منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   185 - صخرة الأمنيات - سارة كريفن - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t167146.html)

Rehana 12-09-11 07:38 PM

ولم تبدأ بجوابها حين أستدرك روبير الموقف قائلاً:
" يا والدتي , نحن متفقون على عدم التحدث في هذا الموضوع ".
أنتبهت مورغانا الى مغزى هذا الكلام فسألت فوراً:
"أي موضوع تقصد؟".
هنا أحس السيد دونليفين أن الحديث سيتوتر قليلاً فتدخل فوراً مع ابتسامة متصنعة وبصوت يبحث عن الوفاق قال:
" آه , لا شيء مهم , أنها فكرة من.... فكرة فقط وعادية جداً .... فنحن كنا قد فكرنا أنه لو كان النزل معروضاً للبيع وبسعر مناسب فنحن أولى به من غيرنا في هذه الحالة".
" ولجعلنا منه مكاناً رائعاً وجذاباً".
ولم تكد السيدة تنهي جملتها حتى أحست بما تنطوي عليه من تعريض الفتاة الجالسة أمامها , فأحمرت خجلاً , لكن مورغانا لم تظهر شيئاً وأجابت ببرودة واضحة:
" نعم , بالفعل".
فعائلة دونليفين صرفت أموالاً طائلة حتى الآن حتى تحول المزرعة الى مسكن فخم وجميل , ولكن ذلك لم يكفهم فالسيدة دونليفين تريد التبجح بمكان أفضل من المزرعة.
سألها روبير:
" وماذا تقولين أنت يا مورغانا عن هذه الفكرة؟".
" أنه شيء لا يعنيني أبداً , يجب سؤال المحامين والمالك الجديد ".
" ولكن بالنسبة اليك أنت , أليس هذا حلاً مثالياً؟".
حلاً مثالياً؟ ماذا كان يريد أن يقول؟ فهذه الجملة لم تقلق مورغانا فحسب وأنما كذلك السيدة دونليفين وأبنتها اللتين لا تتصوران العيش تحت سقف واحد مع هذه الفتاة التي يحبها روبير , أما مورغانا فلم تجد ما تقوله غير:
" لا أدري , لم أفكر بالموضوع حتى الآن".
لكن فكرها كان يدور حول هذا النزل الذي كانت تملكه البارحة وكيف هو الآن مثل جنة تدور حولها الغربان , ثم ما هذه الأفكار التي لا يفتأ يطلقها روبير , ومن قال أنها ستقبل العيش في بيت واحد مع أمه وشقيقته؟
بقيت مورغاناصامتة طيلة ذلك العشاء , وعندما أوصلها روبير الى المنزل أدعت التعب حتى لا تدعوه للدخول ثم توجهت الى غرفتها , وفي طريقها كانت تتصور أن كل عائلة بينتريث في اللوحات المعلقة تنظر اليها ,وتساءلت ماذا سيحصل لها لو تركوا البيت قريباً , أنها وجوه عائلتها على لوحات لا قيمة فنية لها, ومن المحتمل ألا يشتريها أحد وتنتهي في زاوية مظلمة في كهف البيت , ربما تجد هي ووالدتها بيتاً آخر , ولكنهما لن تستطيعا نقل كل هذه اللوحات اليه .
غداً ستبحث عن عمل , ربما والدتها تجد عملاً أيضاً , كمدبرة منزل مثلاً , أما هي فستقبل أي شيء , خادمة مثلاً, آه لو أنها تجد عملاً في البيت ذاته.

Rehana 12-09-11 07:39 PM

عندما دخلت غرفتها وقفت للحظات جامدة تنظر الى الحيطان وتتنشق رائحة عطرها الخاص الذي تعودت عليه منذ زمن , ثم عطر آخر .... عطر الدخان الذي تنشقته بمرارة وحسرة وجعلها تصر أسنانها غضباً وحنقاً , ثم تقفز مرة واحدة بأتجاه النافذة تفتحها على مصراعيها ليدخل منها هواء الليل البارد , جلست مورغانا وراء مكتب البهو الكبير تحاول أن تنظم قدر ما تستطيع أوراق النزل , فكاتب العدل أرسل لها مؤخراً رسالة يطلب منها أرسال كل الفواتير غير المدفوعة , ولكن صوت سيارة توقفت أمام الباب قطع عليها تركيزها , لكنها عادت فوراً تكمل عملها ولم تتحرك حتى سمعت صوت الجرس يقرع بقوة , بل سمعت صرير باب المطبخ يفتح ووقع أقدام الزا تتجه لترى من الطارق , ثم تساءلت :
" لماذا لم يدخل بدون انتظار في الخارج؟ ".
لكن صوت ايلين جاءها مفاجئاً:
" دائماً منغمسة بالعمل يا عزيزتي؟".
أنتفضت مورغانا لسماعها صوت الفتاة التي كانت قد دخلت الغرفة تسير الهوينا بأناقتها الزائدة , حاملة بيدها باقة من الزهور , فسألتها مورغانا متعجبة:
" أراك وكأنك جئت لزيارة أحد المرضى مع هذه الزهور؟".
" والدتي هي التي طلبت مني أحضارها لوالدتك , فهذه الزهور في آخر موسمها هذه الأيام".
أرتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي مورغانا تؤكد شكها بأسباب هذه الزيارة , لكنها أستدركت بنعومة ساخرة:
" أنه لطف زائد , أترين فنجان قهوة؟".
" بكل ترحيب , هذا اذا كنت غير مشغولة الآن".
" أبداً".
ودعتها للجلوس على المقعد الوثير المقابل بكل لطف وتهذيب .
وفي المطبخ كانت الزا منقبضة الملامح ووجهها بذكر الأيام التعيسة والسيئة التي عاشتها , ولم تكد مورغانا تدخل حتى فاجأتها بالسؤال:
" هل لي أن أعرف شرف زيارتها الآن؟".
" لقد أحضرت زهوراً لوالدتي , تستطيعين وضعها في أناء مليء بالماء , ثم أرتبها فيما بعد".
" هي وزهورها اللعينة , أتعتقد نفسها ملكة الحظ ؟ أنها مخطئة فأنا لا أرى غير الظلام يحيطها من كل جانب".
منتديات ليلاس
عندما عادت مورغانا الى البهو , وجدت ايلين بالقرب من المدفأة تتفحص أناء البورسلين فخطر ببالها أن تقول لها:
" اتبدأين من الآن تسعير أغراض المنزل؟ ".
لكنها عدلت بدافع صداقتها مع روبير , وما أن رأتها تدخل الغرفة حتى عادت الى مقعدها تقول:
" أرجو ألا أزعجك حقا , فأنا أعرف أنك تمرين بلحظات عصيبة".
" أنه لطف منك أن تكرسي لنا بعض وقتك".
أجابتها باللطف الذي ما تزال تحاول أقناع نفسها به , ثم بعد صمت قليل سألت ايلسن:
" ماذا ستفعل الزا عندما ترحلان عن البيت؟".
" أنها طباخة ماهرة , ولن تجد صعوبة في الحصول على عمل ".
" وبرأيك هل سترفض البقاء هنا بدونكما؟".
" لماذا لا تسأليها هي مباشرة؟".
" يا الهي , لا أجرؤ على ذلك , أنها تخيفني".
قالت ذلك وهي تبتسم ثم أكملت:
" بالمقابل أعتقد أن الوقت مبكر لمثل هذه الأسئلة , لأنها نجهل حتى الآن مشاريع ابن عمك , وبالمناسبة هل تذوق أكلها؟".
" لا , لكنه سيأتي للغداء اليوم".
لم تتمالك مورغانا من كبت ابتسامتها فايلين استطاعت بمهارة معرفة بعض ما تريد على الأقل , فتح الباب فجأة ودخلت السيدة بينتريث:
" الآنسة دونليفين!".
قالتها بتعجب زائد.

Rehana 12-09-11 07:40 PM

" ايلين أحضرت لنا زهوراً من المزرعة".
" كم هو محبب ما فعلت , فزهور المزرعة رائعة الجمال... آه سأتناول معكما فنجان قهوة".
سكبت لها مورغانا فنجاناً وقدمته لأمها التي ما تزال الدهشة مرتسمة على وجهها.
" هل لديك اخبار يا عزيزتي؟".
" لا , ليس بعد, فالوقت ما زال مبكراً وربما كان مشغولاً بشيء آخر".
تدخلت ايلين في الحديث :
" هل تعرفان مهنته؟".
"لا لم يحدثنا عن ذلك, على كل نحن لا نعرف شيئاً عنه ".
فأجابتها:
" كم مزعج ذلك! أن تكتشفي أحد أفراد العائلة بعد أن كان مجهولاً وفي مثل هذه الظروف ,بالطبع ليس بسيطاً كل هذا, فلو أن هذه الحادثة وقعت في القرًن الماضي لكان تصرف على ما أظن كرجل شريف وطلب يدك للزواج , هذا أذا لم يكن متزوجا".
" أننا نجهل ذلك".
أجابتها السيدة الوالدة بينما وقفت مورغانا ممتعضة عن مقعدها وقالت:
" سأذهب لأرتب الزهور وأرى اين أصبحت الزا في تحضير الغداء".
" أنها فكرة جيدة يا ابنتي ,وما رأيك يا ايلين لو بقيت معنا على الغداء؟".
قالت السيدة بينتريث ذلك ببرودة واضحة وكأنها متأكدة من أن الفتاة لن تقبل دعوتها , لكنها فوجئت بالرد يأتي حماسياً :
" بكل طيبة خاطر يا سيدتي".
أبتسمت مورغانا لهذه البادرة وقالت في نفسها يجب أن أهنىء والدتي على هذه اللفتة الذكية , ثم أتجهت وابتسامتها على فمها الى المطبخ , لكن ملامحها تغيرت فجأة عندما رأت لوران بينتريث جالساً على طاولة المطبخ مع الزا تقرأ له حظه في ورق اللعب.
" أنت؟ كيف ذلك؟".
" باب الخدمة كان مفتوحاً فدخلت , هل ترين في ذلك غضاضة؟".
"لا , لا أبداً تستطيع الذهاب والمجيء كما تريد , لكنني فوجئت , هذا كل شيء".
" بالطبع, فكل مرة نلتقي فيها تفاجأين بي , سأحاول أن ألطف ذلك في المرات القادمة".
" لن يكون لي شرف اللقاء بك في المرات القادمة".
ثم توجهت بالكلام الى الزا:
" لا تملأي رأسه بهذه السخافات المضجرة".
" سخافات؟ الست أنت التي تطلبين دائماً معرفة مستقبلك؟".
رفعت ورغانا كتفيها ونظرت الى لوران قائلة:
" الأفضل أن تترك الزا تحضر الأكل , ألا تريد رؤية والدتي والحديث معها عن مشاريعك؟".
" بالفعل فقد جئت للحديث معها... ومعك أيضاً".
" لا علاقة لي بهذا الموضوع وأرجوك أن تستعجل الحديث مع والدتي لأنها قلقة".
" فعلاً؟ أعتقد أنك أنت مصدر قلقها الوحيد".
" ماذا تقصد بهذا الكلام؟".

Rehana 12-09-11 07:42 PM

" تكهني؟".
ثم التفت الى الزا واقفاً وقال:
" سأعود وأطلب منك قراءة مستقبلي فيما بعد".
" بكل سرور".
وأنهمكت الطباخة في لملمة أوراق اللعب بينما لاحظت مورغانا أن ملكة القلب تأخذ مكاناً مهما في توزيع الورق على الطاولة , وبكل سذاجة كانت تأمل أن تكون ايلين قد أنهت زيارتها لكنها كانت في الممر تودع السيدة بينتريث وشعاع من نور الشمس يلتمع على شعرها الكستنائي , وبغريزتها الأنثوية احست مورغانا وكأن بارقة أعجاب تملكت لوران , بينما ألتفتت الوالدة مدهوشة بأتجاه ابنتها:
" الزا كانت تقرأ له الحظ في الورق".
" كم هذا جميل , أوه آنسة دونليفين أقدم لك ابن عمنا لسيد لوران بينتريث".
تقدمت ايلين مبتسمة بأتجاه الشاب الوسيم:
" أوه .... لكننا التقينا قبل الآن على ما أظن , ألم تكن في حفل أستقبال لندسي فان كوسين في موناكو في سهرة رأس السنة؟".
" فعلاً , أنا لن أغفر لنفسي أنني نسيتك".
منتديات ليلاس
كانت يده قد امتدت لتسلم على الفتاة تاركاً يدها في قبضته بينما استدركت ايلين ضاحكة:
" لكنك كنت مشغولاً جداً مع لندسي وكيف لا؟ وهي رائعة الجمال ووافرة الغنى , انكما ثنائي رائع".
" حتى الآن ما ازال وحيداً ,ولندسي هي شقيقتي من أمي ".
" أذن أنت...".
" نعم أنا لوران فان كوسين هل تعرفين اسمي الآن؟".
" كيف لا ؟ فوالدي لا يفتأ يحدثني عن أعماله العديدة مع شركائكم , يا الهي كم سيفاجأ حين أخبره بذلك".
تدخلت مورغانا فجأة فهذا الحديث لم تفهم منه شيئاً , ومن هو هذا الرجل؟.
" أذن أنت لست ابن عمي لوران بينتريث , فمن تكون؟".
أنا لوران بينتريث فان كوسين , فعندما تزوجت والدتي من جديد طلب مني عمي منذ عدة سنوات أن اقبل بأخذ أسم عائلته وبما أنني أكن أحتراماً كبيراً ومحبة عظيمة قبلت ذلك, هل يكفيك هذا الشرح؟".
" طبعاً لا! هل لك أن تثبت هويتك؟".
" لقد أبرزت كل أوراقي لكاتب العدل وأذا كنت تعتقدين أنني أنتحل شخصية وهمية لأرث هذا النزل الذي لن تأتيني منه إلا المتاعب فأنت مجنونة".
تدخلت ايلين قائلة:
" كوني لطيفة معه يا مورغانا , فشيء جميل أن يكون في العائلة مليونير".
" مليونير, أأنت مليونير؟".
" نعم".
" وتريد مع ذلك حرمان والدتي من مصدر عيشها الوحيد؟ الناس أمثالك يشعرونني بالغثيان".
" عظيم جداً ,لكن ذكريني يوما أن أقول لك ماذا أفكر بالناس أمثالك".
ثم التفت الى ايلين مكملاً:
" لا تؤاخذينا على هذه المشاكل العائلية الصغيرة".
" لا , لا أبداً , وعلى كل يجب ألا تؤاخذ مورغانا على كلامها فهي مضطربة مع كل المشاكل التي تحصل ,ثم هل ستبقى قليلاً هنا , فأهلي سيسرون جداً بدعوتك على العشاء".
وقبل أن يجيب لوران على هذه الدعوة نظر الى مورغانا بتمعن ثم قال:
" نعم , سأبقى".
كان قلبها يخفق بشدة وينقبض لهذه التطورات المزعجة فقفلت عائدة الى القاعة الكبيرة , فالذي يحصل ليس تحدياً عادياً وبسيطاً , أنها الحرب.

ندى ندى 14-09-11 03:32 AM

كتير كتير حلوه


الساعة الآن 06:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية