منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   162 - تحسبين الدقائق - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t149088.html)

dalia cool 05-10-10 03:19 PM

وحارت روكسان بتفكيرها , هدأت أعصابها قليلا ثم توقفت عن التلفت حولها كيلا يقع نظرها مرة أخرى على خوان فتتأثر به كالسابق , ثم تمتمت:

" في ألواقع أنها قصة غريبة ومحزنة , فالمرء لا يسمع كثيرا عن هكذا أشياء".
" أن شعار هذه الجماعة التي ينتمي اليها خوان هو النسر الأسود.... وعندما يولد طفل جديد يكنونه حالا بالنسر الأسود".

لدى سماعها ذلك , أهتزت روكسان بعنف , لو أن صديقتها بقيت صامتة ولم تفه بذلك! عادت تسأل:
" هل الرجل نفسه هو الذي أخبر مارتن بهذا؟".منتديات ليلاس

" طبعا , مارتن لم يتحدث الى أحد سواه".
حدقت روكسان في تينيك العينين السوداوين الحادتين , فغارت أعصابها مرة أخرى , تقدم خوان طالبا منها الرقص معه , وقبل أن تفوه بكلمة الرفض وجدت نفسها بين ذراعيه على الحلبة , وبعد قليل قال:

" ترقصين بخفة يا آنسة هاتون , فهل تفعلين ذلك كثيرا؟".
أجابت على الفور:
" ليس كثيرا , أذهب الى الحفلات ,وفي بعض الأحيان يأخذني صديقي الى نوادي الرقص".
منتديات ليلاس

مضت لحظة وجوم غريبة تابع خوان بعدها:
" صديقك؟ أخبريني عنه".
تطلعت روكسان اليه ثم عبست قليلا , يظهر أن الرجل معجب بتعابيرها ,قالت:
منتديات ليلاس
" متأكدة أنك لا تريدني أن أحدثك عنه".
أجاب بسرعة:
" على العكس , أنه شيء ممتع, هل أنت مخطوبة؟".
هزت روكسان رأسها وأجابت:

" ليس الآن , لكننا ننوي الزواج فيما بعد".
تقوست شفتاه قليلا , وبأبتسامة أعتقدتها نتيجة فكرة خاصة خطرت على باله قال:

" متى تنويان الزواج؟".
أجابته :
" بعدما يكون جويل قد وفر المال الكافي لذلك".
سأل خوان :
" وهل المال مهم لهذه الدرجة؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:24 PM

فأجابته بسذاجة :
" ليس بالنسبة الي , أتزوج الآن أذا وافق جويل".
حدق خوان في وجهها المتوهج وقال:

" لا بد أن تكونا متحابين جدا".
" طبعا , وألا لن أكون مستعدة للزواج من جويل ".
وبعد لحظة صمت طويلة , شعرت روكسان أنه يومىء برأسه وقد شرد ذهنه ولمح من الأكتئاب بدت عليه ,وتساءلت عما أذا كان يفكر بخطيبته ,وعاد يسأل:

" منذ متى تعرفين جويل؟".
غريب أن يكون مهتما بهذا الأمر الى هذه الدرجة , شعرت روكسان بالتردد في الأجابة على جميع أسئلته التي يهدف من ورائها التعرف اليها , كانت تنقصها قدرة الرفض , لذلك قررت الأجابةعليها كلها فقالت:
" ثلاثة أشهر فقط".منتديات ليلاس

ردد عبارتها وكأنه يتحدث الى نفسه:
" ثلاثة أشهر ... ليست مدة طويلة أبدا".

تمنت روكسان أذ ذاك لو تتمكن من أستعادة هدوئها فكلماته تلك جعلتها ترتعد وتشعر بخوف داخلي تعذر عليها فهمه , وبصعوبة قالت:
" هل تسمح أن نتوقف عن الرقص .... فأنا أشعر ببعض التعب".

لمعت عيناه الداكنتان ثم ما لبث أن خبا بريقهما والفم النحيف ضاق قليلا , أما روكسان فسرت لموافقة خوان على طلبها مغادرة الحلبة , غير أنها ستكون مخطئة أن أعتقدت بأنها تستطيع التخلص منه.
منتديات ليلاس
" يجب أن نتكلم".
وقادها الى زاوية ليجلسها الى طاولة تتسع لشخصين وأردف قائلا :
" أنت جميلة جدا , كم عمرك؟".
لم يكن لدى روكسان القدرة على السكوت فأجابت:
" تسعة عشر عاما".

تنهد بعمق وقال:
" أنه أجمل سن للمرأة".
فأدركت غريزيا أن عمر خطيبته كان تسعة عشر عاما حينما توفيت ,وعاد يقول:

" عيناك لونهما غير أعتيادي , بين البنفسجي والأزرق , لونهما يتغير.... هل لاحظت ذلك؟".
فأجابت بخجل أنها تعرف ذلك ثم أضافت:
" جويل يحبهما".


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:29 PM

لم تدر لماذا قالت ذلك, ربما ذكر أسم جويل يمنحها الحماية.... ولكن ضد من؟
ومن غير أن يعلق على ذلك أستمر خوان بالتغزل فيها قائلا:
" وشعرك أيضا غير أعتيادي.... هذه المسحة النحاسية.....".

شعرت روكسان أن خوان لم يكن معها , بل كان يفكر في الماضي البعيد , وتساءلت عما أذا كانت الألوان التي تحدث عنها هي ألوان شعر وعيني خطيبته , وفجأة صار هناك سبب لأهتمامه.

" شكلك.... وجهك...".
أصبحت روكسان باردة كالثلج , وبغير أتزان ,وقفت لتقول:
" أود العودة الى الآخرين .... أرجوك , خذني الى هناك".

تطلع نحوها بتعجب سائلا:
" ما بالك.... هل أنت مريضة بالفعل؟".
وخامر خوان شعور بأنها تكذب عليه أذ أنها أخبرته قبل قليل بأنها تعبة .

" أنني تعبة .... تعبة فقط".
أجاب على الفور:
" تعبة من رفقتي؟".منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

وبذهول أجابت:
" لا , طبعا لا ., أنني أحب العودة الى الآخرين".
" حسنا يا آنسة هاتون , ربما نرقص معا في وقت لاحق".

" أنا , أنا....".
كانت تود كثيرا أن تقول لا , لكن كيف لها أن تفعل ذلك ؟ ليت جويل كان حاضرا , ليتها رفضت المجيء الى هنا من دونه , ألا أن جويل لم يكن هناك وهي وحيدة مع هذا الغريب , هذا المتنسك الذي بمجرد تعرفه الى مارتن تخلى عن تنسكه وجاء الى أنكلترا حيث ألتقى روكسان التي تشعر هذه اللحظات بأن سيفا مسلط فوق رأسها.
منتديات ليلاس
وبكلمات ناعمة , تبدو فيها عاطفة غير واضحة قال:
" مم تخافين يا آنسة هاتون؟".
هزت رأسها علامة الحيرة وقالت:

" لا أعرف".
ألقى نظرة عميقة على عينيها ثم قال:
"أنت خائفة أذن ؟".

بعفوية أومأت برأسها علامة الموافقة , فعاد يسأل :
" لماذا يا طفلتي .... لماذا؟".
طفلتي.... كلمة غير عادية تأتي من رجل غريب.

أجابت وهي ترتجف:
" في الواقع لا أعرف لماذا , أعتقد أن أعصابي ليست هادئة هذا المساء ".
قال بأصرار:
" هل أنا سبب عدم هدوء الأعصاب هذا؟".
مرة أخرى طريقة غير عادية في الكلام , وجدت روكسان نفسها غير قادرة على الأجابة , ألا أنها أضطرت أخيرا لمصارحته بالقول:
" لم أقابل شخصا مثلك في حياتي".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:33 PM

لم تكد تنتهي من عبارتها حتى لمحت موجة من السخرية تملأ عينيه القاسيتين ثم سمعته يقول:
" تجدينني غريبا بالنسبة الى أهل بلدك الذين يتحلون بالوسامة والجمال ".

لم تتوقع روكسان أن يكون خوان فظا الى هذه الدرجة فشعرت بالحيرة ثانية وقالت:
" أنت مختلف عنهم.... طبعا".

قالت ذلك , لتفهمه بطريقة غير مباشرة , أنه ليس وسيما مثل أصدقائها الآخرين.
ألقى خوان نظر حادة , أدركت على أثرها أنه ليس منخدعا بمظهره وشكله , وبعد صمت قصير قال بصوت هادىء :منتديات ليلاس

" أتريدين العودة الى صالة الرقص ؟ لن أطلب منك أن ترقصي معي مرة ثانية أذا كان ذلك متعبا بالنسبة اليك".
كان في صوته بريق أمل فتحول قلب روكسان الرقيق نحوه , وهي تفكر في الخطيبة التي خسرها خوان ,وكيف يكون شعورها فيما لو خسرت هي جويل , ثم أجابت بأندفاع:
منتديات ليلاس

" لا.... لا تقل هذا يا سيد.... أعني دون.... يا ألهي.... كيف أخاطبك؟".
ضحكت قليلا وهي تقول ذلك وشعرت بالراحة عندما توجه اليها ليقول بلطف:

" خوان يكون سعيدا جدا عندما يأتي ذلك منك".
أستدارت بخجل وهزت رأسها قائلة:
" أوه.... لكن .... لكن هذا ليس صحيحا".

" لا أرى أي سبب يجعله غير صحيح , نادني خوان".
قال ذلك بصوت ناعم , فكررت بعده:
" خوان".
منتديات ليلاس
ثم أردف:
" كنت على وشك أن تقولي شيئا يا..... روكسان".
لفظ أسمها بطريقة جميلة أدهشتها وأربكتها في الوقت نفسه وأجابت:
" صحيح؟ .... نعم , نعم , ما أحببت قوله هو أن الرقص معك لا يتعبني أبدا".

" أبدا؟".
وألتقت عيناها بعينيه فقال:
" في هذه الحال سوف أدعوك للرقص فيما بعد".

هزت برأسها علامة الموافقة , ثم وقف الى جانب الطاولة مفسحا لها القيام عن كرسيها , وبينما هي تحاول الخروج ضربت رجلها بقدم الطاولة ,وما أن سمع خوان صرختها حتى وضع يديه حولها وقادها الى الخارج مستفسرا:

" هل تأذيت يا طفلتي العزيزة؟".
" أنه ألم مؤقت ويزول".
قالت ذلك بصوت عميق مرتجف , شاعرة بلمسات ودفء يديه على كتفيها , وبوجهه الأسمر المنحني عليها وشفتيه القويتين من شعرها .


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:36 PM

انتهى الفص الاول قراءة ممتعة


الساعة الآن 08:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية