منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   70_ دليلة _ جين كوري _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t144287.html)

اماريج 12-07-10 02:38 AM

ورأى السلة في يدها فقال:
" الى أين أنت ذاهبة؟".
لم تعجبهاملاحظته عن سنها , فهي سريعة التأثر بهذا الموضوع بالذات لأنها كانت تفعل المستحيل لتظهر تماما حقيقة عمرها ,ثم أنتبهت الى سؤاله , كيف عرف أنها تنوي الخروج؟
فقالت في صوت مترفع:
" سوف أتنزه قرب المزرعة".
منتدى ليلاس
لم يعجبه ردها , فتقدم خطوة منها , فتراجعت الى الوراء بسرعة وأضافت:
" لا أعرف ألى أين بالضبط , لقد قررت الخروج الآن".
" هذا جواب أفضل بكثير".
لم ترد عليه , وكانت تأمل في أن يذهب ويتركها وحدها , فجأة سألها:
"ماذا تفعلين عندما تمرين أمام حاجز".


فتحت عينيها الواسعتين وقالت:
" أي حاجز؟".
" عرفت أنك لم تفهمي قصدي , أنني أتكلم عن حواجز الماشية , عليك أن تغلقيها وراءك , هل فهمت؟".

هزت رأسها ايجابا.
" أعتقد أنه من الأفضل أن أصطحبك معي".
أنتفضت وقالت له في عجلة:
" سوف أغلق الحواجز ورائي ! أعدك بذلك".
" أعتقد بأنك لاتحبين رفقتي , وأنا كذلك , لكنني لن أدعك تتنزهين في ممتلكاتي من دون حراسة , هل تجيدين ركوب الخيل؟".
" كلا".
ضحك وقال:
" أبنة المدينة الحقيقية! لم تتدربي بعد على أجتذاب أصحاب المزارع الأغنياء".
منتدى ليلاس
ظلت صامتة , وهو بدأ يفقد صبره .
" سوف أعطيك دروسا في ركوب الخيل".
" كلا , شكرا , أنني ... أنني أخاف الحصان , ولا سبب لتلك الأمور".
حدقت في السقف الأبيض في حذر وأضافت:
" لست أنوي البقاء هنا طويلا".
ألقى اليها نظرة ساخرة وقال:
" هل ما زلت تشطبين الأيام من رزنامتك؟".
أحمرت خجلا , لا شيء يفوته.

أضاف يقول:
"لو كنت مكانك , لما وضعت آمالي كلها على أنتظار نهاية العقد, من يعرف؟ ربما أقرر عدم الأستغناء عن خدماتك أذا رأيت أنك تتمتعين بموهبة رفيعة".
وأدركت تامي أن في وسعه أن يفعل ذلك , متى أراد , وستظل سكرتيرته الى أن يغزو الشيب شعرها.
كان ريك يضحك بتمهل كأنه قرأ ما يدور في أفكارها .

فأمرها بجفاف:
" أذهبي وفتشي عن قبعتك".
وأشار الى سلة المأكولات وقال:
" لن تحتاجي اليها".
أعادت تامي محتويات السلة الى البراد , ثم صعدت الى غرفتها وأخذت قبعتها , وكانت تتساءل متى سينتهي هذا الأضطهاد المستمر , حسب العقد , يحق لها بعطلة آخر الأسبوع , وهي الآن ترى نفسها تلبي أوامره ولا تجد سبيلا للتخلص من سيطرته , وضعت القبعة على رأسها وخرجت على مضض , كان ريك واقفا أمام سيارة الجيب , فتفرس فيها ثم قطب حاجبيه وقال:
" لسنا متوجيهين الى حفلة أستقبال , أليس عندك قبعة أخرى؟".

" ومما تشكو هذه القبعة؟".
" من كل شيء".
شاهدته يبتعد في خطى واسعة , خلعت قبعتها ونظرت اليها , أنها لا تشكو من شيء , بل أنها رائعةوخاصة الربطة الزرقاء في مؤخرة الرأس, ناداها ريك:
" ما بك , تعالي؟".
منتدى ليلاس
أخذ ريك يضع القبعات على رأسها لتختار ما هو مناسب منها , لكنها كانت واسعة بحيث تسقط على أذنيها وتحجب عنها النظر.
فقال بحدة:
" لا بأس أذن , ضعي قبعتك وتعالي , لقد أضعنا الكثير من الوقت".
خرجت تتبعه , ولما وصلت الى السيارة رمقها ريك وأمرها قائلا :
" أخفضي قبعتك , يجب أن تحمي عينيك وخاصة وجهك من الشمس".

فأطاعته وهمست :
" أحب أن أرى أين أمشي , فأذا أخفضت قبعتي لن أعود قادرة على رؤية شيء".
صرخ:
" يا ألهي! ضعي قبعتك كما تشائين".
وصعدت الى السيارة وهي سعيدة لأنها حققت , ولو مرة واحدة أنتصارا صغيرا عليه.


********نهاية الفصل السابع*******


اماريج 12-07-10 02:39 AM

8-ديانا سكوت
*****************
قطعت سيارة الجيب الأراضي المسورة الممتدة على مسافة شاسعة من المراعي , لم تشاهد تامي أي أثر للخراف أو الماعز , وكانت ترغب في معرفة السبب , قد تكون الماشية في أعالي التلال البعيدة التي تلمع في الأفق؟ ألقت نظرة سريعة الى وجه ريك وأطلقت زفرة وهي تتأمل المناظر أمامها , خيّل اليها أنها قطعت مسافة طويلة قبل أن تلمح أول مسكن : مزرعة صغيرة بعيدة , لا شك أن ريك متوجه الى هناك , فجأة ظهر أمامه حاجز , فقال:
" هذا حاجز".

نعم , فهي ترى ذلك بوضوح!
وقال وهو يخفف من سرعته:
"أخرجي من السيارة وأفتحي الحاجز, وبعد أن أعبر أعيدي أقفاله".
كيف بأمكان أمرأة أن تحب شخصا مثله , لا شك أنها قد أصيبت بضربة شمس عندما تصورت أنها تحبه! أنه ينفرها لكنها كانت تفعل كل ما يأمرها به.

وصلا الى أحد المنازل وطرق ريك الباب وسرعان ما ظهرت على العتبة أمرأة على مشارف الشيخوخة.

سألها بلطف:
" صباح الخير يا جين! كيف حال دان؟".
شعرت تامي بأن المرأة ترمقها بنظرات فضولية:
" بصحة جيدة , شكرا, أنه ينتظرك بفارغ الصبر".
ألتفت ريك نحو تامي:
" في المقعد الخلفي للسيارة , مجلات, أحضريها الى هنا".
منتدى ليلاس
لم يكن يقول لها ( من فضلك) أو ( شكرا) وبعد أن أحضرت المجلات, توجه ريك نحو المنزل , بقيت جين وراحت تبتسم لتامي بخجل , فلاحظت أن عليهاأن تقدم نفسها , فقالت وهي تصافحها:
" أنني .... أنني سكرتيرة ريك هاتون, وأدعى تامي دانتون ".
" آه , أنت الفتاة الأنكليزية! لقد سمعنا في الحقيقة أن لريك سكرتيرة".
وقالت تامي لنفسها:
" شرط ألا يعرفوا المزيد".

ثم سألتها:
" هل زوجك مريض؟".
" نعم , أصيب بكسور في ظهره منذ ستة أشهر ويقول الأطباء أن حاله ستتحسن مع الوقت , أي رب عمل آخر كان أستغنى عن خدماته , لكن ريك لا يفعل ذلك , أنه يأتي لزيارته كل أسبوع ويحمل اليه الصحف والمجلات".

وظهرت في زاوية البيت فتاة, رفعت تامي نظرها متسائلة , فأسرعت أمها تقول:
" هذه ابنتي ماندي , تعالي وصافحي الآنسة تامي".



اماريج 12-07-10 02:40 AM

لكن ماندي أكتفت بأن هزت رأسها بسرعة قبل أن تسرع في الدخول الى المنزل.
ألتفتت جين الى تامي وهي تقول:
" لا تكترثي لتصرفاتها , أنها تغار فقط".
رددت تامي وقد فوجئت:
" تغار؟".
منتدى ليلاس
أنفجرت جين في الضحك:
" يبدو واضحا أنك لا تعملين لدى ريك منذ وقت طويل , أن معظم النساء اللواتي تحت الثلاثين ستكرهنك خاصة اذا كان ريك يصطحبك معه في زياراته وتنقلاته العديدة".

توقفت قليلا ثم تابعت ببعض السخرية:
" هل تعرفت الى الآنسة سكوت؟".
"لا".
" اللقاء سيتم حتما , لكن عليك أن تحذري منها أذا حاولت الأستيلاء على ما تعتبره ملكها الخاص ".

قهقهت جين وأضافت:
" أحب أن أرى تعبير وجهها عندما تعرف أن ريك يصطحبك معه في السيارة , سأكون سعيدة في أخراسها ولو مرة واحدة".

سألتها تامي:
" هل هما مخطوبان؟".
" هذا يتوقف على ما تعنين بذلك , هي تريد ذلك , لكن ريك... لا أعتقد أنه يشاركها حلمها , لا شيء بينهما , أن عائلة سكوت عائلة محترمة هنا ولا شك أن الآنسة سكوت وريك يشكلان زوجين لائقين , قد يقع في غرام فتاة جميلة , لكن الزواج مسألة أخرى , أنه أنسان أناني".

تامي تعرف ذلك جيدا, وفي هذا الوقت بالذات , خرج ريك من المنزل , ودع جين وصعد الى السيارة , وأخرج منها رزمات عديدة .
وفجأة ظهرت أمرأة من أهل البلدة , ضخمة , ترتدي فستانا مخططا بمختلف الألوان , أقتربت منهما وهي تتمايل , فلمعت أسنانها البيضاء عندما صرخت:
" صباح الخير يا مدير , لقد خرج بوبو".

" صباح الخير يا تيس , لا يمكنني أن أبقى اليوم , فقد تأخرت , هل تفضلين بتوزيع هذه الرزمات على أصحابها".

صعد من جديد الى السيارة , وقبل أن يقلع صرخ في الولد الأكبر :
" اليك الرزمة الزرقاء , يا وليم , ليأخذ كل واحد حصته , أتفقنا؟".
عندما أقلعت السيارة , شردت تامي بنظرها في السهول ا, وفكرت بحزن أنها لم تتح لها الفرصة للتعرف عن قرب الى ريك ,وذلك بسبب الماضي.

قال ريك قاطعا عليها أفكارها :
" في المحطة الثانية ,سأزور جو العجوز , يمكنك أن تخرجي من السيارة وتنشطي قدميك , وأياك أن تقتربي من منزله , هل فهمت؟".
منتدى ليلاس
أومأت موافقة , فتوقفت السيارة أمام بيت شبه مهدوم , كل ما فيه يدل على أنه خربة , وكانت الشمس تسطع حرارتها في كل مكان , وقررت تامي الخروج من السيارة والتنزه حول المكان لأستنشاق الهواء العذب

رأت ريك هاتون يدخل المنزل , ثم تطلعت حولها , هنا لا أثر للمراعي الخضراء , الأرض قاحلة , بأستثناء بعض الشجيرات النادر المنثورة هنا وهناك , قد تكون قلة المياه جعلت هذه المزرعة على هذا النحو من البؤس والفقر , والمرج لم يكن سوى أرض جرداء
أطلقت تامي زفرة أمام هذا المنظر الصحراوي , شيء ما تحرك وراء أحدى الشجيرات , ظلت تنظر اليه , فجأة ظهر كلب ضامر, هزيل , وراح يحدق فيها بتردد , كان يتألم من قدمه اليمنى : يعرج ويطلق نحيبا يدعو الى الشفقة , تقدمت تامي منه خطوة.

" أبتعدي عنه.... ألا أذا كنت تريدين أن يهجم عليك ويحطمك , عودي الى السيارة".
نظرت الى ريك الذي كان يقف على سلم الشرفة قرب رجل عجوز شعره أبيض , يرتدي سترة جلدية قديمة وسروالا معلقا برباط حول الركبتين.

تقدم ريك من الكلب وأمره:
" الى حجرتك , يا جانتي!".
أبتعد الكلب وهو يعرج بألم , عضت تامي على شفتيها وشاهدت ريك يتوجه نحو العنابر برفقة الرجل العجوز.



اماريج 12-07-10 02:41 AM

وبعد قليل عاد الكلب الى قرب الشجرة , وراح يمدد قدمه المكسورة , أن هذا الكلب المسكين في حاجة الى مساعدة.
ألقت نظرة حولها ولم تشاهد ريك ولا الرجل العجوز , خرجت من السيارة وتوجهت نحو الكلب ,وما أن أقتربت منه حتى لاحظت أن عينيه العنبريتين تراقبان معظم حركاتها , وظنت تامي بأن مثل هذا الكلب لا يمكنه أن يكون متوحشا , أنه في حاجة الى مساعدة.

وتذكرت أن ريك ناداه بأسمه , وما هو اسمه؟ جانتي؟ نعم, فهي تذكر ذلك جيدا , فهمست بأسمه , وراحت تزحف وتقترب من الحيوان , لامست أولا فمه , ثم أقتربت من قدمه المصابة , شيء ما غرز في جلدته وصولا الى اللحم , أنها شوكة سوداء , والقدم متورمة , وفي لطف شدت على الشوكة , فراح الكلب ينوح , وأخيرا سحبت الشوكة ونظرت اليها وفوجئت بضخامتها.

" الآن ستزول آلامك , يا جانتي!".
وبدأت تحاول الوقوف عندما شعرت بأن شخصا يشد على معصمها , ثم يرفعها بعنف حتى كادت أن تفقد وعيها.

ألتقت عيناها عيني ريك الملتمعتين غضبا , كأنه يريد أن يقتلها , تراجعت الى الوراء , فأمسكها بكتفيها وهزها كما لو كانت دمية قماش , وفي الوقت نفسه, راح يقذفها بشتائمه , لكنها لم تكن تفهم ما يقول : كانت تعرف فقط أنه كان يؤلمها , أنغرزت أصابعه في كتفيها وتساءلت ما أذا كان عقابه القاسي قد بدأ.

وعندما أطلق سراحها أخيرا , حاولت أن تستعيد وعيها ,وسمعت الرجل العجوز يهمس قائلا:
" تمهل يا ريك , كفى الآن".

" لا تتدخل في الأمر يا جو , أنت تعرف أن القانون الأول للأدغال هو أن يمارس المرء الطاعة".
شعرت بالدوار من شدة الألم, والتقى نظرها بنظر ريك البارد , وصفعته على وجهه ,بقوة.
منتدى ليلاس
أقترب ريك منها شادا على معصميه , وما لبثت أن شعرت بشخص يحملها على كتفيه وينقلها الى السيارة كما يحملون عادة كيس البطاطا , ودفعها بشدة الى داخل السيارة.
" والآن , أبقي هنا , حتى أعود".

رأته يبتعد نحو المنزل , بالرغم منها بدأت الدموع تنهمر من عينيها , يا لحظها السيء الذي أوقعها بين يدي هذا المدير المجنون.
أنه لا يفوت فرصة واحدة من دون الأنتقام منها , فركت عينيها وفجأة شعرت بيد توضع على كتفها , فأنتفضت , أنه الرجل العجوز.

" لقد قمت بعمل جيد , يا آنسة , حتى لو أنبك ريك هاتون على ذلك, لا شك أنك غاضبة عليه كثيرا , أليس ما أقوله صحيحا؟".
أبتلعت تامي ريقها ولم تقل شيئا , فهمس قبل أن يبتعد:
" سوف أحضر لك شيئا تشربينه".
عاد بعد قليل حاملا ابريق قهوة , سكب لها فنجانا أخذته شاكرة مبتسمة.

وقدم لها جو زهرة زرقاء تشبه البنفسج , كان يشعر بالخجل وهو يقول:
" أنها في لون عينيك تقريبا".

وأمام لطفه الزائد , أغرورقت عيناها بالدموع وشكرته من كل أعماقها , ثم أحتست القهوة اللذيذة , وسألته:
" جو , ماذا وضعت في القهوة؟".
" أعتقدت بأنك في حاجة الى شيء لينعشك , فوضعت ماء الزهر".

شربت تامي في تمهل ثم أضاف العجوز:
" أنني ... أنني أعتقد أنك حانقة جدا على ريك , لكن لم يسبق لي أن رأيت شخصا خائفا ومذعورا قبل الآن , كان أبيض كالثلج عندما شاهدك تسحبين الشوكة من ساق الكلب , وأعتقد أنه غضب لهذا السبب بالذات, ما من أحد يجرؤ على الأقتراب من هذا الكلب".



اماريج 12-07-10 02:43 AM

قالت تامي:
"كان والدي طبيبا بيطريا , وكنت أساعده , الحيوانات تدرك بغريزتها ما أذا كان الأنسان يساعدها أم لا".

وافق جو على كلامها ثم ألتفت نحو منزله رأى ريك هاتون خارجا منه , فشدت تامي على سفتيها وشكرت جو على القهوة ووضعت الزهرة على ركبتيها.

صعد ريك الى السيارة من دون أن ينظر اليها , ثم أشار بيده الى جو وقال:
" الى اللقاء يا جو".
ثم أقلع ,وبينما كانت السيارة تقوم بنصف أستدارة لتأخذ طريق العودة , صرخ جو قائلا:
" أحضر الآنسة معك مرة ثانية".

لم يرد ريك وبقي قاتم الوجه , وخيم الصمت لمدة طويلة , وكانت السيارة تنحرف كلما ألتقت بطريق غير متساوية , ألتفت ريك الى تامي وسألها:
" هل تشعرين بألم؟".

لم ترد, بل راحت تتأمل المناظر أمامها , في عطلة الأسبوع المقبلة , ستنهض باكرا لتفادي القيام بنزهة مثل هذه.
همس وهو يلمس خده الأيمن:
" أنك تجيدين الصفع , هل هذا يعزيك بعض الشيء ؟".
منتدى ليلاس
أجابت تامي بلهجة مقتضبة:
"نعم ".
دفع رأسه الى الوراء وأنفجر ضاحكا , أما تامي فراحت تداعب أوراق الزهرة التي قدمها لها جو , فشاهد ريك ما تفعله وقال:
" هل أعطاك العجوز هذه الزهرة؟ لا شك أنك شكوت له همومك!".

" كان لطيفا جدا معي وحاول التعويض على المعاملة السيئة التي تلقيتها منك".
فقال في هدوء:
" ربما أضطر في أحد الأيام الى خنقك , يا آنسة , أنت تعرفين جيدا لماذا أنبتك, الكلب الذي أشفقت عليه متوحش وشرس , كان في وسعه أن يمزقك قطعا , في المرة المقبلة , سوف تطيعين أوامري , وألا سأعطيك درسا لن تنسيه , هل فهمت؟".

لا جدوى من الرد , نظرت من جديد من النافذة الى المراعي الخضراء والماشية التي تمر من بعيد.

ثم أعلن بايجاز:
" في المحطة التالية , سنصل الى منزل السيد سكوت , حيث سندعى الى الغداء , ومن دون شك الى العشاء أيضا".
رمق تامي بنظرة سريعة وأضاف:
" نظفي الغبار عن وجهك".
تفرست فيه وتساءلت في نفسها : سكوت... أليس هذا اسم عائلة خطيبته؟ لم تكن تريد التعرف الى هذه العائلة العريقة ,الأرستقراطية.

ثم قالت:
" دعني أنزل هنا , فلست في مزاج يسمح لي بأن أمضي يومي مع أناس لا أعرفهم".
" وما تنوين فعله؟ هل تريدين قطع ثلاثين كيلومترا مشيا على الأقدام , حتى تصلي الى البيت؟".

" ما عليك الا أن تدلني الى الطريق الذي سأقطعه , ويمكنك أن تقلني في طريق عودتك , ألا أذا كنت ما أزال أمشي".
" لا مجال لذلك أبدا! ستأتين معي , ولن أتراجع عن كلامي مهما كلف الأمر".

تفرس فيها وأضاف:
" يا ألهي, ماذا فعلت بوجهك؟ هناك بعض السواد حول عينيك".
" لا أعرف ما أذا كان ذلك يهم عائلة سكوت , من الأفضل أن يعرفوا كيف تعاملني , لا شك أن في أستراليا نقابة تحمي السكرتيرات وتدافع عنهن ضد أصحاب العمل المتوحشين".
منتدى ليلاس
نظر أمامه وهز كتفيه وقال:
" كان عليك أن تهتمي بتحرير النساء".
" يا له من مزاح في غير محله!".

ورمقها بنظرة مرحة ,وأخرج مرآة صغيرة , فنظرت اليه بأستغراب , أنها مرآة نسائية , وعرفت لمن تكون , ناولها المرآة وقال:
" أنني أحتفظ بها للحالات الطارئة".

أخذتها بطرف أصابعها , وتفحصت وجهها المليء بالغبار , كيف في أمكانها أن تنظف وجهها من دون منديل , أو ماء؟ أطلق زفرة وأخرج من جيبه منديلا أبيض , ثم تناول زجاجة صغيرة مليئة بالماء وراح يبلل المنديل.




الساعة الآن 04:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية