ميرسى اوى على الروايى حبيبتى :55:
منتظرين التكملة:f63: |
- تطلبين الكثير منى يا لوسى .
- اعرف , لكن لو هناك حل آخر , لما كنت أتوسل إليك كي تساعديني . حل صمت طويل بينهما . وراحت فيفيان تتخيل هذا الرجل المسكين ينتظر بأمل كبير لقاء امرأة أحلامه . و بما إن لوسى كانت اعز صديقاتها قالت بصوت ملؤه الثقة : -أين الرسائل ؟ أمضت فيفيان جزءا كبيرا من الليل فى القراءه . و كانت تشعر بأنها كانت تمهن سرا رائعا عندما بدأ روبرت فى رسائله يفتح قلبه لحبيته و تتجاوب معه لوسى . و يزداد شعورها عندما اصبحت اسرارهما حميمه و حنونه . نعم روبرت و لوسى واقعان فى الغرام , مما جعل فيفيان تشعر بأزدياد القلق فى داخلها . كيف بامكانها ان تحل محل صديقتها , الطيبه و الناعمه ؟ و فى صباح اليوم التالى ارسلت فيفيان برقيه الى طنجه , و بعد سات معدوده توجهت الى المطار . ساعدتها لوسى على تحضير حقائبها و توسلت اليها ان تكتب لها بأستمرار و تعلمها عن حالة مراسلها الصحيه و تطوراته . الرحله تمت دون شائبه . لكن , عندما هبطت الطائره فى مطار طنجه , شعرت فيفيان فجأه بالذعر يحتلها , فتحلت بالشجاعه و هى تطأ الأرض المغربيه . دخلت الى محطة الطيران وراحت تسلك طريقا بين الحمالين و الجمع الصاخب المؤلف من خليط كبير . السماء زرقاء و شمس الغسق و المنارات الورديه كلها تصفع قلبها كأنها ضربات خنجر حاد . لا, لا تريد ان تتذكر ! ترفض ان تتذكر ! كانت فيفيان ممشوقة القوام , نحيفه , ترتدى بزه خضراء فاتحه , و قميصا ابيض . لحق بها الباعه المتجولون و جالبو الزبائن للفنادق و راحوا يعرضون عليها خدماتهم بألحاح , رافضين الاكتراث لرفضها و تشكرها . فجأه دوى صوت حاد , فأبتعد الرجال ليفسحوا المجال ان يتقدم رجل غريب , قاسى الملامح , يرتدى بزه فاتحه و انيقه |
حدق الرجل بالفتاه مفصلا و بنظره ساخره و قال بصوت خفيض :
- آنسه بليث ؟ آنسه فيفيان بليث؟ اجابت بلهجه بارده - نعم . - - انا ترانت كولبى , شقيق روبرت . ثم اشار الى خادمه و قال : - سيهتم عبدول بالحقائب السياره بأنتظارك فى الخارج . كا الغسق معطرا بالميموزا و زهرة الليمون الحامض و تنشقت فيفيان اريجها بألم حاد . امام سيارة الليموزين السوداء كا يقف عبدول بجلابيته الرماديه و طربوشه الاحمر فاتحا لهما الباب . بعد لحظات قليله كانت السياره تجتاز الطريق . و الفتاه تبذل جهدها لئلا تشاهد المنظر الاخضر الغريب لكن رؤية اشجار النخيل و الطرفاء و البيوت المبنيه على الرمال الحمراء , كلها ايقظت فى قلبها الما طالما كبتته طويلا . هذه السنوات الاربع لم تكن كافيه لنخفف آلامها . و بعد قليل لاحظت فيفيان ان رفيقها يراقبها و تذكرت فى الحال ان عليها ان تلعب دورا كبيرا و بمهاره و اتقان , فانتصبت بسرعه فى مقعدها . قال ترانت كولبى و هو يحدق بها بنظره بارده : - يتحدث روبرت دائما عنك . الظاهر انكما تتراسلان بأستمرار . الا تعتقدين ان المراسله طريقه غريبه للوقوع فى الحب ؟ - النفوس الشقيقه ليست بحاجه لأتصال جدى , يا سيدى . روبرت و انا نناسب بعضنا و فهمنا ذلك منذ البدايه . و انت الظاهر انك لا تصدق ذلك. |
رمقها بنظره ثاقبه و قال :
- بالفعل ! انت هنا فقط لان روبرت طلب حضورك , و انا اتكل عليك كى تجعليه سعيدا . و اذا تبين لك انك اخطأت تجاه عاطفتك , فلا انصحك بمحاولة التقتعس عن واجباتك . لا اريد ان ارى يتعذب , هل فهمت ما اقصده ؟ كان ترانت كولبى يتمتع بشخصيه قويه و نافذه . ينبع منها نضج كبير و قوه غير اعتياديه . و الدليل على ذلك يظهر فى نبرة صوته الحسمه و كتفيه العريضين و ملامح وجهه البارزه و عينيه الحدقتين اللتين يغشاهما ظل من الحزن . اعلنت فيفيان ببرود : - وجودى فى طنجه لا يفرحك , اليس كذلك ؟ رفع كتفيه و قال : - عندما كنت فى سن روبرت , لم يكن الرجل ينظر الى الحب هكذا كان بحاجه كى يضم حبيبته بين ذراعيه لا ان يحبها بالمراسله . - و مع ذلك لم تصبح لينا و ناعما بما فيه الكفايه . ابتسم و اضاف : - و هذا ينطبق عليك ايضا قولى .... لماذا هذا التعلق بروبرت ؟ لا يقول منظرك على انك امرأه قادره على الاكتفاء بحب افلاطونى . تبدين لى عكس ذلك , كأنك عشت تجربه ما فى حياتك ! . - - قبل مرضه , لم يكن روبرت يعيش حياة النساك على ما اظن ! - لا يبلغ اخى من العمر سوى 24 عاما . مازال صغيرا بالنسبه الى فهم غرائب المزاجات المزاجات الانثويه ولو سمع كلامى , لما كنت هنا اليوم . |
لكن بما ان الأمر اقتضى وجودك , فمن صالحك الا تتهربى من واجباتك .
تذكرت فيفيان بكاء لوسى مساء امس و قالت : - ربما انت مخطئ تجاهى , الم تفكر بذلك ؟ يحصل احيانا ان تقع النساء – و احيانا الرجال – بحب مراسلهم ! اجاب بسخريه: - اذن , آمل , يا آنسه بليث , او بالأحرى يا فيفيان ما دمت ستصبحين من الآن فصاعدا جزء من العائله انك لم تخطئى . ادارت فيفيان وجهها نحو النافذه مستائه من شكوك ترانت كولبى تجاهها و من وقاحته فى اظهار نفوره و كرهه ثم راح نظرها يجول داخل السياره الفاخره , من خلال الزجاج الازرق الفاصل , كانت ترى عبدول يقود السياره بمهاره فى السير الكثيف . و قربها فى المقعد الخلفى , كان ترانت كولبى ببزته الثمينه و ازرار اكمامه الذهبيه و ساعة يده الذهبيه الضخمه . لاحظت فيفيان كل هذه التفاصيل بعبسة استياء و اشمئزاز . فهى تعرف ماذا يفعل ترانت كى يعتاش . فالرجال الذين يربحون ثروه ضخمه على حساب الغير يزعجونها ولا تبالى بهم , بل تتحاشى رفقتهم . غادرت السياره الطرقات الواسعه وراحت تتسلق التلال الخضراء . فلمحت فيفيان جدران الكاسبا , و الجامع الكبير و القبب و المنارات . كل هذا الجمال الذى كانت تحاول ان تنساه بات هنا , امام عينيها , ليتحاداها و لما كانت تخفض نظرها رمقها ترانت كولبى بنظره ساخره و قال : - استفيدى من التأمل جيدا فى هذه المناظر لأنه ليس عندك الوقت للقيام برحلات و نزهات سياحيه . فروبرت عاجز عن مغادرة المنزل و يأمل فى رؤيتك بقربه بأستمرار |
الساعة الآن 07:26 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية