منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   1092 - لن احترق بنارك - ميشيل ريد - روايات عبير دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t136676.html)

dalia cool 04-06-10 03:53 PM

الفصل الثاني

تسمرت نينا في مكانها في الظلام ، بعد ذلك سيطر الصمت المطبق
فيما أصابعها تتمسك بشدة بالحذاء .
( أيتها الحمقاء ، ما الذي جعلك تصرخين هكذا ؟ )
رفعت رأسها واحساسها بأنها في كابوس ما يتعاظم مع مرور كل لحظة ،
لم تستطع التكلم ، كانت صدمتها وقوية جداً فوقفت هناك تحدق به عبر خصلات شعرها
وهي عاجزة كلياً عن التفكير .
هزها بقوة ، شتم بحنق وأزاح شعرها عن وجهها بإحدى يديه فيما أطبقت الأخرى على عنقها
وكأنه على وشك خنقها .
( اجيبيني أيتها المجنونة ؟ لماذا أنت في منزلي هنا ؟ في غرفتي ؟ )
هزها بشدة ثانية وأعادها بذلك إلى الحياة .
( أبعد يداك عني . ) صرخت بعنف : ( إياك أن تجرؤ على ايذائي ) .
منتديات ليلاس
( إيذائك ؟ ) ردد بعدم تصديق : ( يجب أن أخنقك وأسلبك حياتك أيتها الحمقاء المجنونة )
وكأنه لا يعرف بما يناديها غير ذلك . كانت أصابعه تضيق الخناق على عنقها وشعرت أنها تكاد تفقد وعيها .
رفعت وجهها والتحدي في كل ملامحها ، كانت نظراتها ترسل الشرارات عبر ظلام الغرفة متحدية عينيه الغاضبتين :
( أكرهك يا طوني لاكتوس . أحتقرك وأحنقر مجرد رؤيتك ) .
جرها بقسوة وأخذت تسعل لشدة قبضته على عنقها ، ثم أشعل الضوء .
( ماذا . . . ) صاح بصوت مخنوق : ( نينا لوفل ؟ )
رمشت عينيها لتعتاد على الضوء ورأت الذهول والدهشة في نظراته فقالت : ( وأنت الحقير عديم القلب الذي يحاول سرقة
شركة والدي منه ) .

dalia cool 04-06-10 03:55 PM

( أنا ؟ ) بدت عيناه جاحظتان من هول الدهشة ثم صمت وعاد قناع الثبات ليرسم ملامحه ،
لا شعور بالذنب ، لا ندم على قسمات الوجه الذي يحدق بها بعينين ثابتتين .
ثم أفلت عنقها وتمتم : ( كنت محقاً ، أنت فعلاً مجنونة ) .
اتكـأت نينا على الباب لعدم قدرتها على حفظ توازنها ذلك لشدة الأضطراب الذي تشعر به .
رفعت نظرها إليه ووجدته قد ارتدى رداء نوم كحلي اللون .
لا بد انه كان يحاول تناوله حين سمعت تلك الضجة وحين صرخت بأعلى صوتها .
كان يتنفس بشدة وكأنه يحاول جاهداً كبت غضبه وتهدأة أعصابه .
في غرفة مكتظة بالناس كان هذا الرجل يثير خوفها ورعبها لكن هنا في هذه الغرفة .
اكنت تختبر شعوراً جديداً وختلفاً تماماً من الخوف منه .
ابتسمت بخفة رغماً عنها وهي تفكر انه لربما كان على حق ولعلها فعلاً مجنونة .
فالمجانين وحدهم يوصلون أنفسهم لهكذا موقف .
رأى الإبتسامة لكنه لم يعجب بها .
أمسك بذقنها بقوة ورفع نظرها إليه بعينين سوداوين وعميقتين كالبئر ذاته
وقال : ( تجدين كل هذا مسلياً ، أبيس كذلك ؟ ) ازدادت حدة نبرته وهو يتابع : ( ولا تشعرين بأي أسف أو ندم لحقيقة وجودك في غرفتي ؟) .
حدقت بوجهه وقالت : ( آسفــة . )
ردّد بحنق : ( آسفــة ؟ تتسللين إلى منزلي وتقبعين في غرفة نومي بإنتظاري ، ثم تصرخين بأعلى صوتك وكأنني أنا من تسللت إلى غرفتك ) .
سارعت تدافع عن نفسها : ( أعتقدت نفسك تحلم ، فأخفتني ) .
سألها بسخرية : ( وما هو عذرك ؟ لا ايتها العزيزة ، لم أكن أحلــم ) .
( إنك تشعرني بالقرف ) .

dalia cool 04-06-10 04:49 PM

( وانت يا آنسة لوفل تشعريني . . . بالغضب الجامح ،
والآن . . . أريد أن أعرف ما الذي تفعلينه هنا ، وأريد معرفة ذلك الآن لذا ابدأي بالكلام ) .
سحبت نينا نفساً عميقاً ومشاعرها ممزقة ، هذا كابوس .
إنه كابوس مخيف .
( تكلمي ! ) قال ثانية وهو يهزها .
لا ، ليس كابوساً ، فكرت ، إلا ان اعتبرت الأيام الثلاثة الماضية ككابوس حي واتجهت أفكارها إلى لحظة بدء كل هذه الفوضى بسماعها صراخ والدها على الهاتف :
( ابعد يداك الجشعتان عن ابنتي وعن شركتي ، فأيهما لن يكون لك ) .
كل هذا بمثابة توقيع والدها على شهادة موته ،
فمن يهين طوني لاكتوس لا يتوقع نجاته من عواقب ذلك .
مهما كان رد اليوناني على كلمات والدها فهي لم تعرف ،
لكن حين هرعت إلى الغرفة بعد سماعها صوت ارتطام سماعة الهاتف بقوة ،
أدركت ان كارثة ما ثد حدثت لأن وجه والدها كان شديد الشحوب .
( لا يمكنه فعل هذا بي . . . لا يمكنه .) ثم قلص الألم قسمات وجهه وراقبته بذعر وهو ينكمش واضعاً يده
على قلبه قبل أن يهوي أرضاً . عادت الآن إلى الحاضر .
همست والغضب يلون نبرتها : ( تعرض والدي لنوبة قلبية حادة في اليوم الذي تشاجرت معه فيه ) .
قطب بدهشة بينما تنهدت نينا بنفاذ صبر والأشمئزاز يزداد داخلها من هذا الرجل الذي لا يذكر حتى لحظة تسببه بتدمير حياة رجل آخر .
قالت بصوت مخنوق : ( قبل ثلاثة أيام . تعرض والدي لنوبة قلبية ) .
بقي على حالة من الدهشة وهو يعلمها : ( هذا ما عرفته هذا المساء ) .
( لم ترعف هذا من قبل ؟ ) سألت وعيناها تعكسان عدم تصديقها لما يقول .
هز رأسه قائلاً : ( كنت مسافراً ، عدت هذه الليلة فقط ، مع انني لا أجد أي صلة بين ما حدث لوالدك وبين . . . )

dalia cool 04-06-10 04:51 PM

نظرت إلى يديها اللتين تعبثان بأكمام كنزتها الزرقاء وتابعت بتعاسة : ( منذ ذلك الحين أصبحت مضطرة لسماع ما كان يردده مراراً وتكراراً عنك . . .
الإستماع لتمتماته المضطربة . . . مراقبته وهو يذوي رويداً رويداً مع كل شتيمه كان يوجهها إليك .)
توقفت لتأخذ نفساً عميقاً يبعد عنها الدموع التي بدأت تهدد بالإنهمار والتعاسة تغمر ملامحها ثم تابعت : ( أردتك أن تعلم يا سيد لاكتوس .
أردتك ان تعرف نتائج جشعك على ضحاياك .
ولهذا أنا هنا الليلة . . . لأخبرك أنه مهما أعتقد الناس أنك رجل أعمال محترم وبارع ، فأنان أكرهك ! أمقتك ! أنت وأمثالك تشعروني بالإشمئزاز ) .
( شكراً لك ) . قال وهو يتلقى بهدوء كل اهاناتها .
( واطلاعك لي على هذا كان يستحق ابتعادك عن سرير والدك وتركه وحده !)
لم يكن هذا سءالاً بل ملاحظة ، ثم أضاف بجفاف : ( بما في ذلك المخاطرة بنفسك كما يبدو ) .
ردت بغضب : ( لا علاقة لذلك بالأمر ) .
( حقاً ؟ ) سأل وعيناه المتقلصتان تبرقان بشدة : ( لكنني أقول أنها الأساس في هذا ) .
ابتسم بسخرية قبل أن يتابع : ( أترغبين بالأفصاح عن أي شيء آخر قبل . . . قبل أن نضع حداً لهذه الليلة الحافلة بالمعلومات الخطيرة ؟ )
منتديات ليلاس
نظرت إليه بتحدي قائلة : ( أجل ، أتيت إلى هنا هذه الليلة كي . . . )
وشعرت بالإختناق لكن كان عليها متابعة ما بدأت بقولة : ( كي اسألك . . . أن لا تفعل هذا به . )
( آه ؟ ) كانت ردة فعلة المبهمة لا تمنحها أي إشارة عما يجول في رأسه .
تحركت نينا بعدم ارتياح وتمتمت : ( توقف عن جعل هذا الأمر أكثر صعوبة علي مما هو عليه الآن . . .
لا بد انك تعرف حقيقة نفسك دون حاجة لي لإخبارك بذلك .
حسناً ، إذن أنت غاضب من تسللي إلى منزلك ، لكن . . .)
( محاولة ؟ ) قاطعها بعنف والغضب ينفجر بداخلة مجدداً : ( هل أنت آسفة لذلك ؟ )
للمرة الأولى بدا يونانياً ، يونانياً قاسياً ومخيفاً .

dalia cool 04-06-10 04:53 PM

ازدردت نينا ريقها بصعوبة وقالت : ( أنا . . . ) وماتت الكلمات في حلقها ،
ثم سحبت نفساً مرتعشاً قبل أن تتابع :
( آنا آسفــة . . . ) وزادت زرقة عينيها لشدة شعورها الداخلي بالذنب .
( تباً لك أيتها الحمقاء الغبية . )
( أرجوك يا سيد لاكتوس استمع لي . ) قالت وقد أظهرت بعضاً من رباطة جأشها :
( لم أتعمد حدوث أي من هذه الأمور . . . بشان مرضه . . و . . وتعاسته أردت التوسل إليك لمساعدتي ! )
قال بقسوة : ( بالتسلل إلى منزلي ؟ يرميك الإهانات بوجهي ؟
بمحاولتك إدخالي القبر قبل حتى وصول والدك إليه ؟ )
كانت أنفاسه لاهثة لشدة غضبه فيما يداه داخل جيبي رداءه .
( آسفه ) . قالت مجدداً : ( استغرقت بالنوم على الكنبة . . . وأنت أخفتني . . . )
عضت على شفتها المرتجفة واقتربت منه واضعه يداً مترددة على ذراعه :
( نهضت فوراً دون وعي . . . كنت على شفير الإنهيار بوصولي إلى هنا الليلة . . . )
منتديات ليلاس
سحبت نفساً عميقاً قبل أن تتابع : ( والدي ملقى على سريره دون حراك منذ أيام وهو يتمتم دون وعي بكلمات عن شركته ،
عن المال . . . وعنك في النهاية . لم أعد قادرة على تحمل المزيد . . .
يخشى الأطباء تعرضه لنوبة قلبية أخرى قد . . . قد تكون قاتلة وأردت أنا تخفيف ضغط ما يعانيه . . .
سألته ما الذي يزعجه وماذا بإمكاني فعله لمساعدته . . . )
ناضلت لمنع انهمار دموعها وتابعت : ( إنه بحاجة للشركة يا سيد لاكتوس ، فهو ليس لديه ما يعيش لأجله غيرها ) .


الساعة الآن 06:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية