( 2 ) وعاد الصمت من جديد ، وفهمت سام توتر اعصاب المخرج 0 -انسة كولنز ، انا اقدم لك عرضى للمرة الاخيرة .... اغمضت سام عينيها وركزت انتباهها على الصوت العذب الحاد بنفس الوقت 0 -ايمكنك القبول بركوب اول طائرة متوجها الى بورتوريكو كى تساعدينى فى انهاء فيلمى ؟ لم تفكر سام كثيرا ، واعلنت موافقتها بسرعة 0 -نعم اقبل 0 وفتحت عينيها فورا وتصورت موقفها ، حتى عن بعد وبواسطة الهاتف ينجح ستيف بارباكها لدرجة تمنعها عن ترتيب افكارها ، ابدى ستيف اطمانانه واضاف بلهجة رجال الاعمال 0 -ستقلع طائرة من لوس انجلوس فى الساعة السادسة ، هذا المساء ، وستتوقف فى ميامى ، وستصلين الى سان جون غدا صباحا ، ايمكنك ان تكونى جاهزة ؟ -نعم 0 -حسنا ، ساهتم بحجز تذكرتك وسانتظرك فى سان جون 0 منتديات ليلاس -مفهوم الى اللقاء سيد فيتزجيرالد 0 -الى اللقاء انسة كولنز ، وشكرا 0 اقفلت سام السماعة ، وضاعت نظراتها فى العدم ، وعادت تشعر ببرودة الواقع ولم تعد تفهم نفسها ، لقد خانت مبادئها ، لماذا ؟ لماذا تخاطر من جديد بدخول عالم السينما ، ومع رجل كستيف ؟ اى جنون هذا ! ولفتت ساعة الحائط نظرها ، وعادت للندم من جديد بقى اربعة ساعات فقط لتستعد وتذهب الى مطار لوس انجلوس الدولى0 لم يعجب جاك بقرار سام ، لكنه لم يعلن عن رايه صراحة ، والتزم الصمت طوال الطريق المؤدية الى المطار ، وكانت الفتاة تدرك تحفظه ، ولم تكن ترغب ايضا بمناقشة الرجوع عن قرارها 0 لكن قبل الوصول الى المطار بقليل قرر جاك الكلام 0 -سام ، افضل لو تفكرين قليلا بعد 0 |
فاعتدلت فى جلستها وكانت قد حزمت امرها 0 -هناك حيوانات على وشك الهلاك ، لقد شرح لك مات الوضع ، لا يمكننى ان اتركها هكذا ، وانت تعلم جيدا . لم يجبها جاك فاضافت . انا اسفة لاننى اعارضك ، ولكنى لن اغير رايى ، لا تحاول اقناعى بعدم السفر 0 -لو كنت املك فرصة ! صرخ وهو يهز راسه ، مدت سام يدها ورتبت على ذراعه0 -جاك ، اذا واجهتنى اقل مشكلة ، ساتصل بك 0 -سانضم اليك على اول طائرة اعدك بذلك . وعاد الصمت من جديد ، ولم يقطعاه الا فى المطار 0 -انت حرة فى التصرف على هواك سام ، لكننى لست متفقا معك اليوم ، يوجد كثير من المخرجين غير ستيف . واخذ صوته يرتجف . عندما عدت من لوس انجلوس ، استعلمت عنه انه يملك سمعة مخيفة احذرى منه 0 احمر وجه سام ، وتساءلت لماذا لم يستعلم عنه جاك قبل ان يرسلها اليه فى ذلك اليوم ؟ ولكن فات الاوان الان 0 -جاك لا يخيفنى اى رجل . اكدت له الفتاة بلهجة لا تدل على ذلك 0 -لو كان والدك لا يزال حيا لكلمك كما اكلمك انا الان فبعد اشتراكى بعدد من الافلام انا اعرف اجواء التصوير وتاثيره على تصرفات الناس ، يجب ان تبقى واضحة الفكر لكى تستنتجى اى .... -انا اعلم جلك . قاطعته الفتاة ، وتذكرت سنة زواجها من بول 0 -سابقى متيقظة . اضافت وهى تشد على يد جاك بمحبة . لا تخشى شيئا ، فان ستيف لا يعجبنى ابدا 0 وبهذه اللحظة احست بانفعال غريب فتجاهلته واضافت : ساهتم بعملى على افضل وجه ، وساعود باسرع وقت ممكن 0 -عندما ارسلتك الى لوس انجلوس ، كنت اتمنى من كل قلبى ان تحصلى على هذا العمل ، والان انا مستعد لعمل المستحيل لكى امنعك من الرحيل . اعترف جاك بالم0 فاستعدت الفتاة للتقدم فاسرع جاك وطبع قبلة على جبينها ، فدخلت الى صالة الانتظار ، وتركت خلفها الوجود الهادئ الذى اختارته خلال سنوات 0 -سامنتا ! التفتت الفتاة نحو صديق والدها الوفى ، وابتسمت له 0 |
-اثبتى جدارتك ! صرخ بصوت مرتفع . علميهم قسوة الحياة 0 -استيقظى انسة ! قال المضيف وهو يهز كتف سام بهدوء . استيقظى وشدى حزامك سنصل الى سان جون 0 اعتدلت سام وحركت ساقيها ، عندما صعدت مساء امس الى الطائرة تخيلت انها لن تتمكن من النوم لحظة واحدة ، وبعد ان تصفحت عدة مجلات ، فكرت فى العناية الضرورية التى يحتاج اليها الحيوانات فى مكان التصوير ، ورغما عنها غلبها التعب والنعاس وتغلب على توترها ، وفور اقلاع الطائرة فى ميامى غطت الفتاة فى نوم عميق 0 القت الفتاة نظرة على النافذة وتاملت بحر الكاريب الازرق المتموج ، وكانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا ، فشدت حزامها ، واسندت ظهرها جيدا ، حطت الطائرة ، وبينما كان الركاب يتجهون دفعة واحدة نحو الباب لم تتحرك سام ، كانت تكره الازدحام وكانت متاكدة ان ستيف لن يصور من فيلمه فى يوم الاحد الحار هذا 0 مجرد التفكير بهذا المخرج يوتر اعصابها ، ولكن ماذا يهمها منه ؟ لقد جاءت فقط من اجل الحيوانات ، ولا يجب عليها سوى التفكير بعملها ، ولكن فكرة لقائها بهذا الرجل تملئ كيانها بالخوف فبعد طلاقها من بول ، كانت تتحفظ دائما فى علاقتها مع الرجال ، وتسيطر دائما على الموقف ، وذلك لاعتمادها السياسة والبرودة تجاههم ، فتجنب نفسها تعقيدات المشاعر ، اما مات فكانت تجده رفيقا لطيفا متفهما ويحترم الحدود التى تفرضها هى دون خلق اية مشاكل 0 منتديات ليلاس مع ستيف يختلف الامر ، امامه شعرت بانها تفقد كل ارادتها والاسواء من ذلك انه ادرك القوة التى تؤثر فيها عليها ... لكنها جاءت من اجل الحيوانات ، ولا يجب ان تفكر بغير ذلك ، فكرت من جديد وانتفضت فجاة عندما لامست يد كتفها 0 -هل انت بخير يا انسة . سالها المضيف بقلق . اصبحت الطائرة خالية تقريبا 0 -انا بخير ، لكننى متعبة قليلا . ونهضت وحملت حقيبة يدها الكبيرة 0 -السفر الطويل يتعب حقا ، اتمنى لك اقامة طيبة فى بورتوريكو 0 شكرته سام وغادرت الطائرة بهدوء وهى ترتب تنورتها الزرقاء ، لحسن الحظ التنورة الحريرية لم تنجعك ، وكانت تامل فى ان تقابل ستيف بكل ثقة وبدون ان تخونها انفعالاتها 0 |
فور دخولها الى صالة مطار سان جون ، راته كان يرتدى بنطلون جينز ، وبلوزة بيضاء قطنية تظهر سمار بشرته ، كان يبدو لها بجمال رائع لكنه خطير ، ورغما عنها اعجبت بعضلاته البارزة تحت بلوزته ، ورسمت على ثغرها ابتسامة واتجهت نحوه ، على عكس ما كانت تتوقع ، استقبلها بالصراخ : يا للشيطان ، اين كنت ؟ اختفت ابتسامة سام كيف حكمت على هذا الرجل بالسحر والجاذبية ؟ انه فظيع 0 -لقد نزل الركاب منذ ربع ساعة تقريبا 0 قاومت الفتاة غضبها ، وعدت الى عشرة بصمت لكى تحتفظ بهدوئها ، ثم اجابته محاولة ان تضبط مشاعرها 0 -اذا كنت مستعجلا ماذا تنتظر للبحث عن حقائبى ، لكى نرحل بسرعة ؟ -انها فكرة ممتازة . اجابها وابتعد بخطى سريعة ، دون ان ينتظر الفتاة ، فتبعته بسرعة ، وتساءلت عن تصرفاته الغريبة ، فالمشاكل الكبيرة لا تسمح لرجل ان يكون عدائيا امام الاخرين ، فقررت ان تتصرف كمروضة لا كامرأة ، لكى تضع هذا الرجل فى مكانه الذى يستحقه ، فانضمت اليه قرب العجلة المتحركة حيث تتجمع الحقائب 0 -اترين حقائبك انسة كولنز ؟ سالها بجفاف 0 -لا 0 -هل انت متاكدة انك سجلتيها ؟ سالها بسخرية 0 -بالتاكيد 0 -يبدو ان حقائبك ليست على هذه الطائرة . اجابها بحدة وتركها واتجه نحو غرفة زجاجية ، فتبعته بنظرها وعادت تبحث بين الحقائب ، كانت هذه الصالة كغيرها من صالات المطار ، لكنه بدون جدران ، بدات الفتاة تتضايق من الحرارة ، وفجاة اقترب منها رجل 0 -هذه كل الحقائب انسة ، اذا لم تجد حقائبك اسالى هناك . واشار نحو المكتب الذى دخله ستيف منذ قليل 0 انضمت سام للمخرج داخل المكتب ، وكانت الغرفة مكيفة ، وما ان اغلقت الباب حتى امرها ستيف بحدة 0 -صفى لنا حقائبك ، انسة كولنز 0 |
تمنت الفتاة لو تراه يختفى تحت الارض لكى لا تضطر للعمل معه ، لكنها تمالكت نفسها ، واجابته بسرعة : انها حقيبة خضراء ، وصندوق كرتون مربوط بالحبال 0 ادار ستيف لها ظهره وتابع الحديث بالاسبانية مع الموظف ، كانا يتكلمان بسرعة فلم تستطع سام ان تفهم شيئا ، فرمت نفسها على الكرسى ، ودون ان تنتبه اغمضت عينيها للحقيقة كانت تتوقع ان تواجه مشاكل ، لكن موقف ستيف هذا يفوق كل تشاؤمها 0 فتحت عينيها وكان ستيف قد انهى حديثه مع الموظف فاقترب منها ووقف امامها ، وقد ازداد غضبه 0 -ستصل الطائرة الثانية من لوس انجلوس فى الساعة العاشرة مساء من المحتمل ان تكون حقائبك على متنها 0 قال للفتاة ثم اضاف بفارغ الصبر . الان اوصلك الى مكان التصوير وساهتم باحضار اغراضك فى المساء هيا 0 تناولت سام حقيبة يدها ، واضطرت للركض حتى تصل الى مستوى المخرج ، وبعد لحظات ثارت على هذا الوضع ، كانت متعبة وترفض تحمل جبروت هذا الطاغية 0 -ستيف ! صرخت بصوت حاد فالتفت الكثيرون نحوها ، وتوقفت وجمعت كل شجاعتها واجبرت ستيف على العودة الى الوراء 0 منتديات ليلاس رمقها ستيف بنظرة غضب واراد ان يجيبها ، لكنها منعته بمتابعة كلامها بحزم 0 -لقد احضرت معى ادوية وفيتامينات للحيوانات ، ومن غير المفيد ذهابى بدونها ، لا ارغب بحضور محنتهم ومن عدم تمكنى من مساعدتهم 0 تاملها المخرج بشكل احست ان حزمها واصرارها سيبددان بسرعة 0 -ملكة المروضين تكلمت ! قال ستيف باستخفاف 0 ارتبكت سام كثيرا وحاولت الاحتفاظ بهدوءها بجهد كبير 0 -بعد لقائنا الاول . قال لها ستيف . تحققت حولك ، وقراءت مقالات عنك ، انت بدون شك اكثر كفاءة مما يقول جاك 0 وابتسم فجاة ابتسامة ادهشت الفتاة 0 -انا موافق ، ايتها الامرأة الخارقة . اضاف بسخرية . ولكن كيف سنمضى وقتنا حتى الساعة العاشرة مساء ؟ وكان ينظر اليها باعجاب واستفزاز ، تجاهلت الفتاة نظراته ، وقالت له بهدوء 0 -انا جائعة ، لم انتاول شيئا فى الطائرة ، ارغب بتناول وجبة حقيقية 0 |
الساعة الآن 02:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية