صرخ لوك بمرح:
" أنت غير نافعة ابدا يا ماندي سو ، كيف تركت جان ينام حتى الان؟". وقف يراقب إبنة خالته التي بدت على وجهها آثار التعب والإرهاق. " تعالي إستريحي هنا ، يبدو انك مرهقة". وعندما وصل جان الى الصالون كان مضطربا ومدهوشا من وصول آنا في هذا الوقت. سال بقلق: " كيف وصلت الى هنا؟". " أوصلني ريان بسيارته ، سنسافر هذا المساء". قال جان بإضطراب : " اين كنت ليلة البارحة ، لقد إتصلت بالفندق ، ولم اجدك". ثم نظر الى الحمام وتابع: " ماندي سو وصلت أمس ، دعتها والدتي لتنام هنا بسبب العاصفة، ولكن لم تخبريني اين قضيت ليلة الأمس؟". " هذه قصة طويلة ، جئت لأودعكم ، وأريد ان أرى خالتي". نهضت آنا وتحركت بإتجاه غرفة راشيل ، تبعها جان بقلق ، ثم أمسكها وقال بصوت متحشرج: " آنا ....ارجوك أريد أن اقول لك أن .......ماندي سو لا تعني بالنسبة الي أي شيء ، أقسم لك ، إسمعيني أرجوك؟". كان المسكين يدافع عن نفسه بحيوية وكانها لا تعرف أي شيء ، إنه يتصرف كمراهق تماما ، ويلزمه بعض الوقت والخبرة ليصبح رجلا. " إسمعك يا جان ، ماندي سو تبدو لي رائعة ، إلتقيت بها عند حضوري وحكت لي عن الأمور ببساطة ، على كل حال أنا لا استطيع ان أتزوجك ، وسنعتبر الذي كان بيننا مجرد نزوة اليس كذلك؟ وستشاركني هذا الراي قريبا". وقفت على رؤوس اصابعها وعانقت الشاب الذي وقف كالتمثال ، وقبل ان تسمع منه أي إحتجاج قالت: " أشكرك لأنك إقترحت علي الزواج ، لن انسى هذا ابدا". دخلت غرفة خالتها التي تنام على سريرها ، مدت يديها بإتجاه آنا ، وفهمت حالة إبنة اختها ، عانقتها بشدة ومسحت دموعها ، وداعبت شعرها بنعومة لتهدأ قليلا ثم قالت: " هيا يا صغيرتي ، إبتسمي فالرجال لا يتزوجون صاحبة الوجه الباكي...... لا اعتقد ان إبني كان السبب أليس كذلك ؟ هذا يعني حتما ريان دونالسون". همست آنا بخجل وهي تلهث من أثر البكاء: " نعم.......احبه يا خالتي". " وهو.....لا يهتم بك ......ولا يحدثك في هذا الموضوع؟". " لا........ ولكن وصول جيسيكا أمس..........". وشرحت ىنا لخالتها حوادث القصة دون ان تذكر حادثة نومه بجانبها ، بقيت العجوز صامتة تفكر ثم قالت: " يبدو لي ان امور هذا الرجل معقدة ، عليك الا تفقدي الأمل يا عزيزتي ، لكن لماذا أظهر كل هذا القلق عندما حدّثني بالهاتف ، وخصوصا عندما جاء الى هنا يبحث عنك ؟ فعلا كان يبدو متأثرا وقلقا". " جاء الى هنا !". إبتسمت راشيل وقالت: " آه..........نعم وعندما رأيته فهمت على الفور معنى إعجابك به". " لا أعتقد انه كان قلقا علي ، انا بالنسبة اليه إحدى العناصر". " لا أعرف ، ولكن إحساسي لا يخطىء ، يجب ان أنهض الان ، إذهبي وإغسلي وجهك ، سنلتحق بالشباب في المطبخ ، هناك بعض الأشياء اريد أن تحمليها معك الى والديك ، وارج وان يتمكنوا من زيارتي قبل نهاية السنة ، ستاتين معهم طبعا ، لأننا أحببناك كثيرا". " وانا ايضا يا خالتي". نهضت تمسح دموعها ورفعت شعرها وقالت: " دعيني أساعدك". قالت راشيل وهي تنهض بحيوية: " لا شكرا ، سأطلب من لو كان يوصلك الى فيكسبورغ ، قد يكون هذا افضل". " إنك على حق يا خالتي". خلال المسافة الى فيكسبورغ روى لوك بعض قص العادات والتقاليد المضحكة ، ليعيد المرح الى إبنة خالته ، ثرثر عن اشياء كثيرة بمودة، ولكن آنا لم تنس لقاءها الآتي مع جيسيكا ، تمنت ألا تلتقيها ، وحتى إذا تم هذا ان يكون بعيدا عن اعين الناس ، لأن جيسيكا لن تتردد في إفتعال فضيحة ، قالت فجأة : " لن ادعها تزعجني". سأل لوك: " ادعها ........من هي؟". " جيسيكا فرانكلين..... أوه كيربي ......... لا فرانكلين وفي المستقبل السيدة دونالسون". نظر اليها لوك بتعجب ، ضحكت بإنفعال وقالت: " لا تقلق ، إنني بأحسن حال". نزلت من السيارة بعد أن ودّعت إبن خالتها ودخلت بقلق بإتجاه الإستعلامات ، وجدت هناكحقيبتين ، إنهما بالتأكيد حقائب جيسيكا ، طلبت المفتاح وحاولت أن تبتعد بسرعةعن الصالة ، لكنها سمعت صوت جيسيكا يناديها: " آنا......لقد بحثت عنك في كل مكان اين ذهبت؟". إلتفتت وهي ترتجف: " كنت في وداع خالتي". "آه.......صحيح ، لقد كنت بحاجة لمساعدتك ، هل استطيع ان اعتمد عليك؟". " لكن..........". ظلّت آنا مذهولة ومعقودة اللسان. " أنا آسفة يا آنا ، لقد كنت غبية بعض الشيء ، ستنسين الموضوع اليس كذلك؟ إنك تستطيعين أن تتحملي مزاجي السيء بطبيعتك المتسامحة ، سنلتقي فيما بعد في المكتب ، عملك بإنتظارك ، ولا أستطيع أن أعتمد على أحد غيرك". " لكنك طردتني من العمل". أجابت آنا بصوت خشن وقد أحست ببأس في حنجرتها ، لكن صوت جيسيكا المرح وعيونها التي تشع ببريق السعادة أدهشتها ، ولم تعرف سبب هذا الإنقلاب السريع. |
" آنا ، هل تعتقدين ان الأمور ستسير على ما يرام ؟ اترين يا عزيزتي أكاد اطير فرحا ، ولا أود ان اراك تعيسة ، لقد حدثت أشياء رائعة ".
" نعم ( قالت آنا بحزن ) ارى ذلك ، حظا سعيدا لريان". " ريان؟ انه لا يعرف شيئا عن هذا الموضوع حتما ، أين هو ؟ أعتقد أنه سيصل بعد رحيلي ، على كل حال إنقلي له رسالتي ، بانني لن اضيع وقتي بأشياء ليست لها أهمية". تفحصت جيسيكا وجه آنا وتابعت: " لماذا أنت كئيبة؟ هل أنت مريضة؟". ردت آنا ببرود : " لا......". " إذن قولي لريان انني راحلة ولا استطيع ان انتظره ن فطائرتي ستقلع خلال ساعة واليستير ينتظرني في مطار نيويورك". " أليستير ؟". سالت آنا بصوت مختل. " نعم اليستير ، لقد إتصل بي البارحة ، وإعتذر عن مشاجرتنا الأخيرة ، حتى انه غازلني ،وتحمل مسؤولية ذلك الخطأ ، دعته الصحيفة الى نيويورك ، سألتحق به هناك ، لا شك انها ستكون سهرة رائعة ، انتظر سيارة الأجرة التي ستقلني الى المطار ، أنني أموت شوقا الى أليستير". ضرب قلب آنا بجنون وسالت: " هل تتحدثين بجدية ، وإخترتني انا لأنقل الرسالة الى ريان؟ أنا لم اقابل في حياتي أمرأة قاسية وبدون إحساس مثلك". ضحكت جيسيكا وقالت: " لا تقلقي أتمنى لكما حياة سعيدة ، وكما ترغبان ، آه ...... اخيرا وصلت السيارة". ودعت الفتاة وأضافت: "إعتني به جيدا ، الى اللقاء يا عزيزتي". بعد دقائق إختفت السيارة التي حملتها مع الريح صعدت آنا الى غرفتها ولم تشعر طيلة حياتها بأنها كانت عصبية الى هذا الحد ، إرتمت على السرير واحست بانها مرهقة وبان الحياة تضحك منها بسخرية ، لقد طلبت منها جيسيكا مرة أخرى ان تنقل رسالتها الى ريان ، هل تستطيع ان تحزن قلبه مرة أخرى؟ ملعونة جيسيكا ، إنها عديمة الشعور ، لن تسامحها ابدا ، الى متى ستلعب بهما ؟ فلا بد انها بعد كل شجار مع زوجها ، ستعود لترتمي على ريان ، قررت أن تقابله حالا ، لا شك أنه عاد الى غرفته بعد أن أعد السيارة بشكل جيد قبل رحيله ، نهضت الى المرآة وهي تتأمل وجهها الشاحب ، كان عليها ان تبدل ثيابها التي شهدت السهر والأرق في غابة قصر ويندسور. منتديات ليلاس معظم ملابسها كانت في الحقائب ، ولكنها إستطاعت أن تسحب السروال الأبيض والقميص اللذين إشترتهما من فيكسبورغ ، رتبت شعرها ونظرت مرة أخرى الى المرآة ، إنها جاهزة لمقابلة ريان دونالسون. قرعت الباب ودخلت بحيوية ، كان يفرغ احد الجوارير من الأوراق والوثائق وقال: " كنت أنتظرك ، اين إختفيت ؟ ساطلب منك دفع تكاليف تصليح السيارة ، هل تعرفين الثمن؟". صدمت آنا من هذا الإستقبال وتمتمت: "آه.....حسنا.......لا اعرف.........". نظر اليها ريان ببرود وقال: " هذا يعني القليل جدا بالنسبة لما ساطلبه منك فعلا". ثم تابع بجدية: " أجيبي على اسئلتي بشكل محدد ، ماذا تقولين إذا طلبت منك أن تتزوجينني؟". عضّت آنا شفتيها ولم تستطع أن تسيطر على دموعها وقالت في نفسها( على الأرجح سأوافق ، فالرفض هنا لا يحمل اية متعة) إندفعت نحو الباب وقالت بقلق: " ريان.....يجب ان اقول لك.....". اقفل إحدى الحقائب وبلامبالاة قال: " حسنا ، هذه جاهزة". نهض بمرح وإتجه نحوها تشتعل في عينيه عاطفة غريبة. " ارجوك ريان إسمعني". مد يديه نحوها لكنها إستطاعت ان تبتعد عنه خطوة واحدة ولم تستطع أن تهرب اكثر. " لن اسمح لك بالهرب بعد الان". ضمّها بين ذراعيه القويتين ، وتوقفت آنا عن المقاومة ، وإرتعشت في حضوره الساحر ، رفع راسها ونظر في عينيها ، واحست انها تترنح بين ذراعيه ، قال بصوت اجش: " كانت ساعات قاسية بدونك ، لقد إفتقدتك جدا يا عزيزتي ، والان ماذا تريدين ان تقولي؟". هزّت راسها حتى تسترجع الفكرة في راسها . " إنه بخصوص جيسيكا ". قاطعها ريان بسرعة: " لا اريد أن نتحدث في هذا الموضوع". " لكن....... ". وإبتعدت عنه قليلا وتابعت : " لقد تصالحت مع اليستير". " اعرف ، وهذا بفضلي". " مستحيل". نظر الى ساعته ثم رفع راسه نحوها وهو يبتسم إبتسامة عذبة وقال: " حسنا.....لن أقص عليك الحكاية ، هذا إستغلال". راقبته آنا بنفاد صبر ، يجب أن يشرح لها ، قالت بصوت متقطع: " توقف عن تعذيبي ارجوك ، ماذا حصل؟. " إذن إطلبي مني بلطف؟". تقدمت منه ببطء ، وجلس ريان على طرف السرير ، جحظت عيناه وهو ينظر الى الأرض وقال: " عندما وصلت الى الفندق إتصلت بأليستير كيربي في لندن ونصحته بان يستعيد زوجته لأنها تعيسة بدونه ، وكان سعيدا جدا بمساعدتي". " لماذا فعلت ذلك؟". " ما هو رأيك؟". نظرت اليه بحنان وتنفست بعمق وقالت: " كنت دوما تحب جيسيكا ، وزواجها سبّب لك إضطرابا كبيرا". إبتسم ريان وقال: " لا يا آنا.......هذا خطأ حقيقي ، إن ما قلب حياتي واثّر على تصرفاتي هو أنت ......إنني لم اعرف السكينة لحظة واحدة منذ لقائنا الأول ، لقد فقدت عقلي". " آه......أنا ىسفة". قالت بإضطراب : " قلت لك لا تعتذري ابدا". قالت وهي تهرب منه: " يوم زواج جيسيكا رتّبت المكتب ووجدن هناك صورتك ، ولسوء الحظ وجدت رسالة بخط يدك ، ولم أستطع ان أمنع رغبتي من القراءة ، لقد طلبت منها أن تنتظر قبل أن تقدم على قرارها". " وإعتقدت انها رسالة حب". "نعم ، وتخيّلت حزنك وآلامك لفراقها ، ولهذا السبب جئت الى الأستديو". إقترب منها ريان ، قلبها كان يضرب بشدة ، أمسكها من خصرها وهمس: " لم أكتب ولا رسالة حب حتى هذه الحظة ، لقد طلبت من جيسيكا ان تتابع العمل في السيناريو ، وتعدل المشاهد التي إختلفنا عليها ، ولو قرأت الرسالة من بدايتها لفهمت تماما كل شيء" " لم تحبها ابدا؟". سالت بصوت متقطع. " بالتأكيد كنت معجبا بجاذبيتها وشخصيتها الحيوية ، لكنها لم تترك لدي أي إنفعال عاصف كالذي فعلته انت بي، ولذلك أطلب منك أن تتزوجيني". عانقها بحب كبير ، لقد زال آخر شك لديها ، إبتسمت بسعادة وضمته بحنان وقالت : " لكنني لم أوافق بعد". "ولم تقولي لي انك تحبينني". قالها وهو يقلد طريقتها في الكلام. وهمس في اذنها: " آه ، آنا ........ أرجوك قولي لي. إنها لن تقاوم لسانها بعد ذلك ابدا ، همست: " أحبك....... أحبك.........". ضحك بسعادة ، وعمّ الغرفة ضياء الفرح. تمت |
مشكورة كتير نيو فراولة دوماً مبدعة بأختياراتك
|
الله يعطيك العافية يارب
ولا يحرمنا من تواجدك المميز http://oriane15.free.fr/images/ours/merci%20ours.gif |
تسلمين ع الروايه الحلوه |
الساعة الآن 08:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية