- أتعني انك كنت تأمل إن لا أكون ملائمة للعيش هنا . وان أتناول الخضار بالسكين , واتمضمض بالشوربا!
- شيء من هذا القبيل... واجتاحها الغضب , وسلب منها قدرة الكلام , أرادت أن تقفز من مكانها لتضربه , لتصفع ذلك الانطباع الساخر الذي على وجهه . ولكنها أجبرت نفسها على البقاء حيث هي , ولكنها لم تستطع اجبار نفسها على ابتلاع ماتبقى من طعامها. - لا يجب ان تغضبي مني لأنني أقول الحقيقة. ومن المؤكد أن مجرد إخبارك بهذا يشير الى أن ظنوني كانت خاطئة . وقالت وهي ترتجف: - وهل كانت خاطئة فعلاً؟ - طبعاً أنا لا اقول إنني اؤمن أنكما كنتما ستسعدان , فأنا لا زلت أعتقد بأنك ستجدين الحياة هنا مقيدة جداً . ولكنني اعترف أن الفروقات بينكما كانت ستكون في الطباع وليست في الاجتماعات. - هذا اعتراف عظيم يأتي منك , الأ زلت مصراً أنك لست" سنوب" - ألانني أعترف بوجود حواجز طبقية ؟ أنا اواجه الوقائع يا لورا , ولا أصنعها . - ولكنك تحاول تخليد هذه الوقائع ! - لا ... ليس صحيحاً... أنا آسف لواقع اننا جميعاً لم نحصل على فرص متساوية . ولكنني واقعي بما فيه الكفاية لأعرف أنه حتى ولو كانت أمام الجميع فرص متساوية ، فالبعض منا سوف يصعد الى فوق والبعض الآخر لا..... ولكن كل البشر أمام الله متساوين . وقالت بمرارة: - روبرتو ماسيني! - انني اعني مااقول .... وسأكون منزعجاً جداً فيما لو ان من يعمل معي يؤمن بعكس ذلك. - ألهذا قام العاملون عندك بإضراب في الأسبوع الماضي؟ - إنهم بعض الفوضويون , وعندما تحدثت مع رجالي عادوا جميعاً الى العمل . لو كنت قرأت نظام العمل في " ماسيني موترز" لرأيت أنه أفضل اتفاق في اوروبا كلها. ولم تجب, والتقطت شوكتها من جديد لتتابع الطعام وقال روبرتو بعد صمت : - أعتقد أننا يجب أن نتوقف عن الكلام في الماضي. مهما قال عن نسيان الماضي , وعن الترحيب بها هنا , فهي تعرف أنه انما يقوله دون اقتناع . واقعياً يرغب في أن تغادر منزله وتترك له جوليو. وفكرت بأختها التي لم يكن ليدعوها إلى هنا سوى لإذلالها. وتصاعد غضبها من جديد . ومع ذلك فترجمة الغضب إلى كلمات فيه خطورة , إنها تسير في طريق كله خداع , وخطوة واحدة قد تكون نهايتها . والتقطت انفاسها واستطاعت ان تسترخي ثانية . وأشار إلى الخادم ليأخذ الاطباق الفارغة. واستطاعت بعد جهد ان تتكلم وغيّرت الحديث الى الكونتيسة: - لقد قلت ان والدتك قد حضرت برنامجاً للاسبوع القادم ... هل تعلم ماهو؟ فابتسم وقال: - كل ما أعلمه انني سأدفع الفواتير! - اوه .... أتعني اننا سنذهب لنتسوق؟ - أنت أول امرأه أسمع خيبة أملها لهذه الفكرة ! - تسوق الثياب لطالما أضجرني. - ومع ذلك أصبحت موديلاً للازياء؟ - لقد كان لديّ مصور مشهور قدمني للعمل . وهو قمة في عمله . وأصرّ دائماً على استخدامي في كل اعماله المهمة . لقد كنت محظوظة. -هل مازلت تقابلينه؟ - من ؟ ^ يتبع ^ |
- المصور الذي تكلمتي عنه . أم ان هناك رجال آخرين ساعدوك؟
ولم يكن هناك أي خطأ بما يقصده , فاشتعلت غيظاً: - لا يعجبني ما تلمح اليه. - ولكنك تقدّرين الصراحة. - صحيح ... ولكن... - إذاً لماذا الادّعاء ؟ اذا كنت عشت حياتك بطريقة خاصة , فلماذا تحاولين جعلي أصدّق أنك لم تفعلي؟ الا اذا كنتي خجلة من ماضيك. واحمّر وجهها , ولكنها تحكمت بلسانها. - أعتقد اننا اتفقنا على عدم البحث في الماضي؟ وبدا منزعجاً لدرجة أنها عضت شفتها لهذه الخشونة . ولكن عندما عاد إلى الحديث , أخذ يتحدث عن مدرس اللغة الايطالية الذي كتب له بأنه مسرور لتقدم تلميذته. - وهل طلبت منه كتابة تقرير عني ؟ - اعتبر انه من دواعي الأدب عندما أرسل لي الفاتورة. - لقد سررت بتعلم الايطالية . - واضح انك تبذلين جهدك . ماهي خططك لبعد الظهر ؟ - عادة أخرج مع جوليو في عربته . لماذا لاتسمح لي بالتنزه خارج املاككم. - تستطيعين المغادرة متى شئتي ولكن من دون الصبي. - وهل تخاف أن اهرب به؟ - يا ألهي .. مثل هذه الفكرة لم تخطر لي.. ولكن الولد ابن اخي. وقد يكون هدفاً للاختطاف . لم اكن اود ان لخبرك بهذا . ولكنك ام تتركي لي الخيار. - انا سعيدة لانك اخبرتني... هذا يوقف شعوري بأنني سجينة. - إذا رغبت في أخذ جوليانو خارج نطاق الأملاك , فلك الحرية ولكن بمرافقة حارس - لا... لا.... سأشعر بالامان بقرب أكثر المنزل , لقد تذكرت هذا لأنني .... لقد اسأت الحكم عليك.. انا آسفة. - مهما يكن , فأنت تعتذرين بشكل جميل يا لورا . كان هذا أول إطراء يوجهه لها , وتساءلت إذا كان مدركاً لهذا الأمر . وأنعش هذا روحها وجعلها تتكلم معه دون توتر . وتشعب الحديث حول العديد من الأشياء , ولاحظت اتساع معلوماته بكل المواضيع التي طرقاها. وأخذت تفكر بماذا سيفعله لو أكتشف حقيقة هويتها , لم تكن نؤمن بأنه كعم جوليو , لديه الحق بالطفل أكثر منها , ولكنه رجل في عالم الرجال , والأهم , أن لديه سلطة ومركز . لو أنها متزوجة وتستطيع أن تقدم لابن اختها منزلاً ملائماً , ورجلاً يحل محل والده , لكان من الممكن ان تكون أمامها فرصة للاحتفاظ به , ولكن , والأمر كما هو عليه , من دون أدنى شك سيفوز عليها روبرتو . وصممت أن تركز على حاضرها . فهو يعتقد أنها ماري , وطالما الأمر هكذا لن تكون في خطر وتستطيع أن تبقى هنا مع الصبي , وجالت عيناها في اللوحات من حولها , وتذكرت فجأة الآت التصوير التي لم تستخدمها منذ أن وصلت . سوف تستخدمها لتصوير جوليو , فهي تحتفظ بألبوم مصور , ومع ذلك فسيشغل هذا بعد ظهر يوم واحد وسيبقى لها عدد لن ينتهي من الأيام لتملأها بالعمل. بعد انتهاء الغداء , دخل روبرتو إلى مكتبه , وصعدت لورا لتحضر ابن اختها . وخلال ساعة من الزمن دفعت العربة أمامها عبر الممرات الملتفة التي قادتها إلى مناطق لم تكتشفها بعد من الأملاك . هذه الأراضي ستكون رائعة الجمال في الصيف , حتى الآن والأشجار عارية والأرض دون أزهار تبدو بهيجة المنظر والطقس الأفضل يقترب , وبعد بضعة أسابيع من الآن سيكون الطقس دافئاَ , الصيف لا يطاق في روما , ولكنها تعلم أن هذا هو الوقت الذي ستذهب فيه مع الكونتيسة بشكل عرضي . ولكن , لماذا عليها ان تهتم به ؟ من المفترض أن يكون شقيق زوجها ومن الأفضل لها أن تفكر به بهذه الطريقة. ولكن كشقيق زوجها , مايفعله , ومع من , من الطبيعي أن يهمها. ^ يتبع ^ |
عند الرابعة والنصف أعادت ابن شقيقتها لرعاية روزا . وذهبت تبحث عن آلة التصوير . كانت تستخدم كاميرا أتوماتيكية مع عدة عدسات متغيرة , لها فلاش اليكتروني يمكنها من التصوير في أي مكان .
اليوم ستحضر الكاميرا , وغداً ستأخذ بعض اللقطات , وبعد غد ستظهرها . ولكن .... ليس عندها هنا غرفة للتظهير . نظراً للغرف الكثيرة هنا بدا الموقف سخيفاً . ولكن لو أن لديها غرفة لتعمل فيها , فليس لديها المعدات الكافية . وتمنت لو عندها التفكير السليم لتأتي بكل معداتها معها. وتشوقت لتشرب فنجان شاي , فنزلت إلى غرفة الجلوس الصغيرة , ولم تصادف أي خدم في طريقها , لكنها كرهت أن تقرع الجرس ليحضر أحدهم . واخذت تتجول في الغرفة ومن نافذة الى اخرى , وفتح الباب ودخل أحد الخدم وقدم لها رسالة على صينية من فضة . الرسالة كانت من صديقتها ليندا, رسالة طويلة جداً مليئه بالاخبار والإشاعات حول اصدقاءهما المشتركين . وهذا ما جعلها تحنّ الى وطنها اكثر . ولكن آخر فقرة من الرسالة أبعدت عنها شفقتها على نفسها , لأن ليندا , لسبب لا تعرفه شحنت كل معدات الغرفة المظلمة لها إلى روما. (لقد كلفت كثيراً , وسترين ذلك عندما تستلمين الفاتورة , ولكن هذا سيكون كنقطة من محيط بالنسبة للمليونير ) وابتسمت لورا , وكان من الجيد أن تقترح ليندا عليها أن يدفع روبرتو الفاتورة . ولكنها لم تكن تنوي أن تتركه يكتشف بأنها سترتاح من الضجر في سكناها هنا. - مالذي يجعلك تبتسمين هكذا يالورا ؟ وأجفلت عندما سمعت صوت روبرتو وقد دخل الغرفة. - كنت أظنك لا تزال تعمل ؟ - لقد أتيت لأشاركك الشاي. - ولكنني لم أطلبه - لقد طلبته. - هذا تفكير جيد منك. - أنا رجل جيد التفكير . - انت تتمتع بتدبير حياة الآخرين. وحاول الرد , ولكن الخادم دخل وهو يجرّ طاولة الشاي أمامه . وفي الوقت الذي غادر فيه الغرفة كان روبرتو قد فكر جيداً فيما سيقول. وصبت لورا الشاي وناولته فنجانه . وسألته فجأه: - هل ستحضر الكونتيسة العشاء معنا؟ - لا.... ولكن اوليفيا ستتعشى معنا. - إذاً سأتناول عشائي في غرفتي. - ولماذا؟ -ليس لي مكان بينكما انتما الاثنان. - لو أنني كنت أرغب في العشاء معها لوحدنا لما طلبت منك العشاء معنا . وهزت كتفيها لتظهر عدم اهتمامها . ولكنها كانت تعلم انها تكذب على نفسها , لأنها كانت تشعر بالتوتر في حضورها مع انها قابلتها لوقت قصير. وتقدم روبرتو نحو الطاولة وأعاد ملء فنجانه , وتناول بعض البسكوت ,وقال مبتسماً: - من الجيد أنني لا اكون في المنزل بعد الظهر دائماً , وإلا سأصبح الشاي عندي عادة .. هل كنتي دائماً مشغولة بالتصوير ؟ بالتأكيد العمل كموديل أسهل؟ - اعتدت أن أعمل القليل مع الاثنين معاً , وكان من الممل أن اعمل موديلاً طوال الوقت. - وهل تشعرين بالملل لكونك سيدة خالية من العمل ؟ -أحب كل دقيقة من حياتي هنا . قصر أعيش فيه , خدم يقدمون لي كل شيء . ولا حاجة لأن أحرك اصبعاً طوال اليوم , هذا بالضبط هو تصور الفتاة العاملة عن الجنة! وكأن الملاحظة هذه لم ترضه , لأن فمه تقوس عند الزوايا. - من المؤسف أن اخي ليس معك ليشاركك هذه السعادة. - لا أعتقد من الضروري الحديث عن جوليانو , بعض الأشياء ليست بحاجة لوضعها ضمن كلمات. - انا آسف .. ولكن عندما تتكلمين الآن اعتقدت أنك نسيتي أخي. ^ يتبع ^ |
- وهل تريدني أن أتحدث عنه طوال الوقت؟
- بالطبع لا ! أنت على حق يا لورا . ارجوك أن تنسي ما قلته. وقبل أن تفكر بشيء مناسب تقوله , غادر الغرفة. بعد بضع دقائق خرجت تبحث عن الخادم لتسأله إذا كان هناك مكان ضيق مظلم تستطيع تحويله الى غرفة تظهير . وبعد تردد قادها إلى الطابق الأول وتجاوز جناحها , ثم سار في ممر آخر ليصل إلى غرفة. كان واضحاً أنها تستخدم كغرفة مؤنة , إذ ليس لها نوافذ , مما يوفر عليها جهد إغلاقها , والأهم أن فيها مغسلة وماء جاري . كذلك يوجد رف على طول أحد الجدران على ارتفاع الخصر . تستطيع استخدامه لوضع الصواني , وماكينة التجفيف , ويوجد أيضاً عدة خزائن لتضع أوراق التصوير والسائل اللازم للتظهير . فقالت: - لا يمكن أن تكون أفضل حتى لو حضرتّها بنفسي. وبدا السرور على وجه الرجل: - إذا اخبريني أين ترغبين في وضع كل شيء, سأفعلها بنفسي.. - لن أعلم هذا قبل وصول كل شيء . ولكنني سأحتاج إلى كهربائي.. - هناك واحد في المنزل , فالأسلاك هنا بحاجة الى صيانة دائمة. من المذهل ان الأمور سارت بهذه السهولة , وتوجهت لورا الى جناح الطفل لتؤدي مهمتها الليلة في تغسيل الطفل . كانت تتمتع بهذا الوقت من النهار أكثر من أي شيء آخر. في لندن كانت تصل الى المنزل متعبة , فلم تكن تشعر بالمتعة , ولكن في "البلازا" فقد كان الروتين يغلب على ايامها , وكانت تمضي وقتاً أكثر من اللازم في فرك جوليو بالصابون , وتركه يلعب في الماء وحوله لعب البط والقوارب الطافية , تلك الليلة كان مسروراً جداً وأخذ يضرب الماء بيده حتى انه بلّل خالته . وبعد إن أخذ وقتاً أكثر من كاف , أخرجته من الماء ولفته بالمنشفة , ولكنه اخذ يضرب بيديه ويركل بقدميه طالباً العودة الى الماء , وكان صعباً عليها ان تستمر بحمله وهو في هذه الحالة الغاضبة , وأسرعت إلى الكرسي الصغيرقرب الطاولة التي وضعت عليها ثيابه . وما ان جلست وبدأت تجففه , حتى لاحظت أن روبرتو كان يقف هناك قرب النافذة . وسألها وهو يرفع صوته فوق ضجيج الصبي: - هل يفعل كل هذه الضجة كلما استحم؟ - ليس عندما يكون في الماء , فقط عندما يخرج منه - سأهدئه... ورفعه عمه بين ذراعيه , واستمر جوليو في الصراخ ثم توقف فجأة فقال روبرتو: - إنه بحاجة الى التعامل معه بصرامة. ثم وضعه في حجر لورا . فقالت وهي تصرّ على أسنانها: -احياناً تنجح هذه الطريقة واحياناً لا . ومن حظك انها نجحت هذه المرة. - جوليانو يحترم عمه.. لهذا التزم الهدوء! وأنهت تجفيف ابن أختها , ورشت عليه البودرة, وألبسته ثياب النوم. وحملته بانتظار روزا لتحضر له طعامه. وعندما دخلت روزا, توقفت مندهشة لرؤية الكونت. وسألت لورا: - هل تريدين ان اطعم جوليانو؟ - لا سأطعمه بنفسي. ومدت يدها لتأخذ الملعقة عندما قررت أن تعطي الطفل لروبرتو قائلة : - انا واثقه انك ترّحب باطعامه. وجلس روبرتو على الكرسي الذي اخلته لورا ووضع الطفل على حجره . http://www.liilas.com/vb3 ^ يتبع ^ |
فقالت:
- الافضل ان اغطي بنطلونك , قد ينثر بعضاً من طعامه. - قد ينثره.... ولكن انا لن افعل! وكتمت ضحكة , ووضعت منشفة على ركبتي روبرتو , ثم وقفت لتراقبه وهو يطعم الصبي . كانت تظن انه لن يعرف كيف . ولكنها دهشت لبراعته . هل كل الرجال الايطاليون بارعون مع الأطفال؟ أم ان روبرتو له صفات خاصة؟ وانتظرت إلى أن أنهى الطفل طعامه , وفرك عينيه بقبضتيه , ووقف العم بعد أن قبّله قبلة ناعمة , وهو لا يزال يحمله وتمتم: - إلى الفراش الآن. ونظر إلى لورا : - أترغبين إن تضعيه في الفراش بنفسك ام نضعه سوية؟ وهزت رأسها بالإيجاب وسارت إمامه نحو فراش الطفل وكانت غرفة نومه مظلمة قليلاً مما جعلها حميمة جداً , ومرة أخرى شعرت برجولية الرجل الواقف بقربها . وبحذر وضع روبرتو الطفل في سريره , وسألها: - أليس لديه وسادة. - بالطبع لا.. أرى معرفتك بالأطفال ليست كما كنت أظن. - ليس لي معرفة بالأطفال. - ولكنك تدبرت أمرك معه ببراعة. -الحب معلم ممتاز. - وهل تحبه؟ - طبعاً انه ابن جوليانو... كل ما بقي لي من اخي . وبالتأكيد تفهمين من بين كل الناس ما اشعر به؟ - بالطبع افهم.. ولكن المرأة تشعر برد فعل عاطفي , والرجل عادة لا يشعرون هكذا. -اعتقد انك ستجدين الرجال يشعرون هكذا , ولكن معظمهم تربوا على عدم إظهار مشاعرهم . الرجال الانكليز يشعرون بالخجل من إظهار مشاعرهم, ولكننا لا نخجل منها. وتثاءب جوليو , وانحنت لورا لتقبله قبلة النوم , وجعلها هذا قريبة جداً من روبرتو الذي كان ينحني فوق السرير بدوره. ووقفت بسرعة وابتعدت عنه . ووقف ايضاً والتفت إليها: - الا زلت لا تحبيني يا لورا؟ - ليس هناك سبب يجعلني أغير رأيي فيك. - هذا ليس صحيحاً! في البداية اعتقدت انني سآخذ منك ولدك. -ومازلت تنوي هذا.. لقد قلت إنني إذا رغبت في ترك القصر يجب أن اترك جوليو هنا. - لا احد يطلب منك ان تتركي القصر . قلت لك ان تعتبري منزلي كمنزلك تماماً. - منزلك لن يكون منزلي ابداً! دعني اعيش حياتي كما اريد يا روبرتو ! كم تنوي ان تبقيني هنا؟ لماذا لا استطيع العيش مع الطفل لوحدنا؟ - لأنه من عائلة ماسيني , وسوف يكبر هنا ! - لو أن جوليانو حياً.. - كنت ستعيشين هنا ايضاً. من العبث النقاش معه , واظهرت اشارة الهزيمة , لانها تعلم انها ستهزم دائماً اذا اصطدمت مع هذا الرجل . وقالت بغضب: - انت تنتظر مني ان اذهب .. ولكنني لن افعل. - لديك عادة مزعجة بتكرير ماتقولينه . ارجوك لا تقولي هذا ثانية ! - يوماً ما سآخذ الطفل واهرب ! وعلمت على الفور انها اخطأت بكلامها هذا , فقد اسرع وامسك يدها بقبضة كادت ان تكسر معصمها وقال بغضب: - لن تأخذيه من هنا ابداً . واذا لم تعطيني وعداً بهذا , سأضطر الى اعطاء تعليمات بأن لا تتركي لوحدك معه . -لن تفعل هذا! وحدقت في وجهه , ورأته وقد عبق بالغضب ولم تعد عيناه مرئيتان فأجابت نفسها: - بل ستفعل. - هل تعطيني وعداً ؟ اما ان تعديني او ..... - اجل... ولكنني اكرهك لاجباري على هذا. - استطيع العيش مع كراهيتك يا لورا. - وأنا كذلك! - ولكنني لا اكرهك ... بل على العكس , لديك العديد من المزايا التي تعجبني . - وهل هذا مصدر ازعاج لك؟ وارتفع فمه الى جانب واحد. - في الواقع هذا يدهشني , ولكنك شابة مليئة بالاشياء المدهشة يا لورا. ^ يتبع ^ |
الساعة الآن 02:21 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية