اقتباس:
تحمليني .. كثيررررررررر مشغولة وراح انشغل في الفترة القادمة بسبب دوامي .. بس بحاول اني ماتأخر وهلا بنزل فصل جديد ياعسل |
اقتباس:
العفووو .. لابد من الامانة ..وهو اساس تعاملي مع الجميع فماهو الفائدة من نسب شيء ليس لي حياك الله .. ولك كذلك مودتي |
3 - اسنان اللورد
لم يكن من الصعب ايجاد قصر كالدونيان.. فما ان قطعت راوينا الحدود في سيارة هوارد التي هجرها ، حتي وجدت نفسها فعلاً في بلد اخر .. فقد مرت نصف ساعة و هي تقود السيارة على ارض زراعيه خصبة مترامية الاطراف يسرح فيها النظر الى اللا نهاية حيث المناظر الرائعة و الحقول الخضراء المتصلة بحواجز من الشجيرات الشائكة الشديدة الاخضرار .. كان الريف هادئاً كله تلال جميلة ، تتخللها سواق و اراض زراعية و تبتعد عنها جبال مرتفعة مكسوة بالخليج . كانت تمر احياناً بمخازن غلال مهجورة ، و مرت مرة بقلعة مهدمة هيكلها الفارغ يتطاول شامخاً بفخر نحو السماء و خطوطه المتعرجة القاسية تذكرها ان هذه الارض ارض نزاع ، ارضا عانت قروناً من صليل الفولاذ و هو يقارع الفولاذ و من وقع حوافر الجياد التي كانت تحمل الفرسان الانكليز الي عمق مناطق الاسكتلندية التي كانت تتعالي فيها صيحات العشائر الحادة و نحيب الامهات اللاتي كن يحدقن الي بناتهن الشابات النبيلات و هن تنتزعن من احضانهن لتوضعن وراء ظهور الفرسان كانوا ينقلوهن بعيداً بحيث لا يرونهن ثانية .. كانت ارضاً عانت الكثير ففيها كان يصطف الرجال من الاباء و ابناء العم و الاخوة صامتين و مصممين وجوههم كالحة محفورة عميقاً بالمرارة يختفون تحت جناح الليل ثم يظهرون ثانية من بعيد و كأنهم صور يعكسها خط الافق قبل ان تبتلعهم التلال . انهم رجال قلوبهم سوداء كانت تحمل الانتقام الذي كان يعذبهم بشراسة ليتقدموا الى الاعداء . منتديات ليلاس ارتجفت راوينا .. لقد قرأت القليل عن تاريخ الحدود الدامي منذ ان تلقت ردًا يشير الى القبول بطلبها الذي يقتضي ان تكون سكرتيرة لدى الماركيز كالدونيان و هاهي تعبر الحدود و دافعها الانتقام ...و لكنها بدأت تشعر بالخوف .. فالتاريخ يسرد ان الانكليز و الاسكتلنديين كانوا متكافئين بشكل عادل .. و الانتصارات و الهزائم كانت منقسمة بينهم بالتساوي .. لكن هذا كان قبل ان تؤثر المدنية بحضارتها حتى على الانكليز القساة القابعين على الحدود . و قد ذكر هوارد ان هذا التاثير ما زال سارياً و كأنه برقع خداع فوق مزاج الاسكتلنديين شرس ، تختبئ خلفه القسوةو البربرية الجاهزة في اية لحظة على الانقضاض . راحت تدريجياً اثناء سيرها تقرأ اسماء المناطق الاسكتلندية النكهة : ماكسويل تاون ، لوتشار بريغز ، بلاك كريغ ، .. ثم أخيراً.. كالدونيان ! انتفض قلبها عندما لاحظت ان للقصر لوحة خاصة به يشير السهم فيها الى طريق ريفي طويل ، يمر بين احراج كثيفة و بين حشائش من الاشجار الشائكة المرتفعة الكثيفة ،بحيث لا يرى شيء من فوقها او من بينها و لكن غريزتها انيأتها انه طريق خاص واسع، فرش بالحصى و شق بين غابة من الشجيرات الوردية الكثيفة ، التي ترتفع عن الارض ما لا يقل عن ثمانية اقدام . وهي مليئة بالورود ، و كانها ممر براق قرمزي اللون قادها الى الامام حتى وصلت فجأة ، و بشكل مباغت الى فسحة ..و هناك امامها مباشرة في موقع متعال شامخ ارتفع صرح فخم مهيب و هو قصر كالدونيان ! |
سرعان ما توقفت هناك مذهولة . فللقصر شكل حصن و مناعته ، و ليس هناك ما يخفف من صلابة منظره الا نحت كثيف فوق قناطر نوافذه.. كان هناك درج حجري شبيه بحدوة حصان يرتفع عن المدخل الرئيسي كذراعين حجرتين ممدتين و كانهما على اهبة الاستعداد للعناق او السحق . و كان هناك ايضاً برج ساعة الذي حفر فيه تاج الدوقية، نظرت اليه مسحورة ثم لم تلبث عيناها أن جالتا على لون حجره الوردي و على قبته الرمادية . بدا لها القصر منيعاً ضد اي غزو فهو محصن على جوانبه و من خلفه تقبع غابات كثيفة من الصنوبر.
ركنت سيارتها تحت ظل عواميد منخفضة قبل ان ترتقي السلم الحجري الذي قادها الى الاعلى حيث الباب الضخم المصنوع من خشب السنديان الصلب . سحبت نفساً عميقاً ، ثم امسكت بمقبض الجرس النحاسي بشدة .. و لكن الصوت الذي تعالى عقب طرقتها لم يخترق الجدران بوضوح ، ما هي الا دقيقة حتي تأوه الباب و وقفت وجهاً لوجه امام عجوز شمطاء حادة القسمات ، ترتدي الاسود من رأسها حتى اخمص قدميها ، و لهذه العجوز عينان ثاقبتان مشبعتان بالريبة ، راحت تمعن بهما النظر في راوينا قبل ان تفتح فهما الاشدق لتقول : - القصر مقفل امام العامة .. لقد دون الوقت المحدد لفتحه على لوحة قرب الباب الرئيسي و هي واضحة للعيان . انتفضت راوينا قليلاً لكنها لم تلبث ان قالت بوقار هادئ : - اسمي راوينا هافرشام .. لدي موعد مع الماركيز . هلا قلت له اني وصلت ؟ تراجعت العجوز الى الداخل دون ان يرف لها جفن ، ثم اشارت برأسها الى روانيا لتلحق بها و بعد ذلك امرتها بالتوقف ثم شقت طريقها في الردهة و اختفت في العتمة : - انتظري هنا .. سأرى في اي مزاج هو . سترى في اي مزاج هو ! منتديات ليلاس غاصت راوينا متهالكة على اريكة خشبية ، واخذت تنظر الى ما حولها فلما رات المدينة تلتف حولها ارتفعت معنوياتها قليلاً .. كان في الردهة لوحات زيتية ممتازة و ساعة فرنسية رائعة مستطيلة الشكل و تمثال ايطالي نادر و كراسي تعود الى القرن السابع عشر و هي مصطفة امام جدران مكسوة بخشب مصقول حملت قلوباً مطلية بالذهب . بعد دقائق من صمت ثقيل لم تقطعه سوى دقات الساعة الرهيبة ، وجدت الشجاعة الكافية للسير نحو المدفأة التي ادهشها ان تكون مصنوعة ببراعة من خشب يماثل ما راته على البرج الحجري . فعلى سطحها حفر بعمق تاج الدوقية و تحت التاج حفر شعار باللاتينية يقول: " صدق انك تملكه ، و ستملكه !" . كانت حائرة بشأن معاني الشعار حين رن صوت رفيع في اذنها : - صاحب السعادة سيراك الآن . ذعرت راوينا فقد آن اوان المواجهة . بعد لحظات ، ستكون وجهاً لوجه مع الرجل الذي قدمت الى هنا لتكرهه ، ولكن عليها كونها الموظفة المحتملة ان تبتسم له بعذوبة و ان تجلس عاقدة الذراعين و عليها في الوقت نفسه مقاومة مشاعر كره تدفعها الى تمرير أظافرها الحادة على طول بشرة وجهه الخالي من الرحمة . أدخلت عبر باب قادها الى قاعة ظنتها فارغة فراحت تتمتع بجمالها . كانت الجدران مغمورة بلون أخضر شاحب و بزخرفة مائية ذات اطار ذهبي و كانت الرفوف مليئة بالبورسلان المنمنم و في القاعة ايضاً كراسي مذهبة ، و مساند مغطاة بأعمال يدوية ، و خزانة جميلة التطعيم ، تحتوي على وعاء من خزف ميسينا يعود الى القرن الخامس عشر و هو مزين برسوم تنين ذهبي و على اليمين الزاوية مدفأة و اريكة مريحة المنظر ، مزدانة بالوسائد المكسوة بالقماش المزخرف و على جانبيها طاولات تحمل مصابيح ذات قوائم عاجية ، اطارتها من الحرير العاجي اللون .وهناك عدة مجلات منتشرة كانت تشكل واحة بيتيه امامها طبق مجوف مليء بأزهار عطرة الرائحة، ساعدت في تشتيت القليل من الجو الرسمي الطاغي . |
لفتت نظرها حركة قرب النافذة فالتفتت مذعورة الى ذلك الاتجاه و اذا بعينيها تلتقيان بعينين سوداوين كالأبنوس ، تعكسان قلة اهتمام مهينة فقد راحت هتان العينان تمران فوق جسدها النحيل المتوتر و فوق وجهها المتهجم و عينيها الواسعتين المحطاتين بأهداب تتناقض مع لمعان شعرها الاشقر الفضي . عندما رفع هامته ، انتصب جسده النحيل و كأنه شجرة من اشجار السرو الباسقة المنتصبة التي تحمي قصره .
- آنسة هافرشام ؟ جذبت نفسها بقوة الى الانتباه فقد احست وكأنها مضطرة الى الانحناء ،ثم ، وبعد ان صدمتها تفاهة الفكرة ، دفعت نفسها للرد بصوت معتدل : -اشكرك لورد كالدونيان ، لأنك سمحت لي بهذه المقابلة . توقعت ان يكون صوته خشناً و لكن، الرنين العميق الذي خرج من بين شفتين قاسيتين كالغرانيت ادهشها . - اريد منك منذ البدء الا تتوهمي شيئاً عن طبيعة الظروف السائدة في هذه المنطقة . ليس هنا سينما او ديسكو او حانات وباختصار اقول انه ليس فيها اي نوع من التسالي التي اعتادها جيلك . منتديات ليلاس كان يتحدث وكأنه رجل آلي معتاد على تكرار كلمات حفظها فكان ان اخترقت نظرته الحادة المهيبة درع تحفظها ، و اثارت فيها احساساً بخطر كامن منذ سنوات . لم يسبق لها ان تسارعت نبضاتها بهذه الطريقة أو تعرقت راحتيها و جفت شفتاها حتي عندما قامت بمقابلتها الأولى طلباً لوظيفة إثر تخرجها من الكلية ردت متعلثمة : - انا .. انا ، لا احب هذه الاشياء و ما احببتها قط . حتى حين كنت مراهقة . انا في الخامسة و العشرين ، لورد كالدونيان ، و هذا عمر يخولني اكون لنفسي ذوقاً لا يُدان . قاطعها بسرعة : -ربما.. سنرى . اشار اليها ان تقعد دون ان يتحرك و تريث حتى استقرت على اريكة ، ثم فاجأها باعتراف مفاجئ : - لم يكن لدي خيار سوى عرض العمل عليك على اساس التجربة .. فطلبك هو الطلب الوحيد الذي تلقيته رداً على اعلاني . كنت أفضل موظفاً ذكراً ، و لكن قلة من الذكور بارعون في فن الاختزال و الطباعة ..لذلك انا مضطر و إن مرغماً على القبول بما هو اقل من الافضل .. امرأة . على ان تكون اسكتلندية ! و لكنني اراني مضطر للقبول بك .. اعتقد انك تعرفين الطباعة ، و ان سرعة اختزالك تبلغ عشرين كلمة بالدقيقة على الاقل ، و انك قادرة على الكتابة دون اخطاء املائية او قواعدية .. ؟ أخفضت اهدابها تخفي عنه لهيباً عنبرياً مفاجئاً ، و ردت و هي تعض على شفتيها لتمنع تدفق الكلمات الغاضبة . -أظنك ستجد مهارتي مرضية لك . ردع بصوت لاذع : - وهل انا مضطر للاعتماد علي كلامك فقط ؟ اليس معك شهادات او توصية من رب عمل سابق ؟ لم يفته اجفالها .. يا لها من غبية ! ففي توقها الى مواجهة هذا الرجل الكريه نسيت ضرورة هذه الطلبات . احست انها بدأت تحمر و قالت : - انا .. انا .. - اوه .. نسيتها ؟ |
الساعة الآن 01:11 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية