- شكرا لك ياآنسة دل كويروس. قالت فانيسا ذلك باسمة رغم شعورها بالانقباض، طبيعتها الاستقلالية تكره الاعتماد على الغير مهما كانوا لطفاء. - بالطبع، هذه الاشياء مؤقتة، الكومبادر سيرتب الأمر فتشترين كل ماتحتاجين اليه... توقفت باربرا عن الكلام عندما رأت اللون الأحمر يندفع الى وجنتي فانيسا، ثم أكملت: - سيصر على ذلك، غريب ان لا تحبي هذا الرجل، نساء كثيرات يتبعنه كاظله، ألا تجدينه مثيراً للاهتمام؟ - فقط أفضل ..أفضل ان أحافظ على استقلاليتي. - لا ينسجم ذلك مع وجودك في ضيافة الكومبادر، دعيني أخبرك هذا، أنه رجل اسباني حقيقي، وكمعظم رجالنا، يظن ان المرأة مخلوق هش وحساس، كالزهرة تماماً، نساؤنا يعرفن ان ذلك غير صحيح ، لكنهن يظهرن عكس ذلك للحفاظ على اهتمام الرجل ورعايته، هل كان لك خطيب في أورداز؟ - كنت مكتفية بصحبة عمي. - لكن سيأتي اليوم الذي تريدين فيه الزواج، طبعاً؟ أنا أريد ذلك واريد ان انجب اطفالاً ايضاً. ابتسمت لها فانيسا واخذت ترتب الثياب التي احضرتها باربرا وتضعها في الخزانة، بساطة وصراحة هولاء الناس تفاجئها، فقد احمر وجهها مرة ثانية عندما قالت باربرا انها جميلة جداً بشعرها الأحمر وجلدها ابيض كالزبدة، لكنها استطاعت ان تقول: - كنت محقة لو كنت تتحدثين عن السيدة مونتيز، أما أنا! - هة، كل ذلك طلاء، كم اتمنى لو ارى وجهها وهي خارجة من الحمام مباشرة، فانيسا، هل تجدينني جميلة؟ - طبعاً، أليس لديك مرآة في غرفتك لتري ذلك؟ قالت فانيسا مبتسمة ثم اضافت: - ربما كان هذا هو السبب الذي يريدك الدون من اجله ان تحومي في الجزيرة على فرسك، مثل صبي تماماً. - لم أكن اجرؤ على فعل ذلك من قبل ، لكن مرافقتي تركت العمل معنا وانا الآن حرة في تجوالي، الدون طبعاً يريدني ان اتصرف كسيدة، وانا اكيدة انه سيجد لي مرافقة أخرى عن قريب. انه حقاً رجل ذو سطوة، هذا الدون رفاييل، رجل يأخذ مسؤولياته بجدية جديرة بالاخترام، و أخذت فانيسا تتخيل السيدة مونتيز معه، يظهر ان باربرا لا تحب تلك المرأة، لكنها صغيرة ولا تعرف ماتمثله امرأة مثلها بالنسبة الى رجل مثل الدون. لاحظت باربرا شرود فانيسا؟ فقالت قمر الليل: -ذكريات أورداز تلاحقك، سأتركك تستريحين قليلاً والا غضب مني الكومبادر، أراك فيما بعد. ثم خرجت و أغلقت الباب خلفها، ارتمت فانيسا على السرير واغرقت رأسها في وسائد الحرير الناعمة. عادت الذكريات تعصر قلبها، عمها، بيتها، اورداز و الحالة التي آلت اليها حياتها، أتعبتها فوضى افكارها و استغرقت في نوم عميق. استفاقت بعد بضع ساعات على صوت الباب يفتح ورأت كونسيبسون تدخل حاملة صينية ملأى بالطعام و القهوة، جلست فانيسا في السرير لتجد نفسها محاطة بالناموسية. - هل نمت جيداً ياآنسة كارول؟ - نعم، شكراً لأنك أسدلت الناموسية اثناء نومي.نسيت ان افعل ذلك. * * * * * يتبعـ... |
وضعت كونسيبسيون الصينية على الطاولة ونظرت الى فانيسا بوحشة ثم قالت: - لم أدخل غرفتك منذ أن تركتك في الصباح ياآنسة، ربما كانت الآنسة كويروس هي التي فعلت ذلك. ثم استدارت وخرجت مسرعة خوفاً من ان تزعج ضيفة الكومبادر، يهتمون بضيوفهم كثيراً في هذا المكان، ورغم ذلك لم تكن فانيسا مرتاحة، لم تكن معتادة على الانصياع لرغبة أحد، في بيتها الجميل كانت سيدة نفسها، وعمها كان سهل الانقياد. سكبت فنجاناً من القهوة و أخذت ترشفه ييطء، لم تكن تشعر بالجوع، وضعت الطعام جانباً واستغرقت في افكارها، لم تسمع الطرقة الخفيفة على الباب ولم تشعر بأحدهم يفتح ويدخل، أحست بالرجفة عندما سمعت صوتاً عميقاً خافتاً يقول: - اخبرتني كونسيبسيون انك نمت جيداً و طويلاً ياآنسة كارول. كان الدون يقف قرب الباب واضعاً يديه في جيوب عباءة. - نعم شكراً. اجابته بتهذيب فتاة المدرسة المرتبكة، اقترب الدون من السرير و ألقى نظرة سريعة على الطعام الذي لم تمسه، قالت فانيسا معتذرة: - لم..لم استطع ان آكل. أجابها الدون بمرح: - لابأس، هل تعجبك الغرفة ياآنسة كارول؟ - إنها جميلة جداً. وحاولت لملمة أطراف عباءتها فوق صدرها بحياء بعثه فيها منظر الرجل بقامته الديدة، الرجل الذي لا تظن انه يراها كامرأة بل كفتاة صغيرة. لاحظ الدون احمرار وجه فانيسا و تجاهله قائلاً: - كانت هذه غرفة والدتي، انها من أجمل غرف القلعة، ربما كنت تفضلين غرفة عصرية أكثر. - لا أبداً، أنها منسجمة مع جو القلعة. اجابته مبتسمة فقد رق وجهه عند ذكر والدته. قال بمرح و عيناه على فانيسا طيلة الوقت: - لكن السرير ضخم و يخيف قليلاً، هل سمعت قصة الأميرة و حبة الحمص تحت السبع فرشات؟ اذكر اني قرأتها عندما كنت صغيراً واذكر الصورة المرفقة ايضاً، تشبه الطريقة التي تجلسين فيها على حافة السرير. ضحك الدون و ابتسمت فانيسا التي فهمت قصده، يحاول يقول لها ان لا تشد أعصابها في حضوره بهذا الشكل وأن ترتاح. - لا أدري لماذا تنقبضين هكذا و تشعرين بالحرج في حضوري! ربما تفكرين انه لو كان كونروى هو الذي أنقذك من اوردز، لأنقضى الأمر بسهولة، كلمة شكر و ينتهي كل شيء، لا ياعزيزتي الشهامة و الفروسية صفتان نادرتان هذه الأيام. دائماً يعود الى ذكر كونروي، هذا الاسباني المتعجرف هل يظن ان بامكانه التحكم في حياتها؟ لمعت عيناها الخضروان بغضب و اندفعت تقول: - كيف تريدني أن أدفع ثمن انقاذك حياتي يادون رفاييل؟ بالطريقة التي تظن ان الرجل الانكليزي يتوقعها؟ * * * * * يتبعـ... |
ساد صمت ثقيل في الغرفة الجميلة: وفجأة انحنى دون رفاييل فوق فانيسا مركزاً نظره على عينيها مسمراً اياها كفراشة..ارتجفت الفتاة في داخلها مخافة ان يعرف هذا الرجل مدى الخوف الذي يملأ قلبها. اخيراً كسر الدون هذا الصمت الثقيل قائلاً: - أنت تخدعين نفسك ياآنسة كارول، ماقد يعجب شبلاً صغيراً مثل كونروي قد لا يعجب رجلاً مثلي صقلته التجارب، بالنسبة الي، أنت مازلت عوداً أخضر و طرياً ياآنسة. ثم توقف وعاد الى برودته السابقة مكملاً كلامه: - ما أطلبه منك لقاء انقاذ حياتك، هو ان تبقي في القلعة الى ان يصبح باستطاعتك العودة الى انكلترا، أصرعلى ذلك كصديق لعمك الطيب رحمه الله من أجله فقط أبقيك هنا ، أفهمت؟ ملأ فانيسا شعور بالندم للكلام الذي وجهته اليه ، وتمنت لو يتركها وحدها ، سألها ان كانت باربرا أحضرت لها بعض الثياب لتستعملها الى ان تشعر بالقوة الكافية على شراء الثياب بنفسها، فأجابته بصعوبة قائلة: - لا أريد أن استغل كرمك يادون رفاييل، ولا أظنني باقية هنا لمدة طويلة كي.. - مهما يكن فأنت بحاجة لثياب خاصة بك، والآن وقد ارتحت قليلاً، أرجو ان تنزلي الى الحديقة لترافقي باربرا، الوحدة لا تلائمك في حالتك الراهنة، افعلي كما اقول ياآنسة. وأقفل الموضوع تاركاً الغرفة. ارتجفت فانيسا و كأنها في مهب ريح باردة، ماهذا! أوامر؟ عليها ان تتصل بجاك كونروي بأية طريقة ليمدها ببعض المال فتنتقل الى فندق، تفضل ان تستدين منه على أن تشعر بأنها أميرة القلعة الذهبية..منتديات ليلاس * * * * * يتبعـ... |
تسلم ايدك يالغلا
|
الله يسلمك..وردة
|
الساعة الآن 01:05 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية