منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   174 - لا تعتذري أبدا - باميلا بوب - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t168829.html)

نيو فراولة 14-10-11 09:01 PM

إضطربت لأصراره ن تقدم منها ببطء وعانقها بحنان ، لكن للأسف لم يحرك فيها أي ساكن ، ولا يمكنه ان يخرجها من همومها ، توسل اليها قائلا:
" عديني أن تفكري بهذا الموضوع؟".
" سافكر.....صدقني".
وعندما وصلت الى غرفتها في الفندق أحست انها مرهقة نتيجة لأحداث هذا اليوم ، نامت في سريرها وغرقت في أحلامها حتى الصباح.
صباح اليوم التالي إتجهت آنا بخجل الى طاولة بعيدة واحست ان جميع العيون تراقبها، وفجأة لمحت ريان يتجه اليها ثموقف أمامها والقلق باد على وجهه ، نظرت اليه بحقد وقالت:
" سأتزوج جان إبن خالتي ".
كان صوتها مضطربا ، وكانت تريد ان تحمّله أسباب تعاستها وحزنها ، لكن ضربات قلبها كانت عنيفة، رسمت إبتسامة غامضة عندما لمحت الإنزعاج على وجه ريان الذي قال ببرود:
" أريد ان اقول كلمة واحدة...ز لم يبق إلا مشهد واحد وأرجو ألا تتغيبي عن تصويره".
" حاضر يا سيد دونالسون ، لن اتاخر ، اتمنى فقط الا أجد جيسيكا امامي لانك لم تحاول الدفاع عني بكلمة واحدة ".
قال ريان بعصبية:
" آنا...........".
بدون أن تلتفت اليه خرجت بخطوات سريعة، وعندما لمحت بيل يتجه الى سيارته إنطلقت معه الى مكان التصوير .
كان الجميع في مكان التصوير ، يتحركون بسرعة لإعداد المشهد ، وعندما وصل ريان وبدأ العمل لاحظ الجميع مزاجه السيء ، وكرّر تصوير اللقطات بدون أسباب واضحة ، وعند الظهر إتصل أحد المساعدين بالفندق لتأخير موعد الغداء ساعة على الأقل بسبب تأخر العمل.
بعد الغداء خرجت آنا من المطعم باتجاه الصالة وتوقفت بخوف عندما لمحت جيسيكا متجهة نحوها ، أما ريان فقد كان في غرفته يجري إتصالاته الهاتفية قبل الرحيل ، قالت جيسيكا بغيظ:
" وقحة....من سمح لك بإستعمال مخطوطاتي ؟ لقد تجاوزت حدودك".
خجلت آنا من هذه المواجهة الجديدة امام الناس فقالت بإضطراب:
" لقد تركت لك رسالة في المكتب شرحت فيها أسباب سفري".
" آه .....طبعا ، لكنني لم اصدق أية كلمة منها ، إنها صدمة كبيرة بالنسبة الي ، لقد خنت عملك ، وتخليت عن مسؤولياتك ، بالإضافة الى انك سارقة حقيرة.........".
" جيسيكا....... لقد قدمت إعتذاري".
إنها المرة الأولى التي تبدو فيها جيسيكا على هذه الصورة وقد وصلت الى هذا الحد من السوقية ، صرخت باعلى صوتها بعد ان تجمع الناس:
" خائفة أليس كذلك؟".
" لا ابدا وأنت تعرفين حقيقة الأمور".
حاولت آنا أن تبتعد بعد أن لاحظت أنه ليس هناك من ينقذها من هذه النمرة.
" البارحة كنت ترتدين فستاني ، لا تنكري ذلك ، لبسته من اجل ريان أليس كذلك ؟ كما سرقت صورته".
" لا ، الصورة موجودة في المكتب فوق رف المكتبة ، وضعتها هناك بإعتبار أنك ستعودين برفقة زوجك ، أنا آسفة لإستعارة.....".
قاطعتها جيسيكا بوقاحة:
" كنت تحلمين بخطف ريان فإرتديت ملابسي ، لقد اضعت وقتك ، إنه يحبني انا ، ولن يتخلى عني من اجلك".
" فهمت الآن لماذا تصبين غضبك عليّ بهذه الطريقة ، كنت اقوم بعملي فقط ، ثم إذا كنت تحبينه فلماذا لم تتزوجيه؟".
"وأية أهمية لذلك ؟ لكن من أجل فضولك فقط اعلمك بأن ريان لا يريد أن يتزوج ولذلك تزوجت أليستير".
" هكذا تفكرين إذن؟".
إرتفع صوت آنا على الرغم منها فقالت جيسيكا بعصبية:
" على كل حال لقد حكى لي ريان كل شيء ، الطريقة السخيفة التي أتبعتها ليصحبك في نزهة".
" إنك تكذبين".
" وعن العمل ، لقد تصرفت بدون إذني وقمت بتعديل بعض التفاصيل وكتبت أيضا بعض المشاهد ، اقول لك انك فشلت ، وضحكت مع ريان عندما قرأنا تلك الورقات التافهة ، سيمزقها حتما ، وإعتبري نفسك مفصولة منذ هذه اللحظة ، وسأشطب إسمك من سجلاتي ، حتى الأستديو لن تدخليه بعد الآن ".
خرجت ىنا مسرعة وقد سيطر الياس على قلبها ، لن تبقى دقيقة واحدة في هذا المكان ، إنها تحس بالخزي والعار ، وستتجاهل هذه الحمقاء وإتهاماتها السخيفة ، دخلت غرفتها وضربت الباب خلفها بعنف ، اعدت حقائبها ورتبت الأوراق والوثائق لتعيدها الى السيد دونالسون ، وتساءلت بحرقة لماذا تعاقدت معه ؟ هل من اجل هذه المرأة ؟ وكيف لم يستطع ريان ان يشرح لها الموقف ؟ لماذا لم يمنع هذه المواجهة ؟ لا شك انه سخر منها ، لقد لعب لعبته الحقيرة ، بكت بحرقة ، إنها لم تشعر بالتعاسة لهذا الحد ابدا في حياتها ، لماذا أحبت هذا الرجل بالذات ؟ ما هذه الجاذبية المتعجرفة لرجل بلا إحساس؟
غسلت وجهها من الدموع وحملت الوثائق وخرجت ، وقفت أمام غرفة ريان وترددت قبل ان تطرق الباب ، لقد أصرّت على معرفة حقيقة كلامه مع جيسيكا ، لن تحدثه عن الحب ولكن هل هي فاشلة في العمل ؟ وهل كانت رخيصة بإنجذابها اليه؟
طرقت الباب عدة مرات ، نادته بإسمه ، ولكنه لم يجب ، فتحت الباب ودخلت ، ولم تجد احدا ، إتجهت الى الطاولة لتترك له الوثائق فرأت بين كتبه وأوراقه مفاتيح السيارة، أخذتها وخرجت ، قالت في نفسها : ( قد يكون في الصالة أو في المرأب ). ستطلب منه ان يوصلها الى جيبسون ، فليس لها غلا صدر خالتها الحنون ، تشكو لها همومها ، نزلت الى الصالة ثم الى المرآب ولم تجده ،بينما البويك في مكانها المعتاد ، إنه يقضي وقته حتما مع جيسيكا ، وبدون ان تدرك ما تفعله ، فتحت السيارة بإنفعال شديد جلست خلف المقود وادارت المحرك وإنطلقت بإتجاه جيبسون.
في البداية إنطلقت ببطء ، وعندما أحست بلذة قيادة هذه السيارة إنطلقت بسرعة دون ان تفكر لحظة واحدة أنها لا تحمل رخصة القيادة ، ولم تنتبه حتى الى الشرطة ، لقد كان قلبها يطفح بالحزن ، كانت تراقب المارة وتنظر بين الحين والاخر في المرىة حتى تتأكد من ان ريان لا يتبعها.
ماذا سيفعل ريان إذا عرف بإختفاء سيارته ؟ لا شك أنه سيتحول الى عدو خطير ، لكن إضطرابها هدأ قليلا عندما احست أنها إبتعدت عن فيكسبورغ وعن جيسيكا وريان وتمنت فقط ان يعرف سبب هربها.
أوقف السيارة بالقرب من بيت خالتها ، وبقيت داخلها لحظات وهي تستعيد شجاعتها ، وفي النهاية خرجت ومشت بخطوات بطيئة بإتجاه المدخل ، قرعت الباب عدة مرات بدون جواب ، على شرفة البيت المقابل كانت الجارة تراقب الفتاة ، قالت:
" السيدة كالدويل في المستشفى ، في زيارتها الأسبوعية".
نظرت اليها آنا وقالت:
" لكن.......أولادها.......".
" خرجوا منذ الصباح .....بدون شك إنك إبنة اختها الأنكليزية ، ألا تعملين في التلفزيون؟".
هزت راسها وهي تحاول أن تمنع نفسها من البكاء.
" سادعوك لنشرب شيئا بإنتظار عودتهم ، وستقصين علي عن كيفية عملك في الأستديو".
" اشكرك ، ليس لدي وقت الان ، يجب أن أذهب".
ركضت بإتجاه السيارة لكي لا ترى الجارة دموعها ، جلست وأسندت راسها على المقود وبكت ، ساعدها على حزنها هذا الجو الضبابي ، واحست بخيبة أمل كبيرة ، حتى خالتها راشيل كانت بعيدة عنها.
فتحت عينيها ، كان عليها أن تقرر أين تتجه ، وفجأة لمحت أمامها السهم الذي يشير الى إتجاه قصر ويندسور ، فتذكرت ساعاتها السعيدة التي قضتها هناك، وبدون أن تدري إنطلقت آنا بإتجاه السهم ودخلت بعد لحظات في الطريق الضيق وحاولت ان تخفف من سرعة السيارة بعد أن احست ان الشجار تحف هيكل السيارة من الخارج ، عندما وصلت الى الغابة أحست أن الطريق ما يزال طويلا ،وارتعشت فجأة من الخوف ، إنها في مكان مهجور وغريب وتحولت تلك المناظر الجميلة الى أشكال مخيفة ترعبها ، ثم ارعدت السماء بقوة ، عندها احست برعب شديد ، وحاولت أن تعود ادراجها ، ولكن هذا كان صعبا جدا ، تابعت الى المام لعلها تجد مساحة تستطيع فيها أن تدور بسيارتها ، وبعد لحظات لم تعد تقوى على الرؤية بسبب كثافة المطر ، واصم الرعد أذنيها وإرتجفت بشدة حتى انها لمتعد تستطيع السيطرة على السيارة التي إنزلقت فجأة في منحدر دون ان تتمكن من إيقافها ، واخيرا أصطدمت بشيء ما وتوقفت ، هذا آخر ما تذكره قبل أن يغمى عليها وهي تلمح العامود الكورنثي لقصر ويندسور من خلال البرق.

نيو فراولة 14-10-11 09:03 PM

10 – ماذا يحمل الغد؟

عندما فتحت آنا عينيها ، كان المطر ما يزال غزيرا ، ولم تعرف كم مر من الوقت وهي على هذه الحال ، لكنها أحست بذراع حول رأسها ، وكأنها في حلم ، سمعت صوتا يحدّثها:
" هيا..... إصحي يا آنا ، ما الذي جاء بك الى هنا؟ وبسيارتي ! يجب أن تعتذري عن عملك هذا ، هل رغبت في مشاهدة هذا المكان مرة أخرى؟".
كانت لا تزال دائخة وتحس بثقل في راسها ن عندما لمحت باب السيارة مفتوحا وبعد جهد لمست وجهها لتمسح عنه قطرات الماء ، ثم إلتفتت بصعوبة بإتجاه الصوت ، قالت بصوت عميق وغريب:
" سيد دونالسون ، هل أنت فعلا بجانبي؟".
لم تستطع أن تفهم كيف وصل ريان الى جانبها ، حاولت أن تستند الى كرسيها دون ان تتوضح الصورة أمامها.
" آنا......لقدعشت اقصى لحظات الخوف في حياتي".
أخذها وضمّها الى صدره ، ثم رفع شعرها وبدأ يداعب رقبتها بنعومة ، سكنت للمساته وارتاحت لسماع دقات قلبه.
" عزيزتي ، يصعب عليّ ان أراك في هذه الحالة ، ولكن يجب أن تعرفي الحقيقة".
تمنت ان يدوم هذا الحلم ، لقد ناداها ( عزيزتي ) ويضمها الان الى صدره بقوة.
"معجزة انك لمتصابي بجرح في هذا الحادث ، ولكن لماذا سرقت سيارتي؟".
منتديات ليلاس
قالها بعصبية بعد أن قطب حاجبيه وثبت عينيه السوداوين عليها ، إنها غير قادرة على مقاومته ، قالت وهي تحبس دموعها:
" لن ابقى لحظة واحدة في هذا الفندق ، سأرحل حالا ، خذني الى المطار أرجوك".
" انا الذي يقرر ساعة رحيلك ، إنني مسؤول عنك".
" لا ، أنتهت مدة المسؤولية بوصول جيسيكا ، وبفضلك فصلتني عن العمل ، خذني الى جيبسون عند خالتي ، حيث أحس بالأمان على القل".
حاول أن يوقف نحيبها:
" هذا ليس وقت مناقشة موضوعك مع جيسيكا".
علا صوت آنا غاضبا وغبتعدت عنه:
" بالتأكيد ، انت تفضل أن تتجنب الأسئلة ، وتحافظ على علاقتك معها ، إطمئن ، ليس لدي اية رغبة في أن أكون عائقا ".
زفر ريان بعمق وضم آنا بحنان مجددا الى صدره.
" اعرف ان المشكلة مع جيسيكا أزعجتك ،كما أعرف طبيعتها العدوانية ، كل هذا كان غير متوقع ، ولكننا الان في ورطة ويجب أن نخرج من خضم هذا الطوفان".
نظرت حولها ، المطر ما زال يهطل بكثافة ، وعلى جانب الطريق سيارة اخرى تغوص في الطين ، والبويك على منحدر تسندها شجرة ضخمة امامها ، سألت بقلق:
" ماذا سنفعل الآن ؟".
" سأتفحص البويك".
أخذ ريان مكان ىنا وتفحص المقود ثم المحرك ، ومع أول لمسة أنطلق هديره ، اقفل الباب وحاول إخراجها من مكانها لكن دواليبها غرست أكثر في الوحل ، حاول إستعمال الراديو سي بي وإستطاع ان ينقل رسالة الى الفندق يخبرهم فيها عن سلامة الموقف ثم قال بعصبية:
" للسف سنبقى في مكاننا حتى يتوقف هذا المطر اللعين ، على كل حال سيطمئن الجميع ".
( بالنهاية جيسيكا ستطمئن) . هكذا تخيلت آنا التي تراقب ريان بعد ان خرج من السيارة ، وخلع حذاءه ثم إبتعد بإتجاه الطريق ، غاصت قدماه في الطين وقال بمرح:
" يلزمنا سفينة لتنقذنا من هذا الطوفان".
وعندما وصل الى السيارة الأخرى وضع حذاءه وبدأ يتفحصها , صرخت ىنا:
" هل سابقى وقتا طويلا وحيدة؟".
نظر اليها بإبتسامة حالمة وقال :
" لا تقلقي.... في هذا المكان المنعزل تماما عن العالم ، أنا ايضا لا أحتمل هذا".
قالت بعصبية:
" آسفة أنني اجبرتك على الإلتحاق بي هنا بعيدا عن جيسيكا ".
" هذا ليس مهما بالنسبة الي ، المهم أنني إستطعت إستعارة سيارة بيل حتى اصل الى هنا".
بدات آنا تخلع صندلها ، صرخ بسرعة:
" لا تخلعيه ، سأحملك الى الطريق".
" لا.....أستطيع ان اصله كما فعلت أنت".
قال بطريقة ساخرة:
" إحذري الحشرات إذن ، فقد تلسعك ثانية".
منتديات ليلاس
مشت بضع خطوات بصعوبة قبل ان يعود ريان الى البويك ، اقفل البواب وأخذ الحقيبة والمفاتيح ولحق بها بينما كانت تصر أسنانها الما من إحتكاك قدميها بالحجار الخشنة ، ورغم ذلك فقد رفضت مساعدة ريان الذي تجاوزها بإتجاه الطريق دون أن يرفع نظره عنها ، وفجأة إختل توازنها فرمت نفسها بإتجاه الأشجار ، لكن يديها لم تنقذاها ، فسقطت على الارض وغاصت في الطين ، ضحك ريان بمرح ووضع ما يحمله في السيارة ثم عاد بإتجاهها وهي تحاول أن تنهض ، حملها على كتفه دون ان يهتم لصراخها ومشى بتوازن مضطرب بسبب حركتها العصبية على كتفه وقال بمرح:
" إخفي مخالبك ايتها النمرة الصغيرة ، سنصل حالا".
بدا لها ريان كالمتشردين ، حافي القدمين ، رافعا سرواله حتى ركبتيه وقميصه المفتوح يكشف عن صدره البرونزي ، بعد أن أنزلها على الطريق قالت:
" أنا اكرهك".
ضحك ريان وهويلهث من التعب وقال ويده ما تزال تحيطخصرها:
" تكرهينني؟".
شدّها اليه بيدين قويتين ، وتنفست آنا بصعوبة ، قررت ان تقاومه قبل أنن يحقق إنتصارا سهلا لكنها بعد لحظات شعرت بسحر عجيب ، ورغم غرادتها غرقت في أحلامها وخافت ان يتركها فتعلقت به بقوة ، بدأ يهدأ إنفعالها شيئا فشيئا ثم غرتاحت بهدوء ، قال بنعومة:
" هل تكرهينني فعلا يا آنا؟".
" فقط عندما تفقدني توازني .... أنا لست كالأخريات .....".

نيو فراولة 14-10-11 09:06 PM

دفنت راسها في كتفه وأحست بالخجل ، قال بغموض:
" الم يعانقك احد ويغمرك هكذا؟".
" اقسم انني لن أنسى هذا أبدا".
" بل أتخيلك تفكرين بي وأنت مع جان".
هذه الحقيقة صدمت آنا ، كيف عرف ذلك ؟ نظرت اليه بدهشة وهو يبتعد عنها ، فتح باب السيارة وجلس بداخلها ، احست بشوق اليه ، مشت بخجل وجلست بجانبه ، وإنتظرت ان تسمع صوته وهي تراقب حركة ماسحات الزجاج ، إنطلق ريان بهدوء رغم صعوبة الرؤية من خلف الزجاج ، وأحست آنا بإضطرابه .
عندما وصلا الى طرف الغابة توقف ريان تحت مجموعة من الأشجار بإنتظار ان تهدأ العاصفة.
ورغم كثافة المطر كان الحر شديدا داخل السيارة ، فتح جزء صغيرا من النافذة ، ولمح بيتا صغيرا على جانب الطريق ، وعندما ابرقت السماء مرات متكررة إرتمت آنا عليه وهي ترتجف ، على عتبة البيت ظهر عجوز ن اشار لهما بيده ثم صرخ:
" تعالوا.... إحتموا عندي".
إنتظار هدوء العاصفة قد يدوم طويلا ، والسماء محتقنة بغيوم سوداء كثيفة وكأنها قررت أن تفرغ حملها في هذه الزاوية من العالم التي غاب النهار فيها تماما ، ولم يبق إلا ضوء السيارة الداخلي ، وضوء صغير بيد العجوز امام بيته.
" إنه على حق ...... لا نستطيع أن نبقى هنا".
نزل من السيارة وحملها كطفلة مدللة حتى دخلا البيت ، سال العجوز:
" كيف وصلتما الى هذا المكان المعزول؟".
" كنا سنقوم بزيارة للأهل ، لم نستطع الوصول الى جيبسون ".
حكّ العجوز رأسه وقال :
" إنها ليلة صعبة ، ولن تنجح محاولتكما".
تحرك ببطء نحو الطاولة وأشعل لمبة كاز وقال :
" إنقطع تيار الكهرباء منذ ساعتين ، هناك غرفة إبنتي التي رحلت مع زوجها البارحة ، بإمكانكم إستعمالها".
صرخت آنا بقلق:
" آه ... لكن نحن لا.......".
قاطعها ريان فورا:
" هذا لطف كبير منك".
قدم لهما العجوز المناشف ثم إتجه الى المطبخ ليحضر بعض المشروبات ، جلست آنا على الريكة الوحيدة ، وإتجه ريان الى المطبخ ليساعد العجوز.
كانت بحاجة فعلية لتشرب أي شيء ، وعندما أحضر لها ريان عصير البرتقال شربت الكاس دفعة واحدة ، جلس العجوز على الكرسي المقابل بينما إحتل ريان الجزء االمتبقي من الأريكة بجانب آنا سال العجوز بفضول:
" لهجتكما غريبة ، هل أنتما أنكليز؟".
" نعم".
قالت آنا مبتسمة .
إبتسم العجوز فرحا ، وكان سعيدا أن يستضيف هؤلاء الغرباء يخففون عليه وحدته ، تحدث الرجلان بمواضيع مختلفة ، أما آنا فكانت مضطربة من فكرة البقاء ليلة كاملة هنا ومع ريان بالذات , كانت اية حركة منها أو من ريان تسبب إحتكاكا بينهما نتيجة لصغر الأريكة ، نظر اليها العجوز وقال:
" إنك جميلة يا صغيرتي ، يمكنك ان تغتسلي ، وتنشفي شعرك ، في الحمام ستجدين كل ما يلزم ، وبعد ذلك يمكنك ان تعدي وجبة ساخنة لك ولزوجك".
فتحت فمها ، فقال ريان بسرعة:
" زوجتي تخاف العواصف ،أعتقد أنها ستهدأ بعد قليل".
وقف العجوز وقال:
" تعالي سأدلك على الحمام".
نهضت آنا وتبعته ببطء وهي تنظر الى ريان ، قالت بقلق:
" ريان؟".
" سآتي حالا".
عبرت الممر ثم دخلت الحمام ونظرت الى شكلها في المرآة ن عن العجوز على حق ، لقد كان شعرها مبعثرا وملابسها متّسخة ومبللة ، خلعتها بدون تردد وملأت المغطس بالماء الفاتر وجلست داخله بإستمتاع ، احست بالخجل وهي تتذكر موقف ريان من خطا العجوز وكيف أكد له أنها زوجته بدون موافقتها ، ستطلب من ريان ان يصلح خطأه امام العجوز.
غسلت جسمها وملابسها ثم لبست برنسا كبيرا وجدته معلّقا في الحمام ن ولما عادت الى الصالون وجدت ريان وحده بينما إختفى العجوز في غرفته ، قالت:
" ستجد الحمام في ىخر الممر ، اتمنى الا تستغل الموقف أكثر من اللازم".
إبتسم ريان بمكر وقال :
" أمرك مطاع يا سيدة دونالسون".
" كيف تتجاسر على هذا القول ، وتركت الرجل يعتقد أننا متزوجان ؟ لن أسامحك ابدا".
خلع قميصه بلا مبالاة وقال:
" لا تقلقي لن أجبرك على شيء ، لكن ارجو ان تعدي لزوجك وجبة شهية على كل حال".
مشى ريان بإتجاه الممر دون أن ينظر خلفه ليرى إنزعاج آنا ، اشعلت موقد الكاز ، وبدات تحضر بعض اللحم والبيض ، ثم أعدت طبقا من السلطة ، وهذا ما وجدته في ثلاجة المنزل ، كان كل شيء جاهزا عند عودة ريان الذي لف حول خصره منشفة ، وعلّق ملابسه على الحبل بجانب ملابس آنا.
" ارجو أن تكون الوجبة خفيفة ، ومطبوخة جيدا ، هذه أول مرة إستعمل فيها هذا الموقد ".
وضعت الأطباق على الطاولة وجلست مقابل ريان ، رسمت على شفتيها إبتسامة ساخرة وقالت:
" ستشتعل جيسيكا حقدا على هذا الطوفان".
" هذا إذا علمت أنني ساقاسمك الغرفة أيضا ".
عضّت آنا على شفتها وأحست بالأهانة التي سببتها لنفسها فقالت بعصبية:
" لم أطلب منك أن تلتحق بي ، وبما أنك فعلت فعليك أن تتحمل ردود افعالي".
" آنا..... ارجوك ليس هذا وقت المشادات ، على الأقل ونحن في ضيافة شخص غريب".
إبتسم بلطف وقال:
" إنها وجبة لذيذة ، اشكرك".
إبتسمت آنا لهذا المديح وبدأت تاكل بشهية وهي سعيدة بأن ريان ياكل بمتعة كبيرة ، سالت :
" كيف عرفت بمكاني؟".
بعد ان بلع ريان آخر لقمة قال بمرح:
" بعد ان عدت الى غرفتي في الفندق ، لم أجد المفاتيح ، فتشت عن البويك فلم أجدها ، عدت أبحث عن بيل الذي روى لي ما حصل بينك وبين جيسيكا ، إتصلت بخالتك ، فقالت لي انك مررت من هناك ، وقد شاهدت الجارة ، إستعرت سيارة بيل وجئت ببساطة الى هنا ، وكلي ثقة بأنني سأجدك قرب القصر".
تلعثمت آنا وقالت:
" كيف.......كيف عرفت ذلك؟".
" لقد أحسست بمشاعرك وبإعجابك بهذا المكان ...... ذلك اليوم الجميل الذي امضيناه معا".
خفضت آنا راسها ، وفهمت أن كل تصرفاتها كانت مكشوفة بالنسبة لريان ، قالت بخجل:
" رغم ذلك اليوم الجميل ، فإنك لم تدافع عني امام جيسيكا بل على العكس رويت لها انني ساومتك وأجبرتك حتى تاتي معي في نزهة".
" لم اقل حرفا واحدا من هذا".
" لقد فصلتني من العمل واهانتني أمام الجميع وقالت......".

نيو فراولة 14-10-11 09:08 PM

تلعثمت آنا ولم تستطع أن تتابع ( إنه يحبني ولن يتخلى عني من اجلك).
سمعت صوت غطاء أبريق القهوة يحركه البخار ، نهضت لتحضر القهوة ثم التفتت الى ريان وقالت:
" قالت انك سخرت من مشاهد السيناريو التي كتبتها وأنك حتما ستمزقها".
وضعت امامه فنجان القهوة وجلست تشرب فنجانها وهي تنظر اليه وهو يشرب القهوة بإستمتاع ، ثم قال بلطف:منتديات ليلاس
" أنا لم أسخر منك أبدا ، والمشاهد التي كتبتهالمولن امزقها .
" هذا لن يغير شيئا ، إنني أحمل شهادة جامعية ، وبعد عودتي سأجد عملا بعيدا عن جيسيكا وأتمنى في المستقبل أن أبتعد عن أية مغامرة مماثلة".
" بالنسبة الي ، سررت جدا لأن جيسيكا طردتك من العمل ، لأن لدي مشاريع أخرى لك".
" مشاريع؟ ........معك؟".
نهضت آنا تحمل الأواني الى المغسلة وتابعت:
" لم يعد يهمني العمل معك يا سيد دونالسون".
ادارت له ظهرها ، وحاولت ان تخفي دموعها ، فالحياة بدونه مستحيلة ، لقد سحرها وقلب كيانها ووضعها في حلم تتمنى ألا ينتهي.
نهض ريان وإقترب منها قائلا:
" آنا ، إن اسلوبك في كتابة السيناريو أعجبني ، صحيح أن هناك بعض الأمور العملية التي تنقصك ، ولكن يمكنك أن تتخطيها ، أقترح عليك العمل معي عند عودتنا".
فوجئت بإقتراحه ، دارت حول نفسها ، وفجأة دفعته بقوة .
" دعني وشأني ارجوك ، إذا كنت تتخيّل أنني سأحتل مكان جيسيكا فإنك مخطىء".
عادت تهتم بغسل الصحون ، وبدأ ريان يساعدها بتنشيف الأطباق وإعادتها الى مكانها.
" لماذا تسيئين الظن بي ، إنك تنظرين اليّ على أنني رجل عديم الإحساس ، أقوم كل يوم بمغامرة مع فتاة جديدة ، فيكتوريا ثم جيسيكا ، والان تعتقدين أنه دورك".
نشّفت يديها وإبتعدت بخطوات قلقة ، الملابس ما زالت رطبة , أخذت المشط وبدأت ترتب شعرها ، وأحست بأن أعصابها هدأت قليلا ، قالت:
" أعتذر ، تاكدت من عدم وجود علاقة بينك وبين فيكتوريا ".
إقترب ريان منها ورفع راسها بهدوء:
" أنت غيورة ، يا صغيرتي المجنونة الملتهبة".
" أ .....ابدا......".
إبتعد عنها بهدوء وقد إرتسمت على وجهه علامات الخبث ، قالت لتكسر نظراته الساخرة:
" انت مغرور ومتكبر بشكل لا يصدق".
نهضت بتمهل وخطت بإتجاه غرفة النوم وقالت:
" انا متعبة جدا ، وسانام على السرير لوحدي ، تستطيع أن تجد مكانا لك ، تصبح على خير ".
أخذت ملابسها ودخلت الغرفة ، ضرب قلبها بعنف ، وتقلبت على السرير ، ولم تستطع ان تسيطر على إنفعالها ، هل سيتركها الى الأبد ؟ ماذا ستكون النتيجة؟
تذكرت مرة أخرى جيسيكا ، وارقت لفترة طويلة.
في الفجر إستيقظت مذعورة على صوت العاصفة ، أخفت راسها تحت الوسادة وهي تحاول الا تصرخ ، أحست بالدفء قربها ، فتحت عينيها فرات وجه ريان.
" يا للجنون ......ماذا تفعل هنا؟".
منتديات ليلاس
رفع الوسادة من فوق رأسها وجذبها بلطف ، إرتعشت بشدة وهي تحس باصابعه تداعب رقبتها بحنان ، أرعدت السماء بقوة فعانقته حتى هدأت وأحست بالأمان ، لن تبتعد عنه على الأقل هذه الليلة ، ولن تضيع هذا الشعور لأي سبب في العالم.
بعد وقت طويل سمعته يهمس بنعومة:
" إحتفلت المجموعة بإنتهاء التصوير هذه اليلة ، لا شك أنهم أفتقدونا".
" وانا إحتفلت بعيد الطوفان بالقرب منك ".
بدات اشعة الفجر تدخل الغرفة ، همس مبتسما :
" آه...... آنا ، يا لها من متعة أن أكون بقربك ".
" ريان.".
ثم إلتفتت اليه فجأة وقالت بصوت اشبه بالصفير:
" لا...... لا يجب ........ليس من العدل".
إنها تشتعل ، ولكنها تريد أن تصرخ على الملأ أنه ليس عدلا ، فماذا يحمل الغد ؟ إنها بحاجة اليه ، فهل هو بحاجة اليها؟ اسئلة كثيرة دارت في راسها ، ولكنها بقيت بلا جواب ، الشيء الوحيد المؤكد هو انها تحبه.
في النهاية يجب ان تعرف معنى الحب معه ، ولو لمرة واحدة .... لأن الحياة ستصبح بلا معنى فيما بعد...... إرتعشت......وهمست:
" ريان.......".
عكس وجهها مجموعة من الأنفعالات المختلفة ، وحاول ريان ان يتحكم بنفسه ، قال :
" منذ عدة ايام إنقلب كياني راسا على عقب ، لم أكن أتصور بأنني اصبحت ضحية لإمرأة ......لكنني مسحور بجمالك وجاذبيتك ، اريد أن اعترف لك بحبي لكنني لا أستطيع ، الموقف معقد للغاية في هذه اللحظة .......ارجوك آنا حاولي أن تفهميني".
كلام ريان كان جميلا وثقيلا كالضباب الذي غطّى عيون آنا بالدموع ، لقد فهمت تماما ، الموقف معقد بحضور جيسيكا ، بعد أن تركت زوجها وإرتمت عليه ، يا له من حظ سيء ! مسكينة آنا ،أحست بالتعاسة ، من سيجبر قلبها المكسور ؟ إنها الان معه ولا تريد أن تفكر بما يحمله الغد.
قال ريان بلطف:
" سابقى بجانبك حتى الصباح ، لا تخافي ابدا ".
تكورت عندئذ بقربه وأحست بدفئه وحنانه.

نيو فراولة 14-10-11 09:10 PM

11 - آخر الرسالة



فتحت آنا عينيها على أشعة الشمس التي ملأت الغرفة وتفحصت المكان الغريب ، وفجأة تذكرت انها نامت بصعوبة ، وفكرت بريان ، إلتفتت فلم تجد سوى مكانه الخالي ، قطبت حاجبيها وحزنت بمرارة لأنها لم تستيقظ بجانبه ولو لمرة واحدة ، لا بد انه إستيقظ منذ فترة طويلة وخرج ، وقد يكون هذا افضل بالنسبة اليها ، لأنها ستتعذب فيما بعد بلا فائدة ، بما ان الأشياء ستسير على عكس ما تشتهي وترغب ، سيطر عليها اليأس ، تقلّصت في سريرها ، وخافت أن تجده مرة أخرى امامها ، بعد لحظات إستجمعت شجاعتها ونهضت لترتدي ملابسها وهي تفكر بليلة المس ، فتحت الباب وخرجت الى الصالة.
" صباح الخير ، كنت اعد لك القهوة لأنني لم أعرف مكان الشاي ".
كان ريان يبتسم بمرح وهو يقف في زاوية المطبخ.
" ستكون القهوة عظيمة ، هل تريد أن اساعدك؟".
" إجلسي أنت تناولي إفطارك ، إنه على الطاولة ، يجب ان نرحل باقصى سرعة ، سأوصلك الى بيت خالتك قبل أن اذهب لتصليح السيارة ، وارج وان تكوني في الفندق ظهرا فالطائرة ستقلع من مطار جاكسون في الساعة السابعة مساء".
لم تقو آنا على الأحتجاج ، إنها تستطيع ان تقود البويك بسهولة في طريق العودة لكنها لن تقترح شيئا كهذا بعد أن رأت تقطيب وجهه ، لقد أصبح من المالوف أن يتحدثا بدون توتر.
تناولت بعض قطع البسكويت مع القهوة ثم قالت بصوت قلق:
" إذا طلب مني جان البقاء.......".
فتح ريان عينيه وقد فاجأه السؤال.
" وحدك تستطيعين إتخاذ القرار طبعا ، ولكن من الفضل ان تعودي معنا في الطائرة نفسها ، على كل حال أنت حرة".
كانت تحاول أن تثير ريان ، وتوحي له بشكل غير مباشر انه ليس الوحيد في قلبها ، عندما خرجا من البيت ، صدمت آنا بجمال المكان ، وبروعة الإضاءة التي تظهر على البحيرات الصغيرة وسط محيط من أوراق الشجر ، وقطرات الندى استقرت على تويجات الأزهار والأوراق ، وفي العمق شاهدت قوس قزح يشكل خطوطا رائعة مع ظلال الشمس ، اعدّ ريان السيارة ، ووضع الحقيبة ، وقبل ان ينطلقا ، ودّعا العجوز الذي مشى معهما حتى إنطلقت اسيارة.
الطريق كانت جافة تقريبا ، وآنا كانت بحالة مرحة ، لكنها لم تجرؤ ان تقفل عينيها لعلّها تستعيد صورة الأمس ، تمنت لو كان لديها آلة تصوير لتلتقط تفاصيل وجه ريان ، أصابعه ، كتفه ، رقبته ن فمه ذا الإبتسامة الغامضة ، تذكرت انه يستطيع أن يبتسم كما يشاء فهو في طريقه الى جيسيكا.
احست باعصابها مشدودة كالأوتار ، كيف يستطيع ان يتحول الى شخص أآخر ببساطة ؟ لا شك أن الساعات الاتية ستكون مليئة بالإثارة ، وخصوصا موقفها من جان ، ستجد الطريقة التي تشرح له فيها بأنها لا تستطيع ان تتزوجه ، أما جيسيكا فالموقف مختلف معها الان بعد ان كذبت بهذه الطريقة ، وستعرف كيف ترد على اتهاماتها ولكنها خافت من موقف ريان ، لا شك أنه سينفي التهمة عن نفسه امام جيسيكا الغيورة ، توقف ريان أمام منزل كالدويل ، ما زال الوقت باكرا ، ولكنهم سيستقبلونها في كل الأحوال ، قالت آنا بصوت متقطع:
" شكرا .......لأهتمامك بي ، ربما كانت لدينا الفرصة للحديث معا ، سأتذكر ما حدث كحلم رائع على الرغم من كل شيء ، آسفة إذا كنت ملحاحة ، لكن.........".
فتحت الباب بيد ترتجف ، وقبل أن تخرج إلتفتت اليه من جديد وقالت بحزن :
" لقد سخرت كثيرا مني".
سالت دموعها على خدها ، وحاولت ان تهرب من نظرة ريان الغريبة ، اخذ يدها من بين يديه وقال متوسلا:
" آنا لا تتخذي أي قرار سريع....عديني؟".
" انا كنت.....".
تذكري فقط خطأ جيسيكا ، لقد تزوجت رجلا لا تعرفه تماما ، وستدفع ثمن ذلك غاليا ، صحيح ان جان إبن خالتك لكنك لم تتعرفي عليه بشكل كاف".
" لكنني....".
قاطعها ريان:
" يجب ان اعود بسرعة الى فيكسبورغ ، أرجو ان تكوني في الموعد المحدد هناك ".
نزلت ومشت بإتجاه البيت ، أتاها من الداخل صوت موسيقى ، ورنين ضحكات ، رنت الجرس وإنتظرت لحظات طويلة قبل أن تفتح الباب فتاة شقراء تلبس سروالا قصيرا ، وصندلا احمر فاقعا ، شعرها أشقر طويل ينسدل على ظهرها المكشوف إلا من قطعتين من القماش تنسدلان على صدرها فتشكلان قميصا صيفيا.
قالت بمرح:
" صباح الخير ، لا شك انك تبحثين عن......".
خالتي".
" إذن انت آنا؟".
ثم صرخت :
" لوك إبنة خالتك وصلت".
دخلت آنا ومشت بجانب الفتاة .
" اعتقد انك صديقة لوك؟".
" لا أنا صديقة جان ، إسمي ماندي سو، نعرف بعضنا من أيام المدرسة الأعدادية ، لكنني اسكن في شيكاغو منذ شهرين ، خفت ان اترك المكان خاليا لخصم يبعدني عن جان".
ضحكت ماندي سو بعذوبة وكان لوك قد وصل لإستقبالها ، قال :
"اهلا آنا....... ستتناولين الفطور معنا إذن".
دخلت ماندي سو الى الحمام وبيدها الراديو وهي تتحرك على الموسيقى التي تصدر عنه ، تابع لوك:
" هيا بنا الى المطبخ".
" لا.......شكرا ، اريد أن ارى جان اولا".


الساعة الآن 11:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية