منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   رماد ملون (https://www.liilas.com/vb3/t175979.html)

عذرا ياقلب 24-05-12 08:52 PM

اهلن يارقيقه <توقعي صح ولم تكن تجربتك الاولى في الكتابه

استخدمتى اللغه الام وانا من عشاقها تترك للكاتب حرية الاسهاب في الوصف

اجزاء ساخنه وابدت الالوان تزهو وتتشكل لترسم لنا اجمل للوحه

نبدى بنجووود الى متى والهروب من الماضي مازالت تتلفع بالغموووض وترك غسان لها ليش



ضيااااااااااااااااء الشاب الحليوه مطمع ان يكون عريس لكل حواء الا تلك حمقاء قمره


قمره معتوه معتوه اي كبرياء يضيع منا من نحب







ضوء بانتظار المزيد والمزيد من حرفك

futurelight 30-05-12 11:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذرا ياقلب (المشاركة 3101513)
اهلن يارقيقه <توقعي صح ولم تكن تجربتك الاولى في الكتابه

استخدمتى اللغه الام وانا من عشاقها تترك للكاتب حرية الاسهاب في الوصف

اجزاء ساخنه وابدت الالوان تزهو وتتشكل لترسم لنا اجمل للوحه

نبدى بنجووود الى متى والهروب من الماضي مازالت تتلفع بالغموووض وترك غسان لها ليش



ضيااااااااااااااااء الشاب الحليوه مطمع ان يكون عريس لكل حواء الا تلك حمقاء قمره


قمره معتوه معتوه اي كبرياء يضيع منا من نحب







ضوء بانتظار المزيد والمزيد من حرفك


اهلا بكِ عزيزتي

اللغة الأم تتحمل الكثير من زخرفات الكلام
تحمل في طياتها قوة لا يضاهيها شيء
ولهذا أغرمت بها منذ زمن

يسعدني جدا وجود اسمك بصفحتي ..يشعرني انه يوجد هناك من يقرأها
ان روايتي لم توضع في خانة النسيان
شاكرة لك من كل قلبي


دمتِ بسعاده


ضوء،،

futurelight 30-05-12 03:52 PM





عندما شاهدت تساقط المطر عرفت أن للمطر لون متسامح..
يعكس وبكل سهوله لون كل شيء آخر من خلاله..
ترى هل أنا مثلك أيها المطر اعكس لون كل شخص آخر
دون أن اعكس لوني الخاص؟!



futurelight 30-05-12 06:27 PM






اللون الرابع...







كانت تلف حجابها استعداداً لمغادرتها نحو عملها أمام المرآة وهي تختلس النظرات اليه من خلالها..

عادت ببصرها الى انعكاسها في استنكار لوضع زوجها.. لقد تغير.. هناك شيء ما يشغله..

أَقرَّ بوجود ما يشغله إلا أنه أنكر ارتباطها بعمله..
على الرغم من اضاءة غرفة النوم الخافة والتي تعتمد على ضوء الشمس المتسلل من خلف الستائر إلا أنها كانت تشعر بتغيره..

يتحاشى النظر اليها مباشرة.. يخشى ان تلتقي عيناهما فتفضح ما يحاول أخفاءه عنها..

اما هي .. فبين مد وجزر.. تسرقها الحيره ليلطمهما القلق والترقب..

وصل اليها صوته وهو يغلق أزرار كمه:
"جود"

تصلب عمودها الفقري.. توقفت عن التنفس في إنتظار كلماته.. في انتظار الطامة التي سيفجرها بوجهها..

من خلال المرآة رأته وهو يمد ذراعه باتجاهها وكأنه يدعوها اليه.. أغمضت عينها للحظة في محاولة لتنظيم انفاسي قبل ان تلتفت باتجاهه وهي تبتسم ابتسامة عذبه:
"نعم عزيزي"

تناولت كفه ليجلسها بجواره ويبدأ في الحديث دون أن ينظر اليها..

لم تعلم ان حديثه ذلك كان يحمل في طياته الكثير من الخبايا..

في الطريق الى العمل مر الوقت وهي تتأمل الاشجار التي تتحرك بسرعه على جانبي الطريق من مكانها بجوار مقعد السائق..

دائما وككل يوم يوصلني غسان الى مقعر عملي قبل ان يكمل طريقه باتجاه عمله..، بهذه الطريقة استطيع قضاء اطول وقت معه..

التفت لأشير نحو أحد محال القهوة وأنا اقول في محاولة مني للتصرف بطريقة طبيعيه:
"ما رأيك في شرب كوب من القهوة في هذا الصباح الباكر.. ذلك سيقدم لك يوما منعشا!!"

كان زوجي هو الآخر يدعي أن كل شيء بخير.. كنا نبدو كممثلين من الدرجة الثالثة لم يقبل بهم مسرح.. فما قاله قبل قليل أثار غمامة بيننا لم تختفِ بعد..

قال ضاحكا وهو يميل بالسيارة ناحية المحل:
"حبيبتي.. لقد كنت اعتقد انني اصنف كمدمن على القهوة لكن من الواضح ان هناك من تفوق علي"

كان جوابي على كلامه هو ضحكة خفيفة..

كم أكره القهوة..
فهي تتركني اعاني من صداع لا أستطيع الفرار منه بسهوله.. لكن..

زوجي – وكما وصف نفسه – مدمن على القهوه، لذا كان يتوجب علي ان اشاركه ادمانه..
هكذا لن يكون هناك اي شيء يفصل بيننا.. سوف نتشارك كل شيء!!

أنا مستعدة لإدعاء كل صفات العالم فقط كي أبقى بجواره..

كي يراني حقا نصفه الاخر.. نصفه الذي لا يوجد له بديل في هذه الحياه ..

مستعدة للإدعاء مدى الحياة ان كل شيء بخير وحتى ان لم يكن كذلك..

أنا أحبه بهذا القدر..

التفت عليه لاقول:
"انت تعلم انني لا استطيع العيش من دونك"

قال بابتسامة:
"وانتي تعلمين انك روحي وانا لا يمكنني ان اعيش من دون روح"

قلت ضاحكة:
"لماذا؟!.. دوما لك ذهن حاضر، لماذا لا تتركني اتفوق عليك مرة واحده على الاقل؟"

توقف عند المحل ليقول بإبتسامه:
"يستطيع زوجك ان يكون شخصا رومانسيا في حال لم تلاحظي هذا"

ضحكت كثيرا.. لكن وبالقدر الذي ضحكت به جلست خلف مكتبي وانا ادلك باصبعي السبابة والوسطى صدغيّ علّني أخفف من وطأة الصداع الذي يزلزل رأسي..

وضعت رأسي على المكتب.. يجب علي ان اتناول مسكنا لكنني لم اتناول الافطار بعد، لذا وبسرعة رفعت سماعة الهاتف وضغطت ارقاما حفظت وقع بصماتي عليها في الايام الاخيره..

لم يطل الوقت حتى ردت بصوتها الناعم الطفولي:
"قسم الترجمه"

قلت بدون مقدمات:
"فلنخرج لتناول الافطار"

توقفت للحظات:
"لماذا؟.. من المعتاد ان نتناول الافطار في وقت بعد ذلك بكثير"

تنهدت وانا اقول:
"اعاني من صداع رهيب"

قالت مستسلمة:
"لك ما تشائين.. نلتقي عند الكافتيريا بعد عشر دقائق"

منذ ذلك اليوم الذي تشاركتا فيه طعام الغداء وهما تتناولان وجباتهما هنا معا..
ففي ذلك اليوم لم تفترقا الا بعد ان تبادلتا الارقام تحت طلبها هي..

ما يجعلها تستمر باللقاء بها هو أنها حتى بعد أن شاهدتها تكذب امامها لم تنتقدها أو تحتقرها..

لازالت وحتى هذا اليوم لا توافقها فيما تفعله لكن دون تدخل، إذ كثيرا ما تقول وتعلن شعارها الدائم في هذه الحياة:
"هذه حياتك أنت ولن يعيشها أو يتحمل مسئوليتها أحد غيرك"

هناك وفي الكافتيريا لم يدم انتظارها لها اكثر من خمس دقائق حتى جلست امامها واضعة الصينية التي تحمل طعامها بغضب..

قالت بعد ان سحبت نفسا طويلا كانت تحاول ان تتحكم بنفسها من خلاله:
"اعذريني على تأخري.. وعلى فظاظتي"

هززت رأسي وانا اشرب من علبة الحليب عبر الماصة:
"لا مشكلة لدي في ذلك.. لكن لم الغضب؟!"

هجمت على قطعة البيض المقلي والتي تتوسط صحنها لتغرس فيها الشوكة وتبدأ في تقطيعها بقسوة وهي تقول متذمرة:
"وهل لدي سبب للغضب في الصباح الباكر غير تلك الحمقاء"

تلك الحمقاء لم تكن الا خلود التي تشاركها المكتب..

لقد اخبرتني سابقا ان تلك الفتاة وبحكم قرابتها للمدير تغادر العمل في وقت مبكر لترمي ببقية مهامها على قمر..

اعتقد ان ذلك حدث مرتين تقريبا حتى الآن.. زفرت وهي تضع أدوات الطعام جانبا لتقول:
"ما إن غادر المراسل بعد أن وضع كومة من الملفات على مكتبينا حتى غادرت كرسيها لتحمل ملفاتها وتضعها على مكتبي بثقة ثم تستدير نحو باب المكتب دون أي تردد و تفسير.."

توقفت لترفع يديها بإنفعال وتحركهما شارحة كلامه:
"بالكاد استطعت تمالك غضبي في تلك اللحظه لاسألها وانا بركان يوشك على الانفجار:

هيّ.. ما هذا؟...
ما الذي تعنينه بهذا؟!..

التفت وقد عقدت ذراعيها أمامها لتقول بغرور خالص:
هذا هو عملك هذا اليوم.. أنا خارجة الآن..

وقفت بسرعة وأنا أصفع الملفات بكفي لاقول بسخرية:
لماذا يفترض بي ان قوم بأعمالك يا فتاة"

توقفت قمر عن الحديث لتعض على شفتها السفلى بغضب قبل ان تقول:
"تلك الفتاة ليست قريبة للمدير بل هي قريبة لهولاكو..

لقد نقلت بصرها في من الاعلى الى الاسفل ثم قالت:
يجدر بك ان تقومي بما اقول لك قبل ان تطردي من هذا العمل.."

وضعت قمر بعض الطعام في فمها لتبدأ في مضغها وهي تقول:
"تهددني بالطرد.. تلك الحقيرة!"

توقفت للحظات قبل ان تهز رأسها ليهتز شعرها معه.. ذلك الشعر الذي يحمل اللون البني الغامق لتكمل:
"مع فكرة الطرد من العمل الذي جاهدت للحصول عليه شل تفكيري... لم استطع الرد عليها!"

لا اعلم لماذا؟... لكن هذه الفتاة مستميتة للحفاظ على عملها.. قالت بحزن:
"انا لم امتلك الجرأة على الرد"

هززت كتفي وانا اقول:
"على الرغم من انني احسد جرأتك إلا انني اعتقد أنه كان يتوجب عليك الكذب في مثل هذه المواقف"

رفعت بصرها الى السقف متأملة كلامي قبل أن تقول:
"حسنا.. وما الذي كنت ستفعلينه لو كنت في مكاني؟!"

وضعت ظاهر كفي على جبيني لاغمض عيني واميل برأسي قليلا قبل ان اقول بصوت واهن:
"منذ ان استيقظت صباحا وانا اشعر بالدوار.. كنت أنوي الذهاب إلى المستشفى اليوم للقيام بفحص.."

اعتدلت في جلستي لاكمل:
"ثم يتوجب عليك ان تنهضي بسرعه نحو دورة المياه وتدعيّ الاستفراغ ثم يجب عليك ان تتمتمي ببعض الكلمات المبهمة تعبيرا عن الضيق بين إستفراغ وآخر "

تفحصتني بنظراتها قبل ان ترفع كفيها لتصفقهما ببعضهما:
"انت مبدعة حقا!"

اكملنا تناول افطارنا لتقول هي وهي ترفع حاجبا يعلو عين تحمل دوما لمعة شقاوة جذابه :
"لا اعتقد انني ارغب في القيام بذلك.. افضل ان ادخل في حرب معها ومع قريبها المدير الذي تحتمي به على ان افعل ذلك"

ضحكت قبل ان تكمل:
"لكن خطتك تعجبني .. سوف احتفظ بها لوقت الطوارئ"

في وقت لاحق من ذلك اليوم رن هاتفها الجوال لتظهر كلمة "زوجي" على شاشته.. رفعت الهاتف لترد عليه بصوت باسم:
"مرحبا حبيبي"

"مرحبا غاليتي..كيف هو يومك؟"

"جيد حتى الان.. ماذا عنك انت؟"

"لقد اتصلت بي امي قبل قليل لتدعونا الى طعام العشاء في الغد.. ليس لديك اي ارتباطات مساء الغد، اليس كذلك؟"

قالت بابتسامة تدراي بها إرتباكها وهي ترفع كفها لتحرك خصلة وهمية عن جبينها وكأنه يشاهدها الآن:
"ابدا.. ليس لدي شيء"

بعد أن اغلقت الهاتف وضعت رأسها بين كفها..

لا.. لا اريد الذهاب!

اعينهم تلاحقني..

نظراتهم تخنقني..

ينتقدون كل شيء اقوم به..

حتى وان لم يعلنوا عن ذلك.. انا اعلم انهم يقومون بذلك في دواخل أنفسهم..

فأنا دائما لست جيده مقارنه البقيه..

في كل مرة اذهب فيها الى هناك أتخيل اللحظة التي اكشف فيها امام الجميع، ثم وفي يوم من الايام سيعرفون من أنا حقا ..

سيعرفون إبنة من أنا!!

كالغيمه.. تحتل مساحة كبيرة .. ترثي ذاتها..

تبكي نفسها بكثير من المطر..

حتى تختفي..






****************************

futurelight 30-05-12 06:33 PM







هبت رياح الخريف الباردة لتسقبله ما إن فُتِح باب المستشفى الزجاجي.. خطت قدماه إلى الخارج وهو يحكم من لف معطفه الداكن حول جسده..

زفر نفسا دافئا وهو يعيد لف وشاحه الأبيض حول رقبته..

لم يكن ذلك كافيا كي يقيه لسعة البرد التي هاجمته من كل اتجاه لذا حث الخطى عائداً الى داخل المستشفى ليخرج بعد دقائق وهو يرتشف من كوب يحتضن مشروب أعشابٍ تتصاعد الأبخرة منه منتهكة حرمة الهواء البارد..

ابتسم شماتة بالبرد وهو يسير بخطوات واسعة نحو سيارته بينما انشغلت يده الاخرى بإستخراج المفاتيح من جييب المعطف..

توقف بجوار السيارة ليستخرج هاتفه الجوال الذي يهتز في يده معلنا وصول اتصال..

تجاهله وهو يدس جسده داخل السياره..

بقيت داخل السيارة للحظات احدق في شاشة هاتفي الجوال التي تومض مرة أخرى في تردد بين الرد وعدمه خصوصا بعد ان ظهر لي على شاشة الجوال "المنزل"..

فأنا متعب حقا بعد يوم عمل شاق ولا أرغب في سماع شيء في غير وقته، إذ لدي خبرة مع عائلتي تمتد الى أكثر من ثلاثة عقود تخولني بالحكم عليهم كمصدر لزيادة الشعور بالارهاق على الرغم من حبي لهم..

لكن اصرار المتصل جعلني اجيب على الاتصال وانا اتنهد..

وصلني صوت والدتي وهي تتكلم على عجل – كما تفعل دائما حتى وإن لم يكن الموقف يستدعي السرعه- لتقول بعد التحيه:
"بني.. بني.. للتو عقدنا اجتماعا ونريد أن نطلعك على القرارات التي توصلنا اليها"

كنت أعلم أنه لم يكن يفترض بي الرد على هذا الأتصال بل الهرب منهم ما إن تطأ قدماي أرض المنزل..

فأعضاء هذا الاجتماع هم اشخاص لا يجدر بي التعامل معهم الا بعد ليلة من النوم الهانيء..

أكملت أمي وقد اعتبرت ان صمتي هو دليلل لموافقتي.. أو إستسلامي بتعبير اصح!
"لذا لا تذهب الى اي مكان.. عد الى المنزل مباشرة قبل ان يغادر الجميع"

هذا ما كنت اتمنى فعله لكن ربما من الاجدر بي عدم التهرب.. فأفراد عائلتي هو أعضاء حكومة لا فرار من سلطتها..

فبحكم حالة والدي الصحيه التي تتلخص في ضغط مرتفع ومرض السكر وانشغاله الدائم بعمله - على الأقل هذا ما عبر عنه هو وما لم اجرؤ أنا على نقضه - تقرر ابعاده عن كل ما يترك تأثيرا على صحته..

ومن ضمن تلك الاشياء التي تقرر إزاحة همها عن والدي المبجل هم أفراد عائلتي، لذا ولكوني الابن الوحيد اصبحت أنا رئيس الحكومة ، هذا ما تطلعه علي اصغر إخوتي على أية حال..

زفرت مبعدا كل فكرةٍ تتعلق بوالدي عن ذهني.. يجدر بي ان أفكر في أشياء تجلب لي الراحه لا عكس ذلك..

اسند ظهره الى المقعد بينما رفع كفيه ليضعهما على المقود.. يحدق لما وراء الزجاج الامامي للسيارة دون أن تعي عيناه ما تقع عليه.. فقد كانتا تسبحان في الفراغ بينما يعاد ما حدث في ذلك اليوم مرار وتكرارا في عقله..

إرتحلت أفكاره إلى حيث تنمتي.. توقفت عند قمره..

كل ما إحتاجته هو عدة لحظات لكي يتشاجر الالم، الراحه ، الحزن، السعاده، الشك، الامل، الخسارة الكبرى والحصول على طوق النجاه..

لا يوجد في العالم شخص كهذا..

شخص قد يمتلك كل هذه المشاعر في لحظة واحدة الا هي..

كل تلك المشاعر تشاجرت مع بعضها ليغزو المنتصر منها ملامح وجهها، ارتسم الحماس على وجهها وهي تقول:
"هل استطيع الرفض منذ هذه اللحظه؟!"

ماذا؟!..

ألا يكفي التنازل الذي قمت حتى تقوم بالسخرية مني إلى هذه ادرجه.. هل امتلك عقل طفل كي تسأل مثل هذا السؤال؟!..

لا اعلم الى اين سأصل باقتراحي لكنني بالتأكيد لن اصطدم في ذلك الحائط الذي يستقر على بعد سانتيمترات مني... لذا احتفظت بغضبي لنفسي وانا اقول:
"حسنا.. شهرين!!..
إذا بقيت على رأيك بعد ذلك سوف ألغي أنا بنفسي كل شيء.."

ارتسمت سعادة قاتلة على وجهها!!

هل تريد التخلص مني الى هذه الدرجه!!..

كيف يمكن لها ان ترفضني بهذه الطريقه دون اي سبب مقنع؟!!!

استدارت لتغادر المكان إلا انها توقفت بعد خطوتين لتقول دون أن تلفت بإتجاهي:
"شكرا... انا حقا شاكرة لك"

يجدر بي أن اكون سعيدا إذ أنني تسببت في إسعاد شخص ما.. إلا انني أكاد أخنقها بيدي..

وضعت هدفي نصب عيني وابتسمت..
أردت ابقاءها بجانبي لذا ابتسمت لكنني لا أستطيع إلا التفكير بأنني شخص بغيض دون ان يكون لدي علم بذلك!!!

او ربما احمل مرضا معديا لتنفر مني الى هذه الدرجه!!

رصصت اسناني بغيض وانا احرك السيارة باتجاه المنزل..

دخلت الباب الداخلي للمنزل لتهب في استقبالي وزارة الداخليه – والدتي المسئولة عن الشئون الداخلية للمنزل– فتسحبني من ذراعي بإتجاه غرفة الجلوس حيث تم الاجتماع..

القيت التحية على الجميع، في هذا المنزل وحيث أنا الإبن الوحيد توجد هناك أختان تكبرانني في العمر وأخريتان اصغر عمراً مني..

اشارت علي وزارة الماليه – اختي الكبرى حسناء وذلك لإهتمامها بتنظيم ميزانية المنزل – بالجلوس في المقعد المجاور لها..

ما ان استقريت في مكاني حتى وصلني صوت اختي التي تكبرني مباشره وهي تضع ساقا على الاخرى وتعقد كفيها على ركبتيها:
"نحن نطالب باقمة حفلة خطوبه"

وزارة العدل .. اختي حوراء هي دائما المتحدث الرسمي للعائلة والتي تهتم بجميع الاوراق الرسمية التي تخص هذه العائلة..

تنهدت وانا افرك فروة رأسي بانزعاج:
"لماذا؟!.. الا نستطيع المضي في الخطوبة دون اقامة حفله!!"

قالت حسناء وهي تستقيم في جلستها:
"اخي الوحيد ولا تريدني ان اعيش كل لحظة من لحظات زواجه!!"

قالت حوراء بحماس:
"يجب ذلك.. يجب ان تعرف هذه الفتاة من أي شخص تزوجت"

وضعت امي يدها على نحرها لتهز يدها الاخرى في وجهي وتقول بكلمات تكاد تقتتل مع بعضها تحت ضغط سرعة والدتي في الكلام:
"لا تعجبني.. انا لم ارغب بها، فقد رفضتك هذه الفتاة من قبل.. لكن ما باليد حيلة فأنت عنيد يا بني"

قلت بضيق وانا اعلم كم ستغضب "هذه الفتاة" بسبب اقامة الحفله:
"ليس هناك داع لتثبتوا لها اي شيء.. الا يكفيكم انني سعيد!!"

مدت اختي حلا - التي تصغرني بعدة اعوام – ذراعها في اعتراض وهي تقول:
"انا لا احبها.. كيف استطاعت ان ترفضك يا اخي وأنت دكتور!!"

قالت زهور - اصغر فتيات العائلة – بسعادة وهي تغطي خديها بكفيها:
"يجب ان نقيم احتفالا كي استطيع ارتداء فستاني الجديد"

شهقت حلا قبل ان تقول:
"يجب ان اكون جميلة كي اجذب انظار النساء وتخطبني واحدة منهن لإبنها!"

هاتان الاثنتان هما رعاع الشعب – هذا ما يطلقان على نفسيهما- فعملهما الوحيد هو زيادة الاعمال على بقية أفراد العائله..

التفت ضياء على حلا ليقول بسخرية:
" لا افهم كيف يحتوي رأسك على عقل سطحي الى هذه الدرجة فالعمل ليس كل شيء في هذه الحياة.. كما انه لم يتواجد في العالم بعد شخص تعيس كفاية كي يتزوج بك"

التفت على الصغرى زهورليكمل قائلا:
"اختك هذه انا فقدت الامل فيها لكن اياك ان تتعلمي الغباء منها.. اذا اصبحت مثلها فتأكدي انك لن تتزوجي ابدا"

توقف للحظة قبل ان يكمل بصوت عال وصارم:
"أرفض قراركم.. إنتهى هذا الإجتماع"

إلتفت نحو اختيه حسناء وحوراء مكملا:
"عودا الى منزليكما.. أمامكما طبخ العشاء"

التفت الى حلا وزهور:
"أما انتما.. "

التزم الصمت للحظات يقلب الافكار في رأسه علّه يصل الى شيء يمكنهما القيام به إلا انه اكتفى في النهاية بقول:
"عيثا في الارض فساداً كعادتكما"

استقام جسده واقفا ليقول مخاطبا والدته:
"سوف أذهب للنوم"

لم يكد يتحرك خطوتين حتى وصل الى مسامعه صوت وزارة الماليه:
"أنظر الى هذا"

التفت ليحدق في الورقة الصغيره التي رفعتها لتقول وزارة العدل:
"نسينا ان نخبرك اننا حجزنا قاعة الاحتفال ومتعهد الطعام"

أكملت وزارة الداخليه:
"كما أنني بدأت في توزيع الدعوات"

أما رعاع الشعب فكانتا في منتصف حديثهما عن المكياج الذي سيضعنه في ذلك اليوم لتنتقلا بسرعة خارقة الى نوع الاحذية التي سترتديانها..

رفعت يدي لأدلك مؤخرة عنقي.. وهكذا كنت مجبرا على القيام بشيء لا أريد القيام به بسبب هذه العائلة الكريمه..

اعتقد ان هذه هي ضريبة العيش مع عائلته يغلب عليها النساء.. وأسوأ ما في ذلك هو اني فهمت الكثير من اسماء قصات الشعر التي كانت تفكر بها حلا والتي تقترحها زهور!!..

لم يكن يفترض بي ان افهم هذا!!.. لا يفترض بي ان اعرف شكل كل واحدة من هذه القصات..

يجدر بي حقا ان اتزوج بسرعه واغادر هذا المنزل قبل ان اتعلم كل شيء عن مساحيق التجميل!!

استدرت لاكمل طريقي خارج الغرفة وصوت حلا يرن في اذني:
"لا توجد ديموقراطية في هذا المنزل.."

ما إن وصلت الى غرفة نومي حتى رميت بجسدي على السرير..

هذه هي النهاية..
ستقام هذه الحفلة كما أردن وكما خططن إلا في حالة هرب العروس!!

أما إذا حدثت معجزة وقررت العروس الحضور فسيقام الإحتقال بعد اسبوعين، رفعت هاتفي الجوال في ضيق وتخوف من ردة فعلها لأرسل رسالة إلى الرقم الذي أعطتني إياه في آخر مرة إلتقيت بها.. كتبت فيها:
"سوف تقام حفلة لخطوبتنا.. لذا ليتوقع أهلك اتصالا من اهلي..
تقبلي مني اعتذاري.. فقد كان القرار خارج إرادتي"

وضع هاتفه الجوال على الوضع الصامت ثم غرق في نوم عميق رافضا التفكير بأي شيء..

في صباح اليوم التالي عندما أستيقظ وجد في هاتفه أكثر من اربعين مكالمة لم يرد عليها ورسالة واحدة تحتوي على ثلاث كلمات فقط:
"سوف أفقع رأسك!!"

عندما تعتقد إنك تمسك بجميع الخيوط..

أنك تعرف كل ما يجري حولك..

أنك المتحكم في كل شيء..

عندها فقط ينزلق الخيط الأول من قبضتك..





****************************************


الساعة الآن 06:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية