ثم وضع فنجانه بقوة على الطاولة وقال :
" وبما أنك أنتهيت....". قاطعته بعزة وأنفة قائلة : " لم أنته بعد! .... أنني لا أفهم سبب غضبك وأنزعاجك , مع أنني لم أتفوه ألا ببضع كلمات على سبيل المجاملة". " أنا لست بحاجة ألى مجاملتك, يا آنسة". أرتجفت يدها عندما أمسكت بفنجان القهوة , ولكنها قالت له بتحد : "ما هو السبب أذن في أحضاري ألى هنا , أذا كنت تعتبر وجودي مثيرا للأشمئزاز ألى هذه الدرجة ؟". " أذا كنت مصرّة على معرفة السبب , فهو لأنني شعرت بالأسف نحوك". " أوه... أوه.... حسنا!". شربت ما تبقى من القهوة بجرعة واحدة كادت أن تحرق معها فمها ولسانها , وقالت له بحدة واضحة : " أنتهيت , ويسعدني جدا الآن أن أذهب!". لم يفه أي منهما بكلمة واحدة طوال الطريق حتى القصر , ولما وصلا , نزلت من السيارة وقالت له بعفوية ظاهرة: " في أي حال , شكرا على القهوة , لقد تمتعت بها , كما أن بيتك أعجبني". تأملها رافاييل لحظة وقال لها , فيما كانت عيناه مركزتين على فمها الجميل : " لا داعي للشكر , يا آنسة ". وما أن أستعد للأنطلاق بسيارته , حتى أوقفه صوت أمه : " رافاييل , رافاييل! لحظة , أرجوك!". هرولت السيدة أيزابيلا نحو السيارة وبدأن تتكلم مع أبنها بأنفعال , لم تفهم ميراندا شيئا , ألا أنه كان واضحا أن أمرا ما يقلق السيدة المسنة , وما أن أتجهت نحو باب القصر , حتى سمعت السيدة أيزابيلا تنادي بلهفة: " لا تذهبي , يا آنسة , أريد التحدث معك". وقفت ميراندا في منتصف الطريق وبدأت تعود ألى حيث كانت , ولكن رافايل خرج من السيارة وقال لوالدته بلهجة آمرة : " يجب ألا تتدخلي , يا أمي ". منتديات ليلاس وجّهت الأم ألى أبنها نظرة عتاب قائلة : " لا, يا رافاييل فالأمر لم يعد يطاق , شقيقك مهووس بالطفلة وسوف يزيد تعلقه بها كلما طالت مدة ودودها هنا , يجب على الآنسة لورد أن تعود بها ألى بريطانيا , فورا!". " هذا ما أريد القيام به , يا سيدة ....". قاطعها رافاييل بسرعة قائلا لها: " تعرف أمي حق المعرفة أن من القساوة والظلم بمكان أبعاد الطفلة عن الأمور الصغيرة التي أصبحت معتادة عليها , وزرعها فجأة في مجتمع لا تتذكر عنه أي شيء على الأطلاق". سألته أمه بأستغراب : " وماذا تقترح , يا رافاييل؟". " أقترح أن تعطوا الآنسة لورد الوقت الكافي كي تتعرف على أبنة أختها وتكسب مودتها وثقتها , وتتمكن بالتالي من التحدث معها عن والديها ". " وكم ستطول مثل هذه الفترة , يا بني ؟ وكيف ستتمكن الآنسة لورد من التعرف حقا على أبنة أختها , ما دام خوان يستأثر كليا بأهتمامها وأنتباهها ؟". تنهد رافاييل وقال لوالدته : " أنك تعقدين الأمور , يا أمي , ليس هناك من عجلة , على الأقل .... على الأقل من جانبنا نحن , أليس كذلك؟". " أذن , فالآنسة لورد ستبقى هنا؟". رفع رافاييل نظره نحو السماء وعاد يسأل أمه: " وهل من مكان آخر يمكنها البقاء فيه؟". " حسنا". شعرت ميراندا بأنزعاج بالغ وقالت : "أذا كان هناك مكان آخر....". نظر أليها رافاييل بعينين باردتين أخرستاها , قائلا لها بلهجة جادة : " ستبقين هنا , يا آنسة , أليس كذلك؟ يا أمي؟". تطلّعت أليه والدته بأستغراب وسألته بهدوء: " هل تصدر أوامر , يا رافاييل؟". أستدار نحو سيارته وهو يقول : " نعم , نعم , يجب أن أذهب الآن , وعدت الطبيب بالذهاب لمعاينة الطفل كاليرو". " ماذا وعدتني أنا , يا بني؟". " أنا.... أنا ماذا تريدين مني؟". " أريد منك أن تأتي ألى هنا , يا رافاييل , وعدتني بأنك ستأتي مرارا , أليس لي الحق ببعض وقتك , يا بني؟". " يستحيل عليّ ذلك هذا اليوم". " أذن , غدا بأذن الله , تعال وتناول معنا العشاء , أنني متأكدة من أن الآنسة لورد ستسر برؤيتك ". أدار رافاييل السيارة وهو يقول , قبل أن يذهب بدون وداع : " حسنا , سأحضر غدا للعشاء". |
خيّم الصمت بضع لحظات بعد ذابه , قطعته ميراندا بالقول :
" لا أدري كيف أشكرك , يا سيدة أيزابيلا , على سماحك لي بالبقاء". " لا تشكريني , يا آنسة , ليست لدي أي صلاحية هنا , أنني أعيش فيهذا القصر لأن أبني سمح لي بذلك". " في أي حال , أنا ممتنة جدا , وكل ما أتوخاه وأتمناه أن تتعرّف عليّ لوسي". " وهذا ما أتمناه أنا أيضا , يا آنسة". وما أن وصلتا ألى الباب , حتى توقفت السيدة المسنة وسألت ميراندا : " أخبريني , يا آنسة , ألى أين ذهبت مع أبني؟". " ألى الدير, طبعا , لمقابلة لوسي!". " أنا لا أعني خوان , يا آنسة ! ألى أين ذهبت مع رافاييل ؟". " أوه! أوه! ذهبنا .... ذهبنا ألى بيته , يا سيدة أيزابيلا ". " ذهبت ألى منزل أبني , يا آنسة ؟ هل ذهبت معه بمفردك ؟ لماذا ذهبت ألى بيته ؟". أرغمت ميراندا نفسها على الأبتسام , وقالت : " لنشرب القهوة , أنه....... أنه بيت جميل , أليس كذلك ؟ صغير , ولكنه بمنتهى الجاذبية , كما أنني أعتقد أنه ملائم جدا لمرضاه". " أنا لم أشاهد ذلك البيت قط , يا آنسة , بالنسبة أليّ , القصر وحده كان وسيظل دائما منزل أبني". " نعم , يحس الأهل دائما بشيء من الفراغ عندما يغادر أحد أفراد العائلة .....". منتديات ليلاس قاطعتها السيدة المسنة بعصبية نسيت معها المجاملة واللياقة , أذ قالت : " أنت لا تعرفين عما تتحدثين , يا آنسة , هذه ليست بريطانيا , وقصر كويراس ليس أحد بيوتكم البريطانية المتواضعة! أنك لا تعرفين مدى الثروة والنفوذ اللذين يتخلى عنهما رافاييل .......". " ولكن هناك خوان الذي يتولى ....". " كما قلت لك , يا آنسة أنت لا تفهمين الوضع على حقيقته , أعذريني الآن , فلدي أمور عدّة يجب الأهتمام بها". سألت ميراندا بذهول عن سبب تلك العصبية والحدة , وقبل أن تحاول تحليل الموضوع بهدوء وروية , سمعت صوت لوسي فسارت بدون تردد نحو مصدر الصوت , كانت أبنة أختها تلعب الكرة مع خوان وكونستانسيا , ولما شاهدها خوان ,لوّح لها بيده وقال لها بحماس ظاهر : " مرحبا , يا آنسة ! تعالي , أنضمي ألينا !". .......... وأنضمت أليهم , فهي هنا لسبب واحد لا غير , ألا وهو التعرف على أبنة شقيقتها وأعادتها معها في نهاية الأمر ألى بريطانيا. |
5- دعوة ألى البحيرة
أعترفت ميراندا لنفسها مساء اليوم التالي أنها لم تحقق أي تقدم مع لوسي , والسبب في ذلك هو تصرف خوان الأناني مع الطفلة , فعوضا عن أن يشجع الفتاة على التحدث مع خالتها , راح يلهيها ويبعدها عنها , وأعترفت أيضا أن لوسي لم تكن تعارض ذلك , لا بل أنها كانت تنعم بذلك الأهتمام المتواصل وتتمتع به لدرجة الأفساد . ولكن , ماذا بأمكانها أن تفعل ؟ كلما تحدثت ألى لوسي , ردت عليها الطفلة بعداء واضح معتبرة خالتها كأنسان دخيل متطفل يحاول مضايقتها وأقتنعت ميراندا من أنه كلما طالت فترة وجودها هنا , كلما أزداد أرتفاع الحاجز النفسي الذي يفصل بينهما , هل يمكن أن تكون مشكلة فقدان الذاكرة التي تعاني منها الطفلة هي من صنع يدها ؟ هل من الممكن أن الطفلة أرادت أن تنسى؟ وأذا كان الأمر كذلك , أفليس محتملا أنها لن تستعيد ذاكرتها أبدا؟ وتذكرت موعد العشاء الذي كانت تتمنى التملص منه , ففي الليلة السابقة , أرسل العشاء الى غرفتها وكأن السيدة أيزابيلا أرادت بذلك أن تثبت لها أنها ليست ضيفة العائلة بل أنسانة فرض وجودها في القصر فرضا , ومن ناحية أخرى , فهناك رافاييل! كذلك ثمة سبب آخر جعلها تتضايق من الأنضمام ألى أفراد العائلة.... وهو وجود كارلا , فقد كان واضحا من اللقاء الأول صباح اليوم الفائت والمجابهة التي جرت أثناء تناول الغداء وبعده , أن كارلا لا تحبذ وجودها في القصر . كانت ميراندا تفضل تناول وجبات الطعام في غرفتها , ألا أنها قبلت الدعوة ألى الغداء لمجرد وجود لوسي , وسرها جدا أن تجد أبنة أختها قربها مباشرة , وكان هذا بالتأكيد من تدبير السيدة أيزابيلا , وأثناء تناول الحلوى , أشارت ميراندا ألى القطعة التي تأكلها الطفلة وقالت لها بهدوء: " أنها لذيذة جدا , ولا يفرقها عن الحلوى المماثلة في بلادنا سوى عصير الليمون والسكر , كنت دائما تحبينها , هل تذكرين؟". " هل حقا كنت أحبها , لا أذكر , يا آنسة". أخفت ميراندا أمتعاضها من أستخدام الطفلة أسلوب الرسميات معها , وأحتجت بلطف ونعومة قائلة : " لا تناديني هكذا يا لوسي , يمكنك مناداتي بالخالة ميراندا .... أو يا خالتي... أو حتى ميراندا , أذا شئت , أننا قريبتان وسيكون من السخف أن تتصرفي معي كأنك لا تعرفينني أو لم تشاهديني من قبل". تدخلت عندها كارلا قائلة بتحد: " أليس محتملا أنها لم ترك من قبل؟ كيف نعرف أنك لست فعلا ميراندا لورد ؟ هل شاهدنا أي أثبات على حقيقة هويتك , يا آنسة؟". نهرتها أمها قائلة : " كارلا! الآنسة لورد ضيفتنا , أرجوك أن تتذكري ذلك". وتدخلت لوسي لتعيد ميراندا ألى نقطة البداية , أذا سألت بأستغراب: " صحيح , يا خالتي أيزابيلا , كيف نعرف أنها حقا خالتي؟". " أنظروا!". قالتها ميراندا بحزم وهي تنحني لأخذ حقيبتها الجلدية الموضوعة قربها على الأرض. منتديات ليلاس وقالت للطفلة الصغيرة: " لديّ هنا بعض الصور الفوتوغرافية , هل تريدين مشاهدتها ؟ أنك تظهرين في معظمها .... ومعك أشخاص آخرون". ألا أن خوان سارع ألى القول : " لا أعتقد أنها فكرة جيدة , يا آنسة , فالصور هي... كيف تقولين ؟ شخصية؟ أتصور أن أستخدام أساليب الصدمة خطأ كبير , أليس كذلك؟". أعادت ميراندا الحقيبة ألى مكانها وقد أدركت بأنها لن تحرز أي تقدم , طالما أن خوان أو أي فرد من عائلته كان حاضرا , لا , فمن المؤكد أن السيدة أيزابيلا ... ورافاييل لن يقفا في وجهها. بعد الغداء , توجه كل من الموجودين ألى غرفته للقيلولة والراحة , وفي حوالي الخامسة , نزلت ميراندا ألى غرفة الجلوس وهي ترتدي فستانا قطنيا أخضر اللون عوضا عن القمصان والسراويل المعتادة ,وكان ذلك تنازلا بسيطا بالنسبة ألى السيدة أيزابيلا التي لم تخف أمتعاضها من السراويل , وهمست كارلا بأذنها ساخرة: "ماذا تأملين في تحقيقه , يا آنسة؟". " لا أفهم ماذا تعنين بذلك". " نعم تعرفين وتفهمين , يا آنسة , أنك تفكرين بأن البقاء هنا أمر طيب للغاية , وتتمنين أن تقرر الطفلة عدم مغادرة هذا المكان , وتفكرين أيضا بأن أخي يتعاطف مع أصحاب القضايا الخاسرة , وبأنه لا يحتاج ألا ألى القليل من ...... الأقناع كي يعلن عن أستعداده لتولي رعايتك أنت أيضا". شهقت ميراندا وقالت لها بحدة: " هذه كلمات وتلميحات حقيرة ومثيرة للتقزز!". " حقا؟ وهذا الفستان الذي ترتدينه , أليس مصمما كي يسترعي أنتباهه ويجذب أهتمامه؟ ومن يدري , فقد تنجحين لأن أخي خوان ليس صعب المنال !". أرتاحت ميراندا كثيرا عندما ظهرت السيدة أيزابيلا وأثنت بسرعة وحرارة على التبدل الواضح في مظهرها , قائلة بدون مواربة : " كم تبدين جذابة عندما ترتدين فستانا يا آنسة , لا بد لي من الأعتراف بأنني أفضل أن تبدو الأمرأة كأمرأة ". وقال خوان الذي أنضم أليهن في تلك اللحظة: " أوه , ولكن الآنسة لورد تبدو ذات أنوثة فائقة عندما ترتدي السراويل , ومع ذلك فأنني أوافقك الرأي , يا أمي , أنها تبدو الآن جميلة وجذابة ألى أبعد حد". أحمرت وجنتا ميراندا نتيجة للأطراء المزدوج الذي سمعته , والأنتصار الذي حققته على كارلا في اللعبة ذاتها التي أختارتها تلك الفتاة لتحطيمها. |
مششششششكوووووورة
|
أنتبهت ميراندا ألى أنه لم يبق على موعد العشاء سوى بضع دقائق , أرتدت فستانها الحريري الأسود وسرّحت شعرها الناعم , الذي قررت أن تتركه تلك الليلة متدليا على كتفيها , ثم نزلت ألى قاعة الطعام الرئيسية , وقفت مترددة في المدخل العريض وهي تنتظر أن يلاحظ وجودها أحد ويدعوها ألى الدخول , كانت السيدة أيزابيلا تتحدث مع رجل طويل القامة يرتدي ثوب الكهنة , فظنت ميراندا أنه الأب أستيبان , ولكنه عندما أستدار للتحدث مع كارلا , أكتشفت أنه أصغر بكثير من رئيس الدير الهرم , وفجأة شاهدها فأسرع نحوها وهو يقول بأعجاب واضح :
" آنسة لورد ! أنك ..... أنك تبدين بمنتهى الجمال!". أبتسمت ميراندا وقالت مازحة : " أرجوك , لا تبالغ ! قد أصاب بجنون العظمة !". " لا , أنني أعني ما أقول , أنك فعلا... رائعة!". أقتربت منها السيدة أيزابيلا لتعرفها على الكاهن الشاب , قائلة : " آنسة لورد , أعرفك بالأب دومنكو الذي يعتني كثيرا بكنيسة الوادي , أنه يسكن الدير مع الأب أستيبان". أبتسم الكاهن الوسيم بحرارة قائلا بمزيج من الأستغراب والمرح : " أذن أنت خالة الطفلة الصغيرة , يا آنسة؟ مستحيل! ربما أنت شقيقتها!". ردت ميراندا على كلمات الأطراء بأبتسامة جميلة , وهي تشعر بأستمرار بوجود ذلك الشاب الوسيم .... رافاييل وتتمنى سماع كلمة أطراء واحدة منه , لماذا لا يكون كشقيقه , أو حتى كأب دومنكو؟ لماذا لا يحييها بمثل تلك الطريقة المتوددة كبقية أفراد العائلة؟ ولكن ذلك ليس صحيحا بصورة تامة , فكارلا لا تزال واقفة قرب المدفأة تنظر أليها بشيء من الحقد والأشمئزاز . دهشت ميراندا عندما جلس رافاييل , وليس خوان كما كانت تتوقع , في المكان المخصص لرأس العائلة , وجلست الشقيقتان التوأمان ألى جانبيه , فيما جلست هي قرب والدته والأب دومنكو في الجانب الآخر ........قبالة خوان. أستغربت ميراندا ذلك الترتيب المتعلق بجلوس رافاييل وأحتارت في أمر تفسيره , في السابق , لم يكن الموضوع صعب التصديق , فالأبن الأكبر يرث القصر والأرض عن والده , وشقيقه الأصغر يكرس حياته لمساعدة المرضى والتعساء , ولكن , هل رافاييل هو الأبن الأصغر؟ أنه بالتأكيد يبدو أصغر سنا من خوان , ولكن ذلك قد يكون بسبب ضخامة جثة خوان وترهله بعض الشيء , أما أن لم يكن الشقيق الأصغر , فلماذا أذن يتولى خوان أدارة الممتلكات؟ منتديات ليلاس وزعت القهوة على الجميع الذين راحوا يتبادلون شتى أنواع الحديث , فيما كانت الموسيقى الهادئة والناعمة تنساب من مكبرات صوت صغير الحجم موزعة بذكاء في أرجاء القاعة , وتولت كونستانسيا شرح بعض الأمور المتعلقة بالأشياء الأثرية والتاريخية التي كانت ميراندا تبدي أعجابها بها , وخلال حديث عام عن الأديان والطوائف المختلفة , أبدى الأب دومنكو أعجابه بكلام ميراندا المتزن قائلا: " هذه نظرية مثيرة للأهتمام , يا آنسة لورد , وسيسعدني جدا أن أبحثها معك بالتفصيل في وقت لاحق , وأود أن أعترف لك صراحة بأنني لم أكن أتوقع من صبية بعمرك مثل هذا التفهم والأستيعاب لموضوعات جدية ومعقدة كهذه". وعلّق رافاييل على هذا الكلام بقوله : " الآنسة لورد شابة يحلو الحديث معها , يا حضرة الأسقف". لم تنتبه ميراندا ألى أقترابه منها للمشاركة في الحديث , ولكنها أحتارت في أمر لهجته , هل قال جملته بصدق وأمانة أم بخبث وسخرية؟ وسمعت الكاهن يسأله: " هل توافق على هذا الرأي , يا رافاييل ؟ أنها نظرية لا بأس بها على الأطلاق , أليس كذلك؟ أنها فكرة تثير أهتمام المجلس الكنسي بصورة مستمرة". رد عليه رافاييل ببرودة قائلا : " ولكنها نظرية لا يمكنك أن توافق عليها , يا حضرة الأسقف!". " أليس ممكنا أن يتمتع الرياضي بالمشاركة والمنافسة , حتى لو لم يصل ألى المرتبة الأولى؟". " أهذا ما تفعله أنت , يا سيدي؟". أبتسم الأب دومنكو بمحبة وتحد , قائلا بدون أنفعال : " أنت تعرفني جيدا , يا رافاييل , ولكنني أشعر من لهجتك أنت أيضا , يا بني , أن لديك أكثر من مجرد أهتمام عادي بهذا الموضوع ". |
الساعة الآن 08:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية