:friends::8_4_134:
|
اقتباس:
الأحلى دائما تواجدك.. هلا راح نزل فصلين لعيونك :flowers2: |
3- مدينة العاشقين
قال:" يجب ان تسامحيني. تكلمت كثيراً عن البندقية. لقد نسيت ان اياً كان يجب ان يشعرني بالشيء ذاته عن موطنه". ردت مفكرة:" لست ادري ... لا اظنني اشعر هكذا تجاه لندن". -وهل تعيشين هناك؟ -اعيش الآن، لكنني تربيت في املاك ابي.. -آه .. اجل والدك الكونت. ولا بد انه يملك اراض واسعة؟ واحتسبت مبالغ الرهن في فكرها:"بل ضخمة" -لقد تربيت اذن قي الريف! -اجل، واتذكر كم كان هادئاً كذلك. كنت اجلس قرب نافذة غرفة نومي في الفجر لاراقب الاشجار بين الضباب.. وكنت اتخيل.. وصمتت وقد شعرت بالحرج لانجرافها الى البوح بمشاعرها. لكنه كان ينظر اليها باهتمام، وقال:"تابعي" وبدأت تتكلم عن بيتها، عن طفولتها التي امضتها هناك، وعن الاصدقاء الخياليين الذين اخترعتهم. وشعرت بلذة التحدث الى هذا الشخص الذي بدا مستغرقاً في الاصغاء اليها. فما من احد في عائلتها كان يتعاطف مع " احلامها".. وبدأت الآن تتساءل عما اذا كانت هذه الاحلام قد بدأت تعاودها برفقة هذا المسمتع الرائع. منتديات ليلاس دفع غويدو الفاتورة، وامسك ذراعها ليقودها الى الخارج، وهو يتمتم بانهما سيتناولان بقية وجبة الطعام في مكان آخر. لكنه فعل هذا دون ان يبعد اهتمامه عنها، او ان يقاطع تدفق كلامها، وحين وجدت نفسها تقطع جسراً بعد دقائق ، لم تكن واثقه تماماً كيف وصلت الى هناك. يتـــبع |
دخلا مطعماً آخر، وطلب الطعام دون استشارتها, فتذوقت المحار المحشو بالكافيار مع البهار وعصير الحامض، وكان اشهى عشر مرات من وجبة الطعام الرائعة التي تذوقتها في منزل روسكو. واذ قرأ غويدو امارات الرضى على وجهها ، ابتسم قائلاً بفخر:" نحن نطهو افضل طعام في العالم".
منتديات ليلاس ردت بحرارة:" اصدقك... اصدقك.. فهذا لذيذ للغاية". -الم تمانعي في طلبي الطعام لك؟ هزت رأسها:" لن اعرف ماذا اطلب على اي حال". -اذن ، تضعين نفسك بين يدي بالكامل! احتجت:" لم اقل هذا بالضبط، قلت ان بامكانك اختيار الطعام". -انه لامر نفسه.. بما اننا نأكل. -انني آخذ حذري ليس إلا، فقد سمعت الكثير عن اصحاب الغندولات. ورد ممازحاً:" وماذا سمعت عنهم بالضبط؟" -انكم زمرة من " الروميو".. صحح لها:" ليس روميو.. بل كازانوفا". -وهل من فارق؟ -طبعا.. فهذه مدينة كازانوفا.. وفي ساحة "سان ماركو" يمكنك رؤية مقهى" فلوريان" حيث كان يذهب.. وكان مسجوناً، كذلك في البندقية.. اذن ، كنت تقولين... -اتعني انني استطيع انهاء كلامي الآن؟ وضع اصبعه على فمه:" لن اتفوه بكلمة اخرى". -لا اصدقك.. اين كنت؟ -كلنا كازنوافا.. -تغازلون الفتيات اللواتي ينزلن من الطائرات. وافق معها دون خجل:" بالطبع نفعل هذا، لاننا دائماً نبحث عن الافضل." -ومن يهتم بالافضل، اذا كان الامر لبضعة ايام فقط؟ -انا اهتم دائماً بالكمال... فهذا مهم. ولم يكن يمازح ، واضطرت الى الرد بجدية:" لكن لا يمكن لكل شيء ان يكون كاملاً. العالم ملئ بالنواقض". -طبعا.. ولهذ فالكمال مهم، لكن يجب ان يعرف المرء كيف يسعى اليه في الاشياء الصغيرة والكبيرة، فالكمال يوجد حيث تجدينه. -او حيث تظن انك وجدته. احياناً يجب ان تكتشف انك مخطئ . وانفجر ضاحكاً:" لماذا نحن جديان هكذا؟ هذا سيأتي فيما بعد". -اوه.. حقاً؟ إذن ، وضعت مخططاً لحديثنا؟ -اعتقد اننا نفتح ابواباً مغلقة.. انت وانا. -لن اسألك أي ابواب. فقد يعني هذا العودة الى الجدية.. وانا هنا لاجل المرح. نظر اليها بحيرة:" اتقولين ان هذا سبب مجيئك الى البندقية.. للبحث عن علاقة حب عابرة؟ وبشكل غريب فاجأها السؤال . - لا...فأنا .. لا .. ليس هذا هو السبب. سألها على الفور:" مابالك؟ هل قلت شيئاً جرحك؟" - لا .. بالطبع لا. وكان الامر صعباً عليها، لان هذا الرجل اكثر خبثاً ومكراً مما كانت تظن . كانت عيناه دافئتين وقلقتين، وتدرسانها بلهفة. اشارت الى طبقها الفارغ، وقالت:" كان هذا رائعاً... ماذا قررت الآن؟" اعلن على الفور:" بولا ستري بيني اي بوني". يتـــبع |
-وهذا يعني..
وبحثت في لائحة الطعام:" لا استطيع ان اجده." -انه الدجاج المحشو بالاعشاب والجبن واللوز. ولن تجديه في لائحة الطعام، فهم لايعدونه هنا. -اذن... -سآخذك الى مكان يقدمونه فيه. -وهل سنتناول كل طبق في مطعم مختلف؟ -بالطبع... انها الطريقة المثلى لتناول الطعام. تعالي. عندما خرجا، كان ضوء النهار قد بدا يتلاشى بين الابنية وعبر الشوارع. قالت وهما يسيران دون استعجال:" ظننت ان كل الشوارع مائية". -لا .. فهناك الكثير من الاماكن حيث من الممكن ان تتمشي. لكن، عاجلاً ام آجلاً، ستصلين الى الماء. منتديات ليلاس -لكن، لماذا بقيت هكذا في الاساس؟ -منذ قرون عديدة، كان اسلافي هاربين من اعدائهم. وتركوا اليابسة متجهين نحو خليج فيه العديد من الجزر الصغيرة واستقروا فوقها..وداسوا الحطب في اعماق الماء، وبنوا الجسور بين الجزر وبهذا بنوا المدينة. -اتعني ان هذه القناة كانت طريقاً بحرياً بين جزيرتين منفصلتين؟ -كانوا صانعي معجزات.. -لكن كيف؟ انها .. انها تتحدى كل قوانين الهندسة والعلم والمنطق.. -اوه .. المنطق.. ردت متحدية:" انا اؤمن به". -اذن، فليكن الله في عونك! فهو لايعني شيئاً. ولا يبتدع شيئاً.. انه نقيض المعجزة.. انظري حولك، فكما تقولين ، تتحدى البندقية المنطق.مع ذلك فهي موجودة. -لا استطيع انكار هذا. -وهذا كثير على المنطق! فلا تلجأي اليه مرة اخرى، انه سبب كل المشاكل في العالم. اعترفت :" اخشى الا استطيع.. فقد اعتدت ان اكون متعقلة، وعملية..." وضع يديه على اذنيه، وقال متوسلاً:" كفى.. كفى .! لا اسطيع سماع المزيد من هذه الكلمات الفظيعة. يجب ان اطعمك بسرعة لتستعيدي صحتك مجدداً. واسرع بها نحو مطعم صغير حيث طلبا الدجاج واستلذا في تناوله. وفجأة شعر غويدو بيد تمسكه وبصوت مرح يقول له :" هاي غويدو! لم اتصور ان اجدك هنا!" انه البرتو، صديق وموظف لديه، يدير له مصنع الزجاج. كان صديقه المرح هذا على وشك ان يكشف سرّه. اجفل غويدو، والقى نظرة الى دولسي التي كانت لحسن الحظ مستغرقة في اطعام هرة صغيرة ظهرت تحت طاولتهما. ولم تسمع البرتو يدعوه غويدو، ولكن الكارثة كانت تقترب بسرعة، وشعاع الامل الوحيد هو ان يتكلم البرتو باللهجة البندقية. امسك غويدو معصم صديقه وتمتم: " مرحباً يا صديقي العزيز.. اسد لي معروفاً واغرب عن وجهي". -هذا ليس كلاما ودياً غو.. -انا لا اشعر بالود... والان كن صديقاً طيباً وابتعد من هنا. حدق البرتو به، ثم لمح دولسي وتهللت اساريره:"آه.. ! سيده جميلة ...! ايها الشيطان، دعني اتعرف اليها". -ستتعرف الى الفتاة بعد دقيقة. وتراجع البرتو الى الوراء مراضياً:" حسن جداً! اذا كان الامر هكذا.." يتـــبع |
الساعة الآن 01:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية