رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
اقتباس:
تسلميلي يا عمري ومبروك لانك خلصتي روايتك بصراحه اريد اقرأها بس حمسك نفسي الا ان اخلص وشكرا ع التشجيع |
رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
اقتباس:
|
رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
الفصل الثالث
بعد خمس دقائق عادت كاثلين الى المطبخ تحمل ملء ذراعيها حرامات ومناشف ، صنعت منها وساده وضعتها على طاولة المطبخ ، ثم اسرعت تحضر ماء فاتره وصابونا ملطفا ، بينما كانت تتحرك بسرعه في الغرفه ، كان روس يقيس الغرفه من طرف الى اخر . كان يجهل انه مجرد ان يكون للمرء طفل ، سيجعله عاجزا ، ومهما تكن الظروف ضاغطه في الوقت الذي وجدت فيه الطفله ، قد كان يشعر بمسؤليته تجاهها في هذه اللحظه ، كما لو كانت طفلته حقيقه. " حسنا ، اظن ان كل شئ جاهز ، ضعها على الحرام ." اشارت كاثلين عليه ، ومجرد ان وضع روس الطفله على الوساده حتى بدأت بالصراخ واحمر وجهها غضبا ، وراحت تلوح بشده بذراعيها الصغيرتين على جانبيها . " هل هي دافئه بما يكفي ؟ ماذا اصابها ؟" سأل كاثلين وهو يحدق بالطفله عاجزا . بالكاد استطاعت كاثلين ان تسمع سؤاله ، إذ انها كانت تسحب البطانيه وتتفحص الطفله ، وساورها الظن ان روس دوغلاس كان على حق عندما قال انها انجبت منذ ساعات فقط . ارادت كاثلين ان تنفجر بالبكاء من الطريقه المحزنه التي استقبلت بها هذه الطفله في الحياة . لم تدرك انها كانت تبكي ، لكن ذلك حصل لان روس دوغلاس فجأه اخذ يربت على كتفها . " ما الامر؟ هل انتي تبكين ايضا؟ " وبغصه هزت رأسها بسرعه قائله :" لا يمكنني تحمل رؤية ما جرى لهذه الطفله الغاليه ، فقد رميت كأنها خرقه قديمه باليه غير مرغوب فيها ". ثم مدت يدها ومسحت الدكوع التي انهمرت على خديها ." كيف يستطيع انسان ان يقوم بأمر كهذا ؟ كيف حصل ذلك؟" كان روس يدرك تماما ما كانت تشعر به هذه المرأه ، فقد ساوره نفس الشعور عندما قام بسحب الطفله من الصندوق ، كان يضغط بيده على كتفها وهو يقول :" قد تكون تستحق والدين يحبانها حبا حقيقيا ." كان على كاثلين ان تصدق ما قاله :" نعم، انت على حق ، وهي في عهدتنا الان . وهذا ما يهم . " وبعزم متجدد ، قامت كاثلين لتغسل الطفله ، فيما كان اثر الاوساخ يختفي عنها ن كانت دموع كاثلين تختفي ايضا ، ان هذه الطفله محبوبه ، راحت تخاطب نفسها بقوه لآنها قد احبتها . انها لاتزال تبكي ، قال روس بينما بينما كانت كاثلين مستمره في غسل وشطف شعر الطفله الداكن . منذ اللحظه التي مددت فيها كاثلين الطفله على الطاوله ، كان روس قد اتخذ موضعا ليكون قريبا من كتفها الايسر . وحاولت كاثلين ان تغض الطرف عن وجوده بالقرب منها طيلة الوقت الذي استغرقه غسل الطفله ، لكن الامر صعبا لانه كان قريبا جدا منها ، حتى انها كانت تشعر بحرارة جسمه . " حسب تعليمات الطبيب ، تبدو على مايرام ، كما تبدو رئتاها معافيتان ، وهذا امر جيد " لكن ليس من الصالح لها ان تبكي على هذا النحو " قال روس بأنفعال . اوضحت له قائله " ما استطيع تذكره عن والدتي ، ان هذا الامر طبيعي ، كانت تقول ان شقيقي نك بقى يصرخ طيلة الاشهر الثلاثه الاولى من عمره بسبب مغص في معدته ، ثم عاد فتعافى ...... انه لامر مقرف ." كان يراقبها وهي على وشك ان تنتهي من غسل الطفله من رأسها وحتى اخمص قدميها ‘ ثم قامت بتجفيف جسمها بأهتمام فائق ." لقد بدا عليها انها تتدبر امر الطفله بثقه ، وهذا امر صعب بالنسبه لشخص لم يكن لديه طفل من قبل . " لا اعتقد انكي تحتفظين بحفاضات هنا ، ماذا سنستعمل ؟" ابتسمت كاثلين ابتسامه خفيفه وقالت " ستقوم بصنع بعض منها في الوقت الذي اكون فيه امزج وصفة الغذاء " حدق بها مندهشا ، واجاب : " انا ؟ لا استطيع صنع حفاض ، بالكاد اعرف كيف اضعه لطفل ، فكيف حري بي ان اصنع واحدا ! " لو لم يكن صراخ الطفله مزعجا الى حد كبير ، لكانت ضحكت لنظرة الارتباك التي ارتسمت على وجهه ، كيف يستطيع الرجال مواجهة عدوهم في المعركه بشجاعه في حين يفرون على اعقابهم عندما تواجههم مسألة الاهتمام بطفل حديث الولاده! " بالتأكيد قد لا يكون الامر صعبا الى هذا الحد " قالت مؤكده له ذلك . " عندما ذهبت لآتي بالحرامات ، وجدت شرشفا ابيض . تستطيع ان تقصه الى مربعات كبيره في حين احضر لها انا زجاجة من الحليب . " ان روس مستعدا لان يعل اي شئ ليى زجاجة حليب في فم الطفله ، وقد شعر الى حد ما بذلك الشعور عندما رآها تأكل . فقد اطمأن عليها ، انها حقا بخير احضرت كاثلين شرشفا ومقصا وقصت له نموذجا عن حفاض , بينما كان يصنع الحفاضات ، وضعت كاثلين منشفة يد كبيره حول الطفله وثبتتها بدبوس لفتره مؤقته ، ثم لفت الطفله بغطاء فضفاض . " انها تبدو جميله " قالت كاثلين بصوت ناعم ، وهي تضع زيتا خاصا بالاطفال على رؤوس اصابعها وتمسح به شعر الطفله الاسود . " اتدرين كلما فكرت بالمسأله كلها ، كلما تساءلت اي نوع من النساء تكون تلك المرأه التي تنجب ، ثم تترك طفلها مع شخص غريب " . قال روس ذلك بقلق غاضب نظرت اليه كاثلين وقالت بعد ان ارتسم على وجهها تعبير ينم عن اهتمام " ربما لم يكن شخصا غريبا ، ربما كان شخص يعرفك ." بحركه من رأسه يشوبها الشك ، لم يوافق على ما قدمته من اقتراح " لقد مضى على انتقالي الى هنا اسبوعان فقط والاشخاص الوحيدون الذين اعرفهم هنا هم من ساعمل معهم ." "في اي مكان؟" " في فورد سميث ، انا مدرب بايسبول للصفوف الثانويه واستاذ تاريخ". إذن روس دوغلاس استاذ ، اطرقت تفكر بفضوليه ، بالتأكيد يناسبه دور المدرب ، لكن من الصعب تخيل هذا الرجل يحاضر في مادة التاريخ ، امام مجموعه من الطلاب الثانويين. قالت معلقه " انه وقت غريب من السنه تحصل فيه على مهنة تعليم . " ليس بالتأكيد ، انها فترة بين فصلين ، لكن لو اني اعرف احدا يجعلني ابقى هنا ...." رفع كتفيه ثم انزلهما ، محاولا ان يخبرها انه وحيد مثلها . " لا اعرف احدا هنا او في تكساس بأمكانه القيام بعمل كهذا " سألته بأهتمام " : اذن اعتقد ان اختيارك لمنزلك كان اختيارا عشوائيا ". التفت روس الى الطفله وقد بدت وكأنها تحاول ان تنام من جديد ، لقد اراحه ان صراخها توقف اخيرا ، ومهما قالت كاثلين هايز ان صراخها امرا طبيعيا ، فأنه لم يكن يرغب ان تصرخ الطفله ، فذلك يعني ان امرا ما قد حصل لها . " لكن لماذا ؟" اخذ يتسائل بصوت عال :" لم اختار منزلي ؟" هزت كاثلين رأسها بحزن بينما كانت تستدير ناحية الخزائن وراءها وقالت :" الناس يفعلون اشياء غريبه لاسباب غريبه ، ظن ان والدة الطفله جدآ يائسه الآن ." " مالذي يدفعك على التفكير انها الوالدة ؟ قد يكون والد الطفله هو من وضعها في رواقي ." |
رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
مد روس يده ، وراحت كاثلين تراقب اصابعه, وهي تربت بلطف على خد الطفله الناعم ، كان ذا يدين كبيرتين وكفين غليظتين واصابع طويله ، اما بشرته فكانت شديدة السمره مقارنه مع بشرة الطفله المحمره ، وقد تبدو اكثر سمره اذا ما قورنت ببشرة كاثلين البيضاء.
تساءلت بيأس ، ان هذا الرجل غريب ! وفي هذه اللحظه بالذات ، ينبغي ان تفكر بالطفله فقط . اطرق روس مفكرا ، وقال :" اعتقد أننا سنكشف عن الحقيقه في وقت قريب ." استدارت كاثلين نحو الخزائن لتبحث عن زجاجة الحليب ، وروس واقف وراءها ، لاحظ انه لا يزال في معطفه ، خلع عنه لباسه ووضعه فوق الكرسي " لقد وجدتها ." قالت كاثلين ذلك بعد مضي دقيقه ، حيث تناولت زجاجة الحليب البلاستيكيه عن الرف السفلي ورفعتها كي يراها روس . " اعتقد اننا كنا وقعنا في مشكله اسوأ لو لم نجدها . " انضم اليها روس قرب الخزانه ، وقال لها :" ربما استطعنا ان نستعمل قفازا مطاطيا كما تشاهدين في جميع الافلام القديمه ، يبدو انه يساعد" ابتسمت كاثلين لاقتراحه وفي اعتقادها انهما قادران ايضا على ايجاد ما استطاعا من دعابه في الموقف . اقل ما يمكن ، ان ذلك سيكون افضل من ان يعيشا على المأساة التي لكانت حصلت لو لم يجد روس دوغلاس الطفله في الوقت المناسب . قالت :" " حسنا في الحقيقه كنت افكر منذ لحظه بفلم قديم ، حيث تجبر الظروف ثلاث رعيان بقر على الاهتمام بمولود يتيم ."" ""انه العرابون الثلاثه ، لجون واين."" قال ذلك بأبتسامه عريضه . وقد تسببت تلك الابتسامه الكسوله بخطوط وتجاعيد في خديه وومضت عيناه الرماديتين بشكل ماكر . شعرت كاثلين بعينيها تنجذبان الى وجهه ، وكأن لم يكن في الغرفه شئ لتنظر اليه سواه . ثم قالت :"" هل شاهدت الفلم ؟"" "" نعم "" اجاب بضحكه خافته كانت كاثلين مسروره لترى ان هذا الرجل كان قادرا على المزاح على الرغم من الظروف المحيطه بهما ، كما كانت مسروره ايضا لانها كانت تشاركه الضحك ، ثم انها ارادت ان تظهر لنفسها ان كونها وجدت ذلك الرجل جذابا ، لم يكن في الحقيقه امر يقلق . راح روس يراقبها وهي تثقب علبه تحتوي على الحليب المكثف . ثم سألها :"" هل هذا ما اوصى الطبيب بأن تقدميه ؟"" اشارت كاثلين الى ملاحظاتملقاة على المنضده . "" انظر بنفسك"" القى بنظره فاحصه على قطعه الورق ، وقال :""" لدينا شئ تأكله ‘ هل تتوفر عندك كميه من هذا الطعام ؟"" سألها وهو يشير الى العلبه . اجابت الكثير منه ، اني اطهو واخبز بأستمرار ، واحب ان اكون مجهزه بكل المواد الضروريه .""" ولم تستع لجم نفسها من النظر اليه والابتسام ز رد روس على ابتسامتها بأبتسامه منه ، و قد لف ذراعيه على بعضهما ‘ فوق صدره . سألته ضاحكه ثم امتعضت :"" هل انت غير واثثق من طعام الطفله هذا "" ارتسم تعبير وديع على وجهه , وهو يراقبها وهي تضع كميه موزونه من الماء فوق الحليب الدسم ، اجابها :"" ليس الامر على هذا الشكل ، فقط ... اريد ان تكون الطفله بخير .""" وبطرف عينيها ، رأته كاثلين يحدق على الطاوله حيث تستلقي الطفله ‘ وهي نائمه على الحرامات المطويه . شئ ما بداخلها تحرك عندما رأت تلك النظره ، الحنونه ترتسم على وجهه ترتسم على وجهه. "" وانا اريدها ان تكون بخير ان كان هذا مايشعرك بأنك افضل حالا ، فأنا لست بغبيه ، في الواقع ، انا معلمه مثلك بالرغم من اني لا درس في الوقت الحاضر ."" فوجئ روس بأعترافها ، اذ انه قد حكم على انها امرأه ثريه ، ليس عليها ان تقوم بأي عمل . "" لم لا ؟ اعني لم انت لا تدرسين الان ؟"" بقيت عينا كاثلين مسمرتين على الحليب الذي تمزجه ، وهي تجيب :"" لقد قتل زوجي منذ سنه ، وبقيت فتره حتى تمكنت من ان استجمع قواي ... اردت العوده الى العمل ، لكن في الوقت الذي عدت فيه كان الامر متأخرا لاجد مركزا شاغرا في التعليم في الصف الثانوي ما قبل الاخير ، ربما في بداية السنه الدراسيه المقبله ، قد يتوفر لي عمل ."" شعر وكأنه وضيع ، لكن كيف كان عليه ان يعلم انها كانت متزوجه ، او بالاحرى ان زوجها متوف. ""إني اسف ، فقد كانت تلك فضوليه مني ."" اخذت كاثلين تذكره ، بأن غدا يصادف بداية السنه الجديده ، وبأنها لن تسمح لذكرى غريغ بأن تنال منها ابدا . "" لا تعتذر ، فأنت لم تكن تعرف زوجي السابق ، علاوه على ذلك فأن اصحابي يسألونني نفس السؤال ، لم لا تعودين الى التدريس؟"" "" وهل تزعجك اسألتهم؟"" ابتسمت كاثلين ابتسامه باهته ، وهي تنظر اليه . "" لم تعد تزعجني ، اني اتطلع للرجوع الى صف المدرسه."" سألها :""هل غالبا تحدث العاصفه الجليديه هنا ؟"" " لا تحدث تكرارا ، لكن عادة نحصل على نصيبنا منها في كل شتاء "" "" هل تمازحينني؟"" ابتسمت كاثلين للشعور المشمئز الذي علا وجهه ، وقالت:"" كلا ، انه لامر عادي ان تبقى مقيدا هنا في الجبل بسبب الثلج والجليد ، او المطر المتجمد ، خاصه في شهر يناير ."" "" اني قادم من منتديــــات ليلاس جنوب سان انطونيو ، وليس عندنا طقس كهذا في الحقيقه بينما كنت اتزحلق على حافة الجبل تساءلت ما الذي اتى بي الى هنا ."" سألته مستفهمه "" لم اتيت ؟"" صبت قسما من الحليب المحضر في الزجاجه ‘ ووضعت المتبقي منه في الثلاجه . عاد روس الى الطفله ، وعلى الرغم من انها كانت تبدو معافاة وطبيعيه ، كان هناك ما يحثه على ان يستمر في تفحصها ، اجابها :"" منذ وقت طويل طلب مني صديقي ان احصل على هذه المهنه كخدمه اؤديها له ، وبمااني كنت ابحث عن مدرسه ، في مطلق الاحوال ن قررت ان اقبل هذا المركز. حرصت كاثلين على ان تتأكد من انها اغلقت بأحكام غطاء الزجاجه قبل ان تسأله "": هل ان تقوم بالعمل الذي كان يقوم به ؟"" "" كلا صديقي هو المدير ، والمدرب الذي سأحل مكانه في العمل قد تعرض لحادث سياره سئ وكسرت رجله ، وسيكون في نقاهه حتى فصل الصيف ,"" وضعت الزجاجه في الماء الساخن لتدفئتها ، وبعد ذلك استدارت لتبقى مقابل روس وهي تنتظر الزجاجه كي تسخن ، ثم سألته :"" اذن عملك هو مركز مؤقت ‘ الى ان يستطيع المدرب المشي على قدميه؟"" اوما روس برأسه ، وقال :"" كلا ، فهذه السنه هي اخر سنه متبقيه له في العمل ، سيتقاعد ، لذا انا اشتريت المنزل ، لا اريد ان ابدأ حياتي الجديده مستأجرا ."" اطرقت مفكره ‘ اذن انه يخطط للبقاء في المنطقه ن فقد سرت بالخبر بالرغم من عدم معرفتها السبب ، وقد خالجها الشك بأن اماكن تواجدهما كجيران سوف يتزايد ، حالما تحل مشكلة الطفله وتتوقف العاصفه . "" لابد انه كان صعبا عليك ان تنتقل الى هنا في مدة اشعار صغيره "" "ط ليس بالتأكيد ، كان علي الانتقال بمفردي ، وبما اني لم اكن ادرس في الفصل السابق في سان انطونيو ، فما كان علي ان اقلق حول انذار او ما شابهه."" تساءلت كاثلين ... لو لم يكن يعمل في مجال التدريس ، ما عساه كان فاعلا ؟ لكنها احتفظت بهذا السؤال لنفسها . فقد بدا انها تظهر اهتمام كبير بهذا الرجل . امسكت الزجاجة وتحسست حرارة الحليب على الجزء الداخلي من ذراعها "" هل تريد ان تطعمها انت؟" سألته ذلك وهي تقدم له زجاجة الحليب . رد عليها بسماجه :"" اعتقد انه يتوجب علي الانتظار لارى ان كانت تستطيع الامسال بها ."" رمقته كاثلين بنظره طويله حاده "" لو اني ارغب في ان اكون خبيثه لذكرتك كيف كنت تصرخ بأستمرار بأن علينا اطعامها . ولكن كوني لست منذ ذلك الصنف ، فسوف اسكت"" منذ ساعه ونصف لم يكن روس قد التقى بهذه المرأه ... لما بدا يشعر الان وكأنه يعرفها من قبل؟ كما كان يعلم انها تتعمد ازعاجه عن قصد اكثر من ان تسخر منه ؟ لم يجد مبررا لهذه الاسئله لكنه عرف امرا هو ان ذلك الومض العابث في عينيها كان مثيرا للغايه . اجابها على مهل :"" يسرني انك لا تنتمين الى ذلك الصنف من الناس "". في تلك اللحظه كانت تنظر اليه مفتونه الى غمازه على خده النحيل ، وبلمعه في اسنانه القويمه وفي النور المضحك في عينيه الضيقتين . خطت نحو الطفله ، ثم جلست على احدى كراسي المطبخ ومن بعدها حضنت الطفله بين ذراعيها واعطتها زجاجة الحليب . بعد عدة محاولات فاشله استطاعت ان تتدبر امر وضع الزجاجه في فمها ، لكن سرعان ما رفضت الطفله وعلا صراخها . التفتت كاثلين الى روس وسألته بخوف :"" ماذا سنفعل لو انها لاتريد ان تأكل؟ ماذا سنفعل؟"" ان امتناع الطفله عن اخذ الحليب اقلق روس بقدر ما اقلق كاثلين ، لكنه حاول ان لايظهر لها ذلك . "" لا ترتبكي ، ستأكل فقط امنحيها دقيقه او دقيقتين من الوقت."" قامت كاثلين بالمحاوله مره اخرى ، لكن الطفله لفظت الحليب وشرعت بالبكاء مره ثانيه وبشكل جدي . ارادت كاثلين ان تنفجر بالبكاء وتضم صراخها الى صراخ الطفله . قالت بحزن :"" انها ترفض اية محاوله ." "" هي تعرف انك قلقه وغاضبه ‘ هل انت ترغبين في ان تأخذي طعامك مع شخص وهو يلوي يديك ."" حدقت كاثلين به ، واجابت :"" انني لا افعل ذلك انني قلقه ، وما من مره بحياتي قمت بارضاع طفله! خذ اطعمها انت ! . " ثم وقفت وسلمت الطفله الى روس الذي فورا صعق بتبادل الادوار بينهما . واخذ يصرخ بها :"" لم تريدين مني ان احاول؟ لا اعرف ماذا افعل! " وضعت كاثلين يدها على كتفيه ثم دفعت به على الكرسي ."" وانا لا اعرف يمكنك ان تحاول . به |
رد: 565 - الطفلة - ستيلا باجويل - قلوب عبير دار النحاس
بهذه الكلمات خاطبته ، ثم ناولته الزجاجه .
حضن روس الطفله بحذربين ذراعيه ، واخذ يدندن لها برقه ، بصوته العميق كلمات مشجعه . إندهشت كاثلين كيف ان الطفله بدأت تهدأ ، فأغتنم روس الفرصه في تلك اللحظه وقدم لها الزجاجه مجددا ، وهذه المره راحت الطفله تتذوق الحليب وتلتهمه . تنهد الاثنان تنهيدة ارتياح لان الطفله كانت تبتلع الحليب الدافئ بنهم شديد . اعلنت كاثلين "" اظن انها قد احبته"" ام عبيده ادرك روس انها اتخذت مكانا على مقربه من كتفه وكانت تحدق بالطفله بين ذراعيه . اجابها :"" اخبرتك انها كانت جائعه "" كانت تطغي على صوته الابح نغمه لبقه ومرحه ، مما جعل كاثلين تميل برأسها لتنظر اليه ثم ابتسم لها ابتسامه جعلتها تشعر بالفرح والدفء. "" ها قد استطعت ان تطعمها ياروس ، لابد انها تحبك اكثر مني ، او انك تمتلك تلك اللمسه الخاصه ."" قالت ذلك وهي ترد له الابتسامه كانت كلماتها وابتسامتها تبعث فيه السرور بشكل واضح قال لها :"" ليس لي علم بذلك . اظن انها ستكون بخير ، ما رأيك ؟"" نظرت كاثلين الى الطفله وتساءلت اذا ما كان الاحساس بالابوه او الامومه على هذا الشكل ، انها لن تعرف جوابا لهذا السؤال ، لكنها تعرف ان هناك صله مع هذا الرجل تربطهما بالمخلوقه الصغيره الجديده . فكلاهما ارادا ان تكون في امان وان يكون هناك من يحميها ويهتم بها ، وحتى الان فقد قاما بالعمل سوية ليمنحاها الكثير من هذه الاشياء قدر المستطاع وفي تلك الظروف . " نعم ، اعتقد انها بخير ، فهي تلتهم الحليب بقوه ، ويبدو انها تتنفس تنفسا طبيعيا ، ولا تظهر عليها علامات حراره او احتقان ، وكل ما استطيع قوله انك وصلت الى هذا البيت في الوقت المناسب ."" لم يكن روس قادرا على التعبير عن نفسه ، فقد كان يعتبر انه شاب طيب ، وعلى الاقل طيبا الى حد ما ‘ فهو يحب المسنين والاطفال ، ويدفع فواتيره ، ولا يطيق شخصا لا يرأف بالحيوان . التقت عيناها بعينيه ، وشعر روس بحركه غير مألوفه في مكان ما بداخله ... ادارت كاثلين نظرها بسرعه عن عينيه الدافئتين ، وتطلعت نحو الطفله التي مازالت بين ذراعيه كم مضى من وقت لم تنظر خلاله الى رجل وتحس بأنها امرأه؟ راحت تسأل نفسها . سنوات؟ إذن ، لم يذكرها هذا الرجل ، بأن اجيالا مضت ولم يلامس قلبها رجل . كانت تشعر بمراقبة روس لها وهي تبتعد بخطواتها عنه وعن الطفله بأتجاه النوافذ التي كانت تؤلف حائطا واحدا من جدران الغرفه . ان تعرف ان عينيه مسمرتان عليها امر جعلها تحس بالدفئ ، وبشئ غريب في داخلها ، فقد كانت تحاول جاهده تجاهل ذلك الشعور ، عندما سمعت صوته يكلمها من الخلف. "" كيف يبدو الطقس في الخارج الان ؟"" ازاحت كاثلين الستاره عن النافذه ، ونظرت الى العتمه الداكنه ، وهي تجيب :""" يبدو لي وكأن هناك مطر متجمد ، في الحقيقه ، الظلمه خانقه في هذا الجزء من المنزل ."" اجاب :"" ياللهول ، لن نستطيع الخروج من هنا حتى الربيع ."" دفعت مبالغته الشديده الى ان تلتفت اليه من فوق كتفها وتقول :"" انتم اهل تكساس تظنون انكم تتجهون شمالا ما اجتزتم النهر الاحمر "" لقد تمكن ان يرى تلك الومضه تعود الى عينيها . وعرف انها تتعمد مضايقته من جديد ، مما جعل روس يتسأل ما اذا كان في شخصه ما يدفعها على القيام بذلك , ام هل انها تقوم بمضايقة كل الرجال بكلماتها وعينيها ؟ كلا ، كلا ، لم يكن راغبا في التفكير على هذا النحو ، لكنه توهم انه كان الشخص الوحيد الذي رأى تلك الابتسامه الغامضه على وجهها . ثم عادت وقالت ثانية :"" اظن ان الطقس يبدو سيئا في هذه اللحظه ، لكن ربما غدا قد يتمكن جرافو الطرق من جرف كل هذا الجليد ، وان لم نستطع النزول غدا في السياره فبالتأكيد اننا سنتمكن من ذلك في اليوم التالي ."" كان يفكر روس برزمة اللحم التي وضعها على رف في ثلاجته ، اذ كان ينوي شراء المزيد من البقول ، لكنه كان قد انشغل بنقل الاثاث وصناديق الكرتون المملوءه بالثياب وبقطع اخرى من الخرده التي جمعها على مر السنين ، اما مهمة شراء البقاله فكانت قد تأجلت . كان يراقب الطفله فيما كان قياس الحليب يتلاشى ببطء في الزجاجه . "" حسنا ، اعتقد اني استطيع ان احيا على قلة الطعام ليومين ."" قال ذلك ، وترافق قوله بهزه وديه من احدى كتفيه وتابع :"" وبأي حال ، فأنا لا اجيد الطبخ "" تعلقت عينا كاثلين بالرجل ، ولاحظت طول ساقيه ، كان ينتعل جزمه كجزمة رعاة البقر ، بنية اللون وذات كعب عالي كالتي ينتعلها شقيقها سام ، وفي وقت سابق لاحظت انه كان يتنقل بها بخفه ، وبالكاد يسمع وقع اقدامه على ارض المطبخ وهو يتمشى حاضنا الطفله بين ذراعيه . سألته :"" لست ذاهبا الى بيتك؟."" تــــــــــــــــم الفــــــــــــــصــــــــــل الثــــــــــــــالــــــــــــث |
الساعة الآن 01:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية