منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   174 - لا تعتذري أبدا - باميلا بوب - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t168829.html)

نيو فراولة 14-10-11 09:12 PM

صرخ لوك بمرح:
" أنت غير نافعة ابدا يا ماندي سو ، كيف تركت جان ينام حتى الان؟".
وقف يراقب إبنة خالته التي بدت على وجهها آثار التعب والإرهاق.
" تعالي إستريحي هنا ، يبدو انك مرهقة".
وعندما وصل جان الى الصالون كان مضطربا ومدهوشا من وصول آنا في هذا الوقت.
سال بقلق:
" كيف وصلت الى هنا؟".
" أوصلني ريان بسيارته ، سنسافر هذا المساء".
قال جان بإضطراب :
" اين كنت ليلة البارحة ، لقد إتصلت بالفندق ، ولم اجدك".
ثم نظر الى الحمام وتابع:
" ماندي سو وصلت أمس ، دعتها والدتي لتنام هنا بسبب العاصفة، ولكن لم تخبريني اين قضيت ليلة الأمس؟".
" هذه قصة طويلة ، جئت لأودعكم ، وأريد ان أرى خالتي".
نهضت آنا وتحركت بإتجاه غرفة راشيل ، تبعها جان بقلق ، ثم أمسكها وقال بصوت متحشرج:
" آنا ....ارجوك أريد أن اقول لك أن .......ماندي سو لا تعني بالنسبة الي أي شيء ، أقسم لك ، إسمعيني أرجوك؟".
كان المسكين يدافع عن نفسه بحيوية وكانها لا تعرف أي شيء ، إنه يتصرف كمراهق تماما ، ويلزمه بعض الوقت والخبرة ليصبح رجلا.
" إسمعك يا جان ، ماندي سو تبدو لي رائعة ، إلتقيت بها عند حضوري وحكت لي عن الأمور ببساطة ، على كل حال أنا لا استطيع ان أتزوجك ، وسنعتبر الذي كان بيننا مجرد نزوة اليس كذلك؟ وستشاركني هذا الراي قريبا".
وقفت على رؤوس اصابعها وعانقت الشاب الذي وقف كالتمثال ، وقبل ان تسمع منه أي إحتجاج قالت:
" أشكرك لأنك إقترحت علي الزواج ، لن انسى هذا ابدا".
دخلت غرفة خالتها التي تنام على سريرها ، مدت يديها بإتجاه آنا ، وفهمت حالة إبنة اختها ، عانقتها بشدة ومسحت دموعها ، وداعبت شعرها بنعومة لتهدأ قليلا ثم قالت:
" هيا يا صغيرتي ، إبتسمي فالرجال لا يتزوجون صاحبة الوجه الباكي...... لا اعتقد ان إبني كان السبب أليس كذلك ؟ هذا يعني حتما ريان دونالسون".
همست آنا بخجل وهي تلهث من أثر البكاء:
" نعم.......احبه يا خالتي".
" وهو.....لا يهتم بك ......ولا يحدثك في هذا الموضوع؟".
" لا........ ولكن وصول جيسيكا أمس..........".
وشرحت ىنا لخالتها حوادث القصة دون ان تذكر حادثة نومه بجانبها ، بقيت العجوز صامتة تفكر ثم قالت:
" يبدو لي ان امور هذا الرجل معقدة ، عليك الا تفقدي الأمل يا عزيزتي ، لكن لماذا أظهر كل هذا القلق عندما حدّثني بالهاتف ، وخصوصا عندما جاء الى هنا يبحث عنك ؟ فعلا كان يبدو متأثرا وقلقا".
" جاء الى هنا !".
إبتسمت راشيل وقالت:
" آه..........نعم وعندما رأيته فهمت على الفور معنى إعجابك به".
" لا أعتقد انه كان قلقا علي ، انا بالنسبة اليه إحدى العناصر".
" لا أعرف ، ولكن إحساسي لا يخطىء ، يجب ان أنهض الان ، إذهبي وإغسلي وجهك ، سنلتحق بالشباب في المطبخ ، هناك بعض الأشياء اريد أن تحمليها معك الى والديك ، وارج وان يتمكنوا من زيارتي قبل نهاية السنة ، ستاتين معهم طبعا ، لأننا أحببناك كثيرا".
" وانا ايضا يا خالتي".
نهضت تمسح دموعها ورفعت شعرها وقالت:
" دعيني أساعدك".
قالت راشيل وهي تنهض بحيوية:
" لا شكرا ، سأطلب من لو كان يوصلك الى فيكسبورغ ، قد يكون هذا افضل".
" إنك على حق يا خالتي".
خلال المسافة الى فيكسبورغ روى لوك بعض قص العادات والتقاليد المضحكة ، ليعيد المرح الى إبنة خالته ، ثرثر عن اشياء كثيرة بمودة، ولكن آنا لم تنس لقاءها الآتي مع جيسيكا ، تمنت ألا تلتقيها ، وحتى إذا تم هذا ان يكون بعيدا عن اعين الناس ، لأن جيسيكا لن تتردد في إفتعال فضيحة ، قالت فجأة :
" لن ادعها تزعجني".
سأل لوك:
" ادعها ........من هي؟".
" جيسيكا فرانكلين..... أوه كيربي ......... لا فرانكلين وفي المستقبل السيدة دونالسون".
نظر اليها لوك بتعجب ، ضحكت بإنفعال وقالت:
" لا تقلق ، إنني بأحسن حال".
نزلت من السيارة بعد أن ودّعت إبن خالتها ودخلت بقلق بإتجاه الإستعلامات ، وجدت هناكحقيبتين ، إنهما بالتأكيد حقائب جيسيكا ، طلبت المفتاح وحاولت أن تبتعد بسرعةعن الصالة ، لكنها سمعت صوت جيسيكا يناديها:
" آنا......لقد بحثت عنك في كل مكان اين ذهبت؟".
إلتفتت وهي ترتجف:
" كنت في وداع خالتي".
"آه.......صحيح ، لقد كنت بحاجة لمساعدتك ، هل استطيع ان اعتمد عليك؟".
" لكن..........".
ظلّت آنا مذهولة ومعقودة اللسان.

" أنا آسفة يا آنا ، لقد كنت غبية بعض الشيء ، ستنسين الموضوع اليس كذلك؟ إنك تستطيعين أن تتحملي مزاجي السيء بطبيعتك المتسامحة ، سنلتقي فيما بعد في المكتب ، عملك بإنتظارك ، ولا أستطيع أن أعتمد على أحد غيرك".
" لكنك طردتني من العمل".
أجابت آنا بصوت خشن وقد أحست ببأس في حنجرتها ، لكن صوت جيسيكا المرح وعيونها التي تشع ببريق السعادة أدهشتها ، ولم تعرف سبب هذا الإنقلاب السريع.

نيو فراولة 14-10-11 09:14 PM

" آنا ، هل تعتقدين ان الأمور ستسير على ما يرام ؟ اترين يا عزيزتي أكاد اطير فرحا ، ولا أود ان اراك تعيسة ، لقد حدثت أشياء رائعة ".
" نعم ( قالت آنا بحزن ) ارى ذلك ، حظا سعيدا لريان".
" ريان؟ انه لا يعرف شيئا عن هذا الموضوع حتما ، أين هو ؟ أعتقد أنه سيصل بعد رحيلي ، على كل حال إنقلي له رسالتي ، بانني لن اضيع وقتي بأشياء ليست لها أهمية".
تفحصت جيسيكا وجه آنا وتابعت:
" لماذا أنت كئيبة؟ هل أنت مريضة؟".
ردت آنا ببرود :
" لا......".
" إذن قولي لريان انني راحلة ولا استطيع ان انتظره ن فطائرتي ستقلع خلال ساعة واليستير ينتظرني في مطار نيويورك".
" أليستير ؟".
سالت آنا بصوت مختل.
" نعم اليستير ، لقد إتصل بي البارحة ، وإعتذر عن مشاجرتنا الأخيرة ، حتى انه غازلني ،وتحمل مسؤولية ذلك الخطأ ، دعته الصحيفة الى نيويورك ، سألتحق به هناك ، لا شك انها ستكون سهرة رائعة ، انتظر سيارة الأجرة التي ستقلني الى المطار ، أنني أموت شوقا الى أليستير".
ضرب قلب آنا بجنون وسالت:
" هل تتحدثين بجدية ، وإخترتني انا لأنقل الرسالة الى ريان؟ أنا لم اقابل في حياتي أمرأة قاسية وبدون إحساس مثلك".
ضحكت جيسيكا وقالت:
" لا تقلقي أتمنى لكما حياة سعيدة ، وكما ترغبان ، آه ...... اخيرا وصلت السيارة".
ودعت الفتاة وأضافت:
"إعتني به جيدا ، الى اللقاء يا عزيزتي".
بعد دقائق إختفت السيارة التي حملتها مع الريح صعدت آنا الى غرفتها ولم تشعر طيلة حياتها بأنها كانت عصبية الى هذا الحد ، إرتمت على السرير واحست بانها مرهقة وبان الحياة تضحك منها بسخرية ، لقد طلبت منها جيسيكا مرة أخرى ان تنقل رسالتها الى ريان ، هل تستطيع ان تحزن قلبه مرة أخرى؟
ملعونة جيسيكا ، إنها عديمة الشعور ، لن تسامحها ابدا ، الى متى ستلعب بهما ؟ فلا بد انها بعد كل شجار مع زوجها ، ستعود لترتمي على ريان ، قررت أن تقابله حالا ، لا شك أنه عاد الى غرفته بعد أن أعد السيارة بشكل جيد قبل رحيله ، نهضت الى المرآة وهي تتأمل وجهها الشاحب ، كان عليها ان تبدل ثيابها التي شهدت السهر والأرق في غابة قصر ويندسور.
منتديات ليلاس
معظم ملابسها كانت في الحقائب ، ولكنها إستطاعت أن تسحب السروال الأبيض والقميص اللذين إشترتهما من فيكسبورغ ، رتبت شعرها ونظرت مرة أخرى الى المرآة ، إنها جاهزة لمقابلة ريان دونالسون.
قرعت الباب ودخلت بحيوية ، كان يفرغ احد الجوارير من الأوراق والوثائق وقال:
" كنت أنتظرك ، اين إختفيت ؟ ساطلب منك دفع تكاليف تصليح السيارة ، هل تعرفين الثمن؟".
صدمت آنا من هذا الإستقبال وتمتمت:
"آه.....حسنا.......لا اعرف.........".
نظر اليها ريان ببرود وقال:
" هذا يعني القليل جدا بالنسبة لما ساطلبه منك فعلا".
ثم تابع بجدية:
" أجيبي على اسئلتي بشكل محدد ، ماذا تقولين إذا طلبت منك أن تتزوجينني؟".
عضّت آنا شفتيها ولم تستطع أن تسيطر على دموعها وقالت في نفسها( على الأرجح سأوافق ، فالرفض هنا لا يحمل اية متعة) إندفعت نحو الباب وقالت بقلق:
" ريان.....يجب ان اقول لك.....".
اقفل إحدى الحقائب وبلامبالاة قال:
" حسنا ، هذه جاهزة".
نهض بمرح وإتجه نحوها تشتعل في عينيه عاطفة غريبة.
" ارجوك ريان إسمعني".
مد يديه نحوها لكنها إستطاعت ان تبتعد عنه خطوة واحدة ولم تستطع أن تهرب اكثر.
" لن اسمح لك بالهرب بعد الان".
ضمّها بين ذراعيه القويتين ، وتوقفت آنا عن المقاومة ، وإرتعشت في حضوره الساحر ، رفع راسها ونظر في عينيها ، واحست انها تترنح بين ذراعيه ، قال بصوت اجش:
" كانت ساعات قاسية بدونك ، لقد إفتقدتك جدا يا عزيزتي ، والان ماذا تريدين ان تقولي؟".
هزّت راسها حتى تسترجع الفكرة في راسها .
" إنه بخصوص جيسيكا ".
قاطعها ريان بسرعة:
" لا اريد أن نتحدث في هذا الموضوع".
" لكن....... ". وإبتعدت عنه قليلا وتابعت : " لقد تصالحت مع اليستير".
" اعرف ، وهذا بفضلي".
" مستحيل".
نظر الى ساعته ثم رفع راسه نحوها وهو يبتسم إبتسامة عذبة وقال:
" حسنا.....لن أقص عليك الحكاية ، هذا إستغلال".
راقبته آنا بنفاد صبر ، يجب أن يشرح لها ، قالت بصوت متقطع:
" توقف عن تعذيبي ارجوك ، ماذا حصل؟.
" إذن إطلبي مني بلطف؟".
تقدمت منه ببطء ، وجلس ريان على طرف السرير ، جحظت عيناه وهو ينظر الى الأرض وقال:
" عندما وصلت الى الفندق إتصلت بأليستير كيربي في لندن ونصحته بان يستعيد زوجته لأنها تعيسة بدونه ، وكان سعيدا جدا بمساعدتي".
" لماذا فعلت ذلك؟".
" ما هو رأيك؟".
نظرت اليه بحنان وتنفست بعمق وقالت:
" كنت دوما تحب جيسيكا ، وزواجها سبّب لك إضطرابا كبيرا".
إبتسم ريان وقال:
" لا يا آنا.......هذا خطأ حقيقي ، إن ما قلب حياتي واثّر على تصرفاتي هو أنت ......إنني لم اعرف السكينة لحظة واحدة منذ لقائنا الأول ، لقد فقدت عقلي".
" آه......أنا ىسفة".
قالت بإضطراب :
" قلت لك لا تعتذري ابدا".
قالت وهي تهرب منه:
" يوم زواج جيسيكا رتّبت المكتب ووجدن هناك صورتك ، ولسوء الحظ وجدت رسالة بخط يدك ، ولم أستطع ان أمنع رغبتي من القراءة ، لقد طلبت منها أن تنتظر قبل أن تقدم على قرارها".
" وإعتقدت انها رسالة حب".
"نعم ، وتخيّلت حزنك وآلامك لفراقها ، ولهذا السبب جئت الى الأستديو".
إقترب منها ريان ، قلبها كان يضرب بشدة ، أمسكها من خصرها وهمس:
" لم أكتب ولا رسالة حب حتى هذه الحظة ، لقد طلبت من جيسيكا ان تتابع العمل في السيناريو ، وتعدل المشاهد التي إختلفنا عليها ، ولو قرأت الرسالة من بدايتها لفهمت تماما كل شيء"
" لم تحبها ابدا؟".
سالت بصوت متقطع.
" بالتأكيد كنت معجبا بجاذبيتها وشخصيتها الحيوية ، لكنها لم تترك لدي أي إنفعال عاصف كالذي فعلته انت بي، ولذلك أطلب منك أن تتزوجيني".
عانقها بحب كبير ، لقد زال آخر شك لديها ، إبتسمت بسعادة وضمته بحنان وقالت :
" لكنني لم أوافق بعد".
"ولم تقولي لي انك تحبينني".
قالها وهو يقلد طريقتها في الكلام.
وهمس في اذنها:
" آه ، آنا ........ أرجوك قولي لي.
إنها لن تقاوم لسانها بعد ذلك ابدا ، همست:
" أحبك....... أحبك.........".
ضحك بسعادة ، وعمّ الغرفة ضياء الفرح.

تمت

زهرة منسية 15-10-11 05:06 PM

مشكورة كتير نيو فراولة دوماً مبدعة بأختياراتك

Rehana 16-10-11 01:55 PM

الله يعطيك العافية يارب
ولا يحرمنا من تواجدك المميز
http://oriane15.free.fr/images/ours/merci%20ours.gif

سماري كول 16-10-11 06:52 PM

تسلمين ع الروايه الحلوه


الساعة الآن 08:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية