منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   70_ دليلة _ جين كوري _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t144287.html)

اماريج 12-07-10 01:50 AM

بقيت فاغرة الفم , وبدأ داني ينشر الخشب بمنشار صغير ويقول:
" أراهن أنك خلال ثلاثة أشهر ستسقطين في حباله وتنسين الحقيقة , وستركعين لتقبلي يده , المرأة دائما هكذا , لا تعرف الحقيقة الا متأخرة".
" لا ! بل سوف أعض يده أن هي أمتدت الي!".
" تقولين ذلك لأنك غاضبة منه أليس كذلك؟".

أزعجها الحديث لأنها لم تعد تدرك أين هي الحقيقة ,وبكت ونسيت أنها يجب ألا تبكي أو تفهم أو تدرك, وأن كل شيء مؤقت وسمعته يقول:
" آه , أن هذا ما يشغل بال السيد هامتون , أنه يسألني دائما عن أخبارك".
ثم رفع قبعته وأضاف:
" كم أنا أبله! تأخرت قبل أن أفهم الحقيقة , أليس كذلك؟".
لم ترد , فهي منذ أن كانت لا تعرف ما أذا كانت الحقيقة حقيقة أم لا ؟ وسمعته يقول:
" أعتقد أن ريك وقع في غرامك , وريك هاتون لا يمكنه أن يؤذي أحدا".

وراحت تامي تدافع عن صديقها الوحيد وقالت:
" أن حس المراقبة لديه أقوى من أي أنسان آخر".
رمى داني المنشار , ثم قبعته وقال:
" لا يعني أنه يريد أن يؤذيك , أذا كان يتفوّه بكلام ساذج , أو أذا كان غليظا وفظا معك".
كان في أمكان تامي أن ترد , لكنها فضلت السكوت .

أضاف داني:
" سمعت بعض الأشاعات , لكنني لم أكترث لها , قيل أنه يحقد عليك لأنك أنكليزية".
حدقت تامي فيه وقالت في صوت مليء بالمرارة:
" هذا صحيح, لا أعرف بالضبط ما حدث في الماضي , لكني أعتقد أن ذلك كان له تأثير عليه مما أدى الى تعطيل عقله وخاصة فيما يتعلق بالمرأة الأنكليزية".
صرخ داني قائلا:
" أنك لم تتيحي له فرصة للتفكير مليا بالوضع!".

" صحيح! ولكن هل يتيح الي هو الفرصة؟".
هز داني رأسه وقال:
" أنت وريك , ديكان يتشاجران , وفيما يتعلق بدماغه , فأن أي فتى في سنه لا يتأثر بأحداث الماضي ,كان يحب والده كثيرا , والدته ماتت عندما كان صغيرا , وتزوج جاك هاتون مرة ثانية , عندما كان ريك في الثامنة من عمره , وزوجته الثانية لم تكن تهتم بريك ولا بأحد , الا بنفسها فقط , والمزرعة لم تكن كما هي عليه اليوم , كانت الأمور أصعب في تلك المرحلة , كانت أنكليزية ولا أذكر كيف تعرّف اليها جاك هاتون , لكن , بعد مرور شهر واحد على معرفته بها , تزوجها , لم تكن تعرف شيئا عن الحياة , وكانت تعتقد بأنها حققت زواجا رفيعا , ولا شك أنها أصيبت بصدمة عندما وصلت الى أدبيلايد , كانت تسعى للحصول على حياة سهلة , زاخرة بكل ما هو جميل , وفوق ذلك , كانت آية في الجمال".

نظر الى تامي وأضاف :
" أعتقد أنك تشبهينها , كان والد ريك قد وقع في غرامها حتى الجنون , وأعتقد أنه ربما مع الوقت توصل الى السيطرة عليها , لولا أن جاء ذلك الرجل الغني , ولما عرفت أنه من عائلة ثرية , تعلقت به ,وهربت معه تاركة جاك وريك وحيدين".

هز رأسه وسكت , ثم أضاف:
" أنهار جاك هاتون بعد هذه الصدمة العنيفة , وحاول ريك مساعدته , لكنه كان ما زال فتيا ومع ذلك فعل ما بوسعه , وكان يحزنني أن أرى ذلك , فلجأ والده الى الشراب , وبسرعة أصبح ريك ناضجا من دون أن يعيش مراهقته كما يجب".
منتدى ليلاس
نظر الى تامي في حزن وأضاف:
" تقولين أن هذا الحادث أثّر فيه نفسيا , وأنا أعتقد بأن الحادث ضعضع قلبه أيضا".
جلست تامي وحدّقت في الجدار من دون أن تراه , وتساءلت أذا كان ريك هاتون سيشفى من هذا الجرح العميق , في كل حال لن يتحقق ذلك ما دامت هي هنا.
ثم نظرت الى داني وقالت له بلطف:
" شكرا , أنني أفهم الآن الأمور بطريقة أفضل".

في ذلك المساء , أرتدت تامي فستانا بسيطا وقامت بجولة حول المدعوين تقدم لهم المآكل والمشروبات , وكلما توقفت مطولا مع أحد المدعوين , كان ريك هاتون يسارع الى موافاتها.
وبرغم تحفظ تامي , أخذ شاب من المدعوين يحوم حولها.
كانت تخدم أحد المدعوين عندما ألقت نظرة نحوه وفوجئت به يحدق فيها , فأبتسم لها وردت عليه بأبتسامة من دون أن تعي ما فعلته , وأذا بريك يسارع اليها ليأخذها من خصرها.

فصرخت فيه موبخة:
"أفزعتني!".
همس بأذنها قائلا:
" أردت أن أنقذك من ورطة , يا صغيرتي".
وفهمت أنه غاضب لأنها أبتسمت للشاب.

لم يخطر في بالها أن الوضع سيتأزم أكثر مما هو عليه , لكن هذا ما حصل في مساء اليوم التالي.
كانت السهرة قد بدأت منذ فترة غير قصيرة , عندما وصل أحد المدعوين متأخرا ,وشعرت تامي بأنه ينظر اليها في أمعان , لكن ذلك لم يزعجها , لكن ذلك لم يزعجها , فقد أعتادت هذه النظرات التي تتوجه اليها متفحصة.

ولما شكرها عندما قدمت له المشروب , لاحظت بأن لهجته أنكليزية , وفجأة , رفع أصبعه وصرخ قائلا:
" لقد عرفتك!".



اماريج 12-07-10 01:51 AM

أنتفضت , كان ينظر اليها مبتسما.
" هذا ما كان يحيّرني منذ وصولي".
هزّت حاجبيها , فهي لا تعرفه أبدا , ولم يسبق لها أن رأته من قبل.
فقال في لهجة أنتصار:
" خطيبة جوناثان درو!".

شعرت وكأنها ستصاب بالأغماء , يجب الأسراع في أنهاء التحدث اليه قبل أن يقترب منها ريك هاتون.
سألته تامي للحال:
" كيف حاله؟".

" ألا تعرفين شيئا عن أخباره؟ أنا أدعى نيك بولتن, هل تتذكرينني ؟ كنت أقوم ببعض الأعمال مع جوناثان , من حين الى آخر, ألتقيتك العام الماضي في أحدى السهرات , في فندق سافوي".
أحست تامي بنظرات ريك هاتون تحدق فيها , فأجابته بسرعة:
" في الأيام الأخيرة , لم أسمع عنه شيئا , هل ترغب في شيء آخر يا سيد بولتن؟".

لم تتأخر في المكوث بقربه , ما هي درجة الصداقة بين جوناثان ونيك بولتن؟ أذا عرف جوناثان ما يجري هنا , لكان أصر على الزواج بحجة أنه لم يعد قادرا على أن يعيش وحده , عضت على شفتيها , كان هناك حظ ضئيل جدا أن يأتي أحد أصدقاء جوناثان الى مزرعة ( الصخرة) وقد حصل ذلك.

وفي نهاية السهرة , حضر السيد بولتن من جديد ليحدث تامي , كان يأمل أن يراها مرة ثانية قبل مغادرته أستراليا , أنه عائد الى أنكلترا يوم الأحد المقبل , كانت تامي على أحد من الجمر , كانت تخشى أن يسألها أذا كانت تنوي كتابة رسالة الى جوناثان, لأنها شعرت بوجود ريك قريبا جدا منها , لا شك أنه سمع السيد بولتن يعبّر عن رغبته في رؤيتها مرة ثانية , وأن تامي أجابته بأنها تأمل في أن يتحقق هذا اللقاء.

رافق ريك السيد بولتن الى الباب لأنه يريد أن يحصل منه على بعض المعلومات ,وبعد قليل عندما كانت تامي تستعد للعودة الى غرفتها , أوقفها ريك وقال لها:
" أريد أن أتحدث اليك قليلا".
ألتفتت نحوه وقالت:
" أنا متعبة جدا , ألا يمكن الأنتظار حتى الغد لتحدثني؟".

أشار اليها بيده نحو باب المكتب , فأطلقت زفرة وعادت الى الوراء ودخلت المكتب.
أغلق الباب وراءه وتفرّس فيها , وسألها في لهجة قاسية:
" من هو جوناثان درو؟".
أنتفضت ثم غرزت أظافرها في راحة يدها.
" أذن , أجيبي".

أجابت بأرتباك:
" أنه رجل عرفته في الماضي".
" عرفت ذلك , كيف تعرفت اليه؟".

أجابته في لهجة مليئة بالملل:
" هذا أمر شخصي".
توجه نحوها ببطء وقال:
" هل يجب أن أهزك دائما حتى تتكلمي؟ أريد أن أعرف كل شيء, أتريدين مني أن أفرض عليك العقاب نفسه كما حدث مساء أمس؟".
جذبها نحوه بقوة, فأسرعت تقول:
" سأقول لك كل شيء!".

أنفجر ضاحكا ثم دفعها عنه , من أين لها أن تبدأ؟
" كان... كان يريد أن يتزوجني , هذا كل شيء".
" أه , لا! ليس هذا كل شيء! أعرف أنك كنت مخطوبة وأنك فسخت الخطبة , من كان هذا المسكين؟ الغني أم الفقير؟".
" هذا لا يعنيك".
أقترب بسرعة منها وقال:
" أنك لا تفهمين".

تراجعت الى الوراء وأصطدمت بالكرسي , ثم تركت نفسها تجلس فيه , ثم قالت:
" حسنا , أذا كان هذا ما تريد , أنه الغني!".
" ماذا جرى؟ هل هو متقدم في العمر؟ هل فهمت فجأة ماذا يعني الزواج لك؟ لا شك أنه رجل منفر وكريه ولذا تخليت عن ثروته".

في الوقت الحاضر, أنها فعلا تكرهه , بأي حق يقتحم ماضيها بهذه السهولة ؟ جوناثان يحبها , وهو يساوي ألف مرة هذا الرجل الوقح القاسي والهازىء!


اماريج 12-07-10 01:54 AM

نهضت وخداها ملتهبان غضبا:
" سأحاول أن أوضح الأمور , جوناثان في الثلاثين من عمره , أنه أسمر وعيناه زرقاوان , وهو رجل وسيم يعرف كي يتصرف مع النساء , كان عليّ أن اتزوجه , وأنا مشتاقة اليه كثيرا!".

لقد سجلت علامة جديدة , لكن ما جدوى ذلك؟ بدأت تشعر بحنين الى الوطن ولم تكن ترغب الا بشيء واحد , أن تعود الى غرفتها الوحيدة.
" أيمكنني الذهاب الآن؟".

لم تكن تتوقع أبدا تصرفه , أقترب منها ورفع وجهها وحدق في عينيها وقال:
" أنني لا أعرف كيف أعامل النساء , يا آنسة دانتون؟ حسنا! هذا يتعلق بالمرأة التي هي أمامي... أذا كانت تجذبني نحوها ...".

وقع نظره على فم تامي , فتراجعت بصورة غريزية , لكنه منعها بوضع ذراعه على خصرها , في حركة ناعمة لكنها حازمة , وهمس بقوله :
" قلت(أذا), وفي مثل هذه الحال عناقي يفسر كل شيء أعنيه".
أحنى رأسه وراحت تامي تتخبط للتخلص منه .
منتدى ليلاس
" لا! أرجوك , لا أريد عناقك".
" بل تريدين , لقد أردت أن تتحديني وهأنذا مستعد لرد التحدي".
وبلطف متزايد , مد يده حول عنقها ثم رفعها وراء أذنيها , الى خديها وراح يلامسها بحنان , وأدركت تامي أنه كان على حق عندما قال أن عناقه يفسر ما يعنيه.
كانت تامي ترتجف من رأسها حتى قدميها , عندما تركها والتقت عيناها بنظراته الساخرة.

قال في صوت بطيء وناعم:
" هل هذا يكفي؟".
ولّت هاربة , تبحث عن ملجأ .
وما أن وصلت الى غرفتها حتى ألقت بنفسها على السرير , وبدأت الدموع تنفجر وتسيل على خديها , فللحظة قصيرة بينما كان ريك يعانقها, أحست بشعور ناعم ومر , أنها تحب رجلا يكرهها , وظلت ممدة على السرير , تحدق في السماء السوداء من خلال النافذة, كانت النجوم تلمع , وفكرت الى أي درجة كانت ترغب في أن تعانقه وتقول له:
" بقدر ما أنت تكرهني , وما دمت تعانقني هكذا , فلن أتركك أبدا".

هزت رأسها , أنه جنون حقيقي , هل فقدت كل كرامة وعزة نفس؟ هل في أمكانها أحتمال برودة أعصابه سنتين كاملتين؟ وأذا عرف أنها تحبه, سوف يعذبها أكثر وأكثر, وسوف يستغل هذه الفرصة , نهضت وأبعدت شعرها الى الوراء في حركة مملة , وهي تقول : أتمنى أن يساعدني الله كي لا أدعه يعرف أنني أحبه!

********نهاية الفصل السادس*******


اماريج 12-07-10 02:29 AM

7-لن تذهبي الى اي مكان
************************
صباح اليوم التالي , وفي وقت الفطور , ألقت السيدة موريس الى تامي نظرة ثاقبة وقالت:
" يبدو أنك لم تنامي جيدا".
" أعتقد أنني أحن الى الوطن , والغريب أنني لم أترك أحدا ورائي , والدي كان كل شيء لي , لكنه مات منذ سنة".

قالت السيدة موريس وهي تصب القهوة في فنجانها:
" ما زلت تعتبرين أنكلترا وطنك , أما أنا فأنني أعيش هنا منذ زمن طويل وأشعر أن أستراليا بلدي".
جلست وتناولت فنجانها وأضافت:
" لكن غالبا ما كنت أشعر بالحنين الى الوطن , لا أستطيع مقاومة هذه العاطفة , يجب الأنتظار حتى يزول الحنين تلقائيا".
منتدى ليلاس
لم يسبق للسيدة موريس أن تحدثت عن أحاسسها.
فسألتها تامي:
" هل هاجرت مع عائلتك؟".
هزت الوصيفة رأسها وشدت مريولها الأبيض الناصع وأجابت:
" نعم , جئت مع زوجي".

ثم أضافت:
" كان لنا صبي, مات في حادث أنفجار".
ندمت تامي لأنها طرحت عليها السؤال , أنهت السيدة موريس أحتساء القهوة وبدأت تنظف الطاولة كأنها شعرت فجأة بأنها في حاجة الى أن تفعل شيئا ما.

أضافت تقول:
"ولهذا السبب جئنا الى هنا , كنت أعتقد أنه ليس بأمكاني أن أشفى من فقدانه , وظن زوجي توم أن حياة جديدة في بلد جديد ربما ساعدتني على تخطي محنتي , لكن ذلك لم ينجح".
تطلعت الى تامي من جديد.

" من الأفضل التفكير مليا في الأمر , أنت ما زلت شابة ويمكنك أن تعودي الى بلدك متى سئمت العيش هنا , صرت في سن يفرض عليك الأستقرار , هل لديك حبيب في أنكلترا؟".
أشارت لها تامي برأسها علامة النفي , صحيح أن جوناثان هناك , لكنها لا ترغب في الزواج منه.

بعد فترة , وهي جالسة في مكتبها , ظلت كلمات السيدة موريس ترن في أذنيها : العودة الى الوطن... ولم لا؟ أنه أملها الوحيد , يجب الرحيل في أقرب وقت ممكن.

بينما كان ريك يمل عليها رسالة , كانت تراقب وجهه البارد , كان ينظر في أتجاه السور , ورأت تقطيبة حاجبيه , لم يكن يكترث لها كأنها آلة , وبعدما أنتهى نهض وأستعد للخروج .
فقالت تامي بسرعة:
" يا سيد هاتون , هل يمكنني أن أكلمك قليلا؟".



اماريج 12-07-10 02:31 AM

أجاب ببرود :
" ماذا عندك؟".
أزدردت تامي ريقها وقالت:
" أريد العودة الى أنكلترا , وأنني أعدك أن أستقل الباخرة الأولى , أذا وافقت على تركي العمل".

خيّم صمت طويل فشعرت تامي بتوتر في أعصابها , كان ما زال يحدق فيها بأستمرار , ثم سألها في لهجة ساخرة:
" كي تعودي الى جوناثان؟".
حوّلت نظرها عنه وأجابت في صوت منخفض:
" نعم!".

فقال في قسوة:
" أتعتقدين بأنني أحمق كي أصدق قصتك الخرافية فيما يتعلق بجوناثان , أذا كان حقا كما وصفته لي فهو لا ينتظرك, لا شك في أن أمرأة أخرى جذبته اليها , لو كنت مكانك لنسيته".

توجه نحو الباب ثم التفت اليها وقال:
" لقد دفعت لك يا آنسة دانتون معاشا محترما لقاء عملك هنا , وأي تعويض سأناله منك أذا وافقت على ذهابك؟ أشدد على كلمة أذا".

نظرت اليه بهدوء وقالت:
" سوف أرد لك المال حتى آخر فلس".
فقال وهو يبتسم:
" ما زلت تدخلين جوناثان في القصة , أليس كذلك؟".
حاولت مرة أخرى:
" أرجوك!".

تقلصت شفتا ريك وقال:
" لن تذهبي الى أي مكان آخر ,ضعي ذلك في رأسك جيدا , وكفي عن هذا الضجيج فلن يفيدك".
وبسرعة البرق قال قبل أن يخرج ويصفق الباب وراءه:
" أريد هذه الرسائل قبل الغداء".

ظلت تامي وحدها تتساءل كيف يمكن للمرء أن يكره أنسانا ويحبه في الوقت نفسه , لقد فكرت بأنه لم يبق أمامها سوى الأتصال بجوناثان , لكنها , في أعماق نفسها , ترفض ذلك , هذا يعني أنها ترضى بأنهزامها.
منتدى ليلاس
أنتهت سلسلة المحاضرات ووجدت تامي نفسها من جديد حرة في المساء , أتصلت بها بولا صباح السبت , وعرفت تامي مسبقا ما تريد بولا أن تقوله لها ,عليها أن ترفض عرضها حتى لا يقع شجار جديد بين ريك وجيري , ووعدت بولا بأن تحاول الخروج معه في الأسبوع المقبل.

في نهاية الأسبوع تبدأ عطلة السيدة موريس . أحضرت لتامي بعض المأكولات مسبقا ووضعتها في البراد , أما ريك , فيمضي أوقاته في زيارة المزارع البعيدة , ومن النادر أن تجده في مزرعة( الصخرة) شعرت تامي بالأرتياح , ستكون وحيدة لمدة يومين , وخططت للقيام بنزهات في المنطقة , فالمزرعة تمتد على بعد كليومترات وكيلومترات , وهي تعرف منها فقط ما يحيط بالمنزل.

وبعد أن تناولت فطور الصباح , أعدت سلة ملأتها بالمأكولات, لأنها تنوي تناول طعام الغداء في الهواء الطلق حيث تكون قد وصلت في نزهاتها , وقبل ذهابها ,توجهت الى مكتبها لأحضار قبعتها لتحمي رأسها من حرارة الشمس اللاهبة , وأذ بها تلتقي ريك وهو يخرج من المكتب , بدأ يتفحصها في سخرية , أذ كانت ترتدي قميصا قطنيا وبنطلون جينز وتبدو مختلفة تماما عن السكرتيرة الرصينة , كانت تبدو قصيرة القامة في البنطلون والحذاء الخالي من الكعب , وهي أيضا نظرت اليه , أذ كان يرتدي قميصا كحليا وسروالا بنيا , كما لاحظت شعره الأشقر في أعلى صدره بارزا ممن القميص ذات الياقة المفتوحة, وبسرعة أدارت وجهها عنه , فقال:
" هل صحيح أن عمرك أثنتان وعشرون سنة؟ تبدين وكأنك في السادسة عشرة".





الساعة الآن 11:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية