منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتملة (بدون ردود) (https://www.liilas.com/vb3/f571/)
-   -   قيود من نار (https://www.liilas.com/vb3/t111842.html)

بوسي 26-08-08 03:21 AM

بسم الله الرحمن الرحيم









الفصل الثامن عشر






وقف خالد ....بذلك الطريق المظلم...بجوار عربته ينتظر ظهور
ياسمين المرتقب....وتنهد بيأس ...بعدما فشلت كل خططه اليوم
لرؤيتها والحديث معها.....
لقد ظل يتابعها منذ الصباح المبكر.....منذ خروجها من مكتب أكرم
وذهابها معه الي البنك...وحتي خروجها المتأخرمنه ....بعد ما قضت عده ساعات بداخله.....
تأفف بضيق وهو يتذكر كل محاولاته الفاشله للفت أنتباهها....الا انه لم ينجح للأسف....
وها هو الأن قد سبقها علي طريق المزرعه الخالي....فربما أستطاع أخيرا التعبير لها عن مشاعره....
مشاعره .....هل جن....كيف يقول لأمرأه متزوجه وتحب زوجها
أنه يعشقها ويرغب بودها.....وكيف ستوافق هي علي كلماته
وهو يعرفها جيدا ويعرف أخلاقها.....
أمسك رأسه بألم...... فهو لم يتناول أي منبهات او خمور كي يحافظ علي نشاطه كاملا
شعر بضيق وأختناق ..وهو يتمتم
ما هذه المشاعر الغامضه التي تجتاحه؟؟؟؟؟.....وما سر ذلك الحنين والشوق المجنون؟؟؟؟.....لها
لياسمين الرقيقه الجميله الفاتنه.....ياسمين التي غلبت برقتها
جمال كل النساء.....وأولهم عبير ....
وأرتسمت أبتسامه خبيثه علي شفتيه وهو ...
يتسأل بلهفه.....يا تري ما الذي حدث ذلك اليوم بين عبير وزوجها
لا يهم .....لم يعد أي شيئ يهم ....صحيح أنه لم يبلغ هدفه ويحقق أنتقامه......
ولكن يكفيه .....بأنه أوقع بين عبير وزوجها.....وتمني أن يري
وجه عمر حين يبلغه وليد....بما حدث ...وكيف كانت عبير بين يديه كما العجينه اللينه....يشكلها كما يشاء
ضحك بشماته وهو يتخيل عمر ....وهو يري أخته الحبيبه تطلق
يوم زواجها....
صحيح أنها مفاجأه.....مفاجأه ستطيح بكل سعادتهم وفرحهم
وخاصا عمر
تنهد بملل ....لقد تأخرت.....أين هي ؟؟؟؟
وسرح بخياله بعيدا متمنيا ظهورها أمامه
وتسأل بلهفه
ياتري ....ما سيكون رد فعلها ...حين يخبرها عن حبه
وعشقه لها!!!!!
وهل ستستجيب له أخيرا
يا تري؟؟؟؟؟




**********************



كان عمر يجوس بالمنزل كالأسد المحبوس بالقفص.....يرفع عينيه الي الساعه المعلقه علي الحائط ...كل دقيقه وهو يتفقد الوقت ...الذي يمر ببطء شديد.....
عليه ...وقلبه يغلي خوفا وقلقا علي ياسمين....التي تأخرت
ولا يدري ما سيكون رد فعله.... اذا رأها أمامه الأن ....؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يحضنها بلهفه كي يطمئن علي سلامتها...ويرتاح باله
أم يضربها بعنف وقسوه....كي تشعر بالنار التي تستعر بداخله
اه لو يدري فقط أين ذهبت ....وكيف خرجت هكذا وحدها وبدون أستأذانه......
ليس معني أن علاقتهم متوتره مؤخرا.....وانهم لايكادوا يتحدثون سويا سوي بكلمات قليله متفرقه.....أن تخرج هكذا ....وحدها...
وكأنه لا يوجد أي ظابط ولا رقيب علي تصرفاتها.....
يجب أن توضع حدود....وقيود....ولابد من أحترامها....
جلست أمه ترقبه .....وهو يتأفف بضيق ......بينما يقف عند الشباك حينا يرقب الطريق....وينظر للباب حينا أخر....ويتوقع أن ينفتح باي وقت......
وبعد مضي وقت طويل .....دخلت هي الي البيت.....
دخلت ياسمين .....وهي بحاله غريبه...لم تكن ابدا مثل الهيئه التي خرجت بها.....
كانت ملابسها مهترئه متربه....وطرحتها مرخيه وينفلت من أسفلها شعرها الاحمر الناري الطويل .... بخصلات مبعثره ...هاربه.....
لفتت الأنتبه بكل قوه....الي جمالها الرائع ...برغم حالتها المزريه
بينما تمسكت يداها بيد حقيبتها المقطوع بكل قوه ....وكأنما تمسكها هذا ....سيعيد لها ....الحقيبه ...التي أحتوت ....علي أغلي شيئ بحياتها......علي ..... كنز....كانت ... تحافظ عليه بروحها....
كنز ..... هو كل ما تبقي لها
من أهلها
قامت ام عمر من مكانها بلهفه ......وجزع....وهي تري حاله ياسمين
المترديه.....
بينما خرجت عبير من غرفتها .....علي صوت عمر الغاضب يدوي
كالقنبله.....وهو يمسك ياسمين من ذراعيها ويهزها بغضب
:- أين كنتي حتي الأن.......تكلمي....وكيف تخرجين هكذا وحدك
بدون أستأذاني ....وبدون أخباري ألي أين؟؟؟؟
كانت رأسها يدور ولا تشعر بما حولها.....وصوت عمر المرتفع
كان يصل أليها وكأنه .....صدي صوت بضباب غامض ...يغشيها....ويتسلل الي جسدها ....ويجعلها ترتجف ....
أغاظه صمتها أكثر ....مما لو تكلمت ودافعت عن نفسها.....ليجذبها ثانيا من ذراعيها....وشعرها الذي أنسدل بعد ما وقع الحجاب أرضا وسقط عنه..
:- قلت لكي تكلمي......أخبريني اين كنتي ....وما الذي فعل بكي هكذا......أنطقي....
وقفت عبير مرتعبه ترتجف ...وهي تري وجها غريبا لم تره من قبل
من أخيها عمر.....لم تعهده أبدا ...عصبيا متهورا....وبدا
أنه علي وشك أن يقوم بعمل غاضب ....يكرهه....
الضرب ....لا ....لا ....مستحيل أن يضرب عمر ياسمين بعد كل الحب الذي بينهم....هل ممكن أن يتناسي الرجل كل حبه للمرأه...بلحظه واحده.....ويدمر كل ما بينهم ....من عشره وحب....بضربه واحده
لا ,,,,هذا شيئ لا أصدقه....
واذا كان هذا هو رد فعله مع المرأه التي يحبها ويعشقها….ولمجرد
خروجها بدون أذنه…..فماذا سيفعل معها هي ….
أذا أخبره وليد …بما حدث تلك الليله بالحديقه مع خالد…
فليلطف الله بها أذا….
لأنه في هذه الحاله لا محاله قاتلها
تدخلت أم عمر بخوف علي ياسمين ...وهي تدفع ولدها بحده ...كي يبتعد عنها.....
:- أهدأ ...اهدأ يا عمر....الا تري حالتها المزريه.....وأعصابها المتوتره ....فلنطمئن عليها أولا.....ثم بعد ذلك فلتحاسبها كما تشاء
ولكن بغرفتكم ووحدكم.....وبدون أي تدخل مننا....
ونظرت الي ياسمين....الباديه الشحوب ...الخائفه ...من رد فعل عمر....علي تأخيرها
والتي لم تتوقع أبدا أن تصل الأمور الي هذا الحد......
وقالت بهدوء .....لها وهي تجلسها علي أقرب كرسي بجوارها...
:- والأن أخبرينا يا عزيزتي ....ماذا حدث ....وطمئنينا عليك
فنحن نكاد أن نموت من الخوف والقلق .....
وقالت ياسمين ....بصوت خائف منجرح...ونظرات زائغه متألمه....وهي لا تتذكر الكثير مما حدث....
:- أنا .....أنا كنت عائده الي البيت....وأمام بوابه المزرعه وجدته ينتظر....كان يرغب بالحديث معي.....ولكني نهرته....ولا أتذكر تماما
ماذا قلت له.....ولكنه بالنهايه أبتعد....
لا تدري لم وقفت ثانيا..... و مازال رأسها يدور.... ولا تستطع تجميع الكلمات برأسها
و لقطات متناثره من المشهد المأساوي الذي مر بها .... تعاد أمام عينيها وتجعل جسدها يرتجف......
بينما صرخ بها…. عمر ...بحده ..وقد توترت أعصابه...وشعر بالخوف يجتاحه...
:- من هو....من الذي تحدثت معه....أجيبيني …
واين كنتي طوال النهار يا ياسمين ….تكلمي؟؟؟؟
الا أنها لم تستطع التركيز بسؤاله جيدا...فلقد كان رأسها يؤلمها بشده وخاصا بمكان جرح ينبض من الألم .....في جبينها....
ونظرت اليه بغموض كأنها لا تعرف من هو
فلقد كانت كالمبحره في عالم خاص بها فقط....
وأكملت بشرود.....
ياسمين:- عندما دخلت بطريق المزرعه المظلم....شعرت بأقدام غريبه تتبعني .....فأعتقدت أنه هو.....وقد عاود....كي...ينتقم.....
وفجأه...لا أدري ماذا حدث .....فلقد أشتممت رائحه كريهه ....جعلت
رأسي يدور ....ورؤيتي اصبحت غير واضحه...وشعرت بأحدهم يرميني أرضا ...ثم يقوم بمهاجمتي....
وصمتت قليلا وهي تبلع ريقها.....بينما أرتبطت نظراتهم...كلها بعينيها
التي أرختها أرضا....بينما تساقطت دموعها....وهي تقول بأنهيار
:- و قام ب........اه ...أه...أنا لا أذكر ....
لقد حاول أن.......
ورفعت يدين مرتجفتين….لتسند بهما رأسها المتألم….بشده وكأنه يكاد أن ينفجر…..
ونطقت الكلمات الأخيره بتعب....وشبه صراخ.....متحشرج بصدرها
وارتجفت بحده ....وهي تضم رأسها بين ذراعيها بقوه....متألمه
وقد أنار أمام عينيها فجأه مشهد دموي أثار فزعها
وأستوعبت فجأه وهي منهاره....الحقيقه المريره ......التي جعلتها مصدومه
ولا تصدق ما حدث...
:- اه يا الاهي ......لقد مات ....مات
لقد قتل
خالد
قتل
وبكل الألم والحزن
صرخت
ثم
سقطت أرضا فاقدة وعيها



*******************


كانت مروه بقمه سعادتها وهي متناسيه تماما تهديدات أبيها لها,,,
تلف بالغرفه الصغيره ترتبها وهي تتراقص علي نغمات رقيقه حالمه
ودندنت معها بهمس .....وبصوت شجي منتشي....
يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعي يرفعني لأحدي الغيمات
والمطر الأسود بعيني يتساقط زخات زخات
لفت برقه وسعاده.....متناسيه ا لدنيا كلها....لا تذكر فقط ....
سوي حبها ل.....أكرم وسعادتها معه....
.بينما تسحب اكرم من ورائها ....بهدوء وحذر....و أرتسمت ابتسامه خلابه تخطف القلوب علي شفتيه....وهو يراها منسجمه بالرقص علي النغمات
الرقيقه الحالمه.....
وعلي حين غره .....ضمها الي صدره بقوه....وهو ينتوي مفاجأتها...
الا أن المفاجاه كانت من نصيبه هو....وهي تفلت من بين يديه
وتسرع هاربه منه ....وقد تعالت ضحكتها بالغرفه ...بشقاوه محببه
ضحكت بصوت مرتفع .....وهي تقول...
:- مفاجاه اليس كذلك.......لقدأ فلت منك....ولن تستطيع أمساكي
فلقد رأيتك قادما .....بالمرءاه.....
رد بصوت منسجم من كلماتها الشقيه....
:- هل تعتقدين ذلك فعلا......سنري......
وبدا مطاردتها بالبيت....وهو يجري ورائها.....
وبكل قوته .....جذبها ناحيته.....وهي تصرخ.....ضاحكه.....لأنها أفلتت منه ثانيا......
أفلتت .....لا .....لم تفلت ....فلقد تمسك بها هذه المره بأتقان
وتمتم برقه ....وهو يلمها برقه ....ويضمها الي صدره....بلهفه
وحب واضحين....
:- لن تفلتي مني أبدا.....فانت لي.....وستبقين لي ...مهما حدث...
وكانما هو وعد.....وقطعه علي نفسه.....أسعدها وأشجي قلبها
وجعلها تتناسي كل همومها مؤقتا
وغاصت بين ذراعيه أكثر وأكثر.....تتمتع بحضنه وتستمع الي دقات قلبه
وكأنما تريد أن تذوب به.....وتصبح جزء لا يتجزء منه...
وتضيع بمجري دمه....
ورفعها بين يديه بكل رقه.......وعاشا سويا ....أجمل لحظات بعمرهم
ونسيا كل شيئ
عن الدنيا كلها


***************


كان الهاتف يرن ويرن .....بذلك البيت المهجور .....ولا أحد يرد ...ويجيب كي يشفي غليله......
تمتم منصور بغيظ.....
:- أين ذهب ذلك الوغد....كان من المفترض أن يكون الصندوق بحوزتي الان....فماذا حدث؟؟؟؟؟
أغلق الهاتف بحده .....وهو يتوعد ...ويهدد....ذلك الشخص الغبي بالقضاء عليه.....في أول فرصه يراه بها.....
وتنهد بضيق ..وهو لا يدري ماذا جري...فلقد مر اليوم...ولم يتصل به ويطمئنه ...هل نال مراده ...ام لا....؟؟؟؟؟؟
هل حصل علي الصندوق.....والأوراق الموجوده به.....أم أن الأمور مازالت كما هي
وخطر علي باله خاطر أفزعه.....هل فشل ذلك الغر في الحصول علي مراده.....لا ....لا ...مستحيل .....
هل من الممكن أن الأوراق أصبحت بحوزه ياسمين الأن....
ضرب الحائط بقبضه غاضبه......وقال وهو يتألم ....من قسوه أفكاره
لا من الجرح الذي أدمي يده.....
:- اه يا الاهي ....مستحيل.....فأنا أذا هالك لا محاله.....وكل تعب وشقاء السنين ....سيذهب نصفه ....الي عمر.....
وستكون هي الضربه القاضيه


****************************

بوسي 26-08-08 03:25 AM

كان يوما رائعا مشمسا .....استمتعت به ريم أيما أستمتاع....وهما يتجولا ن سويا .....بالقاهره....وكلما وقفت أمام شيئ أو أبدت أعجابها به.....سارع يوسف لشرائه...وأهدائه لها.....حتي أمتلأت الأريكه الخلفيه للعربه بالأكياس والعلب.....من ملابس بيت وعبايات خروج الي الأحذيه ....وأدوات المكياج والعطور.....بكل أنواعها.....


شعرت بأنه يعوضها عن ذلك اليوم الذي خرجا به سويا لأنتقاء


الأثاث ....وتشاجر معها ....حين رغبت بالذهاب لشراء أشياء تخصها وحدها....


ارتسمت علي وجه يوسف أبتسامه ...وهو يلحظ نظراتها المندهشه ...


لمعاملته التي تغيرت.....وقالت ريم بصوت سعيد


:- يكفي …ما أشتريناه حتي الأن……فلقد …أشتريت العديد من الأشياء ولا أحتاج المزيد….


ولكن يوسف لم يهتم وهو يجذبها من يدها….ناحيه قسم الا نجيري


بينما افلتت يدها منه وهي تشهق ….بصوت لفت أنتباه ….باقي المشترين…..


:- يوسف ….ماذا تفعل هل جننت…..كله الا هذا….انا لن أشتري شيئا كهذا معك ابدا….


ووقفت امامه متحديه وهي تضع يديها بوسطها….


ابتسم يوسف علي رد فعلها……فهو لم يكن ينتوي ابدا الوقوف معها


فيكفيه نظرات الخبث المرتسمه بأعين البائعات….وهن يلحظن اعتراض ريم الذي …قام بتسليته…..


وبكل براعه…أخفي أبتسامه كادت ترتسم علي شفتيه…..وقال بجديه


مفتعله……


:- حسنا ….حسنا….سأتركك وحدك…..وأعود اليكي بعد عشر دقائق تماما…..ولكن ….علي شرط وحيد….ولابد منه….


واذا لم تقبليه بقيت معك……


سارعت ريم قبل ان يكمل حديثه….


:- موافقه ….موافقه علي اي شرط…..ولكن ارجوك اخرج من هنا..


رفع يديه باستسلام…..وقال


:- شرطي هو…..أن تشتري الملابس علي ذوقي….وذوقي هو


ومال علي أذنها……وهمس بكلمات….أشعلت النيران بجسدها


وجعلت يداها ترتجفان ….وهي تدفعه بعيدا عنها بعنف….


وقد لامست كلماته شيئ غامض بقلبها……


وجعلته ينبض بقوه…..من المشاعر المشتعله به….


رن هاتف يوسف......المحمول .....فأبتعد قليلا ....وهو يجيبه....بينما أنتهزت هي الفرصه...وأشترت كل ما تبتغي بسرعه البرق….وقبل عودته لأكمال حديثه


وخرجت ورائه …..لتجده واقفا ….يتحدث بحبور مع المتصل


وهو لا يلحظ اعجاب الفتيات ….الواضح به…لأن عينيه كانتا


لا تريان سوي شخص واحد فقط…..


هي


ونظرت ليوسف متأمله أياه….كأنما هي تراه لأول مره….


فهو.شاب وسيم الملامح….ضخم الجثه طويلها…..ذي شعر أسود حريري أكثفه…وشارب منسق بترتيب وأتقان…..فهو رمز الرجوله بالنسبه له….


كيف كانت بهذا الغباء…..ولم تري يوسف الحقيقي من قبل


كيف لم تري نظرات الحب المرتسمه بعينيه…..والمخفيه خلف


جدار هش ….من الصلابه والحزم…..


كيف؟؟؟؟؟؟


وشعرت فجأه بالسعاده تغمرها…ودخلت لأول قسم بجوارها….لعلها تخفي ….تلك الأحاسيس المهلكه….التي بدأت بالظهور بعينيها


وكهديه للفرح والسلام الذي بدأ يسود بينهم……قامت بشراء …طاقم بيجامه فاخره ذات نقوش مميزه ....


أعجبتها جدا ...وانتوت أن تهديها له ....أظهارا ....لسعادتها التي شعرت بها اليوم معه......


أقترب منها وهو مازال يتحدث بالهاتف ....واشار لها كي تتكلم مع المتصل.....


أندهشت ...فمن الذي سيطلب مكالمتها علي هاتف يوسف....


الا أنها سرعان ما أبتسمت .....وهي تصف نفسها بالغباء....


وهي ترد علي أخيها حسن.....


:- حسن ...اخي ...كيف حالك.....يا حبيبي ....لقد أوحشتني جدا


وضحكت علي كلمات أخيها ....وهو ينعتها ...بالقاطعه....وبأنها نست الدنيا كلها ما أن تزوجت يوسف.....وتفرغت فقط لأسعاده......


أحمرت خدودها ....ولم تجد صوتها ....كي ترد عليه...ثم غيرت الموضوع ....كي لا يزداد أحراجها.....ثم أنهت المكالمه بعد ما أطمئنت علي أبيها وعرفت أنه بخير


أبتسم يوسف علي أحراجها الواضح من حديث ....حسن....وقال


يوسف :- يال جمال الخدود الحمراء وصاحبتها …أموت أنا عليها......عاش حسن يوم جعلك تتلونين هكذا .....وجعلني اري البسمه علي وجهك...ثانيا….


أشاحت بوحهها بعيدا عنه......وقد أزداد خجلها من تغزل يوسف بها..


لم تعتقد يوما ... أنه رومانسي هكذا.....


وقال أخيرا وهو يمسك بيدها.....ويضمها بقوه الي يده...


:- فلنذهب للغداء....ثم بعد ذلك المفاجأه....


قالت برقه.....


:- أما زالت هناك المزيد من المفاجأت ؟؟؟؟؟


هز رأسه وهو يتأمل بعينيها الفاتنتان....وقد شعر أنه نسي الدنيا كلها...


:- اجل المفاجأه الكبري......وأنا متأكد انها ستنول أعجابك جدا...


ألتفت حولها بخجل ....وقد بدأا يلفتان أنتباه الناس المحيطين بهم


وخاصا بعد ما بدأت الأبتسامات ....ترتسم علي وجوههم...وهم يعتقدون انهم بشهر العسل...


وقالت بصوت خافت خجل....


:- يوسف ....الناس تنظر لنا.....يوسف ....يوسف...


أفاق غصبا عنه من أرض أحلامه....وخرجا سويا ....وهو ما زال يمسك بيديها بأحكام كأنما يخشي أن يفقدها بعد ما وجدها…..


خرجا…...كي يكملا يومهما السعيد


يوم المفاجأت


كما قال يوسف لها




*******************




تجاهل وليد عبير البا كيه ....والتي تقف خارج غرفه ياسمين بالمستشفي

وذهب مباشره الي عمر الواقف امام الباب كالمذهول ....والمصائب تتوالي فوق رأسه.....
نظر اليه وليد بشفقه.....وخاصابعد ما رأي الطبيب يبتعد ...باخر الردهه
وعرف انه قد أخبره أمرا أسائه....
أقترب منه بهدوء.....وهو يقول......
:_ كيف حالها الأن يا عمر.....هل تحسنت....وأصبحت بخير....
نظر اليه عمر....نظره غيرواعيه....وكأنما لم يره قادما.....وبكل أسي أجابه......
:- أنها كما هي .....لا تتكلم ....ولا تتجاوب مع أي أحد.....تبدو ....كأنها أنعزلت بدنيا أخري لا يشاركها بها أحد....كل ما تفعله هو البكاء
ثم البكاء فقط......
وليد :- وماذا قال الطبيب؟.......وما الذي حدث ليتسبب لها بكل ذلك؟؟؟
هز عمر رأسه بحيره.....
:- التشخيص المبدئي......هو أنهيار عصبي.....ولكنه يحتاج الي المزيد
من الوقت لأجراء الفحوص والتحاليل اللازمه....كي يطمئن علي صحتها
فهي في حاله صدمه شديده....
وتنهد بضيق وهو يسند رأسه بين يديه بالم.....
:- و السبب .....لا أدري ما السبب.....ولا احد يعلم ما الذي حدث.....فلم تكن كلماتها واضحه.....ولكنها كانت مخيفه .....وجعلت جسدي يرتعش......
كل ما فهمته ...أن أحدهم هاجمها....وانها لا تتذكر ما حدث .....وهذا الشخص .....أنه .....هو.......لقد..........
( وأخفض من صوته ...كأنما لا يريد أحدا أن يعلم ....بالفتره الحاليه
حتي يطمئن علي حبيبته وروح قلبه ياسمين ...ويتأكد مما حدث...)
أنها تقول ....أن خالد قد قتل......
وقع الأمر علي وليد كالقنبله المدويه....وغصبا عنه ....تقابلت عيناه مع عيني عبير .....والتي لا تكف عن البكاء.....
وقال في نفسه......
:- يا تري علي من تذرفين الدمع الغزير ....يا عبير....علي زوجه أخيكي وصديقتك ياسمين.....أم علي الحبيب الغالي .....الذي خنتني معه...
كادت أن تخرج أهه ممزوجه باللهيب من قلبه الموجوع.....يال حزن قلبه وشقاء فؤاده......عندما أوشك بالحصول علي حلم عمره فقده....
صبرا يا وليد صبرا....فلابد من وجود حل .....يريحه ويريحها....
ولا يجرح أمه وخالته ......ويتسبب في حزنهم وشقائهم.....
رفع عمر عينين متعبتين من الأرهاق وقله النوم......
ونظر الي وليد برجاء ...وكأنما تذكر فجأه أمرا.....كان قد نسيه
عمر :- هل ذهبت الي ذلك المكان الذي وصفته لك؟؟؟؟
أبتلع وليد ريقه....وهز رأسه بالأيجاب.....وهو يقول....
:- بلي ....لقد ذهبت.....ويا ليتني ما ذهبت....
قال عمر بلهفه......
:- لم .....ما الذي وجدت؟؟؟؟
قال وليد بتوتر ....وقد لاحظ أن عبير تستمع لكل كلماتهم....
:- لقد وجدت المكان كما وصفته ياسمين ....تماما....وبالفعل....
هناك أثار عراك بالأرض......و.....
قال عمر بحده.....
:- و.....ماذا ....ماذا وجدت؟؟؟.....تكلم ...يا وليد ولا تحيرني معك....
قال وليد بقوه وصوت غاضب....
:- أن المكان ممتليئ بأثار الدماء ....وخاصا علي أحدي الشجر ...
ولكن لم يكن هناك أي ...اثر لأي
جثه
سقط عمر أرضا .....وهو يضم جسده اليه بحده....وتمتم بألم....
لقد صدقت بكلامها....وهناك أمرا سيئا فعلا قد حدث لها....
أه ....يا رب رحمتك......ما الذي حدث .....؟؟؟؟
هل قتل خالد فعلا ....كما قالت هي
وأذاكان فأين جثته؟؟؟؟
ثم ذلك الكلام الغريب الذي قالته ماذا يعني .....هل قام خالد بـــــــ
..................................
لا ....لا أصدق .....مستحيل .....يا رب رحمتك....
يجب أن أتأكد ....وأعلم حقيقه ما جري....والأن وفي أقرب وقت...
وترك وليد واقفا في مكانه....كأنما عينه رئيسا للحرس....
وذهب للطبيب....لعله يخبره الحقيقه
ويطمئنه عما حدث


*************************


كانت شوق تجلس متباهيه ...بثيابها الفاخره....وقطع الذهب التي ثقلت علي صدرها وذراعها......
ضاق صدرها ....وهي تري ذلك الأحتفال البسيط....بخطبه أبنه خالها....
وتأففت ....من تلك العروس السخيفه....والمرتديه فستان من الواضح أنها
قد أستلفته من أحدي جاراتها.....
وبالقرب منها نظرت لها مرأتان بضيق وهما تلحظان التكبر الواضح
علي وجهها.....وقالت أحداهما بصوت واضح وهي تبغي أن تستمع شوق لحديثهم.....
:- لم التكبر والغرور علي خلق الله.....يا صديقتي .....الا تعلمين أن
الغرور داء ....ولابد أن يردي صاحبه.....
أبتسمت المرأه الأخري ....وهي ....تري رفيقتها تكيد لشوق
وترمي عليها بالكلام....كي لا تنسي نفسها وتتكبر عليهم ....وتنسي أصلها......
الا أن شوق ....تجاهلت المرأتان الحاقدتان عليها.....وهي تلوي وجهها بعيدا عنهم.....وتبدي عدم أهتمامها بحديثهم.....
لتقول المرأه الصغري بضيق وهي تشعر بالقهروالغيظ من نظرات شوق المحتقره.....لكل ما يحيط بها....
:- الم تعلمي أخر أخبار ذلك التاجر المشهور الذي يقيم بأقصي البلده.....( تقصد زوج شوق )
0لفت الحديث أنتباه شوق ....فجلست تتسمع وهي تحاول الا تبدي أهتمامها.....
فالحديث كما يبدو كان علي زوجها.....
وأكملت المرأه......
:- هل عرفتي أنه رد زوجته الأولي......لأنه لا يستطيع الأستغناء عنها....
تعجبت الأخري من الحديث وقالت....
:- أمعقول هذا ؟؟؟؟......وكيف......وأمرأته الجديده ....ماذا سيفعل بها؟؟؟
ضحكت المرأه الاولي بشماته وهي تجيب بحقد....
:- سوف يطلقها باقرب وقت.....فلقد أنتهي الغرض الذي تزوجها من أجله......وسرعان ما ستعود لبيت أهلها....ومنكسر كبريائها....
:- غرض .....أي غرض...وهل تزوجها من أجل هدف معين؟؟؟؟؟
شعرت شوق....بجسدها يرتعد....وهي تستمع للمرأتان....يقطعان بلحمها
بسكين صدئه .....جعلتها ...لا تكاد تشعر بما حولها...
قالت المرأ الأكبر سنا ....والتي يبدو عليها أنها منبع الأسرار....
:- لقد علمت من زوجي ....أن الرجل ما تزوجها الا ....ليتقرب من زوج أمها....فهو عضو بمجلس الشعب كما تعلمين....وبيده مقاليد الكثير من الأمور العالقه ....والتي يستطيع تمريرها....بكل سهوله....
نظرت الصغري لها وقد أرتسم علي وجهها نظره ساخره....
:- والأن بالطبع لم يعد يستطيع الأستفاده منه.....بعد أن طلق أمها....
أليس كذلك؟؟؟؟
تعالت ضحكه المرأه الكبري....وقالت......
:- بالطبع يا عزيزتي.....وقريبا جدا ستصبح البنت مطلقه
كما أمها....
بهتت شوق .....وهي تستمع لكلماتهم الحاقده.....وفزت من مكانها...
وهي تستمع لضحكات الشماته تتوالي من ورائها....
بينما أسودت الدنيا في وجهها
وهي تتوعد زوجها
أذا صدق حديثهم


**********************


أرتمت ريم بأحضان أمها .....بشوق ولهفه عارمه.....بينما تواري يوسف
مع خالها بغرفه الضيوف.... وهو يلمح العبرات الغاليه تتناثر علي وجهي ريم وأمها....
لقد كانت مفاجأه رائعه .....أسعدت قلبين حزينين ملأهما الفرح والأمل بعد
التعاسه والحزن.....
تمسكت ريم بأحضان أمها وهي ترفض تركها كأنها ....بحلم جميل
سينتهي فور أستيقاظها....
ملست أمها علي وجهها وقالت بسعاده عارمه....
:- هذا أجمل يوم مر علي منذ زمن بعيد.....أنا لا أصدق أني أركي أمام عيني ....وأضمك بيدي .....لقد أوحشتني ....وأفتقدت تواجدك...
قالت ريم بسعاده وهي تكفكف دموعها....
:- أنا سعيده جدا يا أمي برؤيتك ....لقد كانت مفاجأة رائعه....بل هي أجمل مفاجأه بعمري كله.....
أندهشت أمها لقولها........وقالت بتعجب واضح.....
:- مفاجأه......كيف ؟؟؟؟؟....ألم تعرفي أنكي قادمه الي هنا .....الا...الأن؟؟؟؟
أبتسمت ريم بخجل وهي تذكر أسم يوسف علي لسانها....
:- لا ....لم أكن أعرف.....فلم يخبرني يوسف أبدا ....وتكتم علي الأمر
حتي تفاجأت بي أمام البيت,,,,,
نظرت اليها امها بحنان واضح....وهي تسألها ....
:- أه .....مفاجأه ....لابد أنه يحبك جدا .....كي يعد لكي هذه المفاجأه
أحمرت خدود ريم من كلام أمها ....وقبل أن تنفي أوتعترض.....أكملت
أمها.....قائله.....
:- هل انتي سعيده مع يوسف يا ريم.؟؟؟؟؟؟
أرخت ريم نظراتها ....وقد شعرت بالحيره تكتنفها.....فهي لا تدري كيف تجيب عن هذا السؤال الصعب.....
فهي اليوم سعيده.....ولكن ماذا عن الأمس الذي مضي .......كيف تنساه
وكيف تمحوه من ذاكرتها....؟؟؟؟؟
وماذا عن الغد الذي ترجوه وتأمله.......كيف سيأتي بفرحها أم بحزنها؟؟؟؟؟
وبمنتهي التلقائيه والبساطه.....أجابت الأجابه التي تريح أمها
:- سعيده......سعيدا جدا يا أمي .....فليحفظه الله لي
( صحيح أنها كذبت .....ولكن في سبيل راحه أمها....وأطمئنانها ....
فهذا شيئ لابد منه )
وأرتاحت أمها لبوادر الفرح وبريق الحب الباديان علي وجه أبنتها ريم
فهذا ما تتمناه كل أم....أن تسعد أبنتها....
وتعش حياتها ....سعيده ...متهنيه
بلا أي منغصات
تكدر حياتها


*********************



بوسي 26-08-08 03:31 AM

تنهد وليد بضيق ....وقبضه من الألم ...والحسره تملأ صدره....وتشعره بالأختناق....والرغبه بالهروب من الدنيا كلها......


نظر الي عبير الجالسه بجواره بالعربه.....وهو بطريقه لأيصالها الي المزرعه كي تطمئن علي أمها المريضه.....والتي بقيت بالبيت وحدها...


وهو يفكر بحزن......


_ أه يا عبير لقد كسرتي قلبي وجرحته جرح مسموم لا يلتئم:


بئس الحب الذي يذل المرء ويحط من كرامته


رأت عبير نظرات عينيه المعبره......والممتلئه بالحزن والشجن.....وهمست بصوت مبحوح....ممتليئ بالشقاء والألم...


:- وليد .....أنا ......أنا.....


وصمتت وهي تخشي أكمال حديثها بعد أن رمقها بنظره قاتله.....


كي تمتنع عن اي حديث معه......


ولكنها أخيرا أستجمعت شجاعتها.....وصممت علي البوح بما يجيش بصدرها.....


:- وليد.....أنا ....أسفه.....أسفه جدا...


علي كل ما حدث مني وبسببي.....أسف علي جهلي وغبائي...لأني لم أعرف قيمتك...الا متأخره جدا......


أسفه علي كل يوم ضيعته من عمري.....وأنا برفضك ....واقول .....كلمه


لا .....لا أرغبه.....


سقطتت من عينيها دموع......تدل علي مدي ندمها....ولكنه لم يبد عليه أي تأثر.....وكأنما قد تحول قلبه ....ا لي صوان ....أو حجر....


رفع حاجبيه .....بأستهزاء ....قبل أن يرد علي كلماتها ....


:- هل انتهيتي من حديثك.....ام أنكي لم تكتفي من هذا الهراء بعد.... وليد


هل نسيتي نفسك ....أم نسيتي من انت.....


أنت عبير......عبير المغروره.....المتذمره......عبير التي لا يعجبها العجب


ذات الطموحات العاليه....والباحثه عن الثراء بكل طريقه....


ونظر اليها بقرف,,,وهو يكمل ....


:- الهذا الحد انحدرت بكي الأمور......هل كنت تنوين بيع نفسك له مقابل امواله وثرائه.....ام أنكي بعتها له مقدما.....


بحثا عن سراب ليس له وجود.....


شهقت بحده ....فلقد غرست كلماته المؤلمه.....كنصال الحربه بصدرها...


ادمتها وجرحت كبريائها....وأشعرتها بمدي ضعفها....


وصاحت تستنكر بكل قوتها.....قوله.....


كالذي يتفادي الرجم بالحجر....وهو بريئ من ذنب لم يرتكب....


طالبا الرحمه ...ويئن بصوت..... مبحوح من شده الالم ....ولا حياه لمن تنادي ....فلا يسمعه أحد....


لا .....لا .....يا وليد......أرجوك.....توقف....فأنت تؤذني :- عبير


بكلماتك هذه....


:- فأنت أول شخص لطالما أشاد بأخلاقي ....وتديني ......في وسط هذا العالم.....الزائف الذي نعيشه.....


وأذا كنت أخطأت بطموحي وتطلعاتي....كما قلت أنت....فلا يعني هذا انني تغيرت.....أو قمت بما أخجل منه.....


سكت وليد وقد بدا الضيق علي وجهه......قبل ان يردف.....


:- علي العموم.....فأن ما قد مضي ....قد مضي,,,,,ولم يعد بيدنا أي شيئ .. نقوم به..... ولقد أنتهي الأمر بيننا......


نهايه تامه....لا فرار منها ولا تراجع.....


ولقد وجدت الحل فعلا الذي سيحل كل أموري.......ولكن الوقت للأسف ليس بصالحي......


ربما بعد ....شفاء ياسمين......وعودتها للبيت سالمه.....


ربما حينها


سيعلم الجميع عما أنتوي


وتنهد بأسي وهو يتمتم


حينها.....


فليرحمني الله برحمته


نظرت له عبير بخوف وقلق …..وهي تخشي من قراره القادم لها


فهل سيفضحها امام عمر …..ويطلقها……


ام سيحن لحبه


ويقرر


الغفران لها




**************************




استمعت للأصوات الهادئه ....المحيطه بها.....بينما أسترخي


جسدها وهي لا تشعر به.....وكأنما تطفو علي غيمه من الماء


المنساب برقه.....وجعلها ....لا تدري بما حولها....


أستمعت لصوت حنون غامض يتمتم لها بأيات قرأنيه....غاليه


لطالما رددتها ....كي تحفظها من الشرور كلها


ولقد رددتها كثيرا .... بتلك الليله


حينما تواجدت ...هناك......


بذلك الطريق الموحش


وكأنما أنتقلت روحها.....وعادت بها الأحداث الي الوراء


وأصبحت فجأه




*



*



*




تسير بطريق مظلم وحدها وقلبها يرتجف من الخوف.....فلقد


تأخرت غصبا عنها في الرجوع الي البيت


بعد دخولها بدوامه لأنهاء أجرائات استلامها للميراث......وبعد ما قام


اكرم اخيرا بأيصالها للمطار.....واطمئن علي سلامتها...وسط هذا الجمع الغفير من البشر.....اكتشفت هي أن موعد طائرتها قد فاتها....


وان الرحله القادمه مازال امامها ساعتان كاملتان.....


وبعد طول انتظار....وخوف وقلق ...من رد فعل عمر علي تأخرها


ركبت الطائره....ووصلت للخارجه....ثم سرعان ما كانت


علي بدايه الطريق المظلم المؤدي الي المزرعه.....


لأول مره بحياتها....تري الطريق الاخضر المحاط بالشجر....


وقد أكتسي بالسواد.....


تحفه الظلال....وتسوده الأشباح.....وتسكنه الاصوات الغامضه


كانت تمشي بجهد حين أستمعت لصوت ليس بغريب عليها


يناديها بألفه وأهتمام.....


ياسمين .....ياسمين ....أنتظري .....فأنا أريد الحديث أليك!!!!! - :



تلفتت ياسمين حولها بجزع......وهي تبحث بأعين زائغه من الخوف ..


عمن ينادي عليها,,,,,
ولتشعر بدبيب الخوف .....في صدرها....وهي تري خالد يقف أمامها.....
:- خالد ....ماذا تفعل هنا..... هل جننت؟؟؟؟
رأي خالد نظرات الخوف بعينيها.....فقال بصوت خافت وهو يهدئها
:- لا تخافي يا ياسمين.....ما جأت لأؤذيك....ما أردت الا الحديث اليك
وأشباع رغبتي برؤيتك....
قالت بحده....
:- رؤيتي ....هل جننت؟؟؟؟.....ومن يريد رؤيه أحد ينتظره بالظلام
...ثم أننا ليس بيننا أي حديث....لنتكلم عنه.....
:- ياسمين ....أرجوك ....أنا ...أريد أن أتحدث معك....فلقد حاولت طوال النهار أن أقابلك....ولكنك كنت مشغوله جدا.....ولم أجدك أبدا وحيده ...الا الأن.......وصدقيني
أنا لن أؤذيك أبدا مهما حدث....فأنت في النهايه أبنه خالتي
نظرت له بشك.......وريبه .....وهي لا تصدق كلماته....وعلا وجهها الدهشه....وقد أستوعبت أنه كان يتتبع خطواتها طوال النهار ولم تشعر به.......فهادنته ...كي تتقي شره.....وقالت بهدوء مصطنع...
:- ماذا تريد يا خالد.....وأرجوك ...لا تقل لي هذا الكلام الفارغ الذي قلته لي من قبل ...عن حبك لي .....فأنا أمرأه متزوجه....واحب زوجي
لدرجه الجنون. و الوله....
ثم أنني أعلم أنك كنت تقابل عبير أيضا ...من وراء ظهورنا
فلا داعي أذا للخداع والحيل .....
رأي خالد نظرات الأشمئزاز بعيني ياسمين....فشعر بشيئ غامض بداخله يتحطم.....ويبعثر بكل أتجاه....ويضغط بشده علي أعصابه .....جاعلا أياه كما لو كان دنيئا .....ولا يستحق أن تنظر اليه أمرأه طاهره مثلها نظره ثانيه
وقالت بصوت غاضب.....
: - انا اعرف جيدا ماذا تريد مني ......فما زلت أذكر ذلك اليوم الذي طردت فيه من البيت بسببك.....ولم يصدقني عمي حينها....فهل عدت لتكمل ما بدأته يومها......؟؟؟
تسألت بألم وقد أرتسمت بعينيها مشاعر متصارعه.....بين الخوف
والحذر.....بين الأحتقار والقرف......ويالها من نظرات تقتل ....
ولا تهب الراحه للنفس مهما حدث.....
ياسمين:- من أنت ....يا خالد....وماذا تريد ؟؟؟؟؟.....هل أنت ...أنسان ....تشعر بالحب والخير مثل باقي البشر....؟؟؟؟؟
أم أنك وحش.....تنهش بأعراض الناس ولا تهتم.....بما يحدث لهم....
لقد تحطم كبريائه .....وهو يري الأحتقار ....والقرف بعيني المرأه التي يحبها والتي طالما ....تمني أن تكون ملكه ......
وها هي أمامه.....فلم لا يستطيع أن يرفع أصبعا واحدا عليها.....او يقترب حتي منها.....
أمسك رأسه بألم.....فلقد أزداد الصداع حده.... بعدما أمتنع عن الشراب منذ يومين كي يكون صاحيا....و لا يفوته رؤيه ياسمين....
وأجتاحته فجأه مشاعر غامضه.....بدأت تناجيه بهمس ...وصمت.....
ألم تكتفي بتلك الحياه التافهه.....الم تكتفي من أشمئزاز أعز الناس علي قلبك لك......
الم تكتفي ....من شفقه الناس وأحتقارهم لك ....وانت تتمايل بغيبوبتك
الم تكتفي من اهانات ابيك....وحرمانك من الحب....
الحب
ها هو الحب أمامي.....بأنتظاري وأستطيع أن أمد يدي بكل بساطه
وأقطف زهره
ولكن هناك ما يمنعني
ولا أستطيع حتي رفع رأسي لرؤيه جماله الفتان.....وسحرها الذي طالما
أسرني

أتقي الله

أتقي الله

ترددت تلك الكلمه علي أذنه ,,,,وياسمين ...تقولها بكل قوه
وكأنما يسمعها لأول مره بحياته,,,,,,
ياسمين:- أتقي الله.....يا خالد.....فلا يدري المرء ...متي يأتيه الموت
وأعرف أنك كما تدين تدان......هل تسمعني.....
كما تدين تدان.....
وشعر بجسده كله يقشعر وينتفض....كأنما سرت به صدمه كهربائيه شديده
أفاقته...من أحلامه......وجعلته يري حقيقته المريره... ولكم كانت حقيقه كريهه....قبيحه.....رأها مرتسمه بعينيها... كأنما يراها بالمرأه
وأخفض رأسه بخجل ....وهو يشعر بأنه يحمل عار الدنيا كلها...
وتهدلت كتفاه....وهو يقول ....بصوت .....غريب علي سمعه....
:- أنا اسف ...يا ياسمين.....أرجوك سامحيني.....فلقد لعبت عليكي وعلي عبير....وانا.......
ولكنه لم يكمل .....لأنها تركته واقفا في مكانه وحيدا ....واستدارت متوجه
الي البيت......وهي لا تهتم حتي بالأستماع لأعتذاره....أو
لباقي حديثه....
وعرف هو قدره
عندها
.....فهو مجرد ...شيئ تافه
لا قيمه له


************************


أفاقت مروه من نومها علي صوت هاتف يرن بقوه .....واصرار .....غريب...وكأنما المتصل يعرف أنهم نائمين.....ويتعمد أزعاجهم
واما ....أن هناك شيئ خطير قد حدث....وهي لا تعلمه.....
قالت بصوت مبحوح....وهي تجلس بالفراش.....جاذبا الغطاء عليها
أتقاءا للبرد......
:- ألو.....من .......من المتصل.......؟؟؟؟؟؟
:- أما زلتي عندك أيتها الـــــــــــــــــــ
صاح بها أبيها وهو يسبها .....ويسميها بأسماء......جعلتها تهب من فراشها ......وتهرع خارج الغرفه......خوفا من أيقاظ اكرم ....الذي بدأ يتقلب في مكانه......دليلا علي القلق.....
:- أبي ......أبي أرجوك.....لا داعي للسباب......فلقد كبرت أنا علي هذا الأسلوب......فأنا الأن أمرأه متزوجه......و......
قال أبيها بغضب......
:- متزوجه .....هه... لا تذكري هذا الأمر أمامي أبدا.......ومن الأفضل أن تجمعي ملابسك...وترحلي من هذا البيت ...بنفسك ....قبل أن أخرجك منه بالقوه.......وأنت تعرفين غضبي جيدا......
تنهدت بألم ....وقد ضاقت من تسلطه ....ورغبته الشديده بتدمير سعادتها وفرحها......
:- ابي ....أرجوك....أنه لشيئ غريب جدا ......أن يهدم أب سعاده أبنته
ويسعي بطلاقها وخراب بيتها.....
قال بصوت هادر....
:- لأني أهتم بمصلحتك أيتها الجاهله.....ولم يعد من مستواكي الأن
الأرتباط بشخص مثله.......
:- أكرم.....هو أفضل أنسان بالدنيا........وأنا لن أتركه امهما حدث....
لأني أحبه
ولن أهدم سعادتي بيدي....أرضاءا لك انت فقط.....ولتحقق شعورا غامضا بالأنتصار الهش.....علي ألشخص......الذي طالما وقف بجوارك وساندك
ولكنه اصبح الأن فجأه....في الكفه الخاسره....ويجب التخلص منه...
لا ....لا ....يا أبي لن يحدث هذا أبدا مهما حدث......
وصاح منصور بحده......
:- ألن يحدث هذا!!!!!.......حسنا سنري .....وستعرفين جيدا
معني أن تقفي بوجه أبيكي ......مع شخص قذر مثله
وصدقيني ستندمي أشد الندم
وبكل غيظ وعنف أغلق منصور الهاتف بحده.....قبل أن يرميه
أرضا....ويتحطم.....ويتحول الي
فتات هشه لا قيمه لها......
وشعر لأول مره....بأنه أصبح علي وشك أن يتحول الي ....كائن لا قيمه له.....ولا يعير أحدا وزنا لكلماته...وقراراته
يقف بداخل دائره ....تضيق عليه يوما بعد يوم
حتي تكاد أن تخنقه


*********************


وقفت ريم بجوار الشباك ترقب الطريق الزلق....من أثار الأمطار الشديده
التي هطلت طوال الأمس واليوم.....وهي تشعر بشعور غريب يحيك بصدرها......هل هو الخوف....هل هو القلق....
أين أنت يا يوسف......أكل هذا بالأرض.....تنقذ المحصول من الهلاك من الأمطار المفاجأه.....
لقد أنتهي اليوم كله....تقريبا....ولم يعد حتي الي البيت....في هذا الجو العاصف.....
أين أنت؟؟؟؟؟؟؟
وكأنما أستجيب لتسائلها......دخل يوسف فجأه من الباب....وقد التصقت ملابسه المبلله به.....وبينما يخلع حذائه الملطخ بشده بالطين.....ويرميه بعيدا خارج البيت...
.وجلس بأرهاق علي أقرب كرسي له.....
وهو يتأوه بصوت مرتفع من شده الأرهاق والألم....
وبدون أي تردد .....هرعت الي الحمام تعده.....حتي تعالي بخار الماء الساخن منه.....وخرجت له تساعده بالتدفئه.... بينما تجفف شعره وجسده....بمنشفه.....
علها تريحه وتجذب قدر الأمكان الماء الذي أمتصته ملابسه التي أشعرته بالبروده والبلل......
أمسك رأسه بيده متألما....قبل أن تخرج عطسه مفاجأه....فتهز جسده بقوه......
وقال أخيرا......
:- حمدا لله.....لقد أنقذنا المحصول كله......ولولا مساعده راضي
وسرعه بديهه .....وليد....الذي تبرع لنا ....بمكان نخزن به محصولنا ....بمزرعه عمر... لذهب كل تعبي طوال السنه هباءا......
قالت له بصوت مرتجف رقيق......
:- لا يهم المحصول......المهم أنك أنت بخير.....فلقد قلقت عليك
طوال اليوم.....وأنت تحت هذا السيل من الأمطار.....
نظر لها بلهفه.....وأهتمام شديد....برقا.... بعيونه التي وضحت عليها الحمي
:- قلقت علي......أنت يا ريم..........هذا شيئ لم أتوقعه.....أبدا منك
وخاصا بعد كل ما حدث بيننا....
قالت بألم.....
:- وما المشكله بهذا.....فأنت أبن عمي قبل أن تكون زوجي .....و.....
وصمتت ولم تستطع أن تنطق بكلمه واحده.....
ليقف أمامها كما المارد......وتسقط المنشفه عن رأسه أرضا.....بينما قربها منه بلهفه....وهو يقول ....
:- و.....ماذا ..؟؟؟؟؟؟.....لم لم تكملي حديثك......ما أنا بالنسبه لكي يا ريم......مجرد أبن عم لك فقط.... ورجل أصبح غصبا عنك زوجك
ولن يصبح أبدا
حبيبك
قالت بصوت خجول....
:- يوسف أرجوك.....أسكت ......لا تتحدث.....فأنت يبدو عليك المرض
فيما بعد ......فلنتكلم فيما بعد......
والأن تعالي معي .....فأنت تحتاج بشده الي حمام يدفئك....ريثما أعد أنا ألطعام ......فلابد أنك جائع جدا....
هز رأسه بتعب......وقد أستسلم للأمر الواقع......وملأ قلبه الهم والحزن
بعدما رفضت الأجابه علي تسائله.....فلقد وضح جدا
ما بقلبها علي وجهها......
فهي لن تحبه مهما حدث
وعند عوده ريم بالطعام.....وجدته نائما بالفراش......مريضا
بجسد حار محموم.......
ولا يشعر بالدنيا كلها


************************


كان يضع يده علي جبينها يرقيها .....وهي ترتجف ....وتنتفض...
جسدها كله يهتز برعشه محمومه......وهي غائبه عن الوعي وعن الدنيا كلها.....
بدنيا أخري بعيدا ......حيث أكملت مسيرتها....بكل عزم تاركا خالد
واقفا ورائها.....
وترفض حتي النظر اليه.....لتعرف هل عاد م حيث أتي .....أم أنصرف لحال سبيله.....
كانت علي وشك .....الدخول .....بمنحني أخير بالطريق..وبعده ستقترب من هدفها....
حين شعرت فجأه .....بجسدها يرتجف.....وشعر رأسها يقف...
من أصوات غامضه ...لأقدام تتسحب من خلفها......أستدارت بفزع
لتري السكون يشمل المكان.......ولا يملأ الجو الا حفيف الشجر
كأنما هي ....تتخيل ....تلك الأصوات الغامضه....
تنهدت براحه....واستدارت ثانيا.....كي تكمل طريقها....
وبعد عده خطوات.....تعالي صوت غصن ينكسر....تحت الأقدام
التي وضحت بقوة....وقد بدأت بمطاردتها.....
قالت بهمس.....
أه يا ألاهي ...هل عاد خالد لمطاردتي ثانيا....لقد جن بالتأكيد....
وحين سارعت بالهرب......وجسدها كله يرتجف ....وقلبها ينبض بدوي جعله..... يكاد أن يقف.... من شده الرعب.....والفزع.....
ملأ الجو فجأه....رائحه كريهه.....أنفرتها....وجعلت رأسها تدور
والرؤيه تهتز أمام عينيها.....وتري الصوره مزدوجه ....غير واضحه
وحينها.....
ظهر هو......
رجل ....ذا ملامح كريهه.....بأثار ندبه واضحه علي وجهه....متشحا بالسواد......من الرأس الي القدم....
وجذبها من ذراعها فجـأه.....محاولا الوصول الي هدفه....


*


*

*


لا تدري ما الذي حدث لها.....فلقد تسمرت فجأ ه في مكانها.....ونظرت له بعينين دامعتين لا تكادان ...أن تريا ...ما ....حولها.....
لقد كان من الواضح ....أن تلك الرائحه الكريهه التي أشتمتها
ما كانت الا نوع من المخدر ذا قدره عاليه .....علي شلل ألضحيه
وتجعلها غير قادره علي المقاومه....
أرادت أن تصرخ.....ولكن الصوت أحتبس بصدرها....بينما أنتشر نوع غريب من الضباب يلف عقلها.....
جذبها الرجل بحده....باحثا عن ذلك الصندوق الغامض.....ولكنه لم يكن معها......ولم يكن بيدها سوي حقيبه وحيده متدليه من كتفها....
:- وصرخ بصوت أجش حاد أخافها.....أين هو؟؟؟؟
:- أين الصندوق؟؟؟؟؟.....هل أخفيته؟؟؟؟
لم تستطع الرد عليه بكلمه واحده من شده خوفها.... من هيئته
المرعبه......
هزها الرجل من كتفيها بحده.....وهو يصيح
اين الصندوق.....أين الصندوق
ولما لم ترد عليه.....وعلي تسائله.....مد يد حديديه.....كالكلابه
وبكل قوته .....ضربها علي وجهها كفا .....جعلها تصرخ متألمه وهي تسقط أرضا....
وترتطم رأسها .....بجذع شجره....جرحها...وادمي رأسها... وحين
أوشك أن يبدأ بهجومه عليها ثانيا......
ظهر خالد......الذي أستمع للاصوات الغامضه....وهو يهم بالرحيل والأبتعاد عنها....
ولتيفاجأ بما يحدث أمامه....ويشتبك هو والرجل بصراع شديد.....دفاعا عن ياسمين .....لعله يثبت لها ....أخيرا ..... أنه
أنسان....أنه بشر....يشعر ويحس.....
وأنه
جدير بحبها .....
وتقاتلا بعنف......وقسوه.....يتبادلان اللكمات ....والضربات العنيفه
بالبطن والوجه.....بينما
حاولت ياسمين الأبتعاد.......بكل جهدها ......وجرت قدميها بعنف
عن تلك المعركه.....ولكنها سرعان ما صرخت ثانيا.....حين أفلت الرجل من خالد وحاول التمسك بكل قوته بحقيبتها التي تحتوي
علي
كنزها
كل ذكرياتها الماضيه مع أهلها
مع فرحها وحزنها
وأخر ورقه خطها أباها بيده
شدتها منه بعنف وتمسك.........فأنقطعت يدها.....وهو يأخذ الحقيبه ويحاول الفرار بها.....
بينما تتبعه خالد وهو يحاول منع فراره.....بضربه بغصن شجره كان مرميا أمامه.....
ليشعر الرجل بالغضب يجتاحه.....والغيظ يشمله....وهو يشهر....
سلاحا حادا صغيرا....بوجهه....سرعان ....ما أتضح أنها مطواه
لمعت في الظلام
كالبرق في السماء......
وتصارعا ثانيا.....وكل منهم يرغب بالقضاء علي صاحبه.....
وكان صراع ......حتي الموت
وحين هرعت مبتعده......أخيرا.....كان الرجل الغامض للأسف قد أنتصر
وأستلقي خالد أرضا
مطعون
بكل قسوه
وأبتعدت هي ....وهي تصرخ


لقد قتل خالد


قتل


********************


بوسي 31-10-08 04:56 PM





بسم الله الرحمن الرحيم









الفصل التاسع عشر






نظر الطبيب الي الأوراق والفحوصات .....التي بيده .....وهو يفحص ياسمين المستلقيه أمامه ......وقد أرتسم علي وجهها....ملامح الالم


والخوف .....بينما تساقطت من عينيها ....دموع .....


تجري علي خدها كالنهر.....وتحفر أخاديد من الجراح.... منذ أفاقت ...


وعلمت بمأساتها.....


هل ما حدث لها هو مجرد كابوس....لا تستطيع أن تفيق منه....ام هو حقيقه واقعه مؤلمه.....


هل مات خالد فعلا وهو يدافع عنها..... ام أنه مازال حيا .....وستفتخر بدفاعه عنها ..ووقوفه بجوارها....


أم انها خيالات وهواجس .....تحبطها ...وتثير حزنها....


ونظرت حولها ثانيا .....لتلحظ الحزن والألم المرتسمين علي الجباه


والشفاه ....وفي قلوب المحيطين بها....وتري نظرات عمر التائه ....


فتتأكد .....أن ما حدث لها .....واقع .....


لا خيال به


هل مات.....


كيف .....كيف ؟؟؟؟؟


لا ....لا .....هذا غير صحيح.....غير صحيح.....


قال الطبيب لعمر.....وهو لا يشعر بنظراته المرتجفه المتوتره..... لياسمين.... التي تهيم بدنيا اخري ....بعيدا عنهم......بعد ما رفضت التجاوب مع محاولات عمر للحديث معها.....ورفضت النطق والأفصاح عن مكنونات قلبها ....


و الدمع الغزير ينسال... من عينيها ... يطعن عمر بقلبه ..فيجرحه


ويكاد أ ن يقتله.....


قال الطبيب وهو يفسر لعمر حالتها ويطمئنه


:- لا تقلق يا استاذ عمر .... فرفضها للنطق... هو مجرد أمر وقتي و رد فعل....و صدمه متأخره.علي الحادث....حتي تستطيع أستعاده توازنها.....والتكيف مع ما حدث......


.ولكنها والحمد لله.... بخير ....جسديا ....ولم يتأثر الحمل ....مع الرغم من ضعف بنيتها......ولذا سأمنع عنها المهدأت ....وأزيد الفيتامينات...


و.........و..........................


وأستطرد الدكتور بالمزيد من الكلام ألذي لا يسمعه عمر .....وهو يتيه بدنيا غريبه......بعد ما .....شلت تلك الكلمه الصغيره .....تفكيره وعقله


حمل .......من؟؟؟؟؟؟


ياسمين


حامل


ياسمين حامل


يا الأهي رحمتك


تمتم بتلك الكلمات وهو لا يصدق نفسه


وشعر بالذهول والدهشه تجتاحان وجهه.....قبل ...أن تمتلأ روحه وقلبه


بشعور غريب...بالفرحه ....والخوف....



.بالفخر....والرهبه



والحب



...كل الحب لياسمين



لا أدري كيف رماني الموج على قدميك


لا أدري كيف مشيت إلي

و كيف مشيت إليك

كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك

يا امرأة تدخل في تركيب الشِعر

دافئة أنت كرمل البحر

رائعة أنت كليلة قَدَر

من يوم طرقت الباب علي

ابتدأ العمر

كم صار جميلاً شِعري

حين تثقف بين يديك

كم صرت غنياً

و قوياً

لمّا أهداك الله إلي




************************



كان مستلقيا بفراشه ....يشعر بالمرض يشتد عليه ....وبصحته تضعف

أكثر وأكثر.....حين وجد طرقات رقيقه علي باب الغرفه....كأنما الطارق

يشعر بالخجل أويخشي من الدخول اليه.....
فتح حسن الباب ....بخشيه ....ورهبه ....وخاصا أن والدته ...
كانت معه.....
وحين رأها ابو حسن ...تدخل الغرفه ...أشاح بوجهه بعيدا عنها
وقال بضيق لحسن.....
:- الم أخبرك الا تدخل أي أحد علي .....مهما كان .....وخاصا هي ؟؟؟؟
أخفضت أم شوق رأسها أرضا وهي تشعر بالضيق والذل ....من كلماته
:- ابو حسن.....لا تكن قاسيا علي .....فلقد أستوعبت درسي جيدا
وصدقني لن يبدر مني ما يسؤك بعد اليوم.....
نظر لها بغضب .....وقال بحده لحسن....
:- كيف تدخلها الي غرفتي ....وانا قد طلقتها....الا تخاف ....علي سمعه أمك......وتغار علي شرفها.....
أهذا هو ما علمته لك.....أيها الوغد.....كيف تهين أمك بعملتك هذه ...
بأدخالها علي رجل غريب عنها.....
صاح حسن بضيق ....وقد بدأت تنهار دفاعاته ...من كثره الضغوط عليه
:- أنها أمي يا ...أبي .....فكيف ...أعارضها ...وأرفض لها أي طلب...
ثم أنها .....مازالت بالعده.....ومن حقك أعادتها بأي وقت.....
تدخلت أم حسن بصوت هادئ رقيق.....
:- أرجوك سامحني .....يا ابو حسن .... فلقد عرفت غلطتي .....ولن أعود لها مهما حدث.....
وأخفضت وجهها أرضا .....وهي تذرف الدمع الغزير.....بينما صاح حسن بحده.....
:- أبي ....أرجوك....كفي .....لم أعد ...أتحمل المزيد......فلقد تأثرت دراستي ....بكل الظروف السيئه التي مررنا بها.....
أرجوك .....أرجوك.....اعدها لعصمتك ...
.من أجلي أنا
أرجوك ....يا أبي
فلترحمني من شقائي ....ولتعد الفرحه لدارنا....
قال ابيه....بعد فتره طويله من التفكير ..... وقد تعالا بالغرفه ...صوت نهنهه
ام شوق.....وهي تبكي بحده.....
:- وماذا عن ريم ..وكل ما فعلته بها.....هل أنساه بكل بساطه
وكأنه شيئا لم يكن......وكيف أنساه...,قد كدت أقضي عليها بيدي هاتين
وهي وبنتها السبب......كيف؟؟؟؟
قالت أم شوق.....
:- فلتدع ريم علي .....أنا كفيله بمصالحتها وأرضائها.....ولكن ....فلتنتشلني من بؤسي وشقائي ....ولا تشمت الناس بي أكثر من هذا
ولا تجعلني بعد كل هذا العمر مضغه بأفواههم....
نكس أبيه رأسه ثانيا......قبل أن يقول أخيرا وبعد طول تفكير....
:- حسنا .....أنا ...أوافق .....وسأردك الأن......ولكن لي شرطان
الأول .....هو ...الا تطأ أبنتك الحقود ....شوق .... داري ...أبدا بعد اليوم.....والثاني.....
أن تعتذري من ريم أمام زوجها يوسف.....وتخبريه كل الحقيقه
كامله......كي يعرف من تزوج.....وكيف ظلمناها سويا
وانا أول شخص .....أنسقت وراء مكيدتك .....و ظلمتها وقضيت علي كل أحلامها...
هزت أم شوق رأسها بالموافقه..... وأن أجتاحتها المراره .....علي شرطه الأول وأفتقادها لأبنتها,,,,,,

و تتنهد ت أخيرا براحه...

بعدما أنزاحت غمتها.....وفرج الله

كربها

**************************


أمتدت تلك اليد الغامضه ....بذلك المنزل البعيد المهجور ....لترد علي الهاتف....وهي ترتجف......
وحين رد أخيرا.....ظهر من السماعه صوت غاضب هادر ....
يتسأل بعنف وضيق.....
:- أين كنت حتي اليوم....أيها الوغد....وكيف أختفيت كل تلك المده.....لي اسبوع كامل وأنا أبحث عنك.....
قال الرجل برهبه وهو يبلع ريقه من الخوف....
:- أنا .....لقد واجهت مشكله يا باشا......ولذا اختفيت عده ايام
كي اري ....اذا حدث اي شيئ ....واذا كان البوليس يبحث عني أم لا
صاح منصور ....بحده وقد شعر انه علي وشك الأستماع الي مصيبه
:- مشكله ....أيه مشكله تكلم؟؟؟؟.....ماذا فعلت ايها أل______
قال الرجل بصوت خافت......
:- لن أستطيع أن أخبرك علي الهاتف ....فالأمر جد خطير
شعر منصور بالقلق يجتاحه......وقال بغضب.....
:- فلتبقي في مكانك...,انا قادم لك في الحال.....
واغلق الهاتف بحده....وقد شعر بان المصائب بدأت بالتوالي عليه
من حيث لا يعلم......
.تأفف بضيق ...وقد تذكر خالد ....الذي لم يره
منذ عده أيام.....وكأن هذا البيت مجرد فندق...او محطه يمر بها...
ولكن لابد لكل هذا أن يتغير .....ولسوف يلاقي مني مالم يراه من قبل
أذا لم ينصلح حاله....
وتنهد وقد شعر بضيق تنفسه....ماله ....لم ليس له أي حظ مع أولاده....وكل منهم بجانب ......واحد مختفي مع أصدقائه منذ عده أيام ولم يكلف نفسه .....جهد كي يطمئنه.....والأخري......ترفض أن تنصاع لأوامره......وتصمم علي عنادها......
وتعالي صوت خافت بداخله يخبره أنه السبب....وانه لو كان يتحري الحلال.....كان بارك الله .....بهم.....
كان علي وشك الخروج من البيت ......حين وجد مروه أمامه
وقد بدا علي وجهها الجديه والأهتمام.....
قالت بتصميم.....وهي توقف أبيها عن أكمال طريقه.....
:- أبي أريد الحديث اليك.....فالأمر هام جدا....
نظر لها بقرف وهو يرد عليها....
:- لا يوجد ما نتحدث عنه.....لقد أخبرتني برأيك النهائي بالفعل
وللتتحملي أذا نتيجه أعمالك.....
امسكت بيديه وهي تستعطفه
:- ....أبي ....أرجوك....فليكن بقلبك رحمه ....فأنا أبنتك التي تحبها
ازاح يديها بعيدا عنه ......وقال.....
:- ابنتي التي أحبها ....تستمع لكلماتي....وتطيعني.....وعلي العموم
لقد أنتهي كل شيئ .....ولقد أصبحتي أنت وزوجك العزيز....بالنسبه لي
مجرد ماضي .....ولقد انهيته اليوم ....بلفعل وللأبد.....
قالت بفزع ....وقد علمت أن ابيها....قد قام بشيئ ....يؤذي به
أكرم.....وهي لا تعلم ما هو.....
قالت بحده .......وقد انتشر الفزع بجسدها....
:- ماذا فعلت يا أبي ......تكلم .....أرجوك تكلم .....
ولكنه لدهشتها تعالت ضحكته بسخريه وهو يبتعد عنها.....وقد بدأت أعصابها تنهار.......
وألتفت أخيرا....قبل أن يقول.....
:- لقد قضيت تماما علي زوجك العزيز.......ولسوف ترين بعينك
فضيحته وأنهيار سمعته.....بعد فقدانه لأوراق أهم قضايا لديه....
وابتسم بسخريه وهو يري وجه مروه الشاحب......والتي عرفت
أن أكرم قد يتدمر مستقبله تماما.....ولن تقوم له قومه ثانيا وستكون هي الضربه القاضيه ,,,,,
وقال أخيرا وهو يري أرتجافها وربكتها.....
:- ماذا بكي .....هل أعتقدت أنني لن أنفذ تهديدي أكراما لكي .....؟؟؟؟
أذا ...أنتي لا تعرفيني جيدا.....فأنا ....لا أتهاون أبدا....في سبيل الوصول الي ما ابغيه.....
ترنحت مروه في وقفتها ....وغصبا عنها أنسابت دموعها...علي خدها
كما حبات اللؤلوء....
وقالت بصوت مجروح....مرتجف.....
:- وما ذا لو أخبرتك أنني سأنفذ لك كل ما تريد....وأنني علي أتم الأستعداد....أن أترك أكرم الليله....أذا أحببت
وسأجعله يطلقني أيضا ...في أقرب وقت.....فماذا سيكون رد فعلك ؟؟؟؟؟
نظر لها منصور بحده .....وقد أيقن أنها تعني كل كلمه تقولها...
وقال......
:- فلأري بعيني أولا ....ثم بعد ذلك.....فليكن لنا حديث أخر.....
هزت رأسها برفض ....فهي تعرف أبيها جيدا .....ولا تريد تمييع
الكلام.....وتريد أجابه واضحه....
وقالت.....
:- أريد أجابه واضحه....فأذا كنت سأضحي بسعادتي ,,,,,فيجب أن أحصل علي كل الأوراق التي أخذت من مكتب أكرم.....أو علي الأقل يتم أعادتها بمكانها.....بدون أن يدري أحد....
تأفف ابيها بغضب....وهو ينظر بساعته....كي تعلم انه تأخر علي موعده...
:- حسنا ...أذا كان هذا ما تبغين.....فهو ما ستحصلين عليه....
وليكن بعلمك فقط....أنها أخر فرصه لكي .....واذا لم تفعلي ما قلتيه الأن
فسأدمره ....واقضي عليه .....
وخرج من الباب .....كالأعصار......وتركها ورائها ...وهي تشعر بالأختناق....فلقد أحكم

تقييدها.....

ورماها ببحر .....لا نجاه منه

سمعت نقطة ميه جوه المحيـــــــط
بتقول لنقطه ما تنزليش في الغويط
أخاف عليكي م الغرق .. قلـــــت أنا
ده اللي يخاف م الوعد
بحر الحياه مليان بغرقي الحياه
صرخت خش الموج في حلقي ملاه
قارب نجاه .. صرخت قالوا مفيش
غير بس هو الحب قارب نجاه

*************************






بوسي 31-10-08 05:02 PM






كان نائما في بحر من العرق ...يتأوه ..بألم لكل حركه يقوم بها

بينما أنهكته الكحه طوال الليل .....ولم تجعله يذق طعم الراحه والنوم
بينما جلست ريم بجواره ترعاه بأهتمام وقلق...وهي تحمد الله أخيرا
علي أنخفاض الحراره وبدء تعرقه
فهي دليل أكيد علي دبيب العافيه بجسده.....
تأملت ملامحه الهادئه وهو نائم ببرائه كالطفل الصغير....وتمتمت
بذهول شديد .....شتان ما بين هذا الكائن الهش الضعيف النائم
أمامها وهو مستسلم للمرض ......وبين تلك الهاله الساطعه من القياده
والسلطه.... التي تجذب الأنظار أليه.... وتخيفها منه.....وهو مستيقظ ....
بين الهدوء والسكينه وهو في قمه ضعفه .....وبين القوه المفرطه
والنشاط والحماس البالغين....
.فأيهما تحب يا تري ؟؟؟؟؟؟
يوسف القوي أم يوسف الضعيف؟؟؟؟؟؟
ولدهشتها ....لم تخجل وهي تعترف لنفسها بحبها له في جميع حالاته ....بل وعشقها وهيامها
الذي يزيد يوما بعد يوم.....
أليس هو في النهايه زوجها ...وأصبح الأن حب حياتها...
ولكن ألي متي ستخفي ذلك الهيام بين أضلاعها ....وهل سيبوح قلبها
بألأسرار.....أم أن العين ....خير مرسال بين القلوب
وستعلن هي الحب دون أن ينطقه لسانها
وكأنما شعر بتأملها له ....فتح عينيه بضعف ...ومن بين رموش سوداء كثيفه .....تلاقت الأعين ....بنظرات لو تكلمت لعبرت عن كل ما بالقلوب من لهفه وشوق.....
وبدون أن يتحدث ....أمسك بيديها وقربها من قلبه ....لتشعر بنبضات قلبه
تهدر كالطوفان ....وكأنما أسلمها قلبه ...ووضعه في راحتيها
وبدون أن تدري .....تاهت في دنيا من الأحاسيس الغريبه عليها
وأغلقت عينيها بأستسلام ...وهي تدفن رأسها بين كتفيه.....وقد أجتاحتها أغرب مشاعر في الكون.....
مشاعر الحب والود والحنان.....والأهم من ذلك كله

الأمان

وغمر قلبها

المحبه والسلام

******************************


كان عمر يسير بالمكتب بتوتر وهو يتحدث مع وليد بصوت خافت عن أسباب تصميمه عن عدم الأبلاغ عن الحادثه التي حدثت لياسمين....
:- أنا يا وليد أخشي من الفضيحه .....أذا أبلغت البوليس ......فالمجتمع هنا صغير وشبه بدوي ......وأذا أنتشر الأمر .....فالموضوع بالتأكيد
سيسيئ لياسمين ....
رد وليد بأهتمام ........
:- معك حق بالفعل .....وكلام الناس ليس بسهل ....وخاصا أذا تحول الأمر الي حدوته كبيره تتناقلها الألسن.....ويضيف كل من يحكيها سطرا الي أحداثها.....
عمر :- أسفي الوحيد هو أنني أذا لم أخبر البوليس ....فلن أعرف أبدا ماذا حدث لخالد ,,,,,وهل هو بخير أم لا ....؟؟؟؟؟
قال ... وليد بضيق غير ظاهري ....
:- ربما عاد الي منزله ....أو رحل الي أي مكان بعيد ....لأني لم أجد أي أثر لعربته بالمكان الذي قالت عليه ياسمين.....
قال عمر براحه مفتعله ......
:- هل تعتقد ذلك ؟؟؟؟؟......ستكون أذا أمنيه وتحققت .....ولطف الله بنا
وسترنا من الفضيحه.....
ووضع عمر رأسه علي زجاج النافذه البارد......لعله يطفيئ النار المشتعله بداخله.......
:- كل الأمور أختلطت في رأسي .....الحابل بالنابل .....مسأله ياسمين
والحجز الذي وقعه علينا البنك......و......كاد أن يقول
وأنت وعلاقتك التي أشعر بتوترها مع عبير.....لسبب لا أعلمه....
حين صاح وليد فجأه بضيق ......وهو يخرج من جيبه خطابا رسميا أخر
يشبه سابقه الذي جاء من البنك يوم أعلان الحجز.....
:- لقد أستلمت هذا الخطاب منذ قليل ونسيت أعطائه لك.....
قال عمر وقد كست ملامحه الهم واليأس ......
:- أتركه هناك علي المكتب ....فأنا أعرف جيدا بما فيه.....فهو لابد تأكيد
للموعد الذي حدده البنك لبيع المزرعه....وأنا حاليا ....ليست بي قدره ولا طاقه ....علي مواجه المزيد من الأخبار السيئه.....فما بي يكفيني
وساد الصمت عليهم لدقائق قليله وكل منهم سارح بهمه ....يحاول أن يتناسي أحزانه التي تملأ كيانه ....ولاكن لا يستطيع مواجهتها
ولم يفق الأثنان علي ..... دخول عبير بخطي متردده....
وهي تسأل وليد .....بصوت منخفض
:- أن أمي تسألك يا وليدي هل ستبقي معنا للغذاء أم لا ؟؟؟؟؟
نظر لها عمر بضيق وهو يلحظ نظراتها الشارده بعيدا ....والجفاء
الواضح بين الخطيبين .......وقال ...
:- وهل هذا سؤال تسأليه يا عبير بالطبع سيبقي ......أنها فرصه لكم
كي تجتمعوا سويا ......فالظروف للأسف لم تكن في صالحكم بالفتره الأخيره......
ولكن وليد قاطعه رافضا وهو يهب من مكانه ........
:- لا .....لا ...أرجوك يا عمر ......أنا مضطر فعلا للرحيل
فورائي مشوار هام جدا ......
قام ورائه عمر بغيظ .....وهو يشده من ذراعه ......
:- أبقي للغذاء ولا تكن هكذا متعجلا .....ومشوارك من الممكن تأجيله للغد......ولا تغضب عبير منك......
هز وليد رأسه بتصميم ......
:- أسف ......فهو فعلا مشوار مصيري ....ولابد من أجرائه
والأن أعذرني فيجب أن أرحل .......
أستسلم أخيرا عمر وقال .....
:- حسنا كما تريد يا وليد ....ولكن فليكن في علمك أنك أغضبت خالتك هكذا ......فيبدو أن عبير ليست غاليه عليك....ولا يهمك غضبها ...
نظر وليد لعبير ....نظره تجمعت بها كل مشاعره الجياشه التي أخفاها بقلبه........
وقال برقه لم ترها منه عبير منذ زمن ......
:- وهل أتحمل أن أغضب عبير ......فلا يوجد بالأرض مثلها بعيني
وكل ما أفعله هو من أجلها ......ولكي أليق بها .....
فهي تستحق كنوز الدنيا كلها .....
وخرج وترك كل منهما يفكر بكلمات وليد بطريقته
عمر بفرح أنه أحسن أختيار زوج أخته
وعبير بخوف
تشعر بغموض القادم لهم معا



***************************


انغلق الباب بكل حده وعنف ..... وأرتفع الصراخ من ورائه
وقد ترامت كل الأشياء بالمكان ..... وتناثرت أشلاء المرءاه علي الارض
لتعلن عن أثار معركه طاحنه بين أرادتين .....أراده بقوه طاغيه ....وجسد عضلي ضخم .....وأخري ذات كيان ضعيف ....ولكن عينيها المتقدتين بجموح .... تأبيان الأعتراف بالهزيمه ....مهما حدث
وقفت شوق تنهج ....وهي تمسك جسدها المتألم ....
من قسوه وقوه الضربات التي تتالت عليها ولم تعطي لها الفرصه حتي للدفاع عن نفسها...
وبكل جبروت جذبها زوجها من شعرها وهو يجرجرها ورائه ...
ساحبا أياها
حتي غرفه أخري مجاوره.... وبكل صفاقه . رماها أرضا .... أمام زوجته الأولي .... التي أعادها الي عصمته ..
وقال بصوت حاد ومرتفع ..... وهو يجذبها من شعرها بقوه ....
:- أرفعي رأسك وأنظري أليها .....أنظري .....
:- من اليوم .....هي ....سيده الدار....وهي المتحكمه بكل شيئ
هي كل شيئ ....وأنتي لا شيئ ....
و ما أنتي ألا مجرد خادمه لديها.....أتفهمين.....
كادت أن تثب علي المرأه الأخري .....وهي تراها تنظر اليها بغرور
...واضعا ساقا فوق الأخري ...وقد ملأت وجهها أبتسامه الشماته ....
بينما .... مهرها ....مرمي أرضا بأذلال ...امامها
نعم مهرها.......
فلم تكن تلك المعركه الطاحنه .....والضربات الساخنه ...بكل قسوه وعنف
الا مهر الزوجه الأولي ......

الذل هو مهرها.....

وأذلال..... شوق.....وقهرها

هو الهدف


***************************


أرتمت مروه بأحضان ياسمين ....وهي تبكي بحده ....ونشيج مرتفع
فما سمعته الأن صدمها .....وجعل رأسها يدور ....فلا تفقه أي
حرف ...من سؤال عبير الغامض عن أخيها خالد......
نظرت لها بدهشه ....فمنذ متي كانت عبير تسأل علي خالد!!!!
ولكنها سرعان ما نفضت كتفيها بأهمال رافضه التفكير بالأمر وأعطائه أكبر من حجمه.....وخاصا مع حاله ياسمين المزريه...
وقالت بعدم أهتمام .....
:- خالد ...يبدو أنه مسافر مع مجموعه من أصدقائه .....و لم يحدد زمن العوده.....ولكني متأكده أنه سيعود ....فور أنتهاء أمواله.....
وشعوره بالملل......ولكن غريب سؤالك ِعبير .....فلم أركي يوما تهتمين وتسألين علي خالد ....فماذا جد اليوم؟؟؟؟؟
تنهدت عبير بضيق ...لأنها وضعت بهذا الموقف المريب....فهي بها ما يكفيها......ولكن توصيه عمر المشدده لها ....هو أن تتقصي عن خالد بهدوء .....وبدون لفت الأنتباه.....كي لا يحدث ما لا يحمد عقباه
وتتورط ياسمين بمشاكل هي في غني عنها.....
وقالت برقه وهي تدعي السذاجه وعدم الأهتمام....
:- هذا فقط لأنه دائما معكي بكل مكان .....وهذه المره أفتقدناه ....
قالت مروه بضيق ......وقد بدا عي وجهها الأنفعال....
:- معكي كل الحق يا عبير ....فأنا نفسي أفتقدته .....وأتمني أن يعود سريعا.....
وألتفتت لياسمين التي وضح علي وجهها أثار المأساه....وقالت برقه
شديده ......
:- كيف حالك عزيزتي الأن ......ليتني كنت فدائك .....سلمتي
وسلم قلبك من الأحزان والهموم.....
جذبتها عبير بعيدا لأقصي الغرفه محاولا أفهام مروه
حاله ياسمين النفسيه المترديه....
عبير :- لقد نصح الطبيب بعدم ذكر الحادث أمامها .....كي لا تتذكر ما جري وتتأثر نفسيتها ثانيا ....وفي هذا خطوره علي الحمل ...
وأرجوك ....أرجوك يا مروه ...لا تغضبي منها ....أذا لم تتحدث أليكي
فأنا نفسي لم تتحدث معي الا بصعوبه شديده وبكلمات قليله جدا....ورفضت الحديث تماما مع عمر.....
حزنت مروه جدا علي حاله ياسمين المترديه ....ولكنها بالنهايه عذرتها وقالت بصوت حزين ....
:- يا لها من مأساه ....أتمني من الله أن يزيح همها ...ويخفف كربها
وليتهم يقبضون علي ذلك الشرير الذي تعرض لها ...
ولينتفم الله لها منه شر أنتقام.....
عبير :- اللهم أمين ....أرجو أن يستجيب الله لدعائك
والأن فلنتلركها لترتاح .....و تعالي أنتي معي لأريكي غرفتك
التي سترتاحين بها حتي موعد الطائره.....
علي العموم أنتي تعرفينها
.فهي نفس غرفتك القديمه أنتي وأكرم......
سهمت مروه وهي تستمع لكلماتها .....ودوي قلبها بصوت
أعتقدت أن الناس كلها تسمعه...... فاليوم بدأت بتنفيذ خطتها
لتفترق عن أكرم وينفصلان للأبد
فيا تري ما ذا سيكون رد فعله ,,,أذا عاد الي البيت ولم يجدها
وخاصا أنه لا يعرف مكانها وقد أغلقت هاتفها طوال اليوم....
.بالتأكيد سيقلب الدنيا حتي يجدها.....و يطمئن عليها ويرتاح فؤاده.....
وهذا ليس الأسواء للأسف ....الأسواء هو وقت المواجهه
..حين تعود للبيت ...وتتظاهر بالبروده
والجفاء ....وتؤذي مشاعره بكل طريقه ممكنه...
وتأوهت بألم ......أه ...يا ربي ....فليكن الله بعوني وعونه
وليصبرني علي ما أبتلاني به
وخرجتا سويا من الغرفه التي كانت أمنه.....وملأها الأن الخوف
والذعر......وبعدما زانتها السعاده .....شوهها الحزن
ورسمت علي الجدران ....ظلال سوداء ....
لقيود ألتفت حول القلب
وغرزت أشواكها بحده ....فأدمته
وسالت الدماء كالطوفان
وتحولت الأحزان لنهر .....
فهل سيبحر فيه الحب ....وتصبح الأمال مركبا
لبلوغ الشط
*****************************



الساعة الآن 08:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية