الفصل السابع.......
7مشاعر متناقضة ..... – "لورا........" غصباً عنها فتحت لورا عينيها الناعستين وتسائلت في خوف أين هي. ثم تعرفت الى الوجه القاسي , ذي الملامح النبيلة المتعجرفة الذي آان يترائى لها في نومها الملئ بالكوابيس. وبحرآة من يده , أشار دييغو الى الصينية الموضوعه على الطاولة ثم قال: "جئتكِ بطعام الفطور . آان يجب ان افعل هذا والا استغربت جوانيتا الامر و."........ تقوقعت لورا وسالته: "ماذا ..... ماذا قلت لها ؟." اجاب وهو يتجه نحو النوافذ , ويفتح الستائر تارآاً النور يدخل بقوة الى الغرفة: "هل اعتقدتِ بانني ساقول لها الحقيقة ؟ أي اني امضيت الليل بعيداً عن زوجتي التي وهبت نفسها لرجلٍ آخر ؟." تكلم من دون غضب وبصوتٍ حزين , شعرت لورا بالدمع يصعد الى عينيها متأثرة بكبريائه. آانت تريد ان تتراجع عما قالته بالامس وان تقسم له ان برانت احترمها دائماً , وانه هو , دييغو بالذات هو الذي عرف آيف يحرك المشاعر التي آانت تجهلها حتى الان هذه الليلة , ليلة الحب المتقطع وضعتها على شفير الانهيار وآانت سبباً في ارقها. ومن دون آلمة , جلست في سريرها والقت نظرة خاطفة الى الصينية المليئة بالمآآل الشهية. في سلة آان الخبز الصغير الطازج والساخن والزبدة الشهية بشكل اصفاد موضوعة في صحن من الكريستال الثمين , وقرب ابريق القهوة المصنوع من الفضة وضعت وردة حمراء في مزهرية صغيرة. فهمست لورا بصوتٍ خافت: "شكراً لهذا الفطور .. الوردة .... رائعة." قال دييغو وهو يقترب من السرير: "ليس انا من اعدّ الصينية . عليكِ ان تشكري جوانيتا." "آه " لماذ خاب املها الى هذه الدرجة . لا تعرف ؟ وفي حرآة خالية من اي حنان , اخرج دييغو من جيبه علبة صغيرة ورماها على السرير واضاف بسخرية :"من عاداتنا ان نقدّم هدية الى العروس , شاآرين لها محبتها ورقتها خلال ليلة العرس , من الافضل ان تاخذيها." اخذت لورا العلبة بيديها المرتجفتين وفتحتها بعناية , وجدت لورا داخل العلبة المبطنة بقماش الساتان الابيض زوجان من الحلق , مصنوعان من الزمرد المحاط بحبات الماس , التي تشبه خاتم خطبتها. "ارجو ان تضعيها هذه الليلة خلال العشاء."تلعثمت وهي تنظر الى وجه دييغو الحزين: "انها رائعة جدا . لكن يجب ان تحتفظ بها لزوجتك." "انتِ زوجتي , وآما سبق وقلت لكِ , لن اتزوج الا مرة واحدة في حياتي." سالته بعد زفرة عميقة: "حتى بعد آل ما حدث الليلة الماضيه ؟ ." ثم اضافت بعدما اطلقت ضحكة خالية من الشعور باي فرح: "لكنك لستَ ناسكاً." "لم اعتد العيش آناسك , وبانتظار ان انسى خيبة املي بعد خداعك لي, فلن تنقصني النساء عندما ارى انني بحاجه الى واحدة ." قالت وآانها تلقت صفعة: "والنساء الاخيرات , السن جديرات بالاحتقار ؟." فاجابها بصوتٍ هادئ وهو يتجه نحو الباب: "لا تخلطي الاشياء , لم يسبق ان فكرت ان تكون زوجتي واحدة منهن. احتسي القهوة ثم تعالي لنسبح في البرآة قبل الغداء وسنذهب لزيارة والدكِ في فترة بعد الظهر." شعرت لورا بجفاف في حلقها , فسكبت عدة فناجين قهوة شربتها بنهم. لم يكن وضعها افضل من يوم امس , سيبدا لعبة الهر والفار. ومتى سئم من النساء سيفرض عليها ان تقوم بواجباتها الزوجية , وسيعرف حينذاك انها آذبت عليه فيما يتعلق ببرانت..... لكن في الوقت الحاضر يبدو انه عاد عن قراره في اهمال والدها وترآه الى القدر , وهذا في حد ذاته انتصار. عندما خرجت لورا من غرفتها , آانت الساعه العاشرة وفي الممر التقت جوانيتا التي احمر وجهها, لاشك في ان الخادمة اعتبرت ذلك ناتجاً عن قضائها ليلة رائعةً بين ذراعي زوجها. فقالت الخادمة وهي تتامل لورا من شعرها المرفوع الى الوراء الى قدميها النحيفتين مروراً بفستانها المزهر: "صباح الخير سينيورا راميريز." "صباح الخير يا جوانيتا." بدت الخادمة مسرورة من ان الفتاة الامريكية تجيد اللغة الاسبانية , فقالت جواباً على احد اسالتها. "ان السينيور في البرآة , يمكنني ان اجلب لكِ بعض الشراب , اذا آنتِ تريدين ذلك." "شكراً , افضّل بعض القهوة اذا آان هذا ممكناً." "سأعد القهوة في الحال." قطعت لورا بهواً في وسطه سبيل ماء واسع, حوله النباتات المتسلقه على اعمدةٍ حديدية, فجأة شاهدت برآة السباحة المستطيلة ذات اللون الازرق الفيروزي تلمع تحت سماءٍ شديدة الزرقة. وتأملت بامعان شديد شبح دييغو على حافة البرآة وبالرغم منها بدأ قلبها ينبض بسرعة وهي تتأمل جسمه الجميل الملئ بالرجولة وآتفيه العريضتين وقدميه المعضلتين. آان واقفاً يستعد لقفزة . ومن دون أن يراها رفع ذراعيه الى الشمس, ثم قفز تحت الماء ولم يظهر الا بعد ان وصل الى الطرف الآخر من البرآة. وخلال عملية الغطس , جلست لورا على سرير بحر مبطن وراحت تدهن قدميها بزيت واقً للشمس. وفجأة شعرت بدييغو يقترب منها ويتوقف قربها وهو يلاحظ ما تفعله ومن دون ان ترفع عينيها طلت تدلك قدميها لتدخل الزيت الى بشرتها . اخيرا قال بصوتٍ جاف: "اتصور ان شمسنا المكسيكية الحارة ستتردد في التسرب الى بشرتكِ بعد هذا التدليك." آانت تفكر فيما اذا آانت هذه الكلمات تعني شيئاً آخر , واذا بدييغو يتناول الانبوب من يديها ويشير الى آتفيها: "هل تسمحين لي بأن ادلك آتفيكِ"... "بوسعي ان افعل ذلك بنفسي." لم يأبه دييغو لرفضها بل وضع في يده قليلاً من الزيت وراح يدلك آتفيها بلطفٍ وشعرت بانه يملك اصابع ذهبية , فهذا التدليك الخفيف ساعدها على الاسترخاء بعد انفعالات الساعات الماضية وليلتها البيضاء , فاسترخت واغمضت عينيها الى ان شعرت بيد دييغو تقترب من صدرها , وانفاسه تلامس اذنها , فشعرت بقشعريرة تعبر جسمها , فانتفضت واقفة. "آه . عفواً يا سينيورا , احضرت القهوة آما طلبتِ".... ولدى سماعها صوت جوانيتا التفتت لورا بسرعه واحمرت خجلاً. لا شك في ان الخادمة شاهدت دييغو يلامسها ولربما اعتقدت انه يهمس في اذنيها بكلمات الحب المعسولة وعلى وجهها تعبير يقول بان ما تراه او تسمععه شئ طبيعي جداً. قالت لورا عندما اختفت جوانيتا عن الانظار: "آيف تجرؤ على هذا , لا شك انها فكرت".... هز آتفيه وجلس على طرف سرير البحر وسكب لها القهوة وقال: "في آل حال انتبهت بسرعة الى عينيك المتاججتين , لا شك في انها وزوجها سعيدان ومبتهجان لليلة عرسها".... ثم قدّم لها القهوة في فنجان مصنوع من الخزف الصيني , فقالت بصوت ساخر: "اني اعجب لاهتمامك براي الموظفين والخدم." "لا يمكنكِ ان تفهمي ... عندما آنت صغيراً , آنت آتي الى هنا خلال العطلة المدرسية , وآان آارلوس وجوانيتا بمثابة والدىّ. وهما الآن سعيدان جداً لرؤيتي متزوجاً .. ويحلمان برؤية ابنائي يقفزون على احضانهما, ولذلك , فلا اريد ان اخيب المالهما." اتكأت لورا بعنفٍ على ارائك السرير فاندلقت القهوة على الصحن , فاذا بدييغو ياخذ الفنجان من يدها و ينظفه ثم يعيده اليها قائلاً: "آوني حذرة يا حبيبتي." قالت في تحدٍ: "من الذي يمنعني من ان اقول لهما ان زواجنا ليس سوى مسرحية."!!.. "أولاً , لن يصدقالكِ , ثم , رغبة مني بأن اآذّب اقوالك , فلن أتأخر عن المطالبة بحقوقي الزوجية والحصول عليها." "صحيح ..؟؟ وما رأي والدتك بالامر , لو آانت لا تزال حية." لكنها آانت قد وعدت نفسها بالا تدعه يعرف بان تلميحات آونسويلو فيما يتعلق بتشابهها مع والدته قد جرحت شعورها , فسالها بصوت مبحوح: "من حدثكِ عن أمي ؟." "لقد شاهدت صورتها في مكسيكو ... ان شبهها بي قوي جداً." فقال وهو يتاملها من راسها حتى قدميها: "ليس هذا رأيي , الشبه هو مجرد شبه سطحي, في الواقع , ليس بينكما اي شئ متشابه." صمت لحظة ثم نهض قائلاً: "سوف اسبح قليلاً قبل موعد الغداء , هل تاتين معي ؟." هزّت لورا راسها بالنفي , فقفز دييغو في البرآة وطرطشها بالماء الذي انعش بشرتها الملتهبة , لمااذ لم تتبعه الى البرآة برغم حرارة الطقس ؟ احتلها شعور بالخدر والخمول , لكنها لم تكن توقف عن التفكير بصورة مستمرة. في آل حال , ربما آان من الافضل الا تلحق به في الماء , ربما حدث احتكاك بينهما وهي تعرف انها عاجزة عن مقاومة رغبتها بالاستسلام له آلما اقترب منها ولمس جسمها. متى اصبح والدها خارج السجن , سوف تفسخ هذا الزواج الذي فرضه عليها دييغو, وتغاذر البلاد ومن السهل ان تحصل في بلادها على فسخ للزواج بطريقة اسهل مما يجري في مكسيكو. اوقف دييغو سيارته المرسيدس قرب مرآز الشرطة , ثم حدّج لورا بنظرة تهكمية وقال: "تشبهين آثيراً امرأة عانساً مهانة يا حبيبتي , اآثر من عروس متالقة بعدما امضت الليل بين ذراعي زوجها , يجب معالجة هذا الامر." فالتفتت لورا نحوه وانفجرت غاضبة وقالت: "هل تعتقد ان والدي سيصدق آل هذا الرياء والكذب ؟ والدي ووالدتي احبا بعضهما البعض منذ اللحظة التي التقيا فيها. ويعرف والدي تماماً آيف يظهر الحب والغرام في عيون العروسين وخاصةً بعد ..... بعد ..... اوه" ... اآمل دييغو ببرود: "بعد ليلة عرسهما . اسمحي لي بان اقول لكِ يا عزيزتي ان والدتك لم تكن بكل تاآيد قد نامت مع رجل اخر قبل ان تتزوج والدكِ." استغرابها المصدوم مات على شفتيها , لان دييغو جذبها نحوه وخلع نظارتيها, ثم رفع ذقنها بنعومة وحدّق في عينيها الخضراوين الناقمتين , ثم من غير مبالاة بنظرات الشرطة التي تستعد للدخول الى المرآز , احنى راسه على وجه لورا التي راح قللبها ينبض بسرعة جنونية , ارادت ان ترفع يدها لتبعده عنها , لكنها لاحظت انه انتزع من شعرها الدبابيس وانسدل شعرها الاشقر على آتفيها . تقلصت حتى لا تنساق مع هذه الاحاسيس المتيقظة من جراء هذا الاقتحام المنتظر. عناق دييغو واصابعه التي تلامس شعرها وعنقها , آلها تساهم في فقدانها لوعيها, وادرآت ان برانت لم يكن قادرا على ان يشفي غليلها ويطفئ الظمأ الذي تشعر به همست في اذنه بصوت مذهول: .. "دييغو " .... ولمّا دفعها عنه فجاة , شعرت بصدمة آبيرة , وخلال لحظة , راح يتاملها مثل فنان معجب بلوحته, ثم قال لها بصوتٍ مبحوح: "والآن لا شك في انكِ تبدين متعةً للنظر , سوف يتأآد والدك من اننا عاشقان متيمان , ولما رآها تبحث في حقيبتها عن مشط وحمرة الشفاة قال: "لا . لا تفغلي شيئاً , وإلا اضطررت الى ان اعيد الكرّة." تناولت لورا نظارتيها لكن دييغو اعترضهاقائلاً: "اترآي النظارات هنا, ان نظراتك ... آاشفة." وبرغم غضبها لم تكن لورا مستاءةً من وجود دييغو معها الشرطي البدين الذي راته خلال زيارتها الاولى نهض لاستقبالهما في ابتسامةٍ مجاملة, لكن الشرطيين الآخرين راحا يحدقان بها بطريقةٍ وقحة, مما جعلها تلتصق بدييغو الذي وضع ذراعيه حول خصرها, ولم يترآها إلا عندما وصلا إلى زنزانة والدها , ولما فتح السجّان الباب أسرعت لورا الى داخل الغرفة , تبحث عن والدها الذي آان ممدداً على السرير وراسه في اتجاه الحائط وقد حلّ مكان السرير الصغير سرير واسع عليه الشراشف الملونة. "أبي ... هذا أنا." استدار دان وفتح عينيه آانه يستيقظ من نوم عميق.... "لورا ؟ هذه انتِ حقاً ؟." انتصب بصعوبة وجلس على حافة السرير , ثم نهض وعانق ابنته وشدها الى صدره ثم قال بصوت ثقيل: "آنت احلم , عفواً يا ابنتي , لم انتظر ان اراك بهذه السرعة بعد الزواج , والا لرتبت غرفتي , إقبل مني احرّ التهاني يا دييغو".. ثم ابتعد عن ابنته قليلاً ليتأملها عن قرب. واستغربت لورا ان ترى بشرته داآنة . فقال دان بابتسامة طبيعية: "ارى ان الزواج يليق بكِ يا صغيرتي , لم يسبق لي ان رايتكِ مشعةً آاليوم واني سعيد جدا لذلك." قالت بصوت خافت: "آنت اود لو حضرت حفلة العرس , يا ابي , لم يكن هناك احد من عائلتي".. ضغط دان على يدها وقال بانفعال بعد صمت طويل: "آان هناك زوجكِ , انه يساوي آل اهلك و اصدقائك." آتمت لورا احاسيسها والتفتت عفويا الى دييغو وفوجئت أن رأت في عينية الحنان والمحبة , فقالت بصوت منخفض: "نعم .... آان هناك دييغو." قال دان: "لنجلس ونتحدث قليلا , لا اريد ان احتجزآما آثيرا, لا شك انكما ترغبان ان تكونا وحيدين . آما اننا لسنا في فندق من الدرجة الاولى . لكن منذ زيارة لورا الاخيرة , اصبحت غرفته مريحة جدا , وضعت المقاعد الجلدية حول الطاولة وخزانة مليئة بالملابس , وعلى الطاولة اباريق القهوة والشاي وبراد يحوي على المشروبات المنعشة. "دييغو اريد ان اشكرك لكل ما فعلته لتجعل هذا المكان مريحاً , آما احب ان اشرب شيئاً على شرفكما. ماذا تريدين ان تشربي يا لورا ؟ " آانت على وشك الرفض , لكن نظرات دييغو جعلتها تغيّر رأيها , فقالت: "اريد قليلاً من الشاي." وقام دييغو يسكب الشاي للجميع . واذا بدان يرفع آأسه ويقول وهو ينظر الى ابنته بانفعال آبير: "ليكن زواجكما سعيداً آما آان زواجي." احمرت لورا خجلاً وجرعت الشاي وآادت تختنق ثم قالت: "اعرف جيداً يا ابي ان زواجك آان فريدا من نوعه." لم يكن بامكانها التصور انه سياتي يوم ويشرب والدها على شرفها في زنزانة مكسيكية , آان عرسها من رجل **** ؟ هي التي آانت تحلم ان يرافقها والدها الى العرس ويسلمها الى برانت, امر غريب للغاية.... فجاة , عادت الى وعيها وتبين لها ان والدها و زوجها يتحدثان آانهما صديقان قديمان. آه لو انها قادرة على ان تفتح قلبها لدان , او ان تبقى معه لوحدها بضعة دقائق , خلال الفرص المدرسية التي آانت تمضيها برفقة والدها على متن سفينته بربارة , آان دان دائما يصغي اليها بانتباه لكل مشاآل واحزان الطفولة والمراهقة. اما اليوم والوضع معها متازم , فان والدها هو اخر من يمكنها ان تشكو اليه او تفتح له قلبها. نهض دييغو آانه احس بمدى توترها , ووضع فنجانه على الطاولة وقال في محبة: "يجب ان نذهب الآن يا حبيبتي." ثم اضاف وهو يلتفت نحو عمه: "تأمل خادمتي ان يكون العشاء الليلة انجح مما آان عليه عشاء الأمس ".... ابتسم دان ترانت بينما ابتعد دييغو نحو الباب تارآاً الابنه والاب يودعان بعضهما البعض على حدة.. همس دان في صوت مبحوح: "لقد عثرتِ على زوج محبٍ يا حبيبتي .. اعتني به جيداً , هذا ما فعلته امكِ ولم تندم ابداً على هذا."ارادت لورا ان تصرخ له انها نادمة على زواجها من هذا الرجل الذي لا تحب ولا يمكنها ان تحبه ابداً." "انت تحب دييغو آثيراً .. اليس آذلك يا ابي ؟." اجابها دان وهو يتفحصها بنظراته: "نعم , سيكون صالحاً لكِ يا صغيرتي . لقد عرفت ذلك منذ المرة الاولى , عندما رايته ينظر اليكِ في الميرادور ,آما انني فخور جدا بابنتي , واعتقد ان دييغو محظوظ ايضا و مسرور لانه تعرف اليكِ , لقد قلت له ذلك . وآا من رأيي." سالته لورا من دون ان تخفي مرارتها: "والآن ؟ ." قال دان وقد فاجأته لهجتها الحزينة: "آأن شيئاً ما يزعجكِ يا ابنتي , الستِ سعيدة ؟ احيانا يشعر المرء بالانصدام بعد ليلة العرس الاولى , لكن الامور تتبدل بسرعة , سوف ترين ذلك." ادرآت لورا انها تشكو بطريقة غير مباشرة , فقامت بجهد وابتسمت وقالت: "بلى انا سعيدة , لا يمكنني ان اتصور العيش من دون دييغو." فرح لجوابها . غصّت لور وخرجت لتوها من الزنزانة . طوّقها دييغو بذراعيه ورافقها في الممشى ولم تتمكن من اخفاء دموعها. ولما وصلا الى السارة سألها دييغو: "هل هناك ما يزعجكِ ؟." "طبعاً . لماذا الاستغراب ؟ اني متزوجة من رجل ترعبني مجرد رؤيته ووالدي مسجون في هذا المكان المرعب." قامت بحرآة غاضبة باتجاه السجن الواقع على الجهة الثانية من الطريق. وبالصدفة وقع نطرها على وجه دييغو , فانتبهت الى تغيّر ملامحه بهذه السرعة الرهيبة . فقدت عيناه لمعانهما وحرارتهما العادية . وتقلص وجهه ومن دون آلمة اقلع بسيارته. وخلال الطريق عمّ الصمت , مرة او مرتين القت لورا بنظرة خاطفة باتجاهه اوقف السيارة امام المنزل واخذ لورا بذراعها وجذبها بقوة نحو الشقة من دون ان يلاحظ نظرة جوانيتا المتفاجأة وآانت لورا تنتظر في ان تراه ينتقم منها بطريقة .. طبيعية . لكنها ظلّت جامدةً مستعدة لكل شئ ما عدا رؤية ملامح وجهه الجامده .. فهمست بعدما دفعها بقوة الى داخل الغرفة: "دييغو " ثم رددت بصوت مرتجف وهي ترفع عينيها نحوه: "دييغو .. دييغو " ." اجلسي " تقدّمت خطوة منه وفي نظراتها توسل..... "اجلسي . اني آمركِ ان تجلسي , اسمعيني جيداً." جلست لورا في مقعد وهي تحدق فيه .. توجه دييغو الى النافذة وادار لها ظهره وبعد صمت طويل قال بدون ان يلتفت اليها: "لقد أخطأت ,,, أخطأت عندما تزوجتكِ بعدما انتزعتكِ من خطيبكِ ,, وأخطأت في الاستفادة من وضع والدكِ لأرغمكِ على الزواج الكريه بنظركِ. آنت اعتقد بأني قادر على التوصل الى ان اجعلكِ تحبينني .. لكن " ...التفت نحوها وهو يهز آتفيه . فهمست لورا في صوت متقطع "الحب .... لا يمكن فرضه." أضاف وهو ينظر الى النافذة: "أعرف هذا الآن .. ولذلك , لن أفرض عليكِ شيئاً .. من الافضل ان نظلّ متزوجين لمدة من الوقت. هذا يسهّل علىّ القيام بالمساعي الضرورية لاخراج والدكِ من السجن ومتى اصبح حراً أعيد لكِ حريتكِ." "اتريد ان تقول".......... "سوف نطلب فسخ الزواج" "لكن ... دييغو".... هذا ما آنتِ تريدينه منذ البداية .. اليس آذلك ؟ ان تخرجي والكِ من السجن والالتحاق بالرجل الذي تحبين ؟."" حزن قلب لورا وتلعثمت وهي تقول بصوت خافن: "نعم" بينما ادار دييغو ظهره وخرج من الغرفة ...منتديات ليلاس :flowers2::flowers2::flowers2: |
الفصل الثامن.... 8
-ما طعم الحياة بلا حب ؟ همس جار لورا بلهجة متملقة: "ان زوجك محظوظ جداً لانه عرف آيف يقطف أجمل زهرةٍ ليزين طاولته يا سينيورا." ألقت لورا نظرة سريعة الى الطرف الآخر للطاولة المستطيلة .. آان دييغو يصغي بانتباه الى حديث جابرته الجذابه . آان يبدو مسحوراً بجمال هذه المرأة السمراء.. التي آانت ترتدي فستاناً أبيض ضيّقاً يظهر تفاصيل جسمها الجميل . أجابت بابتسامة مشدودة: "لا اعتقد بأنّ زوجي آان يجد صعوبة في تزيين طاولته بالزهور يا سينيور." أضاف جارها الذي آان يتبع اتجاه نظراتها: "لا تقلقي عليه فيما يتعلق بفرانسيسكا , انه حب قديم , حب الطفولة , لقد تزوجت من رجل فرنسي , وسمعت انها آانت سعيدة جداً معه . لكن للأسف , توفي انطوان منذ بضعة شهور , آانا يعيشان في فرنسا , لكن فرانسيسكا فضّلت أن تعود الى وطنها, فبامكان عائلتها و اصدقائها ان يساعدوها في التغلب على احزانها. شاهدت لورا يد دييغو في يد الارملة الجميلة, حيث ابقاها مدة طويلة, حاولت جاهدة ان تتحرك وتتذوق ثمر الفريز الذي ينمو في جنوب المكسيك, لكن قابليتها ضاعت.... وضعت شوآتها في الصحن واشارت سراً الى الخادمة, وبعد لحظة , قدًمت القهوة الى المدعويين, نظرت لورا بسرعه نحو زوجها , انه ما يزال يتحدث الى جارته. هذا هو العشاء الثالث الكبير الذي يقام في فيلا جاسينتا منذ عودتهما الى اآابولكو , وتعوّدت لورا بسرعة أن ترأس الطاولة التي يشترك فيها عدد من الشخصيات الكبيرة المعروفة جداً في لمكسيك, فقد قال لها دييغو إنّ هذا النوع من الاحتفالات يساعد في الجهود المبذولة لإخراج والدها من السجن وفي الإسراع باجراء المحاآمة. قال لها ذات يوم عندما آانا يتناولان طعام الفطور قبل ان يتوجه لى مكتبه. "في بلادي من الصعب استعجال الأمور , علينا ان نستقبل الشخصيات مرّات عديدة قبل ان تطلب منها الاهتمام بقضيتنا." فقالت له بلهجة غاضبة: "أنت لا تفعل شيئاً , ووالدي."..... أجابها دييغو غاضباً وهو يرفس الكرسي: "بالنسبة الى الظروف الراهنة , فإ والدك ليس في وضعٍ سئ , بل بالعكس"... قالت لورا بإلحاح: "ينقصه الهواء ولون بشرته أصبح رمادياً." قال في سخرية: "آسف لأني لم أستطع إقناع المسؤولين بأن يأخذوه آل يوم الى شاطئ البحر لتلّوح الشمس بشرته." وخرج من الغرفة قبل ان يتسنى لها الاعتذار, فهي تعرف جيداً أن والدها سيكون في وضع يرثى له لولا مساعدة دييغو, لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من إثارة زوجها , ربما لانها تشعر بالاهانة عندما تراه يتأقلم مع وضعهما المعقد في رباطة جأشٍ وهدوء. ومنذ الليلة التي وعدها فيها بأن يعيد إليها حريتها, آان يعتبرها آأنها تمثال من الرخام يزين المكان. وخلال شهر العسل الذي لا ينتهي لم يعد دييغو ينظر اليها آأنها امرأة جذابة ومثيرة , بينما هي تفقد صوابها وتضطرب تأثراً, فإن دييغو يحافظ على هدوئه الغريب , ولاشك في أنّ ذلك غريب لأنه يتمتع بطبع ناري, ان ذآرى ليلة عرسهما حين آانا على وشك إتمام الزواج ما زالت تلازم لياليها الأرقِة. قالت لورا لجار دييغو بعدما انتبهت انه يكلمها: "آه عفواً انني ... انني تائهة ... آأنني آنت في القمر." فهمس قائلاً "اعتقد بان دييغو يحاول ان يشير إليكِ منذ لحظة , لاشك في انه يرغب في ان ينهض عن الطاولة.".. "نعم , بكل تأآيد." احمّرت بينما آانت نظراتها تلتقي بنظرات رب المنزل المتزنة, ولثانية ظلّت جامدة وآأنها مشلولة, وبجهد نهضت ولحقت بالضيوف الى الصالون. اتكأت لورا الى حائط الموقدة و راحت تتأمل في ابتسام المدعويين المتجمعين في حلقات في مختلف زوايا القاعة الكبيرة. بين المدعويين آان وزير العدل واثنان من معاونيه. في هذه الليلة بالذات سيحقق دييغو اولى الخطوات من اجل الاسراع في اجراء محاآمة والدها. هل سيبدا بالحديث معهم الآن.. في غرفة الطعام الفارغة , ام انه سيصطحبهم الى مكتبه المريح الواقع في الطرف الآخر من البهو ؟ فجأة تقدّم منها بعض المدعويين يرغبون في أن يشكروها على هذا العشاء الذي أعدته. قالت لور وهي تبتسم لإحدى المدعوات: "يجب ان تشكري الطاهيه على ذلك , آان يكفي فقط ان أوافق على قائمة الطعام التي وضعتها." وفجأة تقلّصت معدتها.. إذ رأت وزير العدل يصغي بانتباه الى احد معاونيه بينما معاونه الآخر يتحدث مع مجموعة من المدعويين. أين ذهب ديغو ؟ اعتذرت لورا من المدعويين المحيطين بها وابتعدت خلسةً, آان الخدم يقدمون المشروبات المنعشة , ألقت نظرة الى غرفة الطعام, فلم تجد إلا الخدم يوضّبون المائدة. ترددت لحظة, هل هو في مكتبه ؟ ربما ناداه أحد ليرد علىالهاتف ؟ في اآابولكو آما هو في مكسيكو , لم يكف الهاتف عن الرنين. اجتازت البهو وتوقفت أمام باب الكتب وراء باب ضخم . فلم تسمع اي صوت . وبعد ثانية من التردد فتحت الباب. آان دييغو يحني رأسه على امرأةٍ وجهها ملئ بالدموع وهي تنتحب بين ذراعيه... إنها فرانسيسكا. وأول انسان استعاد وعيه آان دييغو , الذي نظر بقسوة الى لورا ثم قال لفرنسيسكا في لطف: "اذهبي الآن يا عزيزتي .. سنتابع الحديث بعد قليل." أحنت فرانسيسكا عينيها ومّرت أمام لورا واختفت من دون أن تقول آلمة. فتح دييغو علبة موضوعة على المكتب وأخرج سيجاراً صغيراً ثم أشعله بهدوء قبل أن يلتفت الى زوجته وسألها في سخرية: "اذاً يا عزيزتي , انتِ تطاردينني في عريني ؟ لماذا هذا التطفل ؟." الغضب الذي شعرت به لورا ورؤيتها فرانسيسكا بين ذراعي دييغو حلّ مكانه الانفعال, فقالت بلهجة جارحة: "إني اهزأ من آل النساء اللواتي تعاشرهن. آما اني لا اهتم بالمدعويين الذين تتغاضى عنهم, غير أنني أشعر بالصدمة إذ أراك تخلّ بوعدك بأن تتحدث الى الذين سيساعدوننا في اخراج أبي من السجن ".لم يرد دييغو في الحال .. تسمر وجهه ثم نفض رماد يسجاره قبل ان يجلس الى المقعد الجلدي الاسود وراء مكتبه وهو يقول بلهجةٍ هادئة: "لم اعدكِ بشئ من هذا النوع , لم أآن أنوي أن أبدأ محادثاتي الليلة." "لكنك أآدّت لي.".... "لقد سبق وقلت لك ورددت ذلك على مسامعك مئات المرات , أنه في بلادنا , هذا النوع من المبادرات لا يمكن الاقدام عليه إلا بكثير من الدبلوماسية, وليس مسلكاً سليماً أن أفتح هذا الموضوع مع رجال مدعويين الى مائدتي الآن." فقدت لورا سيطرتها وخبطت على المكتب وصرخت في صوت هستيري.. "لا ابالي قطعاً بهذه الانظمة واللياقات اذا آنت لا تريد ان تكلمهم الآن فسوف أآلمهم انا." أسرعت بالخروج , لكنها ما آادت أن تصل الى الباب حتى أمسكها دييغو في معصمها بعنف وأدارها نحوه وقال ووجهه أبيض من الغضب: "أمنعكِ من احراج المدعويين , هل تسمعين . اصعدي الى غرفتكِ في الحال , سأعتذر لهم عنكِ , سنتحدث في الأمر في وقتٍ لاحق." فقالت: "قبل أو بعد محادثتك الصغيرة مع فرانسيسكا ! يبدو لي أنّ سهرتك حافلة بأمور آثيرة." رفع يده عنها وتراجع خطوة الى الوراء وقال بهدوء: "لا ارى لماذا أآنّ لكِ الاخلاص."!! فقالت في تحدٍ: "وأنا لا أرى لماذا لا أتولى الدفاع عن قضية والدي شخصياً." فصرخ وهو يحملها آالريشة ويتوجه بها نحو السلم المكسو بالسجاد الاحمر الذي يصل الى الطابق الاول: "هنا , انتِ في منزلي أيتها المرأة الشرسة , ستفعلين ما أقوله لكِ". صفعته لورا بقوة وصرخت: "اذاً تقول إني امرأة شرسة ! لكنك لم تر أو تسمع شيئاً مني بعد , انتظر لترى." فقال وهو يضع يده حول ظهرها ويصعد بها السلم: "الآن تجاوزت جميع الحدود." توقفت لورا عن التخبط ليس لأنها مكبلّة بل لأن انفعالاً غير منتظر اجتاحها آلياً , فقد شعرت بصدر دييغو المضغوط على صدرها . تكفي رائحة عطره حتى تغيب عن وعيها. حملها من دون أي جهد ظاهر حتى السرير ووضعها بلطف وقال بصوت يلهث وهو يحدّق فيها بشراسة: "المطلوب منكِ أن تبقي هنا حتى ينصرف المدعوون . هل فهمتِ ؟ سأعود فيما بعد ." نظرت اليه وهي مخدرة بالانفعال ولم تكن قادرة على ان تنطق بكلمة . خرج دييغو وأقفل عليها الباب بالمفتاح. فهمست بصوتٍ متقطع: "آه .. يا الهي ! هذا مستحيل , إني أحبه ! لا , هذا مستحيل." يالغرابة الأمر ... قبل دقيقة آانت تكرهه .. والآن ... انها تريده بجنون.. لم يعد الامر بمثابة رغبة سبق وشعرت بها في اآابولكو ,,لا , انها تريد ان تصبح زوجته بما في هذه الكلمة من معنى , ان تكون المرأة التي آان يحلم بها منذ الأزل, أن تكون في الوقت نفسه العشيقة والزوجة وربة بيته وام اولاده.... لماااذا استغرقت آل هذا الوقت آي تكتشف حقيقة عواطفها ؟ آان لديها العديد من الاسباب لتحبه.. شكله الخارجي يعجبها . وهذا تعرفه منذ وقت بعيد.. ثم اعجبت بالاهتمام والعناية والاحترام لموظفيه وحتى لخدمه , آذلك الاحترام والمحبه اللذين يكنهما الجميع له, فضلاً عن الاهتمام بمساعدة والدها . لماذا أضاعت آل هذا الوقت الثمين لتقاوم هذا الانجذاب الخدّاع؟ ربما لم يفت الامر !! صحيح انها راته منذ قليل يعانق فرانسيسكا, لكن هذه الاخيرة عادت من فرنسا منذ فترة وجيزة .. والامور بينه وبينها لم تتطور بعد... وعندما يكتشف دييغو أنها تحبه , يمكنها ان تستعيده.... وفي الباحة الواقعة تحت النوافذ سمعت فجأة ضجيج أصوات و ضحكات وابواب تصفق ومحرآات سيارات تقلع.. تحمست لورا ونهضت من سريرها وخلعت بسرعة فستانها الاخضر الذي ارتدته للعشاء , وفتحت باب خزانتها , وبعد ان امضت وقتاً لا بأس به تتأمل العدد الهائل من قمصان النوم المعلقة, وقع اختيارها على قميص نوم شفاف من قماش ناعم , عربون البراءة , آما سيكتشف دييغو ذلك. بدأ قلبها ينبض بسرعة , نظرت الى المرآة واعجبت بنفسها وبوجهها الاحمر وعينيها اللامعتين المتلهفتين , فكّت آعكة شعرها فانسدل على آتفيها ثم راحت تسرحه, ثنت غطاء السرير وأطفأت الانوار تارآة ضوء قنديلين من آل جهة من السرير. آه آم آانت تكره هذه الغرفة , وأثاثها الاسباني الضخم وجوّها المخنوق . والآن آل شئ مختلف وهي تستعد أن تتقاسمها مع دييغو..... لكن لماذا تأخر دييغو في الحضور ؟ لقد وعدها بأن يوافيها متى ذهب المدعويين .. ساورها القلق فاقتربت من احدى النوافذ وازاحت الستائر قليلاً. .ربما قرر دييغو ان يحدّث وزير العدل في قضية والدها. لم يكن هناك اية سيارة امام المنزل , سوى سيارة المرسيدس التي تلمع تحت ضوء المصابيح الكهربائية التي تنير الساحة آضوء النهار. ثم لمحت شبح دييغو واعتقدت لورا ان قلبها سيتوقف عن الطرق,, آان يتأبط ذراع امراة ترتدي معطفاً أبيض. وما ان وصلا امام السيارة , حتى أخذها بين ذراعيه . رفعت المرأة وجهها نحوه , انها فرانسيسكا. ولما انحنى رأس دييغو على وجه فرانسيسكا , أطلقت لورا نحيباً عنيفاً وأقفلت الستائر. لا شك ان باب غرفتها قد نفتح في وقت معين من الليل . وعندما أفاقت لورا آانت تريزا الخادمة قد وضعت صينية الفطور على طاولتها . وباصبعها لمست ابريق القهوة الذي ما زال فاترا فقفزت من السرير وتوجهت الى الستائر تزيحها لتدع النور يدخل اليها. ونظرت الى ساعة الحائط المعلقة فوق المدفئة .. انها الساعه التاسعه والربع.. آيف آان بامكانها ان تنام طويلاً وبهذا العمق بعدما أمضت جزء آبيراً من الليل تبكي وتنتحب ؟ ولمّا نظرت الى نفسها في المرآة عرفت مدى حزنها وتعاستها , عيناها متورمتان وملامحها الناعمة متشوشة,, فدخلت الى الحمام ووضعت وجهها في الماء البارد مدة طويلة , ولما عادت الى غرفتها استعادت بعض وعيها , القهوة الفاترة تساعدها على ان تستيقظ تماماً. لكنها لم تكف عن التفكير فيما حصل , لم يعد دييغو قبل الفجر لأنها لم تسمع صوت محرك سيارته. ما دامت لم تخلد الى النوم الا في الفجر , ولحسن حظها فان دييغو لا يمكنه ان يعرف انها انتظرته في تلهف العروس ليلة زفافها.يكفي ما تشعر به من ذل واهانة بعدما عرفت انه بقي مع فرانسيسكا بدل ان يعود الى غرفته آما وعدها ..سكبت لنفسها فنجاناً آخر من القهوة وذهبت تجلس في أحد المقاعد قرب الموقد. لاشك أنه عاد خلال الفجر, والا لما آان في وسع تريزا ان تدخل الى غرفتها حاملة صينية الفطور, الا اذا ترك المفتاح في القفل.. وهل الخدم اغبياء هنا.. يكفي ان تنظر تريزا الى السرير لتعرف انها نامت وحدها في هذا السرير الضخم. وفي يأس نظرت لورا الى السرير الذي تأمل من آل قلبها أن تتقاسمه مع زوجها. للأسف لقد فات الاوان , سئم دييغو هذا الزواج الابيض ,,وحبه القديم لفرانسيسكا سرعان ما عاد ا لى الحياة من جديد آما ان هذه المراة المكسيكية الجميلة اصبحت حرة .. بدأ الدمع يترقرق في عينيها عندما سمعت طريقاً على الباب. فانتفضت فجأة ونهضت ,, انفتح الباب, وظهر دييغو في بذلته الرمادية وقميصه البيضاء وربطة عنقه ذات اللونين الاحمر والرمادي.. نسيت لورا آلياً قميص نومها الشفاف الذي آانت ترتديه , وراح دييغو بكل وقاحة يتأمل جسمها النحيف الظاهر تحت القميص.. احمرّت لورا خجلاً وراح قلبها ينبض بسرعة جنونية, لاشك أنه يقارن نحافتها بجسم المرأة التي أمضى الليل معها. سالها فجأة: "هل انتِ تعيسة جدا يا حبيبتي ؟." مسحت الدموع بطرف يدها و اجابت بلجة لاذعة: "تعيسة , أنا ؟؟ لماذا اآون تعيسة ؟ تزوجت من رجل ثري وقادر , ووالدي متهم خطأ بتجارة المخدرات , فلماذا أ:ون تعيسة ؟." "لورا لقد وعدتكِ"... قاطعته في شراسة وهي تتوجه الى الخزانة لتضع مئزرها: "حافظ على وعودك لفرانسيسكا." ! "فرانسيسكا."!! ظهرت الدهشة على وجه دييغو الى درجة ان لورا آادت ان تستسلم لو لم تره بعينيها خارجاً ليلة البارحة مع هذه المراة المكسيكية الرائعة. رددت وهي تبكل أزرار مئزرها: "نعم , فرانسيسكا."! تقدّم دييغو خطوة منها وقال: "سأشرح لكِ".... قالت له بصوتٍ جارح وهي تجلس أمام منضدة الزينة لتسرح شعرها: "لا أطلب منك أي شرح, إني أرغب في شئ واحد وهو معرفة متى يمكن لأبي ولي أن نغادر هذا البلد اللعين." ! قال لها في جفاء: "جئت لأقول لكِ اني على موعد مع جوزيه بيريز , وزير العدل في لساعه الحادية عشرة ." "آه "توقفت لحظة عن تسريح شعرها ثم أضافت: "حسناً , تخبرني عن نتائج اللقاء في اآابولكو لاني انوي السفر الى هناك في الطائرة المسافرة ظهراً." ران صمت فيه تهديد, تمالكت لورا نفسها فلم تقذفه بالاتهامات التي ظلت ترددها طيلة تلك الليلة البيضاء التي امضتها وهي تنتحب باآية على وسادتها ,, أخيراً سألها: "هل أنتِ ذاهبة الى اآابولكو ؟." أجابت بمرارة وهي تلتفت اليه: "ليس عندي خيار آخر , إني من دون عمل وبالتالي ليس معي نقود. .اني مضطرة لان اتكل عليك الى ان اصبح قادرة على الاتصال ببرانت." خيّل اليه انه سينفجر غضباً مثلما حدث مساء امس, لكنها تجاوزت حدود الخوف آانت مستعدة لان ترضى بان يخنقها غضبه, لم يعد هناك طعم للحياة ما دام لا يحبها. قال وهو يستعيد برودة اعصابه: "حسناً , ساتصل بك,, وفي الوقت الحاضر ساحجز لكِ مكاناً في الطائرة , انكِ لم تحجزي بعد على ما اظن."!! "لا." تناول دييغو سماعةالهاتف واجرى الاتصال اللازم , قال لها قبل ان يتصل بفيلا حاسينتا: "لقد حجزت لكِ مكاناً." ثم اعطى اوامره لجوانيتا , ووضع السماعة وقال: "ستعد جوانيتا آل شئ لتوصيلك , وسينتظرك غييارمو في المطار." "لا .... سآخذ تاآسي ,, المطار ليس بعيداً عن الفيلا." "افضل ان يذهب غييارمو لاستقبالك . فليس لديه اعمال آثيرة في غيابي." لم تلّح لورا عليه , آيف يمكن لدييغو ان يكون مطّلعاً على اهتمامات غييارمو . لقد شاهدت لورا هذا الشاب الجميل قبل زواجها بقليل , وآان على متن باخرة دييغو , ولمحته يغازل احدى السائحات , لو شاهده دييغو ذلك اليوم لما سمح له بان يقترب من زوجته . آان دييغو قد وصل الى الباب عندما سالته لورا في صوت متوسل: "ستتصل بي , اليس آذلك ؟." "طبعاً." همست وهي تراه يخرج حالماً من غرفتها: "شكراً." قالت لورا لنفسها في غضب, لاشك انه سيسرع في تحريك الامور ليتخلص منها ومن والدها , ثم يتزوج من فرانسيسكا هذه الارملة الشابه الجذابه التي جاءت الى لمكسيك لتلتقي حبها القديم منتديات ليلاس :flowers2::flowers2::flowers2: |
9-حقيقة آالحلم
حسب الاتفاق،جاء غييارمو لينتظر لورا في المطار. وخلال الطريق الى الفيللا، آانت تدرك اعجاب هذا الشاب المكسيكي بها. وخلال الاسبوعين اللذين قضتهما في الفيللا، خلال شهر العسل، آانت تلاحظ ذلك، لكن وجود دييغو الى قربها. منعه من اظهار اعجابه بوضوح. لكن نظراته بدت اليوم وقحة الى درجة ظاهرة. "استغرب آيف ان السينيور دييغو يدع زوجته الرائعة وحدها خلال هذه السفرة الطويلة"... آانت مكسيكو تبدو لهذا الشاب في آخر الدينا وهو الذي لم يغادر مدينة الحمامات الشهيرة. ابتسمت لورا بتحفّظ وقالت بلهجة مازحة: "لا اظن ان بامكان احد ان يخطفني. آان السينيور دييغو على موعد مهم، صباح اليوم، فأوصلني سائقه الى المطار، وبعد ساعة سفر في الطائرة وسط مئات المسافرين، جئت انت لأستقبالي. واني أسألك ماذا يمكن ان يحدث لي؟" وخلال الطريق، لم تكف لحظة عن التفكير بوالدها. المهم ان تتم المحاآمة بسرعة. فهي لم تشك لحظة في برائته وهي التي سمعته مراراً يهاجم بعنف الذين يتاجرون بالمخدرات. فكيف يمكنه ان يورط نفسه في مساعدة هذين الرجلين اللذين استأجرا منه اليخت. آه، لو يتم القبض عليهما، لكان بالامكان انتزاع الحقيقه منهما. وبدا حتمياً ان والدها سيدفع الثمن مكانهما اذا استحال توقيفهما. وصلت السيارة امام ساحة الفيللا المحاطة بالخضار بمختلف انواعها. وما ان سمعت محرك السيارة حتى خرجت جوانيتا الي عتبة المنزل لاستقبال معلمتها بحرارة وارتباك. سالتها وهي تأخذ من يد لورا حقيبة الزينة بينما آان السائق يخرج حقيبتها الوحيدة من صندوق السيارة: "هل سياتي السينيور دييغو متاخراً"فاجابتها بأختصار: "نعم. سيلتحق بي قريباً. لديه مواعيد عمل مهمة." فتحت جوانيتا الحقيبة التي وضعها آارلوس على طاولة صغيرة واطلقت زفرة عميقة وقالت : "آه، الواجب بالنسبة الى السينيور دييغو قبل اي شئ آخر. عندما آان صغيراً آان يعرف معنى المسؤليات. آان يكبر اخاه بسنتين فقط ويهتم به اهتماماً مسؤولا. لكن جيم آان مختلفا. يحب المرح والضحك. ولا يرى في الحياة غير حسناتها." توقفت لحظة عن الكلام ثم تابعت : "آان عمر السينيور دييغو اربعة عشر عاماً عندما فقد والديه. وبعد ذلك آانت تأتي السينيورا جاسينتا لتمضي مع حفيدها العطلة. في اي ساعة تحبين تناول العشاء يا سنيورا؟" "آه، في الثامنة والنصف، يا جوانيتا. لكني سأتناول فنجان شاي في الصالون الصغير بعد القيلولة. وبعدها سأخرج لفترة قصيرة." قالت جوانيتا مقطبة حاجبيها: "هل تحتاجين الى غييارمو ليوصلك الي مكان معين؟" "آلا. سأقود السيارة بنفسي." لم ترحب جوانيتا بقرار معلمتها الخروج وحيدة. لكن لورا تجاهلت الأمر. فهي لا تريد ان تدع احداً يعرف بوجود والدها في السجن المحلي. سألت لورا " هل هناك اي رسائل لي؟" "آلا، سينيورا." لم يرد برانت على رسالتها وهي لا تستغرب ذلك. في الحقيقة لم تكن مصرة على ان تتلقى منه رسالة.فهي لم تشعر تجاه خطيبها القديم سوى بالمحبة. وهذا الاحساس لم يكن واضحاً الاّ الآن. ان دييغو وحده يملأ عالمها. وحده قادر على ان يشعرها بمداعباته وملامساته الحنونة. وتساءلت وهي ممدّدة على السرير: لماذا ما تزال تتذآر مشاهد الحب مع دييغو بعد ان بعد ان تهدم آل شئ بينهما؟ وبرغم تصميمها على الا تفكر فيه، لم تستطع ان تمتنع عن التفكير بتلك الليلة التي آادت ان تستسلم فيها نهائياً. "عفواً سينيورا، الهاتف" ! التفتت لورا وقالت نصف نائمة : "ماذا هناك؟" "الهاتف، سينيورا! انها الشرطة" ! نهضت لورا من سريرها مرتجفة ورددت: "الشرطة؟ سأرد من هنا" وبرغم صدمتها، ظلت منتظرة الى ان اقفلت جوانيتا سماعة الهاتف في البهو قبل ان تعطي اسمها: قال صوت رجل: "العفو، سينيورا. اريد التحدث مع السينيور راميريز." "ليس هنا. انه في مكسيكو، ولكنني"... "لو تفظلت ان تقولي لي اين استطيع الاتصال به يا سينيورا." فقالت متوترة: "اذا آانت القضية تتعلق بوالدي، دانييل برانت. فيمكنك ان تقول لي ما الأمر." ضغطت على اسنانها عندما اصرّ المتكلم على معرفة رقم هاتف دييغو. وعلى مضض اعطته رقم المنزل ورقم المكتب. ثم اضافت: " آنت على وشك الذهاب لزيارة والدي. لا شك ان بامكانه ان يشرح ما يجري من الامور"... "لا انصحك بالمجيء، سينيورا"... "آيف؟ لن تمنعني من القيام بزيارته" !"لا داعي ان تنزعجي، سينيورا راميريز. ان السينيور ترانت ... لم يعد هنا." حدقت لورا بالسماعة في توتر وقالت: "انني ... لا افهم، لايمكن ان يكون قد نقل بهذه السرعة؟" "بلى، لقد ذهب." احتلها فرح آبير هي التي آانت تشكو من بطء القانون والعدالة المكسيكية! لقد تحدث دييغو مع وزير العدل منذ قليل. وها هو والدها يتقل الى مكان آخر، ربما الى مكسيكو، من اجل محاآمته. فقالت قبل ان تضع السماعة جانباً: "شكراً سينيور، شكراً جزيلاً." لم يطل فرحها الاّ لحطة ... ان محاآمة والدها وتبرئته، ستؤديان الى مغادرتها المكسيك او بالأحرى الى الطلاق، من الافضل الاّ تفكر في الامر ...ان دييغو يريد فرنسيسكا. ومن النافذة القت نظرة سريعة الى الساحة. البحر يرفع امواجاً عالية، ترتطم على الصخر وتظهر رغوة بيضاء. تذآرت لورا ان دييغو حذرها من السباحة على هذا الشاطئ الخطر. لكن لماذا لا تذهب لأآتشاف الشاطئ الجنوبي؟ انها الفرصة الوحيدة، فستغادر اليفللا عما قريب. لاشك ان عليها الانتظار يوماً او يومين قبل ان تعرف الى اين نقل والدها. اخرجت من احد الجوارير زي السباحة. لا داعي للقبعة، فستحتمي تحت اشجار جوز الهند العالية. دقت الجرس لجوانيتا التي خضرت في الحال ."لن اتناول الشاي في المنزل، فقد قررت الذهاب الى شاطئ البحر. وسآخذ معي عصير الليمون." سالتها الخادمة وهي معجبة بقامتها النحيفة الظاهرة تحت سترة البحر القصيرة: "الن تأخذي السيارة؟" قالت لورا وهي تبحث عن آتاب صغير بدأت قرائته في الطائرة: "لقد غيرت رأيي في الآمر" "هل هناك شئ خطر؟" فوجئت لورا والتفتت نحوها. "المكالمة الهاتفية ... الشرطة"... "آه لا. لا شيء .آانوا يريدون ان يتكلموا مع السينيور دييغو. وشرحت لهم اين يستطيعون الاتصال به." "هكذا اذاً." اطمأنت جوانيتا وذهبت الى المطبخ تعد العصير المطلوب، بينما آانت لورا تضع داخل حقيبة البحر، منشفة وآتاباً وانبوب زيت. ثم حملت الحقيبة على آتفها وتوجهت الى الشاطئ. سبحت لورا طويلاً في مياه البحر الفاترة، ومن وقت الى آخر آانت تعوم على ضهرها في فرح، مغمضة العينين . وبعد نصف ساعة من السباحة، عادت الى الشاطئ الرملي حيث ابريق العصير المثلج في انتضارها. تمددت على بساط البحر وراحت تشرب العصير ببطء وهي تتأمل المنظر الرائع الذي لن تراه بعد الآن وآانت تحاولان تحفر في ذاآرتها الرمل الناعم الابيض والبحر الازرق والاخضر، واشجار جوز الهند العديدة المحملة بالثمار الناضجة تحت الاوراق الخضراء الغامقة. ثم تمددت واغمصت عينيها تحت اشعة الشمس البراقة. فجأة مر ظل بينها وبين الشمس، فخفق قلبها بسرعة وفتحت عينيها. ولثانية اعتقدت ابنها ترى دييغو في قميصه البيضاء القطنية وبنطلونه الجينز الضيق. فجأة شعرت بصدمة عندما رأت غييارمو. سألته وهي تنتصب في حرآة سريعة محاولة تناول سترتها: "ماذا تفعل هنا؟" "ارسلتني جوانيتا لأرى ما اذا آنت بحاجة الى شئ ما." "لا تبدأ في سرد القصص! لديّ آل ما اريد وتعرف جوانيتا ذلك تماماً" انحنى غييارمو ليجلس قربها، ثم نظر اليها بوقاحة قائلاً: "لاشك انها لاحظت مثلي بعض الاشياء، لقد تزوج السينيور دييغو من امرأة جميلة جداً يمكن ان يفتخر بها اي رجل. ومع ذلك فهو يبتعد عنها زارعاً الحزن في عينيها. اني اعرف ذلك يا سينيورا. لقد سبق وقرأت هذا التعبير على وجه النساء اللواتي يأتين الى اآابولكو من دون ازواجهن." قفزت لورا واقفة وقالت في غضب: "لا استغرب ذلك. لكنك تعتبرني مثل السائحات اللواتي تلتقيهن على الشاطئ اذا قلت لزوجي"... همس غييارمو بصوت شهواني مقنع: "لا حاجة لك لآن تقولي له شيئاً؟ انني اعرف ان اجعل النساء سعيدات، يا سنيورا، ويمكنك ان تثقي بي تماماً." صرخت لورا: "اذا آنت مصرا على الاستمرار في موقفك فسأنادي آارلوس." لكنها قبل ان تنفذ ما هددت به، امسكها غييارمو بذراعها وجذبها بشدة نحوه ضاغطاً بيده على فمها حتى يمنعها من الصراخ. راحت تقاومه بصمت. آانت تقاوم بكل قواها وتمكنت للحظة من ان تفلت من قبضته، وفتحت فمها لتصرخ، لكنه ارتمى عليها مانعاً مقاومتها وشعرت بالغثيان آملة ان يأتي آارلوس او جوانيتا آادت ان تفقد وعيها تحت قوّة جسده عندما وجدت نفسها فجأة تسقط على رآبتيها وقد ابتعد عنها غييارمو والدم ينزف من انفه وسرعان ما سمعت شتائم بالاسبانية مما جعلها ترفع رأسها. انه دييغو، يرتدي بذلة الصباح، وآان شاحب اللون من الغضب. ارتمت بين ذراعيه وراحت تبكي وتنتحب: "آه دييغو! اني خائفة جداً." التفت دييغو ليلقي نظرة الى خادمه ثم صرخ: "اختف من هنا في الحال، ساراك في السفينة بعد قليل." ثم التفت الى لورا وحدجها بنظرة غاضبة بينما آانت ترتجف بين ذراعيه. فقال وهو يبعدها عنه في حنان: "ان منظرك غير لائق وردة فعل هذا الولد عند رؤية امرأة جميلة نصف عارية على شاطئ مهجور، ليست مستغربة." اجابتة لورا وقد استشاطت غصباً: "بلادك بلاد البرابرة" آان دييغو يحدق فيها بنظرات غريبة وتسائلت في قلق ماذا يدور في خلده في الوقت الحاضر. وعندما رأته يخلع سترته وربطة عنقه ويفك ازرار قميصه، تثاءبت وسالته: "ماذا تفعل" . "هذا طبيعي، اليس آذلك؟ هذا سيعلمك آيف تثيرين الرجال.لست سوى امرأة مثيرة." القى بثيابه جانياً، رآضت لورا نحو السلم الحجري، لكن دييغو لحق بها وحملها بين ذراعيه. تلاشت وحدقت فيه متوسلة. صحيح انها ارادت دييغو وتريده دائماُ، لكنها لا تريد علاقة ناتجة عن غضب ورغبة بحتة. وقبل آل هذا آيف تنسى المرأة المكسيكية السمراء، فرنسيسكا... ؟ همست: "دييغو، لا، ارجوك"! تصرف آأنه لم يسمع شيئاً. وضعها في لطف على اريكة الشاطئ وراح يتأمل جسمها الجميل المرتعش وهي آانت تقول: "دييغو، لا"... لكن عينيه آانت تقولان اشياء جعلتها تتخلى على اية مقاومة وتستسلم. قال وهو يعانقها: "لم اعد استطع احتمال تهربك." ليس هناك آلمات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي شعرت بها من جراء مداعباته البارعة. آانت تداعبه بشعره الاسود وتلثم عنقه. بعد هذه اللحظات الرائعة التي عاشتها، رفعت عينيها الخضراوين البراقتين وشاهدته ينظر اليها، بسحر ويهمس وآأنه لا يصدق : "يا الهي. لقد اآدت لي ان ... اوه .. برانت وانت"... "آه دييغو، هذا لآنه ... لم اآن اعي تماماً ... انني"... وبينما آانت تحاول ان تشرح له بصعوبة، انها آانت تقاوم منذ البداية هذا الحب الذي آانت ترفض الاعتراف به، آانت تسمع عويل الرياح في اوراق شجرة جوز الهند التي آانت تحميها من اشعة الشمس ولبرهة قصيرة شاهدت دييغو يرفع رأسه فجأة في استغراب ويمد يده في حرآة دفاع ... ثم تلقت صدمة عنيفة افقدتها وعيها . :flowers2::flowers2::flowers2: |
10عتمة الذاآرة -
فتحت لورا عينيها وآان اول ما لمحته زهور البنفسج الرائعة مضى وقت طويل قبل أن تلمح من بعيد شبح أبيض آإنه ضباب آثيف أرادت أن تصرخ لكن الصوت لم يخرج من حلقها الجاف إن مثل هذا الجهد البسيط آاف لأن يحفر دماغها في الم عميق وبشبه غيبوبة راحت تنتحب همس صوت في لغة لم تعرف ماهي برغم أنها فهمت المعنى من دون صعوبة -شكرا ياالهي ! هل تريدين شئ ما يا ابنتي؟ قالت لورا في صوت ثقيل انها تشعر بالعطش فاختفت الممرضة لتعود حاملة قدحا مليئا بعصير البرتقال ألمثلج وقالت: - سيفرح زوجك آثيرا لأنك استعدت وعيك إجابت لورا مقطبة الحاجبين: -زوجي هل أنا متزوجة؟ -طبعا ياصغيرتي إنه قلق عليك وآأن الممرضة تذآرت أن لورا لاتعرف اللغة الأسبانية , فقالت لها بالأنكليزية: - سأزف إليه الخبر السار واطلب منه إن يحضرلرؤيتك -إنتظري, ارجوك , من ستحضرين؟ انني لا اتذآر احدا -انت زوجة السينيور راميريز وهو شخصية بارزة في المكسيك المكسيك ماذا تفعل هنا في المكسيك ؟ هل هي متزوجة من رجل مكسيكي ؟ أضافت الممرضة: -تعرضت لحادث على الشاطئ القريب من فيلا جاسينتا حادث في فيلا جاسينتا هزت لورا رأسها في حيرة وارتباك ومن جديد عاد الألم العنيف يعصر صدغيها -انني إنني لا أتذآر شيئا -لا تقلقي, سينيورا هذا شيء طبيعي بعد صدمة آهذه لاتتحرآي سأقول لزوجك أنك استعدت وعيك وضعت لورا يدها على أآمام الممرضة وهمست: -أرجوك اخبريني أولا عن الحادث أن تلتقي زوجا لا تعرفه فكرة ترعبها من هو ؟ من يشبه ؟ ماعمره ؟ وهي من هي ؟ -آنت ممددة على الشاطئسنيورا تحت شجرة جوز هند المحملة بالثمار الناضجة إن ثمره واحدة بإمكانها تحطم رأسك -وهذا ما حدث لي ؟ -من حسن حظك أن زوجك آان معك في هذه اللحظة وقد تمكن أن يخفف من حدة الصدمة والآن سنيورا سأذهب لآتي به لم نستطع أن نقنعه الا اليوم بأن يخلد إلى الراحة لكننا وعدناه بأن نوقضه متى استعدت وعيك وعندما اختفت الممرضة راحت تحاول الترآيز تلاحقها عشرات الأسئلة التي لا تعرف لها جوابا منذ متى وهي متزوجة من مكسيكي ؟ لا شك أن يحبها آثيرا لأنه رفض أن يبتعد عنها آأن عليها أن تطلب من الممرضة مرآة قبل أن تدعها تذهب لتأتي به لا تعرف آيف ملامحها؟ هل لون عينيها أزرق ام اسود ؟ رفعت يدها لتلمس خصلة من شعرها لمعرفة لون شعرها لكن شعرها آان مختفيا وراء ضمادات تلف آل رأسها وعندما لمست جبينها شعرت بألم عنيف فجأة , انتفضت فقد دخل إلى غرفتها وبقي جامدا قرب السرير آان ممشوق ألقامه أسود, الشعر ,أسمر البشرة في الثلاثين من العمر يرتدي قميصا بأآمام قصيرة وبنطلون جينز وجهه متعبا آان ينظر إليها في قلق ويهمس في صوت مبحوح وهو يضع يده على يدها: -لورا هكذا إذا إنها تدعى لورا اعجبها الاسم وما اسم زوجها؟ قالت لها الممرضة منذ قليل عن اسمه آه صحيح فهمست: -دييغو سألها وفي عينيه ومضة امل: -هل عرفتيني يا حبيبتي هزت رأسها قليلا وقالت: -الممرضة هي التي أعطتني أسمك ولاحظت الضمادات التي تحيط بمعصم زوجها فسألته: -هل جرحت؟ -هذا لا شيء -هل حصل هذا في الحادث الذي تعرضت أنا إليه لقد قيل لي أنك خففت من حدة الصدمة وإلا لكنت الآن من عداد الأموات -هذا الحادث هو بسببي أنا وغلطتي لا تغتفر آان علي أن أعرف توقف عن الكلام وجلس على السريران دماغ لورا يرفض ان يعمل بصورة طبيعية لم تحاول أن تعرف ماذا يعني في آلامه فقالت بصوت خافت: -من متى وأنا غائبة عن الوعي؟ -من 3 إيام أخفض رأسه فإذا بلورا تشد على قبضته وهي تقول بلطف: -إذا لا شك أنك مرهق جدا قالتلي الممرضة أنك لم تبرح غرفتي طيلة هذا الوقت -سيحضر الطبيب قريب جدا وسأراك بعد أن ينتهي من معالجتك توقعت أن ينحني ليقبلها لكنها ابتعد في خطى سريعة تارآا إياها في خضم الحيرة والقلق لماذا يبدو هذا الزوج الذي أشرف على الاعتناء بها 3 أيام متوالية مستعجلا في التخلي عنها ؟ آانت لورا تنثر فتأت الخبز وهي تتناول فطور الصباح على الشرفة المليئة بالزهور وهي تنظر في حنان الى العصافير الصغيرة المتعددة الألوان التي حومت حول المائدة لتلتقط آسرات الخبز في فرح قال لها دييغو في توبيخ ناعم: -إنك تدللين العصافير ياحبيبتي -انها عصافير جميلة عادت للجلوس قرب زوجها وتناولت إبريق القهوة وقالت: -إنها آالأولاد الصغار لا نستطيع أن نرفض لهم اي شئ هل تريد؟ -ماذا أريد ماذا ؟ أولاد؟ -لا يا حبيبي هل تريد بعض القهوة؟ -آه نعم بكل سرور ثم عادت تقول وهي تسكب له فنجان قهوة: -إنجاب الأولاد فكرة حسنة أليس آذلك؟ ما رأيك؟ قطب جبينه وقال: -لقد اتفقنا على أن نتجاهل هذا الموضوع في الوقت الحاضر إلى أن تتحسن صحتك تناول دييغو سيكارا وأشعله فأجابت لورا قائلة: -نعم آنت متفقة معك على هذه الفكرة , لكن نهضت واسندت ظهرها الى حجارة الشرفة وحدقت في المنظر الرائع امامها ثم اضافت تقول: -دييغو؟ - -نعم ؟ - -لنفرض انني لن استعيد ذاآرتي ابدا ؟ - -الأطباء يعرفون تماما ان حالتك ستتحسن لكنها بحاجة الى بعض الوقت -انفجرت صارخة: - -الوقت لقد مر شهران وانا على هذا الحال ! لم استعد من الذآريات الا صورة اليخت الراسي على الشاطئ وصورة الراهبات في ذلك الدير قال دييغو في حذر وهو ينفض رماد سيكاره في المنفضة: - لقد ترعرت وتعلمت في الدير - -لماذا لا تساعدني لأستعيد ذآرياتي وبالتالي ذاآرتي آلها نهض دييغو متجها نحوها ثم وضع أصابعه على ذراعها وقال: -نصحني الأطباء بألا استعجل الامور وانت تعرفين ذلك جيدا من الأفضل ان تستعيدي ذاآرتك بصورة طبيعية - -وهل نصحك الأطباء ايضا بأن تنام في غرفة منفصلة عن غرفتي ؟ آانت تنظر اليه في تحد فشاهدت تقلص وجهه حين قال بعد ان سحب يده من ذراعها: -لا هذا القرار اتخذته بنفسي يجب ان اذهب الان آيلا تفوتني الطائرة لدي مواعيد آثيرة بعد ظهر اليوم في مكسيكو تبعته حتى الغرفة التي ينام فيها وقالت: -الا يمكنني ان ارافقك , ولو لمرة واحدة التفت دييغو اليها وهو يضع اوراقه داخل حقيبة سفره وآان يبدو منزعجا: -من الأفضل ان تبقي هنا بعض الوقت ريثما تتحسن صحتك ليست المرة الأولى منذ الحادث يرفض فيها طلبها وفجأة قالت بغضب: -هنا أليس آذلك وهكذا لا يتسنى لي أن أرى عشيقتك أغلق حقيبته واقترب منها وقال في جفاف: -إنني أذهب إلى مكسيكو لأداء بعض الأعمال وليست لدي أية عشيقة فانتزعي هذه الفكرة من رأسك هذا العذر هل سبق وسمعته قبل الحادث؟ آيف لها أن تعرف أنها ترغب في أن تسد اذنيها آي لا تسمع اي شيء بعد الآن هل باستطاعة ثمرة جوز الهند أن تزعزع دماغها الى هذه الدرجة؟ هل آان دييغو دائما يتصرف معها آصديق أآثر منه زوجا؟ لا هذا مستحيل فهي تشعر أنهما آانا متفقين ومندمجين روحيا وجسديا همست لورا في الوقت الذي آان دييغو يقترب منها آالعادة ويقبلها في جبينها: -دييغو -ماذا ؟ -الا تعتقد أن صحتي تتحسن بسرعة لو لو آانت علاقتنا طبيعية مثل قبل الحادث إني متأآدة من ذلك غمز بعينيه وهو يتأمل وجهها الأحمر وسألها فجأة: -آيف تعرفين ذلك ؟ -آيف ؟ لكني أشعر بذلك أنت زوجي وماذا يمنعني من اآون طبيعية معك؟ صمت برهة ثم أطلق زفرة عميقة وقال بصوت حنون وهو يداعب شعرها: -ما من أحد يستطيع منعك وأنا أيضا يالورا آنت أرغب في ذلك لم يكن سهلا مقاومة رغبتي باللحاق بك الى غرفتك صرخت: -لا أفهم ليس هناك أية خطر إني بصحة جيدة إذا لماذا؟ -سنبحث الأمر بعد عودتي إنها تعرف دييغو الآن بما فيه الكفاية وتعرف أنه متى اتخذ قرارا ما فلن يعود عنه بسهولة عندما أصبحت لوحدها راحت تفكر بمصيرها وحده زوجها يمكنه ان ينسيها الشكوك التي تراودها باستمرار منذ وقوع الحادث لقد أخبرها دييغو أنها فقدت والديها لكن لا بد أن لها قصة أو مهنة أو أصدقاء أو معارف او اقرباء لا أحد يعرف عنها شيئا لا شك أنها انفصلت عن الجميع بعدما تزوجت آه لو يساعدها زوجها على إعادتها الى الطريق الصحيح بدل أن تكتفي بأنتظار مشيئة القدر! شعرت بالتعب فتمددت على السرير الضخم الذي يشعرها بالضياع طيلة الليل وراح عقلها يشتغل بقوة هل لدى دييغو عشيقة في مكسيكو ؟ وتذآرت أنها قرأت مرة أن المكسيكيين ليسوا مخلصين لزوجاتهم ودييغو هو رجل جذاب ومثير وقليلات من النساء قادرات على مقاومته الدير إنه الماضي إنها الأن متزوجة! وهي تحب زوجها وهل هناك ما هو أفضل من ذلك الحب إن ثمة طرقا تساعدها على إقناعه بضرورة مشارآتها حبها نعم ستحاول أن تجذبه إليها بطريقة أو بأخرى في الأيام الثلاثه التي تلت ذهاب دييغو عملت لورا بكل نشاط وحيوية ومساء عودته آانت الفيلا على استعداد لاستقباله وضعت لورا على الطاولة شمعدانا يضئ المكان وآانت لورا تبدو في شعرها الأشقر المنسدل على آتفيها وفستانها ألأبيض الضيق في أناقة وجمال تامين وبعدما ألقت نظرة خاطفة على الطاولة نظرت في عينين براقتين الى الخادمة وقالت: -عندما يصل السنيور نأخذ المقبلات في الصالون الصغير وسيكون أمامك متسعا من الوقت لأن تنهي العشاء قالت لها المرأة في فرح: -لا تقلقي ياسنيورا ان السنيور يقول لي دائما أنه سيصطحبني يوما ما إلى مكسيكو لأعلم الطاهي الفرنسي إعداد ألمأآل المكسيكية وفي تلك اللحظة دق جرس الهاتف فتناولته جوانيتا من المطبخ قالت لورا لنفسها : آل شيء جاهز لهذه الليلة التي ستكون مليئة بالسحر والإثارة الأضواء الناعسة الطعام المفضل تريد أن تفعل أي شيء آي تنقذ زوجها من براثن عشيقته قالت جوانيتا وهي على عتبة غرفة الطعام: -المكالمة لك انه السنيور دييغو -هل يريد أن أستقبله في المطار؟ -إنه يتكلم من مكسيكو يا سنيورا جف حلق لورا ورفعت السماعة وقالت: -دييغو , ماذا جرى ؟هل أنت متأخر؟ -إني آسف يا حبيبتي لن أستطيع الحضور هذا المساء شوقي إليك قالت لورا وهي تعض على شفتيها: -حسنا إذا إلى يوم الأحد -أعدك بذلك وسأتصل بك في حال حدوث اي تغيير لكن لورا لم تعد تسمع شيئا آانت تفكر بالمكالمة الهاتفية هل آان دييغو غير قادر على المجيء أم إنه لم يكن يريد ذلك؟ ماذا وراء آل هذه المواعيد ؟ هل هناك امرأة أخرى في حياته؟ مكالمته الهاتفية في اليوم التالي التي أخبر لورا فيها إنه سيؤخر عودته 48 ساعة أخرى بدأت تؤآد شكوآها فقال دييغو: -لدي مواعيد من مهمة جدا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء بالتالي لا يسعني الوصول قبل مساء الثلاثاء لكنني أنوي قضاء الأسبوع آله معك في الفيللا فقالت له في صوت جاف قبل أن تقفل الخط في وجهه: -لا تقلق عليه أرجو أن تمضي عطلة جميلة مع عشيقتك آه لو تستطيع أن تتحمل هذا الوضع أين يمكنها أن تذهب ؟ بمن تستطيع الاتصال ؟ أن فقدانها الذاآرة يمنعها من مغادرة هذا السجن الذهبي فيلا جاسينتا آانت أحلامها مهددة برؤية امرأة سمراء يمضي دييغو معها أيامه في مكسيكو لماذا تزوجها إذا ؟ هي الشقراء النحيفة المختلف جمالها عن الجمال المكسيكي ؟ حاولت أن تجد تفسيرا لكن ذآرياتها تهرب منها ربما آان زواجهما على وشك الانهيار قبل الحادث ؟ وهذا يفسر تهرب دييغو منها يوم الاثنين أي قبل عودة دييغو بيوم واحد عادت إلى لورا ذاآرتها في طريقة صاعقة وغير منتظرة -سينيورا ! هناك زائر آانت من منغمسة في رسم العصافير الملونة المتجمعة حول فتات الخبز فلم تأبه في البدء لهذا النداء لقد نصحها دييغو بأن تلجأ إلى الرسم حتى لا تضجر خلال فترة غيابه عن الفيلا وآان ذلك اآتشاف جميل عندما ترسم تنسى آل شيء رددت جوانيتا قائلة: -سينيورا , لديك زائر فقاطعها صوت رجل قائلا: -لا تقلقي سأآلم الآنسة ترانت بنفسي آه عفول السنيورا راميرزا قطبت جبينها وهي ترى الزائر يقترب منها يبدو إنه أمريكي بماذا ناداه بادئ الأمر؟ الآنسة ترانت لكن ربما سيكون قادرا على أن يوضح لها شيئا عن ماضيها قالت لورا وهي ترمق زائرها بنظرة متسائله: -حسنا يا جوانيتا سأستقبل السيد السيدآوه -لورا ! هذا انا برانت لاتقولي انك نسيت من اآون خيبة الأمل ضغطت على قلب المرأة هذا الرجل الجميل المظهر ذو الشعر الكستنائي مجهولا تماما بالنسبة إليها قالت لجوانيتا وهي تمسح أصابعها المليئة بالدهان: -اجلبي لنا القهوة ثم قالت لزائرها: - آسفة انني لا اعرفك -اتسخرين مني ؟ انا برانت ! آنا مخطوبين الا تذآرين لكنني بدأت افهم لماذا تخليت عني من اجل هذا المكسيكي راميرز تلعثمت من دون ان تتوقف لحظة عن النظر اليه بامعان: -انا انا التي هجرتك ؟ ثم لاحظت ان جوانيتا مازالت مكانها فرمقتها بنظرة جافة وقالت لها: -جوانيتا , طلبت منك اعداد القهوة أجابت المرأة المكسيكيه قبل ان تبتعد: -نعم نعم ياسنيورا قالت لورا بلباقة وهي تجلس في مقعد من القش: -اجلس ان جوانيتا ترعاني منذ الحادث -الحادث ؟ اي حادث؟ -انها قصة تافهه آنت ممددة على الشاطئ تحت شجرة جوز هند فوقعت حبة من الشجرة وأصابتني في جبيني ومنذ ذلك الوقت وانا فاقدة الذاآرة آليا جلس الرجل على المقعد شاحب اللون وسالها وهو يحدق في عينيها: -هل صحيح انك لاتتذآرين اي شئ ؟ -لاشئ او تقريبا احيانا قليلة ارى صورا تنبعث من الماضي ويؤآد الأطباء انني سأستعيد ذاآرتي مع مرور الزمن ’, لكن ترددت هل بأمكانها ان تسأل هذا الرجل الذي آان يعرفها جيدا شيئا عن ماضيها ؟ فقال برانت: -غريب انك لا تتذآرينني لم تجب فقد جاءت جوانيتا لتضع الصينية على الطاولة وتبتعد -يا لورا آنا على وشك الزواجوهذا امر لايمكن لانسان ان ينساه سألته لورا وهي تسكب القهوة: -هل تزوجت من دييغو قبل ان افسخ خطبتي منك ؟ -آلا لقد ارسلت لي خاتم الخطبة وقلت لي انك واقعة في غرام هذا الرجل -اني اشعر بأنني احببت دييغو منذ اللحظة التي رأيته فيها انه انهى برانت آلامها: -غني؟ تقلصت لورا ماذا يعني بذلك ؟ هل يعني انها فتاة انتهازية ؟ -نعم انه غني جدا -وذو نفوذ , اعرف ذلك ومع ذلك ترك والدك يموت في احد السجون المكسيكية ! أي نوع من الرجال هو ؟ اني ارى ان لكن لورا لم تعد تسمع صوته فقد استعادت ذاآرتها فجأة آان رأسها يدق آالطبل وآذلك اذناها والدها دان ترانت تخيلت وجهه الرمادي , في زنزانة معتمة وأمامه طاولة وضعت عليها الأباريق والزجاجات وسمعت صوت والدها رافعا آأسه ويقول: -ليكن زواجك سعيدا مثل زواجي انتصبت ورفست بعنف مقعدها الذي سقط وراحت تصرخ مثل حيوان جريح: -أبي ! أبي ! أبي ! ثم غابت عن الوعي :flowers2::flowers2::flowers2: |
11-وتألق القلب
لاح نور خفيف من وراء الستائر عندما فتحت لورا عينيها وانحنت جوانيتا الجالسة في آرسي قرب السرير , نحو الوجه الذي بدأ يستعيد لونه فابتسمت لورا قليلا وانفجرت الخادمة بالبكاء وقالت وهي تتمسك بذراعها الممددة على الغطاء: -آه سنيورا ما آان ينبغي ان اسمح لهذا الرجل بالدخول آه, لو أدرآت ان بأمكانه أن يؤذيك! سامحيني يا سنيورا تمتمت لورا بصوت مرتجف: -لست مخطئة يا جوانيتا في آل حال , لم يقصد برانت ايذائي ماما قاله لي اعاد الي الذاآرة بصورة صاعقة وانفجر رأسي هذا آل ما حدث ضغطت جوانيتا بيديها على صدغيها ونظرت الى لورا بخوف وقالت: -سيغضب السنيور دييغو مني آثيرا , سيقول لي انني قاطعتها لورا قائلة: -لا تخافي ياجوانيتا سأقول ان برانت دخل بالقوة أوه هل تمكنت من الأتصال بزوجي ؟ -نعم سينيورا تقريبا لم اتمكن من التحدث اليه شخصيا ترآت له رسالة مع مدير الفندق الذي آان عليه ان يتصل به عند السنيور فرانسيسكا بوردي حيث آان معها في زيارة عمل زيارة عمل صورة ممزقة نصف منسية برقت فجأة في مخيلة لورا وتذآرت وجه دييغو الأسمر المنحني فوق وجه فرانسيسكا الملئ بالدموع لم يكن من الصعب تخيل نوعية الأعمال التي يقوم بها دييغو مع هذه الأرملة الشابة السمراء قالت لورا آاذبة: -انني بحاجة الى النوم الآن -اخاف ان اترآك , يا سنيورا ان السنيور دييغو -انا في حالة جيدة يا جوانيتا لاتقلقي علي انني بحاجة الى قليل من الراحة -الاتريدين شيئا ما يا سنيورا ؟ -لا , شكرا لا اريد ان يزعجني احد لكنها لم تتوقف عن التفكير آانت تستعيد الذآريات , الواحدة بعد الأخرى آل حوادث حياتها الماضية تعود شيئا فشيئا الى مكانها وعندما تذآرت موت والدها في السجن المكسيكي بدأت الدموع تنهمر من عينيها هل اعتقاله هو السبب الرئيسي لموته ؟ لم تنس لورا العشاء الذي تناولته برفقته في مطعم الميرادور في ذلك المساء لاحظت ملامح وجهه المشدود آان قد فقد حيويته العادية "انني اتساءل ما أذا آان قلبي يتحمل هذا النوع من الأنفعال " هذا ما قاله لها وهما يشاهدان الفطاسين يقفزون من اعالي الصخور لقد اعتبرت هذا التعليق بمثابة مزحة هل آان دان حينذاك مصابا بمرض القلب فجاء السجن ليعقد له الأمور وتذآرت لورا وجهه الرمادي الشاحب خلال زياراتها العديدة له في السجن آانت تعتبر ذلك ناتجا عن الجو المشحون داخل الزنزانة وابتعاده عن الشمس , والهواء , والحرية وبرغم آل الاهتمام الذي آان يوليه دييغو لعمه , لم ينجح في إعطاءه الحرية التي آان يرغب فيها قبل أي شيء آخر وأخذت الأفكار تعود باتجاه دييغو إلى يوم الحادث الى الشاطئ آيف نسيت تلك اللحظات السعيدة مع دييغو ؟ راحت تتذآر دييغو منحنيا فوقها يداعبها بحنان فائق آل شيء يعود الآن الى ذاآرتها في دقة تامة جاعلا إياها مرهقة ومتلاشية في تلك المرحلة آانت تعرف أن زواجهما آان مهددا فقد قبل دييغو فكرة فسخ الزواج ثم فرانسيسكا , المرأة , السمراء , الجذابة , ظهرت في المشهد بصورة مباغتة لماذا تعلق دييغو بهذه المرأة الأمريكية المتحررة وهو الذي يتمتع بعقلية مكسيكية متعصبة؟ لكن حصل ما حصل على الشاطئ وعرف دييغو أنها آذبت عليه ليلة عرسهما تارآة إياه يعتقد أنها وبرانت آانا عاشقين فجأة شعرت بانتفاضة في آل أنحاء جسمها في ذلك النهار عندما آانت على الشاطئ قبل الحادث آان دييغو يعرف تماما إن والدها مات وإذا آان قد عاد باآرا من مكسيكو فذلك لأنه تلقى مكالمة هاتفية من رئيس شرطة أآابولكو لماذا أحبها في هذا النهار بالذات؟ آان والدها قد مات ولا شيء يمنع فسخ الزواج فكان حرا بأن يتزوج فرانسيسكا عندما يتم فسخ الزواج هل لأنه فاجأ غييارمو معها أحس برغبة عنيفة في أن يجعلها زوجته في الحال مهما آان الأمر آانت تصرفه وقحا وهو يعرف إن والدها مات نهضت من السرير وأسرعت إلى خزانتها وبسرعة أخرجت حقيبتها الجلدية الحمراء وراحت تضع حاجياتها وهي تفكر بعصبية واضطراب أين تستطيع الذهاب في اآابلوآو من دون أن يكتشف دييغو مكانها ويعيدها الى الفيلا ؟ إن الندم جعله يعتني بها عناية آبيرة منذ الحادث وهي تفهم الآن لماذا آان ينتظر بصبر أن تستعيد ذاآرتها بصورة طبيعية ربما آانا يأمل بألا تشفى تماما في آل حال ألا يتمتع دييغو بحياة ذهبية؟ لديه زوجة وديعة وطيعة مدفونة في فيلا جاسينتا وعشيقة ملتهبة في مكسيكو ؟ أقفلت حقيبتها و نظرت إلى حقيبة يدها لديها من المال ما يكفي لأن تمضي بضعة أيام في فندق من الدرجة الثانية قبل أن تستقل الطائرة الى لوس أنجلوس إنها لا تريد مغادرة اآابلوآو قبل أن تعرف إين دفنو والدها آانت أمنيته أن يدفن قرب زوجته وستحاول أن تنقل جثمانه إلى مدافن لوس أنجلوس حيث ترقد والدتها هل ما زال برانت هنا في اآابلوآو ؟ ربما , لكنه ينزل ولا شك في أحد الفنادق الفخمة التي تحيط الخليج ولا مجال للورا لأن تذهب للبحث عنه هناك حيث يمكن لدييغو أن يكتشفها بسهولة لا من الأفضل أن تنزل في فندق متواضع يقع على أحد التلال البعيدة عن الشاطئ وهناك يمكنها أن تمضي وقتها من دون أن يلاحظ أحد وجودها لم تجد أية صعوبة في صف السيارة في المطار والمرور بين مجموعة آبيرة من السياح الآتين من مكسيكو لكن الأمور تعقدت فجأة عندما لمحت شبح دييغو الذي آان يرتدي بذلة رمادية شاهدته يرفع يده ليوقف سيارة أجرة ثم يدخل إليها وينظر في تقلص أمامه إنه يستحق ما يحصل له الآن ماذا اخبر فرانسيسكا ؟ عندما قرأ رسالتها لا شك إنه آان يبين ذراعي هذه المرأة السمراء -سنيورا توقفت سيارة تاآسي أمامها -أين تذهبين ؟ -إني أبحث عن فندق صغير في حيي أآابلوآو القديم قادة السائق التلال العالية وتوقف أمام بناء مؤلف من 4 طوابق وقال: -إنه فندق روزاريو سأسأل اذا آان ثمة غرفة فارغة هل تريدين غرفة بسرير واحد ؟ -نعم ولبضعة ايام فقط دخل السائق الى الفندق وفهمت لورا انها ستدفع مبلغا ضخما للحصول على هذه الغرفة وأن السائق سيقبض عمولة هزت آتفيها في استياء وقالت ان هذه الأمور ليست مهمة في الوقت الحاضر المهم هو ان تبتعد عن دييغو الذي لن يخطر في باله انها تقيم في مثل هذا المكان آما انه اذا رأي سيارته في المطار سيفكر في الحال انها استقلت الطائرة الى آاليفورنيا ولن يفكر في البحث عنها في مدينة الحمامات ظهر السائق أخيرا: -هناك غرفة واحدة يا سنيورا وسعرها مرتفع احمرت لورا غضبا عندما عرفت القيمة المتوجب عليها ان تدفعها ان شقتها الصغيرة في بانوراما تكلف السعر نفسه لكن ليس امامها خيار آخر اومأت اليه موافقة وهبطت من سيارة التاآسي بينما اخرج السائق حقيبتها من الصندوق رائحة العفن تتصاعد من البهو ولدى دخولها انحنى صاحب الفندق السمين وابتسم لدى توقيعها على السجل فقد وقعت باسم والدتها قبل الزواج : بربارة فوريس صعدت الى الغرفة في الطابق الثاني انها صغيرة جدا وفيها مروحة بطيئه ومغسلة قديمة ومقعدان من القش وخزانة على بابها ستائر باهته تستعمل في الوقت نفسه آمنضدة للزينة وفي احدى الزوايا سرير عريض من الحديد المقشر قالت لورا في قرف: - -انها غالية الثمن نسبة الى ماتحتويه من اشياء غير مريحة فقال صاحب الفندق وهو ينظر اليها في ارتباك ويتأمل ملابسها الأنيقة: -انه الموسم يا سنيورا ثم انك لم تحجزي من قبل -نعم اعرف لن ابقى هنا مدة طويلة -سأرسل لك حقيبتك بأسرع ما يمكن قبل ان يجلب لها الخادم الحقيبة لاحظت لورا ان السرير يطلق صريرا قويا وان المروحة تجلب هواء رطبا رائحته آريهة عندما اصبحت لورا وحدها تمددت على السرير وهي تتصبب عرقا وثيابها تلتصق بجسدها آانت تحدق بشفرات المروحة ربما آان من الافضل لو انها ذهبت لتبحث عن برانت لتستدين منه المال لتستأجر غرفة تليق بها لكن ربما اضطر لأن يطرح عليها اسئلة محرجة وربما اقنعها بمنطقه مؤآدا لها ان دييغو لم يعد له حقوق عليها ما دام ارغمها على ان تتزوجه ابتزازا اغمضت عينيها آيلا ترى هذه الغرفة ال****ة نعم قانونيا ربما لم يعد لدييغو أي حق عليهالكنها تشعر بأنه يمتلكها جسدا وروحا لايمكنها ابدا ان تمنح رجلا آخر هذا الحب الممزوج بالشغف أيقظها دوي الرعد من نوم عميق ارتعشت ثم نهضت خائفة لوجودها في هذه الغرفة ال****ة المظلمة من جديد سمعت طرقات على الباب فتقدمت وهمست بصوت يرتجف وهي تشعل النور: -من من هنا ؟ - -دييغو -ألقت نظرة خاطفة الى الغرفة آملة ان تجد وسيلة للهرب حينذاك شاهدت حشرات صغيرة تسرع بالأنسحاب من السقف وجدران الغرفة وتختبئ في ثقوب الخشب والجص ارتعبت لهذا المنظر وصرخت بأعلى صوتها وفي الحال سمعت ضربة قوية وصوت الخشب المتحطم دخل دييغو من الباب وسألها: -لورا حبيبتي , ماذا جرى ؟ -فأشارت لورا باصبعها الى الحشرات ذات القرون الطويلة المنتشرة هنا وهناك -جذبها نحوه واخفى وجهها بصدره وقال بصوت هادئ وهو يداعب شعرها: -هذا لاشئ ياحبيبتي هذه الحشرات الصغيرة غير مؤذية هدهدها لحظة ليهدئ من خوفها , ثم ابعدها عنه بلطف وسألها: -هل انت مطمئنة الآن ؟ -اشارت له برأسها ايجابا -سألها وهو يشير الى حقيبتها الحمراء: -أهذا آل ما لديك من امتعه ؟ -نعم لم اآن احتاج الى اآثر من هذا حمل الحقيبة وقال: -تعالي آان صاحب الفندق ينتظرهما في المدخل فقال: -اني آسف ياسنيور راميرز لم اآن اعرف ان السنيورا هي زوجتك -آيف تجرأت على تأجير مثل هذا الكوخ القذر! أحب ان اعرف آم طلبت أجرة لمثل هذا المأجور ؟ أطلعت لورا دييغو على المبلغ الذي دفعته فحدج دييغو صاحب الفندق بغضب وقال: -عليك أعادة ثلاثة ارباع المبلغ الذي قبضته في الحال والباقي يكفي لتصليح الباب الذي خلعته الآن انك تفقد سمعتك بطريقة ذليلة راح الرجل يعتذرشارحا وضعه ولما أعاد المبلغ اخذ دييغو لورا بذراعها وخرجا معا الى الشارع حيث تنتظرهما سيارة المرسيدس صعدا الى السيارة وأقلع بها دييغو سالكا اتجاه وسط اآابلوآو ران صمت ثقيل أخيرا سألته لورا بصوت خفيض من دون ان تجرؤ عليلى النظر اليه: -آيف توصلت الى اآتشاف مكان وجودي ؟ -لم يكن ذلك سحرا صحيح انك ترآت السيارة في المطار لتوهميني أنك غادرت البلاد ولكنني لم انخدع بذلك اني اعرفك جيدا وأعرف انك لن تغادري أآابلوآو قبل ان تعرفي أين دفن والدك لقد بحثت عنك في آل فنادق المدينة ابتداء من الفنادق الفخمة ولما وصلت الى هنا , قرأت اسم والدتك على سجلات فندق روزاريو -اسم والدتي ؟ آيف عرفت ان هذا الأسم هو اسم زالدتي ؟ لم اذآره امامك أبدأ -قرأته على مقبرتها عندما آانوا يدفنون والدك الى جانبها أطلقت زفرة ممزقة -لورا حبيبتي , هل تذآرينكل شئ ؟ همست بعدما أزاحت وجهها عنه حتى لايرى الدموع في عينيها: -نعم ثم أضافت بصوت متقلب: -اني سعيدة لأن والدي دفن قرب والدتي شكرا على ذلك سألها بحيوية: -لماذا تشكرينني على هذا فقط ؟ الم افعل آل ما بوسعي لأعالجك وأهتم بك بعد الحادث الذي افقدك الذاآرة ؟أطلقت ضحكة صفراء وقالت: -حتى اليوم لم اآن اصدق المثل الذي يقول " ان الجهل هو سلام الحياة " لم تقل لي شيئا يا دييغو ولم تعلمني بموت والدي ولا اذآر ما تبقى من احداث عندما يجهل المرء سوء حظه فلا يتألم من ذلك أليس هذا صحيحا؟ قاطعها بلهجة ساخطة: -آفى يالورا ! سنستأنف هذا الحديث في المنزل المنزل ؟ اين منزلها ؟ انها لاتذآر شيئا عن فيلا جاسينتا ولا عن مسكنها الفخم في مكسيكو قبل وفاة والدها آان منزلها الحقيقي هو يخته فماذا حل باليخت ؟ وما ان وصلت السيارة الى مدخل فيلا جاسينتا حتى تذآرت لورا فجأة جوانيتا وآارلوس ماذا يقولان عن اختفائها ؟ هل هما على علم بالحادث الذي حصل بينها وبين غييارمو مباشرة قبل الحادث ؟ ربما نعم , لأنها منذ ذلك الحين لم تعد تسمع عنه شيئا استقبلتهما جوانيتا الشاحبة اللون قلقا وفي صوت خافت حيتهما ثم سألت دييغو ماذا يريد ان يتعشى ؟ -أحضري لنا شيئا سنتناول العشاء في الصالون الصغير شعرت لورا انها على وشك الانهيار عندما ترآها دييغو في الغرفة الكبيرة التي لم تكن تتصور انها ستراها مرة اخرى ولكنها بعدما اخذت حماما فاترا شعرت بالأسترخاء والأرتياح آانت جالسة أما منضدة الزينة تسرح شعرها الأشقر عندما دخل دييغو الى الغرفة آان يبدو شديد السمرة بقميصة الحريري الأبيض وبنطلونه الأزرق الفاتح وشعره الأسود السميك الرطب مملسا الى الوراء ولدى رؤية زوجته في قميصها الحريري الأخضر , لمع بريق في عينيه الداآنتين -عندما تصبحين مستعدة سنتوجه الى الصالون الصغير لنتحدث في امور آثيرة قالت وهي تلقي نظرة أخيرة الى المرآة قبل ان تنهض: -هل أنت متأآد من ذلك آان يبدو لي أن الأمور واضحة بيننا لقد مات والدي ولم يعد هناك مبرر لاستمرار زواجنا لقد وعدتني بأن تعيد لي حريتي قال دييغو: -إن زواجنا هو الآن أمرا واقع, يا حبيبتي لم يعد بإمكاننا الرجوع الى الوراء لم تتمكن من إخفاء توترها فابتعدت وأزاحت الستائر عن النافذة ونظرت إلى الليل والقمر الذي آان بدرا -لا شك أن هنأك مجالا لفسخ الزواج انتفضت لدى شعورها بيدي دييغو تربتان على آتفيها فلم تسمع صوت خطواته وسألها: - لماذا ؟لماذا تحبين ان تعذبينني؟ ألا يمكننا أن نعيش سعيدين؟ ألم نختبر معا الفرح في تقاسم الحب؟ تذآري يا حبيبتي على الشاطئ آنت تريديني آما آنت أريدك اعترفي بذلك يا لورا آوني مخلصة وصادقة مع نفسك نظرت إليه ثم اغمضت عينيها هل بإمكانها أن تنسى ما حدث معها في ذلك اليوم على الشاطئ تحت شجرة جوز الهند؟ همس دييغو في أذنيها وهو يعانقها: -لم تستطيعي يوم ذاك ان تخفي حقيقة أحاسيسك ومرة أخرى راحت تشعر بالذوبان لدى ملامساتة البارعة وراحت هي بدورها تلامس عنقه ثم حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير حاولت أن تقاوم لكن بدون جدوى لكنها قامت بجهد آبير للتخلص من قبضة دييغو وعناقه ووقفت وهي تنظر إليه في احتقار وقالت: -آيف تجرؤ على ملامستي ؟ ادخر ملامستك البارعة لفرانسيسكا لأنها بلا شك تقدرها -لا افهم مادخل فرانسيسكا في الموضوع ؟ ضحكت لورا بسخرية وقالت: -ربما نسيت يا دييغو , لكنني مازلت أذآر آل شيء, أذآر الليلة التي أمضيتها معها بعدما شاهدتكما متعانقين آما أنك آنت وقحا للغاية اذ أنك ما ان خرجت من سرير عشيقتك حتى لحقت بي مصرا على القيام بواجباتك الزوجية برغم أن آنت تعرف تماما أن والدي ميت على بعد مسافة قصيرة من هنا انت رجل آريه وفظ صرخ دييغو , شاحب اللون: -لا , هذا غير صحيح , أعترف بأنني ربما آنت عنيفا ذلك اليوم على الشاطئ لكن إني أقسم لك بأنني لم أآن أعرف أن والدك مات -هذا مستحيل لقد اتصلت بي رئيس شرطة أآابلوآو في اليوم الذي آنت على موعد مع وزير العدل قال لي أن والدي ذهب اعتقدت أنان اعتقدت إنهم نقلوه الى مكسيكو ليصار إلى محاآمته بسرعة لقد أعطيت الشرطي رقم هاتفك في المنزل وفي المكتب حتى يتمكن من الاتصال بك اقترب دييغو منها وضع يديه الاهبتين على آتفيها: -لم أتلق أية مكالمة ربما لأني آنت حينذاك في الطائرة لقد أخبرني وزير العدل أنهم ألقوا القبض على الرجلين الذين استأجرا اليخت من والدك وهذان الرجلان اثبتا براءته وجئت بسرعة لأخبرك بالأمر -تريد أن تقول أن السلطات آانت أطلقت سراح والدي؟ -نعم لم اعرف أنه مات إلا بعد الحادث الذي تعرضت له لورا هل بإمكانك الأعتقاد لحظة واحدة إنه بوسعي أن أجعلك امرأتي بالفعل لو آنت على علم بوفاة والدك؟ - آنت اعتقد أنك آنت تريد أن تربح على الجهتين فرانسيسكا في مكسيكو , وانا هنا قال مستغربا وهو يحك رقبته: -يا الهي لو عشت 1 سنة فلن اتوصل إلى معرفة آيف يعمل دماغ المرأة؟ لكنني في ذلك اليوم آنت أحبك آثيرا ولا يمكن لأحد أن يمنعني من التعبير عن حبي الم تشعري بذلك؟ هل في إمكاني التعبير عن حبي لو آان ثمة امرأة أخرى في حياتي ؟ أنا لا أتظاهر بالحب إني أحبك حقا وانا مجنون بحبك منذ اليوم الأول الذي التقيتك فيه آيف تستطيعين التفكير أن هناك امرأة أخرى؟ -ليس هذا صعبا الم ارك تعانق فرانسيسكا ؟ -هل تغارين منها يا حبيبتي ؟ -نعم اآتشفت تلك الليلة بالذات انني أحبك انتظرت انتظرتك بحرارة وبلهفة لكن بدلا من أن تعود إلي رأيتك تذهب معها -آه يا حبيبتي! وبسرعة أقترب منها وأخذها بين ذراعيه وجذبها الى السرير -تعالي دعيني أشرح لك ما حدث وضع دييغو ذراعه حول خصرها وقال: -عندما آنت صغيرا آانت فرانسيسكا تصغرني بسنتين فقط وآنا مخطوبين وأهلنا يحبون هذه العلاقة لكن القدر آانا مختلفا تعرفت فرانسيسكا الى انطوان وأحبته وتزوجته بينما آنت أحلم بالمرأة التي ستصبح يوما ما زوجتي ورفيقة حياتي أطلق زفرة عميقة ثم تابع يقول: -مات انطوان وعادت فرانسيسكا الى مكسيكو حيث بدأت أعمال زوجها تنهار فطلبت مني أن أساعدها وهذا العناق الذي حصل بيننا هو عناق الأخوة صحيح أنني رافقتها تلك الليلة إلى منزلها لكني لم أبقي مدة طويلة أمضيت الليل آله اقاوم رغبتي في اللحاق بك -آه -لو جئت آما وعدتك به ياحبيبتي لكنت أصبحت ليلتها زوجتي لكني آنت أخشى مجابهة آرهك آيف لي أن أعرف أن عواطف نحوي تغيرت؟ -في آل حال لم تكن تريد امرأة أحبت أحدا قبلك زوجة لك ليلة عرسنا ترآتني بعدما اعتقدت أني آنت عشيقة برانت هز دييغو رأسه وقال: -في الحقيقة لست متشبثا تماما بهذا الموقف يمكنني أن أقر بعض التصرفات ولكنك عندما لفظت في تلك اللحظة الحاسمة اسم برانت , تأآدت تماما أنك ما أحببتني ولهذا السبب وعدتك بأن اعيد لك حريتك عندما يخرج والدك من السجن وثم -ثم ماذا ؟ -بعد الحادث الذي وقع لك قلت ورددت مرارا أنك تحبينني وانت تريدينني لكنني لم أآن قادرا على ان البي رغباتك آما حصل بيننا على الشاطئ لقد اجبرتك على أن تستسلمي لي وبطرف اصابعها , لمست لورا شفتي دييغو وقالت: -إذا آانت ذاآرتي سليمة فإنني أذآر أنني تجاوبت معك في ذلك اليوم على الشاطئ صحيح أنك آنت تحبني منذ البداية؟ -لم اآف عن التفكير فيك منذ اليوم الأول أنت أغلى شيء عندي في العالم أنت امرأة أحلامي إلى الأبد لا يمكنني أن أعيش من دونك -حتى وان لم أآن في مستوى والدتك؟ -والدتي ؟ ما دخل والدتي بالأمر؟ -تعتقد آونسويلو أنك أسير حبك لوالدتك وهي تعتقد بأنك تزوجتني فقط لإنني أشبهها -هذا خطأ إنها تتحدث على هواها لتجعلك تغارين آانت تأمل دائما بأنني سأتزوجها بعد وفاة أخي, زواجي منك أغضبها -آه , دييغو لقد ارتحت الآن لم أآن أعرف وضعت لورا رأسها على آتف زوجها وأضافت في خجل: -هل تغفر لي لأنني شككت فيك؟ -وأنا أيضا يا حبيبتي أعترف بأنني أتحمل بعض المسئولية -ما علينا إلا أن نبدء من جديد - وأن نعوض الوقت الضائع وألا ننتظر دقيقه واحدة قالت جوانيتا: -سنيور , سنيورا , العشاء جاهز قال دييغو قبل أن يعانق لورا: -حافظي عليه ساخنا ثم قال للورا: -انا جائع اليك يا حبي منتديات ليلاس الــــــــنــــــــــهــــــــــايــــــــــــــــــة....... . م/ن :flowers2::flowers2::flowers2: |
الساعة الآن 02:30 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية