وحارت روكسان بتفكيرها , هدأت أعصابها قليلا ثم توقفت عن التلفت حولها كيلا يقع نظرها مرة أخرى على خوان فتتأثر به كالسابق , ثم تمتمت:
" في ألواقع أنها قصة غريبة ومحزنة , فالمرء لا يسمع كثيرا عن هكذا أشياء". " أن شعار هذه الجماعة التي ينتمي اليها خوان هو النسر الأسود.... وعندما يولد طفل جديد يكنونه حالا بالنسر الأسود". لدى سماعها ذلك , أهتزت روكسان بعنف , لو أن صديقتها بقيت صامتة ولم تفه بذلك! عادت تسأل: " هل الرجل نفسه هو الذي أخبر مارتن بهذا؟".منتديات ليلاس " طبعا , مارتن لم يتحدث الى أحد سواه". حدقت روكسان في تينيك العينين السوداوين الحادتين , فغارت أعصابها مرة أخرى , تقدم خوان طالبا منها الرقص معه , وقبل أن تفوه بكلمة الرفض وجدت نفسها بين ذراعيه على الحلبة , وبعد قليل قال: " ترقصين بخفة يا آنسة هاتون , فهل تفعلين ذلك كثيرا؟". أجابت على الفور: " ليس كثيرا , أذهب الى الحفلات ,وفي بعض الأحيان يأخذني صديقي الى نوادي الرقص". منتديات ليلاس مضت لحظة وجوم غريبة تابع خوان بعدها: " صديقك؟ أخبريني عنه". تطلعت روكسان اليه ثم عبست قليلا , يظهر أن الرجل معجب بتعابيرها ,قالت: منتديات ليلاس " متأكدة أنك لا تريدني أن أحدثك عنه". أجاب بسرعة: " على العكس , أنه شيء ممتع, هل أنت مخطوبة؟". هزت روكسان رأسها وأجابت: " ليس الآن , لكننا ننوي الزواج فيما بعد". تقوست شفتاه قليلا , وبأبتسامة أعتقدتها نتيجة فكرة خاصة خطرت على باله قال: " متى تنويان الزواج؟". أجابته : " بعدما يكون جويل قد وفر المال الكافي لذلك". سأل خوان : " وهل المال مهم لهذه الدرجة؟". http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif |
فأجابته بسذاجة :
" ليس بالنسبة الي , أتزوج الآن أذا وافق جويل". حدق خوان في وجهها المتوهج وقال: " لا بد أن تكونا متحابين جدا". " طبعا , وألا لن أكون مستعدة للزواج من جويل ". وبعد لحظة صمت طويلة , شعرت روكسان أنه يومىء برأسه وقد شرد ذهنه ولمح من الأكتئاب بدت عليه ,وتساءلت عما أذا كان يفكر بخطيبته ,وعاد يسأل: " منذ متى تعرفين جويل؟". غريب أن يكون مهتما بهذا الأمر الى هذه الدرجة , شعرت روكسان بالتردد في الأجابة على جميع أسئلته التي يهدف من ورائها التعرف اليها , كانت تنقصها قدرة الرفض , لذلك قررت الأجابةعليها كلها فقالت: " ثلاثة أشهر فقط".منتديات ليلاس ردد عبارتها وكأنه يتحدث الى نفسه: " ثلاثة أشهر ... ليست مدة طويلة أبدا". تمنت روكسان أذ ذاك لو تتمكن من أستعادة هدوئها فكلماته تلك جعلتها ترتعد وتشعر بخوف داخلي تعذر عليها فهمه , وبصعوبة قالت: " هل تسمح أن نتوقف عن الرقص .... فأنا أشعر ببعض التعب". لمعت عيناه الداكنتان ثم ما لبث أن خبا بريقهما والفم النحيف ضاق قليلا , أما روكسان فسرت لموافقة خوان على طلبها مغادرة الحلبة , غير أنها ستكون مخطئة أن أعتقدت بأنها تستطيع التخلص منه. منتديات ليلاس " يجب أن نتكلم". وقادها الى زاوية ليجلسها الى طاولة تتسع لشخصين وأردف قائلا : " أنت جميلة جدا , كم عمرك؟". لم يكن لدى روكسان القدرة على السكوت فأجابت: " تسعة عشر عاما". تنهد بعمق وقال: " أنه أجمل سن للمرأة". فأدركت غريزيا أن عمر خطيبته كان تسعة عشر عاما حينما توفيت ,وعاد يقول: " عيناك لونهما غير أعتيادي , بين البنفسجي والأزرق , لونهما يتغير.... هل لاحظت ذلك؟". فأجابت بخجل أنها تعرف ذلك ثم أضافت: " جويل يحبهما". http://www.liilas.com/upp//uploads/i...e12dcf02ec.gif |
لم تدر لماذا قالت ذلك, ربما ذكر أسم جويل يمنحها الحماية.... ولكن ضد من؟
ومن غير أن يعلق على ذلك أستمر خوان بالتغزل فيها قائلا: " وشعرك أيضا غير أعتيادي.... هذه المسحة النحاسية.....". شعرت روكسان أن خوان لم يكن معها , بل كان يفكر في الماضي البعيد , وتساءلت عما أذا كانت الألوان التي تحدث عنها هي ألوان شعر وعيني خطيبته , وفجأة صار هناك سبب لأهتمامه. " شكلك.... وجهك...". أصبحت روكسان باردة كالثلج , وبغير أتزان ,وقفت لتقول: " أود العودة الى الآخرين .... أرجوك , خذني الى هناك". تطلع نحوها بتعجب سائلا: " ما بالك.... هل أنت مريضة بالفعل؟". وخامر خوان شعور بأنها تكذب عليه أذ أنها أخبرته قبل قليل بأنها تعبة . " أنني تعبة .... تعبة فقط". أجاب على الفور: " تعبة من رفقتي؟".منتديات ليلاس منتديات ليلاس وبذهول أجابت: " لا , طبعا لا ., أنني أحب العودة الى الآخرين". " حسنا يا آنسة هاتون , ربما نرقص معا في وقت لاحق". " أنا , أنا....". كانت تود كثيرا أن تقول لا , لكن كيف لها أن تفعل ذلك ؟ ليت جويل كان حاضرا , ليتها رفضت المجيء الى هنا من دونه , ألا أن جويل لم يكن هناك وهي وحيدة مع هذا الغريب , هذا المتنسك الذي بمجرد تعرفه الى مارتن تخلى عن تنسكه وجاء الى أنكلترا حيث ألتقى روكسان التي تشعر هذه اللحظات بأن سيفا مسلط فوق رأسها. منتديات ليلاس وبكلمات ناعمة , تبدو فيها عاطفة غير واضحة قال: " مم تخافين يا آنسة هاتون؟". هزت رأسها علامة الحيرة وقالت: " لا أعرف". ألقى نظرة عميقة على عينيها ثم قال: "أنت خائفة أذن ؟". بعفوية أومأت برأسها علامة الموافقة , فعاد يسأل : " لماذا يا طفلتي .... لماذا؟". طفلتي.... كلمة غير عادية تأتي من رجل غريب. أجابت وهي ترتجف: " في الواقع لا أعرف لماذا , أعتقد أن أعصابي ليست هادئة هذا المساء ". قال بأصرار: " هل أنا سبب عدم هدوء الأعصاب هذا؟". مرة أخرى طريقة غير عادية في الكلام , وجدت روكسان نفسها غير قادرة على الأجابة , ألا أنها أضطرت أخيرا لمصارحته بالقول: " لم أقابل شخصا مثلك في حياتي". http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif |
لم تكد تنتهي من عبارتها حتى لمحت موجة من السخرية تملأ عينيه القاسيتين ثم سمعته يقول:
" تجدينني غريبا بالنسبة الى أهل بلدك الذين يتحلون بالوسامة والجمال ". لم تتوقع روكسان أن يكون خوان فظا الى هذه الدرجة فشعرت بالحيرة ثانية وقالت: " أنت مختلف عنهم.... طبعا". قالت ذلك , لتفهمه بطريقة غير مباشرة , أنه ليس وسيما مثل أصدقائها الآخرين. ألقى خوان نظر حادة , أدركت على أثرها أنه ليس منخدعا بمظهره وشكله , وبعد صمت قصير قال بصوت هادىء :منتديات ليلاس " أتريدين العودة الى صالة الرقص ؟ لن أطلب منك أن ترقصي معي مرة ثانية أذا كان ذلك متعبا بالنسبة اليك". كان في صوته بريق أمل فتحول قلب روكسان الرقيق نحوه , وهي تفكر في الخطيبة التي خسرها خوان ,وكيف يكون شعورها فيما لو خسرت هي جويل , ثم أجابت بأندفاع: منتديات ليلاس " لا.... لا تقل هذا يا سيد.... أعني دون.... يا ألهي.... كيف أخاطبك؟". ضحكت قليلا وهي تقول ذلك وشعرت بالراحة عندما توجه اليها ليقول بلطف: " خوان يكون سعيدا جدا عندما يأتي ذلك منك". أستدارت بخجل وهزت رأسها قائلة: " أوه.... لكن .... لكن هذا ليس صحيحا". " لا أرى أي سبب يجعله غير صحيح , نادني خوان". قال ذلك بصوت ناعم , فكررت بعده: " خوان". منتديات ليلاس ثم أردف: " كنت على وشك أن تقولي شيئا يا..... روكسان". لفظ أسمها بطريقة جميلة أدهشتها وأربكتها في الوقت نفسه وأجابت: " صحيح؟ .... نعم , نعم , ما أحببت قوله هو أن الرقص معك لا يتعبني أبدا". " أبدا؟". وألتقت عيناها بعينيه فقال: " في هذه الحال سوف أدعوك للرقص فيما بعد". هزت برأسها علامة الموافقة , ثم وقف الى جانب الطاولة مفسحا لها القيام عن كرسيها , وبينما هي تحاول الخروج ضربت رجلها بقدم الطاولة ,وما أن سمع خوان صرختها حتى وضع يديه حولها وقادها الى الخارج مستفسرا: " هل تأذيت يا طفلتي العزيزة؟". " أنه ألم مؤقت ويزول". قالت ذلك بصوت عميق مرتجف , شاعرة بلمسات ودفء يديه على كتفيها , وبوجهه الأسمر المنحني عليها وشفتيه القويتين من شعرها . http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif |
انتهى الفص الاول قراءة ممتعة
|
الساعة الآن 08:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية