-رغباتك اوامر . اجابها ستيف وهو يغمرها بنظرة جريئة ، قطعت انفاسها وبخطوات متمهلة اتجه معها نحو الموقف حيث اوقف سيارته الجاكوار 0 كان المطار يبعد عشرة كيلو مترات عن سان جون ، وعندما وصلا الى المدينة اكتشفت سام بدهشة ناطحات السحاب ، وارمات كبيرة ذكرتها بمدينة لوس انجلوس ، وابدت دهشتها امام ستيف 0 -اتعتقدين انك ستنجحين فى التاقلم مع ظروف حياتنا فى الغابة ؟ سالها المخرج 0 -انا متاكدة . طمانته سام وهى تنظر اليه بتحد اننى خيمت مع والدى فى اماكن مشابهه خلال سنوات طويلة لا تكون هنا اية مشكلة احنت راسها نحو النافذة ، وغيرت موضوع الحديث . اشم رائحة البحر . قالت وهى تاخذ نفسا عميقا 0 -الجزيرة صغيرة ونحن لم نبعد كثيرا . شرح لها ستيف 0 رغم الاستقبال الذى لا يحتمل الذى تلقته فى المطار ، اخذت الفتاة تتامل المنظر الممتد امامها بفضول ، انها اول رحلة لها الى الكاريبى 0 منتديات ليلاس كانت الابنية اغلبها حديث ، وتكثر المطاعم التى تجاور المحلات التجارية والاطفال السمر يلعبون فى الشارع ، وبعض الكلاب تركض معهم 0 -اوه يا للروعة ! قالت الفتاة باعجاب 0 -انت لم تر شيئا بعد ... طالما انه لدينا متسع من الوقت ساريك سان خون القديمة ، ستشعرين هناك انك راجعة الى الماضى ، لم يتغير فيها شئ منذ قرون 0 وبعد قليل اوقف سيارته امام الرصيف 0 -ابتداء من هنا نحن مضطرين لمتابعة طريقنا سيرا على الاقدام ، لا يمكن لاية سيارة ان تدخل هذا القسم من المدينة 0 وفتح لها الباب وقدم لها يده ، فنظرت اليه ، كم وجه لشخصية هذا الرجل ؟ وكادت ترفض يده الممدودة نحوها ، لكنها غيرت رايها ، اذا كان ستيف يحاول الاعتذار عن تصرفة الفظ معها فى المطار ، فيجب مساعدته على ذلك فقبلت تلك اليد التى اطبقت بسرعة على يدها ، ولم تجرؤ على التفكير بهذه اللمسة القوية الناعمة والدافئة بنفس الوقت ، لقد جاءت الى هنا للعمل ، لا يجب على ستيف ان يفكر بغير ذلك 0 كانت النزهة جميلة فى المدينة القديمة ، بين الازقة الضيقة التى تنقل الزائر من مفاجئة الى اخرى ، اعجبت سام بالحدائق المعلقة على الشرفات والنوافذ ، وكانت سعيدة بتاملاتها ولم تنتبه الى ان ستيف يقودها الى مطعم هادئ بانواره الخفيفة 0 |
استقبلهما الخادم وقادهما الى طاولة مغطاة بشرشف ابيض ناضع كانت سام تنتظر ان تتناول الغداء فى مطعم صغير قديم لكنها تفاجات بهذا المطعم الانيق ، وتاملت الاوانى والاطباق الفضية بدهشة ، ورفعت نظرها نحو ستيف الذى ادرك حيرتها ، فهز كتفيه وهو يقرا لائحة الطعام 0 -ملاحظات الاسعار لها فوائد ! على كل حال .... اتمنى الا اكون اسات فى استثمار اموالى 0 اما ابتسامته المثيرة ، اخفضت الفتاة نظرها عما يتكلم ؟ عن عمله الذى يريد نجاحه ام عن اشياء اخرى ؟ ففضلت السكوت ، وتناولت لائحة الطعام لكنها لم تفهم شيئا لان الكلمات كانت بالاسبانية ، وعندما رفعت نظرها من جديد نحو ستيف اقترح عليها بنفسه 0 -دعينى اختار عنك .وابتسم لها 0 فلاحظت شيئا من الحنان فى نظراته ، وتحملت هذه النظرات للحظة واحدة ثم اخذت تتامل الطاولة محاولة ضبط دقات قلبها المتسارعة ، وتمنت ان تنتهى هذه الوجبة بسرعة ، وبدا لها الرجل الفظ افضل بكثير من الرجل الفاتن الساحر ، واحست انها بخطر ، يلزمها الكثير من الثقة والحزم لكى تدفع هذا الرجل الساحر القوى الواثق مما يريده ، والذى ينظر اليها كانها فريسته الجديدة ، ولم تكن تعلم ان ستيف يخبا لها مفاجات اخرى 0 -اريد ان اعتذر عن الطريقة التى استقبلتك بها فى المطار هذا الصباح . قال فجاة 0 اعتقدت سام انها لم تسمع جيدا ، لكن الرجل كان صادقا ويبدو من ذلك حركات اصابعه المتوترة فى شعره ، رجل مثله لا يعتذر الا بجهد كبير 0 -كنت اعتمد على تصوير مشاهد جيدة اليوم قبل ان اتوجه الى المطار ، ولكن للاسف لم يحصل شئ كما كنت اتمنى 0 كانت الفتاة تصغى اليه وتحاول ان لا تظهر ردة فعلها ، فاية كلمة او تعبير قد يوقظ تعجرف ستيف الذى تعتبر موقفه الجديد تقدما كبيرا فى علاقتهما 0 -كنت اريد ان اسيطر على الوضع قبل وصولك ، لكن ومنذ ايام لا شئ ينجح 0 -انا ايضا اعرف احيانا اياما كهذه . اكدت له الفتاة وقد تاثرت بصراحة ستيف ، وكانت تشعر انه ينطق بكلماته بكل طبيعية وبدون تكلف ، وكان مثلها يلاحظ ما ينشا بينهما 0 |
لم تستطع الفتاة تحمل نظراته طويلا ، وفهمت سبب ارتباكها لقد اكتشفت فى نظراته الرغبة الكبيرة لكنها تشجعت وقبلت نداء عيونه الزرقاء ، واحست بشعور غريب ، فابتسمت بشحوب وادركت يقظة الانفعالات التى كانت تعتقد انها دفنتها فى اعماق ذاتها الى الابد ، ان قلبها يدق بسرعة ، ودمها يبدو كانه النار تسرى فى عروقها 0 ارتعشت ولاحظت ان هذا الرجل يدرك مشاعرها ، وكانه يقرا فى كتاب مفتوح امامه ، فادارت وجهها ولكن ستيف ظل يتاملها واحست بنظراته منصبة على فمها كانه يقبلها ، فرفعت الفتاة اصابعها الى شفتيها ، لكى تتاكد من ان افكار ستيف لا تزال تتابع افكارها ، فابتسم ستيف بمكر 0 عادت الى راس الفتاة ذكريات تعود لسنوات طويلة ، ينبعث من هذا الرجل الذى يجلس امامها سحر وجاذبية ورقة قوية لا يمكن لحزمها سوى ان ينهار امامه ، واطلقت تنهيدة خفيفة لكنها عميقة ، عندما امتدت اليد السمراء لتمسك يدها التى ترتاح على الطاولة 0 اقترب منها الخادم يحمل المقبلات ، فرفع ستيف يده ، وادارت الفتاة وجهها واستعادت وعيها بسرعة ، هل اصبحت مجنونة ؟ تساءلت وهى تركز انتباهها على كاسها 0 -ما هذا الشراب ؟ سالته فجاة وكانها لم تكن موجودة عندما تناولت الكاس ، وكانت تخاف من قدرة ستيف على اغرائها ؟ ضحك ستيف وجعلها تشعر بانه يدرك قلقها 0 -هذا مزيج من الروم والكوكا كولا مع عصير الحامض ، سنشرب نخب نجاحنا ! وكانت نظراته تدل على ازدواجية معنى كلامه ، فازداد ارتباك الفتاة ، وازدادت دقات قلبها ، ستيف فيتزجيرالد لا يشبة احدا من الرجال الذين عرفتهم ، ودهشت لعدم ارتجاف يدها وهى ترفع كاسها نحو كاسه 0 وتذوقت شرابها اللذيذ المنعش 0 |
منتديات ليلاس-اتحبين السمك ؟ لقد طلبت السمك المتخصص بتقديمه هذا المطعم 0 طمانته بابتسامة ، واعجبت بالطبق الموجود الان على الطاولة ، السمك المطبوخ مع شوربة الزيتون والبصل والبندورة ، وكان الطعام لذيذا بالفعل ، وشعرت الفتاة بالراحة فى هذا المطعم وبرفقة ستيف الذى كان يزرع منذ قليل الاضطراب فى نفسها 0 بعد ان تناول اخر لقمة من طبق الحلوى ، اسندت ظهرها على الكرسى ، فسالها ستيف مبتسما بعد ان طلب القهوة 0 -لم تعودى جائعة ، اليس كذلك ؟ -لا . اجابته بمرح وسعادة 0 منتديات ليلاس دفع ستيف الحساب ، وتامل ساعة يده 0 -انها الساعة الثانية ، ماذا سنفعل طوال فترة بعد الظهر ؟ -بامكاننا ان نتنزه فى سان جون ، انا لم ارى منها سوى القليل . اجابته وهى تتجنب النظر اليه لكى لا يلاحظ احمرار وجهها ، كانت تشعر بالشفافية امامه ، وفكرة قضاء بقية النهار معه فى زيارة المدينة كانت تملا قلبها بالحماس 0 فى الخارج كانت الشمس قوية ، فسارا معا بصمت فى الشوارع التى خف ازدحامها وفجاة توقف ستيف وقال لها : كل سكان الجزيرة ياخذون قيلولة فى مثل هذا الوقت ، الا ترغبين بالعمل مثلهم ؟ امام سؤاله تدافعت الافكار المخيفة فى راس الفتاة ، وحاولت ان تاخذ قرارا سريعا ، مع ان فكرة القيلولة جميلة فى الحقيقة 0 |
ميرسي الك حبووبة من فصولها الاولى ممتعة ومشوقة بانتظار التكملة معاك :) |
الساعة الآن 09:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية