منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.liilas.com/vb3/f3/)
-   -   فليفسر كلا منا آية (https://www.liilas.com/vb3/t68690.html)

نونو 19-06-08 10:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الطيور (المشاركة 1337240)
بارك الله فيكم

لكن

من اين تاتون بالتفسير هذا ؟؟



هذا تفسير السعدي

اهلا وسهلا فيك اختي همس

التفاسير متنوعه اهم شئ يكون المصدر موثوق

تفسير السعدي ،ابن كثير،ابي بكر الجزائري،الشعرواي ....الخ من تفاسير علماءنا الافاضل

نونو 19-06-08 11:14 PM

[COLOR="Purple"](وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم "49")وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون "50")(وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنت ظالمون "51")(ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون "52")(وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون "53")(وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلي بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم "54")(وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون "55")ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون "56")(وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "57")




"وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ..."
1 - أمر فرعون - لعنه الله - بقتل كل ذكر يولد من بني إسرائيل ،وترك البنــــــات

"وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم ..."2 -هذا اليوم الذي نجى الله - سبحانه - فيه بني إسرائيل من عدوهم ،وهو يوم "عاشــــــــــــوراء"

"وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ...ثم عفونا عنكم ..."3 - نعمة الله - عزوجل - على بني إسرائيل في عفوه عنهم ،لما عبدوا العجل بعد ذهاب موسى لميقات ربه ،وكانت المدة أربعين يوما وقيل إنها ذو القعدة بكامله وعشر من ذي الحجة .

"وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا..."4 - أمر موسى قومه عن أمر ربه - عزوجل - أن يقتلوا أنفسهم ،وأخذ الذين لم يعكفوا على العجل الخناجر وبدأ القتال بينهم ،وبين من عكف على العجل ،وقد أصابتهم ظلمة شديدة ،فجعل يقتل بعضهم بعضا ،فانجلت الظلمة عنهم ،وقد جلوا عن سبعين ألف قتيل ،كل من قتل منهم كانت له توبة ،وكل من بقي كانت له توبة .

"وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ..."5 - نعمة الله على بني إسرائيل ببعثهم بعد الصعق حينما سألوا رؤية الله جهرا.

6 -الآيات السابقة تضمنت مادفعه الله - عزوجل - من النقم عن بني إسرائيل .

"وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى..."7 - شرع -عزوجل- يذكرهم بما أسبغ عليهم من النعم .

الغمام:ليس السحاب ،وإنما هو الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة ولم يكن إلا لهم . وهو الذي
جاء ت فيه الملائكة يوم بدر.
المن : اختـلــــــــــــــــــــــــــــــــــف في معنــــــاه فمنهم من قال :1 - ينزل عليهم في محلهم سقوط الثلج أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل .
2 - ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه .
3 - خبز رقاق مثل الذرة أو مثل النقي .
أما الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــلوى :طائر يشبه بالسماني .

وقد اشتملت الآيات السابقة على تذكير الله - عزوجل - لبني إسرائيل بنعمه عليهم ،ولكنهم خالفوا وكفروا فظلموا أنفسهم مع ماشاهدوه من آيات بينات ومعجزات خارقات.
[/COLOR]

كونان دويل 24-07-08 03:14 PM

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)

واذكروا نعمتنا عليكم حين قلنا: ادخلوا مدينة "بيت المقدس" فكلوا من طيباتها في أي مكان منها أكلا هنيئًا, وكونوا في دخولكم خاضعين لله, ذليلين له, وقولوا: ربَّنا ضَعْ عنَّا ذنوبنا, نستجب لكم ونعف ونسترها عليكم, وسنزيد المحسنين بأعمالهم خيرًا وثوابًا

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)

فبدَّل الجائرون الضالون من بني إسرائيل قول الله, وحرَّفوا القول والفعل جميعًا واستهزءوا بدين الله. فأنزل الله عليهم عذابًا من السماء; بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعة الله.

وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

واذكروا نعمتنا عليكم -وأنتم عطاش في التِّيْه- حين دعانا موسى -بضراعة- أن نسقي قومه, فقلنا: اضرب بعصاك الحجر, فضرب, فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا, بعدد القبائل وقلنا لهم: كلوا واشربوا من رزق الله, ولا تسعوا في الأرض مفسدين

lojen 04-08-08 12:38 PM

{ وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ ٱلَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِٱلَّذِي هُوَ خَيْرٌ ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُو بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }


يقول تعالى: واذكروا نعمتي عليكم في إنزالي عليكم المن والسلوى طعاماً طيباً نافعاً هنيئاً سهلاً، واذكروا دبركم وضجركم مما رزقناكم، وسؤالكم موسى استبدال ذلك بالأطعمة الدنيئة، من البقول ونحوها مما سألتم. قال الحسن البصري: فبطروا ذلك، فلم يصبروا عليه، وذكروا عيشهم الذي كانوا فيه، وكانوا قوماً أهل أعداس وبصل وبقول وفوم، فقالوا: { يَـٰمُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَٰحِدٍ فَٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ ٱلأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا } وإنما قالوا: على طعام واحد، وهم يأكلون المن والسلوى؛ لأنه لا يتبدل ولا يتغير كل يوم، فهو مأكل واحد: فالبقول والقثاء والعدس والبصل كلها معروفة، وأما الفوم، فقد اختلف السلف في معناه،



[CENTER]وقال ابن جرير: حدثنا علي بن الحسن، حدثنا مسلم الجهني، حدثنا عيسى بن يونس، عن رشيد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله تعالى: { وَفُومِهَا } قال: الفوم الحنطة بلسان بني هاشم، وكذا قال علي بن أبي طلحة والضحاك عن ابن عباس وعكرمة عن ابن عباس: إن الفوم الحنطة، وقال سفيان الثوري عن ابن جريج عن مجاهد وعطاء: { وَفُومِهَا } قالا: وخبزها، وقال هشيم عن يونس عن الحسين وحصين عن أبي مالك: { وَفُومِهَا } قال: الحنطة،


وقوله تعالى: { ٱهْبِطُواْ مِصْرًا }
وقال ابن عباس: { ٱهْبِطُواْ مِصْرًا } قال: مصر من الأمصار، قال ابن جرير: ويحتمل أن يكون المراد: مصر فرعون



وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }


يقول تعالى: { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ ٱلذِّلَّةُ وَٱلْمَسْكَنَةُ } أي: وضعت عليهم، وألزموا بها شرعاً وقدراً، أي: لا يزالون مستذلين، من وجدهم استذلهم وأهانهم، وضرب عليهم الصغار، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء مستكينون



وقوله تعالى: { وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } قال الضحاك: استحقوا الغضب من الله، وقال الربيع بن أنس: فحدث عليهم غضب من الله، وقال سعيد بن جبير: { وَبَآءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ } يقول: استوجبوا سخطاً،

وقوله تعالى: { ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ وَيَقْتُلُونَ ٱلنَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } يقول تعالى: هذا الذي جازيناهم من الذلة والمسكنة، وإحلال الغضب بهم من الذلة، بسبب استكبارهم عن اتباع الحق وكفرهم بآيات الله، وإهانتهم حملة الشرع، وهم الأنبياء وأتباعهم، فانتقصوهم إلى أن أفضى بهم الحال إلى أن قتلوهم، فلا كفر أعظم من هذا، إنهم كفروا بآيات الله، وقتلوا أنبياء الله بغير الحق، ولهذا جاء في الحديث المتفق على صحته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الكبر بطر الحق وغمط الناس

عن عبد الله بن مسعود، قال: كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلثمائة نبي، ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار، وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبان، حدثنا عاصم، عن أبي وائل عن عبد الله، يعني ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبياً، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين "


وقوله تعالى: { ذٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ


وهذه علة أخرى في مجازاتهم بما جوزوا به أنهم كانوا يعصون ويعتدون، فالعصيان فعل المناهي، والاعتداء المجاوزة في حد المأذون فيه والمأمور به، والله أعلم.

تالا 15 06-08-08 02:43 AM

((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ))الآية 62

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا

القول في تأويل قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا } قال أبو جعفر : أما الذين آمنوا فهم المصدقون رسول الله فيما أتاهم به من الحق من عند الله , وإيمانهم بذلك : تصديقهم به على ما قد بيناه فيما مضى من كتابنا هذا . وأما الذين هادوا , فهم اليهود , ومعنى هادوا : تابوا , يقال منه : هاد القوم يهودون هودا وهادة . وقيل : إنما سميت اليهود يهود من أجل قولهم : { إنا هدنا إليك } .
حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , قال : إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا : { إنا هدنا إليك } .

وَالنَّصَارَى


القول في تأويل قوله تعالى : { والنصارى } . قال أبو جعفر : والنصارى جمع , واحدهم نصران , كما واحد سكارى سكران , وواحد النشاوى نشوان . وكذلك جمع كل نعت كان واحده على فعلان , فإن جمعه على فعالى ; إلا أن المستفيض من كلام العرب في واحد النصارى نصراني . وقد حكي عنهم سماعا " نصران " بطرح الياء , ومنه قول الشاعر : تراه إذا زار العشي محنفا ويضحي لديه وهو نصران شامس وسمع منهم في الأنثى نصرانة , قال الشاعر : فكلتاهما خرت وأسجد رأسها كما سجدت نصرانة لم تحنف يقال : أسجد : إذا مال . وقد سمع في جمعهم أنصار بمعنى النصارى , قال الشاعر : لما رأيت نبطا أنصارا شمرت عن ركبتي الإزارا كنت لهم من النصارى جارا وهذه الأبيات التي ذكرتها تدل على أنهم سموا نصارى لنصرة بعضهم بعضا وتناصرهم بينهم . وقد قيل إنهم سموا نصارى من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها " ناصرة " . - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج : النصارى إنما سموا نصارى من أجل أنهم نزلوا أرضا يقال لها ناصرة . ويقول آخرون : لقوله : { من أنصاري إلى الله } . وقد ذكر عن ابن عباس من طريق غير مرتضى أنه كان يقول : إنما سميت النصارى نصارى , لأن قرية عيسى ابن مريم كانت تسمى ناصرة , وكان أصحابه يسمون الناصريين , وكان يقال لعيسى : الناصري . - حدثت بذلك عن هشام بن محمد , عن أبيه , عن أبي صالح , عن ابن عباس . - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قال : إنما سموا نصارى لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة ينزلها عيسى ابن مريم , فهو اسم تسموا به ولم يؤمروا به . * حدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق , قال : أخبرنا معمر , عن قتادة في قوله : { الذين قالوا إنا نصارى } قال : تسموا بقرية يقال لها ناصرة , كان عيسى ابن مريم ينزلها .

وَالصَّابِئِينَ


القول في تأويل قوله تعالى : { والصابئين } قال أبو جعفر : والصابئون جمع صابئ , وهو المستحدث سوى دينه دينا , كالمرتد من أهل الإسلام عن دينه . وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره تسميه العرب صابئا , يقال منه : صبأ فلان يصبأ صبأ , ويقال : صبأت النجوم : إذا طلعت , وصبأ علينا فلان موضع كذا وكذا , يعني به طلع . واختلف أهل التأويل فيمن يلزمه هذا الاسم من أهل الملل . فقال بعضهم : يلزم ذلك كل من خرج من دين إلى غير دين . وقالوا : الذين عنى الله بهذا الاسم قوم لا دين لهم . ذكر من قال ذلك : - حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي , وحدثنا الحسن بن يحيى , قال : أخبرنا عبد الرزاق جميعا , عن سفيان , عن ليث , عن مجاهد , قال : { الصابئون } ليسوا بيهود ولا نصارى ولا دين لهم . * - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرحمن , قال : ثنا سفيان , عن الحجاج بن أرطأة , عن القاسم بن أبي بزة , عن مجاهد , مثله . - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام , عن عنبسة , عن الحجاج , عن مجاهد , قال : الصابئون بين المجوس واليهود لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم . - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا حكام , عن عنبسة , عن حجاج , عن قتادة , عن الحسن مثل ذلك . - حدثنا محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح : الصابئين بين اليهود والمجوس لا دين لهم . * - حدثني المثنى , قال : حدثنا أبو حذيفة , قال : ثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثله . * - حدثنا القاسم ; قال : ثنا الحسين , قال : حدثني حجاج , قال : قال ابن جريج , قال مجاهد : الصابئين بين المجوس واليهود , لا دين لهم . قال ابن جريج : قلت لعطاء : " الصابئين " زعموا أنها قبيلة من نحو السواد ليسوا بمجوس ولا يهود ولا نصارى . قال : قد سمعنا ذلك , وقد قال المشركون للنبي : قد صبأ . وحدثني يونس بن عبد الأعلى , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { الصابئون } قال : الصابئون : دين من الأديان , كانوا بجزيرة الموصل يقولون : " لا إله إلا الله " , وليس لهم عمل ولا كتاب ولا نبي إلا قول لا إله إلا الله . قال : ولم يؤمنوا برسول الله , فمن أجل ذلك كان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : هؤلاء الصابئون . يشبهونهم بهم . وقال آخرون : هم قوم يعبدون الملائكة , ويصلون إلى القبلة . ذكر من قال ذلك : - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال : ثنا المعتمر بن سليمان , عن أبيه , عن الحسن , قال : حدثني زياد : أن الصابئين يصلون إلى القبلة ويصلون الخمس . قال : فأراد أن يضع عنهم الجزية . قال : فخبر بعد أنهم يعبدون الملائكة . - وحدثنا بشر بن معاذ , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { والصابئين } قال : الصابئون قوم يعبدون الملائكة , ويصلون إلى القبلة , ويقرءون الزبور . - حدثني المثنى , قال : ثنا آدم , ثنا أبو جعفر , عن الربيع , عن أبي العالية قال : الصابئون فرقة من أهل الكتاب يقرءون الزبور . قال أبو جعفر الرازي : وبلغني أيضا أن الصابئين قوم يعبدون الملائكة , ويقرءون الزبور , ويصلون إلى القبلة . وقال آخرون : بل هم طائفة من أهل الكتاب . ذكر من قال ذلك : - حدثنا سفيان بن وكيع , قال : حدثنا أبي عن سفيان , قال : سئل السدي عن الصابئين فقال : طائفة من أهل الكتاب .


مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ


القول في تأويل قوله تعالى : { من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم } قال أبو جعفر : يعني بقوله : { من آمن بالله واليوم الآخر } من صدق وأقر بالبعث بعد الممات يوم القيامة وعمل صالحا فأطاع الله , فلهم أجرهم عند ربهم , يعني بقوله : { فلهم أجرهم عند ربهم } فلهم ثواب عملهم الصالح عند ربهم . فإن قال لنا قائل : فأين تمام قوله : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين } ؟ قيل : تمامه جملة قوله : { من آمن بالله واليوم الآخر } لأن معناه : من آمن منهم بالله واليوم الآخر فترك ذكر منهم لدلالة الكلام عليه استغناء بما ذكر عما ترك ذكره . فإن قال : وما معنى هذا الكلام ؟ قيل : إن معناه : إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من يؤمن بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم . فإن قال : وكيف يؤمن المؤمن ؟ قيل : ليس المعنى في المؤمن المعنى الذي ظننته من انتقال من دين إلى دين كانتقال اليهودي والنصراني إلى الإيمان , وإن كان قد قيل إن الذين عنوا بذلك من كان من أهل الكتاب على إيمانه بعيسى , وبما جاء به , حتى أدرك محمدا صلى الله عليه وسلم فآمن به وصدقه , فقيل لأولئك الذين كانوا مؤمنين بعيسى وبما جاء به إذ أدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم : آمنوا بمحمد وبما جاء به , ولكن معنى إيمان المؤمن في هذا الموضع ثباته على إيمانه وتركه تبديله . وأما إيمان اليهود والنصارى والصابئين , فالتصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم , وبما جاء به , فمن يؤمن منهم بمحمد , وبما جاء به واليوم الآخر , ويعمل صالحا , فلم يبدل ولم يغير , حتى توفي على ذلك , فله ثواب عمله وأجره عند ربه , كما وصف جل ثناؤه . فإن قال قائل : وكيف قال : فلهم أجرهم عند ربهم , وإنما لفظه من لفظ واحد , والفعل معه موحد ؟ قيل : " من " وإن كان الذي يليه من الفعل موحدا , فإن معنى الواحد والاثنين والجمع والتذكير والتأنيث , لأنه في كل هذه الأحوال على هيئة واحدة وصورة واحدة لا يتغير , فالعرب توحد معه الفعل وإن كان في معنى جمع للفظه , وتجمع أخرى معه الفعل لمعناه , كما قال جل ثناؤه : { ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون } فجمع مرة مع من الفعل لمعناه , ووحد أخرى معه الفعل ; لأنه في لفظ الواحد , كما قال الشاعر : ألما بسلمى عنكما إن عرضتما وقولا لها عوجي على من تخلفوا فقال : تخلفوا , وجعل " من " بمنزلة الذين . وقال الفرزدق : تعال فإن عاهدتني لا تخونني نكن مثل من يا ذئب يصطحبان فثنى يصطحبان لمعنى " من " . فكذلك قوله : { من آمن بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم } وحد آمن وعمل صالحا للفظ من , وجمع ذكرهم في قوله : { فلهم أجرهم } لمعناه , لأنه في معنى جمع . وأما قوله : { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } فإنه يعني به جل ذكره : ولا خوف عليهم فيما قدموا عليه من أهوال القيامة , ولا هم يحزنون على ما خلفوا وراءهم من الدنيا وعيشها عند معاينتهم ما أعد الله لهم من الثواب والنعيم المقيم عنده . ذكر من قال عنى بقوله : { من آمن بالله } مؤمنو أهل الكتاب الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : - حدثني موسى بن هارون , قال : ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط بن نصر , عن السدي : { إن الذين آمنوا والذين هادوا } الآية , قال : نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان الفارسي , وكان سلمان من جندسابور , وكان من أشرافهم , وكان ابن الملك صديقا له مواخيا , لا يقضي واحد منهم أمرا دون صاحبه , وكانا يركبان إلى الصيد جميعا . فبينما هما في الصيد إذ رفع لهما بيت من عباء , فأتياه فإذا هما فيه برجل بين يديه مصحف يقرأ فيه وهو يبكي , فسألاه ما هذا , فقال : الذي يريد أن يعلم هذا لا يقف موقفكما , فإن كنتما تريدان أن تعلما ما فيه فانزلا حتى أعلمكما , فنزلا إليه , فقال لهما : هذا كتاب جاء من عند الله , أمر فيه بطاعته , ونهى عن معصيته , فيه : أن لا تزني , ولا تسرق , ولا تأخذ أموال الناس بالباطل . فقص عليهما ما فيه , وهو الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى . فوقع في قلوبهما وتابعاه فأسلما , وقال لهما : إن ذبيحة قومكما عليكما حرام , فلم يزالا معه كذلك يتعلمان منه , حتى كان عيد للملك , فجعل طعاما , ثم جمع الناس والأشراف , وأرسل إلى ابن الملك فدعاه إلى صنيعه ليأكل مع الناس , فأبى الفتى وقال : إني عنك مشغول , فكل أنت وأصحابك , فلما أكثر عليه من الرسل , أخبرهم أنه لا يأكل من طعامهم , فبعث الملك إلى ابنه , فدعاه وقال : ما أمرك هذا ؟ قال : إنا لا نأكل من ذبائحكم , إنكم كفار ليس تحل ذبائحكم , فقال له الملك : من أمرك بهذا ؟ فأخبره أن الراهب أمره بذلك , فدعا الراهب فقال : ماذا يقول ابني ؟ قال : صدق ابنك , قال له : لولا أن الدم فينا عظيم لقتلتك , ولكن اخرج من أرضنا ! فأجله أجلا . فقال سلمان : فقمنا نبكي عليه , فقال لهما : إن كنتما صادقين , فإنا في بيعة بالموصل مع ستين رجلا نعبد الله فيها , فأتونا فيها . فخرج الراهب , وبقي سلمان وابن الملك ; فجعل يقول لابن الملك : انطلق بنا , وابن الملك يقول : نعم , وجعل ابن الملك يبيع متاعه يريد الجهاز . فلما أبطأ على سلمان , خرج سلمان حتى أتاهم , فنزل على صاحبه وهو رب البيعة , وكان أهل تلك البيعة من أفضل الرهبان , فكان سلمان : معهم يجتهد في العبادة , ويتعب نفسه , فقال له الشيخ : إنك غلام حدث تتكلف من العبادة ما لا تطيق , وأنا خائف أن تفتر وتعجز , فارفق بنفسك وخفف عليها ! فقال له سلمان : أرأيت الذي تأمرني به أهو أفضل , أو الذي أصنع ؟ قال : بل الذي تصنع ؟ قال : فخل عني . ثم إن صاحب البيعة دعاه فقال : أتعلم أن هذه البيعة لي , وأنا أحق الناس بها , ولو شئت أن أخرج هؤلاء منها لفعلت ؟ ولكني رجل أضعف عن عبادة هؤلاء , وأنا أريد أن أتحول من هذه البيعة إلى بيعة أخرى هم أهون عبادة من هؤلاء , فإن شئت أن تقيم ههنا فأقم , وإن شئت أن تنطلق معي فانطلق . قال له سلمان : أي البيعتين أفضل أهلا ؟ قال : هذه . قال سلمان : فأنا أكون في هذه . فأقام سلمان بها وأوصى صاحب البيعة عالم البيعة بسلمان , فكان سلمان يتعبد معهم . ثم إن الشيخ العالم أراد أن يأتي بيت المقدس , فقال لسلمان : إن أردت أن تنطلق معي فانطلق , وإن شئت أن تقيم فأقم . فقال له سلمان : أيهما أفضل أنطلق معك أم أقيم ؟ قال : لا بل تنطلق معي . فانطلق معه فمروا بمقعد على ظهر الطريق ملقى , فلما رآهما نادى : يا سيد الرهبان ارحمني يرحمك الله , فلم يكلمه , ولم ينظر إليه , وانطلقا حتى أتيا بيت المقدس , فقال الشيخ لسلمان : اخرج فاطلب العلم فإنه يحضر هذا المسجد علماء أهل الأرض . فخرج سلمان يسمع منهم , فرجع يوما حزينا , فقال له الشيخ : ما لك يا سلمان ؟ قال : أرى الخير كله قد ذهب به من كان قبلنا من الأنبياء وأتباعهم , فقال له الشيخ : يا سلمان لا تحزن , فإنه قد بقي نبي ليس من نبي بأفضل تبعا منه وهذا زمانه الذي يخرج فيه , ولا أراني أدركه , وأما أنت فشاب لعلك أن تدركه , وهو يخرج في أرض العرب , فإن أدركته فآمن به واتبعه ! فقال له سلمان : فأخبرني عن علامته بشيء . قال : نعم , هو مختوم في ظهره بخاتم النبوة , وهو يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة . ثم رجعا حتى بلغا مكان المقعد , فناداهما فقال : يا سيد الرهبان ارحمني يرحمك الله , فعطف إليه حماره , فأخذ بيده فرفعه , فضرب به الأرض ودعا له , وقال : قم بإذن الله , فقام صحيحا يشتد , فجعل سلمان يتعجب وهو ينظر إليه يشتد . وسار الراهب فتغيب عن سلمان ولا يعلم سلمان . ثم إن سلمان فزع فطلب الراهب , فلقيه رجلان من العرب من كلب فسألهما : هل رأيتما الراهب ؟ فأناخ أحدهما راحلته , قال : نعم راعي الصرمة هذا , فحمله فانطلق به إلى المدينة . قال سلمان : فأصابني من الحزن شيء لم يصبني مثله قط . فاشترته امرأة من جهينة فكان يرعى عليها هو وغلام لها يتراوحان الغنم هذا يوما وهذا يوما , فكان سلمان يجمع الدراهم ينتظر خروج محمد صلى الله عليه وسلم . فبينا هو يوما يرعى , إذ أتاه صاحبه الذي يعقبه , فقال : أشعرت أنه قد قدم اليوم المدينة رجل يزعم أنه نبي ؟ فقال له سلمان : أقم في الغنم حتى آتيك له . فهبط سلمان إلى المدينة , فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودار حوله . فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرف ما يريد , فأرسل ثوبه . حتى خرج خاتمه , فلما رآه أتاه وكلمه , ثم انطلق , فاشترى بدينار ببعضه شاة وببعضه خبزا , ثم أتاه به , فقال : " ما هذا " ؟ قال سلمان : هذه صدقة قال : " لا حاجة لي بها فأخرجها فيأكلها المسلمون " . ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزا ولحما , فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : " ما هذا " ؟ قال : هذه هدية , قال : " فاقعد " , فقعد فأكلا جميعا منها . فبينا هو يحدثه إذ ذكر أصحابه , فأخبره خبرهم , فقال : كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك , ويشهدون أنك ستبعث نبيا ; فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم : " يا سلمان هم من أهل النار " . فاشتد ذلك على سلمان , وقد كان قال له سلمان : لو أدركوك صدقوك واتبعوك , فأنزل الله هذه الآية : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر } . فكان إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى حتى جاء عيسى , فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى فلم يدعها ولم يتبع عيسى كان هالكا . وإيمان النصارى أنه من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنا مقبولا منه , حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم , فمن لم يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل كان هالكا . - حدثنا القاسم , قال : حدثني الحسين , قال : حدثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد قوله : { إن الذين آمنوا والذين هادوا } الآية . قال سلمان الفارسي للنبي صلى الله عليه وسلم عن أولئك النصارى وما رأى من أعمالهم , قال : لم يموتوا على الإسلام . قال سلمان : فأظلمت علي الأرض . وذكر اجتهادهم , فنزلت هذه الآية , فدعا سلمان فقال : " نزلت هذه الآية في أصحابك " . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من مات على دين عيسى ومات على الإسلام قبل أن يسمع بي فهو على خير ومن سمع بي اليوم ولم يؤمن بي فقد هلك " . وقال ابن عباس بما : - حدثني المثنى , قال : ثنا أبو صالح , قال : حدثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس قوله : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين } إلى قوله : { ولا هم يحزنون } . فأنزل الله تعالى بعد هذا : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } .وهذا الخبر يدل على أن ابن عباس كان يرى أن الله جل ثناؤه كان قد وعد من عمل صالحا من اليهود والنصارى والصابئين على عمله في الآخرة الجنة , ثم نسخ ذلك بقوله : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه } . فتأويل الآية إذا على ما ذكرنا عن مجاهد والسدي : إن الذين آمنوا من هذه الأمة , والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن من اليهود والنصارى والصابئين بالله واليوم الآخر , { فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } . والذي قلنا من التأويل الأول أشبه بظاهر التنزيل , لأن الله جل ثناؤه لم يخصص بالأجر على العمل الصالح مع الإيمان بعض خلقه دون بعض منهم , والخبر بقوله : { من آمن بالله واليوم الآخر } عن جميع ما ذكر في أول الآية .


الساعة الآن 03:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية