لم تتعدَ علاقتهما حدود الصداقة كما وعدها ، ولم يحاول عناقها مع أنها كانت ترغب في ذلك . اعترفت لنفسها بأنه شخص ساحر ، حاول إغراءها بالكلام حتى يكتشف ميولها في الأدب و الموسيقى و الفنون وإذا كانت تفضل الباليه أم الأوبرا ، كرة المضرب أم السكواتش ، حتى أنه سألها عن طعامها المفضل .
ربما يريد أن يجمع ملفآ عنها أو ... أن يخزن هذه المعلومات في كومبيوتر الشركة حتى يستعملها كمراجع في المناسبات الخاصة . بدأت فيليبا تدرك كم كان موجزآ في الحديث عن نفسه ، هذا الغريب الذي تزوجها على السراء و الضراء . على السراء و الضراء . كررت فيليبا هذه الكلمات في رأسها ، وارتجفت فجأة . لم تنتبه فيليبا للوقت ، ولكن يبدو أن الطائرة تهبط . كان الاستقبال في المطار بسيطآ، ووجدت نفسها في سيارة ليموزين يقودها سائق خاص . فكرت أن عليها أن تتكيف مع هذه الشكليات وإن كانت تكرهها . قبل أن تكون مستعدة كليآ ، وجدت نفسها تسير إلى بناء مهيب في إحدى أحدث المناطق ، وتصعد في مصعد إلى شقة فخمة . منتديات ليلاس أخبرها آلان أن الشقة ليست جزءآ من الممتلكات التي ورثها ، وأنه اشتراها بنفسه منذ بضع سنوات ، لأنها قريبة من مراكز عمله . أخبرها أيضآ أن هناك امرأة تدعى هنرييت ترعى شؤونه ، ويساعدها في بعض الأحيان زوجها جيسكار . وأنهما الآن بانتظار سيدهما وعروسه الحلوة . عندما تمت كل المقدمات ، أخذها آلان على حدة . " هل ستكونين بخير إذا تركتك هنا ؟" سألها بصوت خفيض ." إني بحاجة لأن أذهب إلى المكتب ، ولا أعرف متى أعود ." "لا أمانع أبدآ ... سأكون بخير ." تمتمت فيليبا وهي تشعر بتورد خديها بسبب نظرته الفضولية . "لا أشك في ذلك ." مرر آلان أصابعه على خدها الأحمر ، واستدار نحو مدام جيسكار ." لن أكون هنا على العشاء ، هنرييت تأكدي من تلبية كل طلبات السيدة ." رفع يد فيليبا الضعيفة ثم طبع عليها قبلة سريعة . " إلى اللقاء ، يا حياتي ." إذا كان آل جيسكار يعتبرون تصرف آلان شاذآ ، كونه عريسآ جديدآ ، فإنهم برعوا في إخفاء آرائهم . وجدت فيليبا نفسها مراقبة في كل حركة تقوم بها . تأكدت أيضآ ، من النظرات الخفية التي تبادلاها بأن زواجها ليس الصدمة الوحيدة لهما ، ولكن آل جيسكار اعتبروها اسوأ زوجة يمكن أن يقع اختيار دي كورسي عليها . لابد أن افتقارها إلى الخبرة و التكلف واضح بشكل مثير للشفقة ، فكرت بمرارة ، إذا لم تقدر على خداع الخدم فكيف تأمل بخداع عائلته و أصدقائه ؟ منتديات ليلاس استطاعت أن تكبت تنهيدة فرج ، عندما قادتها مدام جيسكار بطريقة غير ودية إلى غرفتها . غرفة جميلة مهندسة بأسلوب عصري ومحاذية لغرفة آلان . على الرغم من موقفه الحيادي الذي اتخذه نحوها ، فما زالت تخاف حتى الآن في سرها ، من مواجهة تدابير المنامة إذا طالب بحقوقه . من الأفضل لها أن تعرف أنه يمكن الوثوق به بعد كل هذه الأحداث . |
قررت أن تستكشف معالم الشقة بمفردها من دون حضور مدام جيسكار البارد إلى جانبها . وجدت المكان متزمتآ وكئيبآ . ذكّرها ديكوره الأنيق بفخامة لاودن الأثرية .
ليس مريحآ على الإطلاق ، فكرت فيليبا وهي تسمع طقطقة حذائها على الأرض المصقولة . بدت الستائر و الأثاث وكأنها تحذرها من لمسها . وجدت نفسها تتساءل عن الوقت الذي أمضاه آلان هنا . لكن هناك لمسة مألوفة أضفت سعادة روحية على جو البيت ... لوحة كيفين لجسر مونتاسكو المعلقة فوق المدفأة الرخامية الرائعة في غرفة الصالون . وقفت ويداها وراء ظهرها تحملق بها . أحبت الوقت الذي أمضياه في مونتاسكو . تنهدت بصمت وهي تتذكر السقوف الناتئة على التلال المنحدرة نحو النهر ، وبرج القصر المدمر الذي يعلو الممر الضيق . لقد استأجرا بيتآ في أعلى القرية ، تحيط به أشجار عالية . تاقت للعودة إلى الماضي ، وإلى رؤية البيت وهو يسبح بين الغيوم . حين كان كيفين يرسم ، كانت هي تقوم ببعض الأعمال المنزلية ، ثم تتجول في السوق الصغيرة و المبهجة لتحضر بعض الوجبات الرائعة و الغريبة لكليهما . لكن والدها لم يتذمر أبدآ ، فكرت و الابتسامة ترتجف على شفتيها . عندما استدارت وهي تصلي بصمت من أجل شفاء والدها ، لاحظت الساعة الرائعة التي احتلت موقعآ فخورآ على رف الموقد . منتديات ليلاس يبدو أن آلان لا يستعجل العودة . ليس لأنها تريد تريده بقربها ، بالطبع ، لكنها ذكرت نفسها بسرعة أنه كان بإمكانه أن يساعدها أكثر حتى تتكيف مع محيطها الجديد . ألم يلاحظ كم كانت تشعر بالغربة و الوحدة ؟ سألت نفسها باستياء . حاولت مشاهدة التلفاز ، ولكنها وجدت أنه يتطلب تركيزآ يفوق قدرتها ، ومعرفة أشمل باللغة الفرنسية ، وقد ادركت ذلك بصعوبة . عليها أن تخضع لتدريب كثيف في اللغة قبل أن تقوم هي وآلان بأية مهمات اجتماعية ، مع أنها لاتتخيل نفسها تقوم بدور المضيفة في محيطهم المرعب . على الرغم من تسريحة شعرها الحديثة وثوبها الجديد ، مازالت غريبة عن محيطها. كانت فكرة بائسة و غريبة ، تقلص حلقها فجأة . منتديات ليلاس آه ، كلا ، قالت لنفسها بحزم . لن تبدئي بالبكاء . أنت متعبة فقط بعد هذا اليوم الحافل . الأفضل أن تأوي إلى الفراش ... وفي الصباح ستتمكنين من المحافظة على دورك في هذه الاتفاقية وامتلاك اسلوب هذه الحياة الجديدة . كانت في طريقها عبر الرواق العريض عندما رن جرس الهاتف . ترددت للحظة ، قد يظهر آل جيسكار ويظنون انها تتعدى على حقوقهم ، لكن عندما استمر رنينه ولم يرد أحد ، رفعت السماعة بحذر شديد . "آلان ؟" كان صوت امرأة ناعمآ ، دافئآ وأبح ." هذا أنا ، يا حبيبي ." شعرت فيليبا للحظة وكأنها تحولت إلى حجر . لكن لماذا هي تفاجأت ؟ لم يكتم آلان عنها نزعاته . وبسبب ذلك هي موجودة هنا . لكنها لم تتوقع هذه المواجهة بهذه السرعة . قالت باقتضاب "السيد دي كورسي ليس موجودآ ، مدام ." "ومن أنت ؟" بدا صوتها خليعآ . "زوجته ." قالت فيليبا ، ثم أعادت السماعة إلى مكانها . |
:dancingmonkeyff8:حماسسسسس:mo2:سسسس:mo2:سسسسسس :mo2:ننتظر التكمله:party0033:على الحر :7_5_129:من الجمر:friends:
|
اهلين خضراء .. شاكرة مرورك وتواجدك في الرواية
|
الفصل الثالث
كانت فيليبا ترتجف بانفعال ، وبإحساس آخر أقل تحديدآ ، عندما أغلقت باب غرفتها وراءها . إذا رنّ الهاتف ثانية ستنفجر بالبكاء قبل أن تردّ عليه ، قالت لنفسها . التغاضي عن مغامرات آلان العاطفية ، كما اتُفق شيء خاص ، وتلقي الرسائل منهن شيء آخر . تجمدت في مكانها للحظة ، لتأخذ نفسآ عميقآ حتى تستعيد توازنها . لابدّ أن مدام جيسكار أفرغت لها حقيبتها . لاحظت ذلك ،وهي تجول بنظرها في الغرفة . كانت أدوات زينتها بانتظارها ، وأحد ثياب نومها الذي أصرت مونيكا على شرائه ، ملقى على شكل مروحة فوق السرير . منتديات ليلاس نظرت فيليبا إليه بنفور . لقد كلفت ثيابها الداخلية أكثر مما اعتادت لدفع ثمن ثياب كاملة في كلية الفنون ، فكرت بتوتر . ياله من تبذير للمال على رداء لن يراه أحد غيرها ! لم تجد فيليبا السرير مريحآ . نظرت إلى غطاء السرير الحريري الأخضر و المزين بكشاكش عريضة وتساءلت إذا كانت ستتمكن يومآ من أن تنام وسط هذه الترف . هزت رأسها بشدة وهي تعترف لنفسها بأنها ضيقة التفكير . ربما سيريحها حمام دافئ قليلآ. دهشت فيليبا لفخامة غرفة الحمام . شعرت بتوترها يزول تدريجيآ عندما غاصت في المياه العبقة . جففت جسمها بمنشفة الحمام الكبيرة الناعمة ، ثم عطرت نفسها بمستحضر كان موضوعآ فوق المغسلة ، قبل أن ترتدي ثوب نومها . نظرت إلى نفسها في إحدى المرايا الطويلة ثم عبست ، ثبتت رباط صدرها الصغير ، وكانت تنورتها الساتان مشقوقة من الطرفين . بدت كطفلة تلعب دور امرأة بشعرها المتدلي كمياه المطر حتى كتفيها ، فكرت باستخفاف . أبعدت شعرها البني الناعم عن وجهها ثم مشت إلى غرفة النوم ، أطلقت صرخة عندما وجدت نفسها وجهآ لوجه أمام آلان . منتديات ليلاس بدا مصدومآ مثلها ، لاحظت ذلك ووجهها يضطرم . كان مايزال في بذلته السوداء الرسمية التي تزوج فيها ، ولكن من دون السترة وربطة العنق الحريرية ، و الصديري غير مزرر . " ماذا تفعل هنا ؟" بدا صوتها أجش ومحرجآ وهي تبحث عن رداء ، أو أي سترة تحجبها عن التعبير المثير الذي ظهر في عينيه الخضراوين . " ماذا تريد ؟ الوقت متأخر جدآ ." قال ببطء :" بما أنك قلتها الأفضل أن تذهب ." كانت لهجتها مقتضبة ، وحاجباه السوداوان مرفوعين بغطرسة . "كما أحضرت بعض الشراب لنشرب نخب مستقبلنا ." أشار إلى دلو الثلج و الكأسين المنتظرين على طاولة ملائمة . " لا أعتقد أن هذا ضروري . ولكنه تقليدي ... بالنسبة لليلة زفاف ." "ولكنها ليست ... ليس تمامآ ... اعني بأننا لسنا ..." توقفت فيليبا لأنها أحست بالتهاب وجنتيها ." أنت تعرف ماذا أعني ." |
الساعة الآن 03:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية