منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   يظنوني سيجارة !! (https://www.liilas.com/vb3/t133863.html)

لأني أحبك 28-02-10 10:46 PM


ترقبوا في الجزء القادم :

- البارات الليلية هي الوحيدة التي تعطيني أجراً عالياً وتتناسب مع مواعيد جامعتي .

- ماذا عن عذريتك ؟؟؟؟ سأكون أو قاطف لها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

\
/

محبتكم ،، لأني أحبك

بوح قلم 03-03-10 06:39 AM

تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

اعتقد ان موعد تصفيه الحسابات والاحساس بالذنب اقترب للبعض في الوقت الذي بدات فيه دوامه الحياة بجرف الاخرين...

نترياج فديتج

لأني أحبك 05-03-10 10:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوح قلم (المشاركة 2194057)
تسلمين فديتج عالبارت<< الفيس راعي الورود

اعتقد ان موعد تصفيه الحسابات والاحساس بالذنب اقترب للبعض في الوقت الذي بدات فيه دوامه الحياة بجرف الاخرين...

نترياج فديتج


غاليتي بــوح القلم ،،

مدينة أنا لك بحضورك في زخم غياب الجميع >> وأيضاً الفيس راعي الورود

وأعتقد أنك تقرأين حقاً ما أكتب تقرأين خلف السطور وتفهمين المعاني الخفية التي تختبئ بقلمي ذو الكتابة الرمزية ، وتكفيني قارئة كأنتِ .

كان ردك بسطرين ولكن عميق بحيث فسر المضمون .

شكراً من القلب للقلب ،

انتظري البقية يوم الثلاثاء إن شاء الله :friends:

لأني أحبك 09-03-10 08:50 PM

غاليتي بوح القلم كما وعدتك ها أنا قادمة بنهاية المرحلة الثانية مخصوصاً لكِ أنت . واهداء لكِ أنتِ .


تفضلي وكل القراء .

تابعوني أعزائي

لأني أحبك 09-03-10 09:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله

ها أنا محملة بالجديد ، وهو نهاية المرحلة الثانية :mo2:


يسعدني حقاً أني أنهيت مرحلتين وتبقى ثلاث فقط ، فالقصة بطبيعة الحال ليس طويلة جداً ، بل هي فكرة وددت ايصالها وحقائق عاينتها .

تفضلوا أحبائي ، إلى بوح القلم في المقام الأول ، وإلى بقية القراء الذين أنتظرهم بشغف وآرائهم .



عمان


أخبرته بكل التفاصيل وكانت تشهق بين كلماتها ، أخبرته أنها رفضت وهربت من العمل الذي وجدته أخيراً لأن رب العمل كانت له أغراض خفية لم تعجبها .
كان جلياً له ضعفها بهذه اللحظات ، كان يرى أن كل ما أخبرته به من تفاصيل أيامها القليلة التي مرت تصرفت بطبيعية غريبة ولا مبالاة أحياناً وتظاهر بالقوة حيناً آخر ، ولكنه الآن يعرف جيداً أنها ضعيفة ، ضعيفة بجرعات متزايدة مخزنة من أيام بداخلها .

ويعرف أنها انهارت بشكل كبير ، وحصونها التي أبت إلا بنائها تتهدم في لحظة سؤال منه .

لم يحتج منه الأمر إلا أن يسألها برد فعل طبيعي " ما الذي جرى لكِ ؟ " قد تكون مكانته داخلها ساعدته أيضاً .

إنه اليوم يصل لمبتغاه ! هذا الذي أراده أن تضعف تحت أي ظرفٍ كان ! إنها الضربة التي انتظرها طويلاً أملاً أن يحين قطافها ، ولكن الأمر الغريب أنه لا يشعر الآن بذلك ، بل ينازع في نفسه هذه الأفكار ، وكأنه بات يرفضها !!

لا يريد بهذه اللحظة أن يستغلها ، ولا يريد مغافلتها ، ومنازعتها في رغبتها ، لا يريد أن يكون سبباً في زراعة المزيد من الأسى فيها ، أن يكون مع الجميع ضدها .

أيعقل بعد كل الوقت الذي ظل يرتجي هذا اليوم وينتظره ؟؟!! يشعر أنه لن يخذل من لجأت إليه وشكت له ، أيعقل أن يكون هذا داخلك يا علاء ؟؟!!

ّ*ّّ

عمان

حلقت أفكارها قبل أن تغفو هذه الليلة في الحياة التي قضتها في منزل لم يعد لها ! ولم يكن لها يوماً ، كانت محطة سريعة عبرت خلالها بسرعة أيضاً دون أن تشعر بالأيام ودون أن تشعر بهذه العائلة .

وما أن غفت حتى زار كابوسها يومُ مستعرة نيرانه ، مطفأة أنواره !

كانت تسمع الصراخ الحاد الذي أصم أذنيها ، ثم تسمع أصوات زجاج يتكسر ، ثم تشعر وكأن أحداً يبطش ويضرب الآخر !!

ثم ترى في نفس المنام امرأة تقبل رجلاً وتحتضنه في السرير ! وطفلة تنظر إليهما بخوف باكية ، تنتظر الرجل حتى يرحل لترحل هي إلى حضن نفس المرأة !

ثم يزور حلمها أطفال يلعبون ويمرحون وهي مربوطة قدماها ، لا تستطيع اللعب .


استيقظت فزعة من نومها وهي تصرخ بخفوت ، حتى تساقطت دمعاتها متوالية بحزن ، وضيق شديد ، تشعر أن كابوسها يُعاد ! وحلمها الخرافي يزاول حرفته بالتوالي !

الساعة الرابعة فجراً ولكن لم يهمها هذا بقدر اهتماهها بضيقها وحزنها الشديدين ، اتصلت بعلاء وانتظرته حتى يجيب ، ولم يخب أملها حين أجابها بصوت هامس :

- رنا ألم تنامي بعد ؟؟؟!!
- علاء رأيتهم وكأنهم كابوس !! كابوس مزعج يا علاء مزعج …...

تناثرت كلماتها وهي تشهق بدموعها التي صارت سهلة هذه الأيام وهو يجيبها بقلق حقيقي :

- من هم الذين رأيتهم يا رنا ؟؟!!
- أوشيا ومعين ، أمي وأبي الكذبيين !! إنها تعذبني يا علاء تعذبني ، أمي تعذبني !!
- اهدأي حبيبتي ، لمَ تعذبك ؟!!
- لأنها …...... لأنها ….. علاء تعال اليوم إلى جامعتي أريد رؤيتك ، وداعا .

أغلقت هاتفها واجله تنظر حولها لتتأكد أن أحداً لم يسمعها !! أن أحداً لم يقرأ أفكارها !!

ستفضح أمها ونفسها !! ولكنها هي كذلك !! ولم تعد أمها بعد اليوم ، لا أريدها أمي بعد اليوم ..

سبحت أفكارها إلى ما يبعد عنها بثلاثة عشر سنة ، حيث جلست والدتها التي تبنتها في مقعد أثيري وهي ترتدي ملابس قصيرة وتضحك بشدة مع من يكلمها على الهاتف ، ثم أغلقته فجأة وذهبت للباب تفتحه ، دخل الرجل إلى ذات الحجرة وجلس مع والدتها وقبلها واحتضنها حتى توارات هي هاربة بين خطواتها الحزينة !!

توالي المشهد حتى تجاوزت الثمان سنوات !! كان يتكرر أمامها ببساطة وهي تنظر إليه دون أن يصل لعقلها الصغير مغزى ما ، حتى اعتادت الأمر .

لتسأل أباها بالتبني ذات مساء ببساطة زرعت بين حروفها الندية :

- بابا لمَ تنام ماما معك ومع الرجل الطويل ولا تنام بجانبي ؟؟!

الكدمات في جسدها الصغير بعد هذه الكلمات لازمتها طويلاً فأمها وأباها بالتبني ضربوا جسدها الصغير بوحشية يفرغون شحناتهم المعادية لأحدهما الآخر في عقابها الغير مجزي !!

استجوبها أباها بينما نظرات أمها توبخها وتسلطها عليها بوهرة مخيفة !

كان صراخهم حاد حين يحادثون بعضهم البعض ، وكانت ترى الزجاج المتكسر على الأرضية يلمع وتلقطه بأناملها الصغيرة ، وذات صباح رأت وجه أمها أزرق تماماً كالبقع التي يمتلئ به ظهرها ويداها وحتى فخذاها تحت قائمة العقوبات التي تلقتها من والديها بالتبني بعد أن سألت سؤالها الأخرق ذات مساء .


كيف تخبر علاء بذلك ؟؟!! كيف ؟! كانت الأعوام القديمة وما يقارب الثلاث عشرة سنة كمثابة الخبرة التي تعلمت فيها معنى ما حصل ! وعرفت تماماً لمَ ضُربت ولمَ عوقِبت ولم نزل أبواها عند حافة التضارب !

لايمكن أن تخبره أن أمها كانت ***** !! لا يمكن !!!!

قفزت من أفكارها العقيمة إلى الحمام لتغسل أسنانها قبل ذهابها للجامعة ، ولكنها عادت لسريرها وأفكارها بعد أن تذكرت أن الساعة لم تتجاوز السادسة صباحاً !!!



ّ*ّّ

يوغسلافيا


قررت أن تعود لعملها ، كانت دوماً تتركه ثم تعود إليه فالعمل التطوعي بأي وقت يفتح أبوابه لأي متطوع ! كانت تبحث عن الخير ، وتبحث عن ابنتها .
طوال خمسة عشر سنة عملت مدرسة متطوعة في مركز أيتام ، وحيناً تتركه سنة أو سنتين ولكن ما تلبث أن تعود ، كانت نفسيتها متقلبة ودائمة الإنزعاج ، الأيام التي نعمت فيها براحة كانت معدودة قليلة ، كانت تفكر بالعودة للعمل من أجل الأطفال المليئون بالبراءة ، البراءة التي كانت ترسمها على وجه ابنتها طويلاً بكل حب ، ها هي ترسمها على وجوههم وتقرأها حيناً ، وتشعر بالراحة لوجودها ولو اقتصرت على الأطفال .

تقدمت من مبنى الإدارة بوجه جامد كعادته الأزلية ، طرقت الباب بخفة قبل أن تدخل قائلة :

- سيدتي ، هل مازال مكاني شاغراً لي ؟؟؟
- أوه ، صوفيا مرة أخرى ، افتقدتك يا امرأة .

ابتسمت بود لها وهي تكمل :

- مكانك محفوظ ، وحتى لو شغله أحداً ما ، سيظل لكِ مكانُ هُنا فالأطفال يحتاجون لكِ ما أن تصلين هُنا .

أومأت صوفيا برأسها وهمت بالانصراف ووجهها حتى اللحظة لم تلح عليه أي ابتسامة أو حتى انشراح بسيط بين شفتيها .


.
.
.

عمان


- سيدي أرجوك أنا بحاجة لهذا العمل ، أحتاجه بشدة صدقني !!!
- نعم أصدقك وأصدق كل من هم مثلك ولكن ما المطلوب مني !! لا نحتاجك هُنا !!
- ولكني قرأت أن هُناك عملاً لمربية في الحضانة هُنا !!
- هذا الاعلان قديم وانتهى أمره منذ فتره ، تستطيعين الانصراف .
- سيدي أرجوك ، أي عمل أستطيع عمله ، أنا …..
- ألا تفهمين !!! هل تودين أن أعطيكِ وظيفتي مثلاً ؟!!!! هل أتخلى عن عملي لكِ !؟؟؟
- لا …. أقصد سأذهب .

خرجت باكية للمرة التاسعة !! لمَ كل شيء ضدها !! لمَ ؟؟؟؟
عادت إلى السكن الطالبات خائبة كما كل مرة ، عادت مشياً على الأقدام فهي الآن لا تملك بحوزتها حتى أجرة سيارة توصلها أو حتى باص عمومي !!

ما أن وصلت لسكن الطالبات حتى أتاها اتصال من علاء فطلبت منها مشرفة السكن أن تأتي لتجيب ، نزلت مسرعة لبهو السكن وأجابت علاء الذي قال بسعادة :

- رنا وجدت لكِ عملاً !!
- أحقاً !! علاء كل الشركات والمدارس التي ذهبت لها حتى الآن لم يقبلوا بي !!! ولا حتى مربية في الحضانة ولا كاتبة للرسائل ولا أي شيء !! أظن أني أحتاج واسطة حتى أجد عملاً !!!
- لا بأس حبيبتي ، ستجدين عملاً ، قرأت اليوم في الجريدة يريدون موظفة استقبال في شركة مقاولات .
- في جريدة !!! ظننتك وجدت عملاً من خلال أحد معارفك !! احتاج واسطة الجرائد لم تفدني !!
- لا بأس حاولي معهم ، لا تيأسي سريعاً !!!


.
.
.

يوغسلافيا


دخلت إلى الفصل الصغير بطلابه القلائل ، ابتسمت أخيراً وهي تتفحص في وجوههم المحببة ، وتبحث بين حنايا نظراتهم عنها !! عن ابنتها التي فقدتها طويلاً طويلاً .

كانت الفرحة تلون وجوه الصغار وهم يتذكرون هذه المدرسة الحنونة التي تأتي وتغيب ولكنها تعود !!

- سنعزف اليوم لحناً صيفياً يا صغار ، أريدكم أن تتعملوه جيداً لأننا سنحتاجه في نزهتنا الصيفية القادمة ، اتفقنا .

صاحت أفواهم موافقين سُعداء ..

وهي ترى فيهم أطفالها الصغار ، وكأنها أمُ لكل يتيم هُنا ولكل لقيط !
بينما تتردد بداخلها أمنيتها العزيزة أن تكون ابنتها على قيد الحياة وهناك من يحنو عليها كأم حنون .

.
.
.

عمان

ذهبت بأمل طفيف إلى شركة المقاولات في منطقة الصويفية وما أن ولجت المكان حتى استشعرت فخامته المفرطة ورقي تصميمه ولكنها تذكرت أن هذه المنطقة بعمان وكذلك منطقة عبدون من أرقى المناطق ولا عجب بوجود مثل هذه الشركة وفخامتها .
توجهت لموظفة الاستقبال التي تتضاحك مع زميلها وهي ترتدي برمودا قصير وقميص قطني ضيق بلا أكمام ، وشعرها منثور عن آخره على كتفيها وتضع في وجهها أصباغ خفيفة بدت فيها جميلة ، سألتها بلطف عن العمل المذكور بالجريدة ، ولحسن الحظ رحبت بها وطلبت منها الإنتظار وستقوم بايضالها بعد قليل لغرفة المقابلة !

انتظرت بصبر وأمل غريب وما أن دخلت إلى رجل أربعيني حتى بدأ بسؤالها عن شهاداتها ومقوماتها وعمرها وسكنها ووضعها الاجتماعي ، كانت نظرة الإزدراء ظاهرة عليه !
أخبرته أنها تجيد الطباعة وتجيد الانجليزية ولكنه رد أخيراً :

- عملنا لا يحتاج من يدرُس ويعمل في وقت واحد !! نحن نحتاجك في الصباح والمساء أيضاً !!

قال ذلك ونظرته تتردد في أنحاءها ، نظرت بتوتر إليه دون أن تنبس بحرف فأكمل :

- من يشغلون هذه الوظيفة يشغلونها لأغراض تختلف عنك ، أنتِ مرفوضة !

ولغرابتها لم تهرب هذه المرة رغم كلامه المحشو سماً ورغم أنه لمح على أن الأمر يتعدى العمل ، واجهته بصرامة قائلة :

- هذا سبب غير مجدي !!! أنت ترفضني بغير سبب !!

نظر إليها بشراسة وقال أخيراً من بين أسنانه :

- هل توافقين على وضع أرطال من الأصباغ على وجهك كل صباح ومساء ! هل تملكين ملابس تكفيك لعدم تكرارها ؟؟؟ هل ستظهرين القليل من شعرك !! هل ستضعين حجابك باهمال ؟؟؟ هل ستذهبين لحفلات مع رؤساءك وهناك …........................ يكفي ذلك !! هذا خارج عن الموضوع ولكنك أجبرتني عليه ، من البداية طلبت منكِ الإنصراف .

أدرات ظهرها أخيراً وشعور الاحباط يغرز كغرزة سميكة داخلها ولكن استوقفتها لهجته المسهزأة وهو يقول :

- أنصحك بالعمل في بار لسنة ، ستصبحين غنية وتستطيعين العمل هُنا .

لم تلتفت إليه ولكنها شعرت بغصة قوية في حلقها وشعرت بطعم ملوحة حاد في معدتها وهي تخرج وتصفق الباب خلفها دون شعور منها .

.
.
.

العقبة

تجمعت العائلة في الصالة المتواضعة بأثاثها ، النساء يرتدين ملابس تغطي أجسامهن ولكنها ضيقة مع حجابات ملونة ، والرجال بلباسهم المعتاد بناطيل قماش وقمصان ، يجلسون معاً يتسامرون ويتضاحكون ، مع كل أخطائهم ، وكل حسناتهم ، متناسين كل شيء ، متجاهلين لأخطاء بعضهم البعض .

فتاريخ حياتهم الطويل بأعمارهم الأربعينية والخمسينية مليء بألف خيط ، بألف خطأ ، وألف عيب ، وكلٍ منهم قد يعرف الكثير من مقتضيات قريبه ولكن يتغافل ويتجاهل ببساطة .

- كيف دراسة الولاد بالمدرسة يا إم عمّار ؟
- بخير يا إم وليد ، إنتي كيف ولادك وكيف رنا بالجامعة ؟
- الحمدالله ماشي الحال .

التقطت مسامعه اسمها بين الحديث والتفت لأبيه يشير أليه أن يفاتح أباها بالأمر .
فهم أبوه ما يريد ولكنه تجاهل ذلك لوهلة وما لبث أن وجه حديثه لأبو وليد قائلاً :

كيف رنا بالجامعة يا أبو وليد ؟ ما شاء الله يوم ميلادها كانت بتجنن .

ابتسم بطبيعيه وكأن شيئاً لم يكن بينما يجيب :

- ماشي حالها ، وإن شاء الله بترجعلنا بالعلامات والشهادة .
- إن شاء الله ، شو بدي أقولك يا خوي ، متل ما انت عارف هالولد بدو رنا من زمان ، شو رأيك نسوي شي لخطوبتهم هسه على بين ما تخلص رنا .

كان يتكلم ويشير لأبنه الذي ابتسم بنصر وفخر .

تردد معين وارتبك وهو يرد على أخوه بنبرة حيادية نوعاً ما :

- إن شاء الله خير يا خوي ، بنشوف تتيجي البنت لهون بيصير خير .

ارتاح من رد أخوه وأجابه ليأكد عليه :

- على الأقل بنقرأ الفاتحة هسه وبعدين بنشوف ايمتى بنكتب الكتاب .

كانت أوشيا تسمع وهي تشعر بسعير وكره !! لا تعرف لمَ تشعر أنها لا تود أن تعود هذه الفتاة لحياتها لا تريد أن تراها بعد اليوم !! ولكن هل سيوافق معين ويحضرها هُنا لتتزوج ابن أخيه !!!

ّ*ّ

عمان


رأته بالجامعة كما العادة وقالت له ما صار معها في آخر محاولة لها في شركة المقاولات !

وأضافت أخيراً ببؤس :

- أحتاج أن أغادر الأردن ، فكل يوم أشعر أن مخالبها تمزقني أكثر !! إنها لا تتسع لي .

افترب علاء بشفقة حقيقية منها واحتضنها بشدة ، تفاجآت من تصرفه ولكنها لم تمنعه !!
وداخلها يشعر أن هذا هو المفروض ، قد يكون علاء أيضاً يريد ذلك ، قد يكون احتضانه لها وتعزيته بهذه الطريقة مقدمة لمبتغاه الذي مؤكد لا يختلف عنهم !!
لا يختلف عن أوشيا وحبيبها ووسام وبقية من كانت تكلمهم !
لا يختلف عن رب العمل في شركة المقاولات ولا في الشركة الثالثة التي زارتها !!!

تشعر أنها هي المختلفة ، وأن الكون من حولها تمحور في فكرة واحدة !!

العالم صار يمشي كما تمشي أوشيا !!!

احتضنته هي كذلك ودفنت نفسها بين أضلاعه !! فإن كانت لهم مآرب ومصالح ، فهي كذلك ستحقق مصلحتها وتبحث عن ما تريد !
تريد من يهتم بها ويحبها ويقف بجانبها ، ويأويها ، ويسكنها ، ويطعمها !!!

التمعت الأفكار في رأسها ودموعها بدأت تلامس قميص علاء الخفيف ، شعر بها وبدموعها ولكنه لم يحرك ساكناً وشدد من احتضانه لها كمؤازرة حقيقية منه .

لمَ لا تبحث عن مصالحها !! مقابل تقديمها مصالح لمن يقدمون لها ما تريد !!
فتقدم لعلاء ما يريد ويحميها ويدفئها ويحبها !
وتعمل كما قال ذاك الرجل في الشركة وتجني المال وتسكن وتأكل وتدرس !

ابتعدت عنه فجأة وهي تقول بنبرة غريبة :

- علاء …..........

ضاعت كلماتها وصمتت فقال لها يقويها :

- ما بكِ !!! أخبريني كل ما في داخلك ، لا تترددي .
- علاء ، لا أريدك أن تفهمني بشكل خاطئ ولكن كل محاولاتي في البحث عن عمل باءت بالفشل .

رد وهو يرفع حاجبه الأيسر :

- ماذا تقصدين ؟!!
- أي عمل سأعمله لن أوفق بينه وبين الصيدلة !! ولا أجر يكفيني لأدفع للسكن وللجامعة ولطعامي !!

التمع شيئاً في ذهنه وهو يجيب :

- هل برأسك فكرة يا رنا ؟!!
- علاء أنوي أن أعمل في مكان ما ولكني مترددة … لا لست مترددة ! أنا أكيدة أن لا شيء سوى هذا العمل أستطيع أن أعمله .
- أي عملُ هذا يا رنا ؟!!
- في ملهى ليلي .


تفاجأ بشدة وشعر أن لسانه عُقد برباط غليظ وهو ينظر إليها وكأنه يحاول التعرف عليها من جديد ! أهذه هي رنا ؟؟!! اهذه من كنت ألاحقها لأخذ منها بعض من مآربي ؟؟!! استسلمت ببساطة للحياة !! ظننت أنني أحتاج وقت لترويضها !! وكنت مخطئ ، كنت أستطيع الوصول لكل شيء منذ زمن !! فها هي أمامي ضعيفة !! ضعيفة بشكل مؤلم ، نعم آلمني ضعفها الشديد وحفز حواسي .

- علاء ، سيعطوني مبلغ جيد ، أستطيع تصريف حياتي به ، وأعمل بالليل لأدرس صباحاً بكل راحة .

نطق أخيراً :

- رنا ، ماذا عن عذريتك .

شعرت أنه بكلمته انتزع قلبها من مكانه ودفنه تحت قدميه !! ما الذي جرى لي !! أنا بدأت ذلك !! أنا بدأت ! لمَ أشعر أنني لا أستطيع سماع ذلك !! لا أستطيع تحمل ذلك !!!
لا أريد ذلك ، لا أريد !!
ولكني خضته وانتهى الأمر .

لم يتورد خدي كما كان يغازلني ولكنه احتقن بلون قاني غاضب وساخط ! أنا غاضبة ، غاضبة من نفسي بالمقام الأول .

أردت أن أنطق باسمه ولكنه لم يخرج من فمي ، تكاسل عن طرف لساني اسمه وتهاون عن الخروج !!! كيف أنطق وأكلمه بعد ما قال !! ألهذه وصلت علاقتي به !!
من هو ؟؟؟
من هو علاء ليحدثني عن عذريني !!

رميتني بسهم يا علاء ، سهم أصاب قلبي بالمرض !
ولكنه بكل حال حقيقي !

- إنـ …..... سو....... ما دخل ذلك !!

تباطأت كلماتي في خروجها وخرجت منحدرة تخبئ خلفها ما تريد .

- رنـــا ، هل تظنين أن عذريتك ستبقى بعد أن تدخلي ذاك المكان !!!؟؟؟
- ولمَ لا !!

قالتها فوراً وكأنها تتابع لأفكارها .

- هذا المكان ليس لك ، ليس لك يا رنا ، انسي الأمر .

تراجعت قليلاً وهي تنظر إليه بحقد غريب وكأنها يوماً لم تحبه ، و لم تعجب بتفاصيله ، و لم تتودد إليه :

- لن أنسى .

مشيت موليه له خلفي لأسمعه يشتم قائلاً :

- إذا فعلت سأكون أول قاطف لعذريتك يا رنا .




تدحرجت دموعي سراعاً وأنا أتلقى سهمه الثاني !!
ما بال الأمور كلها تنقلب على عقبيها ، تنقلب بطريقة مخيفة !! لم أتصورها يوماً !!
فكيف لعلاء أن يكون هذا الشخص ؟؟؟
وكيف لأوشيا ومعين أن يكونا ليس أبواي !!

ألا يستحقون أن أدوسهم بقدمي !!

بلى يستحقون ، يستحقون .

مشت مسرعة بينما كلمات من لحن أخرق تتردد في أذنيها :


سهلة ، سهلة جداً صارت دموعي !
حد الوجع !
لا تبالي بالمكان ولا بساعات الزمن !
لم تعد تعبأ بالشخوص ولا حتى العتب !
تهلكني بانذلالها ، وتبكيني بانحدارها !
ولى فكر الرخاء وشُطبت أحلام الرضا ! فلغيت أوتار السعادة !

لأني أحبك


ّ*ّ

ها هو ينفث نفسه الثاني من السيجارة …....

ترقبوا القادم ، مع تمنايتي لكم بقراءة ممتعة .

محبتكم ،، لأني أحبك


الساعة الآن 12:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية