منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 1200 - المستبد - عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t159245.html)

ليتني اعود طفلة 09-04-11 01:52 PM

"يمكنك ان تأخذي هذا النهار كإجازة دافينا."
انها التاسعة النصف وليس هناك غيمة واحدة في السماء, واشعة الشمس تسطع بقوة على سطح البحر.
"اه ليس هناك من داع..."
"اسمعي, افعلي فقط ما يطلب منك." قال ستيف ذلك بتوتر وهو يقف عند حاجب باب المطبخ يتلاعب بمفاتيح سيارته, بدا واضحا منذ ان رأته عند الصباح انه ليس بمزاج جيد.
تابع قائلا: "قد لا تحصلين على فرصة ثانية, كما وان المنزل بمنتهى النظافة."
نظر حوله لكن بدون اي اهتمام وتابع: "بكل الاحوال سأتناول العشاء خارجا الليلة."
"حسنا."
"وكذلك الغداء..." وتابع بسخرية: "هذا اذا كنت تهتمين لتعلمي برنامج عملي وتحركاتي للنهار كله, كما وانني..."
قاطعته بسرعة وهي تستدير لتخفي غضبها: "لا تزعج نفسك."
"هذا ما اردت معرفته البارحة, بمطلق الاحوال."
"فعلت ذلك ضمن نطاق عملي سيد وارويك, يمكنك ان تذهب الى القمر اليوم, فلا يعنيني البتة."
"ويمكنك الذهاب الى الججحيمم ايضا, أليس هذا ما اردت قوله سيدة هاستنغز؟"
قال ذلك وغادر تاركا دافينا وقد اتسعت عيناها لانه على حق فيما قاله, ولأن الاجواء تختلف كليا كلما التقيا.
جلست االى الطاولة وهي تعلم انها قد تتهم بأنها بدأت العداووة اليوم, لكن لا عجب انه لم يتزوج, فهو اكثر الرجال تبدا للمزاج, وبالطبع ليست هي المسؤولة عن ذلك.
منتديات ليلاس
حدقت بالفراغ للحظات عدة, ثم هزت رأسها محاولة ان توجه افكارها نحو مكان اخر, او ماذا ستفعله بيومها, تذكرت انها وجدت كتابا في جناحها يدعى الدليل الى لوردهوود, فذهبت لاحضاره.
وهكذا بعد نصف ساعة اعدت بعض السندويشات شرابا وكاميرتها ووضعتها في حقيبة تحمل على الظهر, وسارت عبر الطريق المؤدي اى جبل ليدجبرد. اختاارته لانها علمت ان جبل غوير لا يمكن التجول به بلا دليل. عندما اصبحت في منتصف الجبل لاحظت مدى انحداره. الممر ضيق ومليء بالجذور, كما وان ارضه زلقة بسبب المطر الذي تساقط منذ يومين, شعرت وكأنها تكتشف احدى غاابات الامازون وبسبب كثرة النباتات وانعدام النور الكافي قرت الصعود الى القمة.
ما ان ابتعدت عن الغابة ووصلت الى القمة الصخرية حتى ادركت كم بذلت من جهد, فتوقفت لتنناول الغداء ثم تأكدت من الديل ان كانت تستطيع الوصول الى كهوف الماعز, فتابعت طريقها صعودا حتى وصلت الى اعلى قمة في الجبل بدأت بالتقاط الصور وصرخت من الفرح عندما تمكنت من التقاط صورة لهرم بال وكأنه يطفو كقلعة في البحر في احدى االقصص, نسيت نفسها وهي تحاول ان تلتقط قدر ما تشاء من الصور في ذلك المكان الرائع, خصوصا ان هناك نباتات ذكرت في الكتاب موجودة امامها.
منتديات ليلاس
اخيرا قررت العودة وهي تشعر بالمتعة من تلك المغامرة, لكنها تفاجأت بمنظر يطير نحوها, غيوم سوداء قادمة من الغرب ووكما يبدو سيبدأ المطر بالهطول على الجزيرة.
شهقت وهي تعلم ان الممر خطر وهي تصعد الجبل فكيف وهو رطب, فمن المستحيل عليها اجتيازه.
لكن هذا ما حدث, في اقل من نصف ساعة, تساقط المطر واصبح الممر مليئا بلوحل, فكرت برعب لا بد انها ستضيع هنا او على الاقل ستنزلق وتكسر ساقها, او ربما ستسقط عن المنحدر وتموت. جلست على صخرة وتنفست بعمق ونظرت حولها في تلك الغابة المظلمة, فحتى في النهار لم يكن الضوء كافيا لتحدد الطرق, وهكذا اعتمدت على الاشاراات الحمراء المرسومة على الاشجار, اما الان فهي لا تستطيع ان تراها. اغمضت عينيها وتذكرت فجأة انها تحمل مصباحا في حقيبتها, فبحثت عنه وشعرت بالراحة من خلال ضوئه الاصفر المشع, وقالت لنفسها انها ستتمكن م النجاة ان كانت حذرة وسارت على مهل وببطء شديد.
منتديات ليلاس
هذا مافعلته, لكنها احتاجت الى اربع ساعات وهذا يعني ضعف الوقت الذي احتاجته لتصعد الجبل, وعندما وصلت اخيرا الى الارض المنبسطة والتي تبعد ربع ميل عن المنزل كانت تشعر بتعب شديد والم في كل جسمها وتعرج, وكانت الساعة قد جاوزت السادسة والنصف وعلمت انها ان توقفت عن السير فلن تتمكن من المتابعة, لكن ستتمكن من تجنب رئيس عملها, فلا بد انه غادر الان.
لكن لم يكن قد غادر فما ان سارت وهي تعرج عبرر الطريق الفرعية المؤدية الى المنزل حتى غمرتها اضواء الشاحنة وستيف وارويك يتجه مبتعدا عن المنزل.
توقف على الفور وقفز من الشاحنة من دون ان يطفئ الضوء.
توقفت دافينا عن السير وتنهدت فالسماء لاا زالت تمطر.
قال بحرارة وهو يقف امامها: "يا للهول. هل هذا انت حقا سيدة هاستنغز؟"
"هذه انا بالفعل, وسأقدر لك ان لم تقل اي كلمة اضافية."
"حسنا." سار نحو الشاحنة ليطفئ الانوار ثم عاد اليها ليرفعها بين ذراعيه متجاهلا تمامما حقيبتها التي ازعجتها تماما كما ازعجته, وتوجه نحو المنزل.

"ما الذي تفعله؟"
سلها هل استطيع التكلم؟"
"اجل."
"ساخذك الى غرفة الغسيل حيث يمكنك ان تخلعي ثيلبك وتستحمي هناك وتتخلصي من كل هذا الوحل قبل ان يتسخ المنزل, بعد ذلك ستذهبين الى جناحك لتري ان كانهناك اي ضرر, ألديك سؤال؟"
عضت على شفتها لان هذا ما كانت ستفعله بالتحديد, ولا بد ان غرفة الاستحمام في غرفة الغسيل لهذا الغرض, لكنها قالت:
"ما عليك ان تفعل ذلك, كما وانني لم اصب بأي ضرر, فقط اشعر بالتعب والتشنج."
"حسنا دافينا, اخشى القول ان عليك تقبل ذلك والا البديل لن يعجبك."
"اي بديل؟"
"عندما افقد اعصابي واقول لك انك حمقاء لانك صعدت الى جبل ليدجبردفي هذا الطقس لانك كدت تقتلين, وحيث سأخبرك الا تغادري من دون ان تتركي رسالة تخبرين فيه اين انت لانني كنت سأرسل فريق بحث عنك."
وفتح بكتفه باب غرفة الغسيل ووضعها على قدميها ثم اضاء الغرفة.
منتديات ليلاس
ترنحت دافينا حيث تقف, فركبتاها تصطكان وتكادان تنهاران تحتها, كما وان الصدمة واضحة في عينيها, تلعثمت قائلة:
"لكن لماذا قلقت علي؟ لانني قد اكون غادرت المنزل لتناول العشاء."
"هذا ما فكرت فيه, لكن من الصعب ان تغادري سيرا فالدراجات جميعها هناك كذلك الشاحنة الاخرى, كما وان لدي حدسي, والان هل يمكنك ان تخلعي ثيابك وتستحمي؟"
قالت: "من فضلك فقط ارحل, فانا ببساطة لا استطيع تحمل كل ذلك في ذات الوقت."
نظر ستيف اليها مليا وقال:
"لا تشعري بالاحراج دافينا, فانا لم ار يوما فتاة بنصف جمالك في مثل هذه الظروف, سأحضر لك شرابا ساخنا بينما تستحمين وسأحضره الى جناحك." ثم غادر.


نهاية الفصل الثالث
قراءة ممتعة


http://ahyaarab.net/images/021.gif

ليتني اعود طفلة 09-04-11 01:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fadi azar (المشاركة 2705329)


الرواية روعة ارجو تكميلتها مع الشكر

شكرا ع مرورك فادي المسا ببدا ان شا االله بالفصل الرابع

منى حمدان 09-04-11 03:27 PM

شكراً على الرواية الرائعة وفي انتظار الفصل الرابع

ليتني اعود طفلة 09-04-11 06:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حمدان (المشاركة 2705381)
شكراً على الرواية الرائعة وفي انتظار الفصل الرابع

شكرا ع مرورك يا عسل 10 دقايق وبنزل بارت من الفصل الراابع ان شا الله

ليتني اعود طفلة 09-04-11 07:38 PM

الفصل الرابع

المياه الساخنة التي سكبت على جسمهاا جعلتها تشعر بانها أفضل, ووجدت نفسها تفكر فيما قاله ستيف وارويك, ترى ما الذي قصده بقوله انها لا تبدو جميلة؟ حسنا انه مخظئ, فآخر ما تهتم له كيف تبدو في عينيه, اذاً ما الذي قصدته؟ انني اكره ان ابدو في عينيه الحمقاء التي تعرض نفسها للمخاطر؟
ربما هذا ما قصدته, انتهت من الاستحمام ولفت جسمها بروب حمام كثيف, فكرت بأنه امر جيد ان خزانة المناشف والاغطية هنا وإلا... يا لهذا النهار عليها ان تعود الى جناحها وتراه مرة ثانية.
كان بانتظارها وهو يحمل فنجانا من الشاي الساخن, قال:
"ما زلت مليئة بالماء لكن نظيفة. هل يمكنك ان تخبرني ما الذي حدث؟"
قالت وهي تشد الروب اكثر: "هل تمانع ان ذهبت الى غرفتي اولا؟"
تمتم: "افعلي ما تشائين."
رفعت رأسها بكبرياء واتجهت الى غرفة نومها واغلقت الباب وهب تفكر, ربما علي ان افسر له ما حدث, لكن عليه الا يبالغ في الانتقاد والا ضربته.
منتديات ليلاس
عادت بعد قليل مرتدية بنطال جينز وكنزة وقد سرحت شعرها قالت ما ان نهض وسلمها فنجانها: "شكرا لك."
وانتظر حتى جلست ثم جلس ومد ساقيه امامه.
اضفت: "ساختصر قدر المستطاع فقد تذكرت موعدك على العشاء. ذهبت للتسلق في يوم رائع, وصلت الى كهوف الماعز ولا بد انني بقيت هناك عدة ساعات منشغلة بالتصوير وبعد ان بدأت بالنزول ادركت ان الطقس قد تغير, ومن الناحية الشرقية لا يمكنك ان تلاحظ ذلك."
"لا, لا يمكن ذلك."
"يسعدني انك توافقني الراي, كما وانني اسفة لانني اقلقتك."
"اين كنت عندما بدا المطر؟"
"كنت في منتصف الطريق تقريبا او اعلى."
قال بغضب: "دافينا هل تدركين انك كدت تقتلين بسبب عدم مبالاتك؟"
وضعت فنجانها جانبا وقالت:
"اسمع, امضيت الساعات الاربع الاخيرة وانا ازحف على يدي وركبتي مرتعبة ان اضيع او اسقط او اتحطم, لذلك ادرك كل ما حدث وان لست فخورة بذلك, لكن انه واحد من الامور السيئة التي تحدث دائما, وانت لم لا تذهب الى عشائك وهكذا اعد لنفسي شيئا ما للأكل لاتناوله واذهب لانام؟"

"الغيت موعد العشاء."
قالت بعصبية: "اه تبا." شعرت بكل الغضب الذي يملؤها قد غادرها, فاستدارت لتجده وراءها, اتسعت عيناها وهمست: "لا." لكنه ضمها اليه واضعا راسها على صدره, وبعد مرور لحظات علمت ان هذا ما تحتاجه بعد ساعات من الرعب, وبعد ان شعرت بالراحة وبطريقة تدريجية علمت ان ما شعرت به ليس مجرد احساس بالامان, بل انه دفء وحمية من خلال ذراعي ستيف وارويك فقط, اغمضت عينيها غير مصدقة ان بامكان اي رجل ان يفعل ذلك لها.
ما ان فتح عينيها حتى رأته ينظر اليها بمكر ومرح فقالت:
"اسمع, لا بد انني كنت مجنونة فأنا لست معجبة بك واانت لا تشعر بالاعجاب بي, كما وااني لا اريد ان اقيم اي ارتباط معك او مع اي رجل اخر. لم لا تصدق ذلك وتركني وشأني؟"
لف ذراعيه وضحك قبل ان يقول: "لديك رغبة في الاعتراض دائما دافينا."
همست: "اكرهك." وشعرت ببالكره لنفسها اكثر لانها سمحت لهذا الوضع ان يحدث, تابعت:
"هل يمكنك ان ترحل لاتمكن من الذهاب الى سريري والنوم؟"

"تلك ليست تجربة سعيدة, وفوق ذلك معدة فارغة, صدقيني لست بحاجة الى هذه المعناة الجديدة.
سار نحو الباب ووقف هناك متابعا: "تعالي, سأعد لك شيئا لتأكليه."
كررت بغضب: "شيء للأكل؟"
تمتم: "اجل, طالما انك قررت اننا غير معجبين ببعضنا, لكن ذلك لا يعني اننا لا نستطيع ان ناكل ونشرب معا سييدة هاستنغز, وربما علي تحذيرك انني لن اقبل بلا كاجابة."
قال ذلك بنعومة لكنها رات بوضوح ان هناك توترا وفقدان صبر في عينيه وقد لاحظت ذلك من قبل.
قالت: "لن تفعل شيئا."
"بل سأفعل, اسمعي انني جائع, لذلك لا تدعيني احملك الى هناك دافيننا, فهذا تصرف طفولي.
ضغطت على اسنانها وعلقت: "انت... انت.."
"اعلم, قادمة؟" ابتسم ما ان رفعت رأسها عاليا وسارت نحو الباب.
سألته ما ان مرت امامه: "ما الذي يضحكك الان؟"
قال بلطف: "علمت انك ستفعلين ذلك ترفعين راسك مثل حصان شرس الطبع لكن بلباقة واضحة."
"ان قلت كلمة بعد سأصرخ."
"اسف سيدتي, سأحاول الا اتكلم عن جمالك بعد اليوم."
منتديات ليلاس
تنفست دافينا بضيق ولم تضف شيئا لانه شخص من المستحيل التعامل معه, كما وانها لا تستطيع الا ان تشعر بانها حمقاء وفي الواقع مرتبكة وبشكل لا يوصف.
قال ما ان اصبحا في المنزل: "ادخلي الى غرفة الجلوس في مكتبي انها اكثر راحة في هذا الطقس."
"حسنا انني استطيع اعداد شيء للاكل, فانا لست متعبة لهذه الدرجة."
علق قائلا: "تبدين متعبة, فقط افعلي ما يطلب منك, اقرئي صحيفة او اي شيء اخر."
استلقت دافينا على الاريكة والتقطت اجدى الصحف, هذه الغرفة تظهر بوضوح انها لرجل بالالوان الداككنة للاغطية وجهاز التلفاز, رفوف الكتب وصور سفن عائلة وارويك معلقة على الجدران.
وجدت نفسها غير قادررة على القراءة فوضعت الصحيفة جانبا, حدقت بالسفن واصغت الى المطر يضرب المنزل بقوة, تساءلت, لم اتيت معه؟ ولمم اشعر بانني مرتاحة, فهذا لم يحدث معي من قبل...
"هيا تفضلي.."
منتديات ليلاس
جلست مسستقيمة ما ان احضر ستيف صينية ووضعها على الطاولة المنخفضة امامها وتابع:
"لا اعتقد ان الطعام شهي مثل طعامك."
ابتسمت وقالت: "لا بأس, لا اشعر بالجوع كثيرا."
لكنها رات انه اعد البفتاك والبطاطا المشوية وعليها الكريم السلطة والخبز المحمص والمغطى بالزبدة.
"هل تستطيعين الاكل هنا؟"
اومأت برأسها وعندما تذوقت اللحم قالت: "هذا اللحم هو افضل ما تذوقته منذ سنين."
"انه من الجزيرة."
"لا بد ان المرعي هي السبب."
ما ان انهت طعامها حتى حمل الصينيية رغم اعتراضها واعادها الى المطبخ.
رفعت دافينا كتفيها وتراجعت الى الوراء وهي تقول: "لماذا علي ان افعل دائما ما يقوله؟"


الساعة الآن 06:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية