منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   السياحة والسفر (https://www.liilas.com/vb3/f175/)
-   -   ملف كامل عن سلطنة عُمان ... من الألف إلى الياء ! (https://www.liilas.com/vb3/t131657.html)

نديم العمر 03-01-10 11:39 AM




( 28 )

حكم السلطان السيد سعيد بن تيمور‏



بعد تولي السلطان السيد سعيد بن تيمور الحكم وجد أن العالم يعاني معاناة شديدة في ‏وطأة الأزمة الإقتصادية التي تجتاحه , لذلك إختط لنفسه سياسة مالية إتسمت بعدم ‏تحميل البلاد بما لا تطيق من الديون , لأن الديون هي مكمن الداء حيث تخلق وضعاً ‏يسمح بالتدخل في شؤون البلاد من قبل الدول الدائنة , لذلك قرر بأن ينفق في حدود ‏إمكانات دولته وإلتزم بتسديد ما على الدولة من ديون. ‏

‏ كما إتخذ خطوات لتدعيم علاقاته الخارجية فقام بجولة في عام 1937م زار فيها اليابان ‏والولايات المتحدة الإمريكية وإجتمع مع رئيسها روزفلت الذي إستقلبه وتبادل معه ‏الهدايا , فكان أول حاكم عربي يزور الولايات المتحدة الإمريكية ومنها سافر إلى ‏بريطانيا حيث إستقبله ملكها جورج الخامس ثم إنتقل إلى فرنسا فايطاليا وأخيراً الهند ‏التي عاد منها إلى مسقط . وفي عام 1944م قام برحلة إلى مصر وإستقبله ملكها ‏فاروق ثم زار القدس عاصمة فلسطين .‏

وفي عهد السلطان السيد سعيد بن تيمور ثم حدثان كبيران أولهما هو حل الخلافات التي ‏كانت قائمة مع المملكة العربية السعودية حول واحة البريمي إيمانا منه بوحدة التراب ‏العماني , أما الحدث الثاني فهو منح شركة تنمية نفط عمان إمتيازاً للتنقيب عن النفط في ‏السلطنة , وفعلا تم إكتشاف النفط وبدأ تصديره منذ أغسطس عام 1968م .‏
وقد وفر الحدث الأول الهدوء بالنسبة للجبهة الداخلية , كما وفر الحدث الثاني الدعم ‏المالي لبدء نهضة إقتصادية شاملة لم تلبث أن بدأت في عهد إبنه جلالة السلطان قابوس ‏بن سعيد المعظم الذي تولى مقاليد الحكم في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م ‏ومرحلة جديدة ومتميزة في تاريخ عمان .‏

نديم العمر 03-01-10 12:01 PM




( 29 )

"السلطان قابوس ين سعيد"



http://www.gmrup.com/uploads/gmrup12625127591.jpg

ولد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه في السابع ‏عشر من شهر شوال عام 1359 هـ الموافق 18 من نوفمبر 1940م في مدينة صلالة ‏بمحافظة ظفار من سلطنة عمان ، وجلالته هو السلطان الثامن لعمان في التسلسل المباشر ‏لأسرة آل بوسعيد التي تأسست على يد الإمام أحمد بن سعيد في عام 1744م .‏

حيث تلقى‎ ‎تعليم اللغة العربية والمبادئ الدينية على أيدي أساتذة متخصصين اختارهم والده ‏رحمه‎ ‎الله كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة‎ ‎‏, وفي سبتمبر عام ‏‏1958 أرسله والده إلى بريطانيا حيث واصل تعليمه في‎ ‎إحدى المدارس الخــاصة ‏ســافوك وفي عــام 1960م التحق جلالته بالأكاديمية العسكرية‎ ‎الملكية في سانت ‏هيرست حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خلالها‎ ‎العلوم العسكرية ‏وتخرج برتبة ملازم ثان ثم انظم إلى إحدى الكتائب العاملة في‎ ‎ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة ‏أشهر ،مارس خلالها العمل العسكري بعدها عاد‎ ‎جلالته إلى بريطانيا حيث تلقى تدريبا في ‏أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك‎ ‎
ثم قام بجولة استطلاعية في عدد من الدول استغرقت ثلاث أشهر عاد‎ ‎بعدها إلي البلاد عام ‏‏1964 وعلى امتداد السنوات الست التالية تعمق جلالته في دراسة‎ ‎الدين الإسلامي ، وكل ما ‏يتصل بتاريخ عمان دولة وشعبا على مر العصـور‎ ‎
وعندما أعلن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في الثالث‎ ‎والعشرين من يوليو ‏عام 1970 انبلاج فجر النهضة العمانية الحديثة كانت عمان والشعب‏‎ ‎والوطن على موعد مع ‏القدر لكي تبدأ مسيرة نهضتها المعاصرة ولتنطلق على درب التقدم‎ ‎والبناء بقيادة جلالته تنفض ‏غبار العزلة وتختصر الزمن وتعبر مراحل التطور بفكر علمي‎ ‎ورؤية استراتيجية متكاملة ‏لتعيد بناء قواها وتبني جسور علاقاتها لتستعيد مكانتها‎ ‎المتميزة كدولة مؤثرة في محيطها ‏الإقليمي والدولي‎ ‎

إن جلالة السلطان المعظم له إهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشئون ‏البيئة ، ويتضح ذلك جلياً في ما يقدمه من دعم كبير ومستمر للعديد من المشروعات الثقافية ، ‏وبشكل شخصي ، محلياً وعربياً ودولياً سواء من خلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات ‏الإقليمية والعالمية ، ومن أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا للحصر (موسوعة السلطان ‏قابوس للاسماء العربية ) ، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن الكريم سواء في السلطنة أو في عدد ‏من الدول العربية ، وكذلك بعض مشروعات جامعة الأزهر وعدد من المراكز العلمية العربية ‏والدولية ، بالإضافة إلى (جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة ) التي تقدم كل عامين من خلال ‏منظمة اليونسكو ودعم مشروع دراسة طرق الحرير وغيرها .‏



وعن هواياته يتحدث جلالة السلطان المعظم فيقول : ((منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب ‏الخيل ، فقد وضعت على ظهر حصان وأنا في الرابعة من عمري ، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ‏ركوب الخيل ، ولكن في الآونة الأخيرة ولكثرة الأعمال أصبحت الممارسة قليلة جداً ، إلا إن هذه ‏الهواية قريبة إلى نفسى . كذلك الرماية من الهوايات المحببة كوني تدربت عسكرياً ، هذه الهواية ‏جزء مهم لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العماني الذي يعتز بكونه ‏يستطيع حمل السلاح عند الضرورة ، كذلك عندي حب التجربة لكل ما هو جديد في القوات ‏المسلحة ، سواء بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة ، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي ‏الأفضل وكذلك كنوع من الترفيه ، أستخدم القوس والنشآب ، هناك هوايات أخرى كالمشي .. ‏أحب المشي منذ الصغر ، فأجد الراحة قبل الذهاب إلى النوم أن أقضي وقتاً بالمشي على البحر ‏فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة للتفكير ، كذلك أحب التصوير وكانت لدي هواية الرسم للمناظر ‏الطبيعية في وقت من الأوقات ، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان بممارسة هذه ‏الهوايات .. والقراءة أيضاً كونها هواية ، إلا أنها أصبحت جزء من العمل ، وأصبح من الصعب ‏مطالعة الكتب حسب الهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية . ‏

وأيضاً فإن الهوايات المحببة لدي علم الفلك ومراقبة الكواكب حيث أملك مرصداً صغيراً أمل ‏تحسينه مستقبلاً ، وعندما تكون الفرصة سانحه في الليالي المناسبة حسب النشرات الفلكية فإنني ‏أقضى بعض الوقت في مراقبة هذه الكواكب السماوية .‏


وكالرياضة كنت ولازلت – إذا ما وجدت الوقت أمارس لعبة التنس ، كما أحب متابعتها إذا ‏علمت إنها على جهاز التلفاز وكذلك أيضاً بالنسبة لألعاب القوى ، فإنني أحب متابعتها )) .‏

نديم العمر 03-01-10 12:13 PM


( 30 )

من إنجازات السلطان والقائد

ـ مساجد السلطان قابوس ـ


تحضى بيون الله عزوجل بالإهتمام اللامحدود من لدن حضرة صاحب ‏الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله . ‏

فبالإضافة إلى إنشاء وزارة الأوقاف والشئون الدينية التي تقوم ببنائها ‏وترعى شؤونهت ، فقد أمر جلالته ببناء العديد من الجوامع والمساجد على ‏نفقته الخاصة ، حيث يصل عددها إلى أكثر من 100 جامع منتشرة في ‏ولايات السلطنة . ‏

وتتسم هذه المساجد بطابع مميز في السعة والشكل المعماري ‏والهندسي بالإضافة إلى الزخارف والنقوش الإسلامية الرائعة في الداخل ‏والخارج التي تتفاوت في التصميم جامع لآخر ، حيث تصل المآذن في بعضها ‏إلى خمس مآذن والقباب إلى 22 قبة . ‏

وقد ألحقت بهذه المساجد مدارس قرآنية ، كما تم تزويدها ‏بالمكتبات اللازمة بالإضافة إلى إنشاء وقف خاص لهذه الجوامع والمساجد ‏للصرف على صيانتها ورعاية شؤونها وإمدادها بكل اللوازم والمتطلبات . ‏

وفي إطار إهتمام جلالته بإعمار بيوت الله ورعاية شؤونها والقيام ‏بواجباتها كمراكز إشعاع للثقافة الإسلامية ، فقد صدر في 4 يوليو 2000م ‏المرسوم السلطاني رقم 53/2000 بإنشاء مركز السلطان قابوس للثقافة ‏الإسلامية آلت إليه إختصاصات كل من معاهد السلطان قابوس للثقافة ‏الإسلامية والمديرية العامة للمساجد والمدارس لديوان البلاط السلطاني ، ‏وهو يتمتع بالشخصية الإعتبارية ويتبع وزير ديوان البلاط السلطاني ، ‏ويشرف على العديد من الجوامع والمساجد في محافظة مسقط ومحافظة ‏ظفار . ‏

بالإضافة إلى العديد من الجوامع الكبيرة المنتشرة في الحواضر العُمانية ، ‏والتي بنيت على طراز معماري فريد ومنها جوامع السلطان قابوس في كل من ‏نزوى وصحار والبريمي وعبري وإبراء والرستاق وبهلاء وغيرها . ‏

وجميع هذه الجوامع والمساجد تجد الإهتمام الكامل من لدن جلالة ‏السلطان المعظم ، الأمر الذي يعكس حرص جلالته على الإرتقاء بالثقافة ‏الإسلامية ودعم مراكز الإشعاع الديني ممثلة ف الجوامع والمساجد ومدارس ‏تحفيظ القرآن الكريم ومعاهد الثقافة الإسلامية وطباعة القرآن الكريم ‏ومسابقة القرآن الكريم . ‏

نديم العمر 03-01-10 12:24 PM




( 31 )

جامع السلطان قابوس الأكبر


http://www.mlfnt.com/live/12625132621.jpg
"جامع السلطان قابوس الأكبر في منطقة الخوض"



في عام 1412هـ (1992م) أصد حضرة صاحب الجلالة السلطان ‏قابوس بن سعيد المعظم تعليماته السامية بإنشاء أكبر جامع في السلطنة ، ‏والهدف من إقامة هذا الجامع لا يقتصر على توفير مكان للصلاة والتعبد ‏فحسب بل ليكون مركزا للتفاعل مع روح الإسلام دينا وعلما وحضارة ‏وثقافة . وتم الشروع في بناء عمارة الجامع في عام 1415هـ (1995م) ‏وانجزت عمارته عام 1422هـ (2001م) . ‏

وقد اختير موقع الجامع في ولاية بوشر على مقربة من الطريق الرابط ‏من السيب إلى قلب العاصمة مسقط بحيث يسهل الوصول إليه من ضواحي ‏المدينة الممتدة ومركزها . ويحتل الموقع مساحة إجمالية قدرها 416000 ‏متر مربع وتغطي مساحة أرضية الجامع ما يقرب من 40000 متر مربع . ‏
تم تشيد الجامع على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار ‏‏1.8 متر ، وفي هذا التخطيط إبقاء على النهج العماني السائد في رفع عمارة ‏المساجد التقليدية القائمة في أحياء وقرى المدن القديمة عن مستوى العمارة ‏السكنية أو العامة وأيضا عن مستوى أرض الوديان . ‏

وتؤدي ثلاثة معابر من منطقة الوصول إلى أرضية الجامع عبر ثلاثة ‏مداخل يلي كل منها صحنه الخاص والمرتبط بدوره بسلسة من العقود . ‏ويقع المدخل الرئيسي على المحور الأفقي للمخطط منتهيا بالمئذنة التي تقف ‏شامخة على ارتفاع 91.3 متر أو 300 قدم والى الشرق والغرب من المدخل ‏الرئيسي يقع المدخلان الثانويان وجميعها يؤدي إلى الصحن الخارجي المحيط ‏بقاعات الصلاة ويمتد الصحن على مساحة 24400 متر مربع . ‏

ويأخذ المصلى الرئيسي شكلا مربعا أبعاده الخارجية (74.4 في ‏‏74.4 متر) بقبته المركزية التي ترفع عن سطح البلاط بخمسين مترا وتشكل ‏مع المئذنة الرئيسية المنظور المميز للجامع . ويقع إلى الشرق من المصلى ‏الرئيسي مصلى النساء مشكلا امتداد للمصلى الرئيسي عبر الصحن ‏الداخلي وتحيط بالصحن الداخلي ومصلى النساء مجموعة من الأروقة ‏المعقودة وست قباب تبرز على مدخل مداخل الواجهات . وقد تم تصميم ‏المصلى الرئيسي ليضم أكثر من 6500 مصل وتبلغ سعه مصلى النساء 750 ‏مصلية ومع إمكانية احتواء الصحن الخارجي لثمانية آلاف مصلى بالإضافة ‏إلى الصحن الداخلي والأروقة فان السعة الإجمالية للجامع تصل إلى إمكانية ‏احتواء 20000 مصل ومصلية . ‏

وتشكل الأروقة الشمالية والجنوبية الفضاء الانتقالي الفاصل بين أماكن ‏العبادة ومرافق الجامع الأخرى ويمتد كل منها على مساحة داخلية طولها ‏‏221 مترا . ‏

وتسقف فضاءات الأروقة سلسة من القباب الهندسية المستلهمة من ‏قباب مسجد بلاد بني بو علي الفريدة معماريا الواقع في المنطقة الشرقية من ‏السلطنة . ‏

وتكوّن جدران الرواق الجنوبي ساترا مرئيا مزدوجا يضم مجموعة من ‏مرافق المجمع الوظيفية ومنها المكتبة التي تضم 20 ألف مجلد مرجعي في ‏شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية وتقع قاعة الاجتماعات والندوات ‏‏(سعتها 300 شخص) إلى الغرب من الرواق بينما تم تصميم أماكن الوضوء ‏في الوسط على طول خلفية الرواق المحاذية للصحن الخارجي . ‏

وتبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع حيث تختتم بالمآذن ‏الأربع التي ترسم حدود الموقع بارتفاعها إلى 45 مترا وتجتمع المآذن الخمس ‏في الجامع لترمز إلى أركان الإسلام الخمسة . وتتخلل الجدران البيضاء المهيبة ‏مجموعة من الأقواس والكوّات المفتوحة والصماء مع دعامات تستهل واجهة ‏المصلى الرئيسي وهذه الدعامات لها وظيفة إنشائية فضلا عن أنها ملاقف ‏للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخية التقليدية والسائدة في العمارة ‏المحلية (البراجيل) .‏

وتتوج جدران المصلى الرئيسي شرفات يتأصل طرازها في عمارة ‏القلاع العمانية خاصة ومسننات الشرفات في العمارة الإسلامية عموما . أما ‏جدار القبلة فيتميز بكوّة المحراب البارزة في نتوئها عند الواجهة كما هو ‏التقليد في وضوح التعبير عن حائط القبلة في تصميم المساجد العُمانية . ‏

وقد استخدمت مجموعة غنية من الزخارف الإسلامية في تصميم ‏النقوش المحفورة في أبواب المصلى الخشبية التي تعلو كلا منها آيات قرآنية بخط ‏الثلث . أما الأبواب الخشبية المحفورة التي تربط الصحن الداخلي بمصلى ‏النساء فانها تحتوي على مشربيات مبطنة بألواح الزجاج الملون لتؤكد على ‏تواصل ووحدة المكان المخصص للصلاة . وتقتصر تفاصيل عناصر ‏الجدران الخارجية على تقاسيم الزخارف المحفورة بأنماطها الهندسية ‏والنباتية والآيات القرآنية الكريمة المكتوبة بخط الثلث . ‏

وتزداد كثافة الزخارف ودقة إيقاعها تدريجيا مع الانتقال من قضاء ‏عمارة الخارج إلى داخل الجامع وحرمه . وفي جدران المصلى تعتلي ‏شبابيك الزجاج الملون بتقاسيم هندسية ونباتية رائعة التصميم والدقة . ‏

ويحزم قمة جدران المصلى والصحن الداخلي شريط غني بالآيات ‏القرآنية الكريمة بخط الثلث الممشوق . وتملأ الزخارف الهندسية الإسلامية ‏أطر أقواس الأروقة والمتوجة بحزام من السور القرآنية عند العقود . وطبيعة ‏التشكيل الفني هذه تنتشر إلى جميع أقواس المداخل الرئيسية . أسماء الله ‏الحسنى تحتل موقعها بين أقواس واجهات الأروقة وغيرها وهي محفورة بالخط ‏الديواني . أما قاعدة المئذنة الرئيسية فتحتوي الواجهة الجنوبية منها على ‏نص الأذان , فيما حفر اسم الجامع على واجهتها الشمالية .‏

ورصفت أرضية الجامع بكاملها ببلاط الرخام بترتيب ونمط هندسي ‏متناسق وصممت قطع بلاط الصحن الخارجي والداخلي الرخامي بمقياس ‏وحدة سجادة الصلاة . ووضعت هندسة الجنائن في حديقة صممت شرق ‏الجامع بما يقترن بمدأ تصميم الحديقة الإسلامية حيث بنيت مقصورة بصحن ‏وأروقة وإيوان في وسطها بركة رخامية بمجرى مائي (فلج) يربط المقصورة ‏وسط الحديقة . ‏

وقد صمم على الصحن الداخلي مظلة متحركة لتمد حين تدعو ‏الضرورة لتوفير الظل داخل الفضاء المكشوف . ‏

وجدران قاعة المصلى الرئيسية مكسوة بكاملها من الداخل بالرخام ‏الأبيض والرمادي الغامق وبها جداريات مشغولة بزخارف مورقة بنمط ‏هندسي يغلب على تصميمها أسلوب الفن الصفوي والقاعة مصممة بمخطط ‏مفتوح ذي أربعة أعمدة رئيسية حاملة لهيكل القبة الداخلي ويمتد بمحاذاة ‏كل من الجدار الشمالي والجنوبي رواق ينفتح على قاعة المصلى بأقواس ‏مزودة بزخرفة كما في العمارة المملوكية . ‏

وقد تم تصميم المحراب بإطار مرتفع يضم كوّتين بتقاسيم متراجعة في ‏عمق الجدار بمقرنصات وعقود ويحيط بإطار المحراب حاشية من الآيات ‏القرآنية الكريمة وثنية خرفية تاتئة على شكل حبل مفتول مصنوع من الخرف ‏المطلي بالذهب وتعتلي فتحات الجدران الجانبية شبابيك الزجاج الملون ‏بزخارف مكملة في تصميمها لطبيعة ونمط زخارف الجدران . ‏

إن منظومة كل عنصر معماري في الداخل تجمع أنماطا من الفنون ‏والحرف الإسلامية الأصيلة ولكن في بنية حديثة ومعاصرة لسياق عمارة ‏الجامع وأفضل دليل متكامل على هذا يكمن في تصميم وصناعة القبة ‏الداخلية للمصلى والسجادة حيث كان كل منهما مشروعا فنيا ضخما ‏ومستقلا بحد ذاته مشكلا تحديا على صعيد التصميم والابتكار والتنفيذ ‏الإنشائي . ‏

القبة مجمعة بمقرنصات تشكل مثلثات كروية هندسية ضمن هيكل من ‏الأضلاع والأعمدة الرخامية الخالصة المتقاطعة بأقواس مدببة مرصعة في ‏جميع عناصرها بألواح من القيشاني وتمتد الألواح الخشبية من السقف بطراز ‏ينبثق عن تطوير السقوف العُمانية الأصيلة . ‏

وتم استيحاء أشكال العمارة العمانية في العناصر الزخرفية والهندسية ‏المستخدمة في تصميم الجدران والسقوف والشمسيات المغشاة بالزجاج ‏الملون . والسجاد إحدى مقومات التصميم الداخلي والتي تفرش بلاط ‏المصلى بقطة واحدة تغطي مساحة 4263 مترا مربعا وهي مؤلفة من ‏‏1700 مليون عقدة وتزن 21 طنا استغرق صناعتها وانتاجها أربع سنوات ‏ولقد جمعت هذه السجادة في تأليفها ونوعية تصميمها سجادة تبريز وكاشان ‏واصفهان الأصلية . ‏

واستخدم في نسج السجاد 28 لونا بدرجات متنوعة تم صناعة ‏غالبيتها من الأصباغ النباتية والطبيعية . وتم تصميم السجاد في وحدات ‏من خانات الصلاة تفصل بينها حواشي زرقاء وبيضاء بزخارف مستمدة من ‏النسيج العماني . ‏

وصممت مجموعة من الثريات وعددها 35 خصيصا للمصلى ‏الرئيسي مصنوعة من (كريستال سوروفسكي) ومعادن مطلية بالذهب ‏وتتدلى حول قاعة المصلى . أما الثريا المركزية فتتدلى من قمة القبة بقوام يبلغ ‏طوله 14 مترا وقطر 8 أمتار وهي تشمل 1122 مصباحا وتزن 8 أطنان ‏وصممت ثريات مصلى النساء التسع بطراز عثماني وهي مصنوعة من ‏‏(الكريستال) التركي . وتضم الأروقة الشمالية والجنوبية مجموعة من ‏القاعات إجمالي عددها 12 قاعة صممت كل قاعة بكوّات تحمل طرازا ‏معماريا فنيا خاصا يعود إلى حقبة تراثية مميزة . وانتقاء الأعمال الفنية في ‏القاعات جاء ليمثل نماذج تطور وتعدد أشكال الزخارف المعمارية وثقافتها ‏التي انتشرت بأنماط غنية من الأندلس إلى الصين فيحتوي الرواق الشمالي ‏على قاعة لفنون سلطنة عمان والجزيرة العربية يتبعها قاعة الفن العثماني ثم ‏فن عمارة المماليك يليها قاعة من الزليج المغربي ثم فنون بلاد ما بين النهرين ‏ومصر القديمة وأخيراً الفن البيرنطي . ‏

أما قاعات الرواق الجنوبي فتبدأ بفن بلاد الحجاز ثم الفن الإسلامي ‏الهندي يتبعه قاعة الفن التيموري في آسيا الوسطى ثم الفن الإيراني الصفوي ‏والفن الإسلامي المعاصر وأخيرا نموذج من أعمال إسلامية فنية حديثة . ‏

وبذلك يكون الجامع تحفة معمارية إسلامية بديعة ومركزا دينيا ثقافيا ‏ينهل منه المتلقون العلم ويؤدون في جنباته العبادة . ‏
لقد كان يوم حفل افتتاح الجامع حدثا إسلاميا مشهودا باركه حضور ‏صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ــ وبمعيته ‏عدد من علماء المسلمين . ‏

إن إنشاء هذا الصرح الديني الشامخ على تراب هذه الأرض الغالية ‏من بلاد المسلمين والتي دخلت الإسلام طوعا ودعا لها الرسول (ص) في ‏حديثه الشريف حين قال ( ديني دين الإسلام ، وسيزيد الله أهل عُمان ‏خصباً وصيدا ، فطوبى لمن آمن بي ورآني ، وطوبى لمن آمن بي ولم يراني ، ‏ولم ير من رآني ، وسيزيد الله أهل عُمان إسلاما ) لهو هدية جليلة تضاف ‏إلى مكارم عهد المسيرة المباركة بقيادة الباني الحكيم صاحب الجلالة ‏السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ أعزه وأبقاه الله . ‏

سعد السعوديه 13-01-10 11:13 PM

يسلمووووووووووووو


الساعة الآن 04:52 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية