منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   533 - تائهة وسط العاصفة - Celia Young - من دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t136062.html)

Rehana 13-02-10 03:02 PM



كانت غريزتها تقول لها : إنها على قدم المساواة مع الرجال فى مهنتها .وإنها لا تسمح أبداً بأن يخيفها أحد . ولكن تروى لا يريد أيضاً أن يظهر لها أنه فى حاجة إليها وهو يدعها تقوم بأعمال المنزل .
ناولته ساندويشاً وقابل ذلك بهمهمة شكر قبل أن يضيف :
- هل هذه المريلة موضة حديثة ؟ إننى أفضلك وأنت ترتدين روب المنزل .
تجاهلت ناتالى رد فعلها وأحست رغم عن كل شئ بأنه نبضاً يتسارع . لقد اعتبرت مجاملة من تروى جوردان ان يعجب بها فى هذا الزى . لا شك أنه لمح نظرة إعجابها عندما ظهر وصدره عار . ولحسن الحظ أنه يتغيب عن البيت عدة ساعات يومياً وإلا أصبحا كلاهما مجنوناً .
اعلن دون مقدمات:
- إن لى أخاً فى أتلانتا إنه رجل أعمال وهو يحصل على مال لا بأس به من شركته الاستثمارية ويعرف كل الشركات المماثلة . وقد طلق من زوجته ويمكننى أن أعطيك رقم تليفونه .
ردت عليه وهى متضايقة :
- إننى أستطيع الحصول على عملائى بسهولة بمفردى وشكراً لك .
- آسف . لقد ظننت فقط أنكما معا تكونان ثنائياً ممتازاً .
كانت ناتالى دون شك فى غير حاجة إلى مثل تلك الأعمال وقد سبق لها أن عرفت واحداً كان يرسل لها سائقه ليحضرها . ولكن فى المرة التالية أعادت سائق المذكور ومعه ورقة تشرح بوضوح لسيده . ولكن لسوء الحظ لم تقابل فى المرة الأخيرة سوى هذا النوع من الرجال .
أدركت أن تروى انتهى من احتساء قدحه . تقدمت الشابة ناحيته وهى ترتجف لتصب له قدحاً ثانياً . ولكنها وهى تميل احتكت بركبته فانسكب السائل الساخن على يدها ، سألها :
- هل ... هل احترقت ؟
- قالت وهى تمسح يدها فى مريلتها :
- لا بأس
- دعينى أرى . إن لدى كريم سيفيدك .إن له رائحة كريهة ولكنه مفيد.
قالت فى إصرار وهى تنزع يدها وتذهب إلى المطبخ حيث وضعت إبريق القهوة على المائدة :
- لا ... لا داعى حقاً لذلك .
وصل تروى خلفها ليضع يديه على كتفيها :
- إنك ترتجفين جداً .
أحست بأنها قد تتعرض لنكسة ، قال :
- لا بد أن أستدعى الطبيب .. بل كان من الواجب أن أفعل ذلك فور عثورى عليك وسط الجليد ولكن مع العاصفة الثلجية كان من المستحيل أن تصلى حية إلى المستشفى
- ولماذا تريد استدعاء الطبيب بدعوى أننى سكبت القهوة على يدى ؟
كانت تنظر إليه وهى مذهولة ،قال لها رداً على كلامها :
-كفى عملاً اليوم يا جميلتى .إننى أريد أن أراك ممددة فى تعقل فوق هذه الأريكة أمام النيران .
كز تروى على أسنانه . إنه يقاوم نفسه ويخشى أن يستسلم . أخذ يتأملها بجدية شديدة . كانت أنفاسه متقطعة وجسده تسودى الحمى .
قال بصوت ثقيل وهو يحاول الابتعاد أقصى ما يمكنه عنها :
- نحن نحلم يا ناتالى أما أن نتوقف الآن أو يحدث ما لا تحمد عقباه .

********************

يتـــــــــبع...

Rehana 13-02-10 03:09 PM


سألته :
- إذن ... ماذا هناك ؟
تساءل تروى هل ينساها بعد مغامرة عابرة تعود هى بعدها إلى أتلانتا ؟ هل ستستعيد إيرما مكانتها معه بعد رحيل ناتالى ؟
قال لها وكأنه يقرأ أفكارها :
- لا أستطيع أن أعدك بشئ يا ناتالى . وكذلك أنت أيضاً لا تستطعين أن تعطينى وعوداً . إن حياتينا مختلفتان تماماً .
كان تروى على حق . لو تركته يحبها فإنها تعرف أنها لن تكتفى بنزوات عاطفية .

إنها تحتاج إلى ارتباط أخلاقى ونظراً للظروف فإن ذلك أمر مستحيل التحقيق لا محالة قالت فى حزن وهى تشيح بوجهها عنه :
- أعتقد أن علينا أن نتوقف عند هذا الحد .
كان ابتعاده عنها يتطلب جهداً جباراً . أحس بإغراء أن يكذب عليها ويقول لها أى شئ وأخيراً قال بصوت متعب ويائس :
- حسنا ... سأذهب لأنزه ديزى . كان يحتاج إلى هبوط درجة الحرارة إلى خمسين تحت الصفر حتى تبرد عاطفته المتأججة .
هزها وهو يقول لها بصوت رقيق :
- استيقظى يا ناتالى
وسط الغشاوة التى أحاطت بها بسبب النعاس أحست الشابة بلهجة قلقة فى صوت تروى . فتحت بصعوبة جفنيها . ما الذى يفعله فى حجرتها ؟
سألته وهى تتساءل لماذا تحس ببرودة فى قدميها :
- ماذا هناك ؟
رد بسرعة وحدة :
- يجب أن تنهضى فى الحال . إن المدفأة معطلة ولا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن لإصلاحها لقد أشعلت ناراً فى المدفأة فى الصالون . لا بد أن ننام هناك .
تلعثمت وهى لا تزال مضطربة من الحلم الذى حلمته عن بوبى :
- ما الذى حدث ؟
قال تروى فى نفاذ صبر وقد ارتدى بيجامة كاملة :
- لست أدرى . لا بد من إحضار شخص ما ، إننى لا أستطيع أن ألمس هذه الآلة اللعينة . إنها تعمل بالجاز .... وإذا ارتكبت حماقة معها فإن البيت سينفجر . تعالى قبل أن تتجمدى هنا .
قفزت ناتالى من السرير . همهمت :
- يبدو أننى لا أجد هذه الأيام ما هو أفضل من الحصول على مكان دافئ . أعتقد أننى بعد هذه التجربة المخيفة مع البرد سأفتتح مكتب محاماة فى بنما الاستوائية .
فكرت فى أن هذه الفكرة لن تجعل والدها يشكو . دائماً بوبى هو الذى سيجأر بالشكوى الذى طلب أن ينضم إلى مجموعتها القانونية . وإنما هى التى توسلت إليه أن يمنحها العمل. وكونها صنعت لنفسها اسماً فى هذا المجال بمفردها لا معنى له فى عينيه.
ولكن لماذا تآسى على سوء حظها ومآسيها الآن ؟ وليس البرد ولا التعب هما اللذان يعطيانها الحق فى أن تنوح وتولول .
تبعت تروى حتى الصالون . ورأت أنه وضع ما يشبه السرير أمام النيران المتأججة وعليه أغطية وبطانيات . قال لها بلهجة آمرة :
- انزلقى داخلها إنها مريحة جداً . لقد استخدمت أكياس نوم تصلح كمراتب .

********************

يتــــبع...

Rehana 13-02-10 03:14 PM


صاحت وهى توشك أن تتهمه بأنه تعمد إفساد الغلاية البخارية
- هل سننام معاً ؟
- إذا أردت أن تحسى بالدفء فهذا بالضبط ما سنفعله . لقد هبطت الحرارة عشرة درجات أخرى و.... كفى عن النظر إلى بهذه الطريقة . هل يمكن هذا ؟ وفى هذه اللحظة فإن أشجار الخوخ الخاصة بى هى التى تقلقنى بدرجة شيطانية وليست لدى أى رغبة مثلك فى الضحك .
كان النعاس يسيطر على ناتالى لدرجة تجعلها لا تجد أى رغبة فى الجدال . انسلت بجواره تحت الأغطية فقال لها :
- والآن أغمضى عينيك واستغرقى فى النوم .
وكيف يواتيها النوم وتروى الذى يراود أحلامها ينام بجوارها .
زفر الرجل زفرة رضا ونسى محصول الخوخ للحظات . بعد لحظة قال لها بغضب :
- كفى عن التقلب وكأن الفراش مملوء بالنمل
- إننى أحاول أن أتاقلم على هذا الوضع الجديد ثم هل تعتقد أننى أقعل ذلك عمداً ؟
- إسمعينى أننى أعرف طريقة تضع حدا لتوترك
- آه ها ... ؟
قال بكلمات واضحة وابتسامة شيطانية :
- نعم الآن وأمام النيران المستعرة يمكنك أن تنامى ملء جفونك وإلا فلتعودى إلى حجرتك . إن لك طريقة فريدة فى تقديم الأمور . أعنى .... إن كلامك يخالف ما فى ذهنك .
- سميه كما تشاءين ولكننا نصل إلى نفس النتيجة سواء بالطريقة الملتوية أم المباشرة . أليس كذلك ؟ ولكن ما الذى ستفقدينه لو نمت دون معارضة ما دمت مجبرة على هذه الطريقة فى النوم ؟
- سأفقد احترامى لنفسى ... إننى لا أجد رغبة فى أن أكون قريبة من رجل لا يتصرف إلا كرجل الغابة .
استدارت ناتالى فجأة وسحبت الغطاء عليها فقال لها :
- سامحينى لأننى من البشر يا أميرة الثلج .
أدار لها تروى ظهره بدوره وهو يسحب بعنف طرف البطانية ثم ظل فترة طويلة دون أن يقول شيئاً وأخيراً قال :
- هناك أمر آخر يخصك !
- ما دام لا يخصك فلا شأن لك به .
- هل يضايقك لو أخبرتنى من هو بوبى ؟
ظلت ناتالى فترة طويلة مذهولة وعاجزة عن النطق . سألته بلهجة مثلجة مثل حرارة الجو فى خارج المنزل :
- وكيف عرفت عنه ؟
- أنت لم تكفى عن مناداته طوال الليلة التى عثرت فيها عليك . وقد استنتجت من ذلك أنه عشيقك . وفكرت أيضاً أنه آخر الحمقى الذين تركوك ترحلين وسط العاصفة الثلجية .
عندما لم ترد ناتالى بشئ استمر قائلاً :
- بقدر ما أعرف أنت لم تحاولى الاتصال به وهو طبعاً لم يتصل بك هنا . لقد بدأت اتساءل إن كنت تواعدين رجلاً متزوجاً.

*********************

يتــــــبع...

Rehana 13-02-10 03:18 PM



قالت بحدة بصوت حاولت أن تجعله ثابتاً :
- إن بوبى هو أخى التوءم . وقد توفى فى حادث سيارة عندما كنا فى السابعة عشر من عمرنا إننى مستمرة فى أن أحلم به عندما أكون مرهقة أو أحس بأننى لست على ما يرام . فلا غرابة إذن أننى ناديته أثناء هذيانى والآن لو تكرمت ولا يضايقك أن أرغب فى النعاس .
كره تروى نفسه لأفكاره السيئة عن بوبى وعنها . أراد أن يعتذر لها ولكنه لم يعثر على الكلمات المناسبة .
إنه يعرف آلام فقد عزيز . لقد مات والده وهو يحارب فى فيتنام ولم يستطع الحصول على تصريح لحضور مراسم دفنه . وفقده لـ مى لين والطفل كان شيئاً آخر أيضا .
لقد بكى دموعاً ساخنة وتذكر مرة ثانية نظراتها إليه وهو فى المركب التى وصلت به . لقد كان لطفله شعر أسود مثل شعر أمه وأحس برائحة الصابون الذى غسلته أمه به وهو يقبله قبلة الوداع .
لقد قال لها وقتها بعدها والدموع تملأ عينى زوجته :
- أنا سأسارع بعمل إجراءات ترحيلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأسرع وقت ممكن .
ثم همس فى أذنها بصوت منخفض :
- حاولى أن تخفى النقود . وحاولى أن تكفيك أطول وقت ممكن لطعامك وطعام الطفل . وسأرسل لك نقوداً فور استطاعتى .
بعد فترة من الوقت علم أن قرية مى لين قد دمرت أثناء سقوط سايجون . هى وابنه عثرعليهما من بين القتلى وقد انهار عالم تروى تماماً من حوله . وغرق هو فى أحزانه منذ زمن طويل لدرجة أنه نسى أن الآخرين يمكن أن يتعذبوا مثله .
لقد ساعدته إيرما قدر المستطاع ولكن كليهما كان يعلم أن العلاقة بينهما لن تؤدى إلى ارتباط دائم .
تساءل تروى وهو يسمعها تئن بجواره . من يا ترى استطاع مداواة جراحها . جراح ناتالى ؟ ولكنه أحس بالفزع لاهتمامه بماضيها . لقد تعلم تروى من نفسه أن الحب هو مواجهة الأخطار وهو على استعداد للمخاطرة بأى شئ عدا قلبه .منتديات ليلاس

***************************

يتــــــــبع...

بنيتي بنيه 13-02-10 06:59 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .بليز كمليه الروايه حلوه مره جزاك الله الف خير


الساعة الآن 05:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية