منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الطفولة (https://www.liilas.com/vb3/f766/)
-   -   قصص الأنبياء (للأطفال) (https://www.liilas.com/vb3/t55371.html)

MiSs nonnah 27-10-07 03:26 PM


13

قصة سيدنا أيوب عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وبعد:

هو أيوب بن موص بن رازح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وأمه بنت لوط عليه السلام، وزوجته ليا بنت يعقوب عليه السلام. وكان من الروم الذي يسكنون بلاد الشام. وكان أيوب عليه السلام رحيما بالمساكين، يكفل الأرامل والأيتام. وكان جوادا إلى درجة التدفق بالأموال على الناس الليل و النهار. وكان كريما مضيفا، ما خلا من وجود الأضياف عنده، وكان غنيا ولديه من المال الكثير جدا.
وكان منذ صغره صالحا تقيا، صاحب صلاة وذكر، وكان حامدا لله، توابا إليه، مستغفرا لنفسه وللناس، وكان أوابا (كثير الرجوع إلى الله) ولذا سمي أيوب.
ولقد ورد الثناء عليه في القرآن في مواضع منه، وإن إبليس لعنه الله سمع تجاوب الملائكة بالصلاة على أيوب، وذلك حين ذكره الله تعالى وأثنى عليه، فأدركه البغي والحسد. فصار الشيطان يتسلط على نبي الله أيوب بما يستطيع ليفتنه عن دينه. ولكن قلبه وفكره وروحه كانت مطمئنة بالله، وكان صدره مستودعا أمينا للوحي. فتسلط على ماله هو وشياطينه ، وصار يوسوس للخزنة وللرعاة وللخدم وللناظرين، ولكل من وكِل بشيء من ماله. حتى هلك جميع مال أيوب. وأما أيوب عليه السلام فكان يصبر ويحتسب وكان يحمد الله تعالى. فلما رأى ذلك إبليس لعنه الله ازداد حقده وغضبه، وحشد شياطينه وأمرهم أن يتسلطوا على أولاده وأهله، فانتشروا فيهم فأهلكوهم بالخصومات والمنازعات وبالهجر. وطفق الموت يأكل فيهم حتى نفد أهل أيوب كما نفد ماله. ولا زال أيوب منشغلا قلبه وبدنه بعبادة ربه، وبالتوبة والاستغفار. فلما لم يصرف أيوب عليه السلام ماحل به من المصيبة في ماله وولده عن عبادة ربه، فتسلط إبليس لعنه الله على جسده، فجاءه وهو ساجد، فنفخ في عروق دمه نفخة خبيثة اشتعل منها جسده حرارة، فصار جلده مرعى للآفات والبثور، وبما أن أيوب نبي، فإنه لم يستطع إبليس أن يؤثر على عقله، فتغلب على جسده وصار مريضا يعاني من السقم. وظل أيوب عليه السلام يعاني من المرض بضع سنوات. واستحى أن يطلب من الله رفع بلائه، وتفريج كربه لأن إيمانه الكبير يأمره بذلك. ويريد الشيطان أن يتذمر أيوب لكنه لم يفعل. فتسلط له بصفة رجل حكيم مجرب وأراد فتنته ليتسخط أيوب ويضعف إيمانه. جاء وقال له مشككا أيوب بعبادته، قائلا: لو كانت عبادتك صحيحة ومفيدة ونافعة وشافعة لك، لشفتك من مرضك، فقال له: الله هو الشافي والحمدالله على ذلك. فأعاد عليه قائلا: إن ربك لم يرعك حق رعايتك، ماهذا الرب الذي يعبده عبده ولا يشفيه؟ وها أنت مريض مهمل وفقير معدم ولا أهل لك؟. فبكى أيوب واستعبر وقال: الله أعطى والله أخذ فله الحمد معطيا وآخذا وله الحمد نافعا وضارا، وله الحمد ساخطا وراضيا، ثم خر لله ساجدا. وزاد غيظ إبليس، وطال مرض أيوب حتى كرهه الناس وهجروه ولم يبق أحد يرحمه إلا زوجته التي كانت صالحة تقية. فقالت له مرة: لو دعوت الله أن يشفيك ويرد عليك مالك وأهلك، فظن أمرا ما خالجها، فقال لها: عشت سبعين سنة صحيحا، فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة. وقدر الله تعالى أن تتأخر يوما زوجته عنه، قد شغلها الناس وقتا زائدا عن المعتاد وكرهت أن تعود قبل أن تحمل الطعام والشراب له، فتعوقت وكانت الشمس قد ضربت عليه بأشعتها وهو لايقوى على الانتقال فتأثر من زوجته، وبلغ تأثره إلى أن حلف ليضربنها مائة سوط إذا برئ، ثم ندم واستغفر ولكنه أقسم. فنظر إلى نفسه وحاله وإلى بؤس زوجته، فإذا به يرفع إلى الله جل وعلا دعاءه دون تسخط يدعوه أن يعافيه، وأن يتولى برحمته شأنه. فستجاب الله دعاءه، وأوحى إليه أن أركض (إحفر) برجلك واضرب بها ولو تحريكا ينفجر لك نبع ماء فاشرب منه واغتسل به، تعد إليك صحتك وترد إليك قوتك، ففعل سيدنا أيوب عليه السلام. فعفاه الله وبرئت جروحه وعاد صحيحا معافى. بعدها رجعت إليه زوجته وبينت له سبب إبطائها. ولما كانت محسنة إليه وساعية على خدمته فقد حلل الله لها اليمين لأهون شيء عليها. وهو أقسم ليضبرنها مائة سوط، فخخف الله عليه لأنه يحزنه أن يضرب شريكة حياته على السراء والضراء وفي الشدة والرخاء، فقال له ربنا: خذ (ضغثا) حزمة من حشيش فيها مائة عود أخضر ويابس، (وقيل حزمة من عيدان الريحان الناعمة) واضربها ضربة واحدة فيكون بمثابة مائة سوط، لاتحنث بعدئذ بقسمك. وهذا من الفرج عليه وعليها. وعاد لأيوب ماله وأهله، وكثر المال والعيال حتى ملأ المخازن وعمر البلاد وعاد إليه العز.



ماذا تعلمنا من القصة:
1. كيد إبليس في التأثيرعلى نفوس الناس حتى وإن كانوا صالحين، لذا يجب دائما الاستعاذة بالله من إبليس وشيطاينه.
2. صبر سيدنا أيوب عليه السلام عندما ابتلاه الله عز وجل في ماله وأهله وجسده، لكنه صبر وحمد الله كثيرا حتى أن جاء الفرج وشفاه الله وعافاه، وعاد إليه كل ماله وكثر من أولاده وعزه مابين الناس
.

MiSs nonnah 27-10-07 03:28 PM

(14

قصة سـيدنا إلياس عليه السـلام


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وآله وصحبه ، وبعد :

لقد بعث الله تعالى النبي إلياس عليه السلام إلى بني إسـرائيل في زمن كثرت فيه الفتن وعم البلاء وتعددت الكوارث ، وعظمت فيهم الأحداث . ونسي بنو إسرائيل ما كان من عهد الله إليهم ، فنصبوا الأوثان وعبدوها من دون الله . فأرسل الله إليهم " إلياس بن ياسين " نبياً .

وكان سـائر بني إسـرائيل قد اتخذوا صنماً يعبدونه من دون الله يقال له ( بعل ) ، وهذا الصنم منحوت من حجر مزخرف وملون ، وهو تمثال لامرأة يعبدونها . وقصة اتخاذ المرأة صنماً يعبد ، لم تكن فجأة ، بل كانت عل مراحل
ألخصها لكم :

كانت البداية مجرد إعجاب بجمالها وكمالها وذكائها ، فكان الناس من الجنسين يقصدونها ، فيجلسون إليها ويتحدثون معها ويسـألونها ، فتجيبهم . وكانت تتمتع بجمال في صورتها وكمال عقلها وحسن تصرفها .
أحبها الكثيرون وعشقوها وصاروا يعظمونها إلى درجة التقديس ، وكل من حمل منها يوماً كلاماً أو عبارة
كان يكتبه على حجر أو شجر أو ينحته على صخر . وكانوا على دراية كبيرة بفن النحت والزخرفة ، وما مدينة " بعلبك " – التي هي عاصمتهم – إلا دليل على ذلك .
وتمرحل الأمر من الإعجاب إلى الحب والغرام ، فالعشق ، ويرافق ذلك تقبيلا الأيدي ، وطأطأة الرؤوس قبالتها والانحناء عند الانصراف ، أو الجثوّ على الرُكب عند مواجهتها وعند الانصراف من مجلسها .

وهكذا كان الناس سَكْرى بها ، فانقلبوا عابدين لها من دون الله عز وجل . حتى أنهم جسَّـموا صورتها في صنم ذهبي كبير .
والذي أفجعهم وكان القاصمة لظهورهم ، أن ماتت فجأة ، فتحولوا فوراً أمام جثتها إلى سـاجدين راكعين .
وألهوها وتداولوا صورتها وتمثالها وحملوه إلى بيتهم . فعبدوا المخلوق ونسـوا الخالق .

وهكذا كانوا حتى أرسل الله تعالى إليهم سيدنا " إلياس بن ياسين النشبي " من نسـل هارون بن عمران ، عليهما السلام .
فنبَّه قومه من الخوض في الضلال ، وأيقظهم من سـكرتهم ، ونادى بكل ما يسـتطيع من قوة : ألا تتقون الله تعالى ؟ وهو سبحانه أحق بالعبادة .. ألا تتركون الشرك والعصيان ؟! أتعبدون بعلاً ؟ وهو ما اتخذتموه أنتم رباً ، صنعتوه صنماً يحكي صورة امرأة جعلت جمالها وجسدها سـبيلاً للناس ؟ أفتعبدونه على أنه رب ، وهو من الأرباب الباطلة ؟ وتتركون عبادة أحسـن الخالقين .
لكن لا حياة لمن تنادي .. فقد كذبوا دعوته عليه السلام ولم يسـتجيبوا له وأرادوا قتله .
فهرب منهم واختفى عنهم وأقام في غار يعبد الله تعالى سـراً . وصار يقول في دعائه : ( اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك والعبادة لغيرك ، فغيّر ما بهم من نعمتك ) . فأوحى الله تعالى : ( إنا قد جعلنا أمر أرزاقهم بيدك وإليك حتى تكون أنت الذي تأذن بذلك ) ، فقال إلياس : اللهم فأمسك عليهم المطر . فحبس الله عنهم المطر ثلاث سنين حتى هلكت الماشية والهوام والدواب والشجر وجهد الناس جهداً شديداً .
ومع ذلك لم يؤمنوا ، فاسـتاءت أحوالهم كثيراً . وخرج سيدنا إلياس بعد أن هلك الملك وعدد كبير من الفجار ،
ليدعوا الناس من جديد إلى الله تعالى ، ويبين لهم أن ما أصابهم كان بسـبب كفرهم .
ثم قال لهم : إنكم قد هلكتم جهداً وهلكت البهائم والدواب والطير والشجر بخطاياكم ، وتعلموا أن الله ساخط فيما أنتم عليه ، وأن الذي أدعوكم إليه الحق ، فاخرجوا بأصنامكم هذه التي تعبدونها وادعوها ، فإن اسـتجاب لكم ، فذلك كما تقولون ، وإن هي لم تفعل علمتم أنكم على باطل فتهجرونها عندئذ . وادعوا الله فيفرج عنكم ما أنتم فيه من البلاء .
قالوا : أنصفت .
فخرجوا بأوثانهم فدعوها فلم تسـتجب لهم ، ولم تفرّج عنهم ما كانوا فيه من البلاء ، حتى عرفوا ما هم فيه من الضلالة والباطل . ثم قالوا لإلياس : يا إلياس ، إنا قد هلكنا فادعُ الله لنا . فدعا لهم إلياس بالفرج مما هم فيه وأن يسـقوا . فأرسل الله المطر ، فأغاثهم فحييت بلادهم .

وبعد كل هذا عادوا لما كانوا عليه ، إلا قليل من آمن معه . وكذبوه وخالفوه وأرادوا قتله ، فهرب منهم واختفى عنهم في مغارة – على ما قيل – تقع في بطن جبل قاسيون ، اسمها مغارة الدم .
ولما دعا ربه عز وجل أن يقبضه إليه ، جاءته دابة لونها لون النار فركبها ، وجعل الله لها ريشاً وألبسه النور وطارت به . وقطع عنه لذة المطعم والمشرب ، وصار مَلَكاً بشرياً سـماوياً في طبيعته ، أرضياً في نهايته.



ماذا تعلمنا من قصة سيدتا إلياس عليه السلام ؟ 1. على المرء أن يكون يقظاً ، ولا يغترّ بما يبتدعه الناس من بدع ، تحت ستار الفن أو أي شعار آخر .
2-الاختلاط بين الجنسين من أكبر الأضرار على المجتمع ، وبسـببه تنهار الأخلاق وتفسد القيم وتتعطل المبادىء .
3-همّ الأنبياء إصلاح المفسدين وتقويم المعوجّين ، وأن يعيش الناس سعداء في الدنيا وبالآخرة فائزين ، وأن يرضى عنهم ربهم ، ولا يبتغون من أحد أُجرةً أو مدحاً أو غير ذلك
.

MiSs nonnah 27-10-07 03:29 PM

15
سيدنا اليسع عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وبعد:

نبي الله اليسع بن أخطوب عليه السلام، بعثه الله إلى بني إسرائيل بعد إلياس عليه السلام. واليسع هو ابن عم إلياس عليهما السلام. يدعوهم إلى الإسلام مستمسكا بمنهاج نبي الله إلياس وشريعته. ولقد واجه اليسع المِحَن التي أصيب بها إلياس، وكان مستخفيا معه بجبل قاسيون من كيد قوم بعلبك وملكهم.
فكان يذهب معه حيثما ذهب، وكان يحضر محاورات إلياس مع قومه. وصى إلياس اليسع بدين الله وعهد إليه أمر بني إسرائيل، ولخص له عبارة مختصرة مايفعله، وقام اليسع بعد إلياس بأمر بني إسرائيل. وطال عمر اليسع فيهم حتى استطاع بفضل صبره وتحمله المشاق وصموده في مواجهة الشدائد وتوكله على الله، واعتماده عليه، استطاع أن يصنع فيهم تغييرا من كفر إلى إيمان، ومن باطل إلى حق، ومن ظلم إلى عدل. وكان اليسع صواما بالنهار، قواما بالليل، حليما في المعاملات غير غضوب. وكان حكمه في فض الخصومات وحل المشكلات وتوفيق المتنازعين من أصواب الأحكام. مشهود له بالخيريه مع أهل الخير، وهذا الوصف الكريم لايوهب إلا لمن كان خيرا في نفسه وفي كل شؤونه.
فاالله تعالى ذكره عليه السلام في معرض الحديث عن ثلة من الأنبياء العظام، مع الإشادة بهم، والإخبار عنهم بأفضل الأخبار وأن مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها كانت من صنائعهم. وكان اليسع عليه السلام كان يحب معالي الأخلاق ويكره الأشياء ال****ة والرديئة. وكان تقيا حيثما كان، ويعاشر الناس بالأخلاق الكريمة. وكان يعلم أن كرمه في وفور دينه، وأن مروءته في اتزان عقله، وأن حسبه ونسبه في كريم خلقه. وبعد أن قبض الله تعالى روح نبيه اليسع، سلم اليسع أمر الناس نبي الله ذو الكفل. فحكم بالعدل وقضى بالصواب وألزم الناس بالشرع.


العبرة من القصة: تميز نبي الله اليسع عليه السلام بمعالي اخلاقه وكرمه.

MiSs nonnah 27-10-07 03:32 PM

16

سيدنا ذو الكفل عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، وبعد:

هو نبي الله بِشر بن أيوب عليهما السلام، الذي لقب (ذو الكفل) واشتهر به، وسار لقبه مثلا بين الناس لاسباب سنذكرها في هذه القصة. إلى جنب شهرته بالصلاح والحكم العادل. سمي بـ (ذو الكفل) لانه كان يتكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بيهم بالعدل فسمى بذلك. ويروى أنه تكفل ببعض الطاعات فوفي بها.
وإليكم نادرة واحدة عنه عليه السلام: لمأ كبر نبي الله اليسع عليه السلام وهو إبن عم ذي الكفل، جمع الناس حوله وقال: أيها الناس، لقد رأيت لو أني استخلفت رجلا منكم حاكما بالعدل، يعمل عليكم بالقسط في حياتي قبل أن أموت لكي أنظر كيف يعمل، فإن كانت سيرته كسيرتي فيكم على الوجه الذي يرضى الله تعالى أبقيته وإن زاغ عن الحق استبدلته بخير منه. فمن يتقبل من عبد الله اليسع، هذا العهد المشروط بثلاثة أعمال صالحة يرضاها الله تعالى؟ فقال الناس: ماهي يانبي الله؟ فقال: يصوم النهار، ويقوم الليل ولايغضب. لأن الصوم يجعل المرء صبورا ويجمله بالتقوى، ولأن قيام الله أي الصلاة والناس نيام، يعلم الإنسان الإخلاص ويطهره من الرياء والمفاخرة والمباهاة. ولأن الغضب خلق سيء يقضى على نور القلب فيصير الرجل الغضوب مظلما، وترك الغضب قوة حقيقية، فالذي لايغضب قوي لأنه: ( ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). وبعد أن أخبر نبي الله اليسع بما يريد أن يعهد به لرجل صالح منهم مع شروط ذلك العهد، قام رجل تزدريه العين لشدة فقره وسوء حاله. قام وقال: تريد يانبي الله من يحكم الناس بالعدل مع مواضبته على الصيام بالنهار والقيام بالليل وأن لايغضب، قال: نعم، فقال له: أنا. فكرر عليه: أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولاتغضب؟ قال: نعم، لكن اليسع لم يقره ولم يستخلفه طردا للشبه لأنه ابن عمه، ومضى ذلك اليوم وجاء اليوم التالي، فلما أصبح الناس ناداهم اليسع وتجمعوا وقال لهم مثلما قال في اليوم السابق. فسكت الناس وقام ذلك الرجل الذي ازدراه الناس وقال: أنا، فلم يستخلفه. وجاء يوم ثالث، ففعل مثلما فعله في اليومين الماضيين، وقام إليه ذلك الرجل، وقال: أنا، فاستخلفه لأنه صالح، والصدق يتقاطر من وجهه وعزيمته ماضية على الوفاء بما كفل على نفسه. ومضى هذا الرجل عاملا بالعهد ومنفذا للشروط ومتكفلا بجميع ذلك، وكلما مضى عليه مدة شكره الناس ومدحوه على حسن صنيعه، وصاروا يشيرون إليه بالأصابع ويقتدون به في المأكل والمشرب والملبس والمنام، وفي القول والفعل والسلوك. وكان كل امرئ يعظ أخاه الإنسان قائلا: كن مثل بشر بن أيوب، كن مثل ذي الكفل. وإذا رأى شخص آخر يسلك طريقا معوجا ويعمل سيئا كان يقول له: لِم لاتكون مثل ذي الكفل الصالح ابن عم اليسع، وإذا سمع أحد برجل سيرته حسنة، كان يقول: أرأيتم إلى فلان فإن صاحبكم مثل ذي الكفل كلاما، وحالا، وفعالا وسلوكا.








............................................................ .


فانغاظ الشيطان مما يجري ، فلقد تحول الناس إلى أشباه ملائكة ، عابدين صالحين ،وهو لا يريد الصلاح للعباد . فآلمه حُسن حالهم ، فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بذي الكفل ، فتجند جميع الشياطين للوسوسة في صدره وتعكير صفوه وإشغال نفسه ونزغها عن الحق . ولكنهم لم يفلحوا ، بفضل تمسك ذو الكفل بالحق وتحصنه بالله العظيم .
عندئذ ، قال إبليس : دعوني وإياه .

فأتاه في صورة شيخ كبير فقير ، وذو الكفل متمدد لنومة الظهيرة ، عاملا بالأمر الحكيم : ( اسـتعينوا بقيلولة النهار على قيام الليل ) ، فدق إبليس الباب ، فقال ذو الكفل : من بالباب ؟ قال إبليس : شـيخ كبير مظلوم .
فهب إليه ذو الكفل ، لأنه يكره الظلم ويحب العدل كافلاً لإقامة العدل في بلاده وبين الناس .
قام إليه ففتح الباب ، فجعل الشـيخ الهرم المسـن يقص عليه بأن بينه وبين قومه خصومة وأنهم ظلموه وفعلوا به كذا وكذا ، وفعلوا به كيت وكيت و ........... وجعل يطول عليه الكلام حتى حضر المساء ، وذهبت القائلة ( وقت النوم في وسط النهار ) ، فأجابه ذو الكفل : إذا رحت إلى قومك فإنني – بعون الله تعالى – آخذ لك بحقك ، فتعالَ عند الأصيل – قبيل الغروب – وتجدني في مجلس القضاء ونذهب معك لإحقاق الحق .
فانطلق ذو الكفل إلى مجلسه المعهود ، وجعل ينظر بين الناس ، هل يرى الشيخ المظلوم ؟ فلم يره . فقام يبحث عنه في البلدة عله يجده ، ظاناً به أنه ضل المكان ، فلم يهتدِ إليه ولم يجده .
وبذلك انشغل ذو الكفل بعض الشيء عن متابعة قضايا بعض الناس .
ولما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه. فلما رجع إلى القائلة وأخذ مضجعه أتاه فدق الباب، فقال: من هذا؟ فقال: الشيخ الكبير المظلوم، ففتح له. فقال له: ألم أقل لك إذا قعدت في مجلس القضاء فأتني؟ فقال: إنهم أخبث قوم إذا ذهبت جحدوني وأنكروني. فقاله له ذو الكفل: إذا رحت فأتني (أي إذا جاء المساء) وقعدت في مجلس القضاء فتعال ولا تخش هذا الأمر فإن حله بيدي وسأحق الحق بفضل الله تعالى المهم أن تأتي. وظل إبليس اللعين يناقشه حتى فاتت القائلة وذو الكفل حليم صبور يستمع إليه ويجيبه.
ثم راح إلى مجلس العدل وجعل ينظر يمينا وشمالا فلم ير الشيخ المدعي أنه مظلوم. ونعس ذو الكفل وشق عليه النعاس فقال لبعض أهله: لا تدعنّ أحدا يقرب هذا الباب حتى أنام فأني نعسان. فلما كانت تلك الساعة التي يبتغي فيها ذو الكفل الراحة جاء الشيخ المتظلم عنده فقال له الرجل المأمور بمنع كل من يريد إقلاق راحة بال القاضي العادل: وراءك، وراءك، ارجع، بأمر من سيدنا ذو الكفل، أمرنا أن لاندع أحدا يقرب. وانصرف وهو ينظر في سور الدار عساه أن يرى منفذاً غير محروس فيدخل منه. فإذا به يرى كوة في السور توصل من أدخل نفسه منها إلى بيت القيلولة، فتسور منها فدخل إلى البيت دون أن يراه أحد ويمنعه، ودق الباب الداخلي فاستيقظ ذو الكفلا مذهولا من الدقات فرآه على الباب متمسكنا ولكنه لم يخاطبه وانطلق إلى الحارس وقال له: ألم آمرك ألا تدخل أحد علي في هذه الساعة؟ فقال: أما من قبلي فوالله لم تؤت، فانظر ياسيدي من أين أُتيت؟ فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه هو وإذا المتظلم في الداخل دون فتح الباب وتفحص سور الدار فوجد كوة لا يمر منها الهر إلا بصعوبة فقال: أمن هذا دخلت؟ قال: منعني الرجل فدخلت منها، فقال: عملك عمل الشياطين لأن الإنسان المحق إذا قيل له إرجع يرجع، وإذا طلب منه أمر فعل، وإذا وعد أحدا أوفى بوعده، وإذا رأى الوقت مناسبا تصرف حسب مايناسب. فأنت إبليس لعنك الله لم تفعل ماتحمد عليه فلماذا فعلت ذلك ياعدو الله؟! عندئذ وجد إبليس أنه لامهرب من التصريح، فقال: إن مهمتي إغوء الصالحين وإفساد الخير وإبطال المعروف وأن يفشو الكذب ويكثر الظلم وأن يقتل الناس بعضهم بعضا، وأنت أفشلت كل محاولاتنا ولقد أعييتنا بصومك وصلواتك وبحلمك وصبرك وصلابتك في تنفيذ شرع الله تعالى، وقد فعلت ذلك لاغضبك، فقال له ذو الكفل عليه السلام: إخسأ ياعدو الله نعوذ بالله منك أيها الشيطان الطريد من رحمة الله تعالى لن يكون لك علينا سلطان ولن تسيطر علينا أبدا لأننا متمسكون بدين الله سبحانه وتعالى وبما شرع الله لنا وبما أتانا به أنبياء الله سبحانه، فانحسر إبليس واختفى.



ماذا تعلمنا من قصة ذو الكفل عليه السلام:


1. من أخلاق الانبياء التي يجب علينا أن نتحلى بها: صيام النهار، وقيام الليل، والحلم والصبر.
2. الغضب خلق سيء يقضي على نور القلب فيصبح الغاضب ظالما.
3. إبليس يغضبه عبادة الصالحين الطيبين لأنه لايريد الصلاح للعباد ولا يريدهم أن يعبدوا الله.
4. فشل إبليس وشياطينه في إغواء سيدنا ذو الكفل هو تمسك نبينا الكريم بصبره وصلابته في تنفيذ شرع الله.
5. قال الله تعالى: ( هذا ذكر، وإن للمتقين لحسن مئآب، جنات عدن مفتحة لهم الأبواب، متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) سورة ص/49-51
.

MiSs nonnah 27-10-07 03:34 PM

17

قصة سيدنا موسى عليه السـلام

كان يحكم مصر ملك ظالم يسمـى فرعون ، رأى فرعون في منامه ذات ليلة أنه سـيولد من بني إسـرائيل ولد يأخذ ملكه ، فأصدر أوامره إلى جنوده بقتل جميع الأطفال الذين يولدون .

ولما ولد سيدنا موسى عليه السلام ، خافت عليه أمه ، فأمرها الله تعالى بأن تلقيه في البحر ووعدها بحفظه ، فجاءت أم موسى بصندوق ووضعت فيه طفلها الرضيع " موسى " وألقته في نهر النيل ، وسار الصندوق في النهر حتى وصل إلى قصر فرعون ، فأخرجوه من النهر وأرادوا ذبحه ، ولكن كان لفرعون زوجة طيبة تسـمى " آسـيا " قالت : لا تقتلوه فسوف اتخذ ابناً لي .
وبحثت السـيدة آسـيا عن مرضع لكي ترضع موسى ، ولكن موسى كان يرفض ثدي أي امرأة تقترب منه ، فدلها الناس على امرأة طيبة ، فأرسلت إليها وقدمت لها الطفل ، فتعلق بها وظل يرضع منها حتى شبع ، وكانت هذه المرأة الطيبة هي أم موسى ( عليه السلام ) .
تربى موسى في قصر فرعون ، وكان على دين " إبراهيم " – عليه السلام - ، فلذلك كان فرعون يكرهه كرهاً شديداً هو وقومه ، وذات يوم رأى موسى رجلاً مصرياً يضرب رجلاً من قومه ، فذهب إليه موسى
وضربه ضربة قوية ، فمات الرجل من دون أن يقصد موسى قتله .
سمع الناس في المدينة بمقتل ذلك الرجل ، فقرروا قتل سيدنا موسى ، وجاء رجل طيب القلب إلى موسى يخبره بأن يرحل ويترك المدينة ، واسـتجاب موسى لنصيحة الرجل وفرّ إلى بلدة تسمى " مدين " قرب الشام . وفي الطريق وجد بئراً عليها جماعة من الناس يملئون أوعيتهم ، ورأى امرأتين لا تسـتطيعان أن تملآ من شدة الزحام ، فذهب موسى وملأ لهما .. وعادت الفتاتان إلى أبيهما بسرعة وحكتا له ما رأتاه من شهامة ذلك الرجل القوي .
وكان أبو الفتاتان رجلاً صالحاً يسـمى " شعيباً " ، طلب شعيب من ابنتيه أن تحضرا موسى ليأخذ أُجرته ،
ولما جاءه موسى حكى له حكايته فطمأنه شعيب وعرض عليه أن يتزوج إحدى ابنتيه على أن يعمل عنده عشر سـنوات ، فوافق موسى .
ولما انقضت العشر سنوات قرر موسى أن يرجع إلى مصر ، وفي الطريق شاهد ناراً تخرج من جانب ( جبل الطور ) ، فذهب إليها ، وعندها نادى عليه الله – سبحانه وتعالى – وأخبره بأنه رسول الله ، وأمره أن يذهب إلى فرعون ويدعوه إلى الإسلام .
وكان فرعون يدّعي أنه إله ، وأنه هو خالق كل شيء ، فلما ذهب إليه موسى – عليه السلام – وعرض عليه الإسلام ، رفض فرعون بشدة ، وطلب منه أن يريه معحزة تدل على أنه رسول من عند الله ، فألقى موسى عصاه فتحولت بقدرة الله إلى ثعبان ضخم ، ثم فتح يده للناس فإذا هي بيضاء يشع منها النور .

اتهم فرعون موسى بأنه ساحر ، فجمع له السحرة من جميع البلاد ، وطلب من موسى أن يواجههم ، وحدد له موعداً ، ولما جاء الوقت المحدد ، ألقى السحرة حبالهم فتحولت إلى ثعابين كثيرة تملأ المكان ، وخاف الناس ، حينها ألقى سيدنا موسى عصاه فتحولت إلى ثعبان كبير ، وراح يأكل جميع الثعابين ، فعرف السحرة بأن موسى رسول الله وأن ما رأوه معجزة لا سحراً ، فآمنوا جميعاً به .
غضب عليهم فرعون وقتلهم جميعاً .
واسـتمر فرعون على عناده وكفره بالله ، وبدأ يعذب جميع من آمن بمزسى ، فغضب الله على فرعون وصب عليه العذاب ألواناً من العذاب ، فكان فرعون يذهب إلى موسى ويطلب منه أن يدعو ربه أن يرفع
العذاب عنهم يؤمنوا به ، وعندما يرفع الله العذاب كان فرعون يعود إلى تعذيب المؤمنين ، فينزل الله بفرعون وقومه عذاباً آخر مثل : الجراد والقمل والضفادع والدم .

ولما زاد التعذيب على قوم موسى ، أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يهاجر بقومه ، ويخرج بهم من مصر ، وخرجوا سراً متجهين إلى البحر ، فعلم بهم فرعون وظل يطاردهم وجنوده حتى وصلوا إلى البحر ، وهنالك أمر الله موسى بأن يضرب البحر بعصاه فانشق البحر وظهر طريق يابس جرى عليه موسى وقومه ونجوا من فرعون وجنوده .. ولما أراد فرعون العبور من ذلك الطريق ، أمر الله تعالى البحر بأن يرجع كما كان ، فغرق فرعون وجنوده .

واسـتراح موسى وقومه من فرعون إلى الأبد ، وترك موسى قومه وذهب إلى " جبل الطور " ليتلقى التوراة من الله ، وظل موسى هنالك أربعين يوماً ، وأخبره الله تعالى بأن قومه قد صنعوا عجلاً من الذهب وعبدوه ، فرجع إلى قومه غضبان ، وأخذ العجل وأحرقه في النار .
أمر الله موسى أن يسـيـر بقومه إلى فلسطين ليقاتلوا من فيها من الكفار ، ولكنهم رفضوا أن يقاتلوا معه ، وعرف موسى حينها بأن قومه لن يصلحوا لقتال العدو ، وأنه لا خير فيهم ، فدعا عليهم .. واستجاب الله لدعوته فحكم عليهم أن يتيهوا في الصحراء أربعين سنة لا يسـتطيعون الخروج منها .. وأثناء ذلك اختار موسى جيشاً آخر وقرر أن يدخل بهم فلسطين ، ولكن توفاه الله أثناء ذلك .


ماذا تعلمنا من قصة سيدنا موسى عليه السلام ؟

1- أن الله تعالى هو الحافظ ، فقد حافظ على نبيه ورسوله على الرغم من أنه تربى في قصر فرعون .
2- الأنبياء كانوا يأكلون من عمل أيديهم .
3- قول كلمة الحق دون خوف من أحد إلا الله عز وجل .
4- الله سبحانه وتعالى أعطى أنبيائه معجزات كثيرة لتأيدهم في تبليغ رسالتهم
.


الساعة الآن 11:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية