رد: قلب في غرفةإنعاش
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلين أختي طالبة علم الفصل متوسط الطول وليس قصير ....... ولكنني سأرى مايمكنني فعله بلنسبة لحجم الفصل ......... *أكيد أنكم تستاهلوا ..........:liilas: سمر كلامك عنها صحيح وبالنسبة لحديثك عن ندم خطيبها لم أكن قد كتبت قصة مكتملة لها مجرد هذه القصة القصيرة ولكنك الهمتني لكتابة قصة قصيرة عنها وربما عن بقية أثار الثورة على أبطالي الثوار سأرى إن استطعت كتابة قصة عنهم لكنني لا أعد بشيء ....... أنتِ ملهمة :welcome3: أُسيد بعد أن عرف حقيقة حور ..... كيف سيتعامل معها؟ سنرى ذاك بالقادم لاتعتذري عن تأخرك بالرد المهم أنك قرأتي الفصل وعلقتي عليه فهذا يسعدني .... وكما يقولون ((أن تأتي متأخراً خيراًمن ان لا تأتي ابداً )) ضياع الرد دائماً مايصيبني بالاحباط:V5N05075: ولستِ الوحيدة عزيزتي ... شكراً لمرورك طالبة علم والجزء القادم سأحاول تطويله قليلاً فروايتي قصيرة نوعاً ما ....... |
الفصل الثالث من قلب في غرفة إنعاش
هذا الفصل أطول من الفصول الأولى من أجلك أختي طالبة علم:8(1):
الفصل الثالث 18 فبراير جمعة البداية ـ مدينة تعز الانطلاقة في تعز عصراً............. كانت تلك أول محاولات التهديد التي تلقتها ساحة التغير في تعز .... قنبلة تم رميها بين الشباب في ساحة الحرية ..... ((أحد الشباب )) كنت أحد أولئك الشباب الذين رميت القنبلة في وسطهم .....حالة الصدمة التي أصابتنا هي ما جعلتنا مسمرين في أماكننا ننظر بأعين متسعة للعبوة التي توسطت جلستنا ....... تَقَدُم مازن وامساكه بالقنبلة هي ما جعلتنا نفيق ونخرج من حالة الصدمة مباشرة لحالة ذعر لم يسبق أن اصابتنا .....كان سريع وشجاع في الاستجابة لمواجهة الخطر الذي التف حولنا ...........ركض حاملاً القنبلة بين يديه مجرداً من كل شيء سوى الايمان والتوكل على الله ثم حبه لوطنه .........صراخ أمتلاء بالاجواء ......... هناك من اراد اللحاق به ولم يجرء ومن اكتفى بالصراخ ((اتركها )) ومن ظل متصلباً بمكانه من أثر الذعر كأنا .........انتظرنا أن يتركها وينجو كما يفعل الابطال في الأفلام ....ينجو دائماً الطيبون وينقذون الناس .....لكن مازن لم ينجوا بل تفجرت اشلاءه في الهواء ....وانتقلت روحه لبارئها .......صمت الحاضرون ولم يتبقى للحديث مكان ...فقط أنفس مأخوذة ....وأعين دامعة .....ودموع تشق ملامح الذعر ..........كان هو أول شهدائنا .....شهداء تعز .....مدينة الحالمون ....... ((رحمك الله مازن )) الشهداء : واحد الجرحى :87 جريح . .. ... .... ...... ............. فضيع جهل ما يجري و أفضع منه أن تدري وهل تدرين يا صنعاء من المستعمر السري غزاة لا أشاهدهم وسيف الغزو في صدري يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن جنوبيون في (صنعاء ) شماليون في ( عدن) ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني لماذا نحن يا مربى بلا سلوى بلا حزن **البردوني ** 18 مارس جمعة الكرامة العاصمة صنعاء صلاة الجمعة ...... علي ((أحد الشاهدين على المجزرة )) كنت أقف بين صفوف المصلين ........ نسمع الآيات التي يتلوها علينا الإمام ......كنت قد بدأت التحق بالساحة منذ عدة أيام وشعور من السعادة يلاحقني إينما حللت في ساحة التغير في صنعاء .....بدت الساحة في نظري كمدينة أخرى تجزءت عن مدينة صنعاء .......جزء كنا نستشعر فيه الأمان والحرية وكأننا نتنفس هواء أخر .......شعور لطالما راودني في هذه الساحة ((مدينة الخيام )) كما أطلقوا عليها ................. مدينة مترامية الاطراف بخيامها التي توسطتها ........كل شيء كان يبدو جيداً .....صلاة الظهر من يوم الجمعة ككل جمعة في الساحة .......العشرات من الناس يصطفون ..... لكن هذه المرة أحضرت معي أخي وابناء أخي لأشعرهم بما اشعر به ..... نسمات إيمانية ....تخللها نسمات وطنية ........ شعور رائع ......لكن ما لم أكن أتوقعه أن تتحول تلك الصلاة وتلك الاجواء الروحانية .....لأجواء موت ........... **وقت الهجوم ** مسلحون ملثمون بملابس مدنية أنتشروا على أسطح المنازل ....... سحب الدخان التي انتشرت بسبب الحريق في الجدار الذي بناه موالون الرئيس واحراقه وقت الهجوم سبب ارباك بين الثوار ....تم حصارهم بين الهبة نيران متصاعدة من الجدار المشؤوم وبين نيران أسلحة الملثمون ....... . .. ..... علي............. وقفت اتفرج على الاجساد التي أخذت بالتدافع بين محاولة لنجاة ومحاولة لرد على المسلحين ........ وأجساد استلقت ببرود على أرض الساحة بإصابات مباشرة لأماكن مميتة .....رأس ....صدر ......دون خطاء في التصويب ..........والمؤكد أن التخويف لم يكن الهدف منها ......... بدأت بالتحرك عندما أشار احد ابناء أخي نحو احد القناصين الذين يعتلون سطوح المنازل المجاورة لساحة التغيير ... ....خوفي من اصابة أحدنا بالرصاص دفعني لسحب الاطفال تحت احدى السيارات ....نحتمي بها من رصاص الموت .............. منصور.................. بعد موجة القتل التي قطعت علينا صلاة الظهر بساحة التغير ......تم لف جثمان الشهداء بالبطانيات للعيادة الميدانية واستبدال الجثامين بالأحجار لدفاع عن أنفسنا ...............قمنا بهدم الجدار الفاصل بيننا وبين المسلحين واستطعنا الوصول إليهم وضربهم ......تم اسر البعص منهم وتسليمهم إلى ((الفرقة أولى مدرع)) بعد ساعة من استجوابهم من قِبل اللجنة الامنية لساحة التغير ......... وخلال الثلاث الساعات التي مرت علينا بين كر وفر بيننا وبين الأمن المركزي ...........نقلنا أحد جثث الشهداء ((أنور الماعطي)) ......... سامح (( أحد الأطباء الثلاثة المتواجدون في العيادة الميدانية داخل مسجد)) كان المجهود الذي نبذله يعد جباراً ....لم اتخيل في حياتي أن أرى تلك الوحشية التي ظهرت جلياً على اجساد المصابين ....طلقات مباشرة في الأجزاء العلوية من الجسد ...المراد منها عملية قتل لا مجال في التردد فيها ...... تلك الطلقات النارية تؤدي للقتل ...او القتل لا مجال لشيء أخر .....أصبحنا فاقدين للسيطرة لكثرة الحالات التي وصلتنا خلال ثلاث ساعات من المواجهة ......أرسلنا استغاثات لتبرع بالدم ...واستغاثات للأطباء ليقدموا المساعدة ...... وفي عصر ذلك اليوم قمنا ب27 جراحة ......... احد الحالات التي وصلتني والتي أبكت الكثير من حولي ((سليم الحرازي ))......... طفل في الحادية عشر من عمره إصابة في الوجه ....رصاصة أصابت أنفه لتتجه للعين وتسبب باقتلاعها .....النتيجة فقد لعينيه الاثنتين ....واختفا النور للأبد .........أخر مرة رأى فيها الساحة كان في ذلك اليوم المشؤوم ................ز **بعد ساعات** تم إعلان حالة الطوارىء لمدة 30 يوماً......ومنع حمل السلاح في العاصمة صنعاء ............. النتيجة .......... الشهداء: 57 شهيد ....الأغلب طلبة جامعين ........3 أطفال المصابين : 200 جريح اليوم الأكثر دموية في تاريخ الثورة اليمنية أصغر الشهداء : أنور الماعطي 16 ربيعاً الاكبر يبلغ من العمر :50 عاماً أول مصور وصحفي يستشهد في الانتفاضة اليمنية : جمال الشرعبي ـ 35 عاماً تعز **أُسيد ** بعد صلاة الظهر حالة من الاستنفار أصابت كافة الساحة ......أخبار مؤلمة تناقلناها .......وأنباء مفزعة سارت بيننا كمياه تشق طريقها بين الأحجار ........قتلى ....جرحى .......وراحة الموت انتشرت في ساحة الحرية بتعز ......فاحت ولم نستطع سوى استنشاقها ............ دبت بي وبمن حولي من الشباب روح المقاومة وأقمنا مظاهرة مليونية لتنديد بما حدث لصنعاء الحبيبة............... 3 ابريل جوار مدرسة الشعب ـ تعز قاسم ............ في متجري أجلس بتوتر يجتاح جسدي بأكمله ............شعور غريب يحاوطني يتسلل ببطئ في نفسي ............. ابتلعت ريقي وأنا استمع لأذان الظهر الذي انتشر في سماء تعز معلناً عن الصلاة ......وككل يوم أقف ساحباً مفتاح المحل في يدي للأستجابة لنداء الله .....لأقف أمام محلي أُسُرع في إقفاله حتى لا يبدأ الإمام بالصلاة وانا لم ألحق به ... ولكن قدر الله كان الاسبق لي ................. سعيد ...... أقف جوار مدرستي ((مدرسة الشعب )) بعد انتهاء يومي الدراسي .........أنظر للمتاجر المقفلة امامي بسبب العصيان الشامل في تعز ........ازفر بملل من صديقي الذي انتظره منذ ما يقارب عشر دقائق للذهاب معاً لساحة الحرية ......... ارتفع صوت الاذان مبدداً لصوت زفراتي الغاضبة .....لفت نظري صوت إغلاق إحدى المتاجر القابعة في الطرف الأخر من الشارع .............. التفت لأشاهد شاب يبدو في مقتبل العمر تبدو السماحة الصفة الابرز في وجهه ......يرتدي ثوب أبيض يناقض في بياضه بشرته السمراء المائلة للأسوداد نتيجة لتعرضه لأشعة الشمس الحارقة .....لا أعلم لما ظللت أنظر بتجاهه ....ربما بسبب مللي من الوقوف في هذا الحر الخانق ......ثواني هي حتى تحركت أقدامي بسرعة نحو ذاك الشاب المرتمي أمام محله والذي كان منذ دقائق يقف على قدميه لإغلاقه .............ارتميت على ركبتي بجانبه استمع لحشرجة أنفاسه ........وانظر لتلك البقعة الحمراء التي توسدت صدره الذي بدأ بالسكون كما سكن جميع جسده ............. همسة ** (( ما حدث لقاسم حدث للكثيرين من أبناء تعز ....بسبب إغلاقهم لمحلاتهم في يوم العصيان الشامل ...... وقاسم كان ضحيه لسوء ظن من إحدى الجنود الذين ظنوه يغلق محله من أجل العصيان )) شككت الموت بمهنته لا يدري يبكي أو يعرق ! هل شل القتل لباقته أو ان فريسته ألبق ! هل من دمك اختضبت يده أو أن أنامله تحرق أقتلت القتل ولم تقتل ؟ أوقعت الخطة في مأزق القتل بصنعاء مقتول و روائحه فيها أعبق **البردوني** 9إبريل جولة كنتاكي ـ صنعاء غموض .......... جمال ......... سأتحدث ولكن أعتذر إن لم تفهموا ما أقول فأنا نفسي لم اعرف ماذا حدث ....كل شيء سار بسرعة رهيبة ......شعرت وكأننا دخلنا في دوامة دموية لا خروج منها .......كانت مسيرة ....مجرد مسيرة سلمية اشتركت بها....... ذلك الهدوء كان مريب .....وكانه هدوء يسبق العاصفة وهذا ما حدث فعلاً ........لم أشعر إلا والاجساد من حولي تتدافع وتتساقط كقطرات ماء في يوم ممطر .......وعبوات من الغاز المسيل لدموع تترامى أمامنا ومن فوق رؤوسنا ....... ورائحة نتنة انتشرت بعد أن فتحت المياه علينا ولم تكن سوى مياه حارة من المجاري.......... وأصبحنا كالفئران في مصيدة .....نحاول الهروب والاحتماء دون جدوى ......نحاول الدفاع .....ونموت دون رحمة .....البعض حاول الرد بالعبوات الغازية التي كانت تُرد لترديه صريعاً ................أجساد لمصابين تسحب من الارض بلمح البصر من قِبل القوات الأمنية ..........يتم أخفاء الجثث وكأن شيء لم يحدث وكأنهم لم يقتلوا احداً............نحن نتوهم وهذا كل شيء .... سعد ...... جريح أنا ..أحاول مقاومة الآلام التي ألمت بي نتيجة الطلق الناري الذي اصابني في ساقي .......أحاول الزحف هرباً من تلك الأيادي التي تمدد تسحب الجثث أمامي لتدفع بها لداخل سيارات الشرطة ........وقبل الفرار تم سحبي لإحداها دون حول مني ولا قوة ......................... بعدها بساعات.... افقت على ضربات وحشية على جسدي ...لأجد انني في مكان مظلم ...رفعت رأسي لأنظر لمن استكان امامي ببرود ...في يديه مقابض كهربائية ........رفعت عينين بأهداب مرتجفة لوجهه المرتسمة بها ضحكة ساخرة مقيته حرك شفتيه : لنجرب قوتك على التحمل يا فتى قبل ان تنتقل للحياة الأخرى ....وحينها بدأت سيمفونية الألم تعزف بمهارة على ما تبقى مني .............. . .... ...... ....... ......... سعاد (( طبيبة في المستشفى الميداني )) تلك الليلة أسوء ليلة في حياتي .......... لم أستطع الوقوف على قدمي من هول الاصابات التي وصلت إلينا ....... أمتلأ المستشفى بالمصابين ........ارتميت في زاوية أنوح واهز رأسي يمنة ويسره امحي تلك المشاهد ......أجساد مثقوبة برصاص معدل ......وأطراف مبتورة بمضاد طائرات ......واشلاء تم احضارها بجانب بعض الأجساد ....... هذا كثير بالنسبة لسنتي الأولى بعد التخرج ..........أنا لا أستطيع تحمل كل ذاك ...صراخ تلقيته ....ولعنات القيت علي لأنهض وأصبح أقوى ...بل و أيدي شدتني لأقف من جديد وامسح عبراتي التي امتلأ بها وجهي الشاحب ........ وقفت باطراف تكاد تذوب خوفاً ورعباً .....وقلب مرتعش يبتهل الدعاء لله ليمدني بقوة لانقاذ الارواح ........ همسة ** ((حادثة جولة كنتاكي لا تضل غامضة حتى اليوم لا يعلم أحد حقيقة الأحداث تلك الليلة ........)) الوطن يتفتت تحت أقدامي كزجاج مكسور والتاريخ عربة مات سائقها وذاكرتي ملأى بعشرات الثقوب فلا الشوارع لها ذات الأسماء ولا صناديق البريد احتفظت بلونها الأحمر والحمائم تستوطن ذات العناوين ((سعاد الصباح)) 19 إبريل وادي القاضي ـ تعز أجواء الموت........ أجواء خانقة .....وأصوات مرتفعة .....أبواب تهتز .....ونوافذ تتكسر .....وأجساد صامدة متكومة على بعضها البعض بحثاً عن الامان ....طلقات نارية ....وقذائف هاون وأخرى من الار بي جي مميتة ......شظايا زجاجية وحجرية ......وجسد يستلقي على قارعة الطريق في سكون ....بكاء إستغاذة وصرخات إستنكار وقهر ............. حمزة ......... جسدي يرتعش باستماتة يأمرني بالهروب والأختباء ....وقلبي يرتجف بالبكاء ...طالباً مني سحب ذلك الجسد المستلقي بدماءه الطاهرة على الطريق العام .........لم تأتي الشجاعة أحداً من المترامين في أزقة الحارة على التقدم وسحب ذاك الجسد ...فخطوة واحدة نحوه هي خطوة نحو الموت برصاصات الحرس الجمهوري من اعلى جبل جرة .....فقط نشاهد وننتظر إنتهاء الرصاص وقذائف الهاون حتى نأخذ جثة الرجل ونكرمها بدفنها بالأرض التي ارتوت من دماءها ...... سارة ......... تكوم جسدي كبقية أجساد اخوتي تحاوطنا اذرع والدنا في محاولة لتهدئتنا وبث الأمان في ارواحنا .....لكن لا نتيجة تذكر فمع استمرار اهتزاز نوافذ منزلنا مع كل قذيفة تضرب المنازل المجاورة لنا تهتز قلوبنا الصغيرة تتبعها اجسادنا المحتضنة بعضها بعضاً .....ودموع ترتعش على أطراف أهدابنا المبتلة ........وحناجرنا لم تعرف سوى الصمت بعد أن جُرحت بصرخات الخوف .............. هكذا هو حالنا في منطقة ((وادي القاضي ))منذ أن قرر الحرس الجمهوري احتلال المحكمة القابعة على جبل جرة الذي تم اخذه كثكنة عسكرية يتم اطلاق القذائف منها لأنحاء تعز الراضخة تحت العنف ليل نهار ................. ___________________________________- 12:36 ظهراً بوابة الجامعة ((حور )) تنتظر الحافلة الصغيرة لكي تركبها لبداية الطريق المؤدي لمنزلها ..............نعم هي ابنة أحد رجال الدولة لكن اليوم أتصل بها العم لطفي معتذراً أنه لا يستطيع القدوم من أجلها فهو مريض بشده لا يستطيع المشي وهي لا تستطيع إخبار والدها بان العم تغيب مره أخرى عن إحضارها لأنها تعلم جيداً أن مصيره سيكون الطرد لا محالة أحست بأحد بجانبها التفتت لتجد نادر يحك عنقه بتوتر..................... رفعة إحدى حاجبيها بتهكم............... التفت لها متمتماً بشيء لم يصل لأذنيها ........... رفعت رأسها واقتربت منه وهي تسأل : ماذا ؟ نفخ الهواء من بين شفتيه بضجر : آآآآسف على إحراجك بالأمس أمام الطلبة........ تعترف أنها تأكد تقفز فرحاً ولكنها لم تظهر شيئاً بل وبكل برود أدارت رأسها تنظر أمامها بعد أن تمتمت : حسناً........... ثارت أعصابه من برودها وردد بعدها بعدم تصديق : حسناً حسناً هذا كل ما استطعتِ قوله ...... كادت تضحك لكنها التبست قناع البرودة وردت عليه بسخرية : أظننت أني سأطير فرحاً أو أصرخ بكل صوتي لقد أعتذر نادر وقال آسف تبسم بخبث وهو يحرك حاجبيه وقد مد ذراعيه أمامه: أو ربما حضن أخوي صغير....... فغرت فاهها وقد صعدت الدماء لوجنتيها ولم تستطع سوى أن تلتف مخافة أن يكون سمع أحدهم هذا المغفل ...... التفتت إليه ولفت ملزمتها بشكل أسطواني كالمدفع وضربته به: قليل أدب وعديم ذوق......... تبسم معجباً بذلك الاحمرار الذي يعلو محياها وردد على مسامعها بصوت معسول بنبرة الاطفال : آآفس وهو يرمش بعينيه ببراءة ،........ تعابير وجهه............ كلمته الطفولية.......... جعلاها تقهقه بأعلى صوتها متناسية أنها في وسط الشارع ..........تنحنحت بحرج ووقفت بثبات تؤشر لأحدى الحافلات المارة تقدم هو : لا داعي لتركبي الحافلة سأوصلك بنفسي للمنزل التفتت إليه بحدة : نحن في اليمن يا نادر ولسنا في أوروبا أعلم أنك عشت هناك وتطبعت بعاداتهم وانسلخت عن عاداتنا لكن يجب ألا تنسى الحدود هنا وهذه أحداها يا أبن البلد و الآن أبتعد عن طريقي .............تلعثم ذاك ثم تمتم بكلمات سريعة وذهب في أدراج الرياح زفرة ضيق صدرت منها وهي تخبر نفسها أنها قد تساهلت معه ويجب أن تضع بعض الحدود ............ "قبلها بيوم " : حور...حور التفتت باندهاش من هذا الصوت الرجولي الذي يناديها بكل أريحيه في ساحة الجامعة ......انعقد حاجبيها وامتلأت عينيها بنظرة نارية لذلك القادم الذي توقف يلهث أمامها من شدة الركض وقد وضع باطن كفيه على ركبتيه وكأنه يركع أمامها : أخيرا وجدتك :ماذا تريد ؟صرخت في وجهه استقام نادر ونظر إليها باستغراب : فقط أردت إخبارك أن والدك يريد مني اصطحابك للمنزل...... : أنتَ أحمق كيف تصرخ باسمي هكذا بين الطلبة وكيف تسمح لنفسك بالتفكير انك ستصحبني إلى المنزل .......أفضل المشي قدماً على الركوب معك في سيارة واحدة...... تجاوزته تاركتاً إياه هناك واقفاً بصدمة تحيط به نظرات الشفقة من الفتيات والنصر من عيون الشباب أما تلك فخطواتها تضرب الأرض كالمطرقة ...................وصلت عند إيناس وهي تنفخ كالثور الهائج : بسم الله ماذا حدث لك حور؟. :ذلك الأحمق نادر قد فضحني في وسط الجامعة وكأنه ينقصني المزيد من الفضائح .......صراحةً لا أعرف لماذا يتقصدني الجميع هذه الأيام............. مدت أصابعها أمامها ثم قبضت كل إصبع عند النطق بأسمائهم واحداً تلو الأخر : أولاً أُسيد والان نادر والله أعلم من القادم تحدثت إيناس:يا الله كل هذا بقلبك ..... رفعت إحدى زوايا فمها وأردفت :عجيب. . .. ... ..... ........ أنتهى الفصل الثالث |
رد: قلب في غرفةإنعاش
السلام عليك اختي لما
من بداية قصتك وانا اشعر بالخجل ياليتني قرات فصتك قبل ان اعلق على سؤالك ولم يكن من داعي لتسأليني عن هدف للكتابة وانت بهذا الفكر(ماشاء الله) اشد على يدك واشجعك للمضي في الكتابة الله يبارك فيك اما بالنسبة للاخت طالبة العلم ماشاء الله عليها وبارك الله في تشجيعها لك بكل هذه الحماسة صدقيني انها اكثر من كافية(الله يحفظها) |
رد: قلب في غرفةإنعاش
اقتباس:
وعليكم السلام *اختي *h.radi * *اسعدتني جداً جداً. بمرورك *ع روايتي. * * *اما بالنسبة لشعورك بالخجل لا شيء في تعليقك ع كلامي. * يدعوك للخجل منه. احببت حقاً كلامك *وسعدت *جداً بتشجيعك *وتخفيفك عني لاتعلمي كم ان كلامك وكلام dew *ازال عني الاحباط. *وزودني بالحماس لاكتب من جديد. **:Thanx: اما بالنسبة لقولك انني ذو فكر فيسعدني قولك * رغم انني اشعر انه ينقصني الكثثثثثير:lPk05240:* * *وبالنسبة لطالبة علم. انا *معك في كلامك عنها. *إن وجدت من. يدعمني *منذ بدايتي فذلك يسعدني بشدة. *وهي كانت من. اوائل الناس الذين اخذوا بيدي وشجعوني لن انسى ابداً اول قارئة لي. * تلك الفتاة تسعدني بشدة *بكلماتها .....قارئة وصديقة وفيه * *( ربي يحفظها )* *ارجو ان تشرفيني. بمرورك. في الاجزاء القادمة إن شاء الله * شكراً جزيلاً لكِ* |
رد: قلب في غرفةإنعاش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
radi أهلا بابنة العراق الحبيب الغالي على قلوبنا، شكرا على إطرائك، أتمنّى أن تشاركيني القراءة والتعليق فيما تبقّى من أجزاء هذه الملحمة .. أختي الغالية لما، أنا من يتوجّب عليّ شكرك على إبداعكِ الذي أتحفتِنا به، ولي الشّرف أن أكون أوّل من قرأ لكِ .. أحياناً نفاجأ بتوقف قلوبنا نتفاجأ باختفاء ضربات قد اعتدناها وأنفس قد حيينا بها قلب نضعه بين أيدينا نزفه بحرقة ......بدمعه أو ربما ......بفرح لغرفة إنعاش أحياناً فقط لنعيده لشعوره الإنساني بمن حوله وأحياناً أخرى قد نحتاج لإحيائه من أجل حب دق نواقيسه دون حرج قلوب تدخل غرفة الإنعاش للحب وغرفة إنعاش للكره وغرفة إنعاش لمعالجة ماضي قد دحرناه ومصائب تغلبنا عليها وأخرى انتصرت علينا بكل بساطة الأمر الأكيد أننا جميعاً نمر بتلك المرحلة من التجديد ...نمر بها مُخَيّرين أو مسيرين كلاهما واحد المهم هو مرورنا كلمات وأحاسيس رائعة ألجمت لساني عن التعبير عنها !! حفظكما الله أختاي:smile: اقتباس:
وهل كنتِ تنوين الرّحيل L ؟< إيّاكِ عزيزتي، فلو فعلتِ لتحوّلتُ إلى مستذئبة تمتصّ دماءكِ.. صدّقيني أختي، لا يجب أبدا أن تصابي بالإحباط، فكون التعليقات قليلة لا يعني أنّ القُرّاء قِلّة.. هناك دائما من يُحب أن يقرأ بصمت، فالصّمت أمام الجمالِ { جمال } وذلك كان طبعي، ولكِنّي تحمّست مع قِصّتك وخشيت أن يقاطعنا سحرُكِ استياءا من صمتنا.. ولكن كُوني على ثقةٍ أنّني (على غرار العديد ) وإن اخترت الصّمت يوما، فسأظلّ من متابعي إبداعكِ إن شاء الله.. اقتباس:
اقتباس:
يعجبني تواضعكِ، فلا إنسان كامل والكمال لله سبحانه.. ولكنني أذكّرك بالحكمة القائلة: " مسافة المائة ميل تبدأ من خطوة " وبدايتك جيّدة عليكِ فقط المواصلة J نعود للأحداث التي كانت مؤلمة مؤلمة مؤلمة إلى حدّ (التّخمة) ! ما أَلَمَّ ويَلُمّ بإخواننا ليس بالهيّن، سواء في اليمن أو سوريا أو مصر وتونس وباقي بلاد المسلمين، ولا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في الظالمين.. وإن شاء الله غيمة سوداء وتزول، بعد أن تسقي التراب بأطهر من الماء النّقي، لتُزهر أرض الإسلام بورودٍ طال اشتياقنا لها.. وُرودٌ شذاها يمتدّ إلى كلّ بقاع الكرة الأرضية، مُعلِنا انتهاءَ زمن العبوديِّة والظلم، وعودةِ مجدٍ فقدته حضارة الإسلام.. ورودٌ أريجها يفوق أريج الياسمين نقاوةً وجمالا ، وعبقها يتجاوز ليُغطّي على كلّ الروائح الزّكيّة.. كيف لا وقد غُذِّيت وسُقيت بدماءالشُّهداء الطاهرة ! كلّ قصص الضّحايا التي رويتِها أثقلتِ القلوب، وجعلتها تتمنّى أن تنزف دما لتُخَفِّف بعض وجعها ممّا حصل لإخوانها.. فمن يسمع عن الألم ليس كمن يعيشه، ومن يده في الماء ليس كمن يده في النّار، ولكنّكِ جعلتنا نعيش المأساة ونتألّم مع أبطالها، بل جعلتنا جزءا من المأساة ذاتها فـَ لُطفا بقلوبنا الضعيفة التي جعلَت عزاءها الوحيد الثقةَ بعدل الخالق وكرمه ورحمته التي غمرت أولئك الشُّهداء ونقلتهم من وَحلِ الظُّلم والاستبداد إلى جنّة الخلد والرّضوان بجوار خير الأنام فهنيئا لهم رِزقُهم، وعسى أن يجمعنا الله بهم كما عشقت قلوبنا قربهم.. لقد أبدعتِ عزيزتي، وجعلتِنا نُبصر بقلوبنا إحساس كلِّ الفئات.. المُضَحّي، الثائر، الطبيب، التاجر، الطالب، المُعتقَل، الأب والأبناء.. وحتّى الشُّهداء! دعيني أقول بأنّكِ تميّزتِ وتألّقتِ بشكل جذّاب، فالرّوايات عادةً تحتوي على بطل واحدٍ أو بطلين وإن كثُر ثلاثة أبطال، ولكنّك نسجتِ ببراعة وحُبّ ٍ خيوط شالكِ الدّافئ حتّى بدت كلّها ذهبيّة لامعة !.. نعم لقد جعلتِ من كلّ شخصيّاتك ِ أبطالا، ولهم كلُّ الحقِّ في ذلك.. كيف لا ومنهم الشّهداء والصابرون والمتوكِّلون !؟ بالنسبة للشخصيات الرئيسية.. حور وأُسيد.. لم نَرَ موعِدهُما أو أنّه أُلغِيَ؟ لقد انتظرته بفارغ الصّبر ! نادر.. ظهر فجأة ليذبذب توقُّعاتي.. أتمنّى أن لا يتسبّب فيما أخشاه ! اعذريني عزيزتي على عدم قدرتي على الإفصاح والتعبير على كلّ بطل بمفرده فقلبي الصّغير لم يعُد يحتمِل التّعمُّق في التفاصيل بعد أن امتلئ بالكثير الكثير ! أرجو أن نرى الأفراح في الأجزاء القادمة.. سنشتاقكِ، فلا تُطيلي علينا الغياب لمَا دُمتِ بوُدّ أخـــ طالبة علم ـتك |
الساعة الآن 12:58 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية