- أتريدين فنجان شاي أو شيء ما ؟
كانت الفتاة تحاول المساعدة ، وأحست ناتالي بالدفء نحوها ، فقالت : - لا. . سأذهب لأستلقي قليلاً . . ليس بالأمر المهم . لكن الفتاة بقيت قلقة عليها . . وأطلّت إلي الغرفة بعد ساعة مسؤلة النزل وهي امرأة متوسطة العمر ، وسألتها عما إذا كان هناك من شيء قد تفعله لأجلها ! كانت ناتالي مستلقية على سريرها جافّة الدموع : - لا شكراً لك . . أنا . . أنا بخير الآن . منتديات ليلاس - موت ؟ - أجل . - قريب ؟ - أجل . وأكملت لنفسها بسخرية " مجرد أبي . . أبي الذي ما عرفته سوي لمدة قصيرة". ظهر إعلان الوفاة في الصحيفة مع مقالة صغيرة عن حياة دانيال . . قصّت ناتالي الإعلان والمقال ، ثم ذهبت إلي المقبرة ووضعت هناك وسط الأكاليل الضخمة من الزهور ، باقة صغيرة متواضعة دون بطاقة عليها . ز وانهمرت دموعها مرة أخرى . . لكنها كانت قد بكت معظم حزنها واستعادت بعد بضع دقائق سيطرتها على نفسها ، وعادت بالباص إلي النزل. كان تشاد يجلس حين خرجت من العمل يوم الأربعاء في سيارته بنهاية الشارع . . وخرج منها هذه المرة وهي تقترب وقد بدت تعابير وجهه متجهمة وهو يبحث في وجهها . . لم تكن في أفضل حال . . كانت تعرف أنها متعبة، لكنها |
أعطته نظرة بنظرة ، تري دلائل محبته لخاله في بروز عظم فكه تحت جلده وتلاشي كل البريق من عينيه ، وكانتا سوداوتين باردتين .
قال وهو ينطلق بالسيارة : - لقد حجزت طاولة غداء لنا . كان المطعم أنيقاً ومن الواضح أنه معروف جداً هناك ، وبعد أن قام السقاة بما عليهم قال تشاد بصوت حاد: - لقد احتفظ دانيال بمال في المصرف لمصلحتك . . وترك لك المنزل ، ومجوهرات جدته. منتديات ليلاس صدمتها السخرية في صوته . . وابتسمت سعيدة لأن والدها كان عطوفاً بما يكفي ليترك لها شيئاً هو ملك لناتاليا الأولي. . لقد أخبرها الكثير عن تلك المرأة القوية الصغيرة الجسم التي كانت الشخص الوحيد الذي أحبه في صغره. قال تشاد موبّخاً : - راضية؟ ليس بهذه السرعة ناتالي لأن ولديّ دانيال سيطعنا بالوصية ، وإذا رُفضت قضيتهما أبقي أنا وصيك الوحيد . . وأنا أسيطر في الواقع بالضبط على كل ما تحصلين عليه من الوصية . . وهذا سيكون قليلاً جداً ، قدر ما أستطيع . ومجوهرات جدته هي مجرد قطع متواضعة ، كلها بالكاد تصل إلي قيمة قطعة مجوهرات قيّمة. اشتعلت شرارات الذهب في عينيها لتغرقهما : - أهذا كل ما تريد أن تقوله لي ؟ - أليس ما كنت تأملين به ؟ أجل هذه حصتك من كل شيء. . |
- إذن أنا واثقة أنك لن تمانع لو تركتك .
حاولت الوقوف بأدب ، وأمسكت يده بسرعة بمعصمها قبل أن يقول من بين أسنانه: - لا . . الآن لا يعرف أحد ماذا أفعل . . وتظن تلك المرأة البدينة هناك بأنني أمسك يدك تودّداً . . حاولي بحركة واحدة أخرى أن تتركي هذه الطاولة وسأظهر للجميع هنا شيئاً يتكلمون عنه لأشهر طويلة. أرتبكت للحظات . . كان وسيماً في بذلته القاتمة ، عملي المظهر . قد يرتدي الرجال مثله ، لكنهم لا يفعلون شيئاً مما تهدد به عيناه. مع ذلك استكانت في مقعدها ، وأطلقت أنفاسها طويلاً في تنهيدة. قال : فتاة طيبة. رفضت بعد هذا أن يكون ردها أكثر من كلمة واحدة. . لكنه أجبرها على البقاء ، وكان يأكل بينما هي تدير العجة في طبقها . . ثم قال ساخراً : - هذه المرأة البدينة الآن مقتنعة تماماً أننا حبيبين. جالت عينا ناتالي بشكل مهين على شكله ، ثم نظرت إلي نفسها تسأل بأدب : - حبيبان ؟ وهل يحب رجال مثلك أمثالي ؟ لامست وتراً حساساً فيه . . لامسته ؟ بل طعنته برمح ! فقد شحب وجهه ، وهي تراقبه مذهولة ، واشتد فمه إلي خط مستقيم حاد قوي. وصل في تلك اللحظة رئيس السقاة ، وتوقف ليسأل ما إذا كان كل شيء على ما يرام . . وأسعدت ناتالي محاولته إجبار نفسه للسيطرة على غضبه قبل أن يرد على الساقي بالإجاب . . وما إن عادا لوحدهما حتى وقف وأخرجها من المكان وأصابعه القاسية على ذراعها . |
لم يقل شيئاً في السيارة ، سوى : سأتصل بك .
وانطلق مبتعداً. عادت ناتالي إلي عملها وكأنها أمضت ساعة الغداء تتلمس طريقها عبر حقل ألغام . . وبدأت تقلق على " بتسي" وهي في طريقها إلي النزل . لقد قال لها دانيال إن ولديه الآخرين ، لا يحبان الكلاب. . ولا شك أنهما وجدا مكاناً آخراً للكلبة الصغيرة ، ثم وجدت نفسها في الباص متجه إلي هناك . . كانت إحدى جارات دانيال تحب الكلاب ، ولا شك أنها تعرف مصير بتسي. منتديات ليلاس كانت بتسي في الواقع عندها. - حين كانوا على وشك التخلص منها ، اضطررت لفعل شيء . ترك رجال النقل البوابة مفتوحة ، وكانت المسكينة تجري في كل اتجاه وكأنها تبكي على السيد ويبستر . . فجئت بها إلي هنا واستبقيتها . - دفعت ناتالي يدها في شعرها : - - ماذا . . أنا آسفة . . لكن أي رجال نقل ؟ - عزيزتي ؟. . كانوا في الصباح التالي لموت دانيال . . وخرجت أنظر إليهم . . تسمعين قصصاً كثيرة عن جرأة هؤلاء اللصوص هذه الأيام . . لكنهما كانا هناك . . لذا كان كل شيء على ما يرام. . رغم أن الأمر لم يكن لائقاً ! - هم. . من ؟ - ولداه . . السيدة غاردنر وريتشارد ويبستر . أخذا كل شيء ، ولم يزعجا نفسيهما حتى بالتنظيف قبل رحيلهما . . لكنني نظفت قليلاً المكان . . انحنت ناتالي تمسح رأس بيتسي : |
- ألديك مفتاح سيدة مونرو ؟
- أجل . . لدي مفتاح ، لقد سلمني إياه السيد ويبستر حين كان يسافر لأرعي بيتسي . . لكنني الآن مضطرة للسفر عند ابنتي ولا أعرف ماذا أفعل بشأن بيتسي . . أحست ناتالي بالجسم الصغير الدافئ يضغط نفسه على ساقيها وأعطاها غضبها الشجاعة : - سآخذها . . في الواقع ، وإذا أعطيتني المفتاح ، سأسكن في المنزل . . فقد تركه السيد ويبستر لي . منتديات ليلاس اتصلت ناتالي برقم منزل تشاد ، وبعد أن رد عليها صوت يشابه صوته ، ربما أمه ، رد عليها : - ماذا تريدين ؟ أخبرته بما حصل ، وبقرارها أن تسكن في منزل دانيال . . لكنها لم تقل له شيئاً عن نقل الأثاث . فهو على الأرجح يعرف هذا ، وموافق عليه. رد عليها باقتضاب: - ليس لك حق قانوني إلي حين تثبت وصيته. - لا أهتم. . سأنتقل إليه. . فإذا كسبتم القضية سأتركه. . وأكون حتى ذلك الوقت ، قد وجدت بيتاً لبيتسي. ساد صمت قصير ، وتصورته يعبس مفكراً بما سيفعل ، قال أخيراً : - حسناً . . سأتحمل المسؤلية . . لكن تأكدي من أن يكون معك مال يكفي لدفع الإجار الذي سيُطلب منك إذا ربحوا القضية. - يا لهما من ولدين ساحرين. . أليس كذلك ؟ ولا شك أنك تشجعهما . - هل خاب ظنك ناتالي ؟ ماذا. . |
الساعة الآن 08:58 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية