منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 330 - وداعا للهدوء - كاي ثورب - المركز الدولي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t190300.html)

الامل المفقود 03-10-13 11:40 PM

رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
 
إلا ان الشك كان يملا "تيسا" في قدرتها على الوصول مع "مارك لايلاند " لحل وسط ولكنها ترى انه محق في أمر بقائها مع ابنه وتوصلت لقرار لا رجعة فيه . وهو ان الأجازة الصيفية يجب ان تمر على "بيتر" بمنتهى الهدوء .
وكانت الأيام التالية فرصة ل "تيسا" كي تعتاد على البيت .
وبدأت تتفاهم مع "بيتر" الى حد أنها اصطحبته ذات مساء الى والديها.
وكانت "اليزابيت كإدمان " والدة "تيسا" معجبة بالصبي لدرجة أنها حرضتها بالفعل على ان تتعرف على والده فقالت ل "تيسا "
- لقد قرأت كل كتبه فأنت تعلمين أنني مغرمة بكتب الرحلات كما ان مؤلفاته مبهرة . هل هو أرمل ؟
- لا انفصل عن زوجته فقط .
- انه أمر متكرر الحدوث في أيامنا هذه .
- لقد تركته زوجته ولم يكن هو صاحب القرار في الانفصال عنها .
في ذلك الوقت كان " بيتر "قد خرج للتنزه مع والد "تيسا "الذي كان يتابعه بنظرة حانية وبدا على الطفل ان رغبة عارمة في الانطلاق قد تملكته ويعد عنه الإحساس بأنه صبي وحيد وتعيس فدون ادني شك كان بحاجة الى الصحبة وحقيقة ان المدرسة الداخلية تعد المكان الوحيد الذي يحقق له هذا الهدف وربما تكون الحل الأمثل حتى يكبر في مناخ سليم ومع ذلك فهي مكان يخلو من أي أحساس بروح الأسرة وهذا ما يحتاج إليه "بيتر" أكثر من الصحبة .
- انه قاس . اليس كذلك . الامل المفقود
- وكيف عرفت يا أمي ؟
- هناك صورة له على كتابه الأخير .ان الملاحظات الخاصة بسيرته الذاتية تقول :
ان عمره اثنان وثلاثون عاما فانا أتصور انه قد تزوج في سن صغيرة .هل انفصل عن زوجته منذ فترة طويلة ؟
- نعم .لقد انفصل عنها منذ فترة طويلة وإذا كنت تضعين فيه املآ لان ارتبط به فلا تفكري في الأمر فأنت تعلمين أنني لم اعد بعد حالة ميئوسا منها .وحاولت "تيسا " ان تبتسم لتحد من عنقها مع والدتها .
- أنا في مثل سنك كان عندي "لورا" وكنت في انتظارك فيجب ان تضعي هذا في اعتبارك فإذا كنت تهتمين بنفسك أكثر وتضعين ماكياج و ...
- لم أكن أبدا في جمال أختي " لورا" وأناقتها أما فيما يتعلق بالاهتمام بشعري فهدا أمر خارج الموضوع .ثم أنصتي يا أمي هناك نوع من السيدات لا يتزوجن أبدا .ومع ذلك فطريقهن واضح وسليم وخصب !
- أتريدين ان تكوني من هذا النوع ؟
- لا – لا أريد ان أكون كذلك .ولكن أذا وصلت لهذه المرحلة فسأكون سعيدة بها .
- أنت لست مضطرة لهذا .هذا ما أريد ان أفهمك إياه .فأنت ستكونين زوجة ممتازة وأما رائعة .
- لقد نسيت أمرا مهما يا أمي فأنت كنت محظوظة لأنك التقيت بوالدي فأنت تعرفين ان رجلا مثله في هذه الأيام شيء في غاية الندرة وكانت عينا " اليزابيت كإدمان " الجميلتان اللتان تشبهان عيني ابنتها مملوءتين بالمشاعر .
- ربما ان معك الحق يا عزيزتي . ولكن انظري الى أختك . فأنها تحيا حياة سعيدة مع " روجير"
كانت " تيسا " تعلم ان والدتها ليست مخطئة فأمامها أخوها – أيضا – وهو رجل جاد يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عامل . وهو زوج وأب جيد.
وقالت " اليزابيت " التي قررت ألا تفقد الامل : والامل المفقود
- على إيه حال ستقضين عدة أسابيع معه . وربما في هده الأسابيع يسيطر عليك أحساس بالألفة والمودة .
وفي الصباح اليوم التالي قرعت امرأة شقراء فاتنة باب المنزل فإذا كان " مارك لايلاند " يحب هذا النوع من الجمال الزاهي –فان فرصتها ضعيفة في السيطرة على مشاعره . هذا – مع العلم – أنها لم تطمح ابد الامل من هذا النوع .
وفتحت " تيسا " الباب ودهشت الزائرة فقالت :
- هل أنت بدل المدام " كيلفتون "
- نعم أنا مربية "بيتر" ولكن السيد لايلاند غير موجود فهل هناك رسالة أوصلها له ؟
- سأكتب له كلمة .
ودخلت السيدة الشقراء وبدا عليها أنها تعرف المكان تمام المعرفة .
- هل لي ان اطلب فنجانا من القهوة ؟
وكان واضحا انه لا يوجد سر في البيت يخفى عليها فدخلت وجلست على منضدة العمل الخاصة ب " مارك " وقالت :
- ها هو ذا – ساترك له خطابي هنا . واضح ؟
وكان عمر هذه السيدة يتراوح ما بين ثمانية وعشرين وتسعة وعشرين عاما .
- إذن أنت ستقومين بالاهتمام بشؤون "بيتر " بشكل دائم ؟
- لا – فقط خلال إجازة الصيف . الامل المفقود
- أوه : هل تضعين في اعتبارك ان السيد " لايلاند " في حاجة الى الهدوء عندما يكتب ؟
- نعم لا تقلقي فسأهتم ب " بيتر " أثناء انشغال والده بالكتابة .
- ان الأطفال مشاغبون في معظم الأوقات وتصعب السيطرة عليهم وكانت " تيسا " تتمنى في هذه اللحظة لو أمسكت بلسانها .
وقال لنفسها ان هذه السيدة يجب ان ترحل فهي لم تعرف حتى اسمها فان هذا النوع من الأشخاص لا يصرح بخصوصياته أمام موظف صغير يعمل في المنزل .
ودهش " بيتر" عندما رأى هذه السيدة وأدركت " تيسا " من تعبيرات وجهه انه يعرفها .
فقالت له السيدة باندفاع ولهفة ينقصها الصدق :
- صباح الخير يا " بيتر " أمل ان تكون لطيفا عندما يعكف والدك على الكتابة .
فهمس الطفل بصوت رقيق :
- نعم يا مستر " هاموند " هل أبي موجود ؟
- لا فلقد دخلت كي اترك له رسالة .
وتركت فنجانها ونهضت وأوصت " تيسا " ان تبلغ " مارك " بأنها قد حضرت وإلا ينسى ان يقرا خطابها .
ليس هناك ضرورة لان ترافقيني . فانا اعرف الطريق بمفردي .
وتقهقر " بيتر " في الممر وحذاؤه ثابت فوق الأرض عندما مسحت مدام " هاموند " على رأسه .
وبعد رحيلها أوضح " بيتر" ل " تيسا " ان السيدة " هاموند " ما هي إلا صديقة ل " مارك "
في ذلك الوقت رأت "تيسا" ان تتولى طرح الأسئلة على "مارك " بهذا الشأن ولكنها عدلت عن رأيها فان العلاقة التي تربط بين هذه السيدة و " مارك " لا تهمها على الإطلاق فان مسؤوليتها الوحيدة هي الاهتمام بشؤون " بيتر"
وعندما عادا من منزل عائلة " كإدمان " نحو السابعة والنصف مساء لم يكن " مارك " بالمنزل ولكن "تيسا " لاحظت بعض أثار تدل على انه وصل الى المنزل ثم تركه مرة أخرى دون ان يترك كلمة واحدة ولذلك فان موعد قدومه في علم الغيب . فقامت بإعداد طعام العشاء لها ول " بيتر" فقط .
وقررت ان يذهبا للنوم مبكرين استعدادا للرحلة التي سيقومان بها لحديقة الحيوان في اليوم التالي.
وسألها " بيتر " وهو على سريره يعد نفسه للنوم .
- هل تعتقدين ان أبي قام برحلة من رحلاته ؟
وبادلته هي ابتسامة خفيفة :
- هل يصدق ان يذهب دون ان يقول لك . الامل المفقود
- غير معقول ستراه صباح الغد .
وكان تحليل "تيسا " مقنعا بدرجة أرضت " بيتر ".
وفي ساعة مبكرة من الصباح عندما دق جرس الباب نهضت "تيسا " التي لم تنم لحظة واحدة لتضع الروب على كتفيها . ونزلت دون ان تسبب إيه ضوضاء وعملت على ان تحكم سلسلة الباب قبل ان تفتح وكانت مفاجأة ان ترى أمامها " مارك "
- لقد نسيت مفاتيحي – أسف لإزعاجك .
ودهشت " تيسا " لهده الرقة المفرطة فتمنت لو ان تفهمه ان هذه الطريقة لن تغير فكرتها عنه ولكنها احتفظت بإحساسها لنفسها وسألته بصوت عال عندما كان في البهو .
- هل أمضيت أمسية طيبة .
- كانت ليلة جميلة استمرت حتى الخامسة صباحا – متى عدتما ؟
- نحو السابعة والنصف ولكننا تناولنا طعام العشاء هنا في البيت .
- لقد كان كرما منك ان تاخدي "بيتر" معك انه نائم ألان اليس كذلك ؟
- بلى – منذ وقت طويل .
وأغلقت " تيسا " الباب الرئيسي وبدأت ترقب " مارك " الذي كان يقف على بعد سنتيمترات منها وكان يرتدي بذلة لونها ازرق فاتح وقميصا ابيض مفتوح الرقبة . كما ان ربطة العنق كانت مفكوكة.
عندئذ قالت "تيسا " لنفسها . الامل المفقود
بلا شك انه قد قضى الليلة مع أحدى الحسناوات.
وترك "مارك " البهو واتجه لحجرته وبدأت تلاحقه بالأسئلة .
- هل عدت في سيارتك ؟
- لم اعد على قدمي .
- أذن عدت في تاكسي ؟
- هل تسمحين لي ان أنام ألان ؟
- يجب ان تنام فترة حتى تفيق .
وفجأة وجدت "تيسا " حبيسة ذراعيه وحاولت التخلص منه ولكنه كان أقوى منها وكانت عيناه مركزتين بقوة على شفتيها وقال لها :
- ألا ترين ما الذي أريد ان أقوله لك ؟
فإجابته بحرارة :
- أنت لست مجنون اتركني وشاني .
- بكل سرور.
قالها "مارك " ويداه تؤديان حركة مسرحية .
- لقد انتهى الدرس .
في ذلك الوقت كانت " تيسا " تود ان تكون قدماها من القطن لتقفز السلم دفعة واحدة ودخلت بسرعة حجرتها وأغلقت الباب وظلت خلفه لفترة طويلة فلقد كانت غاضبة منه ومن نفسها أيضا لأنها لم تستطع مقاومته وقالت لنفسها :
- وداعا للهدوء ....
فلقد أدركت ان " لايلاند " – الأب والابن – سيكونان سببين أساسيين في اضطراب حياتها المقبلة ... الامل المفقود



انتهى الفصل الثاني
قراءة ممتعة للجميع

مارية 04-10-13 11:42 AM

رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لك على مجهود

الامل المفقود 04-10-13 10:33 PM

رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
 
العفو منك مارية هذا كله بسبب التشجيع المستمر منكم ودعمكم لي :welcome3::rdd12zp1: حبيبة قلبي

الامل المفقود 04-10-13 10:34 PM

رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
 
الفصل الثالث:-

في اليوم التالي أثناء تناول " تيسا "و " بيتر " الفطور – نزل "مارك " من غرفته لتناول فنجان من القهوة أمام النافدة . الامل المفقود
وكانت أثار الإفراط في السهر تبدو واضحة على وجهه .فان كررها مرة أخرى فسيكون أحمق بمعنى الكلمة فبكل تأكيد انه قد ضمها الى صدره ليلة أمس بسبب لحظة ضعف عاطفي فغابت عنه أرادته يا له من شيء بغيض . والأكثر من ذلك انه يبدو لم يتذكر شيئا مما حدث .
وسألهما "مارك " وهو ينظر أليهما أثناء تناولهما الفطور :
- ما برنامجكما اليوم ؟
فأجابه "بيتر" بحماس .
- سنذهب الى حديقة الحيوان .
وبدت في عيني " مارك معان غير مفهومه ثم قال :
- تسعدني صحبتكما .
فرد "بيتر" وهو يكاد يطير من فرط إحساسه بالسعادة :
- حقا يا أبي ؟ سيكون شيئا عظيما اليس كذلك يا تيسا ؟
وأجابت " تيسا " بهدوء :
- بلى عظيم جدا أتريد ان تتناول صنفا معينا ؟
وهز "مارك " رأسه :
- أريد ان اسعد نفسي بفنجان أخر من القهوة وقطعة خبز .
وأجابته "تيسا "
- يمكنك ان تذهب وتعده بنفسك فلا يوجد لدينا بن للقهوة ولقد طلبت منك إحضار هذه الأشياء بمنتهى الذوق ولكنك لم تفعل .
- هل لسانك طلق هكذا – دائما ؟
- هذا يحدث رغما عني
فلن تترك نفسها تحت سيطرته مرة أخرى ولقد أقسمت على ذلك .
- اعتقد أنها المرة الأولى التي يذهب فيها " بيتر" الى حديقة الحيوان .
- نعم .
- وأنت يا " مارك "- منذ متى لم تذهب إليها ؟ الامل المفقود
- منذ أكثر من خمس وعشرين سنة أما أنت فعلى العكس اعتقد انك
تترددين كثيرا عليها اليس كذلك ؟
- نعم ليس كثيرا فانا اقضي قليلا من الوقت في "لندن " وكنت أفكر في قضاء اليوم هناك ولكن يبدو انك مشغول .
- لا . على الإطلاق فاعتقد أنني سأكرس نفسي غدا للكتابة وبناء على ذلك فان اليوم يومي الأخير للاستجمام والراحة .
- وبهذا الشكل أنت تفضل – بلا شك – ان تكون بمفردك مع "بيتر"
ولكن"بيتر" تدخل قائلا :
يجب ان تكوني معنا يا " تيسا " وسعدت "تيسا " لحرص "مارك " وابنه على وجودها معهما .
ترك "بيتر" المائدة وهو يقول بمنتهى السعادة :
- سأذهب لأحضر الكاميرا الخاصة بي فلا ترحلا بدوني .
قالت له " تيسا " :
- لا يزال أمامنا متسع من الوقت .
وجلست "تيسا " أمام " مارك " الى المائدة وجها لوجه وبدا في تبادل الحوار :
- يجب ان اعتذر لك عما بدر مني ليلة أمس .
- لقد قبلت اعتذارك ولا تفكر في الأمر أكثر من ذلك .
- لا أرجوك – حاولي ان تتفهمي ما اعني .فان اعتذاري كان عن الطريقة التي اتبعتها معك لأنني وجدت سعادة حقيقية عندما كنت بين ذراعي .
فقالت له " تيسا "
- اعتقد ان الأمر اختلط عليك وخيل إليك إني امرأة أخرى تعرفها .
- أتريدين ان تقولي ان جميع السيدات متشابهات ؟
- لا هذا غير حقيقي .
- إذن – فخبرتك كبيرة الى حد ما ؟
- بدرجة كافية . الامل المفقود
وقررت " تيسا : ان تنهي الحوار في هذا الموضوع . الامل المفقود
- أنا موجودة هنا لاهتم بابنك – وتجاوزت عما حدث أمس لأنك كنت في غير حالتك الطبيعية ولأنك ... هل وجدت الخطاب الذي تركته لك مدام " هاموند " ؟
- نعم لقد حالفها الحظ فوصلت قبل ان تخرجي .
- كان بإمكانها ان تلقي لك الخطاب في صندوق البريد .
- هذا على شرط ان يكون في حقيبتها الأدوات اللازمة للكتابة .بالمناسبة . ان اسمها "فيونا "
- هل تعمل لحسابها ؟
- لا فان صاحب العمل هو زوجها السابق ولكن "فيونا " تدير شركة " جرو سفينور سكوير " لقد فوضتها للبحث عن منزل لي .
- هل قررت ترك هذا المنزل ؟
- نعم إذا توفرت إمامي فرصة جيدة فان المنزل هنا كبير جدا .
- وهل ستسمح لك إقامتك في ارقي إحياء "لندن " ان تدفع مصاريف "بيتر " المدرسية خاصة وان الإيجار مرتفع جدا .
- هل ترين إني القي المال من النافدة ؟
- ان "بيتر" ليس لديه سواك وإذا تركته في المدرسة الداخلية فسيشعر بالوحدة والوحشة .
- على إيه حال أنا لست موجودا في البيت بشكل دائم فنحن ننفصل عن بعضنا لفترات طويلة فما الفرق إذن ؟
- اوكد لك – ان هناك فرقا كبيرا صحيح ان المدرسة الداخلية تعد حلا وسطا جيدا ولكن في حالة "بيتر" لا أرحب بالفكرة .
- حسنا فلتبقي معنا .
هذا ما اقترحه "مارك " عليها دون ان يرفع رأسه .
- أنا لا اقبل العمل لديك ألا كموظفة مؤقتة . الامل المفقود
- أذن لا تتدخلي فيما لا يعنيك ودعي لي أمر اتخاذ قراراتي !
أنها لا تستطيع ان ترحل ألان لأنها تشعر بالمسؤولية تجاه هذا الصبي المسكين ومع ذلك فهي لا تستطيع ان تصل الى قرار بشان بقائها بشكل دائم بجانبه . الامل المفقود
- حسنا هل تسمح لي ان أفكر في الأمر مرة أخرى ؟
- ولكن لا تتأخري علي في ردك فان مكان " بيتر" محجوز في مدرسته القديمة .
وحاولت "تيسا " ان تتجاذب معه أطراف حديث أخر .

الامل المفقود 04-10-13 10:35 PM

رد: 330- وداعا للهدوء - شارلوت هدسون - المركز الدولي
 
- ما البلد الذي سيكون كحور مؤلفك الجديد ؟ فان أمي من عشاق كتاباتك وتنتظر كتابك الجديد بشغف شديد .
- سيصدر خلال عام فقط لقد اخترت الكتابة عن الجزر اليونانية هل تعرفينها ؟
- لا – ولكنني كنت اخطط لقضاء إجازتي في مكان ما بعد انتهاء عقدي الأخير – ولكن الظروف لم تسمح لي .
- بما ستكسبينه من هنا تستطيعين ان تقضي هناك أجازة طويلة .
- أنا لم اقبل هذا المكان من اجل المال فلا تنس ان الذي حدد راتبي هو أنت .
- نعم ولكنك تعلمين انه يجب ان ارفع السعر عندما أريد شخصا ما على وجه السرعة .ولكنني أدرك انك تستحقين أكثر من هذا.
- في الواقع – أنها الإجابة الوحيدة المناسبة . الامل المفقود
وكانت عودة " بيتر " بالكاميرا سببا في توقف هذا الحوار الحسن الحظ فلو كان قد تأخر لحظة واحدة لكانت "تيسا " ذهبت بلا عودة كي تعطي " مارك " المغرور درسا لا ينساه . ولكنها كانت تعلم ان تصرفها هذا قد يرضيها بعض الوقت وستندم بسرعة على تركها "بيتر "
حاولت "تيسا " ان تتروى فإذا قبلت ان تبقى بجانب "بيتر" فان المشكلة لن تكون أعباء العمل وتحمل المسؤوليات فحسب لكن المشكلة هي "مارك لايلاند " الذي أثقل عليها وستكون عاجزة عن ان ترى نفسها أكثر من موظفة تعمل لديه وهذا ما يعوقها عن التفكير في البقاء.
وإذا بقيت فأنها لن تتحمل مقاومته فهو يتسبب في اضطرابها وهذا أمر لا شك فيه ولهذا فهي في حاجة الى ان تفكر مرات ومرات قبل ان تصدر قرارها . الامل المفقود
ولقد كانت فرحة الخروج الى حديقة الحيوان هي عيد حقيقي ل " بيتر" الذي لم يقدم ألا على رؤية الحيوانات المتوحشة كما انه أعجب – جدا – بالعصافير وظل فترة طويلة أمام الأفاعي التي بهرته بحق .
وفي السيارة وعلى المقعد الخلفي قال " بيتر" انه يتمنى ان يحصل على ثعبان يأخذه الى البيت كي يلعب به وتساءلت "تيسا " هل سيتقبل "مارك " هذه الرغبة خاصة وأنها رغبة طفل عمره سبعة أعوام فبعض الثعابين ليست من النوع السام مثل السحلية والحنش ذلك لان أحجامها ليست كبيرة فلا تسبب مشكلات كما أنها تفيد " بيتر ".
وكان الجو في هذا المساء حارا جدا ولذلك قرر "مارك " ان يتناول طعام العشاء في الحديقة وعلى الرغم من السعادة التي كان يشعر بها "بيتر" ألا ان النعاس غلبه فنام على الفور بمجرد ان وضعته "تيسا " على سريره .
وظل "مارك " في انتظارها في الحديقة حتى نزلت لتجمع الأطباق بعد العشاء ولكنه قال لها :
- اتركي كل شيء حتى تأتي مديرة المنزل غدا – واطلبي منها ان
تضع كل شيء في مكانه . ردت عليه قائلة :
- لا فان الأمر لا يستحق فان تنظيف المائدة لن يستغرق أكثر من دقيقة.
- حسنا . فنقم بتنظيفها معا . ولكن ألان تعالي واجلسي ولا تخافي فلن اكرر ما حدث ليلة أمس .
وعند تذكرها لما بدر منه – بدا قلبها يدق بسرعة ولكنها حاولت التظاهر بالهدوء .
- ان هذا الأمر لا يخطر ببالي على الإطلاق . الامل المفقود
- غدا سابدا العمل وهذا المساء أريد ان أتسامر فهل كثير علي ان اطلب منك ذلك .
ان نسمات الصيف التي كان ينقلها المساء ذلك اليوم جعلت "تيسا " تشعر بعدم الاتزان .فحاولت جاهدة ان تبتسم وجلست أمام "مارك "
- حسنا . أنت في حاجة الى الاسترخاء هل تجدني ألان أحب عملي بصدق أم مازلت تؤكد أنني قبلته من اجل المال ؟
- هناك حدود لكل هذا فان الأطفال يحتاجون الى مرب متخصص أكثر مما تتصورين .
- ان " بيتر " يحتاج الى مربية متخصصة أكثر من أي طفل أخر .
- أرجوك – كفي عن تدليلك له وحمايته بهذا الشكل .
- انه بحاجة الى الحماية .
- ممن ؟ مني أنا ؟
- بالفعل ان "بيتر " يفتقد حنانك .
- لم ؟ ان وجهة نظري انه في المدرسة الداخلية سيجد رفقا في مثل سنه وأنا لا أرى ان هناك إي خطا فيما أقول .لم أرى سيدة في حياتي ساخطة مثلك .
- ان كل ما فعلته هو أبداء رأيي في موضوع خاص بك .
بدا "مارك " يضحك ليقتل شدة التوتر . ثم قال : الامل المفقود
- أخيرا وجدنا شيئا مشتركا فيما بيننا .
كم كان "مارك " يبدو أنيقا هذا المساء في قميصه الأبيض الذي كان يبرز كتفيه العريضين .
حاولت "تيسا " ان تبحث عن شيء تقوله حتى تحد من إحساسها بالانجذاب نحوه .
- سأخرج غدا مع "بيتر "
- متى ؟ عندما أبدا في الجلوس أمام الآلة الكاتبة ؟
- أرى ان الحماس ينقصك . اليس كذلك ؟
- بلى أنا لا أرى في حياتي كاتبا متحمسا للعودة الى قلمه وأوراقه مثلي ومن جانب أخر أخشى انه في لحظة اندماج معينة أجد من يفسد علي تركيزي.فانا لا أحب ان يقاطعني احد مهما كانت الظروف .
- هل يجب ان اعتبر ما قلته تحذيرا ؟
- لا بل قولي أنني أوصيك بهذا .
ثم توقف لحظة عن الكلام وبدا يغير نبرته .
- هل عندك النية في ان تظلي بقية حياتك مشغولة بأطفال غيرك ...
- هذا غير معقول ومع ذلك فانا لا ابحث عن زوج بغرض ان يكون لي أبناء من دمي ولحمي فقط .
- أذن فبالنسبة لك . أما الحب أو لا شيء .
- لقد تطرقنا لحديث من هذا النوع قبل ذلك وإجابتي لن تتغير .
- أتذكر انك قلت الحب والاحترام أمران ليسا يسيران .
وحاول "مارك " ان يكسر لحظات الصمت التي سيطرت على المكان فقال :
- أنا وديانا تزوجنا لأنها كانت في انتظار " بيتر" فلقد كان خطا كبيرا .
وتساءلت " تيسا " لماذا يوليها "مارك " كل هذه الثقة رغم انه ليس من النوع الذي يقبل على إفشاء أسرار حياته الخاصة .
- وهي لم تحاول رؤيته بعد رحيلها لقد قلت لي ذلك ؟ الامل المفقود
- نعم لقد رأته مرة واحدة أمام المحامي وكان هذا بعد انفصالنا بعامين .
وقد تزوجت من رجل أخر ولكن دعينا نترك الحديث عنها .
ونعود إليك .فإذا قررت ان تنشغلي بتربية "بيتر" فإلى متى ستبقي معنا ؟
- ربما أبقى عامين .هذا ما أقوله في هذه اللحظة . ولكنني لا اعرف ظروفي المقبلة .
وتورطت "تيسا " فبدون ان تدري وجدت أنها اتخذت قرارها ولم تلاحظ "تيسا " في تعبيرات وجه " مارك " ما يشير الى انه سعيد أم لا ؟
- هل لي ان أسالك عن سبب تغييرك لرأيك ؟
- السبب "بيتر" فهو طفل غير عادي .


الساعة الآن 01:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية