رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
***
نمت في غرفة هيفاء بعد أن قرأت رسالتك .. خشيت أن أموت وحيدة يا عزيز .. أتذكر ( غيفا ) .. ؟ العجوز السبعينية التي كانت تعاني من سرطان القولون والتي تعرفنا عليها أثناء وجودي في المستشفى ، كانت متمسكة بالحياة ببسالة تحسد عليها .. وقعنا في حبها منذ اللحظات الأولى .. قابلناها في حديقة المستشفى .. كانت تجلس على كرسي متحرك وفي يدها أنبوب المغذي ، أشرت برأسك إلى حيث تجلس : جمان ، أنظري إلى تلك العجوز ! .. كانت تسرح شعرها تحت الشجرة .. قلت لك : ماذا عنها ..؟ Oh my lord! .. She is so sweet ! ربَت على شعرك : اذهب وقبلها .. ألا تغارين ..؟ لن أغار من عجوز !.. ما راح تطينين عيشتي لو بستها ؟ لا .. ما رح تخربين بيتي ؟ ضحكت : كلا .. سحبتني من يدي : تعالي معي إذن !.. ابتسمت لنا ببشاشة عندما اقتربنا منها .. قلت لها : صباح الخير .. صباح الخير ... سالتها : كيف حالك سيدتي ..؟ أنا بصحة جيدة ، ماذا عنك ..؟ أنا بخير ، شكرا لسؤالك .. انحنيت عليها .. سيدتي ! هذا الرجل الوسيم معجب بك .. نظرت إليك وقالت بحميمية : حقا ؟! .. كم أنا محظوظة ! ضحكت أنت : إلهي ، لا أستطيع أن أتخيل كم كنت جميلة في شبابك ! ابتسمت بسعادة : كنت خلابة ! . لكن زوجتك اجمل مني بكثير .. نظرت إليَ بعينين رقيقتين : زوجتي ! .. زوجتي أجمل امرأة في الدنيا .. قالت : هل انتم من أسبانيا ..؟ قلت لها : لا ، نحن من السعودية .. سألتك بدهشة : وما هي السعودية ؟ أجبتها أنا : دولة عربية في الشرق الأوسط .. لا اعرفها .. قلها لها أنت : الدولة الغنية المصدرة للبترول .. لا أعرف بلدكم ! .. قلت لها : بلدنا منبر الدين الإسلامي ! ، حيث المقدسات الإسلامية .. قالت : أنتم مسلمون إذا ! .. لكنني لا أعرف بلدكم .. أجبتها أنت بنفاذ صبر : أتعرفين أسامة بن لادن ..؟ هزت رأسها : نعم نعم بالتأكيد ! ضحكت : نحن من بلده ! ارتفع حاجباها بفزع : إلهي ! .. أنتم من القاعدة ! .. أتذكر كيف ضحكنا ، كدنا ان نقع من شدة الضحك ! كانت لطيفة وخفيفة ظل .. جلسنا معها طوال اليوم .. شرحنا لها من أين جئنا وكيف نعيش في بلدنا ، وحدثتنا هي عن ابنتها وأحفادها الذين يقطنون في مدينة بعيدة .. كانت أرملة وحيدة تصارع لوحدها مرحلة متقدمة من المرض .. أحببناها كثيرا ، ترددنا عليها بعد خروجي من المستشفى ، وقد كانت تنتظر زيارتنا لها كما كنا نشتاق إليها .. تشاجرنا مرة فذهبت لرؤيتها وحدي .. قالت لي : لماذا تغضبين زوجك ..؟ سألتها بدهشة : وكيف عرفت بأننا متخاصمان ..؟ هزت كتفيها وقالت ببساطة : هو أخبرني ! كيف أخبرك ..؟ جاء لرؤيتي صباحا ..! .. كان غاضبا منك .. تركتها بعد أن قدمت لي بعض النصائح الزوجية والتي لا أستطيع تطبيقها بطبيعة الحال .. أتذكر ليلتها الأخيرة، ذهبنا لرؤيتها معا .. كانت متعبة للغاية ، أمسكت يدك بقوة وكأنها ترجوك ألا تتركها تموت .. أذكر كيف التفت إليّ بحيرة وجبينك يقطر عرقا : جمانة ! . هل أقرأ عليها القرآن ؟ .. هل من الجائز قراءته على غير المسلم ؟!.. قلت لك من بين دموعي : لا أدري ! .. ماذا سنفعل ..؟ نظرت إليها وأنت تمسح جبينها : إيفا ! .. سأتلو صلاتي من أجلك . هزت رأسها بصعوبة : أرجوك .. صل من أجلي .. كنت أنظر إليك وأنت تقرأ عليها وتنفث على رأسها .. إلهي كم أحب هذا الرجل ! .. في طريق العودة وبعد أن تركناها لتنام .. قلت لي : جمان .. ما الأمر يا حبيبي ؟ عديني أن نكبر معا .. ماذا ..؟ أريد أن أشيخ بجوارك .. وأنا أيضا .. لا تدعيني أموت كإيفا ! .. لا تدعيني أموت وحيدا يا جمان .. أعدك أن نكون معا .. قرأت رسالتك صباحا : ( جمان .. ذهبت لرؤية إيفا ، قيل لي بأنها توفيت بعد أن خرجنا من غرفتها مباشرة .. ليتنا بقينا قليلا ، المسكينة ماتت وحيدة ..) حزنت كثيرا لموتها .. أأموت وحيدة لتحزن عليّ ؟! .. لتحزن على المرأة التي ماتت إيفا وهي معتقدة بأنها (( زوجتك )) ؟ .. أنموت وحيدين يا عزيز ..؟ وعدتك ألا تموت وحيدا فلما تتركني أموت وحيدة ؟!.. |
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
ما زلت أذكر الليلة التي ( توعكت ) بها هيفاء .. كانت مصابة
بآلام شديدة في بطنها وكانت بحاجة إلى مسكن .. كان من الصعب علينا الخروج حيث كنا نقارب ساعات الفجر الأولى .. اتصلت بك : عزيز ! .. استيقظ .. أجبتني بصوت ثقيل : جمانة ! .. ما الأمر ..؟ هل تأتي لي بمسكن ..؟ الآن ..؟ نعم ، الآن .. سلامتك يا وجع قلبي .. مما تعانين ؟ لست أنا المريضة . من المرض إذا ؟ أجبتك بتردد : أممم .. هيفاء ، هيفاء مريضة .. أحسن ! حبيبي .. حرام عليك ..! .. المسكينة مريضة .. لا تخشي عليها .. ليست إلا جنية .. حبيبي أرجوك . جمان ! .. وهل ظننت بأنني سأستيقظ في هذا الوقت المتأخر من الليل لاجلب لهيفاء مسكنا ! فلتأت لها بالدواء من أجلي ! كلا لن أفعل ! .. هيفاء تدس أنفها في ما لا يعنيها وتفسد ما بيننا .. قلت لك بعناد : حسنا سأحضر لها الدواء بنفسي .. أجبتني بغضب : جمانة ! .. لن تخرجي في هذا الوقت من الليل .. إن لم تحضره لها .. سأحضره انا .. حسنا ، سأجلب لها الدواء .. إلهي متى أرتاح من هذه الفتاة ! كنت أفكر بك خلال انتظاري .. كنت منتشية بالرجل الذي يستيقظ في تلك الساعة المتأخرة ليجلب لصديقتي ( التي يكرهها ) الدواء خوفا من أن أخرج وحدي.. تصرفاتك الرجولية ( الصغيرة ) تلك كانت تزلزل أنوثتي يا عزيز .. اتصلت بي : جمان ، أنا أمام الباب . فلتفتحي لي .. كنت مستندا إلى الجدار بشعر منكوش وعينين متعبتين واضعا الهاتف على أذنك .. قلت لك من دون أن أبعد الهاتف من على أذني : لماذا لم تقرع الجرس ..؟ خشيت أن أزعجكم .. كنت بانتظارك .. أعطيتني علبة الدواء قائلا : فلتأخذ منه حبتين .. عسى أن تموت ونرتاح !.. شكرا عزيز .. أنت ( رجلي ) .. ابتسمت : الا يستحق رجلك مكافأة ..؟ لماذا تتحدث معي على الهاتف وأنت تقف أمامي ..؟ لست أدري ! أتحاولين تغيير مجرى الحديث ؟! ربما ! ألا أستحق كوبا من القهوة ..؟ لقد تأخر الوقت .. انحنيت قليلا وقبلت جبيني : حسنا ، تصبحين على خير .. تصبح على خير .. الن تقبليني ..؟ نعم ..؟ قبليني على الهاتف يا غبية ! بعدما تذهب .. بل الآن .. ضحكت : لا أستطيع .. Common! No! مررت يدك على شعري ، حسنا تصبحين على خير ، لا تنسي قفل الباب .. أغلقت هاتفي ودخلت على هيفاء التي كانت تتلوى وجعا : هفوش أصحي ، خذي المسكن .. لا يكون طلعتي جبتيه ..؟ لا هيفاء .. عبدالعزيز جاب لك إياه .. أخاف مخدرات ! .. هيفاء .. هذي جزاة الولد صاحي من نومه يجيب لك الدواء ..؟ لا يكون دخلتيه بيتنا ! .. يا بنتي أخذته منه على الباب .. الله ستر ما دخل واغتصبنا !.. هيفاء ! .. خلاص عاد .. ترى ما أسمح لك .. يكفي الولد صاحي ومتعني المشوار . . متأكدة إنه مسكن ..؟ هيفاء ! زين سكتنا ! أرسلت إليك رسالة : حبيبي ، هيفاء تشكرك على الدواء .. أجبتني : الله لا يشكر لها فضل ! التفت إلى هيفاء وقلت : هيفاء . . عبدالعزيز أرسل رسالة .. يقول لك قدامك العافية .. أجابتني : الله لا يعطيه عافية .. نمت يا عزيز ليلتها مبتسمة وفي قلبي نشوة .. كم كان إرضائي سهلا .. كم كنت سهلة ! |
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
جلست قرب النافذة مسندة رأسي إليها لأراقب المطر الذي
ينهمر بنعومة .. كانت قطراته كمغفرة تحاول أن تغسل روحي فتصطدم بالزجاج وتذوب المغفرة .. كم غيرتني يا عزيز ، أصبحت إمرأة أخرى .. من الغريب أن أصف نفسي ( بامرأة ) بدلا من ( فتاة ) ! .. لطالما كنت فتاة قبل لقائنا لكنني أصبحت إمرأة من خلالك ، من خلالك فقط أشعر بأنني إمرأة كاملة لا تنقصها ذرة .. لكنني أفتقد كوني فتاة ، فتاة تلهو ولا تعرف في الحب هما ! تقول إنني ( أجيد الثرثرة ! ) .. لكنني اعتزلت الثرثرة منذ أن تركتني خلفك واخترت امراة ( كاملة ) أخرى .. باتت حروفي باهتة ، ذابت ألواني حتى غدوت كخريف بائس ..ماتت أحلامي الكبيرة ، ماتت أحلامي يا كل أحلامي ! دائما ما كنت هناك ، بين أحلامي .. تعبث برجولة لا تليق برجل سواك ! .. وكأنك خلقت من رجولة ولا شيء غيرها .. دائما ما كنت مشرئب العنق ، غرورا وكبرياء وثقة .. لكنك في لحظات حزنك القليلة يزداد سوادك سوادا وتزداد أخطاؤك عتمة ، تخطئ كثيرا عندما تحزن يا عزيز .. تثور حزنا كما لا يفعل أحد .. أما أنا فأنكمش كعصفور خائف في لحظات حزني .. أشعر بحزن مفترس يغتصبني يا عزيز .. وأنت تعرف بأنني اضعف من أن أقاوم حزنا كهذا .. بودي لو بدأت حياة جديدة بعيدا عنك يا عزيز .. لكننا متشابكان للغاية .. لسنا بمتلاصقين يا عزيز نحن متشابكان ، فروعنا متشابكة ومتداخلة بطريقة معقدة تجعل من الصعب فك تشابكنا هذا .. لم أحرص على أن نكون بهذه الصورة يا عزيز لكنه جزء من قدرنا معا .. القدر الذي تحمله دوما ذنب نزواتك .. قدرنا ( السفينة المتهالكة ) والتي تشق طريقها بارتجالية وعشوائية متناهية .. سفينة جنحت خلال عاصفة قوية ففلتت الدفة من يدك ، ولم تتمكن من السيطرة عليها من جديد .. فدار دولاب الدفة ودارت حياتنا معه ! شعرت بالحزن والقهر لكنني لم أفهم كيف تزوجت ، لم أفهم كيف يكون هذا .. كنت حزينة لأننا على خلاف .. قهرت لزواجك لكنني لم أفهم معنى ـ زواجك ـ هذا !.. لم أفهم كيف تكون امرأة غيري ( زوجتك ) ؟!! هل عرف قلبك وجعا غيري ؟!.. أصبحت زوجتك ( وجع قلبك ) عوضا عني ؟ ، أضممتها إلى صدرك يا عزيز .. أأخذتها إلى بيتي ؟! تخبرني دوما بأن صدرك بيتي ، فكيف تسكن في بيتي إمرأة أخرى ..؟ |
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
أتذكر يا عزيز شجارنا بعدما اختفيت لليلتين ؟! .. كنت قد أغلقت هاتفك ولم يعرف طريقك أحد ، كدت أن أجن !.. بررت لي
اختفاءك بعدها بأنك قضيت بعض الوقت مع صديق وبأنك نسيت هاتفك في منزلك .. يومها ثرت أمامك ، قلت لك بأنني أكرهك وبأنه لا طاقة لي على احتمال خداعك أكثر .. ركعت عند قدمي وأنت تقبل يدي باكيا : جمان أقسم بمن خلق عينيك بأن شفتيّ لن تذوق غيرك .. لا بالحلال ولا بالحرام !.. صرخت فيك : تعبت ..! لا أقدر على تحمل تصرفاتك أكثر .. تقدرين .. ستقدرين يا جمانة . أنا صديقك ، حبيبك .. والدك وشقيقك وابنك .. من ذا الذي سيتحملني إن لم تتمكني أنت من تحملي ! لا فائدة !.. اصبري .. ارجوك يا " بيبي " اصبري .. سأعوضك عن صبرك يوما ، سيأتي يوم أعوضك فيه عن كل شيء .. صدقيني .. وصبرت ! .. صبرت وليتني لم أفعل .. قالت لي هيفاء ليلتها : جمانة هِديه .. شتنطرين من واحد ويلوع قلبك كل يوم والثاني ..؟ أجبتها : بس هو وعدني يجي يوم ويعوضني !.. صاحت : شنو يعوضك ..!.. قولي لي بيعوضك عن شنو وغلا شنو ..؟!.. بيعطيك بدل كرامة وإلا بدل سمعة ؟ أكانت هيفاء محقة يا عزيز ..؟ .. أيكون هذا ( تعويضك ) لي ؟!.. أزواجك وتركك إياي ( العوض ) ؟ وعدتني كثيرا بأنك ستعوضني عن كل لحظة حزن مررت بها بسببك لكنك لم تف بالوعد .. أتعوضني عن وجع بوجع أشد ..؟ سألتك مرة : كيف ستعوضني ..؟ خبطت على صدغي بسبباتك وقلت : شغلي ( التنكة ) اللي في راسك واللي يسمونها عند بعض الناس ( مخ ) وتعرفين كيف أعوضك !.. لكن ( العلبة الحديدية ) التي في رأسي والتي يطلقون عليها بعض الناس ( مخ ) خانتي حينها فظننت بأن العوض هو عمر نقضيه معا .. لكننا لن نفعل أبدا .. *** كنت قد تغيبت عن الجامعة لعدة أيام ، كنت أخشى لقاءك .. خشيت مجابهة نظرات زملائنا ، خشيت أمورا كثيرة .. اتصل بي زياد : جمانة ، ما الأمر ..؟ أي امر يا زياد ..؟ أمر غيابك هذا .. ما الذي تفعلينه بنفسك ..؟!.. أتتنازلين عن كل شيء تعبت من أجله ..؟ لا يا زياد .. سأعود قريبا .. لكنني متعبة . أحتاج لأن أرتاح لبضعة أيام .. You are strong evough! Don’t worry.. We will be with you أعرف هذا ، لكنني لا أستطيع رؤية أحد الآن .. Belive me you can.. Trust me jumanah .. لست مستعدة بعد .. لن تكوني مستعدة أبدا ما لم تحاولي .. لا تخشي شيئا .. كان فصلا غبيا في حياتك وانتهى .. أممم ، لست أدري !.. سنكون بانتظارك في الغد .. أنا وهيفاء بجوارك .. فلا تقلقي .. سأحاول .. لن تحاولي .. ستفعلي .. زياد .. هل عاد عزيز ..؟ صمت قليلا وقال : ألم تصلك رسالته ..؟ بلى .. إذا فلا بد من إنه قد عاد .. |
رد: احببتك اكثر مما ينبغي.. للكاتبه أثير عبدلله النشمي
حسنا ..
جمانة ، تجاهلي عبدالعزيز .. لن أطلب منك نسيانه الآن لأنني أدرك كم هو صعب نسيانه .. لكن تجاهلي وجوده ، تجاهليه .. أخشى أن أنهار .. أعدك بأن لن تنهاري .. سنكون بجوارك .. حسنا ، أراك في الغد .. تقلبت طوال الليل في فراشي ، لم أتمكن من النوم .. نسجت حوارات طويلة وتخيلت أحداثا كثيرة ، كنت في حيرة من أمري .. مرت الأحداث الماضية عليّ كالحلم ، شعرت وكأنني في لعبة .. لعبة ستنتهي ويعود كل شيء كما كان ، شعرت بأنني ساكنة وإن كنت أفتقد السكينة .. غاضبة ومقهورة وخائفة وحزينة وموجوعة لكنني ساكنة على الرغم من كل هذه الآلام .. أنتظر شيئا يحدث !.. أستيقظ كل يوم بانتظار أمر سيحدث .. امر ينهي كل هذا الوجع كجراحة يستأصل خلالها الورم ، فيشفى الجسد وينتهي الألم .. غفوت من كثرة التفكير بعدما بزغ الفجر .. أيقظتني هيفاء في الثامنة فأخبرتها بأنني متعبة ولن أتمكن من الذهاب .. قضينا حوالي الربع ساعة في صراخ متبادل ( استيقظي !.. لن أذهب .. قلت لك استيقظي !. قلت لك لن أذهب ، إلى متى ؟! .. لا شأن لك!..) خرجت هيفاء من غرفتي بعد صرختين وشتيمة ، تنبهت على صوت زياد يملأ رأسي ، فتحت عيني فوجدت هيفاء ممسكة بهاتفها واضعة إياه على المكبر الصوتي .. Hello ! jumanah! اهلا What is wrong lady?! لا شيء ، متعبة فقط .. Wake up lady ..!.. did you forget your promise? No , I didn’t! So? سأحضر للجامعة في الغد .. لا قدرة لي على مغادرة فراشي اليوم يا زياد .. جمانة .. فلتغادري فراشك الآن .. وإلا سأطلب من هيفاء انتشالك منه .. لا .. لا .. لا داعي لهذا .. أراك هناك .. Good girl قالت هيفاء بشماتة : يسعدني أن تخافي مني !.. أسرعي كيلا نتأخر .. لم أتمكن من القيادة ، فقادت هيفاء السيارة .. قلت لها في الطريق .. هيفاء ! .. ماذا أفعل لو رأيته ؟ لا تفعلي شيئا .. تجاهليه !.. مو عيب ..؟ أنت حالفة تموتيني قهر ؟! .. شاللي عيب ..؟! .. عيب عليك أنت الي تسوينه بروحك .. تسارعت نبضات قلبي عندما وصلنا ، شعرت وكأنني سأفقد توازني وسأقع على مرأى من الجميع .. حاولت أن ابدو طبيعية قدر الإمكان .. وقع نظري عليك جالسا مع زياد .. كنت تنظر إليّ مباشرة ، شعرت وكأن سهما مسموما أصاب قلبي !.. تجاهلت النظر باتجاهك وكأنني لم أنتبه إليك .. همست لي هيفاء : الصهيوني هنا ..!.. لا تنظري إليه .. قلت لها : أعرف .. لا ومن قلة الحياء يخز بعد ! افتعلت الضحك وأنا أصحبها من يدها ، كنا نبحث عن مكان نجلس فيه حينما ارتفع صوت زياد مناديا : هيفاء ، جمانة! التفت إليه ، كنت بجواره .. متكئا على الكرسي تنظر إليّ وفي يدك قلم تعبث به .. أتراك تذكر يا عزيز بأنني من أهداك إياه ؟ الا يزال هذا القلم ملهما لك ؟ .. قلت لي مرة بأنك لا تجيد الكتابة إلا به !.. وبأن الأفكار تتدفق من خلاله .. قلت لي بأنه ملهمك الأول لكتابة مقالاتك .. حييتكم مشيرة بيدي .. أشار زياد بيده إلى مقعدين مجاورين : تفضلا .. قالت هيفاء .. شكرا زياد ! .. لدينا محضارة .. ظننت بأن محاضرتكما في التاسعة !.. أمامكم أكثر من ربع ساعة .. نريد أن نجلس في المقاعد الأمامية .. قال زياد ممازحا : ليش قدام ..؟! عينك على الدكتور ..؟ والله كريس يجنن .. أخاف بتعرسين عليه بس !.. قالت هيفاء .. لا عيوني .. تحسبني مثل غيري ..!.. يوم جاء يتزوج لقط أقرب بنية من الشارع !.. لم تعقد حاجبيك غضبا كعادتك حينما توجه لك هيفاء بعض رسائلها المبطنة ..!.. كنت كمن لم يسمعها .. تنحنح زياد محاولا تغيير مجرى الحديث : good to see you jumanah Good to see you too ziyad قال عزيز بصوت أقرب إلى الهمس : جمان! .. كيف حالك ..؟ طيبة يا عبد العزيز .. أنت شلونك ..؟ عبدالعزيز !! .. منذ متى تقولين لي عبدالعزيز يا جمان ..؟؟ انهرت على الكرسي وأنا أنتحب ، كنت أشهق كطفل خائف ، خارت قواي وأحلامي وكل جزء فيّ على مقعد قديم وعلى مرأى من العشرات .. كنت أبكي غضبا ، حزنا .. ضعفا .. خوفا .. وعتبا ..!.. كان بكائي عتبا !.. كان عتبا أكثر من أي شيء آخر .. كنت اسمع صوت زياد وهيفاء وأصواتا كثيرة .. أصواتا وكلمات لا أفهم معناها ولا تصل !.. لم أشعر إلا بصدرك ، بدفئك .. ضممتني بقوة إلى صدرك ، شعرت بأنه صدرك على الرغم منأنني لم أنظر إليك ، لكن دفئا كهذا لا يمكن أن يكون سوى دفئ بيتي !.. بيتي الذي تسكنه امرأة أخرى ، صدرك الذي لم تضمني إليه في ذروة حبنا والذي تضمني إليه بعدما سكنته إمرأة غيري .. امرأة يطلق عليها ( زوجتك ) .. امرأة قضت أسابيعها الثلاثة الأخيرة بين أحضانك وعلى صدرك .. صدرك هذا ، دفئك هذا !.. فتحت عيني على بياض قميصك الملطخ بدمعي الأسود .. كنت تهمس بأذني وأنت تشدني بقوة ( آسف يا بيبي .. يا دنيتي آسف !.. والله يا بيبي آسف ..) كنت أصرخ وأنا على صدرك .. ليه .. ليه بس ليه ؟!.. شعرت بدموعك تبلل جبيني : يا وجع قلبي ! .. روقي بيبي .. روقي !.. كنت مغمضة العينين وأذني على قلبك .. كانت نبضاتك صاخبة وأنفاسك سريعة، تحيط بي بيديك بشدة وكأنك تخشى أن أفلت من بينهما .. ارتفع صوت هيفاء وكأنها توقظني من حلم : جمانة !جمانة!.. فتحت عيني وأنا أشعر بهما تستعران .. كانت هيفاء شاحبة ، تجلس على الأرض أمامي هي وزياد وأنا على صدرك : جمون .. خلينا نروح المستشفى .. هززت برأسي وأنا ( أتأوه ) .. لم تتمكن الحروف من أن تخرج من بين شفتي ، كان لساني ثقيلا .. كانت كلماتي همهمات .. قال زياد : عبد العزيز ! .. خلينا نأخذ البنت الى المستشفى .. لا يصير بالبنت شيء .. شوي وتهدأ .. خلوها شوي تهدأ .. صاحت هيفاء فيك بغضب : شنو شوي وتهدأ ..؟.. ما تشوف أنت حالتها ..؟!.. لازم تموت بين إيديك يعني علشان ترتاح .. لم ترد عليها .. تجاهلتها وأنت تهمس بأذني : أووووش .. روقي بيبي روقي .. شعرت بأمان لم أشعر به منذ اسابيع طويلة .. فغفوت على صدرك ، شعرت بأنني سأستيقظ لأجد كل شيء عاد كما كان .. كالاستيقاظ من كابوس ، استيقظت في المستشفى لأجدك جالسا بجواري .. رقيقا كما عرفتك كحبيبي الذي كنت ، رفعت يدي لتقبلها فلمعت في خنصرك ( دبلة ) الزواج !.. |
الساعة الآن 01:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية