منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات غادة (https://www.liilas.com/vb3/f264/)
-   -   حصري قدرنا معا - لي استافورد - روايات غادة المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/t207155.html)

Rehana 09-10-19 06:36 PM

رد: قدرنا معا - دجون هاردي - روايات غادة المكتوبة
 
" بالتأكيد لا" اجابتها كاميلا مبتسمة" حتى انني لا اشعر بأنني متزوجة . أنا ..."
" اجلي طرح هذا السؤال عليها للغد " تدخل فيليب مبتسماً.
احمر وجه كاميلا فأدارته متجنبة النظر الى زوجها . ضحك فيليب ووجه ملاحظة للعريس الذي لم يقبل زوجته الآن .
" كفى!" اجابه جافيه بصوت جمد الدم في عروق كاميلا ونجح في الزام فيليب بالصمت .
" عند وصولي الى راتنغالا " قالت السيدة لوسيا فجأة " أصر والدك على ان نقوم بجولة وأنا لا ازال بثوب الزفاف على حي التاماليين كي يتمكن جميع العمال من رؤيتي . وعندما سألته اذا كانت هذه عادة متبعة عند المزارعين قال : ستكون ابتداءً من هذا اليوم "
مد جافيه يده نحو كاميلا " حسناً, لنحترم هذه العادة , أتريدين ؟"
هكذا جابت العروس بثوبها الدانتيل الأبيض أزقة القرية متأبطة ذراع زوجها , فتجمهر الأطفال والنساء والرجال حولهما ليروا هذه المخلوقة القادمة من بلاد الاحلام.ريحانة
في المساء كان العشاء مميزا وقد بذل لال اقصى جهوده لإعداد وليمة الزفاف . لم يسبق لكاميلا ان رأت درنا لوسيا بهذا المرح , فكانت بكل فرح تروي لقاءها الأول بادغار بلانتاين والحفلة التي تبعت زفافهما .منتديات ليلاس
تساءلت كاميلا وهي تصغي اليها كيف كانت العلاقة الزوجية بين ادغار ولوسيا ؟ كان فيليب قد لمح ان والده كان قد تزوج من امه زواج مصلحة مادية, فعائلة السيدة لوسيا كانت ثرية ثراء فاحشا. ولكن هل احبها بعد الزواج ؟ العكس صحيح ويبدو واضحا من كلام السيدة عنه بعد وفاته.
اوشك هذا النهار الطويل على نهايته فانسحبت كاميلا الى غرفة الزوجية الواسعة التي يتوسطها سرير كبير صنع في كولومبو .
ساعدتها فاني على خلع ثوبها الأبيض ثم انسحبت بعد ان لاحظت شحوب وجه سيدتها المفاجئ.
ارتدت كاميلا قميص نوم ابيض رقيق ووقفت امام النافذة تتأمل أنوار القرية المجاورة حيث لا يزال العمال يحتفلون بزفاف سيدهم.
وقع خطوات خلفها جعلها تنتفض , لقد دخل جافيه الغرفة .
" أنا آسف لأنني فاجأتك " قال بلطف وهو يغلق الباب وراءه " لقد طرقت الباب لكنك لم تسمعي"

Rehana 09-10-19 06:36 PM

رد: قدرنا معا - دجون هاردي - روايات غادة المكتوبة
 
اضطربت ورغم ذلك ابتسمت له.
" كنت استمع الى موسيقى التاميلا ..." ثم سكتتت لتسيطر على توترها . لم تكن تدري ماذا تقول وقد اصبحا وحدهما في غرفتهما لأول مرة , لابد انه سيضمها بين ذراعيه القويين ويحملها الى سرير الزوجية . واخيرا ستستسلم بدون تحفظ لقبلاته ولمساته , سيجعلها امرأته بعد قليل , احمر وجهها فأغمضت عينيها .
" جئت لأتمنى لك ليلة هادئة " قال جافيه بكل هدوء.
فتحت عينيها وتأملته بدهشة " ولكن " قالت بصوت ضعيف " أنا لا افهم ..."
أشار بيده الى باب في الزواية يفصل بين غرفتين " انها غرفة تابعة لهذا الجناح , في تلك الغرفة سأنام أنا . لها باب آخر على الممر , لكنني كل مساء سأدخل من هذا الباب الأساسي حفاظاً على المظاهر"
" المظاهر ؟" رددت بذهول وخيبة .ريحانة
" سبق وتكلمنا بهذا الامر كاميلا واتفقنا على ان زواجنا زواج عقل , ام انك نسيت ؟"
" لا " قالت ببطء محاولة تمالك نفسها " لم أنسى , ولكن هل يجب ان افهم ان علاقتنا ستبقى دائما سطحية ؟"
" نعم " اجاب بابتسامة مريرة " لا تشتكي كاميلا , أنت تملكين الآن كل ما تحسدك عليه كل النساء , الاسم المحترم والأمان المادي والزوج لن يطالبك بأي شيء"
ثم امسك يدها ورفعها الى شفتيه وكأنها غريبة امامه . احست كاميلا برغبة قوية كي تضمه اليها , لكن نظراته الباردة منعتها .
نظر اليها مرة اخيرة دون ان ينظق بأية كلمة ثم دخل الى الغرفة المجاورة واقفل بابها وراءه .
في البداية , لم تشعر كاميلا بشيء , لقد شلتها الصدمة . ثم فجأة اعمتها الحقيقة , لقد تبدد حلمها الجميل . جافيه لا يحبها ولا يفكر بإمكانية ذلك.ريحانة
هل ستتمكن من العيش معه على هذا الشكل؟ كيف يمكنها ان تعيش بدون الحب الذي يملأ قلبها ؟ تذكرت حديثهما ذلك المساء " زواج عقل " . " لن اطالبك بأية دلائل حب وعاطفة , لا ضرورة للتظاهر بعواطف لا يكنها احدنا للآخر"
هذا واضح تماماً. لكنها لم تكن تريد ان تفهم , ولم تكن تستمع إلا الى قلبها , لقد خدعت نفسها وهاهي الآن تدفع ثمن جنونها.

Rehana 11-10-19 07:27 PM

رد: قدرنا معا - دجون هاردي - روايات غادة المكتوبة
 
رمت نفسها على السرير وقد انقبض قلبها وشعرت بأنها ضائعة بعيدا عن جافيه محرومة من حبه ومن لمساته. زوجها لا يحبها , وكذلك لا يرغب بها . وبينما كانت الموسيقى لا تزال مرتفعة في القرية المجاورة احتفالا بليلة عرس كاميلا بلانتاين , كانت العروس غارقة في يأسها عاجزة عن النوم.
استيقظت في الصباح فوجدت صينية الشاي بجانب السرير . لابد ان موهيني احضرتها ولم تشأ ايقاظ سيدتها .
جلست كاميلا تشرب الشاي وتتأمل اشعة الشمس في غرفتها الجديدة وتتذكر ليلة الأمس . لا , لن تستسلم للتشاؤم , فأمامها الوقت وشبابها وجمالها . لن تعتبر ان كلام جافيه يعبر عن موقف نهائي, فهي تحبه وستسحره بكل اسلحتها التي وهبتها اياها الطبيعة حتى يفتح لها قلبه وروحه .
لم تشأ اضاعة الوقت بالوحدة , فرنت على الجرس طالبة فاني , لكن بدون جدوى , رنت من جديد لكن احداً لم يأت . بعد لحظات دخلت موهيني .
" آه , موهيني ! اين فاني , هل رأيتها هذا الصباح ؟"
" لا , لكني سأذهب للبحث عنها في غرفتها "
" نعم , لو سمحت "
بعد دقائق قليلة عادت موهيني مقطعة الأنفاس " تعالي بسرعة سيدتي , يبدو ان فاني مريضة, مريضة جداً" رمت كاميلا روبا خفيفا على كتفيها وركضت بسرعة خلف موهيني.
كانت فاني ممددة على سريرها تتنفس بصعوبة , تفتح عينيها وكأنها لم تعرفها , حرارتها مرتفعة جدا.
" انها تشتعل " قالت كاميلا بقلق كبير" ارجوك , موهيني احضري لي الماء البارد وقطعة قماش, سأحاول ان اخفض حرارتها , اطلبي من الخدم ان لا يدخلوا هذه الغرفة , قد يكون مرضها معدياً. سأهتم بها بنفسي"
احضرت موهيني ما طلبته منها كاميلا ثم قالت لها بأن السيدة لوسيا تريدها على الفور .
" لن اترك فاني الآن , لتنتظر السيدة الكبيرة "
" انزلي أنت وقابلي السيدة كي لا تثيري غضبها , وأنا ساهتم بفاني شخصيا"
اسرعت كاميلا لمقابلة حماتها التي كانت متوترة جدا وفيليب يحاول تهدأتها . يبدو ان خبر مرض فاني انتشر بسرعة في المنزل.منتديات ليلاس
" كاميلا , ما هذه الملابس؟" سألتها لوسيا بدهشة وحدة.
" اوه , أنا ... لم يتسع لي الوقت لتبديل ملابسي !" قالت كاميلا متلعثمة امام نظرات فيليب .
" لا يجب ان تتجولي في المنزل بهذه الملابس "

Rehana 11-10-19 07:30 PM

رد: قدرنا معا - دجون هاردي - روايات غادة المكتوبة
 
أنبتها حماتها بحدة " والآن , ماذا سمعت ؟ هل حقا مربيتك مريضة؟"
" نعم , ارجو ان تعذريني , يجب ان أعود اليها "
" ابداً " صرخت حماتها " لا اريد ان تلتقط زوجة ابني العدوى "
" هذا واجبي, لطالما تفانت فاني في خدمتي , لن اتركها تتعذب دون ان احاول مساعدتها"
" لقد ارسلت بطالب جافيه , انتظري عودته على الأقل"
استسلمت كاميلا رغم اصرارها على عدم اهمال مربيتها , بالرغم من مشهد ليلة الامس بينهما , شعرت بالراحة عند وصول جافيه . ان وجوده يطمئنها , استمع جافيه لكاميلا وهي تصف له عوارض فاني , فطمأنها وطلب من فيليب ان يذهب الى المدينة لإحضار الطبيب بأسرع وقت ممكن .
" اوه , جافيه , ولكني شربت كثيرا ليلة امس ولا يمكنني الخروج الآن , يجب ان استحم اولاً ثم اتناول فطوري"
" لا تتعب نفسك" رماه جافيه بحدة واحتقار " سأذهب بنفسي" ثم التفت نحو كاميلا " حاولي ان تخففي حرارتها , لن اتأخر , ارجوك لا تقلقي" قال مبتسما بحنان وهو يضم يدها بين يديه ثم اختفى بسرعة .منتديات ليلاس
ظلت كاميلا وموهيني بجانب المربية طوال النهار الى ان هبط الليل , فخفت انفاس فاني واغمضت عينيها . اسرعت موهيني تفتح الانجيل وتقرأ بعض الفصول .
" لا " اعترضت كاميلا " لن تموت , لن تموت"
ابتسمت موهيني بحزن وربتت على كتف سيدتها " لقد توفيت " قالت عندما لاحظت توقف انفاس فاني " لم يعد بإمكاننا القيام بشيء من اجلها"
كانت كاميلا في غرفتها عندما عاد جافيه . كانت تجلس على سريرها والدموع تنهمر على وجهها .
" أنا آسف " قال جافيه " يبدو اننا وصلنا بعد فوات الأوان "
" الذنب ليس ذنبك جافيه , على كل حال شكرا لأنك حاولت "
" نحن ندفع غاليا ثمن عزلتنا وبعدنا عن المدينة , على كل حال أكد لي الطبيب ان مرضها غريبا ولم يعرف مثله . ربما يكون نوعا من انواع الحمى الموسمية " تأمل حزنها قليلا وبدا متردداً.منتديات ليلاس
"ارتاحي كاميلا , سيمر الطبيب لرؤيتك صباح غد"

Rehana 11-10-19 07:31 PM

رد: قدرنا معا - دجون هاردي - روايات غادة المكتوبة
 
في اليومين التاليين ظلت كاميلا منزعجة من فيليب الذي رفض الذهاب لإحضار طبيب لفاني على الفور, وقررت ان لا تكلمه إلا بما هو ضروري. في اليوم الثالث, أعلنت هيلين عن استيائها عندما اخبرتها كاميلا بأنها ستتخذ موهيني خادمة لها مكان فاني. فهي تشعر بمودة نحو هذه الفتاة الهندية, وخاصة بعد مجازفتها بالعناية بفاني اثناء مرضها . كما وانها كانت قد وعدت لال بالاهتمام بابنته , ولقد جاءت الفرصة لتؤكد له ذلك.
" ولكن ..." أرادت هيلين الاعتراض مجدداً.
" لقد قررت ان تكون في خدمتي وانتهى الأمر" قالت كاميلا بحزم.ريحانة
" لا اعتقد ان والدتي ستوافق"
" اوه بالمناسبة اين هي السيدة لوسيا؟"
" إنها ليست بخير , الصداع مجدداً. لقد تأثرت بموت فاني وليست ..."
بعد الغداء , قررت كاميلا رؤية حماتها كي تسليها قليلا, فنزلت الحديقة وقطفت لها باقة من ازهارها المفضلة .
" من؟" سألتها مديرة المنزل لولا عندما طرقت باب غرفة السيدة الكبيرة .
" اوه, سيدة كاميلا ... ولكن سيدتي لا ترغب برؤية احد"
"لتدخل " تدخلت السيدة لوسيا وهي ترفع رأسها عن الوسادة . ثم اخذت تتحدث بسرعة بأمور عديدة امام دهشة كاميلا .
" الافضل ان تخرجي" همست المربية لولا بخجل.منتديات ليلاس
يبدو ان السيدة الكبيرة تعاني من أكثر من مجرد صداع , نهضت كاميلا لتخرج لكن السيدة لوسيا صرخت بها فجأة " انتظري , من سمح لك بقطف الازهار من حديقتي ؟كيف تجرأت ؟"
" اوه , عفوا " قالت كاميلا متعلثمة " اعتقدت انني اسعدك بذلك"
اخذت السيدة لوسيا ترتجف بشدة " آه , لقد اخطأت بمجيئك الى هنا , لن تتمكني من الوقوف بوجهها . اعتقدت ان انيلا سترحل فور وصولك , لكنها لا تزال هنا , أنا اشعر بذلك!"
ثم رمت نفسها على السرير تبكي بحدة فأسرعت لولا لتدأتها . ادركت كاميلا ان وجودها يزيد من توتر حماتها فانسحبت راكضة الى غرفتها وتشعر بحاجة كبيرة لفاني التي شعرت منذ اليوم الاول ان هناك شيئا غريبا في هذا المنزل .


الساعة الآن 07:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية