منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   61 - لو تحكي الدموع - مارغريت روم ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t171723.html)

Rehana 03-02-12 06:39 PM

لم تسمع من قبل صوتاً مشبعاً بهذا القدر من الازدراء :
- سأقدر قدراتك بنفسي ، و ان كنت لم تتمكني بسبب طيش عابر في الماضي ، من ايجاد عمل في مكان اخر ، فهنا ، في قصر كالدونيان لن تجدي الفرصة لارتكاب اي هفوة . و اذا اغوتك نفسك بالفرار ببعض فضيات العائلة فستعتقلين قبل ان تصلي الحدود . و اذا ، و هذا يبدو اكثر احتمالاً ، كان الطيش من الجنس الآخر هو سبب سقوطك ، فمن الصعب ان تجدي بديلاً تزدهر عليه اهتمامتك .
تملكها غضب لا يوصف ، فوقفت بحدة صائحة :
- كيف تجرؤ على هذا الكلام !
بدا سئماً و هو يرد ببرود :
- اوه .. بل اجرؤ .. هل تنكرين عجزك عن احضار توصية من رب عملك السابق ؟
فتشت في عقلها بجنون عن كلمات تهشم فيها غرور هذا المتعجرف الذي يتمتع بإذلالها . و لكن ما العمل ؟ فلو اتصلت بالسير دوغلاس طلباً لتوصية شفهية لتلقت منه اسئلة لن تنتهي و لن تتمكن من الرد عليها . نعم هي تملك شهادات كثيرة و لكن ان قدمتها له الآن اثارت شكوكه .. فما هو الرد الذي تقدمه على هذا التحدي ، و السؤال الحتمي هو ما الذي يدفع سكرتيرة تملك هذه المؤهلات الى التقدم لوظيفة من الدرجة الثالثة في غابات اسكتلندة النائية ؟ ..
ما عليها سوى ان تبتلع ريقها و معها كرامتها و تهمس :
- لا .. لا انكر . . .
منتديات ليلاس
كانت تعتقد ان صوته بارد ، حتى قال لها آمراً ، فخطف الجليد انفاسها :
- بإمكانك البدء بشهر تجربة منذ صباح الغد .. سأرن الجرس لأليس لترشدك الى غرفتك .. اظنك فعلت ما نصحتك به ، و احضرت معك ما يخولك الإقامة هنا فترة قصيرة ؟
بدا كلامه وكأنه يظن ان الشهر اكثر من كاف ، و عند هذه النقطة وافقته . انها حتى الآن لم ترسم خطة للأنتقام بعد. فقد تقدمت للوظيفة بتهور و غضب ، و لم تدرس الأمر ملياً فكل تفكيرها انصب علي ان تكون قريبة من المركيز لتسنح لها فرصة الانتقام و ما زالت تتعلق بهذا الأمل ، خاصة بعدما اكتشفت بنفسها الى اي درجة مقيت هذا الرجل و عليه و مهما كلفها الأمر ستجعل " الطاعون الأسود " يجثو امامها .
و لكن الفكرة لم تكد تتجسد حتى تحرك المركيز لاول مرة امامها . كان هناك حبل جرس قديم الطراز تدلى علي بعد ياردات منه . عندما تقدم منه ، تجمدت نظراتها ، فقد لاحظت بإشفاق غريزي حاد ، ان لديه عرجاً مؤكداً و هذا الاكتشاف آلمها في الواقع .. كان الألم يشبه ذهولاً و صدمة احست بها مرة في حديقة حيوان في لندن عندما رات منظر ذكر اوز مكسور الجناح .
لم تدرك انها تحدق اليه الا حين ايقظتها لهجته القاطعة :
- اجل آنسة هارفشام .. كما ترين .. انا عاجز . و الآن تفهمين لماذا قلت انني افضل توظيف الرجال ؟ اذا كنت تعتمدين على اضافة جلدة رأسي الى حزامك ، فلا شك انك الآن تعدين التفكير .
حطمت سخريته اللاذعة آخر حاجز لاذت به للسيطرة على نفسها ، فتطايرت الشفقة و عينين غاضبتين و صاحت :
- يبدو لي انك عليل العقل اضافة الى اعتلال الجسد لورد كالدونيان . ان عدم قدرتك على تحمل المرض هو بحد ذاته مرضاً .

Rehana 03-02-12 06:40 PM

اصبح وجهه عاصفاً :
- يا الهي ! هل انا مضطر الى المعاناة من التزمت شهراً ؟ انما عتقد ان عليّ ان اكون ممتناً لانك منحتني الشفقة و الافكار المريحة ! فأنا رب عملك الكاره توظيفك آنسة هافرشام ، و انت اليائسة الى العمل . قد يظن المرء ان عليك الحفاظ على لسان متمدن ، ام ان ما اسمعه هو التقليد القديم العهد الذي يقتضي ان تصارع المراة الرجل ؟ اتحاولين العبث بطريقة ما و التدلل لانك رشيقة خفيفة الحركة فيما انا عاجز ؟ احذرك من البداية ، انني رغم حالتي المنفرة اجدك غير جذابة .. و احذرك من اشياء قد ترتكبينها فقد تعمدين الى اثارتي و سأبدل بعدم اهتمام ، لكن هذا التصرف قد يؤدي الى تبدل التصرفات . ترى كيف ستتصرفين عندما تتبدل الأمور ؟ في الواقع لست بحاجة الى التساؤل ، فأنت بطبعك النسائي الغادر ستنكرين انك تقودينني الى شئ و ستقسمين بأن العبث هو آخر ما يرد في ذهنك . ثم ربما تنفجرين بالبكاء متهاوية ، تنتحبين مجاهرة الاحتشام و الطهارة . لذلك ، و قبل ان تسلكي هذا الطريق آنسة هافرشام ، انصحك بالحذر ، و اذكرك ان المساواة بين الجنسين في هذه الايام ، تميل الي ادانة المرأة لانها تقوم بالإغواء و لا تلقي العبء على الرجل لانه يستجيب .
منتديات ليلاس
تصاعدت كراهية رواينا الغاضبة حتي راحت ترى وجهها عبر غلالة من لهيب .. و بحثت بجنون عن كلمات تجرحه فيها ، عن خناجر لفظية حادة تهشم بها كبرياءه كما هشم كبرياءها . حاولت التكلم مرة ، مرتين ، ثلاث مرات و في كل مرة منعها الغضب الذي خنق الكلمات في حنجرتها . اما هو فلاحظ عذابها و بدا مسروراً به ، كان وجهه القاسي يبدو مظلماً امام وجهه الشاحب القاسي قساوة الصخور و كانت عيناه ساخرتين ، و فمه غير متسامح . و لكنه كان حساساً من عجزه و هذا سلاح وضعه بنفسه بين يديها .
و استخدمته .. و قد اعماها الغضب عن الاهتمام بما ستكون النتيجة ، فهي لا تريد سوى الانتقام لمشاعرها المهانة ، و الهدف انتزاع هذه البسمة عن وجهه .
- انت تكره بنات جنسي جميعهن لورد كالدونيان . و لكن هل كرهك لهن مجرد واجهة ؟ فأنت رغم إرادتك الحديدية ، و الكراهية الزائفة التي تدعيها للنساء ، تحس في الواقع بأنك مخدوع ، محبط ، مربوط بقيود من العفة فرضتها على نفسك بنفسك ؟
ضحكت بصوت بارد حاد اجفلها . . و اضافت :
-اذا كانت هذه هي حقاً المسالة ، فأنت فعلاً اهل للشفقة . . هذه انا .. شابة جذابة ربما عليك القبول بها سكرتيرة لك . . . ما هذه المفارقة ! يبدو انني بالنسبة لك هدية لوز لرجل لا اسنان له !


نهاية الفصل الثالث

زهرة منسية 03-02-12 11:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2998016)
انا بعتذر منك ..زهوووري..
تحمليني .. كثيررررررررر مشغولة
وراح انشغل في الفترة القادمة بسبب دوامي .. بس بحاول اني ماتأخر
وهلا بنزل فصل جديد ياعسل

لا.... أوعى العفو دهـ أنا اللى بعتذر منك على ألحاحى بس والله الرواية حلوة و من جمالها كنت لحوحة أنا أســــــــــــــفـــــــــــــــة
ع

Rehana 07-02-12 06:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية (المشاركة 2998353)
لا.... أوعى العفو دهـ أنا اللى بعتذر منك على ألحاحى بس والله الرواية حلوة و من جمالها كنت لحوحة أنا أســــــــــــــفـــــــــــــــة
ع


كلك اخلاق وذووق .. زهوري
شاكرة تفهمك وماتعتذري انت كمان ..
وودي وحبي لك

Rehana 07-02-12 06:54 PM

4 - لعنة الساحرة

بعد اسبوع على هذه الاحداث ، فوجئت راوينا ، لأنها وجدت نفسها ما تزال موظفة عند المركيز ، فبعد انفجارها الغاضب المتهور الذي ندمت عليه فيما بعد ،توقعت ان يتخلص منها في الصباح التالي و لكن لسبب حيرها سمح لها بالبقاء .
كانت أليس تردد اماها مثلاً مأثوراً يقول : هناك اكثر من طريقة لسلخ القطة ! و لقد فسرت راوينا هذا التعبير على ان هناك طرقاً مختلفة لاتمام اي عمل و فيما يختص بالقصاص ثمة طرق كثيرة لتنفيذ و المركيز يعرفها كلها .
ظلت اسبوعاً كاملاً تواجه معركة ارادات فمن جهته مال لدفعها الى العمل حتى الاعياء و من جهتهتا صممت الا يشعر بالرضى عندما يسمع كلمة احتجاج تقولها . صبيحة يوم الاثنين تبعت طيفه المتهجم الى مكتبه و هناك اشار الى طاولة مكدسات بالملفات : فواتير ، ايصالات ، كشوفات حساب و آلة تسجيل تحتوي شريطاً طافحاً بالرسائل ، هذا عدا شريطين آخرين حافلين ايضاً بالرسائل كانا قرب الآلة.
رمى لها دفتر عناوين امام الآلة الطابعة ، ثم دخل غرفة مكتب مجاور ، قائلاً بإبتسامة مخادعة خبيثة :
- نادني ان احتجت شيئاً .
ولقد احتاجت و لكنها لم تناده.
كافحت لتفك رموز عمل لم تعتد عليه فامعنت النظر و الدراسة لئلا يجد سبيلاً الى اي شكوي . قضت الأيام الاولي محبطة احباطاً تاماً لكنها تدرجياً راحت تحمل اليه اكواماً من البريد الجاهز و كانت في كل مرة تعود دون ان يقول لها كلمة تقدير و دون ان يشكو ان عملها ،وما ان حل يوم الجمعة حتى وجدت انها بدأت تتمتع بمهارتها في انجاز هذا العمل الصعب و ما عزز غرورها كسبها جميع الجولات في هذه المعركة .
منتديات ليلاس
في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعة الحار الرطب دخل مكتبتها يعرج . . فحضرت نفسها تلقائياً للمعركة و راحت تنظر الى جسده البرونزي المفتول العضلات التي برزت تحت قميص من الحرير مفتوح الياقة . نظرت اليه بعيني قطة مرتابة و لكن فروها عاد الى نعومته عندما سمعته يقول :
- توقفي عن العمل اليوم فالطقس اللعين حار جداً، ثم يبدو انك قد انهيت معظم العمل المتاخر .
كانت جملة متكلفة ولكنها تكاد ان تكون تقديراً ! الاان قوله هذا لم يمنعها من الرفض الذي قصدت منه الأساءة و العناد.
- سأكمل العمل فترة اخرى . . . هناك ...
- بالله عليك ! وفري عليك هذا التظاهر الانوثي بالتضحية و افعلي ما اقول ! ضعي الغطاء على الآلة الكاتبة و اذهبي .. الآن !
هبت على قدميها واقفة بخوف مخز و لكن ذلك لم يمنعها من رفع رأسها بشموخ قبل ان تخرج لتواجه ابنسامات رجال كانو يعملون قريباً بحيث استطاعوا سماع اوامر السيد ترن عبر نوافذ المكتب المفتوحة و لكن الابتسامات كانت ابتسامات اشفاق كما اكتشفت فحين مرت بجماعة تنشر الاخشاب قال احدهم و هو المسؤول :
- لو سلكت هذا الطريق آنسة وصلت الى سقيفة صيفية تطل على شلال.. و هي ابرد منطقة في الاملاك كلها اؤكد لك .


الساعة الآن 02:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية