منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   عودة الذئب..... قصة مسلسلة....(مميزة ) (https://www.liilas.com/vb3/t65941.html)

asma2 06-01-08 06:08 PM

جميل جدا أخت ساميه

موضوع في غاية التشويق

تقبلي متابعتي

saaamyaaa 07-01-08 12:29 AM

فراشة مسلمة
داحنا لسة ما ابتديناش


براون
ان شاء الله هاكمل بسرعه ويارب يهدى الكمبيوتر ومايجبش عطله لحسن تاعبنى قوى



ديو العزيزة
جزاكى الله خيرا حبيبتى وان شاء الله تعجبك
لسه هاتولع

saaamyaaa 07-01-08 12:32 AM

اسماااا
يارب يوفقك وتنولى ما تتمنين ومرحبا بك وبتعليقاتك ورايك

saaamyaaa 07-01-08 12:35 AM

(4)
لا........لا...... مستحيل
هتف الأسير بغضب : لن تنالوا ما تريدون أبدا
لن تستطيعوا العودة أبدا, سنسحقكم سحقا
لسنا وحدنا هذه المرة...الجميع يؤيدوننا
القائد بصوت مخيف : نعم ...تحالف اللصوص الجبناء.... تغضون الطرف عما يفعلونه هناك, ليغضوا الطرف عما تفعلونه هنا
والمصلحه مشتركه......
القضاء علينا جميعا هنا وهناك
الأسير بتكبر وغرور : هل علمتم الآن أنكم أضعف منا بكثير
القائد بسخريه لاذعه : لازلتم تكررون نفس العبارات الهزيلة المعتقة, يبدو أنكم تكذبون الكذبة ثم تصدقونها
أليس لديكم جديد تقولونه ؟
ألم تصلكم نتائج المعارك التى خضناها ضدكم حتى الآن؟ ألا تعرف أعداد القتلى والجرحى من جانبكم؟ أم أنكم تخدعون قادتكم كما تخدعون شعبكم ؟
أم أن قادتكم هم الذين يخدعونكم , ويوهمونكم بالنصر المنتظر ؟
صرخ الأسير بمقت شديد : أنتم شرذمة ضئيلة وسنسحقكم سحقا بأحذيتنا, تماما كالحشرات
ضحك القائد ضحكة قصيرة متهكمة شديدة السخرية : نعم كما كنا منذ سنوات ليست بعيدة, وظل الوحش المرعب يردد بصوته الجهورى الأجوف بأنه سيسحقنا
و 7000 من جنودكم محاصرين فى العاصمة , يأكلهم اليأس
ليعودوا فى النهايه الى أحضان أمهاتهم وسراويلهم مبتلة من الرعب, مخلفين وراءهم أسلحتهم وعتادهم , وحتى أحذيتهم
نهض واقفا ونظر فى عينى الجنرال الصامت يرتجف غضبا وأكمل ببرود : فلتستمتع بقوتك فى سجننا أيها الجنرال وأنت تنتظر قادتك المغاوير ليبادلوك برجالى
وسنرى من منا يستطيع الصمود أكثر..
سنظل نقاتل ونقاتل حتى ترضخوا وتأتوا الينا صاغرين,
ثم أردف بلهجه ذات مغزى : كما حدث من قبل
رحل القائد.......
وتركه يغرق فى بحور من المشاعر المرتبكه والأعصاب المحترقه
...........................................................
مضت فتره طويله من الصمت ..الى أن استطاع عمر أخيرا أن ينطق : شـ ..شـ..شيشان !!
أنا!!! من الشيشان؟؟
هز محمد رأسه ببطء وهو يقول : نعم أنت ابن خالد ديساروف أعظم مجاهد شيشانى عرفته فى حياتى
كنت وأباك أصدقاء وأخوة فى الجهاد, وأقارب أيضا ..فزوجته من أغلى انسانه على قلبى ..
أختى خديجه
تنهد محمد بعمق وهو يقول : كان والدك طبيبا, عرفنى على صديقه الطبيب صابر عبد التواب الذى جاء الى هنا فى بعثة طبية تابعة للجنة الإغاثه الإنسانية المصرية...
استضافه خالد فى منزله عدة أشهر ..
كنا كأعز الأصدقاء...حتى....
قامت القوات الروسيه بمهاجمة العاصمة ..جروزنى
استدعاه مدير البعثة الطبية وأبلغه بضرورة الرحيل الفورى عن العاصمة ..
عاد مسرعا ليودع خالد ....لكن................
اتسعت عينا عمر اثارة, وقال متعجلا محمد ليعرف ما حدث : لكن ايه؟
أكمل محمد وقد كسا صوته حزن عميق : وجد البيت محطم وجميع من فيه قتلى...
كان الجنود الروس يبحثون عن أباك .. وقدر الله أن يكون موجود فى البيت فى هذا الوقت
لكن ...سبحان الله ...
استطاعت أمك أن تحميك وانت رضيع..أخفتك فى مخبأ عجز الجنود عن الوصول اليه وبقيت نائما حتى رحلوا
وعندما وصل الدكتور صابر وسمع صوت بكائك لم يدرى أين يذهب بك, والبلد كلها فى حالة من الجنون والفوضى..؟
أخذك معه على متن الطائرة المغادرة, وأدخلك الى مصر بطريقة لا يعلمها أحد غيره
ويبدو أنه كان يعلم مسبقا أنه سوف يعتقل, فتركك عند خادمته الأمينه
ضاقت عينا عمر بشك : ياسلام؟!!!!!!
وازاى عرفتوا انى سافرت على مصر؟
محمد : ترك لى الدكتور صابر رسالة مع أحد معارفى الذين كانوا يرافقون البعثه الطبيه
عمر غير مصدق : وسبتونى 17 سنه؟
محمد بأسى : الإجتياح الروسى لم يترك أخضر ولا يابس....
لقد غادر المجاهدون جروزنى الى الجبال تاركين كل شئ
ودارت معارك طاحنة لإستردادها, ولم يكن باستطاعتنا ترك مواقعنا كجنود والذهاب لأى مكان, ولا يمكن أن نحضرك الى هنا وسط آتون الحرب المشتعلة ...
كنت صغيرا للغاية..
وبعد أن أخرجنا الروس من جروزنى, لم يكن معنا ما يكفى من مال يغطى تكاليف الرحلة الى مصر واعادتك الى هنا
ناهيك عن الحصار الإقتصادى الذى فرض علينا, والتحرشات الروسية المستمرة, وتهديداتهم المستمرة بالإعتداء علينا
وبعد عدة سنوات حدث الإجتياح الثانى للشيشان ..وانخرطنا معهم فى حرب ضروس استنزفتنا تماما...
والآن تغيرت الظروف , أصبحت رجلا وخرج الروس من جروزنى من بضعة أشهر فقط, وعادت الحياه تسير
ابتلع عمر ريقه بصعوبه وصمت طويلا يحاول استيعاب ذلك الكم الهائل من المفاجآت , ثم نظر الى محمد وقال : وانتوا عاوزين منى ايه دلوقتى؟؟أنا مش فاهم
محمد بود هادئ : نحن أهلك ..يجب أن تعيش معنا هنا, فى وطنك
انتفض عمر من مكانه بعنف وقال فى ثوره : فين؟؟ هنا؟ أنا..أعيش هنا؟؟
محمد بصرامه : لقد وافقت من قبل ...هل تذكر؟
عمر بانفعال : لاااااا ..دا كان زمان..لما كان فيه شغل وفلوس وميه بتجرى....انما انت عاوزنى أعيش هنا؟ وسط البرد والتلج والحرب !!!
وفى بلد ما اعرفهاش, وسط ناس ماعرفهمش ولا أعرف بيرطنوا بأنهى لسان !!
لا يا عم ..أنا مروح بلدنا, ومتشكرين قوى على واجب الضيافه
محمد بغضب : هؤلاء الناس هم أهلك, وأنت منهم, أنت هنا عزيز كريم بينهم
زفر بضيق وهو يكمل : أفهم تماما مشاعرك, لقد ملء الوهن قلبك, استسغت الحياة تحت الشمس الدافئه, واستطعمت الأمان والراحة وأصبحا همك الأكبر, حتى لو ضحيت فى سبيلهما بنخوتك ورجولتك وابتلعت الذل والعار..لتنعم بالدنيا
ضغط أسنانه بقوة وهو يقول بغضب مكتوم : لن ..أسمح ..لك ..أبدا
أهل هذه البلاد لا يتنازلون عن أبناءهم مهما حدث
ينفعل عمر بشدة ويصرخ : محروقه بلدكوا عاللى فيها...فاكرنى هاقعد هنا ...لاااا فايت هالكوا مخضّره, أنا مش ابنكوا
أنا ابن حرام ...
سامع...ابن حرام
فجأه ....اصطدم عمر باعصار غاضب عنيف
انقض محمد عليه بقبضته ليكسر أنفه ويسقطه أرضا بعنف
ويبدأ عمر بالصراخ والعويل فيزيد من غضب محمد ويسحبه من ملابسه ويلكمه بعنف
ويأتى كل من فى البيت على صوته لينقذوه من محمد
وتمسك زوجته بيديه لتمنعه من ضرب عمر ويساعد مالك عمرعلى النهوض
محمد بغضب مخيف : اياك أن تنطق بهذه الكلمات أمامى
اياك أن تسب أباك أو أمك والا قتلتك
يستعيد بعضا من هدوءه ويكسو صوته الحزن وهو يقول :
لن تفهم أبدا ماذا يعنى أن تفقد أغلى الأصدقاء
.....................................................
فى الأيام التاليه ...................
استقر الحال بعمر فى بيت خاله ولم تدخر العائلة جهدا للإشعاره بأنه فى وطنه
كان الجميع يتعامل معه بلطف وحنان من أول السيدة الطيبة زوجة محمد التى كانت تمرضه وترعاه ...ومالك الظريف الذى كان يحاول التخفيف عنه بكل وسيلة, الى زهرة الرقيقة التى كانت تسأل عنه من وقت لآخر...
حتى الصغير خالد ..كان يحبه
لكن عمر كان لديه شعور دائم بالغضب والتمرد تزداد حدته ويظهر جليا كلما رأى خاله محمد أو احتك به
دخل عمر حجرة المعيشه بخطوات ملوله بطيئه ..فوجد العائلة كلها هناك..
الأب والأم والصغيران يشاهدون التلفاز, ومالك يجلس الى منضدة فى أحد أركان الحجرة يستذكر دروسه, وزهرة تجلس فى الركن الآخر تقرأ
اتجه عمر الى المنضدة التى يجلس اليها مالك وجلس على مقعد أمامه
مالك : مرحبا عمر ...سأنهى دروسى وأخلو اليك حالا...
كيف حال أنفك؟؟
عمر بغيظ : اسأل أبوك...ياااااااااسااااااتر ...ايه ده ؟؟
تصدق بالله ...
أنا كلت علق بعدد شعر راسى, وانضربت كتير وقليل ...
الا أبوك ..ده عليه ايد.. مرزبه!
شايلها ازاى ده ؟
يبتسم مالك وهو يقول بمرحه المعتاد : أبى مجاهد, ويجيد فنون القتال
يزفر عمر بضيق وملل : اف ..ايه ده ...
معندكوش هنا حاجه نتسلى بيها؟
مالك بمرح : اطلب أى شئ تريده
عمر بصوت خافت : معاك سيجاره ؟
مالك بدهشه : ماذا؟؟
عمر : سيجاره
مالك يبلع ريقه ويقول بصوت منخفض هو الآخر : لا...لا أحد هنا يدخن السجائر
عمر بتأفف : طب مفيش كوتشينه؟؟
مالك : ماذا قلت ؟؟...
لا أستطيع فهم أغلب كلماتك
عمر بضيق : يابنى هو أنا بتكلم عبرى؟؟
كوتشينه يابنى ..كوتشينه...ورق ...ورق..
مالك يهز رأسه بفهم : نعم ...فهمت ..
لا ...لاأحد هنا يلعب الورق
عمر : ياساتر ...انتوا عايشين ازاى!
مالك يبتسم : انتظر حتى أنهى ما فى يدى وسأجد ما يسلينا
يسند عمر مرفقه الى المنضدة ويريح خده على كف يده ويتثاءب بكسل ملول حتى تقع عينه على زهرة وهى تنهض من مكانها وتتجه الى المكتبة الكبيرة فى آخر الحجرة لتبحث عن كتاب
تطاردها عيناه ويستدير وجهه خلفها
فجأه ينهض مالك ويرتكز بمرفقيه الى المنضدة ويميل بجزعه ويقترب من عمر ويمسك وجهه بين أصابعه وينظر فى عينيه مباشرة وهو يقول بابتسامة مفتعلة : كن حذرا ..بعض أنواع التسليه قد تكون خطيرة ومؤلمة للغاية
يشيح عمر بيده : خلاص ياعم آسف, انت هاتعلق لى المشنقة؟
مالك ببساطه : فقط أحببت أن أنبهك ..فزهرة ليست فتاة عادية
ستفهم ذلك فيما بعد
عمر بلهجة معتذرة : ماشى يا عم.مسموح بالكلام ولا ده كمان ممنوع؟؟
يعود مالك الى مرحه : ولم لا ..انها أختك كما هى أختى
ينهض عمر ببطء وينظر حوله ثم يتجه الى المنضدة التى تجلس اليها زهرة التى شعرت به فرفعت عينيها من الكتاب وهى تقول بود وابتسامة هادئة على شفتيها : مرحبا عمر ...كيف حالك؟
عمر يجلس الى المنضدة وينظر للكتاب الذى بين يديها: الحمد لله....
ايه ده؟؟...كل ده كتااااااااب؟

انتى بتذاكرى ولا حد بينتقم منك؟؟
تبسمت ضاحكة : لا لقد أنهيت دروسى منذ قليل
عمر بدهشة : : أمال بتعملى ايه بالكتاب ده؟؟
زهرة : هذا كتاب تاريخ .....
عمر بعجب : بتقرى ده كله؟؟
زهرة : لا....بل أحفظه
عمر بذهول : ليه ؟؟ مين اللى بيعذبك كده؟؟
يشير بابهامه خلفه بتساؤل دون أن يتكلم
زهرة ضاحكة : لا ...ليس هو ...
بل أنا التى أريد ذلك ....أريد أن أشارك فى حفظ تاريخ هذا البلد
عمر ببلاهه : مش فاهم ؟؟ يعنى ايه تحفظى كتاب عشروميت صفحه؟..
ايه اللى يزنقك على كده ؟؟
زهرة بهدوء : لقد قاربت على الإنتهاء من حفظ ربعه
الأمر ليس صعبا كما تتصور ....
هذا ان أردت أن تفعله
عمر : : ماشى....لكن مش هو مكتوب فى الكتاب؟ والكتاب فى المكتبة؟
بتحفظيه ليه؟؟
زهرة : حتى أساعد فى انقاذه عندما يتكرر ما حدث فى الماضى
.................................................. ..
انهم يحرقونها........
قال القائد بألم شديد وهو ينظر هناك بعيدا من خلال المنظار المكبر
ترك المنظار وجلس مستندا الى صخرة وارتسم على وجهه الغضب ممزوجا بالألم وردد ثانية : انهم يحرقونها....يحرقونها...
أحمد بغضب : أصبحوا كالكلاب المسعورة منذ اختطفنا جنرالهم
جوهر : هزيمتهم الفادحة فى معركة دبيورت أشعلت جنونهم لقد قتل منهم أكثر من 800 خلاف الآليات والأسلحه التى غنمناها منهم لهذا يصبون حقدهم وغضبهم على جروزنى
القائد : سيدمرونها عن آخرها ان لم نتصرف بسرعه
يحرقونها أو يدمرونها ....انها لا تهمهم فى شئ
جوهر بهدوء : سوف يتوقفون قريبا ...
القائد بغضب : لا لن يتوقفوا الا عندما ترتوى نزعتهم الساديه لن أقف مكتوف الأيدى وأتركها تحترق
لن أتركهم يدمرونها
أبلغ بقية الكتيبة بالإستعداد ...
ارتسمت فى عينيه نظره مرعبه وهو يكمل :
سيكون الرد مزلزلا
.................................................. ...........
مش فاااااهم ...قالها عمر بضجر شديد
مالى أنا ومال ايفان الرهيب والشيخ منصور ولا شامل ده كمان
تنهدت زهرة وفكرت قليلا ثم قالت : حسنا سأحاول أن أشرح لك بطريقه مختلفة
نحّت الكتاب جانبا وأحضرت من المكتبه رقعة شطرنج رصت عليها القطع بطريقة معينه وعمر يراقبها باهتمام شديد, وبعد قليل انضم اليهما مالك بعد أن أنهى ما فى يده وأخذ يستمع لزهرة بشغف
زهرة : القطع البيضاء الكثيرة تمثل روسيا ..والسوداء تمثل المقاومة الشيشانية وهى على الرغم من قلتها العدديه أمام الأسلحه والإمكانيات الروسية الا أنها لم تهدأ أبدا فى أى فترة من الفترات على مدار التاريخ
قدمت قطعة سوداء للأمام وهى تقول : (الشيخ منصور أوشورما وحد العشائر الشيشانيه
)جمعت بيديها القطع السوداء كلها معا(
وأعلن الجهاد ضد الروس...لكنه هزم فى معركة نهر السونجا واعتقل ومات فى السجن عام 1793 )*
)أسقطت القطعه السوداء ثم أزاحتها من الرقعه وقدمت قطعه أخرى(
ثم ظهر الإمام شامل وأسس دولة اسلامية فى الشيشان وداغستان معا (رسمت دائره وهميه بإصبعها حول القطع السوداء(
وهو من أعظم العلماء المسلمين المجاهدين الذين نعتز بتاريخهم
ألتفت حوله قبائل الشراكسة والشيشان , وكل علماء القوقاز والتركستان ,وقاد حرب أستنزاف فى شعاب المنطقة ووديانها وجبالها أستمرت ثلاثين سنة وإستنزفت قوا إثنين من القياصرة هما نيقولا الأول (1825 –1855 م)(وألكسندر الثانى 1855 –1881م)
لكنها انتهت بهزيمة المقاومة عام 1864 م ووقع الشيخ المجاهد فى الأسر
)أسقطت القطعه الثانيه وازاحتها خارج الرقعة)
عمر بدهشة : ومات فى السجن ؟؟
زهرة بجدية : لا...بل أعدم ....
وتعتبر هذة الثورة الإسلامية أعظم ثورة فى تاريخ صراعنا مع روسيا القيصرية
لكنها للأسف لم تمتد طويلا فالصراع دائما كان بين شعب ضعيف الإمكانيات وإمبراطورية تملك إمكانيات كبيرة وتتلقى الدعم من القوى المجاورة ..
وبعدها بخمس سنوات فقط قام الروس بقتل 4000 شيشانى فى منطقة سالى محاولين اخماد الإنتفاضه ...
لكن الإنتفاضه لم تهدأ أبدا
وعندما ظهر الحاج أذن(قدمت قطعه جديدة) لم تمض ثمانى سنوات حتى أعلن امارة شمال القوقاز
ولكن فى عام 1925 تم سحق الإنتفاضة وأعلنوا الحرب على الشيشان واتهموهم بالإرهاب والتمرد
عمر بسخريه مريره : بقى كل ده وماكانوش لسه أعلنوا الحرب؟؟!!
زهرة : عام, 1944م أسس ستالين جمهورية الشيشان ذات الحكم الذاتى
ولكنه فى عام 1945 غدر بهم, وقامت قواته بابعاد ونفى قرابة مليون مسلم من ست جنسيات مختلفه الى سيبريا وكان نصفهم من الشيشان وداغستان
عمر بدهشة شديدة : ياااااااربنا!! مليون!!ونقلوهم ازاى دول؟
تغيرت لهجة زهرة وظهر الحزن عميقا فى صوتها :
كانوا ...كانوا يقومون بشحن المواطنين داخل عربات الشحن بالسكك الحديديه كالبهائم....
لم يرحموا المرضى ولا العجزه كبار السن
وترك المبعدون خلفهم كل ما يملكون من متاع وأغراض وأراض لتكون غنيمه للمستوطنين الروس القادمين الى الشيشان
ليس هذا وحسب... لقد مات نصف عدد المبعدين فى الطريق من وباء التيفوس نتيجة الإزدحام الرهيب فى عربات الشحن ..
كما مات آخرون فى معسكرات العمل فى كازاخستان
تلك الفترة كانت من أشد الفترات التى مرت علينا قسوة
نظر عمر حوله فوجد العائلة كلها قد التفت حول المائدة تستمع لزهرة وهى تحكى بأسلوبها الجذاب الشيق : وعاد الشيشانيون الى بلدهم عام 1957 ليجدوا أرضهم أصبحت ملكا لسكان جدد شكلوا ربع عدد سكان الشيشان .
تنهد عمر بعمق وهز رأسه غير مصدق : علشان كده بتحفظى التاريخ؟

زهرة : ليس هذا فحسب ..أنا أريد أن أكون من حراس التاريخ
الروس يحاولون باستماته طمس تاريخنا ومحو هويتنا( ففى حرب القوقاز الأولى قاموا بإلقاء كل المخطوطات فى بحيرة (كازن ـ ام) لكن الإمام شامل الكبير أمر كل كبار رجال العشائر بإعادة كتابة التاريخ وكل ما حدث حتى يورث للأجيال
ثم حاولوها ثانية أثناء حملة الإبعاد لكننا أنقذنا مخطوطاتنا بأعجوبه
ولن يكفوا عن ذلك ...سوف يعودون مرة بعد مرة ..لهذا لابد أن نستعد لهم...علينا أن نحافظ على تاريخنا بأرواحنا فهو الكنز الثمين الذى نورثه لأبناءنا وأحفادنا من بعدنا.ولن ندعهم يسلبونه منهم
أسند عمر ظهره الى المقعد وهو يتأمل رقعة الشطرنج بتفكير : رموا الكتب فى البحر ؟؟ الروس ولا التتار؟؟
ابتسمت زهرة وقالت : أظنك الآن قد بدأت تفهم
.................................................. ..

frasha_moslema 07-01-08 01:42 AM

حكاية يا سامية. بجد انتي حكاااااااااااااية ما شاء الله عليكي. معلوماتك غزيرة واسلوبك شيق جدا. تصدقي انا اول مرة اعرف اللي انتي كاتباه ده. ربنا يوفقك ومستنية الدرس الجاي :-)


الساعة الآن 06:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية