منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   141 - كفى خداعا - دافني كلير - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t171768.html)

نيو فراولة 03-02-12 07:52 PM

7- دموع تفتح الجراح

احست بقشعريرة تجمّد اطرافها وهي تحدّق في عينيه علّها تقرا الحقيقة الخافية وراء المرارة الأليمة التي يتقلّص تحتها وجهه ، وأخيرا همست بتردد :
" هل تعترف إذن بما فعلت ؟".
" يا ألهي ، طبعا لا ، علّمتني الحياة ان لا أعترف بأي شيء ".
" لا أصدقك ! لم أصدق كلمة واحدة مما قلت ! ".
وللحظة إعتقدت انها رات لمحة إستغراب في عينيه ، لكنه قال ساخرا :
" هذا لطف منك ، وفي المقابل تريدين أن أؤكد لك أنني أصدق أنك لا تعرفين غوميز أليس كذلك؟ آسف يا عزيزتي ، ما زلت لا اصدقك ".
إنتفضت من مكانها ، ووقفت تتحداه بعنف :
" انت لا تستطيع ان تثق باي كان اليس كذلك ؟ نفسيتك المعقدة المريضة تجعلك لا تؤمن بأي نوع من الصدق والإخلاص ، كم أشعر بالأسى من اجلك يا كايد ! لديك الموهبة والمال والنجاح لكنك تفتقد أهم ما في الحياة ، أي الصداقة والحب والثقة ، هذه الأشياء المهمة لن تحصل عليها أبدا ، لأنك غير قادر على ذلك ، انت تلوّث كل المشاعر الصادقة ، لن تعرف في حياتك معنى العلاقة الحقيقية بين رجل وإمرأة ، لأنك عاجز عن إعطاء أي امرأة ما تريده فعلا ! ".
وعرفت كاريسا أنها بالغت في هجومها حتى قبل ان يقترب منها ليهزّها بعنف.
" ارجوك كايد دعني ، أنت تؤلمني ".
إبتعد عنها فجأة ،وعاد ليقف قرب النافذة ، وأحست أنه يحاول جاهدا السيطرة على أعصابه ، فلم تنبس بكلمة واحدة ، وظلّت مكانها تنتظر بقلق رد فعله التالي ،وبعد دقائق ، مرّت وكأنها ساعات ، سالها ببرود :
" تبكين ؟".
" لا".
لم تكن تستطيع حتى البكاء.
" حسنا لا بد أنك متعبة حاولي النوم ".
ولدهشتها الشديدة تمكنت فعلا من الإستسلام للنوم.
صباح اليوم التالي أفاقها كايد من سباتها العميق ، وبعد ساعة كانا على طريق العودة الى أوكلاند في سيارة يقودها شرطي ، جلست كاريسا قرب السائق ، بينما إستقر كايد في المقعد الخلفي بين رجلي امن.
منتديات ليلاس
أخذت الفتاة تحدّق في الطريق الممتد امامها وهي تتذكّر بمرارة الرحلة التي قامت بها منذ أقل من ثلاثة أسابيع ، وكل ما حدث في تلك الليلة القصيرة ، صحيح انها كانت قلقة وعصبية في ذلك اليوم الأول لكنها كانت واثقة بقدرتها على التحكم بعواطفها ، وبأنها ستتابع حياتها المليئة بعد إنتهاء هذا اللقاء المزعج ، وستنسى الرجل الذي غيّر حياتها منذ بضع سنوات ، اما اليوم ، فهي تعلم جيدا ان عواطفها نحوه لم تتغيّر ، بل صارت اقوى رغم كل شيء لن تستطيع بعد الآن أن تتخلص من حب الرجل الذي إعترف لها بأنه لا يعرف معنى الحب ولا قمة العلاقات الثابتة ، إنه لا يرغب في ربط نفسه بها ولا باي إمرأة أخرى.
لا ، لن تستسلم لهذه الأفكار ، لن تدعه يسيطر عليها مرة اخرى.
وإلتفتت الى السائق الشاب تشجعه على الكلام ، علّها تنشغل به عن الرجل الجالس في المقعد الخلفي، أخبرها عن طفولته في مزرعة الألبان ، وحلمه الإلتحاق بسلك الشرطة ، وكفاحه لتحقيق هذا الحلم ، وضحكت طويلا وهي تسمع الطرائف التي رواها لها عن مهنته ، والناس الذين يقابلهم ، كانت ماهرة في جعل الناس يتكلمون عن نفسهم ، ونمّت هذه الموهبة في تعاملها اليومي مع نماذج مختلفة من الشخصيات الغريبة.وعندما وقفت السيارة أخيرا امام شقة موريس ظلت كاريسا تتحدث مع السائق الشاب ، بينما دخل كايد المبنى بين حارسيه ، وعندما لحقت بهم بعد دقائق لاحظت النظرة القاسية التي رماها بها كايد قبل ان يلتفت الى موريس والرجل الذي برفقته ، والذي تبيّن لاحقا أنه مفتش في الشرطة.
وجلس الرجال الثلاثة يدرسون تفاصيل خطتهم الجديدة ،وعرفت كاريسا أخيرا لماذا أصرّ رجال الشرطة على إصطحاب كايد الى أوكلاند بهذا الأسلوب العلني ، ضاربين عرض الحائط بكل السرية التي إتبعوها حتى الآن ، كانوا يريدون ان يعرف القاتل مكان وجود كايد ، لم يعثروا عليه قرب البحيرة ، لكنهم تمكنوا من إيجاد السيارة المسروقة التي إصطدمت باحد الحواجز التي اقامها رجال الشرطة ، والتي تمكن صاحبها من الفرار في إحدى السيارات المارة في المنطقة ، وعندما تم إستجواب سائقي السيارات مرت على تلك الطريق ، في تلك الساعة ، تبيّن ان أحدهم إلتقط راكبا له أوصاف غوميز .
وإستنتجت كاريسا من هذا كله انهم يريدون الآن إرغام غوميز على الخروج من مخبئه ، كيف ؟ وسألت بقلق وإستهجان :
" تريدون إستخدام كايد كطعم ، أليس كذلك ؟".
نظر اليها كايد بقسوة ، وأجابها المفتش بهدوء:
" لا تخشي شيئا يا آنسة مارتن ، لن يصيبه سوء ، سنحيط به من كل جانب ، لكننا سنتظاهر بعكس ذلك على امل ان يطمئن القاتل فنقبض عليه بالجرم المشهود ".
" أي وهو يقتل السيد فرناندد ؟".
" لا ... ليس تماما ، اقصد اننا سنقبض عليه بتهمة محاولة القتل ، وهذا كاف لأدخاله السجن لسنوات طويلة ".
وألتفت المفتش الى كايد قائلا :
" سيسرك ان تعلم أننا قبضنا على الرأس الكبير ومعظم افراد العصابة ،وحسب معلوماتنا ان الرئيس غسل يديه من الرجل منذ فترة طويلة ، وإنه يعمل حاليا لحسابه ، وهذا يعني انهم لن يرسلوا رجلا آخر لقتلك عندما تلقي القبض على غوميز ".
وتنهّد كايد بإرتياح وإسترخى في مقعده :
" هذا خبر سار فعلا ، لكن لماذا تخلّى الرأس الكبير عن غوميز ؟ ".
" عندما فشل الرجل الذي ارسلته العصابة لقتلك في ملبورن ، قرّر غوميز أن يقوم بالمهمة بنفسه رغم أوامر الرئيس الذي كان يريد ان يحتفظ به لمهمة أكثر اهمية للعصابة ".

نيو فراولة 03-02-12 07:54 PM

وتوقف المفتش قليلا قبل ان يكمل قائلا :
" زملائي في أميركا ياملون أن نتمكن من إقناع غوميز بإعطاء أدلّة تدير أفراد العصابة ، في حوزته معلومات مهمة تفيد رجال الشرطة ".
" وهذا سبب آخر لرغبتك في إصدار اقصى عقوبة ممكنة في حقه ، تريد ان تخيفه ليفضح اسرار العصابة".
عضّ المفتش على شفتيه ، ومن ثم ضحك قائلا :
"نحن نحب المساعدة عندما نستطيع ذلك ".
وقف كايد فجأة وتوجه الى النافذة ، وبعد لحظات قال :
" اتعلم أن غوميز عاش حياة شريفة في السنوات العشر الماضية ، قبل أن تتصل به العصابة ، هل تعلم ذلك ؟".
تردد المفتش قبل أن يجيب :
" وكيف تعلم أنت ذلك ؟ إن لم يدخل السجن ، ولم يحاكم في السنوات العشر الأخيرة فهذا لا يعني بالضرورة....".
" كان يعيش حياة شريفة ....زوجته اخبرتني بذلك ، كانت العصابة تضغط عليه بتهديده بإيذاء زوجته وطفلته".
" يا لها من أساليب شريرة ! ".
" هل كنت تعلم ذلك ؟".
"لا ، كل ما أعرفه أن زوجته ماتت ، أليس هذا هو السبب الذي جعله يريد قتلك ؟ ماتت في سيارتك ... أليس كذلك ؟".
"صحيح ، وإلتحق غوميز بالعصابة لينتقم مني ، وفاة زوجته أفقده توازنه".
وإعترف المفتش قائلا :
" حقا إنها ظروف مؤسفة ... لكن الرجل ... قاتل".
" في بعض الدول يعتبرون هذا نوعا من الجرائم العاطفية ، فتصدر المحكمة حكما مخففا ، وإن تمكن القاتل من تنفيذ جريمته ".
وإبتسم المفتش قائلا :
" هل تقصد بكلامك هذا ان نكف عن ملاحقته ؟".
وبادله كايد إبتسامته :
" لا رغبة عندي بإنهاء حياتي ، لكنني لا ارغب كذلك في الإنتقام من رجل عانى الكثير في حياته ، حاولت مرارا الإتصال بغوميز للتحدّث اليه قبل مغادرتي للولايات المتحدة الأميركية ، كان يتصل بي هاتفيا ليهددني ، لكنه كان يرفض الإستماع الي ، خطتك لا تعجبني يا حضرة المفتش ، ولذا أطلب منك إبعاد رجالك عني".
وساد صمت مفاجىء ، ولم يكد المفتش يتمالك دهشته حتى قال :
"آسف ، لا أستطيع تلبية الطلب ، الرجل مطلوب من رجال الأمن هنا وفي الولايات المتحدة الأميركية ".
" حسنا ، هذا شأنك ، لكنني أطالب برفع حماية رجال الشرطة عني".
ورغم إعتراض المفتش موريس اصرّ كايد على موقفه مصرا أن رجال الشرطة لا يستطيعون ان يفرضوا عليه حماية لا يريدها .
وتدخل موريس قائلا :
" لكنك لا تستطيع ان تمنعهم من مراقبة المنزل من الخارج ؟".
" أعرف ، لكنهم لن يتمكنوا من القبض عليه متلبسا طالما لم يدخل المنزل ، ولو سمحوا له بإختراق حواجزهم والوصول الي ، ستكون فرصتي الوحيدة لأجعله يعرف الحقيقة ، وفي الحالتين لن أكون الطعم الذي يريدون ".
" ولماذا تصر على مقابلته الى هذه الدرجة ؟".
" من اجل زوجته ! ".
وهنا تدخلت كاريسا بعد صمت طويل :
" تريد أن تريح ضميرك يا كايد ؟".
" ربما ".
وعاد يلتفت الى موريس :
" موريس ، سأذهب الى الفندق إن كنت ترغب بذلك".
" لا ، لا ، ستبقى هنا .... وسأبقى معك ، أما كاري فستعود الى شقتها".
" لا ، كاريسا ستبقى هنا ايضا ! ".
إنتفض موريس ونظر الى كاريسا فوجد وجهها جامدا لا يعبر عن أي إنفعال ، وأضاف كايد :
" لا تخافا شيئا ، غوميز ليس مجرما محترفا ، لن يؤذيكما ، يريدني انا فقط ".
وتوقف قليلا قبل ان يتابع :
" تستطيع وكاريسا أن تتصرّفا بحرية ، يمكنكما ان تتقاسما غرفة واحدة بدون أي إحراج... كالعادة ".
إضطرب موريس ، وعندما نظر الى كاريسا اساء فهم نظرة الرجاء في عينيها فقال :
" لم أتقاسم في حياتي غرفة واحدة مع كاريسا ، أنت مخطىء تماما في ظنك ، كاريسا مساعدتي وأنا أحترمها جدا ".
رفع كايد حاجبيه بتعجب وقال :
" آسف ، كنت أظن أنكما على علاقة غرامية ".
" ابدا ، أنت مخطىء تماما ".
ونهض موريس قائلا :
" سأذهب لعداد بعض الشاي والقهوة ".
وعندما خرج من الغرفة إلتفت كايد الى كاريسا ساخرا :
" يا لك من مخادعة ! ".
" انا لم اكذب ، أنت إستنتجت ما يحلو لك ".
" لكنك ساهمت في تأكيد إستنتاجي ، لماذا ؟".
" لأبعدك عني ، ماذا كان إسمها ؟".
" إسم من ؟".
" زوجة غوميز ، ام انك لا تذكر ؟".
" بلى أذكرها جيدا ، إسمها كارلوتا ، ولماذا كل هذا الإهتمام بإسمها ؟".
" هذا جزء من عملي ، سأذهب الآن لمساعدة موريس".
أرادت ان تهرب منه ، ومن السؤال الذي يحرق حلقها : هل كنت تحب كارلوتا ؟ لكنها لم تعرف الجواب جيدا ، كايد لا يحب أحدا ! لماذا إذن يخاطر بحياته لمساعدة زوج كارلوتا ؟يعاني من أزمة ضمير ؟
واخذت تتصوّر كارلوتا ، يا له من إسم جذاب ومثير ، هل صاحبته جميلة يا ترى ؟ يا له من سؤال سخيف ! طبعا هي جميلة ، كل نساء كايد جميلات....
المفتش قال أن كارلوتا ماتت في سيارة كايد ، حادث إذن ؟ كايد كان يقود السيارة ، ومن الطبيعي إذن ان يحمّله زوجها مسؤولية وفاتها ، وكايد هل يعتبر نفسه مسؤولا عن موتها ؟ ألهذا يريد مقابلة غوميز ؟ ليبرر وفاة كارلوتا ؟
وعادت كاريسا الى غرفة الجلوس بفناجين القهوة ، ووراءها موريس يحمل طبقا من الأجبان والخبز ، وجلسوا يتناولون طعامهم وشرابهم وكان شيئا لم يحدث في الأيام الماضية .
حملت كاريسا الأطباق والفناجين الفارغة وعادت بها الى المطبخ لغسلها ، وفجأة أحست بكايد يقف وراءها.
" ما بك ؟ هل خشيت أن افر من الباب الخلفي ؟ أو ان أحمل منشفة بيضاء ألوح بها لشريكي في المؤامرة ؟".
إبتسم بمرح وأجاب بكلمة واحدة :
" ربما ".
وامسك بمنشفة نظيفة وراح يساعدها في تجفيف الأطباق ، وخطر ببالها سؤال آخر لم تتمالك من طرحه:
" ماذا حدث لإبنة كارلوتا ؟".
" هي مع جدتها ، كانت كارلوتا تتركها بعهدة والدتها عندما كانت تاتي لزيارتي ".
" طبعا ، لم تكن المراة لتصطحب إبنتها الصغيرة في زيارتها لصديقها".
وتمنت كاريسا لو لم تفتح هذا الموضوع لأنه أجابها ساخرا :
"وهذا السؤال أيضا جزء من عملك ، ماذا تريدين أن تعرفي بعد؟".
" كنت مهتمة بالطفلة ، انا احب الأطفال وأعتقد انه من واجب الكبار الإهتمام بهم وتحسين العالم الذي يعيشون فيه".
ولم يجب ،وعلى غير عادته اشاح نظره عنها وإنهمك في تجفيف الأطباق ، وبعد دقائق من الصمت الثقيل سألها :
" أجيبيني بصراحة يا كاريسا ...".
قاطعته بمرارة:
" وهل تعتقد أنه بإمكاني ان أكون صادقة وصريحة ".
تجاهل تعليقها وسالها بسرعة:
"كيف كنت تفكرين بي في السنوات الماضية ؟ بكره ؟ أعرف أنني كنت في غاية القسوة معك ، لكنها كانت تجربة جديدة بالنسبة الي أيضا ".
" وهل أزعجك هذا الأمر؟".
" تعرفين جيدا أنه ضايقني جدا ، ولذا كنت قاسيا معك ، شعرت بالذنب .... ألا تفهمين ذلك؟".
لم تجب فسارع الى القول :
" لم تجيبي على سؤالي بعد ! ".
" حاولت أن لا افكر بك على الإطلاق ، لم يكن هناك ما أريد أن أتذكره ".
" لا شيء ؟ لا شيء على الإطلاق ".
" وماذا تريدني أن تذكر ؟ العار ، الذل ، الألم ؟ ولماذا أتذكر كل هذا ؟ اريد ان أنسى ما حدث ".
تسمّر كايد في مكانه ، وبعد لحظات قال بصوت فيه مزيح من الحزن والتوتر :
" آسف ، لو كنت أكبر سنا لكان بالإمكان معالجة كل هذه الجراح ".
وتردّد قليلا قبل أن يضيف :
" آمل ان يكون الرجل الذي عرفته بعدي قد تمكن من تصحيح الخطأ الذي إرتكبته ".
" أي رجل ؟ لم أعرف رجالا بعدك ".
" ماذا ؟".
" لم اعرف أي رجل بعدك ، نفرت من كل الرجال ".
" هل آلمتك لهذه الدرجة ، يا الهي ، لا أستغرب الآن أن تكرهيني الى هذا الحد ، يا الهي ".
وإنصرف عنها ، فإتكأت على الطاولة ، وإنهمرت الدموع من عينيها لتفتح جرحا لم يطوها النسيان.

نيو فراولة 03-02-12 07:55 PM

8- وداعا ايتها الرقيقة

لا بدّ أنه صوتا ما أيقظها، حدّقت بخوف بإتجاه النافذة فرات الرجل الواقف هناك ، كشبح مخيف في الضوء الخافت المتسرب من قناديل الطريق ، والمتسلل برقة عبر الستائر.
وفجأة إختفى الضوء لتغرق الغرفة بسواد دامس ، ما عدا بريق فضي يتراقص من تحت الباب المغلق ، همست للظل القريب ::
" كايد ".
وتحرّك الرجل فجاة وبعصبية ظاهرة ، فعرفت أنه ليس كايد أوموريس .
القت الغطاء عنها وهرعت صارخة الى الباب :
" كايد ! ".
لكن الرجل تمكن من اللحاق بها والقبض عليها ، حاولت ان تقاومه بدون جدوى ،وهمس بصوت بدت نبراته مألوفة :
" معي سكين هنا ، إسكتي ، ولا تأتي بحركة واحدة ! ".
وعندما دخل كايد الغرفة وأضاء النور ، وراءه موريس مذهولا ، كان غوميز ممسكا بها أمامه ونصل السكين يلمع قرب عنقها .
تسمّر كايد في مكانه ، اما موريس فحاول التراجع بسرعة وهو يتمتم :
" سأتصل..".
فحذّره غوميز :
" إذا إتصلت باي كان ، فستموت الفتاة !".
شحب موريس وتسمّر مكانه لا يعرف ماذا يفعل ، اما كايد فإحمر لونه غضبا :
" دعها يا غوميز ! لا علاقة لها بالموضوع ، انت تريدني ".
وحاول الإقتراب منهما ، فتشنّجت يد غوميز على السكين ، واحسّت كاريسا بالنصل البارد يلامس عنقها مهددا.
توقف كايد في مكانه ، وقد شحب وجهه ، وتألقت عيناه ببريق خطر.
" لو أصبتها بسوء ، بأي طريقة ، يا غوميز ، لن أسلمك الى رجال الشرطة ، سأقتلك بيدي بدون رحمة ".
" إنها فتاتك ، أليس كذلك؟".
سال الرجل وهو يحمل كلماته معان خفية ، جعلت كايد يضطرب قلقا :
" هي مجرد فتاة ، إتركها يا غوميز ، قلت لك لا علاقة لها بما هو عالق بيني وبينك ، هذا كل شيء ".
وأحست كاريسا بحرارة انفاس غوميز تلسع خدها وهو يقول :
" اعتقد أنها فتاتك ".
وتدخّلت كاريسا لتقول :
" لا يا سيد غوميز ، كان يعتقد انني اساعدك ".
منتديات ليلاس
وأحست للحظة أنه ارخى قبضته عنها ، لكنها لم تستطع إستغلال الفرصة لأنه عاد الى الإمساك بها بقوة .
وتساءلت عما إذا كان المفتش قد تعمّد السماح له بدخول الشقة ، ام أنه تمكّن من التسلل بينهم ، إن كانوا يعرفون انه هنا ، لا بد وأنهم سياتون بعد قليل .
وسال الرجل كايد بسخرية :
" ولماذا تقدم على مساعدتي ؟".
" لأنها أيضا تكرهني ".
اضاف كايد بهدوء ، قبل ان يتابع :
" دعها تذهب ".
" لا بد أنك تعتقد بانني ساذج ، رايتك معها عند البحيرة ".
وهنا تدخّل موريس للمرة الأولى :
" إنها تعمل معي ، لم تكن فكرتها ان ترافق كايد ... ولا فكرته ".
وعندما لم يجب غوميز ، قال كايد :
" جئت كي تصفّي حسابك معي ، كف إذن عن الإختباء وراء إمرأة ".
" انا لا اختبىء".
" إذن تحاول إستغلالها كما فعلت مع كارلوتا ".
وتصلّبت الذراع التي تلف عنق كاريسا ، وأحست الفتاة بالرجل يلهث غاضبا.
وتابع كايد حديثه بهدوء :
" إنت إستعملت زوجتك اليس كذلك يا غوميز ؟ أنت الذي أرسلتها الي ... ارسلتها لتبيع جسمها الجميل .... لأنك...".
وصرخ الرجل كحيوان يمزقه الغضب واللم ، ثم دفع كاريسا جانبا وهجم على كايد.
ركض موريس قبل ان يصل الرجل الى كايد ، وضرب برجله اليد التي كانت تحمل السكين ، فصرخ كايد محذرا :
" لا تتدخّل يا موريس ، الرجل يريدني أنا".
تمكن كايد بإنحناءة سريعة من تجنب النصل الذي إقترب منه بسرعة مخيفة ، ثم امسك بيدي غوميز وبحركة واحدة طرحه ارضا ، وتحرّك كايد مجددا ، بخفة مفاجئة ، ليسحب السكين من غوميز الذي إستفاق من ذهوله ليحدق بكره في عيني كايد
وأخيرا قال كايد بهدوء:
" والان إنهض يا غوميز ببطء... انت وأنا سنتحدث".
كان أحد ما يطرق بعنف على الباب الخارجي ، اراد موريس أن يفتح الباب فقال له كايد :
" قل للمفتش أن كل شيء على ما يرام ، ولا تفتح الباب لأحد ".
ثم نظر الى غوميز الذي حاول الوقوف وهو ما يزال يحدق بالسكين في يد كايد:
" هيا الى الغرفة الثانية.
وكانت مشادّة عنيفة تجري في الخارج بين المفتش موريس ، لكن كايد أكّد مرة اخرى :
" قل له ، أنه لا يحق لأحد منهم بالدخول بدون مذكرة تفتيش ".
وأضاف بلهجة آمرة:
" ولو خطر لهم خلع الباب ، سألاحقهم قانونيا بتهمة الضرر وإقتحام املاك شخصية ، وهذا سيكلف المفتش عمله ".
واشار كايد الى غوميز بالجلوس ، وجلس هو على المقعد المقابل ووضعت كاريسا رداء سميكا فوق ثوب النوم ، ووقفت على باب الغرفة تشد اصابعها لا شعوريا على القماش.
وبدون ان يرفع عينيه عن غوميز سالها كايد :
" هل أنت بخير يا كاريسا؟".
" نعم ".
كانت تأمل بان لا يطلب منها الإبتعاد عن الغرفة ، غوميز كان يبدو هادئا في تلك اللحظة ، لكن النظرات الحادّة التي كان يرميها بين حين وآخر على السكين في يد كايد ، جعلتها تتأكد من أنه ينتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على خصمه وإنهاء ما اتى من أجله ، وقال موريس :
" يقولون أن بحوزتهم مذكرة تفتيش ، وإذا لم تفتح الباب سيلاحقوننا لأننا نخبىء مجرما ! ".
وتدخلت كاريسا لتقول راجية :
" كايد ، ارجوك دعهم ياخذونه".
" لا ، إطلب منهم يا موريس أن يتركوا لي نصف ساعة".

نيو فراولة 03-02-12 07:56 PM

وإشتد القرع على الباب فوعدهم موريس بفتحه بعد نصف ساعة ، وقال كايد :
" موريس ، إن كنت ترغب بمغادرة الغرفة، إفعل ذلك ، الأمر يعود لك ".
وهز موريس راسه بالنفي ، فإلتفت كايد الى كاريسا :
" كاريسا ؟".
" سابقى هنا ! ".
وعاد كايد يركز إهتمامه على غوميز :
" هل ترغب بسيكارة ؟".
وهز غوميز رأسه بالنفي فتابع كايد حديثه قائلا :
" آسف لما قلته عن زوجتك ، كانت الطريقة الوحيدة لأجعلك تترك الفتاة وتهاجمني ، زوجتك جاءت برغبتها ل ...".
وقاطعه سيل من الشتائم إنهال عليه من غوميز ، ظل كايد ساكنا لا ينم وجهه عن أي شيء ، إنتظر ان ينتهي الرجل من شتائمه حتى يتابع حديثه :
" والآن إسكت وإسمعني ".
قالها بحدة فاجأت غوميز :
" إسمع يا غوميز ، أنت تسيء الى ذكرى زوجتك ، لم ألمسها ابدا وعليك ان تخجل من نفسك لمجرد التفكير بهذا الأمر الشائن ، هي لم تخن كابدا ، كانت تحبك ، ولذا جاءتني لتطلب مبلغا من المال..".
وقاطعه غوميز غاضبا :
" وكنت أنت ستعطيها المال بدون مقابل اليس كذلك ؟ رأيت الشيك الذي كانت تحمله في حقيبتها عند وفاتها ، آلاف الدولارات ! دفعت لها ثمن خيانتها ، اليس كذلك ؟".
وإنحنى كايد الى الأمام :
" لا ، انا اعرف كارلوتا منذ كانت طفلة ، كانت صديقة لشقيقتي ، وإنقطع لاحقا الإتصال بها .... وبشقيقتي ، لكن إسمي كان دائما على صفحات الجرائد ، ولذا عرفت اين تجدني ، جاءت لتخبرني أنها بحاجة ماسة الى المال ، الكثير منه ، لتترك البلد وتبدأ حياتها مجددا في مدينة أخرى ، معك ومع إبنتكما ، كانت خائفة عليك يا غوميز ، وتخشى ان ترغمك العصابة على العمل معها مجددا ، فيصبح والد إبنتها مجرما ، فيلقي رجال الشرطة القبض عليك وتنتهي أيامك في السجن ، وكنت انا المصدر الوحيد الذي فكرت به للحصول على كمية المال التي كانت بحاجة اليها.
" وأنت اعطيتها المال هكذا ، بدون مقابل ؟ هل تتوقّع مني أن أصدق ذلك ؟ ومن ثم ماذا كانت تفعل في سيارتك عندما حدث الإصطدام الذي أودى بحياتها؟".
" كانت حادثة مروعة ، السائق الآخر كان مترنحا وهو يقود سيارته بسرعة ولم يستطع ان يسيطر على المقود عند المنعطف فإصطدم بي ، لا بد ان البوليس أخبرك ...".
" البوليس ! إنهم يحمون الرجال الأغنياء ؟ هل قتلتها عن عمد ؟ هل كتبت الشيك وقتلتها حتى لا تعيش لصرفه ؟".
" لا تكن مجنونا ، كدت أقتل انا ومدير اعمالي في الحادث ، كانت كارلوتا تجلس في المقعد الأمامي ولذا اصيبت بجراح بالغة ، أنا آسف جدا ،لكنني لا استطيع أن أعيدها الى الحياة ، لا أحد يستطيع ".
وأمسكت كاريسا انفاسها وهي ترى حجم العذاب الذي إرتسم على وجه غوميز وهو يرفع نظره الى كايد ، وتابع كايد حديثه بلطف :
" أوصلتها الى البيت .... اليك ، كنت في طريقي الى تسجيل إحد الحفلات ، فرأيت أنه من الأفضل ان أوصلها بنفسي ، كانت تنوي أن تاخذ إبنتك ، لتذهب اليك فورا وتخبرك بالأخبار الجيدة... حياة جديدة لكم جميعا ، أنا آسف....".
وظل الرجل صامتا وكأنه يجد صعوبة في تصديق ما يسمع ، وأضاف كايد مؤكدا:
" صدقني ، اقسم بأن ما أقوله صحيحا كارلوتا جاءت تطلب مني المساعدة بإسم الصداقة القديمة، وأنا لم أردها خائبة، لم تعطني مقابل ذلك إلا إمتنانها".
وتمتم غوميز :
" لماذا ؟ لماذا قدّمت لها كل هذه المساعدة؟".
وتردّد كايد قليلا قبل أن يقول:
" لأنها كانت مرة صديقة شقيقتي ، لم أعد أعرف شيئا عن شقيقتي منذ هربت من المنزل وهي لا تتجاوز الثالثة عشرة من العمر ، ربما مات ، لا اعرف ، كافحت طويلا لأبني لنفسي إسما ومركزا من أجل شقيقتي الصغيرة ، وانا أعرف يا غوميز أنها ... لو كانت حية ، كانت ستصر على أن أساعد كارلوتا ،هذا هو السبب الوحيد".
كان غوميز يهز راسه يمينا ويسارا ، لكن النظرة في عينيه بدت اكثر لينا ، وأقل رفضا رغم قوله:
" لا ، لا استطيع أن أصدق".
" هل تفضل أن تفكر بأن زوجتك كانت تبيع نفسها لمن يدفع أكثر ".
وقفز الرجل من مكانه ليهجم على كايد ، لكن هذا الأخير كان مستعدا ايضا ، فتجنبه بسرعة وهو ما يزال ممسكا بالسكين في يده ، وبعفوية إقتربت كاريسا من كايد وكأنها تريد حمايته ، وعندما رات الرجلين يحدقان ببعضهما قالت بصوت مرتعش:
" أرجوك يا سيد غوميز ، الا ترى أنه يخبرك الحقيقة ؟ كنت تحب زوجتك ولا يمكنك ان تصدق أنها يمكن ان تخونك ، أنت تشعر بالألم والغضب لأنها ماتت ، لكن الغضب لن يفيدك شيئا ، لم تكن غلطة كايد ، ولم تكن غلطتك ، لا يمكننا ان نلوم أحدا يا سيد غوميز".
ونظر اليها كأنه يراها للمرة الأولى ، وأخفى وجهه بين يديه وسقط على المقعد ليبكي بحرقة وهو يشهق:
" أعرف..... أعرف......أعرف....".
ورمى كايد بالسكين على طاولة قريبة ، فلم ينظر اليها غوميز ولا حتى لحظة واحدة ، إقتربت منه كاريسا ، وركعت بجانب مقعده وهي تضع يديها على ركبتيه ، أمسك بهما وأخذ يضغط بقوة على أصابعها ، ناظرا اليها بالم وكانه يحاول أن يشرح لها شيئا مهما :
" كانت جميلة جدا زوجتي كارلوتا... هي أجمل من أن تكون جثة هامدة".
وهمست كاريسا :
" آسفة".

نيو فراولة 03-02-12 07:59 PM

وبلعت ريقها وهي تشعر بغصة كبيرة للعذاب المرتسم في عينيه :
" إبنتك الصغيرة هل... هل تشبهها؟".
وهزراسه بالإيجاب ، وللحظة إختفى اللم من عينيه وهو يقول:
" ريتا... نعم ، إنها تشبه والدتها ، لو تعرفين كم تفتقد أمها ؟".
" لا بد أنها تفتقدك ايضا ، أليس المفروض بك أن تعود اليها الآن ؟ كارلوتا لا بد تريدك ان تبقى قرب إبنتها لتعوّضها حنان أمها ، اليس كذلك ؟".
" نعم ، كم كنت مجنونا ، أظن أن الطفلة ستكون على ما يرام مع جدتها ... حتى أخرج من السجن".
وأخذ نفسا عميقا قبل ان يقول لكايد :
" اعتقد انه من الأفضل أن تفتح الباب الان ".
وإلتفت كايد الى موريس:
" إفتح الباب يا موريس ، وقل للمفتش أن السيد غوميز يرغب بالتحدث اليه".
وعندما دخل المفتش دهش للهدوء المخيم عليها ، وعندما سلم كايد مذكرة التفتيش سال الاخير :
" هل استطيع ان أسال على أي اساس تريد إلقاء القبض على صديقي غوميز ؟".
" صديقك؟".
صرخ المفتش بدهشة ، فقال كايد :
" كان عليّ ان أوضح لك يا سيدي المفتش أن غوميز جاء الى شقتي بناء على دعوتي".
قال كايد ببطء ، فلم يتمالك المفتش أعصابه:
" دعوتك ؟ وهل يتسلّل أصدقاؤك عادة من النافذة وهم يحملون سكينا؟".
" هل تقصد هذه؟".
ورفع كايد السكين بلا مبالاة ظاهرة ، وأخذ يلهو بها.
" هذه السكين ملكي يا سيادة المفتش ، هدية من صديق ، ستجد بصمات أصابعي عليها إن كنت تريد التأكد من ذلك ".
قاطعه المفتش بغضب:
" هل أفهم من ذلك أنك لا تريد رفع دعوى على السيد غوميز بمحاولة قتلك؟".
" محاولة قتل ؟ إنها تهمة كبيرة يا حضرة المفتش ، انا لن أجرؤ على إتهام أي شخص بهذا ، ما دمت لا أملك الأدلة الكافية على ذلك ".
" ولا انا يا سيد فرانكلين ، عندي شهود يؤكدون أنهم سمعوا طلقات الرصاص".
" أنا لم اصب باي رصاصة كما ترى ، والمركب أيضا ليس عليه أي اثر للنار ".
" ورأوا الرجل ايضا يحاول الفرار منك ومن مرافقيك ".
"كم واحد منهم رأى وجه الرجل ؟ للأسف يا حضرة المفتش لم نتمكن من اللحاق به ، تلاشى في الهواء ، لا بد انه احد صيادي البط الحمقى الذين لا يعرفون كيف يستخدمون بنادقهم".
" أستطيع أن أستدعيك قانونيا للشهادة يا سيد فرناند ، وصديقك أيضا؟".
" اعرف ، لكنك ستجدني شاهدا سلبيا ، لن تنفعك شهادته في شيء ، ومن جهة أخرى تجد السيد غوميز في غاية التعاون فيما يختص بمسالة في غاية الأهمية تعني زملاء لك في ولاية اخرى ، للسيد غوميز إبنة صغيرة يريد أن يبعد عنها أذى بعض الأشخاص الذين تلاحقهم العدالة ، آه ... تذكرت شيئا !".
وإلتفت الى غوميز الواقف بين شرطيين ليقول :
" لم تستخدم المال الذي أعرتك إياه سابقا ، ولذا ارجو ان تقبل مني هذا المبلغ لا ترفض ، أرجوك.... من اجل طفلتك الصغيرة، وحتى تتمكن من نقلها الى ولاية أخرى ، اكون سعيدا لو قبلت ... من اجل شقيقتي ايضا ".
" شكرا لك ".
وسال المفتش بشك :
" شقيقتك؟ اكانت زوجة غوميز شقيقتك ؟".
" لا إستنتاجك السريع خاطىء تماما".
وعاد يلتفت الى غوميز ليتابع :
" اتمنى لو كانت شقيقتي ، كنت سأكون شديد الفخر بها ".
وأحست كاريسا بذوبان آخر اثر للشك من عيني غوميز ، الذي خرج برفقة رجال الشرطة ".
وعندما خلت الغرفة تماما ، ألقى موريس جسمه على أقرب مقعد وتنهد إرتياحا.
أحست كاريسا انها هي أيضا عاجزة عن الوقوف فجلست تفكر بكل ما جرى ، وسادت لحظات صمت ثقيلة قطعها كايد قائلا :
" كاريسا ، هل أنت بخير ؟".
" نعم ، شكرا".
وأمسك كايد بالسكين ، فلمع نصلها في الضوء مما جعل كاريسا تعلق بصوت مرتعش :
" كف عن اللعب بهذا الشيء يا كايد ! ".
"آسف ".
وأعاد السكين الى مكانها قائلا :
" هل تعرفين أن غوميز لم يكن ليؤذيك ، هو ليس مجرما في اعماقه ".
" كنت في غاية التعاطف معه ، أليس كذلك ؟".
قالت ذلك وهي تتذكّر تأكيده لها بانه لم يكن في يوم من الأيام رقيق الشعور ".
نظر اليها بحدّة قبل أن يقول :
" لا اريد الخوض في هذا الحديث الآن ، انا بحاجة الى النوم".
تثاءب موريس :
" وأنا ايضا ! ".
وغادر الغرفة مسرعا ، أما كايد فظلّ جالسا في مكانه ، وهو يلهو بالسكين.
وسالته كاريسا بحدة:
" هل تريد الإحتفاظ بها كذكرى ".
" ربما ".
ونظر اليها وهي تنهض لتذهب الى غرفة نومها :
" آسف يا كاريسا لأنني لم أثق بك ، كنت اريد ذلك بشدة لكن..".
" أعرف انك لا تثق بأحد.... خاصة أنا ".
إستيقظت متأخرة صباح اليوم التالي وهي تشعر بإنقباض وتوتر ، صحيح ان القضية إنتهت على خير ، وأن عليها أن تشعر بالإرتياح لذلك ، إلا أنها لم تكن تستطيع منع نفسها من التفكير برحيل كايد الوشيك ، ايام قليلة وستنضم الى لائحة الفتيات اللواتي احبهن قليلا ثم تركهن.
وحاولت أن تستنجد بكرامتها لتقنع نفسها انها سعيدة لأنه لم يتمكن هذه المرة من الحصول على ما يريد ، وأنها خرجت منتصرة من المعركة التي واجهها بها لكن... إن كانت تعتبر ما حققته إنتصارا ، لماذا تشعر إذن بكل هذه الكآبة ، وكل هذا الفراغ.


الساعة الآن 08:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية