة منها وانشغل بعدها بمحاولة ايقاف الدماء وهو يتفقد الجرح ويتمني انها لم تصل لأي من العظام , نظرت اليه تحاول ابعاد نفسها عنه بغضب واعتراض لكنها لم تجرؤ علي تحريك ساقها وقالت بأحتجاج : لما فعلت ذلك .
ثبت نظرة عليها قائلاً ببساطة : لأنك تصرين علي افساد اية وقت يجمعنا بكلامك .. تستحقين هذا وهو عقاب صغير لك .. كذلك هي مساعدة تغنيني عن محايلتك اكثر .
قالت بأصرار وهي تحاول تمالك نفسها والتوقف عن الأنين : طلبت منك الرحيل نفذ هذا فحسب .
انشغل بربط قدمها بما وجد من قماش قريب : كفي عن تلك العصبية اذا اردت الأحتفاظ بقدمك .
: لا تتحداني وابعد يدك عني .
انتهي سيف من عمله والقي نظرة الي وجهها وعينيها الدامعة وشعرها المنسدل ولم يتمكن من دفعها للعصبية اكثر : انتهي الجزء المخيف علي الأقل , اذا كان بأمكانك الوقوف فعلينا الرحيل .. يمكنك ان تأخذي وقتك للراحة قليلاً سأنتظرك لا مشكلة .
كان عليها السيطرة علي انفعالها وان تكف عن الصراخ عليه كالمجنونة , تنفست بهدوء للحظات وشعرت انها تهدء وتسترخي وربما بالنعاس اكثر .. كان يدرك ان اصابة قدمها خطيرة بحق وهي لا تدعي ووجدته يسألها بلطف : كيف اصابك هذا بالمناسبة .
قالت بصوت ناعس فلم يعد جسدها يتحمل المقاومة اكثر بعد تلك العصبية والنزيف وتحملها الألم : وانا اهرب بالتأكيد .. فأنا لا انزل ضيفة هناك كما تعتقد بل اعتبرة منزلي واعمل جاهدة لتوفير الطعام والماء كما الجميع .
: اذا ما توقفت عن حديثك المتحدي طوال الوقت ستكون الحياة معك اسهل .. لا تنامي الأن دعينا نذهب من هنا .
حاولت فقط تحريك ساقها لكنها كتمت صرخة خافتة وعادت مكانها .. تريد ان يختفي من امامها او تمنعه من مراقبة كل خلاجاتها وهي تتألم بيأس .. استقام واقفاً كأنه شعر بتوترها من وجودة : سأتفقد الأرجاء حولنا حتي تأخذي قراراً.
تنفست الصعداء حين تركها بمفردها اخيراً واخذت راحتها لتطلق لنفسها العنان وتتوجع بدون تحفظ , ارادت ان تنهض وتغادر بمفردها قبل ان يعود لكنها اخذت تفكر في الأمر وهي مكانها لا تشعر ان لديها اية قوة للقيام بأي شئ بعد اصبح الشعور بالنعاس مغرياً اكثر من اية شئ اخر الأن ولم تمانع ان تغمض عينيها وهي تقنع نفسها ان تأخذ استراحة لدقائق وتنهض بعدها لتغادر .

حين عاد سيف كان في طريقة ليثني عليها كم اختارت مكان بعيد عن الأنظار ولن يفكر احد في الأقتراب منه لكنه وجدها تغط في النوم .. اقترب منها وهو يبتسم بشفقة لكن كانت لديه فرصة لن تعوض وهو ان يتأملها قليلاً .. كم تبدو جميلة اكثر مما هي عليه حيث ملامحها هادئة بريئة , شعرها المتناثر بفوضي حول وجهها .. جسدها الذي دائماً هو في وضع دفاع وهجوم يمسترخي بنعومة واستسلام .. تنفسها البطئ .. شفتيها المنفرجتين قليلاً بأغراء , كانت جميلة بحق لم يكن مخطئ ولولا شخصيتها المجنونة لأخبرها كل هذا علناً , كان عليهما الرحيل فهو ليس واثقاً من فكرة قضاء الليل في مكان كهذا حتي واذا كان متأكد من انه آمن , ماذا سيظن البقية عنه انه ربما قتل او تم القبض عليه , لكنه لم يجرؤ علي ايقاظها وهو يعود وينظر في وجهها والي ملامحها المتعبة وجلس يستند الي الحائط جوارها ينصت للخارج ويراقب جيداً .
استيقظت الونا غير قادرة علي سحب نفسها الي الوعي لكنها ارغمت نفسها علي فتح عينيها لتحدق بدهشة الي وجه سيف الذي كانت تنام في حضنة فعلياً تستريح براسها علي صدرة وتصل لأذنيها صوت ضربات قلبة المنتظمة , ابتعدت وهي تضع يدها علي فمها لتمنع اية صوت انين يصدر منها لكي لا توقظة , متي غفت ومتي عاد ومتي جاءت قريبة منه لهذا الحد , حين خفت حدة اضطرابها اخذت تنظر اليه ملياً وتفكر لما تنجذب بلا تفكير اليه وحده ولا تشعر في وجودة بالحذر كما كانت ستفعل لو انها مع شخص سواه , اليس عليها ان تتوقف عن المماطلة وانه بالفعل اصبح شئ هام في حياتها , لكن حين وجدتة يفتح عينية تلاشت كل افكارها وبدأت تتخذ وضع التأهب ثانية وهي تراقبة ينظر اليها بتفحص : كيف حالك الأن .
لم تجرؤ علي سؤالة كيف استيقظت لتجد نفسها في هذا الوضع معه وهل هو من قربها منه لهذا الحد ام انها هي من تحركت اثناء نومها : افضل كثيراُ وارغب بالمغادرة فحسب .
: حتي ان مزاجك سئ عند الأستيقاظ كذلك .

بعد ان نالت وقد للراحة تشعر الأن بالألم الذي ينتشر من قدمها الي ساقها وتخشي ان تتداعي اصابتها .. لكن الأكثر هو انها تخشي من عدم حيلتها في التحرك وسيكون هو وسيلتها الوحيدة لمساعدتها في العودة للبيت , اخذ يبحث عن شئ ما في حقيبتة وشرب بعض الماء وعرض عليها البعض كذلك ولم تمانع , لم يكن الصباح قد سطع بعد اي انها لم تتغيب مطولاً لحسن الحظ , عرض عليها بعض الطعام لكنها رفضت ولم يفوت فرصة المحاولة معها مرة بعد مرة وفي النهاية قبلت لكي تتمكن من الوقوف علي الأقل , كانت ممتنة لأحترامة اياها ولم يحاول ازعاجها بأية شكل وهو يعرف كم تعجز عن التصدي له لن تنكر كذلك سعادتها انه يهتم لطعامها وحالتها , هي ممتنة كثيراً له لكنها لن تنطق بهذا , اخذ ينظر اليها لوقت حتي تساءلت عما يجول بخاطرة ثم قال بلطف : اعتقد علينا الرحيل
الأن .
أومأت اليه بالموافقة وهي تحاول بكل طاقتها تحمل الألم والوقوف بمفردها لكنه بجرأه اكثر من اللازم وجدتة يمسك بخصرها وتزحف ذراعة حول ظهرها بأحكام ورفع ذراعها الأخري لتضعها حول رقبتة وهو يبرر بنبرة هادئة : هذا اسهل من شجارنا حول مساعدتك من عدمها لا نملك الوقت .
حدقت الي عينية الخضراء الهادئة : لايحق لك ما تفعل .. انت تهمل الجزء المتعلق بكوني ارغب في مساعدتك او ارفضها .
رد ببساطة : ترغبين بها لا خيار اخر امامك حالياً .
هكذا برغبتة وطريقتة المخيفة في اخذ التدابير حيالها كانت تسير الي جواره تستند عليه وتمشي علي ساق واحدة بخطوات بطيئة ومن الجيد انه لم يجن اكثر ليحملها لأنها تشعر كم يزعجة طريقتها البطيئة في السير , كانت تشير هنا وهناك لترشدة الي طريق المنزل وادرك كم هو قريب من مقر تلك القوات وبعيد عن منزل السيد كلارنس .. لم يكن من يمكثون في المنزل سوي ستة اشخاص منهم الونا و ياس الذي رحب بسيف وهو يستفسر بقلق عن حال الونا .. احتاج للجلوس للدردشة معهم كالعادة عما في مخططاتة ليقوم به , اخبرهم ان لديه رفاق اخرون , وافق ياس علي مكوثهم في المكان حتي يستطيعون العودة لمنزلهم مرة اخري او البقاء معهم اذا شاء فهو يبحث عن المقاتلين وليس لديه حاليا ً احد سوي الونا واثنين معها , الأهم من كل ذلك هي ميمي التي ابقاها معه طوال الوقت وهو ينظر اليها كل دقيقة ويعلم ان عليه ان يتركها ويرحل مرة اخري فالمنزل هنا اكثر هدوء وأمان لا يمكنه ان يأخذها معه الي منزل السيد كلارنس الذي يحوي معظمة القتلة فحسب , ايضاَ يثق بألونا الأن اكثر وانها ستحميها مهما كان الوضع , عاد بعدها لرفاقة واخبرهم عن منزل ياس وانه يرحب باستضافتهم هناك وكانت سعادتهم لا توصف لأيجادهم مكان مستقر ثانية ولم يجرؤ احدهم عن سؤالة ما كان سبب تغيبة كل هذه المدة وباتوا يدركون انه يحب التصرف علي راحتة ولم يشغلهم هذا كثيراً.

نظر روبي الي الأعلي حيث يقف السيد كلارنس يسد عليه الطريق ويلقيه بنظرة باردة قائلاً : انتهي وقت اللعب الأن علي الرغم من ان الأمر ممتعاً معك وكنت تضيف الي بعض الأثارة في حياتي .
رغم هذا حاول الهرب منه في اتجاه معاكس لكن الرجل جذبة من ذراعة بسهولة تامة وادرك مدي هزاله وانه يجوعة ليقضي علي قوتة تماما : دعني .. كفاك هراء عن السجن وماشابه ليس لديك حراس يجيدون العمل حتي .
ابتسم الرجل وهو يقبض بقوة اكبر ليمنعه من الحراك ووجد نفسه يختفي تماما امام هذا الجسد الضخم : لا يا عزيزي لقد اعطيتك فرصة وانت لم تستغلها بذكاء كان يجدر بك الهرب لمكان مكدس بالأشخاص اكثر لتختفي بينهم وليس التوجه لمكان قريب بهذا الشكل .
لم يخضع الرجل او يلين لمحاولة طلب ان يطلق سراحة صحيح انه لم يطلبها صريحة لكن كل شئ به يطالبة بهذا : ماذا كنت تنتظر مني ان اصبح مطيعاً لتنجح في النهاية .. لن يحدث ذلك .
بدون كلمة وجد الرجل يرفعه عن الأرض ويحملة علي كتفة بخفة وكأنة قطعة ملابس فارغة وقال بابتسامة رقيقة وصوت لطيف : انا اسف لكنني مضطر لما سأفعل بك .. انا اعرف ما الذي سيجعل شخصيتك العدائية التي تعتقد انه لا احد سيقهرها يوماً او يسيطر عليها تصبح مطيعة لتعيش فرد منا وبيننا .

Koedara 17-06-21 05:33 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


في طريق مختلف لم يقصدة يوما ً وجد الرجل يصل الي غرفتة الخاصة بعيدا عن الجميع حينها شعر روبي بالخطر فهو يعرف مقدرة الرجل علي ارتكاب اية فعل جنوني وغرفتة بعيدة نوعاً عن الجميع لذا للمرة الثانية يخسر فرصتة لأنقاذ نفسه , انزلة هناك و اخذ روبي بضعة خطوات بعيداً عن الرجل الذي اغلق الباب وهو يحدجة بنظرة صارمة ووقف روبي يبحث عن مخرج اخر يمكنه من الهرب لكن بدا ذلك مستحيل , اقترب عليه الرجل بتؤدة قائلاً بصوت محتدم : لو ان لسانك يعرف الصمت لتجنبت الكثير من الأمور في حياتك .
احتفظ روبي بأصرارة امامة ولم يهتم كثيراً لما قد يهدده به : ولو انك التزمت بشؤنك لكنت شخص محترم .
ارتفع حاجبي الرجل بدهشة : تجد انني شخص غير محترم اذاً .. لا ادري هل تتعمد هذا او لا لكنك تصر علي اغضابي ويبدو انك لم تتعلم الدرس بعد يا روبي .
وجده يقترب ناحيتة وبدأ شعور القلق يتزايد وهو يترقب ما ينوي فعله : الزم مكانك يا سيد كلارنس ومن الأفضل ان تدعني وشأني .
لكن الرجل اكد بأصرار : لا .. مازال عليك ان تتعلم .. مازال علي ان اثبت لك ان هناك من يستطيع السيطرة عليك وانك حين تعاندني علي هذا النحو سوف تعاقب بطريقة لا تحبها .
اقترب عليه اكثر وتراجع روبي لا شعورياً حتي التصق ظهرة بالحائط واتسعت عينية من الخوف حين وجده يغلق عليه اية فرصة لأتخاذ اية موقف , ثبت نظراتة القوية علي عينية : اعرف ان مئات الأفكار تدور في عقلك وفي رأيك كيف عسانا نسوي هذه المسألة .. اذا كنت مكاني ما هو التدبير الذي قد تتخذه نحو شخص مثلك .
بادلة الفتي النظرة بمثيلها وهو يؤكد بنبرة واثقة : سأتخلص منه بطريقة واقعية .
همس الرجل في اذنة : بقتلة ربما لأنه تعدي حدودة علي من فتح له بابة وقبل بتوفير منزل آمن له.
اخفض صوتة اكثر قائلاً برقة : ان سيف الذي تنتظرة لأنقاذك لن يعود عليك نسيان امرة والبقاء مطيعا حتي تمر ايامك بسلام
لم يعد الفتي يتحمل هذا الوضع وهو محاصر بهذا الشكل لذا حاول دفعة بعيداً وشعر بارتباك حين لم ينجح في جعل الرجل يتزحزح خطوة : اذا لم تتوقف عن هذا ايها الوغد فسوف .
: ماذا .
كان يدرك بيأس انه وقع ثانية في قبضتة ولن يتمكن من الفرار لكن الرجل الذي لاحظ مدي يأسة ظل واقفاً مكانة لم يقرر الأقدام علي اية حماقة بعد وقال بنظرة جدية : لدي شروط ناحيتك واذا اصبحت فتي مهذب كفاية لتنفذها ينتهي خلافنا .. عليك ان تناديني ب سيدي كما يفعل الجميع هنا او القائد ايهما اكثر اقناعا لك .. عليك الألتزام بالقواعد هنا ليس وكأنك تعيش وفق مزاجك وتفعل ما تريد وقتما تحب .. واياك وان اسمع لسانك هذا ينطق بحرف واحد من كلامك المتعجرف سيكون الشئ الذي سأقطعة اولاً .
القاه بنظرة شاملة وتوقف عند عينية المتعبة التي تلتمع بغضب : وربما اشياء اخري تالياً .
عاود روبي المحاولة لأبعادة عن طريقة وقد ازداد غضبة وعنادة اكثر : انت شخص وقح وزيادة علي هذا لست سوياً بالتأكيد .. ومن ينعتونك ب يا سيدي هنا لا يختلفون عنك كثيراً .. لا اعرف بعد ما تحاول اثباتة لكن عليك الأبتعاد عن طريقي .
حاول المرور ولم يستغرق الأمر سوي خطوة واحدة ووجد السيد كلارنس يجذبة من ذراعة ليدفعة للحائط مرة اخري ولم يحب هذا .. لم يحب نظرة الغضب التي تطل من عيني الرجل ولا قبضتة الحديدية التي تسمرة مكانة ولا نبرة صوتة العالية , ربما يوقع نفسة في ورطة وهو يدفعة للغضب ويثير استفزازة اكثر وحين سيفقد اعصابة هو من سيخسر بالتأكيد لذا وقف مكانة يسمع سؤالة التالي : اذاً لا تنوي انهاء تلك المشكلة بطريقة وديه .
حاول روبي ان يهدئ من وتيرة اندفاعة و رد بهدوء : عليك ان تطلق سراحي يا سيد كلارنس وتدعني ارحل من المكان .. لا ارغب بالعيش معكم .
: رغبتك لا تعني شئ بالنسبة لي بل ما ارغب به وحدي .
ماذا يعني ذلك , انه سيعيش هنا مجبراً فقط لأن تلك رغبة الرجل كأنه غرض وجده علي الطريق ولم يسأم منه بعد ليتركه , كانت النظرة التي القاه بها كافية ليعرف ان ثمة شئ علي وشك الحدوث حينها تملكة الذعر , ماذا قد يفعل به ثانية , استطاع التملص منه وركض نحو الباب يحاول بشتي الطرق المغادرة ولمح السد كلارنس يقترب منه بخطوات بطيئة تؤكد ان ما يحاول فعله هو فاشل , اخذ يطرق علي الباب بجنون حتي شعر به يجذبة من شعرة ويجرة جراً الي منضدة جوار الفراش بسهولة تامة , كلا لن يسمح له بالقيام بشئ اخر لذا نهض مسرعا يحاول مهاجمتة لكنه ببساطة شديدة كان يصد ضرباتة التي بذل كل جهدة حتي تجدي نفعاً , تركه يحاول لبضعة دقائق حتي وجدة يفقد حماسة ويتعب وتعلن عينة ذات النظرة الخائفة استسلامة ويعرف يقيناً مدي ضعفة وعدم حيلته فهو من يمنع عنه الطعام لأجل ذلك , لم يجرؤ علي سؤالة ماذا يريد وماذا سيفعل ربما اجابة السؤال تصيبة بالخوف اكثر , وقف السيد كلارنس يرمقة بتحداً ويتأمل حالة المزرية ويعرف روبي انه يشعر بالتفوق حين تكون كلمتة هي الأخيرة و قال في ثقة : لا افهم لما تعاديني بهذا الشكل لكن اصبح الأمر شخصياً بيننا واما ان تنصاع لما اريد وأما سأجبرك علي الأمر اخذت وقتك حتي هنا وحان دوري الأن .

تراجع روبي امام تقدمة منه وهو يراقب مدي اصرارة للأقدام علي ما ينوي فعله وقامتة المديدة وجسدة الذي يشعر انه يحتل الغرفة بكاملها ويشكل امامة عائقاً لم يساعدة علي التفكير في اي شئ , شعر بأنفاسة تتلاحق وهو يري حبل رفيع في يد الرجل المستمر بتقدمة ودقات قلبة تطن في اذنية يكاد يجزم ان صوتها يصل للسيد كلارنس , افكار افكار واحتمالات لما قد يقوم به ولم تسعفة اعصابة المشدودة ولا ضربات قلبة التي باتت مؤلمة وتجعل تنفسه يقل ولا الأرهاق الذي يشعر به والجوع ولا عيني السيد كلارنس التي تطل منها قسوة مخيفة علي التحمل بعد وفقط ما ان شعر به يكبل يدية بقبضة واحدة تخلي عنه الوعي ووجده الرجل يفلت من قبضتة ويسقط ارضاً .


شعر بنفسه يعود لأرض الواقع مرة اخري بعد ان نال وقت يجهله في الراحة من كل شئ واهمهم التفكير , ثم تذكر ما كان الوضع عليه لذا نهض بخوف ليجد نفسه عاجز عن الحراك ويدية مقيدة خلف ظهرة وقدمية موثقة بأحكام وهو ملقي علي الفراش بلا اكتراث , تجول ببصرة في محيطة كانت الغرفة خالية ولا اثر للسيد كلارنس , حاول التحرك ومساعدة نفسه علي الخروج من موقفة السخيف وهو يتلوي ليخلص نفسه من الحبال التي تؤكد له انه لن يذهب لأي مكان , لم يترك له الرجل اية فرصة ضئيلة للفرار وكانت الحبال حول رسغية وقدمية محكمة , ما الذي يخطط له تالياً واحتجزة هنا لأجله , كم مضي من وقت وهو هنا واين هو هذا الحقير الأن , حدق الي النافذة المغلقة علي بعد منه ويفكر كيف عساه الهروب , لو انه تركة بلا قيد فقط محبوس في الغرفة الموصدة لوجد طريقة بالتأكيد لكن للأسف يبدو ان الرجل يدرك ان بوسعة هذا لذا قيدة بتلك القوة , حاول الجلوس في الفراش والنهوض لكنه اكتشف ان الحبل مربوط بأحكام الي المنضدة الثقيلة جوار الفراش , لم يصدق هذا , لهذا الحد يخشي الرجل ان يترك له فرصة ليتحرك حتي وهو مقيد بهذا الشكل .. ظل لوقت قصير يفكر ويفكر ويترقب ان يسمع هذا الصوت الذي يصل اليه الأن وهو المفتاح الذي يدور في قفل الباب يعلن ان المتاعب قد بدأت , بادل الرجل نظرة باردة وهو يراقبة يوصد الباب خلفة ثانية وهذا يعني انه يخشي ان يدخل اية شخص الغرفة بشكل مفاجئ وهذا يعني ايضاً ان لا احد علي علم انه يحتجزة هنا , قال بنبرة عميقة قوية وهو يراقبة يتحرك في الغرفة : لقد تماديت في جنونك كثيراً , اذا كانت هذه هي الطريقة التي تتبعها هنا لينفذون اوامرك فهذا احتمال ابعد من مخيلتك ان تنجح فيه معي .
ابتسم الرجل وهو يتقدم من الأريكة ويضع عليها بعد المفارش : لا تكن واثقاً من كلماتك لهذا الحد وتذكر انك في هذا الوضع لأنك فقدت الوعي خوفاً مني منذ ساعات .
ابتلع روبي اهانتة بصمت لم يتمكن من المجادلة ولم يكن خوفة منه هو السبب لكن ضيق تنفسه وضربات قلبة حينها .. علي الرغم من هذا لم يجادل فهو في موقف مخيف واخر ما يحتاج اليه هو اثارة غضبة , راقب الرجل الذي تقدم نحوه ينظر بسخرية لكنه يقول بنبرة هادئة : يجب ان نتفق انك لن تخرج من هنا سوي حين تتعقل وانا اعنيها .. واذا فعلت هذا سريعاً توفر علي نفسك وعلي الكثير من العناء لكن اذا ما استمر عنادك فأنت وحدك المسئول عما سيحدث وانا لا اضمن لك ان تخرج بعدها سليماً تماماً .
لم يعلق بكلمة واستمر بتسديد نظرة تحتقرة فحسب : سأكون مهذباً معك في الوقت الحالي وسأسمح لك بالنوم هناك علي الأريكة واحضرت لك اغطية اضافية وهذا يؤكد لك كم انا انسان يراعي الأخرين .. لا احد يعلم بوجودك هنا فأنت مع ريفين في مهمة قد تستمر اسبوع .. هذا يعني انك وحدك تقرر متي ينتهي هذا الأسبوع وكيف ينتهي .
: لتذهب الي الجحيم انت وطريقتك المريضة البائسة .. لست خائفاً منك يا سيد كلارنس ولتفعل ما تريد .
هكذا انفجر في وجهه غضباً ولم يعد يتحمل البقاء صامتاً اكثر لكن الرجل كان صبورا وهو يقول
: سنري هل ستستمر بقول هذا بعد يومين فحسب ام لا .


Koedara 17-06-21 05:35 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


الفصل 17

هكذا قضي ليلتة الأولي مقيد وينام علي الأريكة يراقب الرجل الذي يتمدد علي الفراش المقابل له في الغرفة ذات الضوء الخافت , يتحمل الجوع والعطش فهو لن يطلب منه اي مساعدة كانت حتي يقتنع ان طريقتة لن تجدي نفعاً معه , لكن يبدو ان روبي لم يفهم شخصية السيد كلارنس تماماً وانه ربما يدفعة برغبتة للتوسل لكي يتركه وشأنة فما حدث في الأيام التالية ليس ما توقعة , فهو لم يرأف بحالة ولم يعرض عليه طعام او شراب كأنه بانتظار ان يطالب بهذا بنفسه رغم ذلك كان احيانا ما يفك قيدة ويتركه ليرتاح لبعض الوقت , لكن هذا الأمر الودود احياناً لم يستمر مطولاً لأن روبي هدده بأنه سيخبر الجميع بأمرة وبشخصيتة الحقيقة خلف هذا القناع الذي يدعي به انه قائد يراعي جميع السكان حينها اشتد غيظ وغضب الرجل اكثروكان مستعد لقتلة بدون اكتراث بعد ان سأم منه ومن عنادة في هذه اللحظة اخذ يديه الأثنتين في قبضتة القوية الكبيرة واندهش الفتي من انه لا يستطيع تخليص نفسه بقبضة واحدة فقط يتمكن من اعتصار يديه و اخذ يجاهد للتراجع والأبتعاد وهو يركل بجنون , دفعة الرجل امامة وثبته بثقل جسدة عليه وهو يحاول اجبارة علي فتح فمة بيد وباليد الأخري مد اصابعه يحاول اخراج لسانة وعلي وجهه ذلك التعبير الوحشي وتلك النظرة التي تؤكد انه لا يملك ذرة شفقة نحوة , حاول الفتي ان يعض اصابعة التي تجاهد للأمساك بلسانة لقطعة , اخذ يحرك رأسة يميناً ويساراً لأنها الشئ الوحيد الحر وجسدة بالكامل يسحق اسفل ذلك الجسد الشبيه بالصخرة الثقيلة التي تجثم عليه وتجعل انفاسة تتقطع واستطاع القول بصعوبة وهو لايزال في امر تحريك راسة بعيدا عن يدة : اقسم انني .. لن .. اخبر احد .. عن ذلك .. اطلق سراحي .. دعني .. فقط .. ارجوك .
لدهشته توقف وظل هادئا فقط ينظر اليه وحاله المزرية وفمة الذي تعرض للكثير من الخدوش والدم الذي يسيل من شفتية : لقد حذرتك اذا نطق لسانك بشئ كهذا مرة اخري سأقوم بقطعة لأنه مشكلتك الوحيدة .. ارجو ان تتعقل بعض الشئ الأن .

لم ينام الليلة التالية علي الأريكة بل علي الأرض جوار فراش الرجل الذي اصبح يقضي الكثير وقت اكثر برفقتة في الغرفة ليؤرق عليه نومة واذا ما اغمضت عيناة فهو يشعر به يجرة من شعرة الي مكان اخر بالغرفة , حتي اليوم الثالث الذي شعر انه سيموت عطشاً تنازل حينها عن عرش عنادة وطلب من الرجل الماء وهو لم يعطية الكثير بل جرعتين لا اكثر , اصبح يتعامل معه بخشونة كل يوم اكثر وحين يجبرة علي التحرك اذا كان للجلوس علي الأريكة قبالتة ليستفسر عن هل وافق علي شروطة او لا او وهو يجلس علي الأرض يفعل ذلك وهو يسحبة من الحبل المربوط الي المنضدة وكأنه كلبة الأليف .. لم يتصور ان يهان بتلك الطريقة او يذل لهذا الحد وهو لم يرتكب اي شئ يذكر تدفع ليتمادي الرجل معه لهذا الحد وانه ينجح فيما خطط له ولا حدود لساديتة نحوه وكم يكرهه لتلك الدرجة , يوم اضافي وكان يطلب منه الطعام بنفس راضية وصوت مبحوح لا يصل الي مسمع الرجل ربما الذي يعرف يقيناً ان الفتي يموت فهو ليس نفس الشخص الذي دخل الغرفة منذ عدة ايام حالة المتدهورة تظهر بوضوح , اعطاه الطعام والماء وحين كان يطلب روبي المزيد يتلقي حينها صفعة علي الوجة قوية الي حد يندفع معها الدموع من عينية او ركلة تؤلم عظامة وجسدة الضعيف , وايقن انه لن يغادر الغرفة حياً لا سبيل امامة , إما ان يحتفظ بكرامتة التي لم يتبقي منها الكثير و إما يحتفظ بحياتة , نعم كان هذا يدفع بالسيد كلارنس الي التمادي ويحاول اكثر فأكثر اجبارة علي الأعتراف بالضعف والخوف منه حتي اذا ما قتل الفتي علي يدية فليس عنده نيه للتراجع ولم يتصور روبي ان تصل جديتة في تنفيذ مطالبة الي هذا الحد , حتي اتي الوقت الذي هاجم فيه السيد كلارنس وهو لا يملك امامة سوي العض والخمش وعلي الرغم من ذلك استطاع اصابة الرجل بجروح بليغة وكانت اسنانة تنغرس في لحمة بغير رحمة وهذا لا يأتي مقارنة بما يشعر به , استطاع تقطيعة بأسنانة وتفاجئ الرجل بمدي وحشيتة وانه برغم هجومة البائس يستطيع ان يدفع بالرجل ان يدافع عن نفسه امامة ويسعي لأيقافه , لم يراعي روبي انه لا يملك اية قوة جسدية تمكنة من الأستمرار بعد واتي الوقت الذي فقد فيه ادراكة تماماً ولم يكن يصل اليه سوي صوت السيد كلارنس البعيد الذي يتحدث بقلق .

علم فيما بعد انه ظل نائماً لثلاثة ايام ولا عضو واحد في جسدة كان يعمل بانتظام , بينما السيد كلارنس كان يأتي بين الحين والأخر يلقي نظرة عليه وكأنه يخشي ان يكون قد تسبب في قتلة علي الرغم من انها كانت خطتة منذ اخذه للغرفة ذلك اليوم , من الجيد انه تمكن من السير علي قدمية مرة اخري واستطاع النهوض والتحرك ثانية وبدء يشعر كم يقشعر بدنه عند سماع صوت السيد كلارنس او الشعور به يمر من جوارة بعد ما ذاقة علي يدية , وجودة بشكل عام اصبح شعور منفر لا يطاق ولا يحتمل البقاء في مكان واحد معه او الخروج للبحث برفقتة لكنه لاحظ تلك المراقبة له من قبل اية شخص يرافقة خارج المنزل وعلم فيما بعد انها اوامر السيد كلارنس بمراقبتة .. رغم هذا لم يعد له اية علاقة تذكر بأية شخص في المكان , قد يجبرة السيد كلارنس علي الصمت لكنه ابدا لن يمحي تلك النظرة التي علي الرغم منه تحمل كل الألم ومعاناتة واثار الصفعات الواضحة علي وجهه وهذا لاحظة الجميع عليه ولا اثار الخدوش الواضحة علي وجه السيد كلارنس والجروح والكدمات علي جسدة جراء ما فعله روبي قبل ان يسقط في تلك الغيبوبة القصيرة , هذا دفع بريفين للتحدث الي السيد كلارنس يحاول التقصي عن الوضع خاصة انه سمع من البعض ان من المفترض ان روبي كان معه في رحلة البحث الأخيرة , لا يعرف عن الفتي اكثر من انه انضم للسكن معهم حديثاً لذا كان عليه التحدث الي السيد كلارنس بشأنه وهو شخص يستطيع فعل ذلك بجرأه اكثر من سواه : لا يليق بك ايها القائد ان تتعامل معه علي هذا النحو هذا ليس من شيمك اتجاه احد ما الخطب مع طفل مثلة اذاَ .
برر السيد كلارنس افعاله : الفتي يحتاج لأكثر من ذلك ليعود الي صوابة .. انا لم اقصد قتلة يا ريفين لكن في وقت ما دفعني رغماً عني لذلك .. يحتاج للتربية من جديد ليتأقلم علي العيش معنا في مكان به انضباط وقوانين وينسي حياة الشوارع التي اورثتة هذه الطباع بالتأكيد .
: ايها القائد اعرف انها ماي .. لكن عليك ان تهدأ من وتيرتك انت لم تمارس مثل هذا العقاب ولم تعامل احد بتلك الطريقة يوماً , من الأفضل ان تنسي امرة ولنهتم بأعمالنا فحسب .
: ليست هي يا ريفين تعلم انني لن انصاع لكلمة احد اذا كانت طائشة لهذا الحد .. اعرف ما افعله
جيداً .
استمر ريفين بالنظر اليه ثم قال بشك : الأمر شخصي اذاَ .
: انسي الأمر في الوقت الحالي لا يوجد ما يستدعي القلق .
كان ينصت لكل كلمة يقولها ريفين فهو ليس مثل اي شخص اخر هذا هو الوحيد الذي قد يطلق عليه بصدق صديق , لكنه كان مجبراً علي امر اخير مع الفتي وقد فعل هذا بتردد لم يظهره لكنه كان قلقاً من التحدث اليه بتلك السرعة ولم يمر علي ما فعله سوي وقت قصير , استدعاه الي ذلك المكتب الخاص به : اريد منك ان تبقي في البيت سيكون عملك في تصنيف الأطعمة مع الأخرين .
: لن افعل .. ولن اتلقي امر واحد من مختل مثلك .
وتصنيف الأطعمة هو فرز كل ما يحصلون عليه من طعام ما يمكن ان يؤجل وما يجب ان يؤكل في الحال وما لا يصلح للأكل ابداً , تعجب الرجل من تلك القوة التي تطل من عينية وكلماتة وانه لم ينكمش او يتراجع ويخضع لأمرة بعد كل شئ , اخذ يحدق نحوه بصمت ونظرات باردة ثم نهض واخذ يحوم حولة : انا مستعد لأطلق سراحك .
وقف في مواجهته وهو يتمعن النظر في ملامحة : فقط يجب عليك ان تتوسل وتنتحب امامي .. ادفعني لأشعر بالشفقة نحوك فما اشعر به اتجاهك يدفعني لقتلك .. ابذل جهداً لأجل ذلك بعدها اعدك انني سأتركك وشأنك .
يعرف ما يحاول اثباتة وانه بعدما حاول بشتي الطرق مازال يشعر بعدم انتمائة لهم ولن يحدث هذا
: لا شك انك مختل لست شخصاً طبيعيا ً ابداً وفقط ما ان يعود سيف ستجد ان الكثير من الأمور ستتغير .
اصبح يشعر بالقلق جدياً لأنه لم يعد بعد لكن حتي بعد مضي شهر علي غيابة فهو واثق انه حياً : انتظر صديقك كما تشاء ولكن تذكر انني افعل كل هذا لتتعلم كيف تعيش وسط الأخرين .. وبالنسبة لعملك الجديد فسوف تقبل به شئت ام ابيت .
اجبرة علي مايريد بابتسامتة الواثقة ونبرتة اللطيفة بعد ان اغلق عليه اية سبيل لمغادرة المكان

هكذا وجد نفسه يعمل وفق مزاج السيد كلارنس يسمح له بالخروج والبحث معهم لكن تحت الحراسة لكي لا يهرب ويرهقة بالعمل الذي لم يكن من شأنه , تحمل و كل ما ينتظرة عودة سيف يستطيع ان يتخذ موقف ضد السيد كلارنس اذا كان لديه حليف واحد في المكان وهو حالياً وحده تماماً , مر الأمر بصمت وتعامل معهم بلا مبالاة فهو ينفذ ما يريدونه منه فحسب وينتظر ولم يعرف الرجل ما الذي ينتظرة او ما يخطط له بصمت , وحين جاء الوقت لينظر كل منهم في عيني الأخر مرة اخري لم يلمح السيد كلارنس سوي النظرة العنيدة المتحدية ذاتها ولم يعد يدري ما الذي يحتاج اليه اكثر مع هذا الفتي هل يحتاج لتحطيم رأسة العنيد ببساطة حتي يفهم , لم يكن امامة في الوقت الحالي سوي الأبتعاد عنه قليلاً والأنشغال بأي امر اخر .

Koedara 17-06-21 05:36 AM

رد: علي الجهة الأخري
 


ظلت الأحوال كما هي لعشرة ايام وحين استعاد روبي بعضاً من صحتة عاد يخرج للبحث معهم وافق الرجل علي هذا بعد ان نصحة ريفين بالأمر حتي لا يشك احد السكان ان هناك مشكلة بصدد الفتي وانه يشكل خطر عليهم ولهذا يعامل بهذا الشكل ويمنع من الخروج برفقتهم , لكن ولا مرة شعر السيد كلارنس بالراحة حين يذهب للخارج فهو بالفعل يتوقع منه اية رد فعل يكون نتيجتة الهجوم علي المنزل لكنه يعلم انه يعجز عن الأبتعاد اكثر حتي يقوم بالتبليغ عنهم و الأنضمام لتلك القوات انتقاما منه , لكن شئ لم يحدث و قرر السيد كلارنس ان وقت بقاءه في الداخل قد حان وانه لن يسمح له بالخروج والبحث ثانية عليه العودة لعملة في تصنيف الأطعمة , ولو ان الفتي توقف عن محاولة تحدية وعدائة وتهديداتة وصوتة العالي المتعجرف دوماً لوفر علي نفسه والرجل كل هذا التشويش في حياتة حين اخذ يعترض مرة اخري استطاع السيد كلارنس ايقافة بنظرة واحدة فقط لأن روبي اصبح يخشاه ويعرف ماهو قادر علي فعله : انت تلتزم بقوانين المكان الأن .
واكد عليه وهو يمرر اصبعة علي وجنتة المجروحة : لا داعي لأذكرك بما جلبتة علي نفسك في المرة الأخيرة التي عاندتني فيها .
العجيب ان الفتي لم يعلق وشعر السيد كلارنس انه ليس مرتاحاً لهذا النمط الجديد وادرك انه يهتم لأنه يتحداه وكان هذا ما يشغلة عنه وحين اصبح مطيع كما طلب منه مراراً فقد هذا الأهتمام , لكنه لم يستغرق سوي ايام قليلة واصابة الأرهاق لأنه اجبر نفسه علي تقليل حصتة من الطعام فهو لا يريد شئ من هؤلاء القوم ولا العيش معهم كل شئ يكفيه حتي هنا , مع عدم الأكتراث من قبله تغيرت معاملة الرجل نحوه فجأة وكان يهتم كثيراً ان يجدة علي مائدة عشاء العائلة معهم ومع ماي التي بشكل ما كانت اقرب الي زوجتة لكنه لم يصرح بذلك لهما عند الوصول وكذلك لم يسأل اياً منهم وتعجب من ان هذا الرجل يملك اية مشاعر انسانية تؤهله ليصبح زوج يطاق , صحيح انه لا يدردش معه بشئ كما يفعل مع البقية , صحيح ان روبي لم يهتم لهذه العادة المقدسة اليه ألا انه بدا يحاول بدأ صفحة جديدة معه وهذا بالتأكيد ما لن يسمح به الفتي فهو عدوة اياً كان الوجة الذي يرتديه الأن , وبدأ يجده في طريقة دوماً يوقفة لدقائق يسأل عن احواله هل تغير شئ بعد نحوهم وقرر ان يصبح فتي مهذب , لم يكن لدي روبي رد اليه سوي نظرة باردة ويرحل بصمت بعدها لم يعد يبادلة كلمة تقريباً , ما جعل الرجل يتغير انه في وقت ما حين يجلس يؤنب نفسه مثل الجميع ادرك انه بالفعل تمادي , ما خطبة مع ما فعل , لم يرتكب الفتي خطيئة كبري لهذا الحد حتي يوشك علي قتلة , ما الأمر الذي اثار استفزازة تجاهه , نظراتة القوية دوماً , عجرفتة وكلماتة اللاذعة .. كل ما يعرفه ان عليه اصلاح الوضع وانه بعد شعور الكراهية الشديد نحوه بات يتقبل وجودة في المكان , فهو مثابر للنهاية وحتي في اشد ساعات خوفة لا يضعف بسهولة , يظن ان لا مجال لأقناعة بالعيش معهم هنا ألا انه كذلك لديه عدة طرق للمحاولة .


كان روبي يعمل علي تصنيف الأطعمة مع البعض مثلما تم تكليفة بهذا مؤخراً وشعر بيد توضع علي كتفة وتنتشلة من استغراقة في التفكير , وكان اخر ما اعتقده ان يلتفت ليجد نفسه يحدق لتلك العينين الخضراء المشوبة بالرمادي .. وهذا الوجه الذي لا يدرك مدي سعادتة لرؤيته ثانية , كان هو امامة حياً ً وبصحة جيدة ربما اكثر مما كان حين مغادرتة ظن انه يهذي , لكن نظراتة القلقة ويده التي كانت تربت برفق علي كتفة كان شئ ملموس واقعي , احتاج لدقائق حتي يستوعب كل مايجري ويحاول تحديد ما يشعر به فأول ما جاء الي خاطرة انه لم يعد وحيد في المكان هذا شخص يدعمة , لن يعاند لن يرفض لن يفعل اي شئ هو يريدة معه , وحين ظل سيف صامتاَ ينتظر منه اي كلمة اي رد فعل اي تعبير استعاد تركيزة وهنأه بعودتة سالماً وجاء هذا بجفاء ينبع من داخلة وتسائل ما الذي تغير به ليعود ويجد هذا الشخص البارد امامة , مع ان عينية الدامعة تؤكد ان خطب ما قد حدث , لم يتمكن روبي من قول شئ بل اي سؤال او كلمة من سيف كادت ان تدفع به للبكاء والبوح له بكل ما حدث معه كأنه طفل صغير يشكو له حتي يذهب ويوبخ السيد كلارنس , هكذا لم يعيد محاولة التحدث اليه طوال اليوم واكتفي فقط بالأطمئنان علي احوالة و مراقبة نظرتة الحزينة , بدا السيد كلارنس واثقاً من استحالة عودتهم ويبدو ان امر عودة سيف للمنزل تجعله مشوش , لكنه كان يعرف ان الفتي لن يجرؤ علي البوح بشئ فقد كان ذكياً كفاية ليجعله صامتاً حيال عقابة , اكتفي سيف بالتركيز علي صحة الفتي المتدنية بشكل واضح وقرر ان يؤجل الأسئلة لما بعد , اخذت المجموعة تروي ما حدث معهم في ذلك الوقت وكيف استطاعا بمساعدة بعضاً ممن يعيشون هناك الأختباء والتسلل لكنهما لم ينجحا في الأقتراب اكثر من الدفاعات الخاصة بالسور , قال سيف : لكن يبدو الأمر في الداخل منظم للغاية وثمة احتمال كبير ان ما يجري ليس بذلك السوء .
كان السيد كلارنس عصبياً للغاية وهو يحاول نفي هذا الكلام خاصة وقد أيد الكثيرون كلام سيف
: هذا ليس تأكيد كافً هذا يعني انكم لم تتمكنوا من ايجاد معلومة واضحة حيالهم .
نظر الشاب الذي لم ينسي انه شاهد سيف يحادث احدهم : لديه معلومة ما بالتأكيد لقد تحدث مع واحد منهم شخصياً .
استغرب السيد كلارنس وقال بشك : هل فعلت حقاً .. وكيف سمح لك بالرحيل بعدها .
قال سيف بضيق وهو يشعر انهم يتهمونة بشئ خفي : كان وحدة وكنت محظوظ لأنني تمكنت من الأنفراد به .. كون جماعتك تعجز عن فعل هذه الأمور بجرأه ليست مشكلتي .
هاجمة الشاب مرة اخري وهو يقول بحنق : نجد انك محترف للغاية وكنت السبب في انهم جاءوا للقبض علينا بسبب فعلتك تلك .. هذا يسمي تهاون .
صاح سيف في وجهه غضباً : اذا استطعت الحصول علي معلومة منه لكان هذا في مصلحتنا جميعاً .. كان الأمر يستحق المخاطرة .
ابتسم الشاب بطريقة ساخرة وحين كاد الموقف يتعرض لعراك قال السيد كلارنس ليسيطر عليهما
: لا بأس سيف محق .. لقد تصرف وفق ما تطلبة الأمر منه ويكفي انه اقترب كفاية من احدهم للتحدث هذا يعني ان لديه الجرأة للأقدام علي امور من هذا النوع .
لم يفهم سيف ما يرمي اليه تماماً هل يمدحة ام ان خلف كلماتة تلك شئ اخر يقصدة لكنه لم يحاول جعلها مشكلة لينشغل بها .. هكذا عادت المجموعة وكل ما حصلا عليه ان الأحتمال الأكبر ان تلك القوات ليست بالخطر الذي يعتقدونه لكنه ليس تأكيداً ليذهبوا جميعاً ويسلموا انفسهم .. يوماً بعد الأخر عادت الحياة الي وتيرتها العادية واستطاع روبي العودة للخروج والبحث من جديد حتي حين كان يلقية السيد كلارنس بنظرة يفهم منها جيداً انه حتي بعودة صديقة للمكان فهو يملك شئ عليه يجعله ملتزماً .. بدأ روبي التكلم مع سيف ليس كثيرا وكان لدي الأخير الكثير من الصبر ناحيتة ليمنحة التكلم علي مهل وحده فهو يشعر انه يخفي شئ ما عنه .. لم يجد روبي شئ يقال سوي حالتة ان قول السيد كلارنس عنه انه مات ولن يعود يوميا يكرر عليه الكلمة جعله في حال قلقة .. يعرف ان سيف لن يصدق حرفا منه سوي اذا كان يتحدث بصدق.. لم يتوقف سيف عند روبي بل حاول معرفة الأمر من بعض الأشخاص في المكان وخاصة حارس السجن الثرثار الذي اخبرة عن امور كثيرة .. كم كان السيد كلارنس قاسياً معه .. كم ضربة واهانة مرارا .. وحدق سيف لوقت طويل بالرجل وهو يشرح هذا .. لم يصدق ماحدث في غيابة لا شك في تعلو تلك النظرة وجه الفتي , لكن احد لا يعرف امر حبسه اياه ومحاولة قتلة ببطئ .. هكذا بكل الغضب والأندفاع وجد نفسه في طريقة لمكتب السيد كلارنس .. لكنه تراجع .. لا ليس الأن , يجب ان يعد له خطة ما اولاً لن يفلت بتلك السهولة .. لينتظر ويعرف كيف سيتصرف السيد كلارنس فابلتأكيد سيخبرة حارس السجن الثرثار بالمحادثة التي دارت بينهم , لكنه ابدا لن يشبع فضولة كون هذا حدث بالفعل او لا , وماهي ردة فعله ؟ ليتعذب بمرارة الأنتظار حتي يرتب افكارة , كذلك لن يأتي علي ذكر شئ امام روبي كونه عرف بهذا الأمر , تلك الليلة في عشاء العائلة اخذ بعض الأشخاص يتداولون الحديث عن ان هناك بعض العصابات في الخارج يتخذون احد البيوت مسكن لهم و مؤخراً بدءوا يثيرون بعض الشغب معهم ويحاولون مهاجمتهم للأستيلاء علي متاعهم , لم يعلق السيد كلارنس حينها بشئ واكتفي بالصمت و في اليوم التالي كان قد قرر الخروج وحده للتقصي عن الأمر عرض عليه ريفين اصطحاب احدهم لكنه لم يسأل الي اين هو ذاهب وحده فهو دوماً يفضل ان يرافقة احدهم , لم يرفض العرض ووجد خطواتة تقودة الي روبي الذي كان يلعب الكرة مع شخصين اخرين يمرران الكرة فيما بينهم ويحاول كل منهم الحصول عليها , هذا لم يمنعة من الأقتراب نحوهم وهو يراقبة كيف انه مستمتع ومنغمس في اللعب بمرح وكأنه نسي كل شئ عما يجري حوله واصبح ما يفعله في الوقت الراهن هو شغلة الشاغل , علي الرغم من القوة والصرامة البادية علي وجهه ألا انه بداخلة يشعر بالتردد للتحدث معه فلم يفعل هذا منذ وقت لذا يخشي ان ينال فقط بعض الكلمات المؤذية امام الجميع كالعادة لكنه كذلك يدرك ان الفتي يحسبها جيدأً الأن قبل ان يتفوه اتجاهه بكلمة , قبل ان يتحرك روبي شعر باليد التي توضع علي كتفة التفت سريعاً وتفاجأ قليلاً بالشخص الذي يقف خلفة قبل ان يفتح فمة قال السيد كلارنس لرفاقة : سينسحب روبي من اللعبة .. اسف لكن لديه عمل .
لم يفهم ما يجري لكنه جاري الرجل الذي يدفعة برفق امامة ليتحرك قائلاً بسخرية : اري انك تقضي وقتاً جيداً ولم المح نظرتك العدائية هناك .
توقف روبي فجأة : ماذا تريد .. لا تسمح لنفسك بالتصرف بحرية اتجاهي كأننا اصدقاء يحق لك اخذي والذهاب من وسط امر اقوم به .
: هدئ من روعك اولاً .. ثانياً يحق لي التصرف كيفما اشاء اتجاه شخص يلعب فحسب ولديه عمل كما قلت .
اصر روبي وقد بدأت نبرة صوتة ترتفع : لا يحق لك ذلك معي علي الأقل .. انا اكرهك يا سيد كلارنس ولا احتمل تبادل كلمة واحدة معك .. وبينما انت تتجاهل ذلك وكأنك لا تعرفه تتصرف حيالي كأن شئ لم يحدث .
لم يهتم الرجل لأي كلمة : اذاً ألا ترغب بتعلم اشياء تساعدك اكثر .. سترافقني للخارج يا روبي سنذهب لنلقي نظرة اقرب لمكان تلك العصابة التي تحدث عنها الرفاق .
: لا اريد ذلك .. لديك الكثيرون بانتظار هذا الطلب منك لترافق احدهم .. ليتهم يقتلونك هناك ولا اضطر للنظر في وجهك ثانية يوماً .
ظل الرجل صامتاً يراقبة بثبات ثم قال بهدوء في النهاية : انه دورك .. قررت تعليمك شئ يفيدك يا عزيزي .. اراهن انك تعلمت الكثير مني حين خرجت برفقتي من قبل وألا لما تجرأت علي مهاجمتي يوماً .
هو لا يستوعب كم الهدوء واللباقة التي عليها الرجل كأنه ليس ذاته الذي عذبه منذ اسابيع وكاد ان يقتلة , لما يهتم اذا ما تعلم شئ او لا , هل يخطط لشئ اخر حين يصطحبة وحده في الخارج ؟ هل ينوي التخلص منه ؟ او سجنة في مكان اخر بعيد ؟ لم يعد بأمكانة التفكير حيالة سوي بتلك الطريقة ولايمكن ان يصدق تلك النظرة الدافئة ولا حديثة المهذب علي الرغم انه كان ليثور غضباً في وقت سابق اذا ما تفوه امامة بمثل تلك الكلمات : اذهب يا روبي واحضر اغراضك لأننا سنذهب بغض النظر عن مزاجك .
بدأ يلمح تلك النظرة التي تدل ان الرجل بدأ ينفد صبرة من عنادة امامة ويعرف ان ما سيلي ذلك الكثير من المشاكل لم يكن في حاجة اليها لذا نفذ لأنه ليس لديه خيار اخر ولأنه في قرارة نفسه اذا ما تغاضي عما بينه والرجل فهو يريد التعلم اكثر والخروج للبحث اكثر برفقة اشخاص مثلة مستعدون لأي ما سيحدث ويجيدون التصرف اياً كان الموقف لذا ربما كان هذا كل ما سيربحة من وجودة في المكان , لقد شاهد الأشخاص الذين دربهم من قبل كيف يقاتلون في الخارج وشاهدة هو نفسه وبما انه من يعرض عليه الأمر ولن يخسر شئ سيرافقة لكنه متيقظ له تلك المرة جيداً .


الساعة الآن 10:17 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية