واحست بيده تشتد على معصمها
-ارجوك .. لاتهينيني بالمال. وكانت عيناه تأسران عينيها ،وتأمرانها ان تفعل مايتمنى. قالت ببطء: "انا لا اقصد إهانتك .. الأمر فقط.." - الأمر فقط ان المال يدفع ثمن كل شيء .. لكن فقط إذا كان هذا الشيء للبيع. واكمل باهتمام شديد :"لاتبقي لوحدك في البندقية .. فهذا امر سيء" -ليس لدي خيار آخر. - لكن لديك خيار .. دعيني اريك مدينتي. - مدينتك؟ - انها لي لأنني احبها واعرف طرقها عن ظهر قلب .. واود ان تحبيها انتِ كذلك. كانت على وشك ان تتفوه برد عابث لكن الكلمات لم تخرج من فمها .. وكان لديها شعور انها على حافة نقطة لارجوع عنها. قالت ببطء: "انا لاأظن .. لاأظن انني يجب ان اقبل" رد بلهفة: "بل اظن انك يجب ان تقبلي". - لكن .. منتديات ليلاس اشتدت يده مجدداً على يدها اخذت نفساً حاداً .. وقالت: "اجل" - سألقاك في الساعة السابعة عند انطونيو خلف تلك الزاوية.. - وارتدي حذاء السير. راقبته وهو يبحر بعيداً ثم صعدت إلى جناحها مسرورة بالوقت الذي ستقضيه وحدها لتجمع افكارها. لم يكن الأمر سهلاً، ففي بضع لحظات ملتهبة، اخذ كل افكارها ورماها في الهواء لتتساقط حولها بغير انتظام .. ولزمها تركيز عليه لتستعيد افكارها من تأثيره لكنها احست انها تمكنت من هذا اخيراً. ابتعد غويدو عن الفندق بسرعة قبل ان يلمحه احد ويتعرف إلى هويته الحقيقية وفي بضع دقائق كان قد ترك وسط المدينة خلفه متجهاً إلى "الشوارع" الخلفية الصغيرة في القسم الشمالي من البلدة حيث تقيم عائلات اصحاب المراكب. في منزل اسرة لوتشي وجد فيدريكو هناك يشاهد مباراة كرة قدم على التلفزيون ودون كلمة اخذ زجاجة مرطبات من البراد وانظم اليه ولم يتكلم اي منهما إلى ان انتهى الشوط الأول ثم وكما يفعل دائماً وضع غويدو المال الذي كسبه على الطاولة وضاعفه بمال من جيبه. قال فيدي بامتنان: "كان لي يوم جيد .. اليس كذلك؟". ووضع المال في جيبه متثائباً - ممتاز .. انت مثلنا الأعلى جميعاً - مع مثل هذا المال اعتقد اني استحق إجازة. ودعك غويدو ذراعيه المتألمتين:"انا من يستحقها" - ربما حان الوقت لتعود إلى تجارة التذكارات - كان غويدو قد اسس لنفسه عملاً خاصاًبه يقدم الخدمات إلى السواح وكان يملل مصنعين على جزيرة "مورانو"احدهما يصنع الزجاج والآخر الحلي الصغيرة والتذكارات. وقال دون حماس: "اعتقد هذا ،لكن المسألة انني .. فيدي، هل وجدت نفسك يوماً تفعل شيئاً لم تكن تقصد ابداً فعله .. كلمة .. خيار تتخذه في جزء من الثانية؟ وفجأة تتغير حياتك كلها؟" - بالتأكيد .. حين التقيت جيني . - ولم تعرف كيف سينتهي الأمر . لكنك تعرف انك يجب ان تتابع لتنكشف؟ هز فيدي رأسه: "هكذا هو الأمر بالضبط". - إذن ماذا افعل؟ - ياصديقي .. لقد تفوهت بالرد . انا لا اعرف ماذا حدث لكنني اعرف ان الوقت قد فات لتراجع. يتـــبع |
القرار الهام يلزمه تفكير طويل مترو وجاد لذا حين فتحت دولسي الخزانة الملكية لتختار شيئاً مناسباً للأمسية القادمة، فتشت في الفساتين المتعددة بعناية كبيرة وتمتمت: "كيف اشتريت كل هذا؟"
منتديات ليلاس كانت قد ذهبت إلى محلات "فيلدهام" كما قيل لها ووجدت الموظفين مستعدين لتلبية مطالب روسكو ولأن مطالب روسكو كانت ستجعلها تبدو كزينة شجرة الميلاد، تخطتها واصرت على اناقتها الخاصة وبعد تجربة اربع قطع من الثياب توقفت لكن الموظفة الرفيعة المقام التي عينت لمساعدتها ابدت ارتياعها وتمتمت: - لقد قال السيد هاريسون إن الفاتورة يجب ان لاتقل عن عشرين الف - عشروف الف ...؟ فليرتدها هو إذن - سيكون مستاءاً جداً إذا لم تلبي مايتوقعه .. وقد يكلفني هذا عملي. هكذا اصبح من الواجب صرف المال وحين غادرت دولسي المخزن الفخم كانت تملك خمسة من فساتين كوكتيل ثوبين رائعين للسهرة ثلاثة بنطلونات جينز من تصميم فاخر وعدداً لايحصى من الكنزات وجبل من الملابس الداخلية الحريرية والساتان .. مع مجموعة من الفساتين الصيفية وبعض ادوات الزينة الفاخرة والعطور إضافة إلى عدد من الحقائب. وتطلعت إلى مغانمها معلقة في خزائن الفندق الفخمة المبردة، بمزاج ساخر كئيب لماذا قبلت هذه المهمة في هذا المكان حيث كل منظر وكل صوت سيؤلمها .. هل هي مجنونة؟ ثم رفعت ذقنها ،فهذه فرصة لتجعل رجلاً يدفع ثمن جرائمه ضد النساء ولايجب ان تنسى هذا. واخذت وقتاً طويلاً لتختار، حتى انها كانت قد تأخرت حين اسرعت تنزل السلم وهي ترتدي فستاناً من الحرير الأزرق وحذاءً فضياً، منخفضين الكعبين وكان هذا اقرب شيء "للمعقول". كان " انطونيو" مطعماً صغيراً تظلله تعريشة متدلية الأوراق .وبدا المكان ساحراً.. لكن ينقصه شيء.. هو! لابأس، قد يكون في الداخل ودخلت تنظر بعفوية لكنها لم تجد له اثراً. لقد خدعها! وهذا هو الشيء الذي لم تفكر به. كوني واقعية .. ربما تأخر الوقت بضع دقائق .. مثلما تأخرت انت. وردت على نفسها بارتباك ،هذا امرمختلف من المفترض انه يحاول إغوائها ولايمكن ان يزعج نفسه ليفعل هذا بطريقة مناسبة. شدت على فكها وخرجت لتصطدم برجل يندفع عبر الباب من الجهة الأخرى انفجر غويدو بارتياح حار: "ياإلهي .. ظننت انك خدعتني ". - انا..؟ - ظننت انك غيرت رأيك .. وكنت افتش عنك. احتجت : " لم اتأخر اكثر من عشر دقائق" - عشر دقائق؟ شعرت انها عشر ساعات لقد ادركت فجأة انني لا اعرف اسمك وربما اختفيت لكنني وجدتك الآن. - وامسك بيدها: "تعالي معي" كان يسير مبتعداً وهو يجرها من وراءه، قبل ان تتمكن من ان تقف وتفكر انه مرة اخرى قلب ادوارهما فهو الآن من يعطي الاوامر لكنها لحقت به متشوقة ان ترى إلى اين يقودها وراضية بشكل غريب برفقته . كان قد غير ثياب العمل وارتدى بنطلون جينز وقميصاً ابيض احاطه بجوّ من الاناقة وابرز اسمرار بشرته قالت: " كان يمكن ان تجدني بسهولة .. فأنت تعرف فندقي" - مؤكد .. ادخل إلى فيتوريو واقول إن السيدة التي تنزل في افخم جناح لديهم لم تأتِ إلى الموعد فهل يتفضلون بإخباري عن اسمها ؟ ثم اعتقد انني يجب ان اهرب قبل ان يرموني إلى الخارج فهم معتادون على التعامل مع المحتالين. يتـــبع |
- سألت باهتمام: " وهل انت محتال؟"
- سيعتقدون هذا بكل تأكيد إذا قلت لهم تلك القصة، والآن إلى اين نذهب؟ - انت من يعرف البندقية. - ومن اعماق معرفتي الخبيرة اقول اننا يجب ان نبدأ بتناول المثلجات ردت على الفور: "اجل.. ارجوك". فتناول المثلجات يجعل منها طفلة من جديد وابتسم لها باتسامة صبيانية. - تعالي. وقادها عبر الأزقة الضيقة حيث تكاد الأبنية القديمة تتلامس فوق الرؤوس والمراكب تمر تحت الجسور. قالت بذهول: "كل شيء هادىء" - هذا لعدم وجود السيارات - طبعاً. منتديات ليلاس ونظرت حولها: "لامكان للسيارات لتسير" قالت برضى عميق: "هذا صحيح تصل السيارات إلى المدخل الرئيسي ثم ينزل الركاب ليسيروا وإذا لم يرغبوا في السير يركبون قارباً، لكنهم لايدخلون سياراتهم المتسخة إلى مدينتي" - مدينتك ؟ انت تقول هذا باستمرار. - كل بندقي اصيل يتكلم عن البندقية على انها مدينته ويدعي انه يمتلكها، ليخفي واقع انها تمتلكه ،إنها ام متملكة لاتتركه ابداً واينما ذهب في العالم فهذا المكان المكتمل يذهب معه ويتمسك به، ويعيدة. اخذها إلى مقهى صغير قرب القناة واستدعى النادل، وتحدث معه بلغة لم تتبينها دولسي وقام بإيماءات كثيرة وهو ينظر لها بخبث سألت بعد ان اصبحا وحدهما :"هل كنت تتكلم الإيطالية؟" - لهجة البندقية المحلية . - بدت لغة تختلف عن الإيطالية - نحن نتكلم الإيطالية والإنكليزية لأجل السواح لكن بين انفسنا نتكلم لهجتنا لأننا بندقيون. قالت مفكرة:"كأنكم من بلد آخر" - بالطبع .. فقد كانت البندقية يوماً جمهورية مستقلة وليس مجرد مقاطعة من ايطاليا وهذا هو فخرنا ان نكون بندقيين اولاً وقبل اي ولاء آخر. وبدأت تراقبه، متلهفة لسماع المزيد . لكن ،ظهر النادل فجأة ،فصمت ووعدت نفسها ان تعيده إلى هذا الموضوع فيما بعد. وضع النادل على الطاولة طبقين من المثلجات بالفانيليا والشوكولا. قال:" طلبت الشوكولا لأنها المفضلة عندي". - ولنفترض انها ليست المفضلة عندي؟ - لاتقلقي.. سأنهيها عنك ضحكت ضحكة مخنوقة ثم كبتتها متذكرة الدور المتباعد الذي من المفروض ان تلعبه لكنها ،اخطأت بلقائها عينيه ،اللتين تحدتاها ألا تضحك ،فاستسلمت . قال:" والآن اخبريني ،اسمك". - دولسي. - دولسي فقط. - اللايدي دولسي مادوكس. رفع حاجبيه :" ارستقراطية؟" - ارستقراطية غير عظيمة الشأن. - لكن لديك لقب؟ يتــبع |
- اللقب لوالدي ،انه كونت.
واستولت على وجهه نظرة غريبة وردد ببطء: "كونت؟ انت ابنة كونت؟" - وهل يهم هذا؟ وكان له ا انطباع انه استجمع نفسه وقال: "بالطبع انت لم ترغبي في قول هذا لي وانا افهم". سألت: "وماذا تفهم؟" هز كتفيه. - دولسي تستطيع ان تفعل ماتريد ،لكن اللايدي دولسي لاتستطيع ترك سائق غندول يعتقد انه اوقعها. - واحست بالأرتباك لانها لاتستطيع الاعتراف انها جاءت إلى هنا لإيقاعه واكملت: "لايهمني كيف تعرفنا ببعضنا فأنا مسرورة فقط لأننا التقينا". - وهكذا انا .. لأن .. لأن لدي اشياء كثيرة اريد قولها لك لكنني لن استطيع قولها الآن فالوقت مبكر كثيراً. - وهل مبكر ان تعرف انك تريد قولها؟ - هز رأسه وقال بهدوء : "اوه.. لا .. ليس الوقت مبكراً لهذا. يتـــبع |
يا سلام ياريحانة الله يعطيك العافية مرررررررررررررررررررة حلوووووووة وسلمت ايديك بس ارجوك لا تطولي علينا باين انها خطيرة مو حلوة بس
|
الساعة الآن 01:36 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية