غيابك ؟ - أنا متأكدة أنه ليس من ذلك النوع . - افترضي أنه كذلك ، فهل ستشعرين بالضيق ؟ - لو رأيته مع امرأة أخرى فلن أشك فيه فأنا أثق فيه . - هل يثق هو فيك ؟ أخذت تحرك كوبها " نعم فلا شئ يجعله لا يثق في " . لم تنظر إليه وهي تقول هذه الجملة . لم تستطع . بعد لحظة قال " فهمت ما تعنيه يا كاترين " رفعت كاترين كوبها حتى لا يلحظ تعبير وجهها وسربت ما بالكوب ، هل منت جافة في ردها ؟ بعد إن نظر إلى كوبها الفارغ " إذن ... هل سنتناول وجبة العشاء ، . ، أم تريدين مشروبًا آخر ؟ " - نهضت وقالت " لا أريد المزيد ، كما أن تسلق الجبل جعلني جائعة الاسترخاء " كان الطعام شهيًا والخمر الذي طلبه زاشارى ساعدها على الاسترخاء ،، لم يشرب هو منه الكثير . أثناء عودتهما أخذ يتحدثان عن شئونهما الحالية مثل البلاد التي زارها ، رأى هو المناطق البرية كجبال الإنذير وجبال الألب ، وزارات هي المدن كملبورن وسيدني ، ولندن ونيويورك . وقالت له " كنت أزور الأماكن المتطرفة في هذه المدن عندما أكون غير مرتبطة بمواعيد عمل " 43 ذكر رحلة تسلق في ويلز ، وقالت هي " عندما كنت في انجلترا ذهبت إلى هاي واي وهي على حدود ويلز ، هل ذهبت هناك ؟ - هل كان فيها جبال ؟ ضحكت كاترين " جبال من الكتب ، أنها مدينة صغيرة مليئة بالمكتبات ، قضيت يومًا هناك وفي نهايته كنت أحمل حقيبة مليئة بالكتب معظمها كتب درجة ثانية " . - واضح . إنك مغرمة بالقراءة . - توجد أوقات فراغ كثيرة أثناء عمل العارضات خاصة عندما يحضر المخرج والمصور لمشهد ما فيقضون وقتاً طويلاً يتناقشان فيه عن أفضل طريقة لتصويره ، وأجن أنا في هذه الحالة عندما لا أجد شيئًا افعله فأجد القراءة خير أنيس لي . - معك حق ،، فقد قضيت وقتاً داخل كهف جليدي في انتاركتيك بسبب الرياح وقرأت مؤلفات ( موبي ديك ) عدة مرات . - كتب الرحلات ، أنا أحبها . - لماذا تقرأنيها ما دمت تفعلينها ؟ - اقرأ عن الأماكن التي لم أزرها . ألم تكتب عن مغامراتك ؟ - بعض المتسلقين يكتبون للمركز الجغرافي القومي أو مجلات الرحلات ، وقد عرض على ناشر أن أؤلف كتابًا أحكي فيه ، قصص مغامراتي ، فأخبرته أنني سأفكر في الأمر خاصة أن العائد يمكن أن يساعد ويندى وأطفالها ، لكنني 44 اكتشفت أني لست كاتبًا . " أنا أكتب " كادت هذه الجملة أن تخرج من فمها فقد كتبت مقابلات لمجلات الرحلات وذيلتها باسم مستعار هو ( كيت ونيستون ) جاءت القهوة واكتشفت أن المساء على وشك الانتهاء قد مر الوقت دون أن تشعر . حاولت أن يكون السؤال الذي طالما طرأ على ذهنها منذ رأت زاشارى في تلك الليلة ، رأت البخار يتصاعد من الفنجان بين يديها كيف تبدأ ؟ هل لو سألته بأسلوب مباشر سيعتقد أنها مجنونة ؟ بعد هذا الأسبوع الذي قضياه معًا ، لن يعتقد ذلك بالتأكيد . تنفست بصعوبة ورفعت رأسها ونظرت إليه مركزًا بصره عليها مما قلبها يتوقف . اتسعت عينيها ، واختنقت أنفاسها في صدرها ، وهمست " ما الأمر ؟ " - هل أخبرك أحد من قبل أنك جذابة جدًا ؟ قال الجملة بصوت هادئ ثم رجع بجسمه قليلاً ليعبرعن ندمه " سؤال غبي ، بالطبع سمعت هذه الجملة عشرات المرات " - لا تبالغ ، فبعض المصورين يلقون على مسامعي مجاملات لا معنى لها أو أسماء تدليل لا أحبها مثل " أقدمي ، يا ملاك يا صاحية الوجه الجميل أو نعم يا طفلتي أريد شكل فمك بهذه الكيفية أو على العكس فقد يقولون لي " يا إلهي هل أنت امرأة أم حشرة العصا ؟ ألا تستطيعين أن تظهري بعض الإحساس بالإثارة ؟ هذا الشعر – لقد قلت طليقًا وليس عش طائر الدماء . سألها باهتمام " هل تسمتعين بعملك ؟ " 45 - أحب التنوع ، والأشخاص الماهرين الذين أقابلهم والسفر ، إنها لمتعة أن تعمل مع مصور موهوب ومخرج فتى ذو أفكار مبتكرة على الرغم من أن هذه الأفكار قد تكون غير مريحة بالمرة أحياناً ، ففي أحد المرات كان علينا أن نصور في الصحراء الأسترالية وأن نركب الجمال بملابس النوم ن الجمال أكثر المخلوقات عصبية على الأرض كما أنها عنيدة أكثر من الحمير . - ماذا حدث ؟ - كان على إن أبتسم للكاميرا وأنا أقود الجمل وأظهر جمال القميص الشيفون الذي أرتديه وقالوا لي أني استطيع التعامل مع الجمل إذا كنت قد استطعت قيادة حصان من قبل ، ولكنهم نسوا أن يأمروا الجمل ما أمروني به وبمجرد أن ركبته أحسست أني أجلس فوق برج وأدركت لماذا يسمونه سفينة الصحراء ، ذلك لأنك تشعر بدوار البحر عندما تركبه . ضحك " إنه لشئ مرح ، كيف يصيبك الدوار وأنت على الأرض ، ماذا سيصيبك إذن إذا طلبوا منك التصوير فوق سفينة ؟ " - سأبتعد عنهم فأنا أكره البحر . - تكرهينه ؟ وأنت نيوزيلاندية ! - نعم ، لكن هناك سبب لذلك . ارتسمت الجدية على وجهه " أتريدين أن تحدثيني عن ذلك ؟ " بللت كاترين شفتيها " شئ حدث لي عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري . قبل ذلك كنت أسعد بالبحر ، فقد اعتادت أسرتي أن تقضي كل صيف 46 |
الإجازة في الشاطئ " - وأنا أيضا ، إنها عادة نيوزيلاندية رائعة . ابتسمت كاترين " كان أبي يحب أن يبتعد عن المدينة ويمارس هواية الصيد ، بينما كانت أمي تقرأ الكتب تحت أشعة الشمس وأكون أنا وأختي في الماء نسبح ونلهو . كان هذا الصيف كأي صيف آخر قيما عدا أنها وأختها ميراندا بدءا يتعرفان على الأولاد أو بدأ الأولاد يتعرفوا عليهما . كانت ميراندا أكبر من كاترين بإحدى عشر شهرًا وكانت تبلغ الخامسة عشرة آنذاك ، وكان جسمها قد ظهرت عليه معالم الأنوثة كاملة أما كاترين فقد تأخرت في ذلك قليلاً ، كانت أطول من أختها الكبرى وظهرت على جسمها معالم الأنوثة ولكن بدرجة أقل من أختها . كانت ميراندا سعيدة بلهوها مع الأولاد ، لكن كاترين لم تجد متعة في مشاهدتهم وهم يستعرضون مهاراتهم في الماء ولا بمحاولاتهم التعرف عليها هي وأختها ، لكن أختها كنت تستجيب غالبًا . كانت كاترين مغرمة بقراءة قصص أبطال الروايات الرومانسية التي تمتلئ بها المكتبة الموجودة في غرفة نومهما وبالتأمل في صورة مايكل أنجلو المسماة ب ( ديفيد ) المعلقة على الحائط بينما ميراندا تتحدث مع هذا الولد أو ذلك وكانت كاترين تحاول ألا تزعج ميراندا وكانت تبتعد عنها عندما يتطلب الأمر ذلك . وفي إحدى المرات فهمت الإشارات ونزلت البحر وأخذت تطفو فوق المياه الهادئة ، لكن جاءت موجه كبيرة رفعتها فغيرت وضعها وأخذت تجذف ، وكان بالقرب منها شاب قوي البنية كان يتعامل مع الموج برشاقة فائقة ، كانت 47 تنظر إليه بإعجاب وأحست وهي تنظر غليه بنفس الإحساس الذي كان ينتابها وهي تنظر لصورة رجل مايكل أنجلو . اختفى بعد ذلك عن عينها سحبت تجاه الشاطئ ، كانت ماهرة في السباحة وكثيرًا ما بعدت عن الشاطئ دون مشاكل ، لم تدرك لماذا لا تقترب عن الشاطئ ، ثم شعرت أنها تسبح في دوامة مياه كبيرة فامتلأ قلبها بالخوف . لا تجزعي ، حدثت نفسها ، لا تقاومي الماء أسبحي معه هذه النظرية تعلمتها لكنها وجدتها صعبة التطبيق حينئذ سيراها المنقذون إذا طفت على ظهرها ورفعت يدها ، أدركت أنه يجب عليها أن تصل لحافة الدوامة لتعود للمياه الهادئة لكنها وجدت نفسها تسحب لمسافة ابعد في البحر رغم مجهودها ، واستطاعت أن تلمح قاربًا عليه منقذين ثم وجدت بعضهم في الماء ، أنهم قادمون إليها ، توقفت عن السباحة لتريح عضلاتها فقد أحست بالتعب ، لكنها وجدت نفسها تغوص فحاولت أن تظل طافية بصعوبة وأخذت تحرك ذراعيها رغم الإرهاق الذي تشعر به ، كان يجب أن تسبح تجاه المنقذين لتسهل الأمر عليهم . استطاعت أن تلمح أن هناك حركة غير طبيعية في الشاطئ فعرفت أن الدوامة ظهرت فجأة وأحاطت بأشخاص كثيرة غيرها ورأت المنقذين مشغولين بإنقاذ هؤلاء الأشخاص ولم تجد أحدهم يحاول أنقذها لا يبدو أنهم لاحظوها ، أحست بالبرد والخوف . ثم الرعب حاول أن تصرخ فبلعت بعض الماء المالح أخذت تسعل وأدارت جسمها كي ترفع ذراعها كإشارة لطلب النجدة لكنها سعلت مرة أخرى ووجدت نفسها تغوص مرة أخرى أنا سباحة 48 ماهرة ، حدثت نفسها لن أغرق ، لا يمكن . ضربت بساقيها الماء فأحست بألم كبير في عضلاتها دون تمهيد فتحت فمها لتصرخ فامتلأ بالماء الذي سحبها لأسفل . حاولت أن تلتقط بعض الأنفاس قبل غوصها ولفها سواد الماء ولم تسمع صوتًا إلا زئير الماء ، ظنت أنها تموت فأحست بدهشة أكثر من الرعب . آلمها صدرها ولم تعد ساقاها تتحرك وأصبح زئير الماء في إذنيها اشد في هذه اللحظة من المؤكد أنها فقدت وعيها . 49 نهاية الفصل الثالث |
الفصل الرابع سألها زاشارى بصوت هادئ " ماذا حدث ؟ " أدركت أنها صمتت طويلاً وهي تتذكر هذا الكابوس بتفاصيله الكثيبة وضعت الفنجان بحذر " تقريبًا غرقت لكني أدركت بعد ذلك أنني فقط غصت مع الدوامة وارتفعت مع ارتفاعها . - ما الذي أنقذك ؟ هزت كاترين رأسها " كان هناك رآني وعرف أنني أواجه مشكلة فجاء لإنقاذي جذبني ووضعني في ... وقبلني قبلة الحياة ثم أخذني للشاطئ ، لقد كنت محظوظة جدًا – " طبعًا . " حدق فيها ، أما هي فقد كانت عيناها مفتوحتا عن أخرهما تحاول تذكر كل التفاصيل ذلك اليوم الذي مر عليه سنوات . في الوقت الذي كاترين للشاطئ كان المنقذون في طريقهم في الماء لإنقاذهم بعد أن أخبرا المنقذون بعد وجودها وبالفعل وصلوا لهما وحاولوا أخذها منه لكنها رفضت أن تترك منقذها وظلت متعلقة به ، فقد خائفة ومنهارة عصبيًًا فساعده في إرجاعها للشاطئ . كانت يداها متشبثين برقبته وعيناها مليئة 51 بالدموع الناتجة عن الصدمة حتى سمعت صوت أمها وأحست بجسمها فوق الرمال . في هذه اللحظة فقط استرخت وتركته . أحاطتها أمها بذراعيها ، نظرت لأعلى فوجدته واقفًا وشعاع الشمس خلفه وكان وجهه مجرد ظل مظلم والدموع ما زلت تملأ عينيها مسحت دموعها ونظرت إليه مرة أخرى فلم تجده ، كانت ميراندا واقفة تبكي من فرط تأثيرها وخوفها ثم أخذت تحتضنها وكان الناس حولها يحدقون فيها ويعرضون نصائحهم وأحضر أحد المنقذين أنبوبة الأكسجين بقناعها وقال لهم أنه يجب أن يأخذوها للمستشفى لإجراء فحوصا طبية لها حاولت أن تسأل : أين هو ؟ لكنها لم تسمع صوتها لفرط ضعفه ، بدأت تسعل وأحست بحلقها محشرجًا وبه ملح ، ولم يسمع أحد صوتها . استدعى شخص ما الإسعاف ووضعوها في المستشفى تحت الملاحظة الليلية . مر الوقت ولم يعرف أحد أين ذهب المتزحلق على الأمواج . الأخبار وبعث برسالة إلى جريدة يشكر فيها الرجل الذي أنقذ ابنته ولكن لم يظهر هذا الرجل رغم ذلك . قالت لزاشارى " لم تتح لي الفرصة لشكره ، أنقذني واختفى ولم أعرف من هو . - أهذا ما حدث ؟ - اعتقد إنه إذا أنقذ شخص حياتك فإنك تدين له على الأقل بعبارة شكر لطيفة . ألن تفعل ذلك ؟ - ربما يم يرد أن يشكره أحد . 52 - ولم لا ؟ نظر زاشارى إلى قهوته وقال " وأنت تتسلقين يجب أن تعتمدي على شريكك أو على فريقك ، فمرة أنقذ احدهم ، ومرة أخرى ينقذني أحدهم ، وهذا معتاد رياضيتنا . - إذن فالأمر لا يمثل لك أهمية كبيرة ؟ نظرت إليه كاترين بثبات " عندما قلت اليوم أنك أنقذت حياتي كنت أقصد ما حدث منذ سنوات عندما كنت مراهقة . " بدأ وكأنه لا يفهم ما تقصد ، فأكملت بعناد " أنت كنت المتزحلق على الأمواج في هذا اليوم وأخيرًا جاءتني الفرصة لأعبر لك عن عظيم امتناني لك " لم يصبر زاشارى ليسمع المزيد وهز رأسه " كاترين ، لا أحب أن اسمع ذلك " - لكني أريد أن أقوله بعد أن مر كل الوقت دون أن أصرح . بما أشعر به ... قاطعها " ولم الآن ؟ لماذا انتظرت حتى هذه الليلة ؟ " كانت لديك الفرصة في حفلة العشاء وطوال هذا الأسبوع ذلك لأنها كانت تخاف أن يخدعها عقلها لأنها منجذبة لشخص غريب ، ووعيها الدفين أتى به لها في أحلامها وجعلها تعيش في وهم لذيذ ولأنها خافت أن تبدو غبية . " لم أكن متأكدة أنك هذا الرجل ، حتى تأكدت من ذلك في الجبل " - ما الذي جعلك تتأكدين ؟ 53 كيف تستطيع أن تشرح ذلك ؟ " عرفت عندما ... عندما أمسكتني بذراعيك وهدأتني بلمساتك وصوتك . هذا الصوت المألوف وهذه اللمسات التي لم تغب عني أبدًا . " - عندما سقطت . عضت كاترين شفتها " نعم عندما أنقذتني مرة أخرى ، تذكرت هذه الأشياء " - هل بالفعل تذكرت هذه الأشياء ؟ لو كنت أنا هذا الشخص لكنت عرفتيني منذ أول مرة رأيتني فيها بعد الحادث . - عرفتك بالفعل ، لكن كان من الصعب على أن أصدق أنني وجدتك . - لكنك لم تفعلي شيئًا . - كان هناك كثير من الناس و ... - ولم تكوني متأكدة . - هل أنت غاضب لأنني لم أكن ؟ - " لست غاضبًا " ثم وضع يده على شعره " لم أتوقع هذا " ابتسمت كاترين " أنا آسفة لو أني أحرجك لكني أردت أن تعرف مدى امتناني ... " - " نعم ، أعرف ما ستقولين " جذب فنجان القهوة الفارغ " أحتاج مزيدًا من القهوة ، وأنت أيضًا ؟ " أشار للويتر ( مقدم الطلبات ) ، ولماذا ذهب الرجل ، أخذ زاشارى يحدق فيها وبدا وكأنه يريد تذكر شيئا ما حدث منذ فترة طويلة ، هز رأسه وهو يبتسم . 54 |
- إنه أنت الذي أخرجتني من الماء ابتسم وقال : ربما اتسعت عينا كاترين فأردف " لا ، أنسى ما قلته " خاب ظنها للحظة ،، لكنها أنها تغابت عندما خاب ظنها فهو بالطبع يمزح لأنه لا يرتاح لوصف أي أحد له بأنه بطل . جاء الويتر ( مقدم الطلبات ) ومعه القهوة التي طلبها لما أتاح لهما فرصة لالتقاط الأنفاس وقدم لهما الويتر كوبون الحساب فقالت كاترين سأحول الحساب على غرفتي اخذ زاشارى الكربون من الرجل قبل أن تأخذه وقال : " أنا ، أنا الذي دعوتك " - فلتسمح لي على الأقل أن اشتري لك وجبة العشاء فهو أقل شئ لقدمه لك بالنظر إلى ما فعلته لي . أخذ زاشارى يحرك فنجانه بأصابعه وهو يحدق فيه ، " لكن ماذا تتذكرين أيضًا ؟ " همست " كنت أحلم ب ... " - تقصدين كوابيس ترددت كاترين " أحيانًا " - وابتعدت عن البحر ، هل خضت جلسات نفسية ؟ أومأت كاترين ، فقد خضعت لجلسات نفسية لعدة شعور بعد أن أدركت أسرتها أن خوفها من البحر غير طبيعي وكانت حالتها ستتحسن لو أخبرتهم بأحلامها لكنها لم تفعل . قالت " لم يكن هذا الأمر هامًا بالنسبة لي ، فقد امتنعت عن السباحة فقط " . وهذا كان سبب رفضها لعرض ملابس السباحة كإعلان ، وافقت في البداية لأنها ظنت أنها ستصور في الأستديو لكنهم أخذوها للشاطئ وطلبوا منها أن تتزحلق 55 على الأمواج وتظهر أنها مستمتعة ، رفضت لكنهم أصروا فصورت المشهد وبدت كأنها مصابة بهستريا ، وفي النهاية اتفقوا معها على أن تصور على الرمال ويكون البحر خلفية ، لكنها كانت متوترة طوال فترة العمل مما أحنق المخرج والمصور الذي قال انه لن يعمل معها مرة أخرى ، ولم يسعد العميل أيضًا عندما أبلغوه أنها لن تصور بملابس السباحة مرة أخرى فنفض يديه عنها . كان هذا بمثابة إخفاق في عملها فسافرت للندن لتجرب حظها هناك ، وبدلاً من أن تشرح الخوف السلبي الذي ينتابها من البحر أخبرت الوكالات أنها لن تصور أي مشاهد بملابس البحر . وتمكنت رغم ذلك أن تصنع لنفسها اسمًا في هذا المجال عالميًا . ثم أصيب والدها بالسرطان الذي قتله ببطء ، فعادت لنيوزلاندا لتساعد والدتها وأختها في تمريضه . - إذن فلم تسبحي أبدًا ، ولا حتى في حمام سباحة ؟ - لم اسمع أن أحدًا مات بسبب عدم السباحة . ابتسم " هذا صحيح " رفعت فنجانها " أدين لك بحياتي ، لو أستطيع مساعدتك ... " - تستطيعين ، أكثر مما تظنين . حدقت فيه " أستطيع ؟ " كان يتابع بعينيه أحد مقدمي الطلبات ثم نظر إليها " طوال الأسبوع كنت موجودة ، واليوم وثقت بى وطلبت مني العناية بك في الجبل ، لا تتخيلي ماذا 56 يعني هذا لي الآن " لم يزل يلوم نفسه لأنه لم يتمكن من إنقاذ صديقه وأحس بشئ من الفشل ، ولذلك فتقديرها له لأنه أنقذها حياتها رفع معنوياته إلى حد ما . بالطبع كنت خير العون لي . فتساءل : " وماذا عن كالوم ؟ " ترددت ثم قالت " نعم ، إنه إنسان طيب ويحبني " صمتت لحظة ثم قال بنبرة غير مميزة " عظيم ،، أتمنى لك السعادة " شرب قهوته ودفع كرسيه " يجب أن أذهب الآن ، " ووضع نقودًا على الكربون ووقف . نهضت كاترين " أشكرك على العشاء وكل ما فعلته لي ، أشكرك على حياتي " . ابتسم " لا تشكر على واجب ،، سأصحبك للباب " كان باللوبي أناس قليلون ، وكان الجو باردًا فيه أكثر من غرفة الطعام ، تبعت كاترين زاشارى للأبواب الخارجية بالقرب من الشارع الذي كان الثلج يتساقط عليه ، فقالت : - هل أنت متأكد من أن القيادة آمنة الآن ؟ أيبعد الكوخ كثيرًا عن هنا ؟ - ليس بعيدًا ،، وقد قدت في جو أسوأ من ذلك سابقا " ثم وضع يده على كتفيها " أتمنى لك حياة سعيدة مع كالوم " بالطبع ستسعد مع كالوم ، هكذا حدثت نفسها ثم قالت له : " اعتني 57 بنفسك على الجبال ،، ولا تمت وأنت صغير السن كبن ستورى وأصدقائك الآخرين " ثم همست " أرجوك " ربما أساء فهمها أو فهمهما ، انتقلت يده من كتفيها إلى شعرها ثم تملكه إحساس بالغضب ثم وجد نفسه يضع شفتيه على شفتيها . أحست في قبلته بمزيج من الغضب والعاطفة والحزن فأحاطته بذراعيها استجابة للإحساس الذي سرى جسدها . ثم وضع يديه على كتفيها وابعد جسمها عنه ، بالطبع كانت ترى الحركة في اللوبي حولها والناس الذين يتحركون حولها لكنها لم تركز إلا على الشرر المتطاير من عيني زاشارى الخضراء ، قال بصوت متحشرج : " هل هذا بسبب عرفانك بالجميل " بلعت ريقها : أنا فقط ... كانت ليلة جميلة ، مع السلامة ضحك ضحكة بسيطة " بالتأكيد أعطيتني قبلة المساء السعيد " ثم استدار وتوجه للباب وفتحه . أحست بالهواء البارد يصل إلى عظامها : نظر وراءه للحظة وقال لها والثلج يتساقط من حوله " مع السلامة يا كاترين " وذهب . ظلت مستيقظة على سريرها أغلب الليل وهي تحاول التركيز في الأفكار التي تطرأ لها عن خطيبها لكنها فشلت . وبدلاً من ذلك وجدت نفسها تفكر في الوجه الداكن والعيون الخضراء العميقة وتستعيد ذاكرتها من آن لآخر القبلة التي حدثت في اللوبي الخارجي ذو الهواء البارد . استيقظت مبكرًا وارتدت ملابس ثقيلة وخرجت لتجد عالم من الجليد . ووجدت السيارات في الموقف محاطة بالثلج ومع هذا ركبت الباص الذي 58 |
أوصلها ل ( تابو ) حيث الطائرة التي ستنقلها إلى أوكلاندا ، كانت درجة الحرارة منخفضة للغاية . ترك لها كالوم رسالة حب على آلة الرد على المكالمات التليفونية ( الأنسر ماشين ) ووعدها بالاتصال في المساء . أفرغت كاترين ما بحقيبتها واستحمت ونظفت الثلاجة . ورمت بعض الفواكه والجبن التي قد فسدت أثناء فترة غيابها ، لم تعتد على الاحتفاظ بطعام كثير في أي وقت . - فقد كانت تفضل الخضروات الطازجة عندما تنوي الطبخ . لكنها اشترت لبنًا وخمس بيضات أثناء عودتها للمنزل صنعت توست فرنسي وذكرت نفسها بأنها يجب أن تصنع رغيفا آخر لأن المتبقي عندها ثلاثة شرائح فقط . وسخنت الشوربة ثم اغتسلت . وعندما وصل كالوم حاملاً باقة من الزهور شكرته وقالت سأضعهم في الزهرية . أمسكها قبل أن تبتعد " انتظري دقيقة " كان مبتسمًا وجذبها بين ذراعية فأجبرت نفسها على الابتسام واستجابت لقبلته الطويلة . وعندما أنهى ضغط شفتيه ابتعدت وقالت ستستمتع بمنظر زهورك الجميلة . تركها تذهب " وهو كذلك ، ضعيهم في بعض الماء وعودي بسرعة هل تمانعين أن أرى مباراة الرجبي في التلفزيون قليلاً بين فريق أول بلاكز ... " " بالطبع لا ، شغل التليفزيون " لم تكن مغرمة كثيرًا برؤية المباريات ، لكن ما كالوم كانت المشاهدة أشبه بالواجب المقدس . أحضرت زهرية ورتبت الزهور ووضعتها في المنضدة التي في أحد الأركان 59 تلك المنضدة التي أحضرتها من سنغافورة . كان سجاد الشقة يبدو عليه التقليدية لكن الأثاث المتنوع الألوان الذي جمعته خلال رحلاتها أعطى للشقة شخصية متميزة . دون أن يحول عينيه عن الشاشة أمد يده لها فجلست بجانبه على الأريكة ، وضع ذراعه على كتفيها وتحسس رقبتها حتى ارتفع صوت المعلق " يا لها من محاولة ، لكنها خابت " . ضغط على جسمها مرة أخرى بذراعه وعندما قطع الإعلام المباراة قبلها مرة أخرى . لكن بمجرد أن سمع التعليق على المباراة حتى عاد للنظر للشاشة مرة أخرى . وقال وهو ينظر للشاشة . - كيف كانت رحلتك . - جميلة ، كان الجو لطيفًا ، وقد تحسنت في التزحلق عل الجليد . - عظيم ، هاي ، لا يستطيع أن يفعل ذلك ، الكرة تسلل ماذا حدث للحكم ؟ بعد خمس دقائق عاد لكاترين : ألم تصابي بالأنفلونزا ؟ - لا ، شفيت منها بمجرد أن وصلت – ما أنا سعيد وقبلها ثانية ووضع كلا ذراعية عليها وجذبها نحوه " لقد افتقدتك " . - أنا أفتقدك أيضًا . لم يكن منتبهًا عندما سمع صياحًا من الجماهير في التلفزيون فأدار رأسه نحوه ثم قال : آسف ، أين توقفنا ؟ ضحكت كاترين " شاهد المباراة وأنا سأذهب 60 لإعداد وجبة العشاء " - أنت أعظم امرأة متفهمة في العالم . ابتسمت له كاترين وذهبت للمطبخ ، كانت تحب كالوم أنه يعاملها كامرأة عادية وليست كآلهة : الرجال الآخرون كانوا يحاولون التأثير عليها بأخذها للمطاعم الفاخرة والملاهي الغالية أما هو فكان يفضل الليل الهادئ في شقتها أو في شقته الكائنة بوسط المدينة وكان يحب طبيخها وكانت تستمتع بذلك . وعزمت أن تنسى الأسبوع الماضي وأخذت البيض واللبن من الثلاجة وحاولت نسيان زاشارى وقالت لنفسها انه مجرد رجل قضت معه وقتًا ممتعًا لكنه غير هام في حياتها . فقط شخص ندين له بجميل . والآن وقد عرفت من كان يأتي لها في أحلامها فلن تزعجها هذه الأحلام مرة أخرى وستعاود حياتها بدون قلق . وبدأت في كسر البيض وتقليبه وسمعت صياحًا آخر من غرفة الجلوس صياح الجماهير وكالوم . ابتسمت ، الآن تعود حياتها لطبيعتها . وبعد عشرين دقيقة عادت لكالوم بالوجبة ، وكانت نشرة الأخبار تذاع " ... تهتم الحكومة بإلقاء دافعي الضرائب في النهر " كانت كاترين واقفة وكان طبقها في يدها بينما كانت المذيعة مستمرة في حديثها " متسلق الجبال الذي نجا من الموت أثناء تسلقه لجبال الهمالايا العام 61 الماضي تعرض لحادث آخر بالقرب من منزلة . تابعونا في التاسعة والنصف لمزيد من التفاصيل " تجمدت كاترين ونظرها معلق على الشاشة : " متسلق جبال ... زاشارى ؟ هل أصيب ؟ " قال كالوم والطعام في فمه " أجلسي يا حبيبتي ، إنه لذيذ " . - كالوم ؟ - ممم ؟ - هل ذكروا ذلك من قبل ؟؟ متسلق الجبال ؟ هل قالوا من هو ؟ هز رأسه " لا تشغلي بالك " ونظر لها " ماذا حدث ؟ لم أكن أعرف أنك تعرفين أي متسلقين للجبال . - أعرف زاشارى بالانتين . - نعم ، لقد تحدثنا معه من قبل ذات مرة ،، لكن هذا لا يجعله صديقنا ، أليس كذلك ؟ أعني أنني سأنزعج إذا سمعت انه أصيب أو حدث له شئ ، لكن ... " - لا ، أنا قابلته في منطقة التزحلق على الجليد ،، قابلته مرة أخرى . - لم تخبريني بذلك . - لم تكن هناك مناسبة لذكر ذلك فقد كنت مركزًا في المباراة ! بدا على وجهه الاهتمام " حبيبتي ، أنا آسف ، لم أكن أعرف أنك تريدين الحديث معي " أمسك بالريموت كنترول " أداة التحكم عن بعد " وأغلق التلفزيون . 62 |
الساعة الآن 12:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية