منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t189729.html)

ام عبيده 19-09-13 09:40 PM

رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
 
الفصـــــل الرابــــــــــع
اخذ روس يحدق بها وعلا على وجهه تعبير انبهار ، وسألها مستفهما "" عفوا؟"" واذ هي ادركت كم بدت متلبدة الذهن ، غمر محياها العاجي لون قاتم .
"" كنت اعني ان قشرة قاسيه من الجليد تغطي الارض في الخارج ، وستقوم بضرب من الجنون ان حاولت الرجوع الى منزلك ، على الاقل ،الليله وفي اي حال ، فأنت تقصد ترك الطفله معي ، اليس كذلك ؟""
اجابها : "" لم يكن لدي الوقت لافكر بذلك ."" وتساءل كيف سيكون شعورها حياله لو امضى الليله عندها . قد تقضي خوفا وهي وجها لوجه مع رجل غريب في منزلها .
لقد اثار حذره فيها غضبا ، انه امر غير منصف ، ساورها الظن ‘ لكنها لم تحتمل هذا الوضع ، كانت على وشك التفكير بأنه رجل يهتم حقا بالناس الاخرين ، ولم ترغب ان تفكر من جديد ان حكمها كان خطأ.
قالت بحذر : "" اعتقد انك مهتم لامر هذه الطفله ، وبدا عليك انك مهتم للغايه عندما وقفت على عتبة بابي .""
صدر منه صوت محبط ، وهو يأخذ نفسا ليقول: ""اني اهتم لامرها ! كيف تشكين بذلك ؟""
لاحظ روس ان الطفله اوقفت عن الرضاعه فأنتزع زجاجة الحليب الفارغه من فمها واومأ لكاثلين بأن تقترب . قال لها : "" انها بحاجه لان تتجشأ ، انا لا اعرف كيف افعل ذلك ، هل تعرفين؟ ""
عادت كاثلين ادراجها وقالت : "" اظن ذلك "" ردت قائله وهي تتناول منه الكرسي .
بحذر سلمها روس الطفله، فوضعتها كاثلين على كتفها وبدأت تربت على ظهرها .
مضت دقائق معدوده لم تتفوه بشئ وظن روس انها كانت حانقه عليه ، لكن ذلك لم يعجبه ، ومهما يكن رأي كاثلين هايز به ، فلم يكن يرغب بان يبدو عديم الاحساس .
"" انظري ،يا كاثلين ، اريد ان ابقى الليله هنا لاتأكد انك انت والطفله بخير ، انني فقط لم اعرف إذا ما كنتي تريدينني ان افعل .""
نظرت اليه محدقه ، و كأنه مجنون او ما شابه . "" او تعتقد بأني ارغب في ان اترك لوحدي هنا مع مولوده جديده ، ومن دون اي وسيله للتنقل ؟ انت اقرب جار لي ، حتى وان وضعت رأسي خارج الباب وصرخت بأعلى صوتي ستكزن بعيدا جدا لتسمعني ."" توقفت عن الكلام هنيهه تكفيها لتتابع :"" حتى اننا لم نبلغ بعد السلطات المختصه بكل ما حصل.""
كان روس مدركا لكل ذلك ، لكنه في الحقيقه ، كان يعي انه رجل وهي امرأه ، وهي لا تعرفه كفايه لتشاطره منزلها .
نظر اليها وقال : "" هذا بيتك ، لم اكن اريد ان اخيفك بألحاحي عليك بالبقاء هنا.فأنت لا تعرفينني ، ومن الواضح انك هنا بمفردك .""
وفجأه استنتجت كاثلين ان روس كان قلقا من ان تكون لديها مخاوف ان بقيت لوحدها معه في المنزل ن لكن الامر الذي لم يكن متوقعا هو ان خوف كاثلين الوحيد هو ان لا يبقى معها .
قالت مؤكده له :"" اظن انك ستوافق على اننا نمر في ظرف غير عادي ، فلا تقلق حيال الامر ، اني اثق بك . ""
بدا على وجهه الارتياح "" اني شاكر لك ، اؤكد لك اني رجل نبيل اصيل من تكساس ، وليس لديك داع بأن تقلقي .""
حينئذ اطلقت الصغيره صرخه قويه . "" ان التجشؤ لا يليق بسيده مثلك . "" قالت كاثلين ذلك وهي تبتسم للطفله ثم خاطبت روس : "" لا اريدك ان تكون رجلا نبيلا ، اريدك ان تكون صديقا لي ، صديق استطيع ان اعتمد عليه عندما تستيقظ هذه الطفله الصغيره في الليل باكيه .""
"" هل ستستيقظ باكيه ؟ اعتقدت انها ستنام الان من جديد ؟""
"" اتوقع انها ستستيقظ ، ولو لفتره قصيره ، ولكن اعرف جيدا ان الاطفال يستيقظون من وقت لاخر ليرضعوا . ""
وعادت كاثلين لتسأله :"" الم يكن في بيتكم طفل من قبل ؟ ""
هز روس رأسه مجيبا :"" انا الولد الوحيد ، سورتا ""
مسحت كاثلين الحليب عن زاويتي فم الطفله بمنشفه ثم حضنتها بين ذراعيها وسألته : "" ماذا تعني بسورتا ؟""
كانت تنظر الى الطفله ولم تر الضحكه الخافته المرتسمه على وجه روس
"" لدي اخوه ليسوا باشقاء واخوات غير شقيقات ن دزينتان منهم بالحقيقه . ""
بفضوليه التفت اليه وسألته " دزينتان ؟""

ام عبيده 21-09-13 04:02 AM

رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
 
"" نعم ، فقد انفصل والداي عندما كنت بالعاشره من عمري ، وكلاهما تزوجا وكان عندهما اولاد . ""
"" اه ، فهمت ""
اخذ روس يحرك كتفيه ، بينما كان يتسائل ما اذا كانت حقا قد فهمت ، اذ كان يشك فعلا في الامر ، فأمرأه مثلها لم تكن لتعرف ما معنى ان ينتقل طفل من بيت الى اخر ، فقد كبر وهو لا يعرف الى اي بيت هو ينتمي .
والان فهو يتجنب الاحتكاك بالعائلتين على السواء ‘ فكل من والده ووالدته يعيش مع شخص اخر ، وكل واحد منهما لديه اولاده . روس كان الولد الغريب المنبوذ ، كان حيا ليذكر والديه بالخطأ الذي تسبب به زواجهما .
"" لدي شك يا كاثلين ، وهناك شئ يحدثني بأنك ترعرت في منزل واحد مع والديك الحقيقين ""
كانت كاثلين قد تفاجأت بتخمينه ، مندهشه من انها قد اثارت انتباهه الى هذا الحد بالدرجه الاولى ، ومتفاجئه حيث انه قام بأستنتاج صائب ,
"" نعم ، الامر كذلك ترعرت في مزرعه تقع على بعد اكثر من ميلين من هنا ، وانا سعيده بالقول ان والداي لا يزالان معا وبعافيه ‘ وما زال يجمعهما الحب .""
اجابها : "" انت محظوظه ""
لم تستطيع كاثلين التحديد بالضبط ما اذا كانت تسمع رنة حزن او سخريه في صوته ‘ قد يكون القليل من الاثنين معا ، فقالت :"" نعم ، اظن اني محظوظه "" ثم نظرت الى الوجه الطفولي الحلو الذي كان يضغط على صدرها ، وتابعت :
"" اتمنى ان نستطيع قول الشئ نفسه لهذه الطفله البريئه ، ماذا سيمكنها القول عن طفولتها عندما تصبح في مثل عمري وتعود بذاكرتها الى الخلف ! ""
بسرعه تحولت تعابير وجهه واصبحت متجهمه ، حين قال : "" لا يسعنا التنبوء على اي حال ، كيف سيكون مستقبلها ، لكنني اعرف شيئا واحدا ، هو اني سأعمل على ان اتأكد ان الاشخاص الذين رموا بها على عتبة منزلي سوف لن يحصلوا ابدا عليها .""
تفاجأت كاثلين بالعنف الذي ابداه روس ، بالرغم من انه كان عليها ان تتوقع ذلك . وبعد تفكير منها رأت ان روس دوغلاس,,على مايبدو ,رجل يملك افكار متطرفه عن الحق والباطل ، تماما مثل شقيقها .
"" اني موافقه ، فمن الواضح ان اهلها لم يرغبوا في الاحتفاظ بها ، وهي تستحق من يحبها تماما كأي طفل في هذا العالم يستحق ان يكون محبوبا . ""
احست كاثلين بألم خفي في صدرها ، اجبرها على ان تنحني وتقبل خد الطفله الطري .
وهي تنظر الى اعلى ، لاحظت كاثلين روس وهو يراقبها ، وقد امتلأت عينيه بشئ ذكرها ان كلاهما رجل وامرأه ، ولا يوجد احد سواهما .
تنفست تنفس طويلا ، ثم اخذت تخرج الهواء من فمها على مهل قبل ان تتكلم "" تبدو الطفله تغط في نوم عميق الان ، سأنقلها الى غرفة الجلوس ، فقد تكون النار المشتعله في الموقد قد اضفت على الغرفه جوا لطيفا ودافئا الان ، وعلينا ان نرى كيف سنتصل بالشريف.""
بسرعه نهض روس واقفا على قدميه وهو يقول :"" هل تريدينني ان انقلها ، ام تستطيعين انتي القيام بذلك ؟ .""
ابتسمت تقديرا لخدمته ز واجابت : "" يمكنني تدبر امرها إذا ماحملت لي تلك البطانيات . "" قالت ذلك وهي تومئ برأسها نحو كدسه مكومه على الطاوله .
تلمس روس البطانيات وهو يظن انه لم يتبق له من شئ ليفعله سوى ان يقضي ليلته في المنزل .
ابتسم ابتسامة المراوغ وهو يتبع كاثلين الى خارج المطبخ ، حسنا ، ياروس راح يسائل نفسه ، كم هو سئ ان تمضي ليلة العيد مع امرأه جميله ومولوده جديده ؟.
"" ياله من شعور مدهش "" قال روس ذلك عندما دخل الثلاثه الى غرفة الجلوس ، تابع : "" اثناء صعودي الى منزلك لم اكن اتصور انني سأنعم بالدفئ ثانيه .""
اما الدار حيث يطيب الجلوس فيه اما الموقد ‘ فقد تألف من اريكه مخططه وعلى جانبيها كرسيان محشوتان بحشوة زائده ، وها هي النار الان تشتعل في الموقد ، وتملا الغرفه حراره بهيجه ، وضعت كاثلين الطفله على طرف الاريكه وغطتها ببطانيه خفيفه .
وفيما هي تبتعد عن الطاوله رأت روس واقفا امام الموقد ، معرضا ضهره للنار وكان يداعب باصابعه خصلات شعره المتموجه وكأنه يطرد التعب .
الان وقد حصلت الطفله على مايلزمها من عنايه اصبح لدى كاثلين متسع من الوقت التفكير . كانت تشرع في تصور ماعناه روس دوغلاس اثناء هذه الامسيه ، وكان عليها الاعتراف بانها اعجبت بالرجل للجهود التي بذلها ، لا شك ان ايجاد الطفله كان بمثابة صدمه له ، واطرقت تفكر نكونه كان عليه ان يحملها وهو يتسلق جبلا منزلقا ، وتحت الامطار المتجمده ، لم يكن الامر بالنسبه اليه بمثابة رحله ممتعه قام بها ,
"" لابد انك مرهق ، لم لا تجلس وتستريح في حين اقوم انا بطلب دائرة الشرطه ! "" هذا ما اقترحته عليه وهي تتقدم نحو الهاتف .
جلس على الكنبه . وقال :"" انت على حق ، اني متعب ، في الخارج يبدو الجبل مغطى بقشرة من الجليد . مقابل كل قدم خطوته صعودا ، كنت انزلق الى الخلف قدمين ,""
سألته : "" لست قادره ان اتخيل كيف صعدت الجبل والطفله بين ذراعيك . ""
"" حسنا ، ان ذلك لم يكن اكثر سؤا من محاولتي اجتياز الطريق العام بشاحنتي .""
كانت كاثلين على وشك الامساك بالهاتف ، لكن ملاحظاته جعلت يدها تتوقف عن الحركه ، وسألته : "" انك لم تحاول ، هل قمت بذلك ؟""
وبعبوس هز رأسه ايجابا وقال : "" الانوقد هدأت كفايه حيث يمكنني ان افكر ، ارى اني كنت مجنونا اذ حاولت قيادة الشاحنه في مثل هذا الطقس ، فقد كنت على وشك الانزلاق عن حافة الجبل . ""
ان فكرة تدهوره مع الطفله الى الوهد المعتم البارد جعلتها ترتعد خوفا . "" حسنا ن من حسن الحظ انك لم تنزلق ""
لقد شعر انه احمق على الرغم من انه يملك سببا حقيقيا لذلك ثم قال : "" كان علي ان احشر سيارتي في الخندق ، امل فقط ان تبقى هناك حتى يوم غد ، او الى حين استطيع اخراجها من الخندق . ""
"" في حال تمكن عمال الطرق من الوصول الى المكان الليله فقد يدفعون بها الى الخارج ، لو كنت مكانك لما قلقت بشأنها . "" قالت ذلك وهي ترفع السماعه الى اذنها ز ثم تابعت "" ان مسألة السيارات التي يتركها اصحابها شئ عادي جدا هنا في فصل الشتاء . ""
مدت كاثلين يدها لتضغط على رقم الطوارئ في دائرة الشرطه ، ثم توقفت اذ لاحظت ان خط الهاتف معطل .
ثم سألت بصوت عال : "" ما بال هذا الهاتف ؟"" وهي تضضع السماعه ثم ترفعها .
"" حاولي الاتصال بموظفة الهاتف ‘ لكندون جدوى فتأوهت قائله : "" اه ، ماذا نفعل الان ؟ لا نستطيع ابلاغ السلطات المختصه عما حصل من دون هاتف ! . ""
اشار روس لها بيده محاولا تهدئتها . "" لا تغضبي ، قد يعود الخط ليعمل من جديد في وقت قصير . ""
"" وفي حال انه لم يعمل ؟ ماذا سيحصل لو ان الشريف ظن اننا قد خطفناها او سرقناها ؟ ماذا لو ظنوا اننا تهربنا من الاتصال بهم ، قد يوجهون الينا تهمة بعدم الابلاغ عن الجريمه ! أه ...يا روس ""
ولدى رؤيته كاثلين ترتعد من الوضع الذي وصلا اليه ، مضى روس اليها وقال : "" ان نخلط بين الاشياء ، امر لن يفيدنا بشئ . ""
امسك يدها بيده ، فوجد اصابعها بارده وقد تجمدت ، راح يفرك اصابعها بأصابعه الدافئه ، وهو يقول "" لن يتهمنا احد بشئ هيا ... تناسي الامر ... سنحاول مجددا بعد قليل . ""
تنهدت كاثلين بحزن وهو يقودها الى الكنبه ، ويقول : "" اعرف انك قد تكونين على صواب ، اظن ... لا اعلم الان ، لقد ولى امر الاهتمام الطارئ بالطفله ، والان بدأت اشعر بالصدمه التي تسببها كل ذلك . ""
جلس روس بجانبها على الكنبه الطويله ، وتابع : "" صدقيني ، اعرف ماتقولينه ‘ كان ينتابني نفس الشعور عندما ادخلتني انا ومعي الطفله الى منزلك . ""ابتسم لها ابتسامة اعتذار : "" اعرف اني بدوت قويا بعض الشئ ، لكنني عادة لست كذلك .""
لمرتين متتاليتين كانت كاثلين ترغب في صفع روس على وجهه . لكن الان وقد مرت الكارثه الاساسيه ، علمت انه كان يتصرف دون اكتراث بالطفله ، ثم ردت عليه قائله : "" وانا لست عادة قويه . ""ثم لاحظت انه لا يزال يمسك بيدها ، فما كان منها الا ان دفعت يده بلطف وتابعت : "" اذن انت قد صدر السماح عنك .. وهل صدر عني ؟ ""
تمنى لو انها لم تسحب يدها ، فقد احب ملمسها ... وبشرتها الناعمه واصابعها الطويله الطريه التي كانت تطبق على اصابعه .
ثم قال مؤكدا لها "" ليس هناك من شيئ لنسامح من اجله . ""
"" حسنا ‘ والان بما ان الطفله قد شربت حليبها ، يجب ان نأكل نحن . قبل مجيئك كنت احضر وجبه خفيفه ، هل تناولت شئا من الطعام هذا المساء ؟ ""
عندما سألته ، نظر بارتياح ، مما جعلها غير قادره على لجم نفسها من الضحك .
وقال معترفا : "" لكي اكون صادقا معك ، اني اتضور جوعا ن لم اتذوق الطعام منذ صباح هذ اليوم . ""
وبخته قائله : "" كان عليك قول شئ من هذا النوع في وقت سابق . "" وكانت ابتسامه على وجهها قد خففت من حدة صوتها .
هز كتفيه ، وكأن راحته الجسديه لم تكن بالنسبه اليه ذات اهميه كبيره ، وقال : "" حتى اني لم الحظ اني جائعحتى الان كانت الطفله كل ما افكر به . ""
"" وانا ايضا ، لكنها نائمه الان بسلام ، اذن لم لا تتمدد على الكتبه بجانبها ، وسأذهب لتحضير اي شئ نأكله نحن الاثنان . ""
كان روس يراقب كاثلين وهي تغادر الغرفه ، وبدا كأن تلك المرأه قد خدرته بجاذبيه خاصه ، ففعل ما اوصته به وتمدد على الكنبه ، لكنه كان حذرا فأبعد جزمته عن الوسائد .
راح روس يخاطب نفسه بأنه لم يكن مخدرا ، وهو يغير وضع رجليه ليحس براحه اكبر ، لقد كان متعبا فحسب ، واحداث الساعتين الماضيتين تركته مضطربا . علاوه على ذلك فهو لم يطن حدثا طبيعيا ، ان يجد طفله على عتبة بابه . كما انه لم يكن امرا عاديا بالنسبه لامرأه ، ان يندفع الى بيتها رجل وعلى ذراعيه مولوده جديده لذا لم يكن امرا عجيبا ان يكون كل منهما مضطربا .
حملته افكاره الى النظر الى طرف الكنبه حيث ترقد الطفله فوجد وجهها محمرا ومنتفخا ، وانفها افطس وفمها قد تغضن وبدا كوقس صغير ، ولما تطلع روس فيها تخيلها كتلميذه محببه في الصف الرابع الابتدائي ن منمشه الوجه ن وشابه جميله في لباس لحفله راقصه .
واطرق يفكر ، انه لامر غريب ، اذ لم يشعر بصلة تربطه بأشقائه وشقيقاته كأرتباطه بهذه الطفله التي رآها فقط منذ ساعات .
ربما عليه ان يشعر بعقدة الذنب حيال ذلك الامر ، لكن هذا الشعور لم يخالجه ، فهذه الطفله من دون والدين او مأوى . اما شقيقاته واشقائه ، فمثل هذا الشئ متوفر لهم .
وهو متكئ برأسه على الكنبه اغمض عينيه ، واخذ نفسا عميقا ، كاثلين غالاغر هايز ، وفجأه مر هذا الاسم في مخيلته ، حاملا معه صورا عاصفه عن تلك المرأه التي لم يكن يتوقع ان يراها على الشكل الذي بدت عليه عندما استقبلته مع الطفله عند الباب الامامي لمنزلها .
توقع روس ان يرى ( منتدى ليلاس )امرأه بارده ، لائقه على الارجح ، اكثر من عاجزه ، وحتى الان ، فقد اثبتت (ام عبيده ) انها ليست على هذا النحو ، وعليه ان يعترف نها قد اسرت لبه ، ومن هم مثل روس ، عادة ن لا يمكن لاامرأه ان تأسرهم ، فقد كان يحب صحبة النساء ، لكنه لم يكن من نوع الرجال الذين يديرون رأسهم مرتين لامرأه .
فهو يعتبر ان الحب والزواج من نصيب شبان اخرين ولا يحبذ اولئك الرجال الذين يرغبون بمنزل يستقرون فيه مع عائله كبيره ، لم يكن ذلك النمط من العيش يروق لروس دوغلاس . فقد شاهد ما كان يجري في ذلك البيت العائلي ، اما فيما يتعلق به ، فقد يمكنه العيش خارج هذا الاطار .


انتهى الفصل الرابع
اتمنى لكم قرائه ممتعه

ام عبيده 22-09-13 02:03 PM

رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
 
الفصل الخامس



"" اما الا تمانع في ان اقدم بعض بقايا مما لدي من طعام ""
فتح روس عينيه فوجد كاثلين قد عادت، وكانت تضع صينية الطعام امامه ، على طاولة القهوه الصغيره ، انذاك ، لم يدرك ما الذي يعذبه اكثر ، رائحه خفيفه لعطر الياسمين منبعث منها ، ام رائحة يخنة العجل الساخنه .
خاطبها وهو ينهض : "" اني مستعد لاتناول اي شئ شبيه بالطعام .""
ناولته فوطه ومعلقه . وسألته : "" هل تأخذ القهوه ام انك تفضل شرابا اخر ؟ شراب خفيف ؟ ""
لاحظ روس انها ارادات ان يتناول طعامه حيث كان يجلس ، تطلع بريبه الى الاريكه التي تلونت بلوني البيج والابيض والسجاده تحت جزمته التي كانت من اللون نفسه .
وقال : "" لا بأس بالقهوه ، لكن ان اتناول الطعام على هذه الاريكه ، امر قد لايكون مناسبا .""
شرعت كاثلين تسكب كوبين من القهوه من ابريق ، وهي تومئ برأسها ايماءة عنيده ، تنبئه تماما بمدى اهتمامها بأثاث المنزل ثم اوضحت له : "" انه مكان لنسكن فيه لا لننظر اليه .""
تقدمت نحوه وجلست الى جانبه . والان بما ان الطفله لم تعد تصرف انتباهه عنها فقد وجد ان تلك المرأه قد ذوبت احاسيسه ، وفي الحقيقه جعلته يشعر انه شاب احمق وانفعالي .
خاطبته كاثلين قائله : "" اخبرني ، اذن ، كيف تمضي عادة ليلة العيد ؟ ""
ضحك في قرارة نفسه ضحكة ساخره ، وهو يغمس ملعقته في الطعام واجاب : "" حسنا ، عادة امضيها في البحث عن اطفال تخلى عنهم ابائهم .""
تناولت كاثلين لقمة من الطعام ، ثم راحت تمضغها وهي مطرقه في التفكير قبل ان تقول : "" قبل مجيئك كنت في الحقيقه اشعر بأسى على نفسي ، فالليله تقيم عائلتي حفله خاصه ، خطوبة شقيقي نيكولاس ، وشقيقي سام وصل الى منزله من شهر العسل هذا الصباح . ""
" اذن فقد كانوا يتوقعون قدومك ، هل تعتقدين انهم قلقون عليك لانك لم تذهبي ؟ ""
هزت كاثلين رأسها نفيا ، واجابت : "" تحدثت مع نك قبل قدومك بوقت قصير ، فأمرني بالا احاول النزول من الجبل في سيارتي ، وعندما يفرض نك اوامره ، اعني انه يفرضها ... فهو رقيب مدرب ، هل فهمت ، لكنه وعدني بأن يعيد الاتصال . ""
اجابها قائلا : "" هل سيتصل والهاتف معطل ، لايبدو انه سيتصل بك الان . ""
هزت كاثلين كتفيها بشكل ودود ، وقالت : "" على اي حال فقد يكون نسي كل شئ عن الموضوع ، فهو الان مغرم وعاطفي الى اقصى حد . هل فهمت ما اعنيه ؟ ""
كلا لم يكن يفهم ماتعنيه ، لانه لم يقع في الحب ابدا ، كان يحس بالافتتان من وقت لاخر ، لكنه لم يغرم .
اجابها : "" الحب قد عم عائلتك . ""
ابتسمت كاثلين ابتسامه ودوده ، وردت قائله : "" اخي سام يكبرني بقليل وهو متزوج ، ونك يصغرني بسنتين ، لكني لم اكن اتصور انه سيستقر في حياته ابدا ، ""
لم يكن يعطي روس يوم العيد اهتماما كبيرا ‘ فقد امضى النهار لوحده يراقب لعبة كرة القدم على شاشة التلفاز . كما مر ايضا من دون ان يحمل اي حدث يذكر ، اذ معظم اصدقائه كانوا انذاك في تكساس ، وكان يرفض زيارة كل من عائلتيه ، فلكل هاتين العائلتين اولادها وبوتقه من الاصحاب تحتفل معها في فرص الاعياد . كان روس يفضل ان يبقى وحيدا على ان يختلط بهم , ويشعر بأنه غريب .
اجاب روس : "" علي ان اعترف ان هذا الحدث يأتي في قمة الاهميه بالنسبه لما حصل لي خلال السنه . ""
"" ظننت انني سأقضي ليلة هادئه بمفردي ، سوف لن تصدق عائلتي هذا الامر !. ""
كانت توجد انواع من الجبنه والبسكويت المملح على الصينيه امامه ، انحنى روس واختار قطعه سميكه .
"" هل يمضي اهلك ليلة العيد ، كما تمضيها انت ؟ ""
وعندما لم تجب على الفور التفت روس اليها فوجد ضحكتها الناعمه تتلاشى ليحل مكانها ظل من الحزن .
فوجئ روس لرؤيتها حزينه وتساءل ما اذا كانت لا تزال حزينه لوفاة زوجها .

ام عبيده 25-09-13 10:18 AM

رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
 
"" لكي اصدقك القول لقد مرت ليلة العيد السنه الماضيه ، وكنت خلالها مشوشة الافكار .... حسنا ، مضى وقت طويل قبل قبل ان استطيع المجازفه بالخروج من المنزل . "" وحاولت ان تتجنب النظر اليه وهي تغمس ملعقتها في الطعام .
وتابعت : "" لكن خلال السنوات الماضيه كنت اقضي بعض الاعياد مع اهلي ، وبعضها الاخر في حفلات كان يقيمها زملاء زوجي في العمل . ""
"" وما كان نوع عمله . ""
ما ان انتهى من طرح سؤاله ، ادرك انه كان عليه ان لا يطرح مثل هذا السؤال ، ولم يكن يعرف مالذي دفعه الى ذلك ، بأستثناء انه كان يرغب في ان يتعرف على هذه المرأه وطرح الاسئله كان اسهل طريقه للمعرفه .
ثم قال على عجل : "" اسف يا كاثلين ، ليس عليكي ان تجيبي ، اني اتدخل في اشياء لا تعنيني الليله . ""
قالت كاثلين وهي تتناول فنجان قهوتها : "" لا تعتذر فأنا سألتك بدوري اسأله شخصيه . "" اطرق يفكر ... كان لديها اسبابها لتسأل ، فهي امرأه وحيده وتسكن في منطقه معزوله ، ومن الطبيعي انها ارادت معرفة شئ ما عن الرجل الذي اذنت له بالدخول الى منزلها ، اما فيما يتعلق به استطاع ان يفسر اهتمامه بها على انه انانيه بحته .
تساءلت كاثلين وهي تحدق به ان كان لديه فكره عن تلك العواطف التي حركها بداخلها ، واحد دواعي تشوقها لهذه الليله هو انها كانت ستقضيها مع عائلتها ، وهذا امر يحصل لاول مره منذ وقت طويل ، وليس مع زملاء غريغ في العمل ، لم تعد مضطره ان تتحمل تيههم وتباهيهم ، ولكن يكون هناك بعد الان غرفة ملأى برائحة التبغ ، ولا موسيقى صاخبه وضحك اجش ، كلا لن يفهم هذا الرجل ايا من تلك الاشياء .
"" كان غريغ يعمل في مجال التنقيب عن الغاز والنفط ""
"" منقب عن النفط ؟""
اومأت برأسها واجابت : "" كلا ، في الحقيقه كان جيولوجيا ، لكن انتهى به الامر ليكون مدير في مهنته اكثر من مكتشف في مجال عمله . ""
لاح على وجهه تعبير شارد ، اخذ روس رشفه من قهوته ، ثم قال : "" لابد انه كان شابا ذكيا . ""
"" نعم ، كان غريغ مثقفا جدا وكان ملما بكل شئ يتعلق بالجيوكيمياء . ""
شئ ما في صوتها ، ترك انطباعا لدى روس بأن كان ماتقول به شئ ، وما تشعر به شئ اخر ، وخطر بباله انها قد لاتكون راغبه بالتحدث عن زوجها السابق .
في اي من الحالتين ، فقد حسم روس امره واكتفى بما سألها من اسأله في الوقت الحاضر ، ثم عاد وصب اهتمامه على القهوه .
"" انا نفسي ما كنت لابرع كعالم ، لكن اعطني كتاب تاريخ وستجدسن ان الامر سيثيرني . ""
رمق روس كاثلين بنظره موبخه وتابع : "" لا تقولي لي انك واحده من اولئك الاشخاص الذين يظنون ان امور الماضي لا علاقه لها بالمستقبل ، لا تخيبي املي يا كاثلين . ""
ابتسمت له ابتسامه مراوغه واجابته : "" كلا لست من اولئك الناس ، في الحقيقه انا احب التاريخ ، وبالاخص تاريخ امريكا القديم ، لكنلا يمكنني رؤية رجل مثلك يستمتع به ."""
تساءل روس عما تريده ان يستمتع به فسألها : "" مالذي برأيك يسعدني . ""
تورد وجه كاثلين خجلا لسؤاله واجابته : "" لاشئ طبعا كنت اعني فقط انك تبدو كرجل يستهويه البقاء في الخارج . ""
اتكأ روس على الكنبه ، ليأخذ قسطا من الراحه وكان دفئ منبعث من المدفأه يلفح جسمه ، فتسترخي عضلاته وتذبل عيناه ، ثم خاطبها قائلا : "" انا رجل احب البريه والهواء الطلق ، فأنا اقوم بتدريب البيسبول . ""
رمقته بعينيها رمقه خاطفه احاطت بشعره الاسود ورموشه الكثيفه الداكنة اللون التي تغطي جزءا من عينيه الرماديتين ، وظل خفيفا للحيه بدأت تظهر على بشرته السمراء .

ام عبيده 28-09-13 08:57 AM

رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
 
"" هل كنت دائما تحب لعبة البيسبول؟ ""
اجابها بعد ان اخذ شفه من القهوه : "" منذ ان اصبحت يافعا قادرا على وضع القفاز بيدي . ""
"" هل حاولت اللعب من باب الاحتراف ؟ ""
كان يضحك ببطئ وهو يحدق فيها ، اجابها : "" قصدت جامعة اوستن ، بمنحة خصصت لهذه اللعبه ، ثم استمريت باللعب لصالح فريق اتحاد ثانوي . ""
لاحظت ان روس دوغلاس كان يكن لهذه اللعبه اكثر من حب ، وكان ناجحا جدا بممارستها ، بقيت عيناها تتفحصان وجهه ، وهي تسأله : "" ماذا حدث ؟ توقفت عن اللعب ؟ ""
لاحظت كاثلين ابتسامته بدأت تفتر ، حين اجاب : "" انه الشئ الذي يحدث لكثير من اللاعبين ن لقد تعرضت لاصابة في ركبتي . حتى بعد ان اجريت عمليه لها وبعد كل انواع العلاج فانها لم تتحمل الجهد الذي تتطلبه اللعبه ، مما اجبرني على الاستقاله . "" انحنى الى الامام ليضع فنجان القهوه على المنضده وتابع : "" كل هذا قد اصبح من الماضي الان . ""
"" لابد ان ذلك كان بمثابة صدمه لك ، فأنت مازلت شابا ، كان بأمكانك اللعب لسنوات اكثر بكثير ، ولتمكنت من ان تصبح نولان ريان اخر . ""
انطلقت من حنجرته ضحكه خافته حملت كاثلين على العبوس بغضب . وسألته : "" ما المضحك في ذلك ؟ ""
"" المضحك انك تقارينني بأحد اعظم لاعبي البيسبول على الاطلاق ""
قالت وهي ترفع ذقنها : "" حسنا في كل واحد منا يوجد شئ من العظمه . وكونك استاذ عليك ان تدرك ذلك الامر وتغرسه في نفوس تلاميذك . ""
ضحك روس ضحكه عاليه ، وقال : "" كنت اضحك يا كاثلين ، لانني خلال لعبي كنت انا من يلتقط الطابه . ""
ضحكت بدورها وقالت : "" اذن هو من يرمي الطابه وانت تلتقطها ، كنت ببساطه احاول ان اقول لك انك كنت اصبحت شهيرا لو انك استمريت في اللعب . ""
"" ربما احب ان افكر على هذا النحو .""
"" هل كان امرا صعبا عليك ان تعتزل اللعب ؟ "" سألته وهي تراقبه عن كثب .
"ط قد اكون كاذبا لو قولت اني لم اكون تائها بعض الشئ في البدايه ، لكنني لطالما خططت ان اكون مدرسا في يوم من الايام ، وهكذا عدت الى الجامعه لانهي دراستي واحوز على درجة جامعيه في التعليم ن ويمكنني القول بصدق بأني فخور بها قدر ماكنت فخور بمهنة البيسبول . ""


الساعة الآن 01:30 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية